(الجزيرة) |
ملخص وتنطلق الورقة من فرضية أساسية مفادها: أن إيران لن تتخلى عن دورها وحضورها في الساحة الفلسطينية، لكنها ستغيِّر من أدواتها وقائمة حلفائها، وصناعة قوى وكيانات موازية في الساحة الفلسطينية، وداخليًّا ستتراجع الرواية الداعمة للقضية الفلسطينية ذات الصبغة الأيديولوجية والشعاراتية، التي يتبنَّاها ويعيد إنتاجها تيار سياسي، يتراجع تأثيره في السياسة الإيرانية اليوم، لصالح تيار روحاني الذي يدعم بقوة مسار التقارب الإيراني-الأميركي، ويبحث عن أدوار جديدة لإيران وفق طرح "التعاون البنَّاء"، وضمن هذا الطرح سيوثِّق علاقاته بالسلطة الفلسطينية. أمَّا بالنسبة للحركتين فهما، ورغم الخلاف، تدركان ثقل إيران ودورها السياسي، وإن كانتا لا تدفعان نحو قطع العلاقة مع إيران، لكنهما تعملان على إعادة تعريفها ووضع شروطها. وتخلص الورقة إلى أن إعادة توصيف العلاقة مع إيران من قبل حركات المقاومة الفلسطينية ذات التوجه الإسلامي، يعني في جزء كبير منه خروج المقاومة الفلسطينية من أطر المحاور السياسية في المنطقة (محور المقاومة)، ووضع نفسها خارج حالة الاستقطاب والاصطفاف السياسي ضمن ما تسميه "مشروع المقاومة". |
تجاوزت حركات المقاومة الفلسطينية (حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي)، مرحلة الجدال حول التأثير الذي تركته الثورة الإسلامية في إيران على توجه وأداء الحركتين، وهما إلى اليوم لا تنكران التأثير الكبير الذي تركه الفكر الثوري الإيراني عليهما، وهو الفكر الذي شكَّلت القضية الفسطينية (بوصفها قضية المستضعفين الأولى) أساسًا ومنطلقًا فيه. لكن توصيف العلاقة خلال السنوات الأخيرة بات محكومًا بمحددات أخرى غير التي حكمت الفترات السابقة من العلاقة. وجاء ذلك بفعل عدد من التغيرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة، وبفعل التغييرات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية نفسها، بعضها يتعلق بالمجتمع الإيراني، وبعضها الآخر يتعلق بطبيعة الدور الإيراني في المنطقة، وموقف الحركتين "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من هذا الدور.
وبعد أن مرَّت العلاقات بمراحل كانت صبغتها الأساسية التعاون والدعم، دخلت عقب الثورة السورية، مرحلة جديدة، كما أنها أخذت بُعدًا آخر عقب تطور المواجهة في اليمن، جاء محكومًا بالنفوذ والحضور الإقليمي لإيران وهو ما فرض محددات جديدة، تبدو مرتبطة بصورة أو بأخرى بتغيير الأولويات في السياسة الخارجية الإيرانية؛ حيث تصدَّر الملف النووي الإيراني والسعي لإنهاء العقوبات المفروضة على إيران سُلَّم الأولويات الإيرانية. وعلى الرغم من تغيير الأولويات الذي أشرنا إليه، إلا أن إيران ستبقى حريصة على حضورها في الساحة الفلسطينية، وهذا الحضور له أسبابه ودوافعه في وقت تسعى فيه إيران لإنتزاع إقرار عالمي وإقليمي بشرعية دورها في المنطقة. وفي المقابل، فإن حركات المقاومة الفلسطينية لا تبدو هي الأخرى راغبة في قطع العلاقة مع إيران، لكنها بالتأكيد تريد إعادة تعريفها، وهو ما يجري فعليًّا اليوم، وهو ما تكشفه التجاذبات التي تتمثل في تبادل التصريحات حول أهمية العلاقة لكنها تصريحات تحمل في الوقت ذاته نقدًا مبطنًا أحيانًا، وعلنيًّا أحيانًا أخرى، يمارسه كل طرف بحق الآخر.
تسعى هذه الورقة إلى مناقشة أبعاد العلاقة بين إيران وحركتي حماس والجهاد الإسلامي بالنظر إلى جملة من المحددات، وأهمها: الثورة السورية، ومفاوضات إيران مع الغرب والاتفاق النووي، والدور الإيراني في المنطقة، والتنافس الإيراني-السعودي. كما تسعى إلى وضع تصور لتوجهات الفاعلين فيما يتعلق بمستقبل هذه العلاقة.
مدخل لفهم العلاقة
يمكن فهم الإعجاب بالنموذج الإيراني الذي يُسجَّل للحركتين أحيانًا ويسجَّل عليهما أحيانًا أخرى، إذا ما تم تأطيره ضمن حدوده المنطقية بالتوقف عند الثورة الإيرانية كنموذج للتغيير وجد نجاحًا على الأرض، وهذا البُعد "التغييري" قد يكون المحدد الأبرز في جعل قادة الحركتين يتوجهون نحو إيران، ويتحمسون للعلاقة معها. ولم يأتِ إعجاب حركات المقاومة الفلسطينية بالنموذج الإيراني، أو "الافتتان به" كما يأتي في بعض النقد، بعيدًا عن "فلسطين" بوصفها عنوانًا للنضال في أدبيات وشعارات الثورة الإيرانية نفسها، وهو ما نجده واضحًا في النصوص الدستورية والتشريعية الإيرانية. وبناء عليه جاء توجه "حماس" و"الجهاد الإسلامي" نحو إيران بوصفها دولة تمتلك بيئة داعمة وتوجها مؤيدًا للقضية الفلسطينية التي تحتاج إلى حشد الأنصار والمؤيدين والداعمين.
ينص الدستور الإيراني، وهو الأساس في توجيه السياسة الخارجية، على أن حماية المستضعفين وظيفة من الوظائف الأساسية للدولة؛ تقول المادة (11) من الدستور: إن حكومة الجمهورية الإسلامية موظَّفة بصياغة سياستها العامة طبقًا لما يمليه أساس الائتلاف واتحاد الشعوب الإسلامية وعليها أن تسعى لتحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية للعالم الإسلامي. وتنص المادة (152) على أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية يجب أن تُبنى على أساس رفض أي نوع من أنواع فرض الهيمنة أو قبولها.. وملزمة بالدفاع عن "حقوق المسلمين كافة". وكذلك المادة (154) التي تنص على أن الجمهورية الإسلامية، وفي الوقت الذي تلتزم فيه بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، فإنها مكلفة بدعم وحماية حق المستضعفين أمام المستكبرين(1). وتأتي هذه المبادي منسجمة مع الرؤية الأيديولوجية لإيران الإسلامية، فحماية المستضعفين مبدأ أساسي من مباديء الثورة الإسلامية وركن مهم في فكر الخميني الثوري ورؤيته للعلاقة بين عالم "الاستكبار" وعالم "الاستضعاف"، وينظر إليها في الوقت ذاته كوظيفة دينية ترجِّح في الكثير من القضايا المصالح القيمية على المصالح المادية، وبناء عليه فإن الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية والنظر إلى إسرائيل ككيان غير مشروع ومعارضة عملية السلام غير العادلة هي في حقيقتها مواقف تنسجم مع الأسس النظرية والثورية لإيران وتُعد مصاديق مهمة للفكر الذي تقول إيران إنها تتبنَّاه رسميًّا(2). لكن هذا التحالف لا يُنظر إليه معزولًا عن الأجندة السياسية الإيرانية وتعريفها لمصالحها القومية بصورة رئيسة. ويُطرح خيار المصالح هذا بالرغم من أن القضية الفلسطينية شكَّلت على الدوام جزءًا رئيسًا من الخطاب السياسي للثورة الإسلامية، بصورة متوازية مع معاداة إسرائيل والسياسة الأميركية تجاه فلسطين، وهو ما انعكس بدعم الحركات التي تعارض هذه السياسة.
وقد تكون المعطيات السابقة، وغياب النموذج التغييري في العالم العربي، هو ماجعل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وهي حليف قديم لإيران، وحركة حماس، التي تنتمي في فكرها وجذورها إلى جماعة الإخوان المسلمين يعيدان إنتاج الخطاب الثوري الإيراني فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل بلغة تستعيد أبعادًا أيديولوجية وُلِدت مع الخطاب السياسي للثورة الإيرانية منذ البدايات وترافقت معه إلى اليوم.
"الهوية السنِّية" وإيران الإسلامية
ترى حركة حماس وكذلك حركة الجهاد الإسلامي أن علاقتهما بإيران لا يشوبها أي غموض فهما "حركتان سنِّيتان من الناحية المذهبية(3)، والكل يعرف ذلك وإيران تعرف ذلك"، وما يربطهما بإيران من الناحية الفكرية وحتى السياسية هو الإسلام وفلسطين فإيران دولة إسلامية ترفع شعار الإسلام وشعار الدفاع عن القضية الفلسطينية(4).
وتتحدث الحركتان عن كونهما حركتي تحرر إسلاميتين فلسطينيتين مستقلتين، هدفهما تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وليس لهما أجندة خارج هذا الهدف المركزي، وهما إذ "تطلبان الدعم والتأييد للقضية وهي المركزية لعموم العرب والمسلمين ببرهان القرآن والتاريخ والواقع، إنما تطلبانه لقضية لها في كل عنق مسلم واجب وعهد، فالجهاد لأجل تحريرها واجب على كل مسلم ما دامت الكفاية غير متحققة في أهل فلسطين ومَن جاورها"(5). وتتفق الحركتان مع قادة النظام في إيران على أن المسائل التي يجب الاهتمام بها في هذا الوقت، ليس بحث الخلافات التاريخية، والبقاء في أَسْر الخلافات المذهبية والسياسية "نحن مسؤولون عن الواقع "تِلْكَ أُمَّة قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ"(6)؛ فالله سوف يسألنا عن القدس يسألنا عن المستضعفين في الأرض يسألنا عن أمتنا الممزقة.. وليس التاريخ"(7). والاتفاق الموجود من الناحية الفكرية فيما يتعلق بفلسطين موجود أيضًا من الناحية السياسية حيث يرى الجانبان أن الطريقة الأمثل لمواجهة المحتل هي المقاومة بكافة أشكالها.
ورغم العنوان النضالي العريض، إلا أن الدعم الإيراني للقوى الموجودة في الساحة الفلسطينية حمل محددات، أبرزها: الانتشار والحضور، والمشروعية السنِّية؛ ولذلك حظيت حركة حماس بدعم أكبر ماليًّا وعسكريًّا من الدعم الذي قدمته إيران لحركة الجهاد الإسلامي، التي طالما وُصفت بأنها الأقرب لإيران.
الجهاد الإسلامي: هوية الحركة
لفترة طويلة كانت حركة الجهاد الإسلامي تُصنَّف على أنها الحليف التقليدي الأقرب إلى طهران، على الرغم من أن المساعدة التي كانت تتلقاها تقلُّ كثيرًا مقارنة بما كانت حماس تتلقاه من إيران، ويعود ذلك للطريقة التي تقرأ بها إيران الساحة الفلسطينية والمحددات التي تحكم سياستها في هذا المجال. وبقيت الصورة التي رُسمت للعلاقة بين الحركة وإيران لفترة قريبة، محكومة بالصورة التي تكونت مع بداية ونشأة هذه الحركة. لا تنكر الحركة تأثرها الشديد بفكر الخميني، ويجد ذلك مصاديقه الواضحة في فكر مؤسسها والأمين السابق لها الشهيد فتحي الشقاقي، مؤلِّف كتاب "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"؛ فالكتاب الذي جاء بعد مدة قصيرة من انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية لا يُخفي إعجاب الشقاقي بالثورة الإسلامية بل يرى إمكانية تطبيقها في فلسطين(8).
والحقيقة أن فكر حركة الجهاد الإسلامي أجرى عملية مزاوجة بين فكر حسن البنا الإصلاحي وفكر الخميني الثوري ولذلك لايمكن إغفال وجود مرجعية تعود بجذورها إلى حركة الإخوان المسلمين إلى جانب مرجعية ثورية خمينية، وهنا نركز على أن "البُعد الثوري" تحديدًا هو الذي شكَّل مرجعية من مرجعيات الحركة دون الأبعاد الأخرى، وربما يعود ذلك إلى القراءة المختلفة التي قدمها الشقاقي للفكر الشيعي، لكن الشقاقي نفسه كان حاسمًا فيما يتعلق بـ"الهوية السنِّيَّة للحركة" وخاض بشأنها نقاشات صريحة مع الإيرانيين سبَّبت توترًا معهم قبل استشهاده(9). وكان لنجاح ثورة الخميني بأبعادها الإسلامية أكبر الأثر على حركة الجهاد التي كانت تبحث عن بديل إسلامي ثوري لتحرير فلسطين، ولعل هذا التأثر وهذه الخصوصيات هو ما أوجد علاقة عميقة واستراتيجية بين إيران والجهاد الإسلامي(10). تجد داخل صفوف حركة الجهاد الإسلامي من يجادل سياسيًّا بأن نظام الحكم في إيران من الناحية الواقعية هو الأقرب للنظرية السنِّية المبنية على الشورى في اختيار الحاكم منها إلى النظرية الشيعية المبنية على التعيين الإلهي(11). وفي إطار الواقع فالجانبان متفقان على أن "فلسطين أرض مباركة هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأن اليهود مغتصبون لأرض إسلامية، وواجب الدفاع عن شعبها وتحرير أرضها واجب إسلامي قبل أن يكون أمرًا سياسيًّا يخضع لحساب هنا أو مصلحة هناك"(12).
وإلى اليوم يمكن للحركة أن تعدِّد نقاط الالتقاء والتقاطع بين حركات المقاومة الفلسطينية وإيران، وفي مقدمتها موقع فلسطين في الصراع، وتنظر إليها كونها نقطة اشتراك كبيرة؛ "حيث إن الجمهورية الإسلامية تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة ولذلك جعلت من إسرائيل نقطة مركزية للمواجهة باعتبارها رأس المشروع الغربي في المنطقة"(13).
في أكثر من مناسبة، رفضت حركة الجهاد الإسلامي، اتهام صانع القرار في إيران بـ"توظيف القضية الفلسطينية" لخدمة دور إيران وحضورها في المنطقة "فلو كان الإيرانيون -كما يتصور البعض- يسعون من أجل النفوذ في المنطقة لتخلوا عن هذا الأمر أو على الأقل لوقفوا محايدين أو مساندين للقيادة الرسمية للشعب الفلسطيني ولحصلوا على امتيازات كبيرة في المنطقة"(14)، لكن هذا الدفاع الصلب، قد لا نجده اليوم في تصريحات قادة الجهاد ومواقفهم من العلاقة مع إيران، وإن كانت ما زالت حذرة وتُصاغ بعناية مؤكدة الحرص على العلاقة وأهميتها بالنسبة لحركة النضال في فلسطين.
والتشديد على"هويتها السنِّية"، جعلها تتخذ موقفًا حاسمًا من قيادات تشيَّعت من صفوفها، ومن أبرزهم: الشهيد محمد شحادة الذي لُفَّت جنازته بعلم حزب الله(15)، وهشام سالم الذي انشقَّ عن الحركة وصار من أبرز قادة حركة "الصابرين" التي نشأت حديثًا على الأرض الفلسطينية وسط اتهامات بكونها "حركة شيعية مرتبطة بإيران"(16).
توتر العلاقة
رغم تبادل التصريحات بالتأكيد على متانة العلاقة بين حركة الجهاد الإسلامي وإيران، يوجد مؤشرات عدة، تقول: إن حركة الجهاد الإسلامي قد دخلت أزمة مالية حقيقية(17)، وفي الوقت ذاته أزمة في علاقاتها مع طهران، رغم نفي الحركة تأكيد ما إذا كانت إيران قد أوقفت تمويلها لحركة الجهاد الإسلامي، بسبب عدم دعمها للحوثيين في اليمن أو الرفض العلني للحرب السعودية ضدهم في اليمن، وإن كان هناك اعتراف بأن "الاستقطاب السياسي في اليمن أدى إلى تأخر وصول التمويل"(18).
ومن أهم المؤشرات على وجود أزمة مالية وأزمة في العلاقة مع إيران:
-
قامت الحركة بتسريح موظفين وتقليص عدد العاملين في عدد من مؤسساتها.
-
أغلقت وسائل إعلام تابعة لها، وأوقفت بثَّ قناة "فلسطين اليوم".
-
لم يستلم موظفوها رواتبهم منذ شهور.
-
أُصيب القطاع الخيري في الحركة بالشلل التام.
وهذا كله جاء نتيجة توقف الدعم المالي الإيراني للحركة التي كانت توصف بأنها الأقرب لإيران فلسطينيًّا، ويمكن القول، استنادًا إلى هذه المعطيات: إن توقف الدعم يعكس أزمة حادة بين الحركة وإيران بعد عقود من العلاقات القوية(19)، لم تفلح وساطة حزب الله في تلافيها أو تأجيلها، وأرجعت مصادر فلسطينية الأزمة إلى "رفض الحركة لطلب إيراني بإصدار بيان واضح في شأن الأزمة باليمن يدعم من خلاله الحوثيين ويرفض الهجوم السعودي-الخليجي، وهو ما رفضته حركة الجهاد وأكدت مواقفها بالتزام الحياد"(20).
أسباب الأزمة: أسباب توقف الدعم
يسوق بعض المحللين ثقل الحمل المالي الذي باتت تتحمله إيران نتيجة حضورها بصورة غير مسبوقة في ساحات إقليمية تستنزفها بصورة كبيرة، كسبب رئيسي لتوقف الدعم الاقتصادي للحركة، وقد يكون ذلك الطرح وجيهًا خاصة مع اتساع رقعة الاستنزاف الإيراني، لكنه ليس السبب الأساسي في ذلك، فالساحة الفلسطينية تبقى من الساحات المهمة سياسيًّا وعقائديًّا بالنسبة لإيران، ولا يمكن أن تكون الضائقة المالية الإيرانية هي السبب الأول لتُلحق طهران حركة الجهاد بحركة حماس في قطع الدعم المالي. كما يمكننا إسقاط التفسير الذي قدمته الحركة إعلاميًّا بالعجز عن إيجاد طريقة لإدخال الأموال إلى غزة؛ حيث إن الوضع القائم في غزة قديم ولم تحدث تطورات جديدة يمكن أن تكون مسؤولة عن ذلك. وتبعًا لذلك فالسبب الأساسي يتمحور في عدة اتجاهات، هي:
-
الأول: موقف حركة الجهاد الإسلامي من مجمل النزاع الدائر في المنطقة، واستمرار الحركة في محاولة النأي بنفسها عن الدخول كطرف في النزاع، ورغم نفي الحركة إلا أن مصادر عديدة تقول بأن الخلاف جاء عقب طلب إيراني من الجهاد إصدار بيان واضح بشأن الأزمة في اليمن تدعم من خلاله الحوثيين وترفض الهجوم السعودي-الخليجي وهو ما رفضته حركة الجهاد وأكدت على مواقفها بالتزام الحياد، ورغم حرص الحركة على تقديم أجوبة دبلوماسية حذرة بشأن الأزمة إلا أن الأقلام المؤيدة للمحور الإيراني بدأت بمهاجمتها، واتهامها بأنها "تحذو حذو حماس في نقض مرجعيتها"(21)، فموقف الحركة من "العدوان على اليمن مثلًا، موقف مرفوض ولا يمكن تبريره من الناحية الدينية بالمطلق، والقول: إن "التزام الصمت" من باب التقيَّة، يجنِّب الحركة التدخل في أي شأن عربي.. لأن من يُذبح في اليمن هو شعب عربي مسلم ومسالم لم يعتدِ على "السعودية" ولم يهدِّد نظامها أو يضرب أمنها ويزعزع استقرارها...."(22). ويعزز من وجود الخلاف بشأن اليمن النفي الذي صدر عن الحركة لتصريحات نسبتها إذاعة إيرانية لقيادة في الجهاد تدعم "الحوثيين"، وأكَّدت بشدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي(23)، كما أن قادة الحركة سجَّلوا أكثر من مرة موقفًا ناقدًا للسياسة الإيرانية في العراق وسوريا أثناء اجتماعات مغلقة مع قيادات أمنية إيرانية.
-
الثاني: يتعلق بذات العلاقة بين الحركة وإيران؛ فقد أغضب قياداتِ الجهاد الإسلامي محاولاتٌ إيرانية لبناء مجموعات ضغط داخل الحركة، واستقطاب مجموعات لبناء كيانات موازية في صفوف الجهاد(24)؛ فقد اعترضت حركة الجهاد الإسلامي بشدة على ما أسمته: تشكيل جيب تنظيمي موازٍ للحركة ومنفصل عنها هو "حركة الصابرين"، وقالت: إن هناك دعمًا إيرانيًّا خفيًّا لمجموعات مفصولة منها(25).
-
الثالث: ويتعلق بتغير ترتيب سُلَّم الأولويات الإيراني، وهذا واضح في سياسة روحاني الخارجية، فقد تراجعت القضية الفلسطينية في سلم الاهتمامات وإن لم تسقط منها، وتقدم على ذلك العلاقة مع الغرب وحل مشكلة الملف النووي وإنهاء العقوبات.
بينت حركة الجهاد موقفها من الأنباء والتحليلات التي تناولت قطع الدعم، في بيان أصدرته في 28 أيار/ مايو 2015، وقالت أنها تناولتها بكثير من "الخلط والإثارة"، وحصرت ردها بالنقاط التالية:
-
إن الشعب الفلسطيني كله في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة المحاصر، يعاني من ضائقة مالية واقتصادية قاتلة جراء الحصار الظالم والاحتلال، والحركة جزء من هذا الشعب تعاني ونكابد ما يعانيه. وإن هذه المعاناة ليست جديدة، وهي نتاج الظروف المعقدة التي تمر به القضية والأمة.
-
حركة الجهاد حركة مقاومة، لها خطها النضالي المعروف، وقرارها السياسي المستقل، ولا أحد يملي عليها خياراتها ومواقفها، وأن علاقاتنا مع الجميع تقوم على الاحترام المتبادل.
-
التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي أو إسلامي أو أجنبي، وعدم الزج بفلسطين وقضيتها ومقاومتها في أي صراع أو نزاع بين أبناء الأمة.
-
رفض جعل إيران، البلد المسلم، عدواً للعرب والمسلمين، لأن العدو الأول والتاريخي للأمة هو الكيان الصهيوني. و"يجب أن لا ننسى أو نغفل عما قدمته إيران من دعم لفلسطين وحركات المقاومة".
أفق العلاقة
لا تملك حركة الجهاد الإسلامي ماليًّا وسياسيًّا هامشًا للتحرك ومواجهة الأزمة كالذي تملكه حركة حماس، رغم أنها سبق ومرت بأزمة مالية عام 2009 استمرت لخمسة أشهر؛ ولذلك فإن توقف الدعم الإيراني سيترك تأثيرات عميقة على أداء الحركة وربما توجهاتها وعلاقاتها الإقليمية. قد تنجح الوساطة في رأب شُقَّة الخلاف وإعادة الدعم المالي، الذي وإن عاد لن يكون بالشكل السابق، كما أن الحركة قد تنجح في إيجاد دعم بديل ضمان طرح "مشروع المقاومة" الذي بدأ الأمين العام للحركة د. رمضان شلح "التنظير" له. وفي المحصلة، فإن هذه الأزمة لن تنتهي بدون تأثيرات على مستقبل العلاقة بين حركة الجهاد الإسلامي وإيران.
حماس وإيران: البحث عن القواسم مشتركة
رغم أن العلاقة بين حركة حماس وإيران تعد أكثر حداثة من حركة الجهاد الإسلامي وتعود في تاريخها إلى عقد التسعينات من القرن العشرين، إلا أنها شهدت، بصورة متسارعة، توثيقًا لعُرى العلاقة بين الجانبين وانعكس ذلك على دعم مالي ولوجستي كبير قدَّمته إيران للحركة التي عانت من التضييق والمحاصرة عربيًّا. تعود حركة حماس في جذورها وأطرها المرجعية إلى حركة الإخوان المسلمين، لكن الحركة تمتلك قواسم مشتركة في علاقتها مع إيران؛ ففلسطين في فكر الحركة هي المرجعية التي تحكم علاقاتها مع الخارج ومن ضمن ذلك إيران.
لا تنكر الحركة وجود مصالح مشتركة مع الجمهورية الإسلامية، ولم تُخفِ تلقيها الدعم المادي والمعنوي من الإيرانيين، وشكرت إيران على دعمها في أكثر من مناسبة. ومما لا شك فيه أن إيران استطاعت من خلال علاقتها مع حماس التأثيرَ والمشاركة في المعادلات السياسية في المنطقة. تشترك حماس مع الجمهورية الإسلامية في النظر إلى إسرائيل ككيان غاصب وغير قانوني قائم على الإحلالية(26)، ورغم كل الطروحات المتعلقة بدخول حماس في عملية تفاوضية مع اسرائيل(27) إلا أن الموقف الرسمي للحركة إلى اليوم لا يزال يدور في إطار أن أية عملية تفاوض لن تعود بنتيجة سوى بإعطاء شرعية لهذا الكيان ومنح الأمن له. وسعت إيران لدعم حركة حماس كمرجعية بديلة وممثلة للشعب الفلسطيني يحل محل حركة فتح(28).
وتُصنَّف العلاقة بين حركة حماس وإيران بأنها أكثر تعقيدًا من العلاقة بين حزب الله وإيران، خاصة وأن حركة مثل حماس تُعتبر أحد أبرز فروع الإسلام السياسي السُّنِّي في المنطقة(29)، وامتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين السنِّية الكبرى، لكن ذلك التعقيد لم يجعل حماس تسْلَم من الاتهام بـ"العمالة لإيران"(30).
ولعل هذه الإتهامات هي ما يدفع رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشغل، لأن يؤكِّد أن العلاقة التي تربط بين الحانبين هي علاقة "مصالح سياسية" وأن الحركة "مستقلة القرار"(31)، وأن توطيد علاقتها بإيران هو نتيجة طبيعية للخصومة التي تُبديها الحكومات العربية ضدها(32). وترفض الحركة الاتهام بأن "إيران تستخدمها كأداة" و"عارضت الرغبة الإيرانية في أكثر من محطة سياسية"، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: المشاركة في انتخابات 2006؛ فقد خاضت حماس الانتخابات على الرغم من أن إيران طلبت منها عدم المشاركة فيها وجرى هذا الطلب في اجتماع لقادة الحركة مع مجلس الأمن القومي والخارجية الإيرانية، وحدث الأمر ذاته عقب محادثات واي ريفر 1996، إذ حاول المسؤولون الإيرانيون خلق منبر ضد مشاركة سوريا من خلال حركة حماس وهو ما رفضته الحركة(33).
الحالة السورية وتبعاتها
أخذت العلاقة بين إيران وحركة حماس منحى مختلفًا عقب شهور قليلة من اندلاع الثورة السورية عندما قررت الحركة دعم "تطلعات وآمال الشعب السوري"(34)، دون أن تهاجم النظام السوري؛ فهذا الدعم وفق البيان يأتي بما "يحفظ استقرار سوريا وتماسكها الداخلي ويعزِّز دورها في صفِّ المواجهة والممانعة"(35).
بدت الحركة حذرة في التعامل مع الحالة السورية، وتجنَّبت منح النظام السوري أية شرعية لاستخدامه العنف والقوة المسلحة ضد الحراك السلمي الذي اشتُهرت به الثورة السورية في أشهرها الأولى؛ حيث تجنَّب خالد مشعل الظهور مع الرئيس بشار الأسد في لقاءات ثنائية إعلامية "دعائية" في دمشق، محاولًا وقيادة الحركة السعي للتوسط بين النظام والقوى الثورية خاصة في درعا ومنطقة حوران، إلا أن رفض النظام وإصراره على معالجة الأمر أمنيًّا وبالقوة المسلحة دفع الحركة إلى الخروج من سوريا رغبة منها في عدم التدخل أو الانزلاق في الشأن السوري الداخلي(36).
ورغم التباين في المواقف في سوريا، ورفض حماس مطالب إيرانية بدعم الأسد، بقيت حماس تؤكد على أهمية العلاقة مع إيران، وبقيت إيران تواظب على وصف الحركة بـ"المقاومة"، واستمرت اللقاءات بمستويات منخفضة، واستمر تمثيل الحركة من خلال مكتبها في طهران. لكن الإحجام عن مهاجمة حماس وقادتها لم يستمر، وجرى قطع مساعدات إيران للحركة والتي قالت بعض المصادر: إنها وصلت إلى 24 مليون دولار شهريًّا(37)، وبدأت بمهاجمة خالد مشعل عبر وسائل إعلام محسوبة على أشخاص مقرَّبين من الحرس الثوري، وصفته بأنه "خائن يتظاهر بالمقاومة"، ودخلت وسائل الإعلام الإيرانية لعبة الشماتة بسقوط الرئيس محمد مرسي، وتبعًا لذلك الشماتة من حماس لعلاقتها القوية مع حركة الإخوان المسلمين في مصر. وبدأت الاتهامات تُكال للحركة بواسطة وسائل إعلام مقربة من إيران، قالت بأن حماس "ألقت السلاح"، وهو الاتهام الذي ما لبث أن تهاوي أمام العدوان الإسرائيلي على غزة (البنيان المرصوص) والذي استمرَّ أكثر من 50 يومًا، واستطاعت الحركة أن تصمد دون الدعم الإيراني.
وعقب العدوان بدأت إيران بالتحرك نحو حماس ومحاولة إعادة العلاقة، وجرت لقاءات عالية المستوى بين الطرفين، وبدأ حديث عن زيارة مرتقبة لخالد مشعل إلى طهران، لم تَجْرِ إلى اليوم، بسبب خلافات حول برنامج الزيارة والشخصيات التي سيقابلها مشعل، وهو ما ظهر واضحًا في تصريحات مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية، حسين شيخ الإسلام: "ترتيبات زيارة مشعل هي مسؤولية أصحاب البلد، متعهِّدًا أنه في اللحظة التي يقرر مشعل المجيء فيها ستقدِّم طهران أفضل استقبال له"، غير أنه أكَّد أن بلاده لا تقبل بأي شرط لقدومه "مشعل بنفسه يحدد إذا كان هذا الوقت مناسبًا لزيارته أم لا، أي ضيوف يريدون أن يأتوا، فإن استقبالهم وظيفتنا وليس مهمتهم أن يضعوا قواعد الاستقبال ويقولوا لنا كيف نستقبلهم"، مكمِّلًا: "نحن في ثقافتنا من العيب أن يشترط الضيف أين سيجلس أو يذهب"(38).
ويبدو أن إيران تركِّز هجومها على خالد مشعل، وتحاول تصوير الأمر على أنه انشقاق في حماس، وتُلمِّح إلى تيار مخالف لموقف مشعل فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران داخل غزة، ولعل ذلك يفسر بعض الشائعات غير المؤكدة بدعم إيران لمشاريع يقوم عليها القيادي في الحركة محمود الزهار.
وقرأت حركة حماس تغير الأولويات الإيرانية، فلم تُسقط خيار ترميم العلاقة مع إيران، لكنها جعلت ذلك مقرونًا بعلاقات إقليمية أخرى، كالعلاقة مع قطر وتركيا، ويأتي تحرك حماس نحو السعودية في هذا الاتجاه.
وعبر بيان موجز أعلنت "حماس" موقفها من حرب اليمن، وحسمت موقفها بدعم "الشرعية السياسية في اليمن وخيار الشعب اليمني الذي تَوَافَقَ عليه ديمقراطيًّا"، وأنّها "تقف مع وحدة اليمن وأمنه، وتريد الحوار والتوافق بين أبنائه، مع أمن المنطقة العربية واستقرارها دولًا وشعوبًا، وترفض كل ما يمس بأمنها واستقرارها"(39).
وقرأ بعض التحليلات موقف "حماس" من حرب اليمن بأنه "يعيد رسم خارطة تحالفاتها السياسية في المنطقة باتجاه إعادة التموضع نحو ما يسمَّى "المحور السنِّي"، الذي تترأسه السعودية، ويضم معظم دول الخليج العربي ومصر وتركيا، رغم أن بيان "حماس" أبقى الباب مفتوحًا أمام التقارب مع إيران وعدم قطع الخيوط معها، لأن "حماس" لم تذكر عملية "عاصفة الحزم" بالاسم في بيانها". وعَزَت "الاصطفاف الجديد" لـ"حماس" بجانب السعودية، إلى أن خطوات الحركة الإيجابية تجاه إيران منذ أشهر عدَّة، لم تتمَّ ترجمتها إلى تطبيع كامل للعلاقات بينهما، يضمن عودة الدعمين المالي والعسكري للحركة، فإيران ما زالت تضع شروطًا تعجيزية على "حماس"، ولم تنجح في التقاط رسائل الغزل منها(40).
وفي سياق "الاصطفاف السياسي" الجديد للحركة، قام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بزيارة للمملكة العربية السعودية في منتصف شهر يوليو/تموز الماضي والتقى بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وقيادات سعودية، في تحرك بدا لافتًا بعد سنوات من التباعد. ورغم أن "الانفتاح" السعودي على حماس ما زال محدودًا، لم تستطع إيران أن تُخفي استياءها، وهاجمت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري الإيراني، حماس ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، وردَّت حماس بحرص على هذا الاتهامات وأعادت التأكيد على ثبات سياستها الخارجية.
ولعل هذا التقارب هو ما دفع مؤيدين لعلاقة الحركة مع إيران إلى انتقادها، ورأوا أن التقارب الحالي بين حركة حماس والمحور السنِّي، وعلى رأسه السعودية وتركيا وقطر، وابتعادها عن إيران هو "سوء تقدير سياسي" من قبل حركة حماس، و"انحياز" للمصلحة الحزبية على حساب المصلحة الفلسطينية العليا، و"تنكُّر" لدعم إيراني غير محدود للحركة الإسلامية على مدى عقود من الزمن(41).
بناء الكيانات الموازية: بحث إيران عن البديل
ترفض حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين، الاتهامات بأن تكون خضعت لإملاءات سياسية من طرف إيران مقابل ما تقدمه من دعم(42)، ويحسم أصحاب القرار الجدل بشأن ذلك، بصورة يعبِّر عنها ما قاله خالد مشعل: "وقد طرقنا باب الجميع، فمن استجاب لنا قلنا له: شكرًا، وهذا هو الذي يحكم علاقتنا مع كل البلاد العربية والإسلامية، بما فيها إيران، بل مع أي بلد آخر في العالم شرقًا أو غربًا، لكننا لا يمكن أن نقبل دعمًا مشروطًا من أي دولة أو طرف، ولا يمكن أن نقبل ثمنًا لأي دعم من أي دولة أو طرف كان"(43). ومع ذلك هناك قضايا اختلاف، لا تفسد الموقف الموحد من القضية الفلسطينية، وحركات المقاومة تدرك أن "إيران تتصرف في كثير من الأحيان كدولة لها مصالحها ولها أمنها القومي"(44).
ورغم الاستبشار بها، بوصفها احتجاجًا ضد الظلم والاستبداد، إلا أن الثورات العربية شكَّلت في واحد من جوانبها معضلة بالنسبة للقضية الفلسطينية، ودفع موقف إيران من بعض هذه الثورات وما لحقها إلى تأزيم العلاقة بين حركة حماس وإيران، ولاحقًا بين حركة الجهاد الإسلامي وإيران(45).
ومع كل خلاف في الموقف تجاه قضية أو أخرى بين إيران وقادة المقاومة في فلسطين، كانت التوصيات تُقدَّم إلى صانع القرار الإيراني من جهات وشخصيات على دراية بالوضع الفلسطيني، بتوسيع رقعة الحماية الإيرانية لتتجاوز حماس والجهاد إلى غيرهما من التيارات الفلسطينية، رغم القول بأن "حماس" و"الجهاد الإسلامي" هما أكثر الحركات الفلسطينية "حماية لأصل القضية"(46). ومن الواضح أن إيران تسعى لبناء كيانات تابعة لإيران في الساحة الفلسطينية بدل أن تكون حليفة؛ فعلى الرغم من الدعم الكبير الذي كانت تتلقاه كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي من إيران، إلا أنهما سجَّلا في منعطفات حساسة موقفًا مستقلًا عن السياسة الإيرانية؛ ولذلك خرجت توصيات لمن يديرون ملف فلسطين في إيران بضرورة الاستثمار في هذا الملف من خلال بناء جماعات تابعة لإيران في الداخل الفلسطيني، تلعب إيران الدور المحوري في تأسيسها وترسيم هويتها واتجاهاتها. ويؤكد هذا الرأي الإعلان عن تأسيس "حركة الصابرين"، بزعامة القيادي السابق في الجناح العسكري للجهاد هشام سالم، وهناك تأكيدات بأن "حركة الصابرين" التي اتخذت شعارًا فيه بعض ملامح شعار حزب الله، بدأت بالفعل بتلقي الأموال من إيران وشرعت في بناء مؤسسات تابعة لها وتوظيف عاملين برواتب مجزية.
ولا تأتي حركة "الصابرين" بعيدة عن سعي إيران لبناء كيان موازٍ يكون قادرًا على تنفيذ الخطوط العامة الإيرانية في الساحة الفلسطينية بشكل لم تقبل به حركتا حماس والجهاد الإسلامي اللتين رفضتا أن يكون الدعم المالي والسياسي مدخلًا للضغط الإيراني، وفضلًا عن الحساسية نحو هذا الكيان الجديد لأسباب سياسية واضحة، يظهر العامل المذهبي واضحًا في الرفض أيضًا، وتتعامل حركات المقاومة السنِّية بحساسية مع موضوع التشيع وتقف بحزم ضده(47)، وترى أنه لا يخدم أي طرف؛ فالساحة الفلسطينية سنِّية المذهب، وإدخالها في هذا الجدل يضر بالقضية الفلسطينية ولا يخدمها، كما لايجب استغلال حاجات الناس والجوع والحصار في غزة للدعوة إلى مذهب معين.
ويصر هشام سالم، أحد أبرز قاد حركة "الصابرين"، والمنشق عن حركة الجهاد الإسلامي، على نفي البُعد المذهبي في حركته: "نحن لسنا حركة مذهبية، نحن حركة إسلامية فلسطينية مقاومة، ونرفض الزجَّ باسمنا في الصراعات المذهبية التكفيرية الرخيصة والدنيئة"(48).
لکنَّ مطلعين عن قرب على هذه الحركة وظروف نشأتها، يؤكدون أن "الصابرين تأسست على يد هشام سالم المطرود من حركة الجهاد الإسلامي على خلفية تشيُّعه ودعوته للتشيع"(49). ويبدو أن حركة الجهاد الإسلامي تستشعر خطورة الحركة الجديدة على لحمة حركات المقاومة في فلسطين، خاصة أن "حركة الصابرين انبثقت عن حركة الجهاد الإسلامي وتجتذب الكثير من أعضائها وأنصارها، وخصوصًا في أعقاب حجب المساعدات الإيرانية عن حركة الجهاد الإسلامي وتحويل قسم كبير منها لجماعة الصابرين"(50).
وقد يكون من المبكر الحكم على التوجه المذهبي لـ"الصابرين"، لكنَّ البيان وثيقة "الرؤية الفكرية" للحركة يعطي مؤشرات قوية على التأثير الإيراني؛ فالمصطلحات المستخدمة تكاد تكون منسوخة من خطاب حزب الله، ومشابهة بصورة كبيرة لرسالته المفتوحة الأولى. كما أن الحركة بدأت بعقد أنشطة ذات طابع إيراني، وتكلَّمت عن الوصية والدعوة إلى التشيع. ويحضر الخطاب الإيراني في وثيقة الحركة جليًّا عند الحديث عن "الاستكبار والاستضعاف"؛ فـ"النهضة الإسلامية الجديدة على الأيدي الطاهرة والنفوس المؤمنة للمجاهدين الذين خاضوا غمار المواجهة البطولية بتجلياتها العقائدية والإيمانية والثقافية والسياسية ضد الكيان الصهيوني الغاصب الذي كان ولا يزال خنجرًا مغروسًا في قلب الأمة والقوى المستكبرة الداعمة له وعلى رأسها الشيطان الأكبر أمريكا؛ حيث نهض هؤلاء المجاهدون جميعًا ليلبُّوا نداء الحق الممتد عبر التاريخ، فثاروا في وجه أمريكا وإسرائيل والأنظمة القمعية المستبدة، فشكَّلت نهضتهم وثورتهم نقطة تحول كبرى في تاريخ الإسلام، ومثَّلت انطلاقة جديدة لنهضة المسلمين وظهيرًا لكل الحركات الإسلامية الواعية، وها هم اليوم يحملون على أكتافهم بكل إخلاص وتفانٍ واقتدار عبء رسالة الإسلام بمضامينها الثورية والحضارية وأمل المسلمين والمستضعفين في كل العالم، ونحن على يقين تام بأن قيام هؤلاء المؤمنين والمجاهدين الذين انتصروا بإرادة الله العزيز الحكيم إنما هو بداية لانتصار المسلمين وتحرير فلسطين ومقدمة لعبور الإسلام إلى دولة الخلافة العادلة التي ستملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا"(51).
وفي مكان آخر من هذه الوثيقة نجد ما يشبه الاستنساخ لخطاب آية الله الخميني، ومرشد الثورة الإسلامية، فيما يتعلق بمصطلح "الإسلام المحمدي": "لقد بدا من خلال هذه القرون أن المسلمين يتذوقون تلك الثمرة المرَّة لانحرافهم وتخلِّيهم عن الخط المحمدي الأصيل، والذي يمثِّل الصراط المستقيم والطريق القويم بمضامينه الإيمانية والروحية والثقافية والأخلاقية والذي يشكِّل الامتداد الحقيقي للنبوة بعصمتها وطهارتها وتأييدها الإلهي"(52).
ويمكن فهم دخول السلطة الفلسطينية على الخط وإعلانها عن بدء خطوات تقاربية مع الحكومة الإيرانية بعد سنوات من الجفاء في السياق ذاته، ونشرت وكالات أنباء أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح تسعيان إلى تطوير العلاقة مع إيران بعد التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسيزور وفد رفيع من حركة فتح إيران لترتيب زيارة قريبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى هناك(53).
إيران الجديدة عقب النووي
مرَّت التوجهات الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية بمراحل؛ اتخذت أولاها بُعدًا أيديولوجيًّا شعاراتيًّا حمل مفاهيم التضامن والوحدة الإسلامية في انسجام مع الخطوط الأيديولوجية العريضة للثورة الإسلامية الإيرانية؛ لكن هذه التوجهات بدأت تأخذ -بفعل التحولات الاجتماعية والتحديات السياسية- منحى واقعيًّا براغماتيًّا في العلاقات الدولية، سعيًا إلى تحقيق ما تسعى إليه الجمهورية الإسلامية من تعزيز مكانتها الإقليمية، والاعتراف بدورها كلاعب دولي مهم؛ وذلك تماشيًا مع وثيقة "الرؤية المستقبلية" التي أطلقتها إيران قبل سنوات؛ وحدَّدت فيها عام 2025 عامًا لتكون إيران القوة الإقليمية الأولى. إن هذا البُعد البراغماتي النفعي بدأ مع فترة رئاسة رفسنجاني الأولى، واستمر خلال فترة حكم خاتمي، ثم عاد البعد الشعاراتي ليطغى في فترة رئاسة أحمدي نجاد الأولى؛ لكنه في فترته الرئاسية الثانية وجد نفسه مدفوعًا إلى العودة إلى المسار الذي خطَّه رفسنجاني في فترته الرئاسية الثانية.
ومع وصول حسن روحاني، الشخصية الوفية لخط رفسنجاني، إلى سُدَّة الرئاسة طغت الأولويات الداخلية الإيرانية على سياستها الخارجية، ونجحت إيران في إنجاز اتفاق تاريخي مع الغرب بشأن برنامجها إيراني النووي، لكن هذا الاتفاق لن يبقى حكرًا على الملف النووي؛ إذ لا يمكن إسقاط جوانبه الجيوسياسة التي من الممكن أن نشهد آثارها في المنطقة قريبًا، خاصة مع وجود بنود سرية في الاتفاق كشفت عنها جلسات الاستجواب التي عقدها الكونجرس الأميركي(54). ومع تراجع الرواية الداعمة للقضية الفلسطينية التي تأخذ صبغة أيديولوجية وشعاراتية واضحة، يتبناها ويعيد إنتاجها تيار سياسي بعينه، يتراجع تأثيره في السياسة الإيرانية اليوم، لصالح تيار الرئيس روحاني واتساع مسار التقارب الإيراني-الأميركي، يبدو أن السياسة الخارجية الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية ستشهد تحولًا يأتي في إطار "القبول بما يقبل به الفلسطينيون".
لكن هذا التراجع لا يعني أن تنسحب إيران من "ساحة القضية الفلسطينية"؛ إذ إنها تدرك ما يضيفه دعم هذه القضية العادلة إلى رصيد قوتها الناعمة وغير الناعمة في المنطقة؛ فعلى مدى سنوات أحسنت إيران استثمار الموضوع الفلسطيني وقامت بسدِّ الفراغ الذي حدث بفعل انحياز الأنظمة العربية للخيار التفاوضي مع إسرائيل، لكن هذا الدور لا يمكن له أن يستمر بالشكل السابق؛ إذ إن تقاربًا ناجحًا مع واشنطن لن يؤتي ثماره المرجوة في الداخل الإيراني دون تحول حقيقي في السياسة الخارجية الإيرانية. وكما جرت عملية إعادة تأويل لطروحات الخميني وخطابه المتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، يبدو المجال مفتوحًا لإعادة تقييم لمجمل السياسة الخارجية الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات السياسية. قبل روحاني بمدةٍ زمنيةٍ لا يستهان بها، بدأ يتكون فريق في إيران يحمل نظرة سياسية واقعية نحو الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وعلى الرغم من أنهم يرون في إسرائيل دولة معتدية؛ فإنهم يؤمنون بخيار التسوية؛ ولذلك لا يعتبرون حماس هي الخيار الأفضل، إلا إذا قبلت بعملية التسوية، بدأت هذه الدعوة بالظهور مع ظهور الإصلاحيين في إيران، ونضجت في عقد التسعينات، وكتبت صحف تلك الفترة بكل صراحة أنه لا يجب على الإيرانيين أن يكونوا أكثر فلسطينية من الفلسطينيين؛ لأن الفلسطينيين بدأوا بقبول إسرائيل والاعتراف بها؛ ودلَّلوا على ذلك بتوقيع منظمة التحرير اتفاقية أوسلو عام 1993، وأن السلطة الفلسطينية ما زالت مشغولة بالتفاوض. يدعو هذا الفريق إلى "تخفيف الحساسية تجاه فلسطين"، وخفض مستوى الخصومة مع إسرائيل كطريق لخفض المعارضة الدولية للجمهورية الإسلامية(55). وخفض الحساسية لا يعني بالضرورة الاعتراف رسميًّا بإسرائيل؛ لكن أصحاب هذا الرأي يدعون إلى التحاق إيران بالركب الدولي فيما يتعلق بالتعامل مع الصراع العربي-الفلسطيني(56). ومن الناحية العملية فقد أقدمت إيران على ما يمكن تسميته بنزع فتيل التوتر وخفض الحساسية، ومن ذلك ما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية من أن إيران لن تُقدِم عمليًّا على أي عمل من شأنه تدمير إسرائيل، وجاء الاقتراح الإيراني بعمل استفتاء عام في كل الأراضي المحتلة.
وستسعى إيران عقب الاتفاق النووي، لفرض معادلة جديدة، تحافظ على الجمهورية الإسلامية كلاعب أساسي في القضية الفلسطينية، وتحفظ لها في الوقت ذاته مصالحها الخاصة المرتبطة بملفات داخلية وإقليمية.
المشهد الجديد: شكل جديد في العلاقة
إن الجديد الذي تفرضه عملية إعادة توصيف العلاقة بين إيران وحركات المقاومة الفلسطينية ذات التوجه الإسلامي، هو خروج المقاومة الفلسطينية من أطر المحاور السياسية في المنطقة؛ فعلاقة حركة الجهاد الإسلامي وفق تأكيد أمينها العام الدكتور رمضان عبد الله مع الدوحة وطهران "جيدة" مع إشادة بدور قطر لدورها في إعادة إعمار غزة، لكن هذا التقييم لا يمكن فهمه إلا بوضع الحركة خارج حالة الاستقطاب والاصطفاف التي تشهدها المنطقة وبدأت تأخذ ملامح جديدة بعد عاصفة الحزم في اليمن. ويبدو ذلك مرتبطًا بتقديم تعريف جديد لمصطلح "محور الممانعة والمقاومة"، ويقوم هذا التعريف على تفكيك المصطلح/المحور بسبب خروج حركة حماس منه، فلا "يمكن الحديث عن محور ممانعة ومقاومة دون حماس، موقف في تقديم للشراكة مع حماس من قِبل حركة الجهاد على أي تحالفات أخرى"(57). ويربط محلِّلون هذا التفكيك بـ"تغييرات قادمة ومحاور جديدة في الساحة الفلسطينية تُؤسَّس على إفرازات إعادة ترتيب المنطقة بعد عاصفة الربيع العربي"(58).
وفي عملية التفكيك التي يجريها شلح، أو إعادة التركيب التي يقوم بها مشعل، يمكن القول: إن كليهما يسعى، لتحويل مصطلح محور المقاومة إلى مشروع المقاومة، ومن شروط هذا المشروع أن لا يكون رهنًا بالمحاور وحالات الاصطفاف السياسي، وينسحب ذلك على "المحور السنِّي" والعلاقة معه والمحاور الأخرى والعلاقة معها، ويُحكم على كل طرف بما يقدمه من مساهمة لخدمة المشروع دون شروط "علينا أن نجعل من المقاومة مشروعًا؛ حيث إن المقاومة الفلسطينية مشروع وليست محورًا"(59).
وأيًّا يكن من تباينات في موقف كل من حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، من الثورة السورية والعلاقة مع نظام بشار الأسد، إلا أن تطورات الساحة في سوريا وما رافقها من حضور إيراني في أكثر من ساحة عربية، جعل مخططي العلاقة داخل الحركتين يسعون إلى تأطيرها بصورة مختلفة عن السابق، وهم وإن كانوا لا يحبذون قطع العلاقة مع إيران، ويرون بضرورة حل الخلافات القائمة، إلا أنهم باتوا غير راضين عن سياستها تجاه عدد من الملفات، في سوريا واليمن والعراق، كما أنهم ينظرون بحساسية إلى نشوء تنظيمات جديدة تحمل بصورة واضحة ملامح التجربة الإيرانية وتجربة حزب الله في الشكل والبناء الفكري والعقائدي.
كل ما سبق يجعل وجيهًا القول بأن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية، وكذلك الحال بالنسبة للدور الإيراني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية دخل مرحلة جديدة، وبدأ يأخذ شكلًا جديدًا.
_________________________________
(*) يقوم الجانب التحليلي في هذه الورقة في جزء كبير منه على عدد من اللقاءات التي أجرتها الباحثة خلال الأشهر الأخيرة مع قيادات في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، فضلًا عن الاستماع لبعض الأطراف الإيرانية.
د. فاطمة الصمادي: باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات، متخصصة في الشأن الإيراني.
الهوامش والمراجع
1- (الدستور الإيراني) قانون اساسي جمهوري إسلامي إيران، وزارت ارشاد إسلامي، شهريور 68(1989)، ص28.
2- محمد باقر سليماني، بازيگران روند صلح خاورميانه،(لاعبو عملية السلام في الشرق الأوسط) تهران، دفتر مطالعات سياسي و بين المللي 1379 / 2000، ص204.
3- من مقابلة للباحثة مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ناصر أبو شريف من خلال البريد الإلكتروني بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول 2010.
4- يمكن الرجوع هنا إلى رسالة خالد مشعل إلى العاهل السعودي الملك عبد الله، والتي نشرتها صحيفة "الأهرام المسائي" بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني 2010، ونصُّ الرسلة منشور أيضًا على الرابط التالي:
http://www.alquds.com/node/232920
5- يمكن في هذا الصدد مراجعة رسالة خالد مشعل المشار إليها سابقًا، ويمكن أيضًا مراجعة المقابلة التي نشرها موقع إسلام أون لاين مع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أنور أبو طه ومنشورة بتاريخ 16 يونيو/حزيران 2006 على الرابط التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1232171534847&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout
6- سورة البقرة، الآية: 134.
7- من المقابلة مع ناصر أبو شريف.
8- فتحي عبد العزيز، الخميني: الحل الإسلامي والبديل، دار المختار الإسلامي، الطبعة الأولى، 1979، ص87 و88.
9- معلومات خاصة بالباحثة، استنادًا إلى لقاءات قامت بها الباحثة مع عدد من القيادات في حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
10- حسن باقري، مرتضي سالمي قمصري، عمليات استشهادي، چگونه و چرا؟ (العمليات الاستشهادية،كيف ولماذا؟)، موسسه فرهنگي هنري آوا،تهران، 1381/ 2002، ص47.
11- من مقابلة للباحثة مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران ناصر أبو شريف.
12- من المقابلة السابقة.
13- من المقابلة السابقة.
14- ينقل ناصر أبو شريف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي، عن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني قوله بأن الموضوع الفلسطيني هو المشكلة الحقيقية بين الغرب وإيران وأن جلسات التفاوض بشأن الملف النووي الإيراني كانت تبحث الموضوع الفلسطيني أولًا وليس النووي.
15- الزبون، كفاح، جثمان محمد شحادة يلتف بعلم حزب الله خلال جنازته في بيت لحم، الشرق الأوسط، الجمعـة 6 ربيـع الأول 1429هـ- 14 مارس/آذار 2008، العدد 10699، (تاريخ الدخول: 15 أغسطس/آب 2015):
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=10699&article=462621#.Vc9iupf4bz4
16- فياض، أحمد، حركة الصابرين.. هل بدأ التشيع بغزة؟، الجزيرة نت، 9 يوليو/تموز 2015 (تاريخ الدخول: 10 أغسطس/آب 2015):
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/7/9/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%A8%D8%B0%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D8%B9
17- بعلوشة، حازم، أزمة مالية خانقة تعصف بالجهاد الإسلامي، 2 يونيو/حزيران, 2015 (تاريخ الدخول 17 يونيو/حزيران 2015):
http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2015/06/palestine-islamic-jihad-financial-crisis-money-iran-hezbolla.html#
18- بعلوشة، حازم، المرجع السابق:
http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2015/06/palestine-islamic-jihad-financial-crisis-money-iran-hezbolla.html#
19- إبراهيم، عز الدين، الجهاد الإسلامي يشعر بالخجل لكن البوح اليم، بقلم:عز الدين إبراهيم، دنيا الوطن، 19 مايو/أيار 2015 (تاريخ الدخول: 1 يونيو/حزيران 2015):
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2015/05/19/366673.html
20- بعلوشة، حازم، أزمة مالية خانقة تعصف بالجهاد الإسلامي، مرجع سابق.
21- الشرقاوي، أحمد، على سُنَّة حماس.. الجهاد الإسلامي تنقض مرجعيتها، بانوراما الشرق الأوسط، 28 يوليو/تموز 2015 (تاريخ الدخول: 30 يوليو/تموز 2015):
http://www.mepanorama.net/530603/%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D9%82%D8%B6-%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9/
22- الشرقاوي، على سُنَّة حماس.. الجهاد الإسلامي تنقض مرجعيتها، مرجع سابق.
23- الداعم الرئيس للحركة، لماذا أوقفت إيران دعمها المالي لحركة الجهاد الإسلامي؟، ساسة بوست، 28 مايو/أيار 2015 (تاريخ الدخول: 1 يونيو/حزيران 2015):
http://www.sasapost.com/islamic-jihad-iran/
24- معلومات خاصة بالباحثة من مصادر مطَّلعة.
25- خلافات تعصف بعلاقة طهران مع "الجهاد الإسلامي"، الجزيرة نت، 26 مايو/أيار 2015 (تاريخ الدخول: 26 مايو/أيار 2015):
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/5/26/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B9%D8%B5%D9%81-%D8%A8%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A
26- في مؤتمر عُقد في جامعة طهران تحت عنوان "نهاية إسرائيل"، بتاريخ 28 مايو/أيار 2008، وحضرته الباحثة أكَّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، على عدد من محاور الالتقاء في العلاقة بين حماس وإيران ومن ذلك أن الحركة لن تعترف بإسرائيل ومتمسكة بحق تحرير كل شبر من الأرض الفلسطينية المحتلة.
27- أبو شنب، حمزة، حماس وإسرائيل.. هل يقبلان التفاوض المباشر؟، الجزيرة نت، 11 أكتوبر/تشرين الأول 2014 (تاريخ الدخول: 15 أغسطس/آب 2015):
http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2014/10/7/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%82%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%B1
28- في لقاء عُقد في جامعة طهران بين خالد مشعل وأعداد كبيرة من الطلبة، في مايو/أيار 2008، وجَّه أحد الطلبة سؤالًا لمشعل حول مكانة حركة حماس على الساحة الفلسطينية مقارنة بحركة فتح ذات التاريخ النضالي الطويل فردَّ مشعل بالآية الكريمة "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" سورة آل عمران:140، وأشار مشعل إلى مكانة حركة حماس لكنه عبَّر عن "تقدير الحركة لكل من ناضل قبلها وكل القوى التي تسير في طريق المقاومة".
29- محمد أبو رمان، المرجع السابق.
30- صالح، عبد الرحمن، بخصوص زيارة السيد إسماعيل هنية إلى إيران، السورية، 17 فبراير/شباط 2012 (تاريخ الدخول 15 أغسطس/آب 2015):
http://the-syrian.com/archives/66914
31- مما تضمنته رسالة خالد مشعل إلى العاهل السعودي الملك عبد الله، والتي نشرتها صحيفة "الأهرام المسائي" بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني 2010.
32- أبو رمان، المرجع السابق.
33- "مصير القضية الفلسطينية"، حلقة نقاشية مغلقة حضرتها الباحثة، مركز الجزيرة للدراسات، 8 إبريل/نيسان 2015.
34- بيان حركة حماس حول سوريا، 2 إبريل/نيسان 2011.
35- بيان حركة حماس حول سوريا، 2 إبريل/نيسان 2011.
36- الحيلة، أحمد، حماس وإيران.. والسير في حقل الأشواك، سما الإخبارية، 16 فبراير/شباط 2015 (تاريخ الدخول 20 فبراير/شباط 2015):
http://samanews.com/ar/index.php?act=post&id=228232
37- قطع کمک مالي ماهانه ?? ميليون دلاري جمهوري إسلامي به حماس( قطع مساعدة مالية بمبلغ 23 مليون دولار من الجمهورية الإسلامية لحماس)، تقاطع، 23 خرداد 1392، (تاريخ الدخول 2 سبتمبر/أيلول 2015):
http://taghato.net/article/934
38- شيخ الإسلام: مشعل مرحَّب به في طهران بأي وقت ولكن......، فلسطين اليوم، 12 فبراير/شباط 2015 (تاريخ الدخول: 3 مارس/آذار 2015):
http://paltoday.tv/index.php/news/islam/40275-2015-02-12-06-13-17
39- حماس: نقف مع الشرعية السياسية باليمن وخيار شعبه، وكالة صفا، 28 مارس/آذار 2015 (تاريخ الدخول: 28 مارس/آذار 2015):
http://safa.ps/post/149351/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%86%D9%82%D9%81-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%87
40- أبو عامر، عدنان، "حماس" تعيد رسم خارطة تحالفاتها بعد حرب اليمن، المونيتور، 8 إبريل/نيسان 2015 (تاريخ الدخول: 15 إبريل/نيسان 2015):
http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2015/04/hamas-position-yemen-war-region-alliances.html#
Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2015/04/hamas-position-yemen-war-region-alliances.html#ixzz3kg4Bd0RV
41- تقارب حماس مع السعودية، نهاية زواج المصلحة مع إيران؟، 19 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول: 30 أغسطس/آب 2015):
http://www.dw.com/ar/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%80-%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/a-18656631
42- من مقابلة للباحثة مع ناصر أبو شريف ممثل حركة الجهاد في طهران.
43- من رسالة خالد مشعل إلى العاهل السعودي الملك عبد الله.
44- من المقابلة السابقة.
45- "مصير القضية الفلسطينية"، حلقة نقاشية مغلقة، مركز الجزيرة للدراسات، 8 إبريل/نيسان 2015.
46- من مقابلة أجرتها الباحثة مع الدكتور نجف علي ميرزائي بواسطة البريد الإلكتروني بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2010.
47- يقول خالد مشعل في رسالته إلى العاهل السعودي الملك عبد الله: .. نحن سُنَّة نعتز بانتسابنا إلى أهل السنَّة والجماعة، فلا يمكن على الإطلاق أن تكون علاقتنا مع أي طرف في العالم، إيران أو غير إيران، على حساب أُمَّتنا العربية وأمنها ومصالحها، ولا على حساب عقيدتنا، عقيدة أهل السنة والجماعة، التي نشأنا عليها، ونضحي في سبيلها، ونلقى الله عليها بإذنه سبحانه وتعالى.
- ويمكن في هذا السياق مراجعة المقابلة التي أجرتها صحيفة الحياة اللندنية مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، بتاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، وحملت عنوان: الحية: أبلغنا الإيرانيين رفض إدخال المذهب الشيعي إلى بلادنا وسوريا انزعجت من «الحسم» واعتبرته مضرًّا بالوحدة الفلسطينية، وموجودة على الرابط التالي:
www.daralhayat.com/portalarticlendah/201402
48- فياض، أحمد، حركة الصابرين.. هل بدأ التشيع بغزة؟، الجزيرة نت، 9 يوليو/تموز2015 (تاريخ الدخول: 2 سبتمبر/أيلول 2015):
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/7/9/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%A8%D8%B0%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D8%B9
49- فياض، أحمد، حركة الصابرين.. هل بدأ التشيع بغزة؟، الجزيرة نت، 9 يوليو/تموز2015 (تاريخ الدخول: 2 سبتمبر/أيلول 2015):
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/7/9/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%A8%D8%B0%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D8%B9
50- فياض، أحمد، حركة الصابرين.. هل بدأ التشيع بغزة؟، الجزيرة نت، 9 يوليو/تموز 2015 (تاريخ الدخول: 2 سبتمبر/أيلول 2015):
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/7/9/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%A8%D8%B0%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D8%B9
51- حركة الصابرين بغزة، الرؤية الفكرية.
52- حركة الصابرين بغزة، الرؤية الفكرية.
53- تقارب حماس مع السعودية، نهاية زواج المصلحة مع إيران؟، 19 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول: 30 أغسطس/آب 2015):
http://www.dw.com/ar/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%80-%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/a-18656631
54- الماوري، منير، جلسات الكونغرس تفضح وجود ملاحق سرية في الاتفاق النووي، العربي الجديد، 30 يوليو/تموز 2015 (تاريخ الدخول: 2 أغسطس/آب 2015): http://www.alaraby.co.uk/politics/2015/7/29/%D8%AC%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D8%B1%D8%B3-%D8%AA%D9%81%D8%B6%D8%AD-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%82-%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A#sthash.3iKaMh05.dpuf
55- فرزان شهيدي، "حمايت از فلسطين چرا؟" (الدفاع عن فلسطين لماذا؟) 16-10-1387، (تاريخ الدخول: 29 أغسطس/آب 2015):
http://www.bashgah.net/pages-28306.html
56- سعيدة لطفيان، "إيران وخاورميانه: انتخاب هاي دشوار وموضوعيت واقع گرايي" (إيران والشرق الأوسط: الخيارات الصعبة والمواقف الواقعية)، فصلية (سياست) الدورة الثالثة، العدد صفر، ص191.
57- عامر أبو شباب، قراءة في مقابلة رمضان شلح مع "الميادين"، عربي21، 30 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول: 3 سبتمبر/أيلول 2015):
http://arabi21.com/story/855305/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D9%84%D8%AD-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%86
58- عامر أبو شباب، قراءة في مقابلة رمضان شلَّح مع "الميادين"، المرجع السابق.
59- حوار خاص، د. رمضان عبد الله شلَّح-الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، قناة الميادين، 28 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول: 2 سبتمبر/أيلول 2015):
http://www.almayadeen.net/Programs/Episode/ka12Q3tqtUypyf1KKkTn2w/%D8%AF--%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B4%D9%84%D8%AD---%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A