ماذا لو دخل الاتفاق النووي الإيراني في أزمة؟

تناقش هذه الورقة القراءات الإيرانية لانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، وتبعات ذلك على الاتفاق النووي الذي سبق لترامب أن هدَّد بـ"تمزيقه"، وترصد الفرص المتاحة أمام الجمهورية الإسلامية وكذلك قائمة التهديدات المتوقعة.
13 نوفمبر 2016
8b9c985b270241a5894ff6c33c4e34c3_18.jpg

تقلِّل النخبة السياسية وصنَّاع القرار في إيران من تبعات حكم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على مجمل العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وفي مقدمة ذلك الاتفاق النووي الذي طالته تهديدات ترامب وفريقه في أكثر من مناسبة. تتناول هذه الورقة القراءات الإيرانية لهذه القضية وتبعات ذلك على الاتفاق النووي. 

ورغم "المكابرة" الإيرانية على هذا الصعيد، إلا أن مجيء ترامب لا يُعد خبرًا سارًّا بالنسبة للرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، وتيار الاعتدال بشكل عام، فهذه النتيجة تعني تحولًا في  قواعد اللعبة السياسية في إيران فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية القادمة وطبيعة المرشحين وتوجهاتهم، وكذلك فيما يتعلق بعدد من الملفات الأمنية وذات العلاقة بالسياسة الخارجية الإيرانية. ومن المؤكد أن حلبة التنافس الإيرانية ستُفتح أمام شخصيات لم تكن لتنافس روحاني دون تحدي دخول الاتفاق النووي في أزمة. 

يستطيع ترامب أن يُدخل الاتفاق النووي في أزمة حقيقية، لكن ذلك وإن كان يمثِّل تهديدًا لإيران إلا أنه يحمل لها في الوقت ذاته فرصًا عديدة، وقد يقدِّم هدية لمرشد الثورة الذي عبَّر في أكثر من مناسبة عن عدم رضاه عن مسار تطبيق الاتفاق النووي.

لم يتوقف مرشد الثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، كثيرًا عند استطلاعات الرأي الأميركية بشأن المرشح الأوفر حظًّا، وتجاهل تقدم هيلاري كلينتون في هذه الاستطلاعات مؤكدًا أن دونالد ترامب سيفوز في هذه الانتخابات(1)

وفي قراءته لذلك، رأى خامنئي أن صراحة ترامب و"شعبويته" ستقودانه إلى الفوز على عكس ما جادل البعض(2). ولعل هذا التوقع لا يغادر كثيرًا دائرة غياب الثقة في تقييم خامنئي للاتفاق النووي ومدى التزام الولايات المتحدة الأميركية ببنوده سواء في فترة الرئيس السابق، باراك أوباما، أو مستقبلًا مع الرئيس المنتخب، دونالد ترامب. تبحث هذه الورقة في القراءات الإيرانية لانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، وتبعات ذلك على الاتفاق النووي الذي سبق لترامب أن هدَّد بـ"تمزيقه". 

لا يقتصر ملف العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية على الاتفاق النووي، لكن هذا الاتفاق هو العنوان الذي سيتصدر ويحكم مسار العلاقة وإشكالياتها خلال السنوات القادمة. صاحبت نبرة غياب الثقة أحاديث خامنئي وتعليقاته على هذا الصعيد، وغاب عنصر المفاجأة فيما يتعلق بفوز ترامب لدى مرشد الثورة. وانبرت القيادات الإيرانية في مختلف مراكز صنع القرار إلى تقليل التبعات التي ستتركها سياسة ترامب على إيران، ومع ذلك فإن فوز ترامب سيكون له انعكاساته الجلية على الساحة السياسية الإيرانية، التي ستشهد انتخابات رئاسية في مايو/أيار من العام المقبل (2017). 

لا يبدو هذا الفوز خبرًا سعيدًا بالنسبة للرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، وتيار الاعتدال بشكل عام؛ إذ إن صعود ترامب يعني تغيير قواعد اللعبة السياسية في إيران فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية القادمة وكذلك فيما يتعلق بعدد من الملفات الأمنية وذات العلاقة بالسياسة الخارجية الإيرانية. ولعل قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة الإيرانية ستُفتح أمام أسماء لم تكن لتنافس روحاني دون تحدي دخول الاتفاق النووي في أزمة. 

ترامب ومعاداة إيران 

نظرت إيران بقلق إلى التصريحات العدائية التي صدرت عن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تجاه إيران طوال حملته الانتخابية وتهديده بتمزيق الاتفاق النووي، وكذلك ما صدر عن مستشاريه بشأن الاتفاق من تصريحات أكدت أن ترامب سيدعو إلى إجراء تغييرات على نص الاتفاق. ولا تبدو إيران مرتاحة إلى علاقات الجمهوريين مع المعارضين الإيرانيين في الخارج وعلى وجه الخصوص عائلة الشاه، وجماعة مجاهدي خلق، وبعض المجموعات الكردية ذات النزعة الانفصالية. ويعزِّز من هذا القلق أن مقرَّبين من ترامب وفي مقدمتهم نيوت غينغرش، وهو من المرشحين لمنصب وزير الخارجية، كان قد حضر المؤتمر الأخير لمجاهدي خلق في باريس. تتوقع إيران أن تحظى شبكة المعارضين من أمثال منظمة مجاهدي خلق بإهتمام أكبر من البيت الأبيض على خلاف عهد أوباما، وفي الوقت ذاته تهميش مجموعات الثورة الناعمة والتغيير السلمي. 

ترامب والاتفاق النووي: ماذا سيفعل بشأن "الصفقة الأغبى"؟ 

يتلخص موقف ترامب من الاتفاق النووي الإيراني بأنه "أغبى صفقة على الإطلاق"، ويعطي إيران إمكانية بناء القنبلة، ومع هذا الاتفاق تحولت إيران من دولة على وشك الانهيار إلى "قوة كبيرة". وأدى إلى أن تتخلى الولايات المتحدة عن كل شيء، دون أن تحصل على شيء في المقابل. 

لكن الملاحظة الواضحة، وبعيدًا عن الصخب اللفظي والتعميمات الكثيرة التي ترافق أحاديث ترامب، تكمن في أن الرئيس الأميركي المنتخب لم يحدد بشكل واضح البنود التي يرى فيها خللًا، وأين هو مكمن القصور في الاتفاق، كما أنه تجاهل البنود الجزائية التي ينص عليها الاتفاق. وتحدَّث مستشارو ترامب عن ضرورة "مواجهة انتهاكات إيران المستمرة لخطة العمل المشترك الشاملة (JCOPA)، لكنهم لم يحددوا هذه الخروقات والانتهاكات(3). 

ويبدو أن الهدف من كل هذا هو تفكيك الاتفاق، للدخول من جديد في عملية تفاوضية لتحصيل اتفاق يروق لترامب أكثر، وفق افتراض أنه قادر على القيام بذلك، لكن هذا الافتراض لا يبدو مقبولًا بالنسبة للإيرانيين؛ إذ إن الاتفاق الذي يصفه ترامب بـ"الصفقة الأكثر غباء" يجد معارضين كثرًا داخل إيران، بعضهم متنفذون في مراكز صنع القرار وداخل الحرس الثوري، يرون أن الاتفاق أخلَّ بالخطوط الحُمر الإيرانية وتجاوزها. لقد طوى روحاني وفريق إيران المفاوض طريق الاتفاق التفاوضي بدعم من المرشد، الذي أكَّد أكثر من مرة أنه غير متفائل بهذا الخصوص، ولذلك، فإن التلويح بضرورة الدخول في عملية تفاوضية جديدة لن يكون مقبولًا بالنسبة لخامنئي، وبؤر صناعة القرار في إيران فقط لأن الرئيس الأميركي الجديد يريد ذلك. 

أمَّا بالنسبة للرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي يأمل أن يعاد انتخابه، مرتكزًا إلى نجاحه في إبرام الاتفاق، فقد سارع إلى طمأنة الإيرانيين الذي أرهقتهم دورات متتالية من العقوبات، بأن التراجع عن الاتفاق لن يكون ممكنًا من طرف واحد(4)، وهو ذات الموقف الذي حمله وزير الخارجية الإيراني الذي قاد عملية التفاوض، محمد جواد ظريف، الذي دعا ترامب إلى "فهم واقع العالم اليوم"(5). 

وعند رصد مجمل التصريحات الإيرانية (وفق الجدول التالي)، نجد اختلافات واضحة في توصيف فوز ترامب وتداعيات هذا الفوز، لكن الجميع يتفق على أن إيران ستنجح في التعامل مع سياسات ترامب أو تبعات هذه السياسة.

المسؤول

التصريح

مرشد الثورة: علي خامنئي

  • ترامب حظي باهتمام الأميركيين لصراحته وشعبيوته.
  • طهران من سيرمي نص الاتفاق بعيدًا في حال نقضه.

الرئيس الإيراني: حسن روحاني

  • ترامب سيُدخل أميركا في دوامة صراع داخلي.
  • واشنطن لم تعد كالسابق.
  • أميركا لن تكون قادرة على إعادة شيطنة إيران دوليًّا.
  • إيران التي اختارت الحوار مع الغرب، وأنهت أزمة النووي.

وزير الخارجية الإيراني: محمد جواد ظريف

  • الانتخابات الأميركية شأن داخلي.
  • على الرئيس الأميركي الالتزام بتنفيذ الاتفاق.
  • خيارات إيران ليست محدودة، لكننا نأمل ونرغب ونفضِّل التنفيذ الكامل للاتفاق النووي.
  • الاتفاق النووي ليس اتفاقًا ثنائيًّا حتى يكون بمقدور أحد الطرفين أن يلغيه.

نائب قائد الحرس الثوري: حسين سلامي

السياسة الأميركية تجاه إيران لطالما كانت سلبية ولن تتغير بتغير الرئيس.

 

أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: علي شمخاني

  • النتائج كشفت تزايد الإحباط وعدم ثقة أغلبية المجتمع الأميركي ببنية السُّلطة والسياسات القائمة.
  • نتيجة الانتخابات الأميركية لن تؤثِّر على سياسات الجمهورية الإسلامية السياسية والاقتصادية والأمنية.
  • السياسة المستقلة لإيران تجعلها مختلفة عن بعض دول المنطقة ولا تتأثر بتغيير الرؤساء والحكومات.

رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني: علاء الدين بروجردي

  • الشعب الأميركي عبَّر عن رغبته بالتغيير الجذري في شخصية رئيسه.
  • أموال الشعب الأميركي أُهدرت على الحروب التي شنَّتها الولايات المتحدة على دول أخرى.

نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي مطهري

  • معارضة ترامب للاتفاق النووي ستصب في صالح طهران.
  • القيام بخطوات فعلية لإلغاء الاتفاق لن يكون بدون ثمن باهظ.
  • مواقف الرئيس الجديد مما يجري في سوريا أكثر إيجابية.
  • أكثر سلبية من السعودية.
  • أكثر قربًا من روسيا.

المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: بهروز كمالوندي

  • إيران مستعدة لكل طارئ.
  • سنحاول الاستمرار في تنفيذ الاتفاق النووي.
  • لدينا خطط بعيدة الأمد.

بصورة أو بأخرى، تراهن إيران على الخصائص التي تحملها شخصية ترامب، كرجل أعمال يجيد المساومة والتفاوض وعقد الصفقات، ولعل هذه الخصائص ستصبغ نهجه السياسي أيضًا، وترتكز وجهة النظر هذه إلى أنه من حيث المبدأ لم يعارض التفاوض مع إيران، لكنه بالتأكيد غير راض عن بنود الاتفاق ويرى أنها تُضعف الموقف الأميركي وتحمل تنازلات لصالح إيران، وأن المفاوض الأميركي كان بإمكانه أن يحصل على اتفاق أفضل ويحصل امتيازات وتنازلات أكبر من الطرف الإيراني. ولذلك، فإن الحديث عن تمزيق الاتفاق لا يعدو أن يكون كلامًا لأغراض انتخابية، بل إن مسؤولين دوليين من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، رجَّح وفاء ترامب والتزامه بتطبيق الاتفاق النووي. مذكِّرًا بالإجماع الدولي وموافقة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا، عليه(6). ووفق تقييمه فإنه وبصرف النظر عن تصريحات مستشاري ترامب على هذا الصعيد فالاتفاق النووي جرى بتوافق دولي ويجب الدفاع عنه. 

ومن الأرجح أن لا يعمد ترامب إلى إلغاء الاتفاق النووي بصورة جذرية، لكنه سيضع الكثير من العقبات أمام تنفيذ بنوده، وفيما كانت هيلاري كلينتون تعتقد بضرورة تقوية وتعزيز نقاط القوة لتيار سياسي داخل إيران يوصف بالاعتدال وذلك من خلال منح بعض الامتيازات التي ترجِّح كفتهم في الداخل الإيراني على حساب منافسيهم، فإن ترامب لا يُلقي بالًا لهذا الخيار ولا يبدو معنيًّا بموقع هذا التيار في البنية السياسية الإيرانية؛ إذ إنه ينظر إليها بصورة كلية ويساويها بالبقية(7). 

إن إقدام ترامب على إلغاء الاتفاق النووي سيكون له تبعاته على صعيد السياسة الخارجية الأميركية وعلاقة الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها الغربيين وكذلك مع روسيا والصين، وهو ما سيقود إلى نقض شرعية العقوبات ومضاعفة الموقف الدولي تجاه إيران على هذا الصعيد، وسيصب في النهاية في مصلحة طهران(8). 

تجد سياسيين إيرانيين يعتقدون أن ترامب سيكون في الواقع أفضل لبلدهم من هيلاري كلينتون؛ فالنبرة التي يتحدث بها، ستجعله يواجه تحديات وصعوبات في بناء التحالفات اللازمة التي تمكِّنه من الحصول على الدعم الدولي للضغط على طهران أو إجراء تعديلات على بنية الاتفاق النووي، ويرون أنه رغم التهديدات إلا أن ترامب إلى الآن يفتقد إلى خطة واضحة ومدروسة، وعليه، فإن السياسة الإيرانية ينبغي أن تكون عقلانية ومتماسكة، وإلا فإن فرصة إيران في التعامل مع سياسة ترامب ستتحول إلى تحدٍّ حقيقي. ولذلك صدرت دعوات إلى أن تحذو إيران حذو روسيا وترحِّب بالرئيس الأميركي الجديد(9). 

التهديدات والفرص 

إن التهديدات والفرص التي يمثِّلها انتخاب ترامب بالنسبة لإيران من وجهة النظر الإيرانية يتمثل في التالي(10):

التهديدات:

  • استمرار الاتفاق النووي مع صعوبات وعقبات في طريق تطبيقة وعدم وفاء الإدارة الأميركية بتعهداتها.
  • استمرار خطة فرض مزيد من العقوبات مع التركيز على البرنامج الصاروخي، والإرهاب وحقوق الإنسان.
  • ما يمثِّله موقف ترامب من المسلمين ودوره في تعزيز "الإسلاموفوبيا" مما سيترك آثاره على الإيرانيين المقيمين في أميركا، وتراجع التأثير شهدته الدوائر السياسية الأميركية لما يسمى باللوبي الإيراني داخل الولايات المتحدة الأميركية.
  • سيطرأ تغيير على دعوات "الإطاحة بالنظام في إيران"، وبدلًا من مقولات دعم القوى المعتدلة واستخدام سياسات التغيير المستندة إلى (الدبلوماسية العامة، والنفوذ الاقتصادي والثقافي، وتغيير القيم الاجتماعية والسياسية)، سيتم استبدال دعم جماعات تدعو إلى تغيير النظام بالقوة بذلك. 

أما الفرص فتتمثل في:

  • تراجع القدرة الأميركية على ضبط مسار التعامل مع إيران وايجاد ائتلاف دولي ضدها كما كان قبل الاتفاق، وقد اختبر العالم مع إيران عشر سنوات من العقوبات والتهديد، وتنظر الدول الأوروبية إلى الاتفاق كإرث لها، ولذلك فإن أطرافًا أوروبية مؤثِّرة لن تكون موافقة على إلغاء الاتفاق، وهو ما سيقود في المحصِّلة إلى تراجع التأثير الأميركي في مجمل العلاقات الدولية فيما يتعلق بإيران.
  • ستتركز سياسة ترامب على المشاكل الداخلية، وخروج بعض الملفات الدولية من يديها، سيقلِّص من الدور الأميركي في ملفات مهمة بالنسبة لإيران كالملف السوري والملف العراقي، فضلًا عن تراجع التوتر على هذا الصعيد مع روسيا، وهو ما تعتبره إيران فرصة.
  • تراجع صورة أميركا داخل المجتمع الإيراني، وهي الصورة التي شهدت تحسنًا كبيرًا عقب الاتفاق النووي، وهو ما يصبُّ في النهاية في صالح تيار سياسي داخل إيران وقف منذ البداية موقفًا معارضًا للاتفاق النووي ومشكِّكًا بجدواه. 

يستطيع ترامب أن يُدخل الاتفاق النووي في أزمة حقيقية، حتى وإن لم يقم بإلغائه، وسيتحرك على هذا الصعيد مدعومًا من الجمهوريين (الذين كسبوا مجلس الشيوخ والكونجرس)، خاصة أنهم أبدوا ميلًا لفرض مزيد من العقوبات على إيران، وهو ما يعني توترًا مع حلفاء واشنطن الذي دعموا الاتفاق النووي ويريدون له أن ينجح. 

وإذا أراد ترامب أن يحقِّق شعاره فيما يتعلق بـ"مكافحة الإرهاب" فستُلزمه الواقعية السياسية بالاقتراب من إيران التي اختبرت التعاون على هذا الصعيد مع إدارة أوباما. 

وعلى المدى القصير والمتوسط، سيبقى الاتفاق النووي قائمًا؛ إذ إن إلغاء الاتفاق والدخول في عملية تفاوض جديدة تقتضي موافقة ثنائية (إيرانية-أميركية) فضلًا عن ضرورة موافقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن وكذلك ألمانيا، لكن الحديث الإيراني عن منح امتيازات واستخدام نبرة سياسية تنم عن الاحترام تجاه النظام الحاكم على غرار ما كان يحدث في عهد أوباما، سيتلاشى من السياسة الأميركية، وستعود العلاقات بين البلدين لتشهد بعض التوتر، وسيلقي ذلك بثقله على الشركات والبنوك التي أبدت رغبة كبيرة في التعامل التجاري مع إيران، لكن هذا التوتر لا يعني أن تعود نبرة التهديد بعمل عسكري ضد إيران كما كانت عليه في السابق. أما الحرس الثوري، اللاعب الأبرز على الساحة السياسية الإيرانية، فالدفع نحو توتر العلاقات سيُطلق يده في مزيد من التدخل في ملفات السياسة الخارجية الإيرانية.

_____________________________________

د. فاطمة الصمادي - باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات، متخصصة في الشأن الإيراني

نبذة عن الكاتب

مراجع

1- پيش بيني و تحليل دقيق رهبر انقلاب درباره ترامپ؛ شش روز قبل از انتخابات امريکا؛ 12 آبان 95 (استشراف وتحليل دقيق لقائد الثورة حول الانتخابات، ستة أيام قبل الانتخابات الأميركية)، موقع رجا نيوز، 19 آبان 1395 (تاريخ الدخول: 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2016):

http://www.rajanews.com/news/259663/%D9%BE%DB%8C%D8%B4-%D8%A8%DB%8C%D9%86%DB%8C-%D9%88-%D8%AA%D8%AD%D9%84%DB%8C%D9%84-%D8%AF%D9%82%DB%8C%D9%82-%D8%B1%D9%87%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%AF%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%BE%D8%9B-%D8%B4%D8%B4-%D8%B1%D9%88%D8%B2-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%D8%A7%D8%9B-12-%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D9%86

2- پيش بيني و تحليل دقيق رهبر انقلاب درباره ترامپ؛ شش روز قبل از انتخابات امريکا؛ 12 آبان 95 (استشراف وتحليل دقيق لقائد الثورة حول الانتخابات، ستة أيام قبل الانتخابات الأميركية)، موقع رجا نيوز، 19 آبان 1395(تاريخ الدخول: 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2016):

http://www.rajanews.com/news/259663/%D9%BE%DB%8C%D8%B4-%D8%A8%DB%8C%D9%86%DB%8C-%D9%88-%D8%AA%D8%AD%D9%84%DB%8C%D9%84-%D8%AF%D9%82%DB%8C%D9%82-%D8%B1%D9%87%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%AF%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%BE%D8%9B-%D8%B4%D8%B4-%D8%B1%D9%88%D8%B2-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%D8%A7%D8%9B-12-%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D9%86

3-Ariane Tabatabai, Trump said he'd tear up the Iran nuclear deal. Now what?, The Bulletin of the Atomic Scientists,10 November 2016:

http://thebulletin.org/trump-said-hed-tear-iran-nuclear-deal-now-what10148 

 - 4واکنش مقامات کشورمان به اعلام نتيجه انتخابات رياست‌جمهوري آمريکا (ردود فعل مسؤولي الدولة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية)، وكالة أنباء ايسنا، 19 آبان 1395 (تاريخ الدخول: 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2016):

http://www.isna.ir/news/95081913735/%D9%88%D8%A7%DA%A9%D9%86%D8%B4-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%DA%A9%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%86%D8%AA%DB%8C%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%DB%8C%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%DB%8C-%D8%A2%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%D8%A7

5- واکنش ظريف به پيروزي ترامپ: رئيس جمهور آمريکا موظف به اجراي برجام است (ردود فعل ظريف على فوز ترامب: الرئيس الأميركي مكلَّف بتطبيق الاتفاق)، بي بي سي فارسي، 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2016):

http://www.bbc.com/persian/iran-37922777

6- بان کي مون در گفتگوي اختصاصي با «انتخاب»: سخنان دونالد ترامپ در مورد پاره کردن برجام لفاظي سياسي در انتخابات بود / مطمئنم که ترامپ به توافق پايبند خواهد بود / انچه مهم است، اجراي وفادارانه برجام است / بايد از اين توافق حمايت شود )بان كي مون في مقابلة حصرية مع "انتخاب": كلمات دونالد ترامب بأنه سيمزق الاتفاق النووي، خطاب سياسي لأغراض انتخابية، واثق من أن ترامب سيلتزم بالاتفاق/ما هو المهم هو الوفاء بتطبيق الاتفاق/يجب الدفاع عن الاتفاق)، سايت انتخاب، 22 آبان 1395 (تاريخ الدخول: 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2016):

http://www.entekhab.ir/fa/news/303959 

7- Jacqueline Klimas, How will President Trump handle the Iran nuclear deal?, Washington Examiner, November11, 2016:

http://www.washingtonexaminer.com/how-will-president-trump-handle-the-iran-nuclear-deal/article/2606958?custom_click=rss

8 - Emma Ashford, President Trump and the Iran Nuclear Deal; Or, How I Learned to Start Worrying and Fear the Bomb, November 9, 2016:

https://www.cato.org/blog/president-trump-iran-nuclear-deal-or-how-i-learned-start-worrying-fear-bomb

9- عباس ملکي معاون مرکز تحقيقات استراتژيک در گفت و گو با خبرنگار «انتخاب»:ايران بايد مثل پوتين از انتخاب ترامپ استقبال کند" (عباس ملكي، مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية في مقابلة مع مراسل "انتخاب": يجب على إيران أن ترحب بانتخاب ترامب كما فعل بوتين)، سايت انتخاب، 22 آبان 1395 ش، (تاريخ الدخول: 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2016):

http://www.entekhab.ir/fa/news/304105

10- سيد هادي عسكري، «ترامپ رييس جمهور شد!» خوش حال باشيم يا ناراحت ؟! آيا جنگ در راه است ؟ برجام چه مي شود ؟، (ترامب أصبح رئيسًا! هل نفرح أم نقلق؟ هل هناك حرب في الطريق؟ ماذا سيحصل للاتفاق النووي)، رجا نيوز،21 آبان 1395، (تاريخ الدخول: 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2016):

http://www.rajanews.com/news/259737/%C2%AB%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%BE-%D8%B1%DB%8C%DB%8C%D8%B3-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%B4%D8%AF%C2%BB-%D8%AE%D9%88%D8%B4-%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D8%B4%DB%8C%D9%85-%DB%8C%D8%A7-%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D8%AA-%D8%9F-%D8%A2%DB%8C%D8%A7-%D8%AC%D9%86%DA%AF-%D8%AF%D8%B1-%D8%B1%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%D8%9F-%D8%A8%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%85-%DA%86%D9%87-%D9%85%DB%8C-%D8%B4%D9%88%D8%AF-%D8%9F