جدلية السرديات والسرديات المضادة في أزمة الخليج

بعد مرور عام كامل، تصبح آفاق تسوية الأزمة الخليجية رهينة بأكثر من جدلية: جدلية المواقف السياسية غير المعلنة، وجدلية السرديات المتباينة التي تتدفق عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، وجدلية التصعيد الأميركي-الإيراني الجديد.
caeba2b96ddb490180a418553049fa17_18.jpg
السعودية توظف تهمة الإرهاب التي عانت منها للنيل من خصومها (رويترز)

تُعدُّ السرديات المتداولة بين أطراف أية أزمة، سواء كانت مؤقتة أو تحولت إلى نزاع طويل الأمد، المفتاح الرئيسي لتحليل طبيعة القضايا الخلافية بينهم في مرحلة التصعيد والهرولة -في الغالب- إلى تعميق الشرخ ضمن انشطارية مفتعلة بين "نحن" و"هم"، وشيطنة "الآخر". ويسعى كل طرف لتركيب خطاب سياسي وإعلامي ينطوي في الغالب على أحكام قيمة ذاتية أكثر منها موضوعية في محاولة لاحتكار "الشرعية" والوقوف على أرضية "أخلاقية" أفضل. وازدادت وتيرة التصعيد التي شنتها دول الرباعي، وهي: الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، ضد قطر بعدما كتب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تغريدته الشهيرة في السادس من يونيو/حزيران 2017 قائلًا إنه خلال حضوره قمة الرياض في العشرين والحادي والعشرين من مايو/أيار شدَّد على أنه "لا يمكن أن يكون هناك تمويل للأيديولوجية الراديكالية. فأشار القادة إلى قطر!" وشدَّد ترامب وقتها على أن حكومته تعتمد "واقعية ذات مبادئ متجذرة في القيم المشتركة والمصالح المشتركة". بيد أن واقعية المبادئ هذه واجهت أول اختبار لها بفعل الأزمة الخليجية عندما قرر تأييد موقف الرباعي في فرض حصار سياسي واقتصادي على بلد يستورد أغلب حاجياته الغذائية من الخارج بطريق البر أساسًا وتتحكم فيه السعودية. وبدا الفرق الشاسع إلى حد التناقض بين موقفه القائم على التنسيق الأميركي-السعودي باسم سياسة المصالح، وموقف وزير الخارجية الأميركي، عندئذ، ريكس تيلرسون، الذي وإنْ كان يراعي مصلحة بلاده، إلا أنه لم يبتعد عن قواعد سياسة القيم في التعامل مع أزمة سياسية قد تتحول إلى أزمة إنسانية.

وزادت تصريحات ترامب وتيلرسون في واشنطن في تأجج معركة السرديات والسرديات المضادة حول سياسات قطر على المستوى الإقليمي بسبب عدم مجاراتها لدعوة الرباعي لتكريس العداء إزاء إيران، ووضع الحركات السياسية مثل حماس والإخوان ضمن خانة "الإرهاب"، وتضييق الخناق على خطابها الإعلامي من خلال تأثير الجزيرة في الرأي العام العربي قبل وخلال انتفاضات ما سمي "الربيع العربي"، فضلًا عن نمو رأسمالها السياسي وقوتها الناعمة في القيام بوساطات دولية في الإفراج عن عدد من معتقلي غوانتانامو من حركة طالبان، ونزاع السودان، وخلافات فتح وحماس، والمساهمة في بناء السلام في مناطق بآسيا وأوروبا وإفريقيا. ونتج عن هذا الجو المشحون أن "الخطاب الإعلامي الذي لوَّث سماء الخليج منذ 5 يونيو/حزيران"، كما قال أحد كتَّاب التعليقات، "زاد من قسوة وإجحاف الإجراءات السياسية التي أضرت بشعوب المنطقة"(1).

في المقابل، يمكن اعتماد السرديات أيضًا خلال ابتعادها النسبي عن نبرة العدائية المتطرفة عند تقاطعها مع الخطابيْن، السياسي والإعلامي، بمثابة مؤشرات عملية تساعد في تلمس نسبة التحول الإيجابي نحو التقارب السياسي بين الأطراف، وقياس مدى استعدادهم للدخول في مشروع مفاوضات أو البحث عن صيغة مصالحة عندما تستنفد مرحلة التصعيد طاقتها ويمل الأطراف التقوقع في طريق مسدود. ويقول رامي خوري، أستاذ الإعلام في الجامعة الأميركية في بيروت: "في محكمة الرأي العام العالمي، يبدو القطريون أكثر عقلانية وثباتًا وتركيزًا ودقة، بينما يبدو أن مجموعة الدول التي يقودها السعوديون والإماراتيون تعبِّر عن غضب وخوف حقيقيين إلى جانب مطالب غير واقعية وغير معقولة، لكن دون أدلة مقنعة لاتهاماتهم"(2).

 لكن الأشهر الاثني عشر الأولى من اندلاع الأزمة لم تُظهر مرونة التحرك لدى بعض الأطراف نحو التسوية رغم حث البيت الأبيض في أكثر من مناسبة على ضرورة تجاوز الخلافات وطي صفحة الأزمة قبل انعقاد القمة الخليجية-الأميركية التي تم تأجيلها من مايو /أيار 2018 إلى سبتمبر/أيلول 2018. يقول مهران كامرافا،مدير مركز الدراسات الدولية والإقليميةفي جامعة جورج تاون في الدوحة: "نحن بحاجة لتغيير سردية "نحن" مقابل "هم". يمكن للمرء اختيار أصدقائه، لكن لا يمكنه اختيار جيرانه". ويشدد على أنه ينبغي أن يكون هناك مجال للتسوية، وأن هذا المنطق ينطبق أيضًا على أزمة دول مجلس التعاون الخليجي لأنه حتى الآن، تم تجاهل إمكانية وضع سيناريو خارج معادلة اللعبة الصفرية(3).

في الوقت ذاته، ينم تفاعل السرديات بين واشنطن والرياض وأبوظبي والدوحة، منذ فبراير/شباط 2018، عن مفارقة مثيرة، وهي تجميد النزاع عند مستوى إدارة أزمة من قبل الأطراف أنفسهم خاصة أبوظبي مقابل المنحى البراغماتي المتصاعد لدى واشنطن من أجل التسوية في أقرب فرصة سواء في تصريحات الرئيس ترامب، أو وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، أو الحالي، مايك بومبيو، أو نائبه، جون أوسيليفن، الذي أكد لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، "رغبة الولايات المتحدة في حل النزاع الخليجي وأملها في أن يتعاون جميع الأطراف بشكل بنَّاء في ذلك قبل عقد القمة الأميركية-الخليجية في وقت لاحق من هذا العام (2018)" خلال لقائهما في اجتماع وزراء الدول العشرين في الأرجنتين في الحادي والعشرين من مايو/أيار 2018(4).

وتتكرر السرديات الأميركية بضرورة الحل بناء على رؤية استراتيجية تظل محورية تبناها ترامب من دبلوماسية تيلرسون الذي قال بعد أشهر قليلة من الأزمة: إن "قطر شريك قوي وصديق قديم للولايات المتحدة. من الأهمية بمكان أن تقوم جميع الأطراف بتقليل الخطابة، وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، والعمل على التوصل إلى حل. إن من شأن مجلس تعاون خليجي موحد أن يعزز فعاليتنا على العديد من الجبهات، لاسيما على مستوى مكافحة الإرهاب، وإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، ومكافحة انتشار النفوذ الإيراني الخبيث"(5).

وبعد مرور عام كامل، تصبح آفاق التسوية للأزمة الخليجية رهينة بأكثر من جدلية: جدلية المواقف السياسية غير المعلنة، وجدلية السرديات المتباينة التي تتدفق عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة التغريدات التي تتمسك بالهوة النفسية والسياسية خلف شاشات العالم الافتراضي، وجدلية التصعيد الأميركي-الإيراني الجديد بعد تلويح بومبيو بقائمة الشروط الاثني عشر وإعلان ما يقترب من حرب تجارية على الشركات والحكومات الأوروبية التي تستثمر في السوق الإيرانية.


قيمة التفسير في ثنايا السرديات
يشكل تحليل السرديات أحدث التقنيات التركيبية في مناهج العلوم الاجتماعية، ويقدم منطلقًا منهجيًّا يركز على "فهم المعطيات التي تتأتى من المقابلات والتصريحات، وكيف يفهم المواطنون تغير الأمور من حولهم، ولماذا يتحدثون عن حياتهم كقصة أو سلسلة من القصص. وتشمل حتمًا قضايا الهوية والتفاعل بين الراوي والجمهور"(6). وازداد الاهتمام به خلال العقدين الأخيرين ضمن حركة أوسع تشكَّلت في تطور العلوم الاجتماعية ضمن ما يُعرَف بالمنعطف التفسيري (Interpretive turn). ويشير جورج روزنوالد وريتشارد أوخبرغ في كتابهما "حيوات مسرودة: السياسة الثقافية لفهم الذات" إلى أن تحليل السرديات يعطل التحليل العلمي الاجتماعي التقليدي الذي يحتوي على افتراضات واقعية والتركيز على جمع المعلومات. وبدلًا من ذلك، ينتقل التركيز إلى النظر في بناء السرديات ذاته والدور الذي تقوم في البناء الاجتماعي للهوية(7).
وعلى طول الخط الرفيع بين الفهم الموضوعي والقراءة الذاتية لدواعي الأزمة الخليجية، انشطر الرأي العام العالمي إلى فريقين: فريق اعتقد أن موقف الرباعي هو الإجراء الأقوى في حمل الدوحة على التخلي عن مواقفها واختياراتها الاستراتيجية إزاء إيران وثنيها عن دعم بعض حركات الإسلام السياسي ومنها حماس والإخوان المسلمين. وبعد التلويح بقائمة المطالب الثلاثة عشر ثم تقليصها إلى ستة مطالب في وجه الدوحة، ترسخت القناعة بين مسؤولي الرباعي أن ميزان القوة قد يرجِّح الكفة لصالحهم. وقال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، في أواخر مايو/أيار 2017: إن "الكرة تظل في الملعب القطري"(8). وشدَّد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على أن "قطر على الرغم من توقيعها اتفاقيات لوقف دعم الإرهاب، إلا أن ذلك لم يحدث بعد"، وأنها ما زالت في حالة "إنكار وتواصل نشر الكراهية" عبر وسائل الإعلام. وبعد أشهر التصعيد الأولى، حاول الجبير اختزال الرؤية السعودية خلال المحاضرة التي ألقاها في معهد إيغمونت في بروكسل في فبراير/شباط 2018، قائلًا: إن "أزمة قطر صغيرة مقارنة بالقضايا المهمة في المنطقة، وكل ما نريده هو أن تتوقف الدوحة عن استخدام برامجها الإعلامية لنشر الكراهية"(9)
أما الفريق الآخر فلم يتشبَّع بسردية الحملة التي استهدفت دَمْغَ سمعة قطر بتهمة تأييد الإرهاب، وتساءل حول مدى منطقية فرض الحصار البري والجوي على قطر واعتبره إجراء يتعارض مع القانون الدولي الإنساني. وقد نددت بذلك عدة مظاهرات خرجت إلى الشوارع في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى. وبالنسبة للكثيرين، "بدا النزاع الخليجي بمثابة جانٍ يتهم الضحية، ويلوي الحقيقة لخدمة روايات متنافسة"(10). ووجَّهت وزارة الخارجية الأميركية، بعد مرور أسبوعين من نشوب الخلاف، انتقادات ضمنية إلى دول الرباعي بسبب عدم تقديم ما يبرر قرارها فرض الحصار على قطر. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، هيذر نوارت: "نحن نشعر بالارتياح لأن دول الخليج لم تقدِّم إلى القطريين ولا إلى الجمهور تفاصيل ادعاءاتهم ضد قطر...وكلما مر الوقت، يزداد الشك حول الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات"(11). بيد أنها أضافت قائلة: "في هذه المرحلة، لدي سؤال واحد بسيط: هل كانت إجراءات الحصار تُعزَى إلى قلقهم بشأن دعم قطر المزعوم للإرهاب، أم أنها كانت بشأن الشكاوى التي طال أمدها بين دول مجلس التعاون الخليجي التي تتقاسم مصالح ومنافسات مشتركة؟"(12).
وخلف التركيبة اللغوية تكمن مؤشرات العملية السياسية التي تكشف عن هياكل القوة التي تسمح بنشر سرديات معينة فيما تتم محاولة إسكات الآخرين، كما تقول الباحثتان سارة  أورثي وآن كرونين(13). ويوضح أنتوني بلينكن، نائب وزير الخارجية في حكومة باراك أوباما، أن دعم ترامب غير المشروط للسعوديين خلال زيارته الرياض "لم يكن ليشجعهم على قطع العلاقات فحسب، بل وأيضًا على فرض حصار اقتصادي على قطر"(14). في الوقت ذاته، تنم محاولة السعودية وحلفائها لثني قطر عن موقفها من إيران وحركات الإسلام السياسي عن مفارقة مثيرة في صيرورة السياسات الخليجية في العقود الأخيرة. وكما يقول ستيف كوك، المحلل في المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية: "هذه هي طبيعة الشرق الأوسط؛ إذ من الصواب القول: إن القطريين شركاء صعبو المراس ويتبعون سياسات غير مواتية. غير أن هذا لا يجعلهم مختلفين عن أي من حلفاء واشنطن الآخرين في الشرق الأوسط. فعلى الذين يعيشون في بيوت زجاجية ألا يرموا غيرهم بالحجارة، إلا أن هذا ما يحدث بالضبط في الشرق الأوسط"(15)
في الوقت ذاته، تفاعلت السرديات المتشابهة أو المتحالفة بشأن عدو مشترك جديد ضمن دائرة مغلقة بعينها، فأصبحت بمثابة غرفة الصدى (Echo chamber) حيث التقطت ذبذبات بعضها بعضًا واستقوت بمواقف متحالفة كتدافع موجات البحر خلال فترات المد قبل أن يحين موعد الجزر. بيد أن تحالف السرديات لدى دول الرباعي ينطوي على ما هو أعمق في ثنايا بنية التفكير المشتركة.
معضلة التفكير الجماعي المتطابق 
ما يحدث عادة عند انجراف الخلافات إلى مستوى التصعيد وتداول السرديات السلبية، كما هي حال الرباعي إزاء قطر، أن تغلب الرؤية السوداوية وصناعة "الآخر" بعد أن كان حتى الأمس القريب جزءًا من الذات الجماعية داخل مجلس التعاون الخليجي. وعندما ينتشر التفكير الجماعي المتطابق (Groupthink) بين بعض العواصم مثل أبوظبي والرياض والمنامة والقاهرة، يصبح من السهل شيطنة "الآخر" والاجتهاد في إيجاد شتى المسوغات والتبريرات من أجل النيل من سمعته والتهديد بنسف قدراته الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. وللأسف، يطغى منطق الواقعية السياسية ولغة المصالح مما يفسر تصدع الجسم الخليجي. ويبدو أن معضلة التفكير الجماعي المتطابق هيمنت منذ البداية على القادة الخليجيين والرئيس دونالد ترامب أيضًا خلال قمة الرياض على ثلاثة مستويات رئيسية: شيطنة إيران، والالتفاف حول مشروع مكافحة الإرهاب وإن تباينت تعريفاته، وتضييق الخناق على قطر. 
وحسب أدوات التحليل في علم النفس الاجتماعي، يمكن تعريف هذه المعضلة بأنها ظاهرة نفسية تحدث بين مجموعة من الأفراد الراغبين في الانسجام أو التطابق في الرأي ضمن المجموعة، ويؤدي إلى نتيجة غير منطقية أو اختلال في صنع القرار. وتنطوي الميول نحو التفكير الجماعي المتطابق على بعض المخاطر بإقرار ما يبدو توافقًا بالإجماع. ويقول وليام وايت، واضع هذا المفهوم: "إننا لا نتحدث عن مجرد توافق غريزي، بل عمَّا يشكِّل في نهاية المطاف فشلًا دائمًا للبشرية. ما نتحدث عنه هو توافق منطقي كفلسفة منفتحة وواضحة تؤكد أن قيم المجموعة ليست ملائمة فحسب ولكن صحيحة وجيدة أيضًا"(16).
أهم محطات الأزمة
على خلاف نظرة الخط الأحادي في تحليل الأزمة على أنها معضلة سياسية مفتوحة تتحرك إلى الأمام على نفس الوتيرة منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017 وأيضًا منذ قمة الرياض، يكشف تحليل تراكم السرديات وجود أربع مراحل متباينة سواء في سياق دواعي القرار الرباعي بتضييق الخناق على قطر، أو سبل احتواء الأزمة، أو إدارتها، أو السعي لإيجاد مخرج لها. ويستعرض الجدول التالي المدى الزمني لكل مرحلة وطبيعة التفاعلات التي تميز بين المراحل الأربع: 1) التوافق على عزلة قطر، و2) سياسة الاحتواء، و3) العامل الكويتي، و4) توطيد البيت الأبيض للوساطة الكويتية.

20 مايو/أيار-5 يونيو/حزيران 2017:

التوافق على عزلة قطر

• التنسيق الخفي بين وليي عهدَي الإمارات والسعودية.
• تضخيم المخاوف من معضلة الإرهاب وتحضير التهم لقطر.
• استثمار أبوظبي والرياض في التعهد الانتخابي لترامب بمكافحة "الإرهاب الإسلامي الراديكالي".
• حضور ترامب قمة الرياض وتشجيعه على عزلة قطر بوازع "مكافحة الإرهاب" كضوء أخضر أمام محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.
• سوء تقدير الرباعي لرد فعل الدوحة ومواجهة التحديات الاقتصادية للعزلة بمبادرات الدول الإقليمية والأوروبية.

5يونيو/حزيران-7 سبتمبر/أيلول 2017:

سياسة الاحتواء

• فرض الحصار على قطر.
• تصعيد تهم "دعم الإرهاب" و"إيواء جماعات راديكالية" و"نشر خطاب الكراهية".
• تحرك الوساطة الكويتية على أساس القيم الخليجية.
• التلويح بقائمة الشروط لدى دول الرباعي.
• تفادي انهيار دول مجلس التعاون الخليجي بالكامل.

7 سبتمبر/أيلول 2017-5 مارس/آذار 2018:
العامل الكويتي

• ازدياد أهمية الوساطة الكويتية.
• تزكية ترامب خلال زيارة أمير الكويت البيت الأبيض.

5 مارس/آذار-نهاية مايو/أيار 2018:

توطيد البيت الأبيض للوساطة الكويتية

• خمس مكالمات هاتفية بين الرئيس ترامب وقادة الخليج (2 الدوحة، 2 الرياض، 1 أبوظبي).
• جولة أنتوني زيني وتيموثي لندركينج بين عواصم الخليج والقاهرة.
• عقد اجتماعَيْ قمة بين ترامب وولي عهد السعودية (مارس/آذار) وأمير قطر (أبريل/نيسان).
• فشل القمة العربية في الظهران في تحديد مخرج للأزمة.
• تأجيل اجتماع القمة المقرر بين ترامب وولي عهد الإمارات.
• بحث إمكانية عقد القمة الخليجية-الأميركية في مايو/أيار قبل تأجيلها إلى سبتمبر/أيلول 2018.

سرديات الأزمة في منعرجات جديدة 
عند تأمُّل التفاعل النشط بين السرديات والسرديات المضادة على مر الأشهر الاثني عشر الأولى للأزمة، تبرز ثلاث دوائر جدلية فرعية، أولها: حصيلة السجال بين ترامب والمؤسسة السياسية في واشنطن، وثانيها: تطور القراءة الذاتية لبعض أطراف الأزمة خاصة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بين خطي التصعيد وقيادة الأزمة بين يونيو/حزيران 2017 وتصريحاته في القاهرة فبراير/شباط 2018، وثالثًا: مآل تصحيح الرؤية إلى قطر ودورها الإقليمي في ضوء ما نتج عن الحوار الاستراتيجي القطري-الأميركي.
1. ترامب المؤسساتي وليس الجامح
قرر الرئيس دونالد ترامب تجسير الفجوة التي كانت بينه وبين المؤسسة السياسية، وتبنى الرؤية الاستراتيجية التي تمسك بها وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع، جون ماتيس، ومسؤولون آخرون في واشنطن. وهي الرؤية ذاتها التي يسعى بومبيو حمل العواصم الخليجية على قبولها كصيغة عملية تتجاوز خطاب التصعيد والشروط والشروط المضادة بين الرياض وأبوظبي والدوحة. ولم تعد الشروط السعودية/الإماراتية سواء الثلاثة عشر في المرحلة الأولى أو الستة في مرحلة لاحقة تطفو إلى السطح في محادثات مشروع التسوية التي تقودها الولايات المتحدة حاليًّا دون الخروج عن مسار الوساطة الكويتية. في الوقت ذاته، يسعى الرئيس ترامب لتبديد الانطباع الذي حام حوله بأنه كان ميالًا إلى تأييد الموقف السعودي/الإماراتي بتوجيه تهم "دعم الإرهاب" إلى قطر في ظل ما دار خلال قمة الرياض. وفي الشهر العاشر للأزمة، قال ترامب خلال استضافة أمير قطر في البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة وقطر "صديقان عظيمان من عدة نواح، ونحن نعمل على الوحدة في هذا الجزء من الشرق الأوسط، وأعتقد أن هذا المنحى يسير بشكل جيد للغاية، وهناك الكثير من الأمور الجيدة التي تحدث في الوقت الراهن"(17). وأوضح بيان أصدره البيت الأبيض عقب الاجتماع أن "الرئيس ترامب أعرب عن شكره لأمير قطر على التزام بلاده المتواصل بمكافحة تمويل الإرهاب والتطرف." وقد جاء هذا التحول بعد اطلاع ترامب على نتائج الجولة المكوكية للمبعوثيْن الأميركييْن، أنتوني زيني وتيموثي لاندركينغ، بين عواصم المنطقة في فبراير/شباط 2018. ويعكس ثلاثة أمور مهمة في تصميم خطواته الدبلوماسية نحو جهود الحل من حيث توقفت الوساطة الكويتية: 
أولها: قناعة ترامب بأن تحديد الدور الأميركي في تسوية الأزمة الخليجية يستدعي قراءة موضوعية ومتأنية لطبيعة ومسار الخلاف ومراميه المعلنة وغير المعلنة، وعدم التسرع في شيطنة أي طرف لصالح طرف، أو التخندق الذهني والسياسي ضمن خطاب تصعيدي من قبل أي طرف أو أطراف حاولت جر البيت الأبيض إلى سوء تقدير استراتيجي في بدايات الأزمة. وهذا ما يفسر التخلي عن موقفه السابق واقترابه من خيار استراتيجي تزكيه المؤسسة السياسية بمن فيها أعضاء الكونغرس. 
  
ثانيها: رغبة ترامب في ترميم مصداقيته أمام الخليجيين كافة وتجاوز التهم من حوله باحتمال نجاح المال الإماراتي في شراء بعض النفوذ السياسي في البيت الأبيض من خلال انفتاحه على بعض رجال الصفقات وجماعات الضغط المشبوهة ووسطاء كجورج نادر وإليوت برويدي.   
ثالثها: ينم التزام ترامب بشكل صريح بإنهاء النزاع الخليجي عن وجود مؤشرات غير معلنة في تحول مواقف بعض أطراف النزاع، مما يعزز مستوى التفاؤل لديه حاليًّا بدينامية التقارب النسبي بين عواصم الخليج بانتظار القمة الخليجية-الأميركية المؤجلة إلى نهاية الصيف.
2. ابن سلمان ومرونة موقف الرياض
في بدايات الأزمة، تعالى الخطاب الإماراتي والسعودي الموحد، ومن خلفه المنامة والقاهرة، في شيطنة قطر والكيل لها بتهم "تمويل الإرهاب" و"إيواء دعم الجماعات الإرهابية". وفي المقابل، ردت الدوحة بخطاب غير انفعالي وغير تصعيدي، وطالبت بتقديم أي حجج تبرهن على تلك التهم. ويشير رامي خوري إلى أن "السعوديين والإماراتيين حافظوا على سلوك مثير للإعجاب من الثقة والقوة والتصميم والصبر والرغبة في معاقبة قطر بشدة، ولسنوات، بسبب انتهاكاتها المزعومة في دعم الإرهاب وتهديد أمنهم. لكن مشكلتهم مع هذا العرض من التبجح السياسي هو ألا أحد آخر يقتنع به وأصبحوا معزولين بشكل محرج في خيمتهم المنسوجة من خيوط التبجح"(18).
ومنذ مارس/آذار 2018، ظهرت مؤشرات متزايدة على قِصَرِ عُمر ذلك التلاحم بين الخطابين الإماراتي والسعودي. ولم تعد سرديات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تردد صدى ما تخطط له أبوظبي كما كانت في الأشهر الستة الأولى. وثمة أكثر من مؤشر على تغير موقف محمد بن سلمان في ثنايا السرديات التي رواها خلال لقائه مع الإعلاميين في القاهرة عن أزمة قطر، قائلًا: "لا أشغل نفسي بها، وأقل من رتبة وزير هو مَنْ يتولى الملف، وعدد سكانها لا يساوي شارعًا في مصر، وأي وزير عندنا يستطيع أن يحل أزمتهم"، كما نقل عنه سعود القحطاني، المستشار في الديوان الملكي السعودي. 
لا يصعب على الإنسان العادي قبل عالم النفس السياسي أن يستشف أن تصغير أو تقزيم أهمية الأزمة في هذ المرحلة ينم عن أن ولي العهد السعودي ربما يتلمس الطريق إلى مخرج مشرِّف يضمن له عدم الظهور بمظهر من يقدم تنازلات. وربما تتردد في الرياض وواشنطن أيضًا الحاجة لسيناريو مناسب يحفظ له ماء الوجه السياسي عند الخروج من أزمة كان من أكبر صقورها الأشاوس حتى الأمس القريب. وكما قال مسؤول أميركي في واشنطن، فإن الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان تناقشا بشأن الأزمة وسط "تطورات جديدة تعزز إجراء مزيد من المباحثات".
يبدو أن تغير هذه السرديات وتقلب الخطاب السياسي بين العواصم أسهم في بلورة معادلة جديدة تظهر في أعين ترامب الحريص على تجاوز الخلافات الخليجية على شكل مثلث ذي ثلاثة أضلاع: 
أولها: موقف الدوحة الذي يعتبره "ملتزمًا بالمساهمة في استعادة وحدة المجلس وبضرورة وضع نهاية للنزاع الخليجي"، كما ورد في بيان البيت الأبيض. ويبدو أن هذا الموقف يثير الارتياح لدى ترامب ويسهِّل الطريق أمام مساعيه لوضع حد للأزمة. 
ثانيها: موقف الرياض الذي يبدو أنه يتخلى تدريجيًّا على المستويين النفسي والسياسي وأيضًا الإعلامي عن نبرة العدائية والتصعيد. ويبدو أن المكالمة الهاتفية بين الرئيس ترامب والملك سلمان، في الثاني من أبريل/نيسان 2018، تنبني على مؤشرات إيجابية أظهرها لقاء ترامب ومحمد بن سلمان في البيت الأبيض في مارس/آذار. ويعوِّل ترامب أكثر فأكثر على مرونة هذا الموقف السعودي في إقناع أبوظبي بإعادة النظر في حساباتها ليس باتجاه تجاوز الأزمة وعقد القمة الخليجية الأميركية فحسب، بل وأيضًا في ضرورة توحيد الصف الخليجي وكسبه لصالح استراتيجية ترامب في التصعيد ضد طهران بعد التحلل من الاتفاق النووي متعدد الأطراف. ويلاحظ رامي خوري أن "الدعاية الإعلامية السعودية الإماراتية التي دفعت مثل هذه الاتهامات كانت محرجة في جرعاتها الضئيلة من الحقيقة، والتي لا تؤدي إلا إلى نتائج عكسية؛ إذ لم تؤد إلا إلى إلحاق المزيد من الضرر بالمصداقية التي تتمتع بها بعض وسائل الإعلام الخليجية في السنوات الأخيرة"(19).
أما الضلع الثالث فهو موقف أبوظبي الذي يبدو أنه دخل مرحلة استنفاد قدرته الدبلوماسية في استماله ترامب. لكن القناعة المترسخة لدى ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، بأن استثماره السياسي طويل الأمد في واشنطن وتوافقه مع منطق الصفقات المالية والسياسية مع رجل الصفقات في البيت الأبيض يعززان ميوله نحو الاعتداد بأنه الطرف "الأقوى". وهنا يصعب الابتعاد نفسيًّا عن منطق الغلبة أو إعادة قراءة الأزمة من جديد بشكل عقلاني يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات في مسار النزاع ومساعي ترامب لإنهاء الخلاف.
3. تصحيح الانطباع 
اتسم الحوار الاستراتيجي القطري-الأميركي، الذي بدأ التحضير له منذ منتصف عام 2017، بالتركيز على مرتكزات العلاقات القطرية-الأميركية رغم تداعيات الأزمة. ونص البيان المشترك في ختام المناقشات التي حضرها وزراء الخارجية والدفاع في كلا البلدين، في الثلاثين من يناير/كانون الثاني 2018، على عدة مجالات للتفاهم والتعاون المتبادل. ويمكن اختزال نتائج هذا الحوار الاستراتيجي من حيث دلالته باتجاه الأزمة في خمس نقاط رئيسية:
أ- ناقشت قطر والولايات المتحدة أزمة الخليج وأعربت عن الحاجة إلى قرار فوري يحترم سيادة قطر.
ب- أعربت الحكومتان عن قلقهما من الآثار الضارة على الوضع الأمني والمضاعفات الاقتصادية والبشرية لأزمة.
ج- أكدت قطر تقديرها للدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في الوساطة في النزاع دعمًا لجهود أمير الكويت.
د- أكدت قطر والولايات المتحدة دعمهما لمجلس التعاون الخليجي القوي الذي يركز على مواجهة التهديدات الإقليمية وضمان مستقبل سلمي ومزدهر لجميع شعوبه.
ه- حددت الحكومتان طريقًا للمضي قدمًا من أجل تطوير شراكتهما(20).
ويبدو أن هذه الرؤية المشتركة سواء للعلاقات الثنائية بين واشنطن والدوحة أو لمآل الأزمة الخليجية تعكس منحى عمليًّا يأمل البيت الأبيض وكذلك المؤسسة السياسية الأميركية أن تكون بمثابة قاطرة لاستعادة حركية مجلس التعاون الخليجي في المستقبل. وعلى الرغم من غياب تيلرسون عن المشهد السياسي، يبدو أن براغماتية خَلَفِه بومبيو والتزامه الحرفي بتطبيق إرادة ترامب تعزز مؤشرات الانفراج التدريجي في مسار الأزمة وابتعادها أكثر فأكثر من منطقة الجمود ومنطق التصعيد من أجل التصعيد. وبالنظر إلى تعقيداتها السياسية والاستراتيجية والنفسية، فإنها لا تخرج في الحصيلة النهائية عن مسار كل الأزمات والصراعات: تصعيد مستعجل جامح، ثم وساطة جادة، ثم تخفيف خطاب العدائية، فاختفاء الأعمال الانتقامية رويدًا رويدًا، مع حفظ ماء الوجه لكل الأطراف. 
هكذا، تبدو ملامح الطريق إلى سبتمبر/أيلول على الأرجح ما لم تكبر كومة الجليد بين ترامب والإيرانيين لتبتلع مساعي تسوية الأزمة الخليجية. ويبدو أن تأجيل القمة مدة أربعة أشهر ينطوي على وعي جديد لدى ترامب بمتطلبات الوساطة ومنح بعض الوقت حتى تكتمل العناصر النفسية والاستراتيجية والسياسية لكافة الأطراف للتعامل مع الأزمة بقراءة جديدة. ويبقى إرسال بومبيو إلى الرياض، في أول مهمة رسمية عقب توليه منصب وزير الخارجية، مؤشرًا واضحًا على عزم البيت الأبيض طي الملف الخليجي قبل الانشغال بالملف الإيراني والملف الكوري الشمالي المتقلب بين عقد القمة وإلغائها. وفي تقدير واشنطن، يظل الانفتاح بين عواصم المنطقة هو المدخل الطبيعي لنواة مصالحة خليجية-خليجية ستظل محتشمة ومتدرجة في نموها بين ما زُرع في أبريل/نيسان 2017 وما قد يتم حصاده في سبتمبر/أيلول 20018.
___________________________________________________________________
*د.محمد الشرقاوي، باحث أول بمركز الجزيرة للدراسات وأستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن بواشنطن وعضو لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة سابقًا.

نبذة عن الكاتب

مراجع

(1)     Al Omran, Ahmed, “Gulf media unleashes war of words with Qatar” , Financial Times, 4 August 2017, (Visited on 22 May 2018):

https://www.ft.com/content/36f8ceca-76d2-11e7-90c0-90a9d1bc9691

(2)     Khouri, Rami, “Trends in Qatar Stand-Off”،The Cairo Review of Global Affairs, 5 August 2017, (Visited on 22 May 2018):

https://www.thecairoreview.com/tahrir-forum/trends-in-qatar-stand-off/

(3)     “The geopolitical and security implications of the Gulf crisis” , Brookings, 30 October 2017, (Visited on 22 May 2018):

https://www.brookings.edu/events/the-gulf-crisis-what-next-for-the-region/

(4)     Department of State, Deputy Secretary John J. Sullivan’s Meeting With Saudi Foreign Minister al-Jubeir, Office of the Spokesperson, 21 May 2018, (Visited on 22 May 2018):

https://translations.state.gov/2018/05/21/deputy-secretary-john-j-sullivans-meeting-with-saudi-foreign-minister-al-jubeir/

(5)     Krishnadev. Calamur, “America Wins the Gulf Crisis”, The Atlantic, 31 January 2018, (Visited on 22 May 2018):

https://www.theatlantic.com/international/archive/2018/01/qatar-us/551873/

(6)     Earthy, Sarah and Cronin, Ann, “Narrative Analysis” , in Researching Social Life, N. Gilbert ed, (Sage, London, 2008, 3rd Ed):

http://epubs.surrey.ac.uk/805876/9/narrative analysis.pdf

(7)     George, C. Rosenwald and Richard L. Ochberg, Storied Lives: The Cultural Politics of Self-Understanding, (Yale University Press, 1992, 1st Ed).

(8)     Toumi, Habib, “Crisis resolution is up to Qatar, Al Jubeir says”،Gulf News, 24 May 2018, (Visited on 25 May 2018):

https://gulfnews.com/news/gulf/qatar/crisis-resolution-is-up-to-qatar-al-jubeir-says-1.2174195

(9)     “Saudi Arabia says Qatar continues to propagate hatred amid US efforts to resolve crisis”،The National, 4 February 2018, (Visited on 25 May 2018): 

https://www.thenational.ae/world/gcc/saudi-arabia-says-qatar-continues-to-propagate-hatred-amid-us-efforts-to-resolve-crisis-1.707513

(10)  Dorsey, James “Gulf Media Wars Produce Losers, Not Winners”،Fair Observer, 9 August 2017, (Visited on 25 May 2018): 

https://www.fairobserver.com/region/middle_east_north_africa/gulf-crisis-news-qatar-uae-saudi-arabia-arab-world-news-headlines-98712/

(11)  Harris, Gardiner, “State Dept. Lashes Out at Gulf Countries Over Qatar Embargo”،The New York Times, 20 June 2017, (Visited on 25 May 2018): 

https://www.nytimes.com/2017/06/20/world/middleeast/qatar-saudi-arabia-trump-tillerson.html

(12)  Ibid.

(13)  Earthy and Cronin, “Narrative Analysis”، op, cit.

(14)  Blinken, Antony. J, ”President Trump’s Arab Alliance Is a Mirage”, The New York Times, 19 June 2017, (Visited on 25 May 2018):  

https://www.nytimes.com/2017/06/19/opinion/trump-isis-qatar-saudi-arabia.html

(15)  Tharoor, Ishaan, “The crisis over Qatar highlights Trump’s foreign policy confusion”،The WashingtonPost, 15 June 2017,(Visited on 25 May 2018):   

https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2017/06/15/the-crisis-over-qatar-highlights-trumps-foreign-policy-confusion/?utm_term=.29733fbf593f

(16)  Whyte, W. H., Jr. Groupthink, )Fortune, March 1952(, p. 114–117

(17)  Aljazeera, “Trump: US-Qatar ties 'work extremely well’” ،AlJazeera, 11 April 2018, (Visited on 25 May 2018):   

https://www.aljazeera.com/news/2018/04/trump-qatar-ties-work-extremely-180410135820276.html

(18)  Khouri, “Trends in Qatar Stand-Off”، op, cit.

(19)  Khouri, “Trends in Qatar Stand-Off”، op, cit.

(20)  Office of the Spokesperson, “Joint Statement of the Inaugural United States-Qatar Strategic Dialogue”، State Department, Washington, DC, 30 January 2018, (Visited on 25 May 2018):   

https://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2018/01/277776.htm