عقد مركز الجزيرة للدراسات ومركز دراسات الخليج بجامعة قطر، مؤتمرًا صحفيًّا بالعاصمة القطرية، الدوحة، الأربعاء، 15 يناير/كانون الثاني الجاري، لاستعراض محاور مؤتمر بحثي كبير يعتزمان تنظيمه تحت عنوان "نحو نظام أمني خليجي جديد: الخروج من المقاربات الصفرية"، في قاعة ابن خلدون بجامعة قطر، يومي 19 و20 يناير/كانون الثاني 2020.
وعن فكرة المؤتمر والهدف من ورائه والنتائج المرجو أن يخرج بها، تحدَّث الدكتور محمد المختار الخليل، مدير مركز الجزيرة للدراسات، في بداية المؤتمر الصحفي، قائلًا: إنَّ المؤتمر قد تمَّ التحضير له منذ سبعة أشهر ولا علاقة له بالتطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وبخاصة في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني.
وأضاف الخليل أنَّ المؤتمر يهدف في المقام الأول إلى تحليل إشكالية الأمن الخليجي، والبحث عن مقاربات جديدة تأخذ بعين الاعتبار مصالح الأطراف ذات الصلة، والمؤمَّل في ختام المؤتمر -يضيف الخليل- أن يصل المشاركون إلى رؤية تكون أقرب للواقع، وتقدِّم حلولًا عملية لقضايا هذه المنطقة الحيوية من العالم، وتساعد صانعي القرار على رسم السياسات التي تحدد ملامح المستقبل.
وأكد المختار أنَّ المؤتمر البحثي القادم حرص في دعوة المتحدثين على التنوع، وذلك لكي تُناقَش القضايا المطروحة من زواياها المختلفة. وأشار في هذا الصدد إلى أنه من المقرر أن يشارك فيه نحو 25 متحدثًا من منطقة الخليج والعالم العربي، فضلًا عن إيران وتركيا والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، في جلساتٍ تمتد على مدار يومين.
من جانبه، قال الدكتور محجوب زويري، مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر: إنَّ الجديد في هذا المؤتمر هو تناوله لمعضلة الأمن الخليجي في شمولها واتساعها وتعدد أوجهها، وعدم اقتصارها على المفهوم التقليدي للأمن. ولهذا -يضيف زويري- فإنَّه من المقرر أن يتعرَّض المؤتمر للأمن المجتمعي والغذائي والسيبراني، فضلًا عن الأمن بمفهومه التقليدي؛ السياسي والعسكري والاقتصادي.
وأكَّد زويري على أنَّ المؤتمر مفتوح لمن يرغب في حضوره، وهو معنيٌّ بالبحث في التهديدات والتحديات التي تواجه الدول والمجتمعات الخليجية على الصعيدين الداخلي والخليجي، وتقديم مقاربات تأخذ بعين الاعتبار ما هو دائم وما هو مستجد، وفي هذا الصدد فمن المقرر أن تناقش الجلسات مدلول النظام الخليجي وتطوراته لتحديد أطرافه والعلاقات فيما بينها، ثم ينتقل الحديث إلى موقع النظام الخليجي في النظام الدولي والاقتصاد العالمي لإبراز التكاليف المترتبة على الصراعات في منطقة الخليج. كما تستعرض إحدى الجلسات تجارب النظم الأمنية في منطقة الخليج، بتحليل سياقاتها وأسباب فشلها، ومنها إلى جلسة أخرى تحلِّل طبيعة النظام الخليجي في الوقت الراهن، وتتناول التهديدات بنوعيها، التقليدي والمستحدث، وتعقبها جلسة أخرى تتناول المقاربات الأمنية الجارية لتبيان قدرتها على التعامل مع هذه التهديدات، ويختتم المؤتمر أعماله بالحديث عن مواصفات النظام الأمني المنشود.