نظَّم مركز الجزيرة للدراسات ندوة بحثية في العاصمة التركية، أنقرة، بالشراكة مع مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) وبالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، تحت عنوان "الصراع في الشرق الأوسط والأزمة الليبية"، يوم الخميس، 16 يناير/كانون الثاني الجاري 2020، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والباحثين، ناقشوا خلالها الإشكالات بمكتشفات الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، والصراع الدائر بين بعض الدول المعنية بهذا الملف على استخراجه وتصديره. كما ناقشوا الدعم التركي لليبيا في المجالين، الأمني والعسكري، وأثره على إعادة التوازن بين الأطراف المتصارعة والحيلولة دون مزيد من الانزلاق نحو الفوضى.
شارك في الندوة: نباهت يشار، الباحثة في مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام)، ورجب بولماز، منسق الدراسات الاقتصادية بذات المركز، ونزار كريكش، مدير مركز البيان للدراسات، وعصام عبد الشافي، رئيس أكاديمية العلاقات الدولية.
وأكد المشاركون على أن الدعم التركي للحكومة الليبية، من شأنه أن يؤدي إلى إحداث توازن من دونه يمكن لليبيا أن تشهد مزيدًا من الفوضى والتمزُّق. وأشاروا إلى أن الاتفاق التركي-الليبي الأخير ينص على التدريب، وبناء مؤسسة عسكرية، ومنظومات أخرى لتثبيت مركزية الدولة؛ لتقاوم التدخلات الخارجية، وبخاصة التدخل المصري-الإماراتي الذي يعمل لدعم طرف على حساب طرف آخر.
وأوضح المتحدثون أنَّ ليبيا بحاجة إلى أن تبنِّي معادلة جيوستراتيجية صحيحة، وأن تعيد تأسيس الدولة، وأنَّ الاتفاق -سابق الذكر- من شأنه أن يعين الليبيين على ذلك، وذلك لما لتركيا من وزن وقوة حالتا دون تفاقم الأزمة، واتساع رقعة الصراع، وخروجه عن السيطرة، خاصة في دولة مثل ليبيا بها ثروات تثير المطامع، ومساحة جغرافية شاسعة يصعب السيطرة على حدودها، وهو ما يجعلها ميدانًا مهمًّا في الصراع، ليس على ثرواتها فقط، وإنما أيضًا على النفط والغاز الذي اكتُشف في شرق البحر الأبيض المتوسط وتبلغ احتياطياته نحو 1.7 مليار برميل نفط، و122 تريليون قدم مكعب من الغاز، وما تمثله ليبيا بموقعها الجغرافي في هذا الملف الشائك الذي أجَّج الصراع وزاد من حدة التوتر الإقليمي في المنطقة.