خمس سنوات على الحرب في اليمن: تسلسل زمني

فيما يلي أبرز محطات الصراع التي شهدها اليمن طيلة خمس سنوات من الحرب.
رويترز
تسببت الحرب في دمار كبير للبنية التحتية واتساعاً في رقعة الفقر (رويترز)

في 21 سبتمبر/أيلول 2014، سيطرت جماعة الحوثي اليمنية على العاصمة، صنعاء، بعد أسابيع من احتجاجات مناهضة للحكومة، ما دفع السعودية إلى التدخل من خلال العملية العسكرية الموسومة بـ"عاصفة الحزم"؛ مما تسبب في وقوع أكبر أزمة إنسانية باليمن.

بعد السيطرة على العاصمة، صنعاء، تقدم الحوثيون باتجاه جنوب البلاد، وتصاعد الصراع في عام 2015، عندما بدأت السعودية، وعدد من حلفائها، شنَّ ضربات جوية عنيفة، لمنع الحوثيين من السيطرة على المزيد من المدن، واستعادة سلطة الحكومة المعترف بها دوليًّا.

أسفرت الحرب، خلال خمس سنوات، عن واقع مأساوي، وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ حيث قُتل عشرات الآلاف، بينما يتعرض الملايين لخطر المجاعة.

وفيما يلي أهم محطات الحرب في اليمن:

1. سقوط العاصمة صنعاء

في يوليو/تموز 2014، بدأ مقاتلو جماعة الحوثي هجومهم، من معقلهم في صعدة، شمال غرب البلاد، متجهين نحو الجنوب، منددين بتعرضهم للتهميش منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد حكم الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في 2011.
في 12 سبتمبر/أيلول 2014، اقتحم الحوثيون صنعاء، واستولوا على عدد من المقار الحكومية، والوحدات العسكرية، وطالبوا بنصيب في السلطة، وحققوا ذلك من خلال فرض ما عُرف بـ"وثيقة السلم والشراكة"، التي وقَّع عليها الرئيس، عبد ربه منصور هادي، وممثلون عن الحوثيين، والأحزاب السياسية.

تحالف الحوثيون مع الوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، الذي أُجبر على الاستقالة بعد ثورة عام 2011، واستولوا في أكتوبر/تشرين الأول 2014، على ميناء الحديدة، على البحر الأحمر، الذي يمثِّل نقطة دخول حيوية للواردات والمساعدات الإنسانية إلى المدن الشمالية من البلاد.

في يناير/كانون الثاني 2015، عزَّز الحوثيون قبضتهم على السلطة، باستيلائهم على القصر الرئاسي في صنعاء، وحاصروا مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ مما دفعه إلى تقديم استقالته إلى مجلس النواب (البرلمان)، ثم فرض الحوثيون الإقامة الجبرية عليه، وأصدروا إعلانًا دستوريًّا في 6 فبراير/شباط 2015، إلا أنه تمكن من الفرار إلى مدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن، في 21 فبراير/شباط 2015.

2. تدخل التحالف العربي عبر العملية العسكرية "عاصفة الحزم" 

في 26 مارس/آذار 2015، شنَّت المملكة العربية السعودية، وعدد من الدول العربية المتحالفة معها، غارات جوية مفاجئة، مستهدفة المطارات والقواعد العسكرية، ومراكز القيادة والسيطرة، التي استولى عليها الحوثيون، وحليفهم الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.

دعمت الولايات المتحدة التدخل السعودي لوجستيًّا، وقالت واشنطن إنها تُسهم في النقل، والإمدادات، والمعلومات الاستخباراتية.

مع تقدم الحوثيين جنوبًا نحو عدن، لجأ الرئيس هادي إلى المملكة العربية السعودية، عبر تأمين وصوله برًّا إلى سلطنة عُمان، في 26 مارس/آذار 2015.

3. استعادة عدن ومدينة مأرب وتطبيع الحياة السياسية

في 21 أبريل/نيسان 2015، أعلن التحالف عن التحول من عملية "عاصفة الحزم" إلى عملية "إعادة الأمل"، بعد تحييد القدرات الصاروخية للجيش السابق المؤيد للحوثيين والرئيس السابق، علي عبد الله صالح.

في يوليو/تموز 2015، تمكن التحالف من إخراج الحوثيين وقوات صالح من عدن، بالعملية العسكرية الموسومة بـ"السهم الذهبي".

بحلول أغسطس/آب 2015، استعادت القوات الموالية للحكومة خمس محافظات جنوبية أخرى، فضلًا عن مدينة مأرب الشمالية، الواقعة شمال شرقي العاصمة صنعاء.

في 4 سبتمبر/أيلول 2015، شنَّ الحوثيون وحليفهم صالح، هجومًا بصاروخ توشكا، على معسكر في صافر، قرب مدينة مأرب، أودى بجياة 99 جنديًّا وضابطًا، بينهم 52 إماراتيًّا، و32 يمنيًّا، و10 سعوديين، و5 بحرينيين.

في 22 سبتمبر/أيلول 2015، عاد الرئيس هادي إلى عدن قادمًا من الرياض، بعد استعادتها والمحافظات الجنوبية الأخرى، من قبضة الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق، علي صالح، خلال معارك عنيفة دامت ستة أشهر. 

في أكتوبر/تشرين الأول 2015، أعلنت القوات الحكومية استعادة السيطرة على مضيق باب المندب.

في أبريل/نيسان 2016، وبالتزامن مع مفاوضات السلام التي جرت في الكويت، بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، وحليفهم الرئيس السابق، علي صالح، استعادت قوات حكومية محلية، مدعومة من قبل التحالف العربي، مدينة المكلا، المشاطئة للبحر العربي، التي تمثل مركز محافظة حضرموت (الساحل)، بعد سقوطها في قبضة جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في أبريل/نيسان 2015.

في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2016، شنَّ التحالف غارة جوية على صالة عزاء في وفاة والد وزير الداخلية الذي عيَّنه الحوثيون، جلال الرويشان، ما أسفر عن قتل ما لا يقل عن 35 من القادة العسكريين والضباط التابعين في غالبيتهم لوزارة الداخلية والدفاع وأكثر من مئة آخرين غالبيتهم مدنيون.

4. السيطرة على الساحل الغربي ومعركة الحديدة

في يناير/كانون الثاني 2017، نفذت قوات المقاومة الجنوبية، وقوات حكومية مدعومة من التحالف العربي، العملية العسكرية الموسومة بـ"الرمح الذهبي" لتحرير الساحل الغربي، على البحر الأحمر، ابتداء من منطقة ذوباب، بالقرب من مضيق باب المندب.

سيطرت القوات المتقدمة على ميناء المخاء، في فبراير/شباط 2017، ومعسكرات في الخوخة.

في 19 أبريل/نيسان 2018، استهدَفت طائرة، يُعتقد أنها تابعة للتحالف العربي، موكب رئيس المجلس السياسي الأعلى لسلطة الحوثيين، صالح الصماد، وأدى ذلك إلى مقتله مع مرافقيه، داخل مدينة الحديدة، وقد أعلن الحوثيون عن ذلك بعد أربعة أيام من الواقعة. 

في يونيو/حزيران 2018، واصلت قوات العمالقة والمقاومة التهامية، تقدمها في الساحل الغربي، بدعم من التحالف، في محاولة لاستعادة مدينة (ميناء) الحديدة، وتمكنت من الوصول إلى الأجزاء الجنوبية من المدينة، وفرض الحصار عليها.

بدأت محادثات السلام، برعاية الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية المتحاربة، في ستوكهولم بالسويد، في ديسمبر/كانون الأول 2018، وأسفرت عن الاتفاق على وقف إطلاق النار في الحديدة، وتبادل الأسرى، وتفاهمات حول محافظة تعز.

في مايو/أيار 2019، أعلنت الأمم المتحدة أن الحوثيين انسحبوا من ميناء الحديدة ومنفذين آخرين فيها، ما اعتبر خطوة عملية على الأرض منذ التوقيع على الاتفاق، إلا أن ذلك لم يكن سوى عملية شكلية؛ فالحوثيون لا يزالون يسيطرون على الموانئ الثلاث.

5. الانقسامات

بعد عام من تشكيل مجلس سياسي أعلى، كسلطة حاكمة، مناصفة بين الحوثيين وحليفهم، صالح، في أغسطس/آب 2016، حاول صالح فكَّ الارتباط بينه وبين الحوثيين، معلنًا انتفاضة مسلحة ضدهم، لكنه لم يصمد أمامهم أسبوعًا واحدًا؛ حيث قُتل في 4 ديسمبر/كانون الأول 2017، أثناء اشتباك أنصاره مع الحوثيين بصنعاء.  

شهد معسكر السلطة الشرعية انقسامًا مماثلًا، وقد برزت بوادره في يناير/كانون الثاني 2018، باندلاع قتال عنيف في مدينة عدن، بين قوات تابعة الانفصاليين الجنوبيين المدعومين إماراتيًّا، وبين القوات الحكومية المؤيدة للرئيس، عبد ربه منصور هادي.

خلال أغسطس/آب 2019، اندلعت اشتباكات دامية بين قوات الحكومة الشرعية وقوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي (انفصالي)، المدعوم إماراتيًّا، تُعرف بـ"الحزام الأمني"، وأسفر ذلك عن سيطرة القوات الانفصالية على مدينة عدن، ومناطق من محافظات لحج، والضالع، وأبين. وقد حاولت القوات الحكومية استعادة عدن، أواخر أغسطس/آب، فتعرضت لضربات جوية عنيفة، من قبل الطيران الإماراتي؛ ما أجبرها على التقهقر إلى منطقة شقرة الساحلية بمحافظة أبين.

كشفت جبهة المواجهات، عن خلاف بين الإمارات والسعودية، اللتين تدعمان طرفي المواجهة في السلطة الشرعية، مع اتفاق الجميع على مواجهة الحوثيين.

في 5 ديسمبر/كانون الأول 2019، رعت السعودية اتفاقًا بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، تضمن مجموعة من الترتيبات الاقتصادية والإدارية والعسكرية والأمنية، أبرزها تكوين حكومة محاصصة، ودمج قوات المجلس الانتقالي في قوام وزارتي الدفاع والداخلية، إلا أن ذلك لم يجد طريقه للتنفيذ، على الرغم من مرور أربعة أشهر ونصف.

في فبراير/شباط 2020، شنَّت قوات الجيش اليمني التابعة للرئيس هادي هجومًا عنيفًا على مواقع الحوثيين في الجبهة الشرقية لـ"تعز"، وتمكنت من السيطرة على تلة المقرمي الاستراتيجية وتلال أخرى مجاورة.

وفي نفس الشهر، فبراير/شباط 2020، خفضت الإمارات قواتها في جنوب اليمن، وتحولت من استراتيجية التدخل المباشر إلى استراتيجية التدخل غير المباشر، مبقية على مجموعة من القوات المعنية بمكافحة الإرهاب، مع استمرارها في النشاط الإغاثي.

6. الأزمة الإنسانية وجهود السلام

أدى الصراع في اليمن إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقًا لمنظمات الإغاثة؛ حيث تقول منظمة اليونيسف: إن النزاع تسبب في معاناة 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة، جرَّاء سوء التغذية.

في سبتمبر/أيلول 2019، قالت الولايات المتحدة إنها تجري محادثات مع الحوثيين بهدف إنهاء الحرب، وتفتح المفاوضات قناة مباشرة بين إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والحوثيين، وسط حالة تهديد قد تطول المنطقة، من احتمال وقوع صراع إقليمي أوسع مع إيران.

في 20 سبتمبر/أيلول 2019، أعلن الحوثيون، بشكل غير متوقع، أنهم يعتزمون وقف جميع أشكال الهجمات على المملكة العربية السعودية، ضمن مبادرة لإنهاء الصراع، وذلك بعد تعرض معملين نفطيين في بقيق وخريص، لهجمات بطائرات مسيرة دون طيار، تسببت في تراجع إنتاج النفط إلى النصف، فيما زعم الحوثيون وقوفهم وراءها.

أدانت واشنطن الهجمات ووصفتها بأنها "عمل حربي" واتهمت إيران بالمسؤولية عنها، وأعلنت فرض عقوبات جديدة على طهران، كما أرسلت المزيد من القوات إلى الخليج، في حين نفت إيران تورطها في الهجمات.

في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، استعاد الحوثيون السيطرة على عدد من المناطق كانت تحت سيطرة قوات الحكومة الشرعية منذ أربع سنوات، ومن ذلك جبال نهم بمحافظة صنعاء، ومدينة الحزم بمحافظة الجوف، وردَّت القوات الحكومة بالسيطرة على مناطق من مديرية صرواح غرب مأرب، ومناطق من محافظة البيضاء المجاورة، ومحاولة استعادة مناطق خسرتها في الجوف.

في 9 أبريل/نيسان 2020، أعلن الحوثيون عن مبادرة لحل الأزمة اليمنية، وأعلن التحالف هدنة لمدة أسبوعين قابلة للتجديد، لوقف إطلاق النار، رحبت بها الحكومة الشرعية والأمم المتحدة، وذلك لما من شأنه مواجهة وباء كورونا (كوفيد-19)، الذي أُعلن عن رصد أول حالة منه، في حضرموت، بعد يومين من إعلان الهدنة.

عودة إلى ملف "خمس سنوات على الحرب في اليمن: استراتيجيات الفاعلين ومآلات الصراع"