معركة أَبْيَن: الأهمية العسكرية والتداعيات السياسية والاستراتيجية

تُقرِّر معركة أبين، سواء توقفت عند حدودها الراهنة على الأرض، أو واصلت ذلك، مصير السلطة الشرعية، وزعاماتها، وأهدافها، وحلفائها، وكذلك مصير المجلس الانتقالي الجنوبي، وزعاماته، وأهدافه، وحلفائه المحليين وداعميه الإقليميين.
25 يونيو 2020
العمليات العسكرية الدائرة في محافظة أبين بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. المصدر: من إعداد الباحث (الجزيرة)

تُمثِّلُ معركة أَبْيَن الدائرة راهنًا بين القوات التابعة للحكومة اليمنية الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًّا أهمية عسكرية واستراتيجية، فالمنتصر في هذه المعركة سوف يعيد ترتيب المشهد في جنوب اليمن، ليس على مستوى القوى المحلية المتصارعة فحسب بل على مستوى القوى الإقليمية الداعمة لها أيضًا.

ومنذ أوائل مايو/أيار 2020، تشهد المناطق الجنوبية الشرقية من محافظة أبين، معارك ضارية لكن دون حسم، وإن كانت القوات الحكومية قد أحرزت تقدمًا محدودًا فيها، إلا أن المجلس الانتقالي حقق أكثر من ذلك في هذه المعركة.

يناقش هذا التقرير الحرب الدائرة بين الجانبين، مسلِّطًا الضوء على جغرافية وتاريخ ميدان المعركة، وتفاعلاتها، والأهمية العسكرية لها، وفرص إحراز النصر لكل طرف، ثم يرصد ويستقرئ التداعيات المختلفة للمعركة؛ سياسيًّا، وعسكريًّا، واستراتيجيًّا. 

جغرافية المعركة وجذور الصراع

تمتد الحدود الإدارية الجنوبية لمحافظة أبين على قطاع متعرج من الشريط الساحلي اليمني المشاطئ للبحر العربي، وتتصل حدودها الإدراية البرية بأربع محافظات، هي: البيضاء (شمالًا)، وشبوة (شرقًا، وشمال شرق)، ولحج وعدن (غربًا، وجنوب غرب). وتتوزع مساحتها البالغة نحو  16943كلم2، على 11 مديرية، هي: المحفِد، ومودِية، والوضيع، وسِرار، وجَيشان، ورُصُد، وخَنفَر، ولَودر، وأحوَر، وسَباح، ثم زُنجبار، التي تمثل المركز الإداري للمحافظة، وتبعد نحو 60 كلم عن مدينة عدن (1).

يتنوع سطح محافظة أبين، بين سهل ساحلي، وهضاب، ومرتفعات، وتتوسطها وديان خصيبة، أشهرها وادي تُبَن، ووادي حسَّان، اللذان تقع بينهما دلتا أبين، التي يُزرع فيها القطن، منذ أن أدخلته سلطات الاحتلال البريطاني، في أوائل أربعينات القرن العشرين(2 ). ويتراوح عرض السهل الساحلي بين أربعة إلى ستة أميال، فيما يصل ارتفاع الهضبة إلى ثلاثة آلاف قدم، أما المرتفعات الجبلية، فيصل ارتفاعها إلى ثمانية آلاف قدم (3).

تُنسب أبْيَن إلى أَبْيَن بن زهير بن أيمن بن الهُميسع بن حِمْير بن سبأ. ولشهرتها تُنسب إليها مدينة عدن، فيقال: عدن أبين، عند التفريق بينها وبين عدن لاعَة الواقعة بمحافظة حَجَّة (4 ). وعلى أراضي محافظة أبين، ما قبل خمسينات القرن العشرين، نشأ ما عُرِف، محليًّا، بدولة دَثِينة، أو جمهورية دثينة (5 )، التي كان من مظاهرها وجود دستور مكتوب، وبرلمان، ما مثَّل سابقة سياسية يمنية حديثة، عكست الوعي السياسي والتحرري لهذه المنطقة، ولحراكها الثوري في مواجهة الاحتلال البريطاني، الذي جثم على جنوب اليمن، خلال الفترة (1839-1967)، وقد كانت مدينة مودية عاصمة لدثينة، التي تبعد عن عدن نحو مئة ميل (161 كلم تقريبًا) (6).

خلال تاريخها الحديث والمعاصر، شغلت أبين حيزًا كبيرًا في مساحة السجال العسكري والسياسي في جنوب اليمن، خلال حقبة ما قبل إعاد تحقيق الوحدة بين شطري البلاد، عام 1990، وكذا الدور ذاته خلال العقود الثلاث من عمر دولة الوحدة. فقد وصل ثلاثة من رجالها إلى منصب رئيس الجمهورية، وهم: سالم رُبيِّع علي (سالمين) (1969-1978)، وعلي ناصر محمد (1980-1986)، والرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي (2012- ...)، فضلًا عن الحضور الكثيف لأبناء هذه المحافظة في المؤسسة العسكرية اليمنية، وفي الجهاز الإداري المدني للدولة، ضمن التنافس، أو على الأصح، الصراع التاريخي على السلطة، والاستئثار بالقوة التي تُمكِّن منها (7) .

المعركة بين الحسم والاستنزاف

مضى أكثر من أربعين يومًا على نشوب معركة أبين، في 11 مايو/أيار 2020، بين قوات الحكومة المعترف بها دوليًّا، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) المدعوم إماراتيًّا، دون نتيجة مؤثرة على الأرض؛ حيث تبدو هذه المعركة كمعارك جبهتي نِهْم وصِرواح، التي تدور، منذ خمس سنوات، على الحدود الإدارية لمحافظتي صنعاء ومأرب. وقد برزت أعنف المواجهات المسلحة في مديريتي زنجبار وخنفر الساحليتين، على البحر العربي. ففي مديرية زنجبار، وعلى تخوم مركزها (مدينة زنجبار) تشتعل المواجهات في بلدة الشيخ سالم، الواقعة على الطريق بين مدينة شُقرة، التي تسيطر عليها القوات الحكومية، ومدينة زنجبار، التي تسيطر عليها قوات المجلس الانتقالي. وفي مديرية خنفر، تدور المواجهات في جبهة الطَّريَّة والدِّرجاج، اللتين تقعان على محور تقدم داخلي للقوات الحكومية، في محاولة للاقتراب من مدينة جعار، التي تمثل مركز مديرية خنفر، وذلك في عملية التفاف وتطويق لها ولمدينة زنجبار الواقعة إلى الجنوب منها؛ نتيجة لتعذر اقتحامها من محور التقدم الساحلي (8) .

شكل (1): العمليات العسكرية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي

(الجزيرة)
المصدر: من إعداد الباحث (الجزيرة)

وكانت التحضيرات العسكرية للطرفين، قد كشفت خلال ستة الأشهر الماضية، التي تلت أحداث أغسطس/آب 2019، عن أن القوات الحكومية تُعِد لمعركة كبيرة تستعيد بها مدينة عدن، وأن المجلس الانتقالي يعد للدفاع عنها، إلى جانب ما يثيره من تمردات في مناطق الحكومة الشرعية وصفوف قواتها، في محافظات: شَبْوة، وأَبْيَن، وحضرموت (الوادي والصحراء)، وجزيرة سُقَطرى(9 ). ونتيجة لإخفاق مساعي قيادة القوات السعودية بمدينة عدن، في التقريب بين الطرفين، ازداد الوضع تعقيدًا، ثم ما لبث المجلس الانتقالي أن صعَّد من ذلك، بإعلان "الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية"، في 25 أبريل/نيسان 2020، واتخاذه سلسلة من الإجراءات لتعزيز هذه الخطوة، دافعًا الأزمة إلى آفاق أبعد (10).

بالنظر إلى بطء عمليات تقدم القوات الحكومية، مقارنة بأدائها في المواجهات، التي دارت بين الطرفين، أواخر أغسطس/آب 2019؛ حيث وصلت طلائع هذه القوات، وفي بضعة أيام، إلى نقطة العَلَم، شرقي عدن بحوالي 10 كلم؛ إذ لولا تدخل الطيران الحربي الإماراتي، وضربه أرتال القوات الحكومية المتقدمة، على طول محاور التقدم، لَسَيْطَرَت هذه القوات على عدن، بالتعاون مع مؤيدي الحكومة، الذين استبقوا ذلك باشتباكات عنيفة مع قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي(11 ). وفيما يبدو، أن المجلس الانتقالي، ومن ورائه الإمارات، استفادا من دروس المعركة السابقة، وعَمِلا على تجاوزها، فقد كشفت وقائع المواجهات قوة التحصينات الدفاعية، على طول الطريق الممتدة بين عدن وما بعد زنجبار، وكثافة التعزيزات البشرية، والمدرعات الحديثة، والأسلحة الثقيلة المتنوعة.

في السياق ذاته، أبرزت المعركة حقيقة ما أُثير، مسبقًا، بشأن حصول المجلس الانتقالي على صواريخ حرارية، ودور الإمارات في توفيرها لقواته واستخدامها في معركة أبين، وأثرها في هذه المعركة. فقد تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على كميات منها، في 7 يونيو/حزيران 2020، بعد إغارة نفَّذتها على معسكر للحزام الأمني بمنطقتي الدِّرجاج والمخزن، في مديرية خنفر، على الطريق الرابطة بين زنجبار وجعار(12 ) . وقد كان أحد الصحافيين المرافقين لقوات المجلس الانتقالي، كشف، مطلع يونيو/حزيران 2020، عن هذه الصواريخ، أثناء تغطية إعلامية، وهي بين يدي قائد الحزام الأمني بجعار، العميد عبد اللطيف السيد، متوعدًا القوات الحكومية بهذه الصواريخ (13) .

أولًا: الأهمية العسكرية

لمعركة أبين أهمية عسكرية كبيرة، وفقًا لحسابات طرفي المواجهة، ويمكن بيان ذلك في السياقات التالية:

أ‌.بالنسبة إلى الحكومة وحلفائها

تُعدُّ معركة أبين، بالنسبة إلى الحكومية الشرعية، الخيار المتاح لاستعادة عدن من المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد تملصه من تنفيذ اتفاق الرياض، سواء قصدت الحكومة، بذلك، إعمال القوة، أو التلويح بها لحمل المجلس الانتقالي على تنفيذ الاتفاق، وقد يكون الشق الأخير ما تتبناه السعودية، بوصفها المشرف على الاتفاق. وبالنسبة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحلفائه من أبين التي ينتمي إليها، فتعد هذه المعركة بمنزلة معركة تقرير المصير للدور السياسي المستقبلي سواء له أو لهذه المحافظة. وقد تكون لفكرة الدولة الاتحادية، في ظل مناوئ مناطقي، متمثل في محافظتي الضالع ولحج، يحاول إقصاءها، أو إضعاف دورها. وهكذا تأخذ المعركة بُعدًا مناطقيًّا وسياسيًّا أمام خصم تاريخي يتصدر زعامته، في هذه الحرب والأزمة عمومًا، مجموعة من السياسيين والعسكريين، على الطرف الآخر، الذي ينادي بالانفصال، ولا يقر مشروع الدولة الاتحادية، وعلى رأس هؤلاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزُّبيدي (14).

كذلك، لا يخفى دور حلفاء آخرين إلى جانب كل طرف، وتشاركهم في أهمية المعركة، فعلى الصعيد المناطقي تقف محافظة شبوة، إلى جانب أبين، وتصطف إلى جانب محافظة الضالع مناطق من محافظة لحج (ردفان، ويافع)، وبذلك تكاد المرحلة الراهنة تعبر عن معادلة تاريخية راسخة في الصراع السياسي بين الجانبين. وعلى مستوى القوى (الميليشيا) المسلحة الفاعلة في الحرب، يبرز دور بعض من ألوية العمالقة سلفية التوجه، التي ينتمي معظم أفرادها إلى محافظتي لحج والضالع، بما ثبت لها من مشاركة مع قوات المجلس الانتقالي(15 ) . وفي طرف الحكومة لا يخفى دور حزب التجمع اليمني للإصلاح، من خلال أشكال مختلفة من المشاركة والدعم، في إطار الانتماء الجغرافي (المناطقي الجنوبي) للمقاتلين في القوات الحكومية، مع ما يمثله هذا الحزب من هدف معلن للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتقاسمهما العداء. 

إن سعي القوات الحكومية لاستكمال السيطرة على محافظة أبين، سيضعها في موقف عسكري قوي يقربها من محافظتي لحج وعدن، أو يقطع، مؤقتًا، إلى حين السيطرة عليهما، أي تواصل مباشر للمجلس الانتقالي مع جيوبه العسكرية والأمنية، القائمة والمحتملة، في المحافظات الشرقية (شبوة، وحضرموت، والمهرة)، التي تحاول، من وقت إلى آخر، إثارة الفوضى فيها، أو يهدد وجودها هذه المحافظات، ومن ذلك لواء بارشيد، المتمركز غربي المكلا، بين حضرموت وشبوة، الذي يدين بالولاء، وبصورة معلنة، للمجلس الانتقالي ومشروعه الانفصالي (16).

تكمن الأهمية كذلك، في ما تحققه السيطرة الكاملة لقوات الحكومة الشرعية على محافظة أبين، من ترابط جغرافي بينها وبين مناطق سيطرتها العسكرية في المهرة، وحضرموت، وشبوة، ومأرب، وكذلك الربط العملياتي بين أربع مناطق عسكرية، هي: المنطقة الأولى (سيئون-حضرموت الصحراء)، والثانية (المكلا-حضرموت الساحل، والمهرة، وجزيرة سقطرى)، والثالثة (مأرب، وشبوة). وبموجب السيطرة على أبين، ستصبح ثاني محافظة في المنطقة العسكرية الرابعة، بعد محافظة تعز، تحت سيطرة القيادة العليا للجيش؛ حيث لا تزال المنطقة العسكرية الرابعة خارج سيطرة القيادة العليا للجيش، ولم يكن إعلان قائد المنطقة العسكرية الرابعة، ولاءه للمجلس الانتقالي الجنوبي، عقب سيطرة قوات المجلس الانتقالي على عدن، في أغسطس/آب 2019، إلا تأكيدًا للتمرد غير المعلن لقيادة هذه المنطقة (17) .

ب‌. بالنسبة إلى المجلس الانتقالي وحلفائه

يحرص المجلس الانتقالي في معركة أبين على تحقيق أعلى قدر من التماسك في وضعه الدفاعي، لمنع وقوع المزيد من مناطق أبين في قبضة الشرعية، وحرمانها من الوصول إلى عدن. ويأتي هذا الحرص تعزيزًا لوضعه العسكري، الذي فرضه في غربي أبين، وفي عدن، والضالع، ومناطق من لحج، في أغسطس/آب 2019، وتمكينًا لممارسته الإدارة الذاتية بالقوة؛ حيث تخضع معظم هذه المناطق لحالة طوارئ مفتوحة، منذ الإعلان عن الإدارة الذاتية، في 25 أبريل/نيسان 2020 (18).

على صعيد ما يمكن أن تمثله المعركة من تهيئة لتقدم قوات المجلس الانتقالي، في أبين، وباتحاه شبوة وحضرموت، فإن الوضع العسكري الحالي للمجلس الانتقالي، قد لا يؤهله لفتح مواجهة مسلحة واسعة هناك؛ لذلك يعمد إلى شنِّ عمليات عدائية تخريبية في مناطق مختلفة منها، بواسطة جيوبه وخلاياه المسلحة، وبما يعزز موقفه الدفاعي في جبهاته بأبين، وتهيئة تلك المناطق للسقوط، حال حدوث تحولات تضع القوات الحكومية في وضع يسهل معه مهاجمتها، كما حدث في سقطرى في 21 يونيو/حزيران 2020. وهنا، يمكن النظر إلى ما يقوم به الحوثيون من عمليات قوية في حدود محافظة مأرب مع محافظات الجوف، وصنعاء والبيضاء؛ بوصفه تخادمًا عسكريًّا غير معلن، للانقضاض على مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، لكونها أهدافًا مشتركة لهما.

فالواضح أن استراتيجية المجلس الانتقالي في معركة أبين، تتركز على إطالة أمدها، لخلق ظروف أفضل للوصول إلى المحافظات الشرقية، أو إسقاطها من داخلها تدريجيًّا، كما فعل الحوثيون في المحافظات الشمالية بعد توقيعهم اتفاق السلم والشراكة مع الرئيس، عبد ربه منصور هادي، في 21 سبتمبر/أيلول 2014. فمقابل اتفاق السلم والشراكة، يبرز اتفاق الرياض، الذي وقَّعه المجلس الانتقالي مع الرئيس، عبد ربه منصور هادي، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وعلى ذات النهج يجري إسقاط المعسكرات والمدن تدريجيًّا (19) .

وتزامنًا مع معركة أبين، تزايدت عمليات الخلايا المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي، في شبوة، وحضرموت (الصحراء)؛ ففي شبوة، عادةً ما تُستهدف التعزيزات العسكرية الحكومية أثناء تحركها في خطوط إمداد قوات الجيش المتمركزة في شقرة بأبين، أو تُستهدف الحملات الأمنية التي تتعقب فلول قوات النخبة التي كانت تابعة للمجلس الانتقالي، وانهارت في أحداث أغسطس/آب 2019، ومن ذلك قيام مجموعة مسلحة، بقتل شقيق مدير قوات الأمن الخاصة، وعدد من الأفراد، بمديرية جردان، شرقي مدينة عتق، مركز محافظة شبوة (20) .

وعلى هامش معركة أبين، وقعت سلسلة اغتيالات لعسكريين ومدنيين، بحضرموت (الصحراء)، ما دفع تحالفًا قبليًّا إلى إمهال الحكومة، مدة زمنية تنتهي في مطلع أغسطس/آب 2020، لتعقب قَتَلَة ضابط أمن، وتسليمهم إلى القضاء، وتمكين أبناء حضرموت من الملف الأمني. ففي الأمر ما يشير إلى سعي المجلس الانتقالي، بالفوضى، للسيطرة على حضرموت (الصحراء)؛ لأنه لا يتمتع بنفوذ عسكري فيها. وبالمثل، تعرَّض محافظ حضرموت، اللواء فرج البحسني، لمحاولة اغتيال، مطلع يونيو/جزيران 2020، وقد كان لافتًا التقاؤه، بعد يومين منها، ممثلين عن المجلس الانتقالي بالمحافظة، وتصريحه بأن حضرموت لن تنجرَّ إلى صراعات تقوِّض أمنها واستقرارها. وكان لافتًا أيضًا أنه لم تمضِ عشرة أيام حتى أُعلن عن تعرضه لمحاولة اغتيال أخرى، في 13 يونيو/حزيران 2020 (21) .

فرص طرفي المواجهة في تحقيق النصر

تدور المعركة بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي، على أراض رملية، تتخللها مناطق سبخة غير مثالية لحركة العربات والمركبات الآلية، لا سيما أن الطريق الساحلية الرئيسة بين شقرة وزنجبار وعدن، والطرق الفرعية الداخلية، التي يمكن اللجوء إليها كبديل لتقدم القوات، مقطَّعة أوصالها، نتيجة للجوء قوات المجلس الانتقالي إلى التحصن بالخنادق(22 ) . وأبرزت وسائل إعلامية متلفزة تحصينات أخرى أحدثتها قوات المجلس الانتقالي، في المناطق الأكثر احتمالًا للاختراق، والتي لعبت دورًا كبيرًا في إبطاء تقدم القوات الحكومية، ومن ذلك: الحواجز الصناعية، والألغام المخصصة للأفراد والمركبات الآلية. وزاد من عرقلة التقدم السريع للقوات الحكومية، العجز في أسلحة الحسم الثقيلة، مثل: الدبابات، وعربات المشاة القتالية، التي تحقق أفضلية للقوات الحكومية لمواجهة التدابير الدفاعية لقوات المجلس الانتقالي (23) .

على الرغم من قدرة الحكومة الشرعية على الحشد البشري، إلا أن هنالك عدة معوقات، من أبرزها: سوء التدريب، وضعف القيادة، وانقسام محافظة أبين، إلى حدٍّ ما، بين مؤيد للحكومة، ومؤيد للمجلس الانتقالي، واستفادة الأخير من ذلك في الحشد وتأليب سكان مناطق نفوذه، بنعت القوات الحكومية بأنها قوات شمالية غازية للجنوب(24 ) . فضلًا عن وجود مناطق ضمن أبين، وفقًا لتقسيمها الإداري الجديد، كانت جزءًا من مناطق يافع، ولا يزال ولاؤها خارج الولاء السياسي التاريخي لأبين، التي تؤيد الحكومة والرئيس، عبد ربه منصور هادي. وإلى ذلك، لا تزال قيادة المعركة تعتمد على مجموعة من الضباط غير المؤهلين، أكاديميًّا؛ ما أوقع بعضهم في الأسر (25).

أدى حصول قوات المجلس الانتقالي، على صواريخ حرارية، إلى تفوقها، نسبيًّا، على القوات الحكومية. وتشكِّل هذه الصورايخ بالنسبة إلى قوات الانتقالي، تعويضًا لها عن دور الطيران الإماراتي، الذي كان أثره فاعلًا في أغسطس/آب 2019، وقد مكَّن إعلان المجلس الانتقالي، الإدارة الذاتية، وقوع موانئ عدن في قبضته، وما يتيحه ذلك من إمكانية التزود بالأسلحة. ولدعم قواته في الجبهات، صادرت قواته الأمنية، في منتصف يونيو/حزيران 2020، نحو 80 مليار ريال يمني، أي ما يعادل 160 مليون دولار أميركي(26 ) ، أو حسب مصادر أخرى، نحو 64 مليار ريال يمني (27).

لا يزال الموقف الدفاعي لقوات المجلس الانتقالي متماسكًا، في ظل الدور البارز للإمارات في حشد أذرعها المسلحة، دعمًا لقوات المجلس الانتقالي، ومن ذلك محاولة إعادة بناء قوات النخبة الشبوانية، ورفد الجبهات بمقاتلين من قوات المقاومة الوطنية، التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، ومن ألوية العمالقة، اللتي كونتها الإمارات، نفسها، قبل أربع سنوات (28).

ثانيًا: التداعيات السياسية والعسكرية والاستراتيجية

مع أن معركة أبين لا تزال تراوح مكانها ولم تُحسم عسكريًّا بعد، فقد بدأت تداعياتها تبرز واقعيًّا، فضلًا عمَّا يمكن أن يفرزه مستقبل هذه المعركة من تداعيات في حال استمرارها. ويمكن رصد التداعيات المبكرة، واستقراء المتوقع منها، في سياق الأبعاد التالية:

أ‌.التداعيات السياسية

عاد الحديث مجددًا، بعد مرور أربعين يومًا على معركة أَبْيَن، عن تنفيذ اتفاق الرياض، بين الحكومة الشرعية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد أن قام، على هامش هذه المعركة، بالاستيلاء، عسكريًّا، على جزيرة سقطرى، وتعيين رئيس للإدارة الذاتية فيها(29 ) . فقد أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية، عن قبول الجانبين وقف إطلاق النار، وعقد اجتماع مشترك؛ بغية تنفيذ الاتفاق، وعودة لجانه وفِرَقه السياسية والعسكرية إلى عدن، مع نشر مراقبين لوقف إطلاق النار(30).

من جانب آخر، يتواصل تفكك الحكومة الشرعية تفككًا مرحليًّا؛ حيث استقال وزير الصناعة والتجارة، احتجاجًا على صمت الحكومة أمام الخطر، الذي يتهدد وحدة اليمن، وسلامة أراضيه، وبذلك تكون هذه الحكومة فقدت ثالث وزير فيها منذ الإعلان عن تشكيلها في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وقد يقود ذلك إلى مزيد من التفكك وقيام حكومة جديدة بموجب اتفاق الرياض (31) .

ب‌.التداعيات العسكرية

من التداعيات العسكرية المبكرة، سيطرة المجلس الانتقالي، عسكريًّا، على أرخبيل سقطرى، وشروعه في فرض الإدارة الذاتية، وإجبار محافظ (حاكم) الجزيرة، والقادة العسكريين والجنود، التابعين للحكومة، على مغادرة الجزيرة(32 ). وقد يؤدي إعلان التحالف العربي، عن وقف إطلاق النار في أبين، ونشر مراقبين، إلى تقييد تقدم القوات الحكومية، وتعزيز الموقف العسكري لقوات المجلس الانتقالي، بزيادة قدراتها الدفاعية في جبهة أبين، وإحكام القبضة على جزيرة سقطرى، وإطلاق يديه للسيطرة على المحافظات الشرقية.

لقد شكَّل انشغال الحكومة بقواتها في معركة أبين، إضعافًا لوجودها العسكري في مناطق أو جبهات أخرى، ولا أدلَّ على ذلك، علاوة سيطرة المجلس الانتقالي على سقطرى، من تقدم قوات جماعة أنصار الله (الحوثيين) في جبهة البيضاء-مأرب، بالسيطرة على مناطق استراتيجية في مديرية ردمان بالبيضاء، وذلك ما قد يشكِّل تهديدًا على مأرب وشبوة، لا سيما مع محاولاتهم المستميتة في تطويق مأرب من جهتي محافظتي الجوف وصنعاء.

ج‌.التداعيات الاستراتيجية

ما لم يحدث تحول إيجابي في معركة أبين، أو ناتج عنها، لمصلحة الحكومة الشرعية، فإن الحكومة الشرعية، بل والسلطة برمتها، قد تزداد عزلتها أكثر، وهي تواجه أكثر من تهديد؛ أنصار الله (الحوثيين) من جهة، والمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى، فضلًا عن الموقف المخاتل للتحالف، الذي سلبها الحق في ممارسة أعمال السيادة في المناطق المحررة. فلم يعد لديها هيمنة فعلية على أي ميناء بحري رئيس في البلاد، ولم تعد جزيرة سقطرى تحت سيطرتها، مع ما تمثله هذه الجزيرة من مكانة محلية، بوصفها إحدى محافظات البلاد، ومكانة عالمية، بوصفها معرِّفًا بارزًا للسلطة التي تديرها، وفقًا لشهرتها ومكانتها الاستراتيجية والطبيعية (33) .

لا يزال مشروع الدولة الاتحادية المكون من ستة أقاليم مهدَّدًا، مع تصاعد خياري الانفصال أو الاتحاد من إقليمين؛ وبين هذه الخيارات تَتعزَّزَ، بقوة، أجندات قطبي التحالف، اللذين تدور رحى الحرب بهما ولأجلهما. وقد بات واضحًا أن ثمة سعيًا لتمكين حلفائهما من القدر الأكثر من النفوذ، وتقليص نفوذ القوى البارزة في كيان السلطة الشرعية، خصوصًا حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) وقوى ثورة 11 فبراير/شباط 2011، لاسيما بعد تصاعد الدعوات الشعبية لخلق تحالف مع تركيا، بعد انكشاف خذلان التحالف للحكومة الشرعية، واتهام حزب التجمع اليمني للإصلاح بالوقوف وراء هذه الدعوات (34) .  

خاتمة

تُقرِّر معركة أبين، سواء توقفت عند حدودها الراهنة على الأرض، أو واصلت ذلك، مصير السلطة الشرعية، وزعاماتها، وأهدافها، وحلفائها، وكذلك مصير المجلس الانتقالي الجنوبي، وزعاماته، وأهدافه، وحلفائه المحليين وداعميه الإقليميين، لاسيما أن اتفاق الرياض لا يمثل سوى الحد الأدنى لطموح طرفيْه، فضلًا عن كونه غير قابل للتنفيذ؛ لأنه بُني على قناعات هشة فرضتها السعودية، وفقًا لأجندات تتعلق بالتقاسم المبكر لمكاسب الحرب، ولا تلبي جوهر أهداف طرفي الاتفاق.

لم تضف معركة أبين للحكومة الشرعية مكاسب حقيقية حتى الآن، باستثناء ما أحرزته قواتها من نفوذ محدود في مناطق من مديرية خنفر، بل خسرت، على هامش هذه المعركة، أرخبيل سقطرى، الذي سيطر عليه المجلس الانتقالي الجنوبي، ولا تزال الحكومة تتكبد خسائر متواصلة منذ أغسطس/آب 2019؛ حيث فقدت سيطرتها العسكرية والسياسية على عدن، ولحج، والضالع، ومناطق من أبين، وسلبها المجلس الانتقالي حقها السيادي بعد إعلانه الإدارة الذاتية في الجنوب، ثم سيطرته على جزيرة سقطرى.

نبذة عن الكاتب

مراجع
  1. المركز الوطني للمعلومات، "نبذة تعريفية عن محافظة أبين"، (د.ت)، (تاريخ الدخول: 18 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/3hOz4Ak/
  2. محمود علي محسن السالمي، "اتحاد الجنوب العربي، خلفيات وأبعاد محاولة توحيد المحميات البريطانية في جنوب اليمن، وأسباب فشلها (1945-1967)"، دار الوفاق للدراسات والنشر، صنعاء، 2010، ص 81.
  3. أحمد جابر عفيف وآخرون، "الموسوعة اليمنية"، (صنعاء: مؤسسة العفيف الثقافية، 2003)، ط 2، المجلد الأول، ص 94، 95.
  4.  المرجع السابق، ص 94.
  5.  دَثِينة: ضبطها ياقوت الحموي "بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من تحت ونون". وهي مدينة يمنية قديمة عُرفت قبل الإسلام، وورد اسمها في النقوش اليمنية القديمة. المرجع نفسه، ص 1294.
  6. سالم صالح محمد، "مدن نسكنها ومدن تسكننا"، (القاهرة: وكالة الصحافة العربية، 2018)، ص 88-92.
  7. للمزيد، يُنظر: صادق عبد الحق، "أبين شريان الجنوب اليمني: مفتاح الحرب والسلم"، العربي الجديد، 25 مايو/أيار 2020، (تاريخ الدخول: 20 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/37Ni6xG
  8. "ناطق القوات المسلحة: ميليشيات ما يسمى بالانتقالي تقوم بالاعتداءات والاستفزازات لوحدات الجيش في أبين"، 26 سبتمبر نت، 12 مايو/أيار 2020، (تاريخ الدخول: 18 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/2BqryLk
  9. على سبيل المثال: تكررت مثل هذه التمردات في جزيرة سقطرى طوال النصف الأول من العام الجاري 2020، وكان آخرها سيطرة ميليشيا تابعة للمجلس الانتقالي على مرافق حكومية بمدينة حديبو، (المركز الإداري للجزيرة)، في 19 يونيو/جزيران 2020، يُنظر:Southern troops deployed in Yemen's Socotra island after clashes with gov't, Xinhua net,2020-0619 (Access 20/6/2020), at: https://bit.ly/2YWVMg
  10. "إعلان الإدارة الذاتية في جنوب اليمن: الخلفيات والتداعيات"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 30 أبريل/نيسان 2020، (تاريخ الدخول: 20 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/3elIP74
  11. UAE carries out air strikes against Yemen government forces to support separatists, Reuters, August 29, 2019, (Access: 20/6/2020), at: https://reut.rs/3fM5hGW.
  12.  Hadi’s army seizes UAE missiles from the Transitional Council in Abyan, Netnews, June 9, 2020, (Access: 19/6/2020), at: https://bit.ly/31dWPMD
  13. أما الصحافي فهو نبيل القعيطي، وقد لقي حتفه، اغتيالًا بعدن، بعد أيام قليلة من الكشف عن هذه الصواريخ. انظر: "الكشف عن الصواريخ الحرارية ومع القيادي في القاعدة الشهير، عبد اللطيف السيد، خبر محرج جدًّا ﻷطراف محلية"، يوتيوب، 3 يونيو/حزيران 2020، (تاريخ المشاهدة: 17 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/2Vcpded
  14. للوقوف على طبيعة الصراع السياسي في جنوب اليمن، قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، انظر: شاكر الجوهري، "الصراع في عدن"، (القاهرة: مكتبة مدبولي، 1992).
  15. هناك مشاركة لمجاميع من قوات العمالقة، بقيادة شيخ سلفي يُدعى "نزار الوجبة اليافعي"، وذلك للقتال بجانب قوات المجلس الانتقالي. ينظر: صادق عبد الحق، مرجع سابق؛ أسعد سليمان، "قوات الحكومة اليمنية تتقدَّم في أبين وتصادر أسلحة إماراتية"، العربي الجديد، 7 يونيو/حزيران 2020، (تاريخ الدخول: 18 يونيو/حزيران 2020)، في:  https://bit.ly/2CrL9vg
  16. يقع لواء بارشيد ضمن مسرح عمليات المنطقة العسكرية الثانية التي تقع قيادتها بالمكلا (مركز محافظة حضرموت الساحل)، لكنه لا يتبع قوات النخبة الحضرمية. للوقوف على موقف قائد لواء بارشيد من المجلس الانتقالي الجنوبي، ينظر: "قائد معسكر اللواء بارشيد في حضرموت"، يوتيوب، 3 سبتمبر/أيلول 2019، (تاريخ المشاهدة: 20 يونيو/حزيران 2020)، في:  https://bit.ly/3douzsJ
  17. لا تزال المنطقة العسكرية الرابعة مستقلة عن وزارة الدفاع، وتستلم رواتب وحداتها من البنك المركزي بعدن، في تصرف ينمُّ عن خلل إداري خطير في الجيش التابع للحكومة. ينظر: "بالأرقام والتفاصيل، مصادر بمالية وزارة الدفاع تكشف تفاصيل المبالغ التي تسلمتها الوزارة خلال 2019 وكيف صرفت ومصير الـ500 مليار". مأرب برس، 16 أبريل/نيسان 2020، (تاريخ الدخول: 19 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/3erkkWg
  18. "إعلان الإدارة الذاتية في جنوب اليمن: الخلفيات والتداعيات"، مرجع سابق.
  19. للوقوف على اتفاق السلم والشراكة والملحق الأمني المرفق به، ينظر: "نص اتفاق السلم والشراكة الوطنية لإنهاء الأزمة في اليمن"، الجزيرة نت، 22 سبتمبر/ أيلول 2014، (تاريخ الدخول: 20 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/2Clj20A
  20. "مصدر أمني بشبوة: حملة أمنية في "جردان" بعد فشل وساطة قبلية إثر مقتل جنديين بكمين"، المصدر أونلاين، 13 يونيو/حزيران 2010، (تاريخ الدخول: 20 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/3epwNtm
  21. "بعد يومين من الكشف عن إحباط محاولة لاغتياله: محافظ حضرموت يلتقي قيادة "الانتقالي" بالمحافظة وهذا ما دار في اللقاء"، المصدر أونلاين، 4 يونيو/حزيران 2020، (تاريخ الدخول: 21 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/2Ndw96n
  22. حسام ردمان، "تسوية على نار مشتعلة: معارك أبين ستحدد مصير اتفاق الرياض"، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 23 مايو/أيار 2020، (تاريخ الدخول: 19 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/2YYE4tN
  23. تُظهر مشاهد تقدم القوات الحكومية في جبهات أبين، قِدم وقلة الآليات العسكرية المدرعة، مع وفرة في المركبات الآلية المدولبة رباعية الدفع.
  24. من القادة المنتمين إلى أبين، المنخرطين في صفوف قوات المجلس الانتقالي: قائد قوات الحزام الأمني بجعار، العميد عبد اللطيف السيد، وقائد قوات الأمن الخاصة بعدن وأبين، اللواء فضل باعش.
  25. من هؤلاء القادة: قائد اللواء 115 مشاة، العميد سيف القفيش. للمزيد، يُنظر: "معارك أبين ستحدد مصير اتفاق الرياض"، مرجع سابق.
  26. "خارجية اليمن: الانتقالي يسطو على أموال تابعة للمصرف المركزي"، عربي 21، 13 مايو/أيار 2020، (تاريخ الدخول: 23 يونيو/حزيران 2020)، في:   https://bit.ly/314CxF0
  27.  "Intel: Yemen separatists capture government convoy hauling cash to Aden", al-monitor, Jun 15, 2020, (Access: 19/6/2020), at: https://bit.ly/3hQs6uQ.
  28. "قوات طارق صالح والعمالقة تدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى عدن وأبين دعمًا لقوات الانتقالي"، المصدر أونلاين، 29 مايو/أيار 2002، (تاريخ الدخول: 18 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/3dtTk6W
  29. "اللواء بن بريك يصدر قرارًا بتكليف رأفت الثقلي بمهام رئيس الإدارة الذاتية بمحافظة أرخبيل سقطرى"، المجلس الانتقالي الجنوبي، 22 يونيو/حزيران 2020، (تاريخ الدخول: 22 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/3dx0Deo
  30. "الحكومة اليمنية و«الانتقالي» يوقفان النار ويجتمعان لتعجيل تنفيذ «اتفاق الرياض"، الشرق الأوسط، 22 يونيو/حزيران 2020، (تاريخ الدخول: 22 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/2Z1haSw
  31. بعد إعلان المجلس الانتقالي، الإدارة الذاتية، أعلن وزير الخدمة المدنية والتأمينات، نبيل الفقيه، استقالته، في مايو/أيار 2020، تلا ذلك وزير التجارة، محمد الميتمي، بعد سيطرة المجلس الانتقالي على جزيرة سقطرى، في 21 يونيو/حزيران 2020. وكان رئيس الحكومة، معين عبد الملك، قد أوقف في مارس/آذار 2020، وزير النقل، صالح الجبواني، لمخالفته قواعد العمل. للمزيد، يُنظر: "اليمن.. استقالة وزير احتجاجًا على دول التحالف وأحزاب تدعو هادي لوقف "عبث" المجلس الانتقالي"، الجزيرة نت، 21 يونيو/حزيران 2020، (تاريخ الدخول: 21 يونيو/حزيران 2020)، في: https://bit.ly/2zQH9n0
  32. من اللافت أن سقوط جزيرة سقطرى في قبضة المجلس الانتقالي، تزامن مع زيارة محافظ حضرموت، اللواء فرج البحسني، لأبو ظبي، في 13 يونيو/حزيران 2020، ويعد أرخبيل سقطرى ضمن نطاق المنطقة العسكرية الثانية، التي يتولى البحسني قيادتها إلى جابب منصب محافظ حضرموت.
  33. يخضع ميناء الحديدة لجماعة الحوثيين، بعد التفافهم على اتفاقات استوكهولم عام 2018، ويخضع ميناء عدن للمجلس الانتقالي، فيما ميناء بلحاف للغاز المسال، متوقف، وتسيطر عليه قوات إماراتية.
  34. يثور جدل سياسي وإعلامي في المسألتين السابقتين، رغم التأكيد المتواصل من قبل الحكومة اليمنية على تمسكها بالتحالف العربي، وتصاعد هذا الجدل أثناء معركة أبين، وسيطرة المجلس الانتقالي على حزيرة سقطرى.