هل تتحول حرب الظل بين إيران وإسرائيل إلى حرب تقليدية؟ سيناريوهات الاشتباك: المقومات والنتائج

يشكِّل الهجوم الأخير على السفينة الإسرائيلية "ميرسر ستريت" تغيرًا مهمًّا في معادلة حرب الظل الإيرانية-الإسرائيلية؛ إذ يُلاحَظ أن ساحات وشدَّة الردِّ الإيراني الأخير جاءت بصورة مختلفة عمَّا سبق مما دفع إلى تغيير قواعد الاشتباك السابقة. إن من مسبِّبات ظهور هذه المعادلة الإيرانية الجديدة للردع، انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة وبحث إيران عن دور إقليمي مهيمِن يكون أكثر فاعليةً وتأثيرًا.
(الجزيرة)

تعرضت السفينة "ميرسر ستريت" (Mercer Street) لهجوم بواسطة طائرة انتحارية مسيرة قبالة سواحل عُمَان. اتهمت كل من إسرائيل، والاتحاد الأوروبي، ومجموعة السبعة، والناتو، والولايات المتحدة، إيران بالوقوف وراء هذا الهجوم. بينما نَفَت طهران مسؤوليتها عن الهجوم، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة. اختارت إسرائيل عدم الرد بشكل مباشر، وتحركت دبلوماسيًّا لتحقيق إجماع دولي وبحث خيار الرد الجماعي. من خلال التقييم الأولي يبدو أن إسرائيل لم تحصل إلا على وعود بالرد الجماعي وفشلت بحشد هذا الإجماع، وذلك لوجود متغيرات مهمة على الساحة الدولية ورغبة الدول الأوروبية والولايات المتحدة في ترغيب طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

ما تعلمته إيران خلال حرب ثماني السنوات مع العراق هو أن الحروب التقليدية مكلِّفة للغاية من الناحية البشرية أو المادية كما أن نتائجها غير معروفة أبدًا. ولذلك، فقد مارست إيران على مدى عشرين عامًا الماضية، لعبة صراع حافة الهاوية وخاضت كل من إيران وإسرائيل حرب ظلٍّ طويلة الأمد في كل من سوريا ومياه الخليج. الهجوم الأخير وتعمُّد إلحاق خسائر بشرية بطاقم السفينة الإسرائيلية كان تمهيدًا لمعادلة ردع جديدة تسعى إيران لفرضها سواء في سوريا أو في مياه الخليج. تتمثل هذه المعادلة في أن إيران لن تتغاضى عن الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مواقعها في سوريا وأنها سترد على أية هجمات إسرائيلية مستقبلية سواء في العمق الإيراني أو خارجه.

تسعى هذه الورقة إلى تقديم رؤية كاملة حول تغير معادلات الردع الإيرانية والظروف التي تحيط بها، كما تقدم تحليلًا مقارنًا للقدرات العسكرية واللوجستية لكل من إيران وإسرائيل. وتطرح أخيرًا سيناريوهات واحتمالات تصاعد الصراع.

1. بناء معادلة جديدة للردع

بعد أن جرى اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، على الأراضي الإيرانية في عملية معقدة للغاية، وبعد أن تعرض مفاعل "نطنز" لأضرار كبيرة للغاية نتيجة استهداف بنيته التحتية والادعاء بأنه خرج عن العمل لأشهر مقبلة، تتجه إيران لبناء معادلة ردع جديدة في الشرق الأوسط. تقوم هذه المعادلة على الخروج عن قواعد الاشتباك وتغيير مساحات الرد وشدتها.

1.1. تغيير قواعد الاشتباك

كانت إيران مشغولة باقتصاد منهَك من عقوبات اقتصادية وضغوط قصوى تستهدف عصب حياتها الاقتصادية (النفط)، ومع ذلك واصلت تصدير السلاح إلى حزب الله في لبنان، وتجاهلت -وللعديد من المرات- الغارات الإسرائيلية التي كانت تستهدف قواتها في بعض الأحيان أو كانت تستهدف الصواريخ المهرَّبة إلى حزب الله. تحدثت تسريبات إسرائيلية عن أن إسرائيل شنَّت أكثر من 200 غارة على مواقع للجيش السوري ومواقع إيرانية(1). وجاء الامتناع الإيراني عن الرد في العمق الإسرائيلي نتيجة ظروف معقدة تتعلق بالداخل والخارج الإيراني.

ففي الداخل، في ظل وجود الرئيس روحاني وإدارته الإصلاحية التي تؤمن إيمانًا قويًّا بالمفاوضات مع الدول الغربية والولايات المتحدة، والاعتماد على الصبر الاستراتيجي، ووضع جميع البيض في سلة الغرب، كان لهذا الفريق التأثير الأكبر في تجاهل الرد على الغارات الإسرائيلية في سوريا، كما أن معادلات الميدان والدبلوماسية التي طرحها وزير الخارجية السابق، جواد ظريف، قد دفعت الميدان للاقتصار على الساحة السورية. كما أن وجود روسيا في سوريا وتحكمها بأنظمة الدفاع الجوي السورية قد يكون أحد الأسباب المهمة في تأخر هذا الرد. ولكن السبب الحقيقي الذي نعتقد بأنه حال دون الرد الإيراني هو المشروع الإيراني الأكبر والذي جرى ترويجه لسنوات، وهو محاصرة إسرائيل ضمن حدودها القريبة. فصحيح أن الهجمات الجوية الإسرائيلية كانت تستهدف شحنات أسلحة إيرانية إلى حزب الله، ولكن هذه العملية الإيرانية أسهمت بإيصال آلاف الصواريخ إلى حزب الله وهو ما تحدثت عنه الصحف العالمية من أن عدد الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها حزب الله تتجاوز 130 ألف صاروخ قادرة على استهداف أية نقطة في العمق الإسرائيلي(2). كانت الاستراتيجية الإيرانية تقوم على أن تحاصر إيران إسرائيل وتبقى هي بعيدة لا تتدخل إلا لوجستيًّا في دعم حليفها، حزب الله، تمامًا كما حدث في حرب يوليو/تموز 2006.

اليوم، ومع خروج الرئيس روحاني من الساحة السياسية في إيران ومع الإقصاء النهائي للإصلاحيين وسيطرة الأصوليين على مفاصل الحكم في إيران (مجلس صيانة الدستور، ومجلس تشخيص مصلحة النظام، ومجلس الشورى الإسلامي، ورئاسة الجمهورية، ومجالس المحافظات، والسلطة القضائية)، يبدو أن إيران تخلَّت عن الصبر الاستراتيجي لصالح شعارات ثلاث، بحسب صحيفة جوان الأصولية: حفظ العزة والمصالح القومية، والوقوف بحزم تجاه المطالب الظالمة، وتحقيق الوحدة الوطنية(3). ولذلك، كان لابد من التخلي عن قواعد الاشتباك في سوريا ومياه الخليج والتوجه نحو فرض قواعد جديدة. وهو ما قاد إلى:

1.2. تغيير مساحات الرد وشدتها

إذا ما افترضنا أن إيران هي من قامت بمهاجمة السفينة التجارية (ميرسر ستريت)، فإن هذا الهجوم يعد المرحلة التنفيذية لتغيير قواعد الاشتباك الذي جرى الحديث عنه أعلاه؛ إذ إن هذا الهجوم يختلف من حيث الهدف والشدة. في ظل رفض إيراني لتبني الهجوم على السفينة (ميرسر ستريت)، لا يمكن معرفة السبب الحقيقي لهذا الاستهداف وأهدافه؛ فقد يكون هذا الاستهداف انتقامًا لهجمات إسرائيلية أخيرة في سوريا وتحديدًا في مطار الضبعة بالقرب من بانياس، والذي راح ضحيته ثلاثة عناصر إيرانيين(4). كما قد يكون لكسب نقاط تفاوضية في فيينا، أو أن هذا الاستهداف جاء ردًّا على إغراق أكبر سفينة عسكرية إيرانية "خارك" والتي تعرضت لحريق ومن ثم غرقت بشكل كامل(5).

على أية حال، يبدو من الهجوم أنه استهدف إلحاق أضرار بشرية؛ فالطائرة المسيَّرة الانتحارية استهدفت وبشكل دقيق مكان وجود طاقم السفينة. وبالفعل، فبحسب الأنباء، فإن عنصرين من عناصر طاقم السفينة قد لقيا حتفهما في هذه العملية.

بعد خروج ترامب من الاتفاق النووي، شهدت مياه الخليج مواجهات ساخنة بين إسرائيل وإيران. تعمد الطرفان في حروب الظل هذه إصابة السفن دون إغراقها كما تعمَّدا عدم استهداف الطواقم البشرية. جرت أغلب العمليات عن طريق زرع ألغام على جوانب السفن أو من خلال صواريخ موجهة. إلا أن الهجوم الأخير اختلف -كما قلنا- من حيث الشدة حيث سعى إلى إزهاق أرواح، كما اختلف كذلك من حيث الوسيلة؛ حيث يجري الحديث هذه المرة عن طائرة مسيرة إيرانية الصنع، قامت بتنفيذ عملية انتحارية ضد السفينة التجارية. وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الإيرانية هذا النوع من الوسائل. وهذا إن دلَّ على شيء فهو يدل على أن الطائرات الإيرانية المسيرة دخلت -وبقوة- في المنظومة العسكرية الإيرانية سواء بالوكالة على الجبهة العراقية (بواسطة المجموعات التي تدعمها إيران في العراق) واليمنية (بواسطة الحوثيين ضد أهداف عسكرية سعودية)، أو بالأصالة في حروب الظل في الخليج والمياه الدولية.

ولكن، وعلى الرغم من كل التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الداخلي والخارجي لإيران، يبقى السؤال الأهم هو: لماذا غيَّرت إيران من استراتيجيتها العسكرية تجاه إسرائيل؟

بالإضافة إلى كل ما تقدم من أسباب، يجب علينا الإشارة إلى أن إيران، والتي تطرح نفسها على أنها قوة ثورية تكافح ضد الهيمنة الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، فشلت، كما تقول الدكتورة فاطمة الصمادي، بتحقيق معادلة ردع أمنية ناجعة ضد إسرائيل(6). وقد أدركت إيران بقيادتها الأصولية اليوم أن عدم الرد بقوة وحزم سوف يجعل إسرائيل حرة في توجيه أية ضربات أمنية في الداخل والخارج الإيرانيين.

إن إيران اليوم بوصفها قوة إقليمية قوية، تسعى لبسط نفوذها في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من المنطقة. فهي تقرأ المشهد الإقليمي بعناية وتأنٍّ، وتبني عليها معادلات ردع جديدة فشلت في الماضي ببنائها. فالانسحاب الأميركي من أفغانستان وتخفيض العدد والعتاد في القواعد الأميركية في الخليج والأردن والوعد بسحب كامل للقوات العسكرية الأميركية من العراق بانتهاء العام الحالي، كلها تمهد الطريق لظهور إيران كقوة إقليمية فاعلة ومهيمنة في منطقة الشرق الأوسط. وهذا يتطلب بالطبع إرساء قواعد جديدة تتناسب مع المرحلة الحالية تتمثل بتفاهمات مع كل من تركيا والسعودية، ولجم إسرائيل وردعها في البُعد الاستراتيجي لإيران، ونقصد هنا منطقة الخليج.

2. مقومات الردع

إن لإيران باعًا طويلًا في مواجهات حافة الهاوية، كما لديها خبرة كبيرة في خوض معارك طويلة الأجل. وخير دليل على ذلك حرب السنوات الثمانية التي خاضتها مع العراق، وإدارة الصراع مع الولايات المتحدة على مدى 42 عامًا الماضية دون الانزلاق إلى حرب تقليدية.

وعلى الرغم من أن تأثير عقوبات الحد الأقصى التي فرضها ترامب على إيران والتي ألحقت عجزًا كبيرًا بالاقتصاد الإيراني وسبَّبت ضررًا بالغًا لقدرتها على تمويل مشاريعها العسكرية ودعم وكلائها في المنطقة، إلا أنها طوَّرت سبلًا استراتيجية جديدة للخروج من مأزق العقوبات والاستعداد للانخراط في مواجهات مباشرة وغير مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.

2.1. إنشاء طريق بديلة جديدة لتصدير النفط

شكَّلت الولايات المتحدة، بعد أحداث استهداف ناقلات النفط والسفن التجارية في الأعوام 2018-2019، قوة عسكرية مشتركة لحماية حرية الملاحة التجارية في المياه الدولية في منطقة الخليج. وقد جاء هذا التحرك لأن ما يقارب 20 بالمئة من النفط العالمي يمر عبر مضيق هرمز، والذي أكدت إيران مرارًا وتكرارًا على أنها سوف تغلقه نهائيًّا إذا ما جرى حرمانها من تصدير نفطها.

ولكن، في الوقت ذاته واستعدادًا للمرحلة الاحتمالية لانهيار الاتفاق النووي بشكل كامل، عملت طهران على إيجاد طريقة جديدة لتصدير نفطها بعيدًا عن مضيق هرمز. قد جاءت هذه التجربة الإيرانية نتيجة المضايقات التي تعرضت لها سفنها في مياه الخليج من قبل إسرائيل، كما أنها تحضر لنفسها لمرحلة مستقبلية قد تقرر فيها إدارة بايدن الاستمرار في فرض العقوبات بالحد الأقصى على إيران. ولضمان حريتها بالعمليات العسكرية في مضيق هرمز وتنويع طرق تصدير النفط، دشنت إيران خطًّا لنقل النفط الخام إلى خليج عُمَان يبلغ ألف كيلومتر وهو قادر على ضخِّ أكثر من مليون برميل يوميًّا. يمتد هذا الخط بين غورة (جنوب إيران) إلى جاسك (جنوب شرق إيران)، هذا الخط يوفر لإيران إمكانية نقل النفط دون المرور بمضيق هرمز، وذلك لأول مرة منذ 110 أعوام(7). إن محاولة إيران الالتفاف على مضيق هرمز يمنحها فرصًا لاستهداف السفن الإسرائيلية في مياه الخليج كما يمنحها فرصة الالتفاف على العقوبات الأميركية أو اعتبار هذا الخط ورقة رابحة لإيران في مفاوضات فيينا. وهذا الموضوع مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبند الثاني، وهو:

2.2. العامل الاقتصادي

ارتفعت معدلات صادرات النفط الإيراني إلى الصين بمستويات غير مسبوقة؛ إذ تحدثت رويترز عن أن أكثر من مليون برميل نفط تصل إلى الصين يوميًّا عبر إيران(8). وتحاول إيران الالتفاف على العقوبات الأميركية على صادرات نفطها من خلال إطفاء رادارات حاملات النفط أو نقل النفط إلى سفن أخرى غير إيرانية، ويجري تسجيل صادرات النفط إلى الصين أحيانًا على أنها نفط خام من دول أخرى. كما تقوم حاملات النفط الإيرانية بتفريغ حمولتها إلى سفن أخرى في مياه سنغافورة وماليزيا قبل الإبحار إلى الصين.

يجب ربط الزيادة الحاصلة في معدلات صادرات النفط بالقدرة العسكرية الإيرانية وذلك لأن الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، قدم الميزانية المالية للبلاد للعام 2021-2022 بناء على صادرات 2.3 مليون برميل نفط يوميًّا. وعليه، فإن ارتفاع معدل الصادرات النفطية الإيرانية قد يسهم بسد عجز الميزانية، وسيكون من النتائج المترتبة على ذلك القدرة على تمويل هجمات عسكرية أو الانخراط في مواجهات عسكرية جديدة.

على الجانب الآخر، تجب الإشارة إلى العلاقات الاقتصادية التي شهدت تحسنًا ملحوظًا فيما بين تركيا وإيران وبين إيران والإمارات. ويتحدث تقرير جديد صدر يوم 29 أغسطس/آب، عن مركز الإحصاء التركي، عن أن تركيا استوردت بحوالي 1.2 مليار دولار من إيران خلال النصف الأول من عام 2021؛ مما يُظهر نموًّا بنسبة 153٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي؛ وبعبارة أخرى، فقد زادت الواردات الإيرانية إلى تركيا بمعدل أكثر من 2.5 مرة.

يعود جزء من سبب النمو الكبير في صادرات إيران إلى تركيا إلى مسألة صادرات الغاز. ولم تتلق تركيا أي غاز من إيران الربيع الماضي بسبب هجوم إرهابي على خط أنابيب غاز على الحدود مع إيران. ويقول التقرير: إن صادرات تركيا إلى إيران في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي شهدت نموًّا بنحو 50 في المئة لتصل إلى مليار و267 مليون دولار(9). ومن ناحية الإمارات، ففي الوقت الذي بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2018 نحو 11 مليار دولار، أكد رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران والإمارات أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ 15 مليار دولار، وتوقع أن يرتفع هذا المعدل إلى 20 مليار دولار بحلول نهاية العام 2021. كما أكد على أن البلدين يسعيان إلى رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 30 مليار دولار بحلول 2025(10).

2.3. دور الوكلاء

منذ الثمانينات، بدأت إيران بتقوية نفوذ جماعات مسلحة من غير الدول والتي يُطلِق عليها القانون الدولي اصطلاح (non-state actor). فدعمت حزب الله بالمال والسلاح، كما ساعدت الحرب السورية والفوضى العارمة على الحدود بين سوريا ولبنان على تهريب السلاح إلى حزب الله بأعداد هائلة. وإن كانت إسرائيل تدَّعي أنها تنفذ ضربات جوية ضد هذه الأسلحة والصواريخ، إلا أنها لا تستطيع في الواقع، استهداف جميع القوافل التي يجري تهريبها إلى حزب الله.

لقد أصبح حزب الله (ذراع إيران اليمنى في المنطقة) الأكثر تسلحًا في العالم في فئة الجماعات المسلحة من غير الدول، بحسب ستيفن إرلانجر(11). يحيط حزب الله إحاطة تامة بالحدود الشمالية (لإسرائيل) فلسطين المحتلة، وتشكِّل صواريخ أرض-أرض عماد ترسانته الصاروخية، فصحيح أنه من الناحية العملية تفتقر صواريخه للدقة إلا أن الكمَّ الهائل من هذه الصواريخ وسهولة تنقلها يجعلها خطرًا محدقًا بإسرائيل. كما يجب التنويه إلى أن حزب الله أطلق أكثر من 4000 صاروخ على إسرائيل خلال حرب 2006. كما توسع، نتيجة الظروف التي أشرنا إليها أعلاه، في تطوير منظومته الصاروخية لتبلغ هذه الأيام نحو 130 ألف صاروخ(12) أو أكثر.

تتبع إيران استراتيجية عسكرية مزدوجة، فهي من جهة تعمل على تقوية الفصائل بصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وتركز هنا على الكمِّ أكثر من الجودة والدقة. فهي تعلم أن إطلاق كمٍّ هائل من الصواريخ سوف يؤذي إسرائيل في عمقها وذلك لصغر إسرائيل من الناحية الجغرافية وللصعوبات البالغة التي تواجهها القبة الحديدة في تحييد هذا الكم الهائل من الصواريخ. وفي الحرب الأخيرة على غزة خير دليل على ذلك؛ إذ أطلقت كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وحركة الجهاد الإسلامي أكثر من 4300 صاروخ نحو إسرائيل(13)؛ فشلت القبة الحديدة باستهداف العديد من هذه الصواريخ مما ساعد في انتشار الرعب في المدن الإسرائيلية وهذا ما دفع إسرائيل إلى إنهاء حرب الأحد عشر يومًا سريعًا، دون الانخراط بحرب برية تفضِّلها الفصائل المسلحة سواء في لبنان أو في غزة.

وتقوم الاستراتيجية الثانية على تطوير مسيَّرات للتجسس أو مسيرات حاملة للصواريخ وأخرى انتحارية، وتقوم إيران بالدفع بها نحو الوكلاء. وقد جرت تجربة فاعلية هذه المسيرات على الساحة العراقية في استهداف أهداف عسكرية أميركية كما جرى تجريبها على الساحة اليمنية والتي استخدمها الحوثيون أثناء استهدافهم لعصب الحياة الاقتصادية السعودية في محافظة بقيق ومدينة هجرة خريص. ويبدو أن كلًّا من حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية قد حصلوا على هذه المسيرات، وقد تجري الاستفادة منها في المستقبل.

تملك إيران اليوم العديد من الوكلاء الذين يقبعون على الحدود القريبة من إسرائيل، وهم -على ما يبدو- على استعداد لمهاجمة إسرائيل في أي وقت تحدده إيران. فحزب الله ولواء فاطميون في سوريا، والحشد الشعبي والحوثيون جميعهم على استعداد لخوض معركة تقليدية إذا ما تعرضت إيران لهجوم عسكري من قبل إسرائيل. ولعل الصواريخ الأخيرة التي أطلقها حزب الله من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، تعتبر طلقة تحذيرية ورسالة بأن حزب الله منخرط ومعني بخوض حرب كاملة إذا ما قررت إسرائيل ضرب إيران عسكريًّا. وبالطبع، فإن إسرائيل كانت تعوِّل على الضغوط الداخلية التي يتعرض لها حزب الله خاصة ولبنان عامة، إلا أن الصواريخ الأخيرة أزالت الغبار عن أي شكوك حول مشاركة حزب الله في أي حرب قادمة، وأرسلت رسالة واضحة بأنه غير آبه بما يحدث في الداخل.

2.4. أمن إيران القومي

لقد أرسل الانسحاب الأميركي المفاجئ من منطقة الشرق الأوسط، رسائل متناقضة لحلفاء الولايات المتحدة. فإدارة بايدن تكمل طريقًا بدأه ترامب؛ حيث انسحبت بشكل نهائي من أفغانستان، وهي عاقدة العزم على الانسحاب من العراق بنهاية العام الحالي، كما خفضت عدد منصات الباتريوت في منطقة الخليج والأردن. يأتي الانسحاب الأميركي هذا ضمن الاستراتيجية الأميركية الكبرى القائمة على العودة إلى القلعة الأميركية خلف البحار ومن ثم إعادة الانتشار في المناطق التي من المحتمل أن يظهر فيها مهيمن دولي يشكِّل تهديدًا استراتيجيًّا وحياتيًّا للمصالح الأميركية. لذلك جاء قرار الانسحاب من منطقة تغرق بالحروب والنزاعات إلى منطقة بحر الصين الجنوبي التي تشهد ظهورًا مخيفًا للتنين الصيني.

هذا الانسحاب دفع بعض المفكرين والكتَّاب الموالين لإسرائيل للحديث عن أن على إدارة بايدن طمأنة الحلفاء بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عنهم. وفي هذا السياق، انتشرت مقالة دينس روس، السياسي المخضرم، في صحيفة بلومبرغ يطالب فيها إدارة بايدن بتزويد إسرائيل بأسلحة غير تقليدية؛ حيث يناقش "روس" سياسة العصا والجزرة التي تتبعها الولايات المتحدة مع إيران. فهو يفترض بأن سياسة الجزرة ستفشل نظرًا لإن إيران تبذل جهودًا حثيثة لبناء قدرة نووية تجعلها أقرب إلى أن تصبح دولة على حافة العتبة النووية كاليابان، فاليابان لا تملك سلاحًا نوويًّا إلا أنها قادرة على تصنيعه بسرعة كبيرة. ويبني "روس" على هذا الافتراض ضرورة اللجوء إلى سياسة العصا وضرورة أن تقوم إدارة بايدن بإعادة صياغة أهدافها حول هذه السياسة، التي تتمثل ليس فقط بمنع إيران من تصنيع قنبلة نووية بل منعها من القدرة على صنع سلاح نووي. وهو يقترح أنه:

"إذا استمرت حكومة رئيسي في رفض محادثات المتابعة، فيجب على الولايات المتحدة أن تجعل تكاليف السعي وراء الوصول إلى العتبة النووية أكثر وضوحًا. للقيام بذلك، يجب على إدارة بايدن النظر في تزويد إسرائيل بـ GBU-57 Massive Ordnance Penetrator، وهي قنبلة اختراق الجبال حيث تزن هذه القنبلة ما يقارب 30000 رطل، كما دعا البعض في الكونغرس. يمكن استخدام مثل هذا السلاح لتدمير منشأة فوردو التي تقع تحت الأرض، بالإضافة إلى مواقع نووية أخرى محصنة"(14).

في سياق معادلة الأمن القومي الإيراني، تنظر إيران إلى وجود إسرائيل في مياه الخليج (كنتيجة لعملية التطبيع مع بعض الدول العربية) على أنه يمس أمنها القومي وبُعدها الاستراتيجي. إلا أنها مارست لعبة حافة الهاوية وهي استهداف السفن الإسرائيلية دون الانخراط بحرب واسعة. كل ذلك لتحقيق الهدف الأكبر الذي يسعى إليه المرشد الأعلى، خامنئي، وهو الانسحاب الأميركي من المنطقة؛ إذ إن إغراق السفن الإسرائيلية في مياه الخليج قد ينعكس سلبًا على قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من المنطقة. وكل العمليات التي قامت بها إيران ضد سفن إسرائيلية على مدى السنوات الثلاثة الماضية إنما هي ردَّة فعل على ضربات عسكرية إسرائيلية سابقة تتناسب معها شدة وطردًا. والعملية الأخيرة إنما جاءت لتثبيت معادلة ردع جديدة، بعد أن تيقن الإيرانيون من خروج الولايات المتحدة من المنطقة بالإضافة إلى محاولة ردع إسرائيل من استهداف قواتها في سوريا.

3. هل تتحول حرب الظل إلى حرب تقليدية مباشرة؟

عند محاولة فهم أبعاد حرب تقليدية (برية أو جوية) بين إسرائيل وإيران، لا يمكن إغفال العامل الجغرافي أبدًا؛ إذ إنه يُعتبر من أهم العوامل التي حالت دون نشوب مثل هذه الحرب. تاريخيًّا، لم تتوان إسرائيل عن استهداف أي مشروع نووي في المنطقة. فهي استهدفت المفاعلات النووية في العراق وسوريا، وذلك لقدرة طائراتها المتطورة إف 16 وغيرها على شنِّ هذه الهجمات دون الحاجة للتزود بالوقود أثناء مسيرها.

إلا أن المسافة التي تفصل بين إيران وإسرائيل، ووجود وكلاء لإيران بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وقدرات إيران العسكرية سواء بالمنظومة الصاروخية أو أنظمة الدفاع الجوي، وامتناع الدول عن السماح لإسرائيل بالعبور خلال أجوائها لاستهداف إيران والعديد من العوامل الأخرى حال دون نشوب هذه الحرب خلال السنوات الماضية.

وهنا، لابد من مقارنة القدرات العسكرية لكلتا القوتين لفهم أبعاد وحجم هذه الحرب. صنَّف موقع global fire power(15) إيران على أنها القوة العسكرية رقم 14 على مستوى العالم بينما صنَّف إسرائيل على أنها القوة العسكرية رقم 20 على مستوى العالم. يمكن مقارنة أغلب الجوانب البشرية والعسكرية واللوجستية بين إسرائيل وإيران كالتالي(16):

من حيث القوى البشرية

 

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

إسرائيل

عدد السكان

84.923.318

8.675.475

القوى العاملة المتاحة

47.557.056

3.643.700

القوى الصالحة للخدمة

39.947.927

3.024.271

القوى العاملة التي تصل

إلى سن التجنيد سنويًّا

1.398.177

120.971

العسكريون الفعليون

525.000

170.000

الاحتياط

350.000

465.000

القوات شبه العسكرية

1.050.000

8.000

  • من الناحية البشرية تتفوق إيران بشكل كبير على إسرائيل؛ إذ إن الفارق في عدد السكان يصل إلى 76.247.839، وهذا بالطبع انعكس جليًّا على عدد القوى العاملة أو العسكرية الفعلية. إذ يجري تصنيف إيران من الناحية البشرية في المرتبة 17 بينما تقبع إسرائيل في المركز 90 على المستوى العالمي.
  • يجب ألا نستغرب من أن عدد القوات شبه العسكرية الإيرانية يفوق تعداد القوات الإسرائيلية بنحو 1.042.000؛ إذ إن إيران وعلى مدى 42 عامًا عملت على تطوير وتجهيز قوات غير حكومية لتكون رديفًا للقوات الحكومية وتقوم بتنفيذ مهام على المستوى المحلي والإقليمي.
  • تتفوق إسرائيل على إيران من ناحية الجنود الاحتياطيين إذ إن لدى إسرائيل نظامًا معينًا للخدمة الاحتياطية يفرض على النساء والرجال الالتحاق بدورات عسكرية تدريبية. ولكن على الناحية المقابلة، فإن إيران تتفوق من ناحية التجنيد الإلزامي وعدد القوات التي تصل إلى سنِّ الخدمة الإلزامية سنويًّا.

من الناحية المالية

 

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

إسرائيل

الميزانية الدفاعية

$14.100.000.000

$16.600.000.000

الديون الخارجية

$7.995.000.000

$88.660.000.000

الاحتياطي الأجنبي

$120.600.000.000

$113.000.000.000

القوة الشرائية

$1.757.500.000.000

$328.000.000.000

  • تتفوق إسرائيل من ناحية الميزانية الدفاعية بواقع ملياري دولار تقريبًا. من ناحيتها، فإن ميزانية إيران الدفاعية تتناسب مع العقوبات والوضع الاقتصادي للبلاد بشكل طردي. بلغ الإنفاق العسكري الإيراني ذروته خلال العقدين الأخيرين في عام 2006، ثم انخفض بنسبة 30% بين عامي 2006 و2014. وبلغ الانخفاض ذروته في عامي 2012، و2013 بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية ومالية على إيران. عندما أُزيلت العقوبات الأوروبية وبعض العقوبات الأميركية، في عام 2015، مع التوصل لاتفاق نووي مع طهران، زاد الإنفاق العسكري الإيراني بنسبة 25% بين عامي 2015 و2017. ومع تزايد ضغوط إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على إيران، دخل الاقتصاد الإيراني مرحلة ركود. وبالتالي، انخفض الإنفاق العسكري الإيراني مجددًا في عام 2018 بنسبة %9.5 ليبلغ 13.2 مليار دولار، بما يعادل 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي؛ ما جعل إيران في المركز 18 على قائمة أكثر الدول إنفاقًا عسكريًّا في العالم(17).

القوة الجوية

 

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

إسرائيل

مجموع الطائرات

516

595

الطائرات المقاتلة

161

241

طائرات الهجوم الأرضي

23

23

طائرات نقل جوي

85

15

طائرات تدريبية

96

58

طائرات حوامة

99

128

طائرات حوامة مقاتلة

12

48

  • تتفوق إسرائيل من الناحية الجوية على إيران؛ إذ يجري تصنيف إسرائيل من بين الدول المتطورة من ناحية القوة الجوية وذلك بسبب حصولها على مساعدات أميركية سنوية بالإضافة إلى منح الولايات المتحدة طائرات إف 35 لتنفرد بها إسرائيل والإمارات في المنطقة. من ناحيتها، يتسم الأسطول الجوي الإيراني بالضعف، فطائرات إيران تعتبر قديمة ويعود السبب إلى فشل إيران بتحديث طائراتها إلى العقوبات الدولية وحظر السلاح الذي انتهى مفعوله في 2020.

القوة البرية

 

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

إسرائيل

دبابات

3709

1650

مدرعات عسكرية

8500

7500

مدفعية ذاتية الدفع

770

650

مدفعية متحركة

2108

300

راجمات صواريخ

2475

100

  • تتفوق إيران بشكل ملحوظ من ناحية القوة البرية إلا أن هذا التفوق ليس له فائدة من الناحية العملية لاستحالة المواجهة البرية بين البلدين.

القوة البحرية

 

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

إسرائيل

قوة الأسطول

398

65

حاملة طائرات

0

0

حاملة مروحيات

0

0

غواصات

29

5

فرقاطات

6

0

طرادات

3

4

زوارق دورية

20

48

  • تتفوق إيران بشكل واضح من ناحية القوة البحرية؛ إذ إنها تعتبر الأولى في المنطقة من هذه الناحية. كما تمتلك إيران متغيرًا غاية في الأهمية قد يقلب معادلات أي حرب مستقبلية؛ وهو الزوارق السريعة. صرَّح رئيس منظمة الصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، العميد "أمير رستكاري"، 3 أبريل/نيسان 2020، في حوار له مع وكالة مهر للأنباء بأن: "إيران هي إحدى الدول الخمسة الأولى عالميًّا في صناعة الزوارق السريعة". وأوضح رستكاري أن إيران الوحيدة في العالم التي تمتلك زوارق سريعة قادرة على التحرك في البحر بسرعة تتجاوز 130 كيلومترًا في الساعة، إضافة إلى حملها صاروخًا ومنظومة رادارية عسكرية(18). وقد جرت بعض عمليات استهداف السفن في مياه الخليج بواسطة هذه الزوارق.

من الناحية اللوجستية

 

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

إسرائيل

المطارات

319

42

الموانئ والمحطات

4

5

اليد العاملة

30.500.000

3.893.000

من الناحية الصاروخية

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

إسرائيل

* تمتلك إيران أكبر قوة صاروخية في الشرق الأوسط، مع مخزون كبير من الصواريخ البالستية قريبة المدى (CRBMs)، والصواريخ الباليستية قصيرة المدى (SRBMs)، والصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBM)، التي يمكن أن تضرب الأهداف في جميع أنحاء المنطقة حتى 2000 كيلومتر من حدود إيران(19).

* طورت إيران أيضًا صواريخ مدفعية قصيرة المدى، كما تنتج صواريخ سكود بي وسكود سي، تسمى شهاب1 وشهاب2، على التوالي. اختبرت إيران مؤخرًا صاروخ شهاب3 الذي يبلغ مداه بين 1300 إلى 2000 كيلومتر، والذي يعتبر نسخة متطورة عن صاروخ نودونج الكوري الشمالي. شهاب 3 قادر على الوصول إلى إسرائيل بسهولة. بعد اختبار الطيران الأخير، تم وضع شهاب 3 في الخدمة وتم تسليح وحدات الحرس الثوري رسميًّا بالصواريخ. هناك تقارير متضاربة حول تطوير صواريخ طويلة المدى، مثل صاروخ شهاب 4 وصاروخ كوثر الباليستي العابر للقارات (ICBM)(20).

* بحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تمتلك إيران سلاحًا نوويًّا بعد، ولكن أشارت بعض التقارير إلى وجود بعض الأنشطة المريبة في بعض المواقع لم تستطع الوكالة استكشاف ملابساتها. على الطرف الأخر، تمتلك إيران ما تطلق عليه مدنًا تحت الأرض (تقع في بعض الأوقات في باطن الجبال) تحتفظ فيها بصواريخها الباليستية.

* تمتلك إسرائيل واحدة من ترسانات الصواريخ الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية في الشرق الأوسط. بمساعدة المساعدات الخارجية والتعاون على مدى العقود الست الماضية، تنتج إسرائيل محليًّا العديد من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية وشاركت في تصدير أنظمة الصواريخ إلى العديد من الدول الأخرى. بينما يتكون الجزء الأكبر من القوات الصاروخية الإسرائيلية من أنظمة تكتيكية قصيرة المدى، إلا أنها تمتلك أيضًا مجموعة من الصواريخ الباليستية طويلة المدى، كسلسلة Jericho ، للردع الاستراتيجي(21).

* صاروخ Jericho 2 يبلغ متوسط مداه بين 1500 إلى 3500 كيلومتر.

* صاروخ 3Jericho  وهو يعتبر الأقوى والأكثر فاعلية في إسرائيل ويبلغ مداه ما يقارب 4800 كيلومتر وهو قادر على ضرب أية نقطة في إيران، كما يصل مداه إلى وسط روسيا ووسط إفريقيا وكل أوروبا(22).

* يُعتقد أن لدى إسرائيل ما لا يقل عن 90 رأسًا نوويًّا وما يكفي من البلوتونيوم لمئة أو 200 سلاح إضافي. بحيث تستطيع أن تحمل هذه الرؤوس النووية عبر الطائرات أو عبر الصواريخ متوسطة المدى Jericho 2 وطويلة المدى من فئة 3Jericho  (23).

كخلاصة لما تقدم من مقارنة القوة العسكرية لكل من إيران وإسرائيل، يبدو أن هناك توازنًا في القوة العسكرية مما يجعل أي حرب مستقبلية بينهما أمرًا شبه مستحيل. وإذا ما انخرط الطرفان بمثل هذه المواجهات المباشرة فلن يكون هناك رابح أو خاسر، إلا إذا ظهرت متغيرات جديدة كدخول أطراف ثالثة في النزاع كالولايات المتحدة من جانب إسرائيل أو حزب الله أو الحشد الشعبي من طرف إيران.

4. سيناريوهات الرد الإسرائيلي

4.1. الرد المباشر والتقليدي

وهذا يعني استهداف إيران عبر ضربات جوية تقوم بها الطائرات الإسرائيلية، وسيكون الهدف الأول والأخير في هذه العملية هو ضرب المفاعلات النووية الإيرانية وإخراجها من العمل نهائيًّا. يواجه هذا الخيار تحديات عسكرية ولوجستية.

فمن الناحية العسكرية، تقف طهران على أهبة الاستعداد بانتظار الرد الإسرائيلي، وهي وإن كانت لا تنظر بعين الجدية بالنسبة للتهديدات الأميركية أو الأوروبية، إلا أنها تنظر إلى التهديدات الإسرائيلية بعين الجدية، وهي لذلك قد قامت بتحصين مواقعها العسكرية كما قامت بنشر منظومات دفاعية متطورة ترصد المفاعلات النووية على الأرض الإيرانية. وأما عن المصاعب اللوجستية، فإن أمام إسرائيل ثلاثة مسارات لضرب الأراضي الإيرانية؛ أقصر هذه المسارات يمر عبر الأراضي السعودية، المسار الثاني يمر عبر الأراضي العراقية، والمسار الثالث يلتف داخل الأراضي التركية وصولًا إلى إيران. أقصر مسافة للوصول إلى الأراضي الإيرانية تبلغ 1750 كيلومتر أي بعبارة أخرى أكثر من 3500 كيلومتر ذهابًا وإيابًا. أكثر الطائرات الإسرائيلية تطورًا هي طائرات إف 35 ويبلغ مدى هذه الطائرات حوالي 3000 كيلومتر مما يعني أن إسرائيل ستكون مجبرة على تزويد طائراتها بالوقود في الجو(24)وهذا يشكِّل خطورة كبيرة للغاية. ناهيك عن المعضلة اللوجستية الثانية، وهي أن السعودية أو حتى الإمارات أو العراق أو تركيا لن تكون قادرة على السماح بمرور الطائرات الإسرائيلية عبر أجوائها. وذلك للعلاقة الخاصة التي تجمع بين تركيا وإيران وبين العراق وإيران من جهة، ولدخول السعودية في مفاوضات مباشرة مع الإيرانيين في العراق منذ أشهر، بالإضافة إلى أن الإمارات والسعودية تعرفان جيدًا بأن السماح لطائرات إسرائيلية بالاستفادة من الأجواء الإماراتية أو السعودية تعني دخول هذه الأطراف كطرف في الحرب ضد إيران.

ولذلك، فإن هذا الخيار يبدو مستبعدًا (على الأقل من المنظور القريب). وهذا ما قد يدفع إسرائيل إلى استخدام صواريخها الباليستية متوسطة وبعيدة المدى. وهي قادرة من الناحية العملية على ضرب أي هدف أينما كان في إيران. ولكن في المقابل، تجب الإشارة هنا إلى أن إيران تمتلك منظومة إس 200 الروسية المضادة للصواريخ، كما أنها قامت بتطوير منظومة دفاع جوي تدعى "باور 373". وبحسب وكالة مهر الإيرانية، فإن "باور 373" قادرة على اعتراض وتدمير مختلف أنواع الأهداف الجوية وتحظى بعدة مميزات، منها: الحد الأعلى لمدى الكشف عن الأهداف 320 كم، والحد الأعلى لمدى اعتراض الأهداف 260 كم، والحد الأعلى لمدى الاشتباك 200 كم، والحد الأعلى لارتفاع الاشتباك 27 كم. كما تتميز بالقدرة على الكشف المتزامن للأهداف بواقع 300 هدف، والقدرة على الاعتراض المتزامن للأهداف بواقع 60 هدفًا، والقدرة على الاشتباك المتزامن مع الأهداف بواقع 6 أهداف(25). تستطيع إيران تحييد الصواريخ الإسرائيلية بعيدة المدى عبر منظومة إس 200 ومنظومة باور. كما تستطيع تحييد الأهداف الأقل انخفاضًا عبر منظومات الدفاع الصاروخية تور إم 1 وتور إم 2 والتي تمتلك إيران ما يقارب 29 منها(26).

الأمر الذي يجعل هذا الخيار مكلِّفًا بالنسبة لإسرائيل هو صغر مساحة فلسطين المحتلة وهذا يعني أن الصواريخ الباليستية الإيرانية (وإن لم تكن بنفس دقة الصواريخ الإسرائيلية) ستؤدي رشقات منها –أولًا- إلى اختراق القبة الحديدة، وثانيًا: لإحداث أضرار مادية وبشرية كبيرة في إسرائيل. وعلى الرغم من كل المصاعب اللوجستية والعسكرية (الجدية بحق) إلا أن هذا الخيار يبقى مطروحًا على الطاولة مع ما يرافقه من مخاطر كبيرة للغاية.

4.2. ضرب الوكلاء (حزب الله)

في الرابع من أغسطس/آب سقط صاروخان في مناطق مفتوحة من الأراضي الإسرائيلية لم يتسببا بأي أضرار سوى اندلاع بعض الحرائق. ردَّ الجيش الإسرائيلي مباشرة بعدة رشقات من المدفعية استهدفت الأراضي اللبنانية. لم يتبنَّ حزب الله هذه العملية وقد ساد اعتقاد بأن التصعيد انتهى عند هذا الحد.

بعدها بيوم واحد، قصفت الطائرات الإسرائيلية جنوب لبنان، لأول مرة منذ عام 2006(27). ليقصف بعدها حزب الله الأراضي الإسرائيلية بأكثر من 19 صاروخًا، قال العميد، ران كوشاف، إنه جرى اعتراض 10 صواريخ من أصل 19، بينما لم تصل 3 صواريخ إلى أهدافها وسقطت 6 صواريخ في مناطق مفتوحة في هاردوف. كما أكد على أن إسرائيل وحزب الله غير معنيين بالتصعيد(28).

لم تتوقف الهجمات العشوائية من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل على مدى أكثر من 15 عامًا؛ إذ عمل الطرفان على إرساء قواعد اشتباك وضرورة عدم خوض حرب جديدة في جنوب لبنان. في كل مرة تم إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، قابلها الجيش الإسرائيلي بإطلاق رشقات من الصواريخ أو المدفعية لينتهي التصعيد عند هذا الحد. إلا أن الحادثة الأخيرة والتي ردَّت إسرائيل بالفعل بالقصف بالمدفعية في المرحلة الأولى، أتبعته بقصف الطائرات للأراضي اللبنانية. نعتقد بأن هذا التحرك جاء لجسِّ نبض حزب الله واختبار مدى جهوزيته لخوض معركة جديدة إذا ما أراد الجيش الإسرائيلي التعويل على مثل هذه الحرب لتكون ردًّا على تحركات طهران في مياه الخليج، واستغلالًا منه للأوضاع الداخلية والانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان بعد تفجير بيروت الأخير.

يبدو بأن هذه الساحة غير مؤهلة كذلك للرد على طهران لأن حزب الله ردَّ مباشرة بإطلاق مجموعة من الصواريخ، وإن كانت قد سقطت في مناطق مفتوحة إلا أن هذا الرد أُخذ على محمل الجد من قبل إسرائيل وانتهى الطرفان إلى إرسال رسائل بعدم الرغبة في التصعيد أكثر من ذلك.

4.3. ضرب القوات الإيرانية في سوريا

يعتبر هذا السيناريو هو السيناريو الأرجح والأقل تكلفة لإسرائيل؛ إذ إن إسرائيل أكدت وللمرة الأولى بأنها استهدفت إيران في الأراضي السورية بأكثر من 200 غارة. ولكن مع تغير معادلة الردع الإيرانية والتي تعمدت الحاق أضرار بشرية بطاقم سفينة (ميرسر ستريت)، يبدو أن أي خسائر بشرية تتكبدها إيران في سوريا سوف ترد في مياه الخليج بنفس الطريقة. وهذا سوف ينعكس بصورة واضحة على حرية حركة السفن التجارية الإسرائيلية وخسارتها لسوق جرى تدشينها حديثًا في الإمارات. وبالطبع، سوف تبقى قواعد حرب الظل بين إسرائيل وإيران بين الفعل والفعل المضاد، دون المحاولة للانزلاق نحو حرب مباشرة وواسعة.

4.4. شن هجمات سيبرانية ضد البنى التحتية الإيرانية

قد يكون هذا السيناريو هو السيناريو الذي ترغب إسرائيل بخوضه بعد فشلها بتحقيق إجماع دولي بضرورة الرد على إيران. إن لإسرائيل باعًا طويلًا في تطوير القدرات السيبرانية والهجمات الإلكترونية ضد البنى التحتية الإيرانية. فهي قطعت الكهرباء عن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز الإيرانية. كما قامت باستهداف أكبر ميناء إيراني بمحطة شهيد رجائي في بندر عباس حيث يمر عبر هذا الميناء أكثر من 60 بالمئة من التجارة الإيرانية(29). ولكن مرة أخرى، هناك عواقب قد تترتب على هذه الهجمات السيبرانية وهي الهجمات الإيرانية المضادة. إذ يُعتقد بأن إيران قد شنَّت هجمات سيبرانية استهدفت العديد من الأهداف والبنى التحتية الإسرائيلية كالمرافق الصحية وشبكات المياه والمرافق العسكرية، وتدرك إسرائيل تمامًا أنها مهما بلغت من التطور في المجال التقني لا يمكنها حماية مرافقها من الهجمات السيبرانية بنسبة 100 بالمئة.

خلاصة ونتائج

شكَّل الهجوم على السفينة (ميرسر ستريت) التي تديرها إسرائيل، تطورًا خطيرًا في معادلة الصراع وحرب الظل بين إيران وإسرائيل. حاولت إسرائيل استغلال هذا الهجوم من خلال العمل على حشد تأييد دولي. كما لوح العديد من الدول على رأسها الولايات المتحدة بأن الرد على إيران سيكون ردًّا جماعيًّا. ولعل أبرز التصريحات بشأن الرد الجماعي جاء من قبل الناتو ومجموعة الدول السبعة.

إلا أن هذه التصريحات لم تتعدَّ إطار التهديدات أو محاولة الضغط على طهران للعودة إلى مفاوضات فيينا؛ إذ لا تلوح في الأفق رغبة دولية بالرد عسكريًّا على إيران. من منطق القانون الدولي، فإن الرد الجماعي لا يعني بأي شكلٍ من الأشكال استهداف ناقلة تجارية إيرانية، لأن هذا الفعل بحدِّ ذاته يعتبر خرقًا لقواعد القانون الدولي المتعلقة بحرية التجارة والملاحة في المياه الدولية (حتى وإن كان هذا الهجوم ردًّا على عملية عسكرية سابقة تحت شعار الرد بالمثل). وعليه، ورغبة منها بدفع طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات، تحدثت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها بأن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للرد على طهران. والكرة أصبحت الآن في ملعب إسرائيل التي تواجه:

  1. مصاعب لوجستية بشن عمليات عسكرية مباشرة ضد إيران، 2) شكل الدولة الإيرانية الجديدة، متمثلًا بسيطرة الأصوليين المتشددين على كافة مرافق الحكم في إيران، 3) التشكيلة الوزارية التي طرحها رئيسي والتي يغلب عليها الطابع الأمني كما يغلب عليها تجاهل العقوبات الأميركية بشكل كامل إذ تضمنت هذه القائمة مجموعة من الأشخاص العسكريين أو الموجودين في قائمة العقوبات الأميركية (أحمد وحيدي في وزارة الداخلية، عزت الله ضرغامي لوزارة الثقافة والسياحة)، 4) إبداء حزب الله (الذراع اليمنى لإيران) استعداده لخوض حرب جديدة بغضِّ النظر عن مشاكله الداخلية، 5) فقدان الشرق الأوسط لأهميته في الاستراتيجية الأميركية الكبرى والتي تتمثل اليوم بالخطر الصيني وضرورة الانسحاب نحو بحر الصين الجنوبي، كل ذلك يجعل خيارات إسرائيل بالرد محدودة في ضربات جوية في سوريا أو هجمات سيبرانية ضد بنى تحتية إيرانية؛ مما يعني العودة مرةً أخرى إلى المربع الأول (نقصد هنا حرب الظل)، مع معادلة ردع إيرانية جديدة هي عدم استهداف الجانب البشري لأية عمليات عسكرية مستقبلية من طرف إسرائيل.

نبذة عن الكاتب

مراجع

1- Israel says struck Iranian targets in Syria 200 times in last two years, Reuters, September 4, 2018 (accessed: August 10, 2021): https://reut.rs/3AJACED

2- Hezbollah, Israel trade fire in dangerous Mideast escalation, APnews, August 6, 2021 (accessed: August 9, 2021): https://bit.ly/3yMpJky

3-علی علوی، رئیسی در گفت وگوی تلفنی یک ساعته با رئیس جمهور فرانسه: حقوق ملت ایران در هر مذاکره باید تامین شود (رئيسي خلال محادثة هاتفية استمرت ساعة مع الرئيس الفرنسي: يجب ضمان حقوق الشعب الإيراني في أي مفاوضات)، صحيفة جوان، 19 مرداد 1400ش، 10 أغسطس/آب 2021، السنة 23، العدد 6275.

4- هجوم اليوم على السفينة الإسرائيلية جاء ردًّا على هجوم الاحتلال على مطار الضبعة، قناة العالم الإخبارية، 30 يوليو/تموز 2021 (تاريخ الدخول: 5 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3yKqquS

5- ناو خارک غرق شد (غرق السفينة "خارك")، وكالة تسنيم للأنباء، 12 مرداد 1400ش (تاريخ الدخول: 5 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3g0N1vR

6-  تقول الدكتورة الصمادي:

"من الواضح أن إيران لم تنجح حتى الآن في بناء منظومة ردع في مجال حروب الظل مع إسرائيل، وأصيبت صورتها كدولة جسور وقادرة في مواطن كثيرة. ولذلك، فمالم يكن هناك ردٌّ إيراني فإن إسرائيل ستواصل عملياتها ضد إيران".

 فاطمة الصمادي، تفجير "نطنز": اختراق أمني وضربة للمفاوضات مع الغرب، مركز الجزيرة للدراسات، 12 أبريل/نيسان 2021، (تاريخ الدخول: 6 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3m2h8qy

7- إيران تبدأ ضخ النفط عبر أنبوب جديد متجاوزة مضيق هرمز، روسيا اليوم، 19 مايو/أيار 2021 (تاريخ الدخول: 6 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3fWNcIw

8-  Iran's oil exports, on rising trend, drop in May as China buying ebbs, Reuters, May 19, 2021 (accessed: August 8, 2021): https://reut.rs/3jUGqnF

9- صادرات ایران به ترکیه بیش از ۲.۵ برابر شد (صادرات إيران إلى تركيا تزداد 2.5 ضعفًا)، ردايو فردا، 22 مرداد 1400ش (تاريخ الدخول: 9 أغسطس/آب 2021):  https://bit.ly/2VRFMiY

10- رغم التوترات... ارتفاع التبادل التجاري بين الإمارات وإيران، سبوتنيك عربي، 15 يونيو/حزيران 2021 (تاريخ الدخول: 3 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3meTck3

11- Steven Erlanger and Richard A. Oppel Jr., A Disciplined Hezbollah Surprises Israel With Its Training, Tactics and Weapons, New York Times, August 7, 2006 (accessed: August 12, 2021): https://nyti.ms/3yQEVgU

12- Center for Preventive Action, “Israel and Hezbollah: Deterrence and the Threat of Miscalculation,” Council on Foreign Relations, September 11, 2017, (accessed: August 12, 2021): https://on.cfr.org/3CUHVLF

International Crisis Group, “Israel, Hizbollah and Iran: Preventing Another War in Syria,” February 8, 2018, (accessed: August 12, 2021): https://bit.ly/3m0D0mj

quoted from: Shaan Shaikh and Ian Williams, "Missiles and Rockets of Hezbollah," Missile Threat, Center for Strategic and International Studies, June 26, 2018, last modified August 10, 2021, (accessed: August 12, 2021): https://bit.ly/3iHsj5O

13- Sebastien Roblin, How Hamas’ Arsenal Shaped The Gaza War Of May 2021, Forbes May 25, 2021 (accessed: August 12, 2021): https://bit.ly/3lYwNXZ

14- Dennis Ross, To Deter Iran, America Should Give Israel a Big Bomb, Bloomberg, July 23, 2021 (accessed: August 12, 2021): https://bloom.bg/2VWP5hs

15- هو موقع ويب يجري تحديثه سنويًّا ويعتمد على الإحصاءات ويتتبع المعلومات المتعلقة بالدفاع لـ140 دولة وهو موجود كمصدر مستقل تمامًا.

16- أغلب الإحصائيات التي سترد هنا مقتبسة من موقع "global fire power". لمزيد من التفاصيل أو لمقارنة أوسع، يرجى الرجوع إلى الرابط التالي:  https://bit.ly/3CHSAci

17- مقارنة بين الإنفاق العسكري الإيراني والسعودي، الجزيرة مباشر، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 (تاريخ الدخول: 7 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3iJ4IBL

18- وزارة الدفاع: إيران من ضمن الدول الـ5 الأولى عالميًّا في صناعة الزوارق السريعة.. "وإيران واير" تتحقق، إيران واير، 9 أبريل/نيسان 2020 (تاريخ الدخول: 10 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3m0FNvN

19-Department of Defense (DOD), Defense Intelligence Agency (DIA), Iran Military Power: ensuring regime survival and securing regional dominance, August 2019, p: 30.

20- Country vs country: military stats: compare key data on iran & israel and military stats: compare key data on iran & israel compared military, Nation Master(accessed: August 10, 2021):  https://bit.ly/3AzWxxG

21- Missiles of Israel, Missile Threat, Last updated August 10, 2021 (accessed: August 10, 2021):  https://bit.ly/3m4J25c

22- Ibid.

23-Benjamin Brimelow, A shadowy fight between Israel and Iran is at risk of becoming a bigger war. Here's how their militaries stack up, Business Insider, August 8, 2021(accessed: August 12, 2021):  https://bit.ly/3yJR1bf

24- تيتر أول (العنوان الأول)، فرداد فرحزاد، قناة إيران انترناشيونال على يوتيوب، 9 أغسطس/آب 2021 (تاريخ الدخول: 10أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3m4JOz8

25- ما هي مواصفات المنظومة الصاروخية الإيرانية "باور 373"، وكالة مهر للأنباء، 22 أغسطس/آب 2019 (تاريخ الدخول: 11 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/2VJYPfb

26-آشنایی با سامانه پدافند هوایی تور-ام‌یک (Tor_M1) (التعرف على نظام الدفاع الجوي تور ام 1)، همشهري أونلاين، 21 دي 1398ش، 11 يناير/كانون الثاني 2020 (تاريخ الدخول: 11 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/3iKUPDy

27-حزب الله والجيش الإسرائيلي يتبادلان لليوم الثالث قصفًا حدوديًّا جنوبي لبنان، بي بي سي عربي، 6 أغسطس/آب 2021 (تاريخ الدخول: 10 أغسطس/آب 2021): https://bbc.in/2XpN125

28-المصدر السابق نفسه.

29-هكذا تخوض إسرائيل جبهتها القتالية الجديدة عبر "السايبر"، الجزيرة نت، 2 مايو/أيار 2021 (تاريخ الدخول: 13 أغسطس/آب 2021): https://bit.ly/37FEYjw