صدر العدد 18 من مجلة "لباب" الصادرة عن مركز الجزيرة للدراسات متضمنًا موضوعات مهمة، تعالج بعضًا من القضايا الأساسية التي تشغل النخب الأكاديمية والفكرية والسياسية.
يتضمن العدد الجديد دراسة حول انزياح مركز الثِّقل في النظام الدولي، من الغرب الأطلسي إلى الشرق الآسيوي/الأوراسي، من منظور الجغرافيا السياسية، متلمسة موقع العالم الإسلامي من هذا التحول في موازين القوى الدولية. وتناولت دراسة أخرى المجتمعات المهاجرة في تركيا من خلال استخدام المنهج الإثنوغرافي، وعينات من المجتمعات العربية المهاجرة إلى تركيا وكذلك مجتمع الإيرانيين ومجتمع الأفغان.
موضوع غلاف هذا العدد كان "الإسلام السياسي" في السياق المستجد، وفيه يقدم الباحث، وهو من الأكاديميين ورواد التأسيس للحركة الإسلامية في تونس، مراجعة نقدية لحركات "الإسلام السياسي" من خلال طرح جملة من الأسئلة، والاستدلالات، والتجارب، وكذلك البدائل. وكان مما خلص إليه الباحث، دعوته (الإسلاميين) إلى ما وصفه بـ "تسوية تاريخية" تخرج بهم -كما قال- من حال التشظي العام بما يواصل سيرورتهم ضمن الإسهام في تأسيس المشترك الذي يحرر الديني من سطوة الدولة بما يُعيد السياسة للعرب ويرأب الصدع الاجتماعي والإقليمي.
وفي بحث آخر نطالع دراسة حول الجندي الروبوت الذي أصبح أحد تجليات مستقبل الجيوش والحروب في العالم، وفيه يدرس الباحث هذا الموضوع من زاوية علاقته بالقانون الدولي الإنساني، كما يقدم تصورات سياسية وعسكرية وقانونية حول هذا النمط من (المقاتلين) وأنواعه، وعرض التساؤلات القانونية التي يطرحها استخدام هذا النمط من الآلات القاتلة وموقعها في الإستراتيجيات العسكرية لبعض الدول العربية.
وفي زاوية متابعات وقضايا، يتضمن العدد ورقة حول (مستقبل العلاقات الروسية-الإفريقية بعد الحرب على أوكرانيا)، وفيه تفصيل لجذور هذه العلاقة وتطورها، والوسائل والأدوات التي استخدمتها روسيا في سبيل ذلك، ومدى استجابة الدول الإفريقية لتلك للمساعي الروسية، وكيف أثَّرت الحرب الروسية على أوكرانيا على العلاقات الروسية-الإفريقية، بطريقة دفعت وستدفع أكثر باتجاه تمتين وتطوير العلاقات الروسية-الإفريقية، وتوسيع وتنويع مجالاتها.
وفي زاوية قراءة في كتاب، اختير في هذا العدد كتاب (مهندسو الفوضى)، وهو كتاب يتناول الآليات التي تجري بها صناعة التيارات الشعبوية في الغرب، وهيمنتها على السلطة في بعض البلدان، وفيه جرى استعراض رحلة الكاتب وهو الباحث والكاتب الإيطالي-السويسري، جيوليانو دا إمبولي Giuliano da Empoli، في دهاليز صناعة هذا الزحف الشعبوي الجديد الذي لا يتردد البعض في اعتباره استئنافًا، ولو بصيغ أخرى، لمراحل سياسية سابقة أثمرت التيارات اليمينية الفاشية والنازية التي دفعت بأوروبا والعالم إلى حرائق حرب عالمية مدمرة.
(للاطلاع على العدد كاملًا، يرجى الضغط هنا)
(للاطلاع على الأعداد السابقة، يرجى الضغط هنا)