مقدمة
تُسْتخدَم شبكات التواصل الاجتماعي ميدانًا للمبارزة بين المجموعات ذات الانتماءات العقائدية المختلفة. ومنذ العام 2020 أصبحت منصة "تيك توك" الأكثر تداولًا لهذه المبارزات من خلال نشر مقاطع الفيديو. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الاشتباكات بين الأقليتين، المسلمة والهندوسية، في بعض المدن البريطانية (ليستر، برمنغهام) -حتى تاريخ كتابة هذا البحث (في أوائل 2023)- على أصداء تنامي خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند، تعكس المنصة أوجه التوتر من الجانبين، الإسلامي والهندوسي، في إطار حالة من الاستقطاب تؤدي إلى مزيد من التعقيد للأزمة ذات الأبعاد السياسية والثقافية والتاريخية.
وفي سياق هذه الحالة الاستقطابية، يتناول البحث قضية الصراع الإسلامي-الهندوسي كأحد التجليات الممثلة لحقبة ما بعد الاستعمار، والتلاقي الإستراتيجي لأهدافها مع أهداف أحزاب اليمين المتطرف الذي تتصاعد شعبيته بوتيرة منتظمة وغير مسبوقة حول العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ويسود لدى باحثي الاتصال اعتقاد بأن آليات عمل شبكات التواصل الاجتماعي وما فرضته من طبيعة تواصلية غير متكافئة بين مختلف الأطراف -وما آلت إليه من مركزية ومراقبة وهيمنة بخلاف ما كان مرجوًّا منها- تُسهِم في تكريس مناخ استقطابي يُعقِّد فرص التفاهم والحوار بين الثقافات، في مقابل ما تفسحه من مجال رحب لنشر التعصب وخطاب الكراهية والديماغوجية والتراشق الفكري واللاعقلانية.
وهنا، يحاول البحث استكشاف المنطلقات المؤسسة لسرديات صنَّاع المحتوى من الناشطين المسلمين والهندوس، وتحديد إلى أي مدى تبتعد عن فكرة التعايش والحوار والتفاهم مع الآخر أو تميل إلى فكرة الإقصاء والتهميش له. ويستقصي البحث أيضًا الآليات التي استخدمها صنَّاع المحتوى لإبراز سردياتهم المستندة إلى منطلقات فكرية مختلفة، والنظر في احتمال تأثُّر هذه السرديات بالأجواء المشحونة بين الجانبين، وما إذا كانت هناك علاقات دالة بين سمات المنصة التفاعلية ونوع الخطاب الذي يتم ترويجه من خلالها.
ومن ثم تطرح الباحثة عددًا من التساؤلات التي تؤطر قضية الصراع الإسلامي-الهندوسي عبر استخدام منصة تيك توك، ودورها في تعزيز حالة الاستقطاب الأيديولوجي بين المسلمين والهندوس:
1. ما الأفكار المحورية والمنطلقات التي تؤسس لمحتوى الفيديوهات التي ينتجها أطراف الصراع؟
2. ما حجم التفاعل مع الأنواع المختلفة للفيديوهات من حيث المشاركة والتعليق والإعجاب؟
3. ما أكثر الوسوم استخدامًا مع الأنواع المختلفة لمقاطع الفيديو؟ وما دلالات الاستخدام؟
4. ما أكثر الرموز التعبيرية (الإيموجي) المصاحبة للنصوص المكتوبة؟ وما دلالاتها في الفيديوهات المنشورة؟
وانطلاقًا من هذا الحقل الاستفهامي يسعى البحث لتحقيق الأهداف الآتية:
- تحديد الأفكار والمقولات المحورية التي تدور حولها مقاطع الفيديو من كلا جانبي الصراع.
- تصنيف المحتوى من حيث كونه داعمًا للاستقطاب أو رافضًا له.
- التعرف على السمات البصرية للعناصر المكونة لمقاطع الفيديو.
- تحديد دلالات توظيف الوسوم والرموز التعبيرية (الإيموجي).
- معرفة التأثيرات الممكنة لطبيعة المنصة الاتصالية على تناول القضايا ذات الأبعاد السياسية والعقائدية.
وتتوقع الباحثة أن يكون لهذه الدراسة بعض الآثار المعرفية والمنهجية حول التوظيف المعرفي لمقاطع الفيديو على المنصات ذات الطبيعة الترفيهية، وانعكاسات سمات المنصة الاتصالية على القضايا السياسية، خاصة تلك التي تعبِّر عن علاقة صراعية بين طرفين من خلفيات أيديولوجية مختلفة.
ويتبنى البحث المنهجية المزدوجة للتحليل الكمي والكيفي في إطار تكاملي باستخدام آلية تصميم البحث المختلط (Mixed Method Research) كما طرحها جون كريسويل (John W. Creswell)، واعتماد المقاربة الاشتراوسية (Straussian Approach) من النظرية التأصيلية (Grounded Theory)، والتي تتضمن أربع مراحل للتعامل مع البيانات، وتشمل: التكويد، وبناء المفاهيم، وتمييز الفئات، وتوليد الأنماط. كما يستعين البحث بأدوات التحليل الكمي لاستخراج بعض المؤشرات الموضوعية حول التكرارات ونسب توظيف النصوص والصور والوسوم والرموز التعبيرية في مقاطع الفيديو المنشورة حول الموضوع على منصة تيك توك خلال الفترة الممتدة من سبتمبر/أيلول 2021 إلى ديسمبر/كانون الأول 2022. وقد استخدم البحث وسم (#hinduandmuslim) لتحديد المقاطع التي جاءت متشابكة مع وسوم أخرى.
1. مدخل نظري
يستند تحليل العلاقة بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والاستقطاب الأيديولوجي من حيث الأدوات والأهداف إلى المنطلقات التي يستند إليها صانع المحتوى في صياغة رسالته الاتصالية، وتمكينها شبكيًّا بتوظيف الأدوات المتاحة له عبر المنصة، وبما يراه محقِّقًا للأهداف التي من أجلها صنع رسالته. وتتمثَّل هذه المنطلقات في ركائز الاعتقاد الأيديولوجي التي استند إليها صانع المحتوى في تشكيل رسالته من حيث الموضوع والشكل والتفاعلية.
وعلى الرغم من أن نظرية المنطلق (Standpoint Theory) تُعد مدخلًا لمعالجة السرديات الأنثوية التي تختلف باختلاف مكانة المرأة في المجتمع وفهمها لطبيعة دورها، ومساحة التمكين المسموحة لها من قِبَل مراكز القوة والنفوذ داخل المجتمع(1)، إلا أن هذا الإطار النظري يمكن استخدامه أيضًا لتحليل سرديات الناشطين المسلمين والهندوس على منصة تيك توك، أو ما يُعرفون بـ"التكتوكرز" (Tiktokers)، لتحليل المنطلقات الأيديولوجية التي يستند إليها كل طرف في جدلية النفوذ والقوة والأحقية في الوجود.
آليات المنصة وتحيزاتها المحتملة
في عام 2016، أنشأت شركة "بايت دانس" الصينية تطبيقًا للتواصل الاجتماعي لمشاركة الفيديو يدعى "دوين" (Douyin)، وأُطلق على النسخة الدولية منه "تيك توك" عندما طُرح عام 2017. وبحلول نهاية مايو/أيار من العام نفسه كانت تلك الخدمة تملك أكثر من 200 مليون مستخدم. وفي أغسطس/آب 2018، اندمج التطبيق مع خدمة "ميوزيكلي" (Musical.ly) لإنشاء مجتمع فيديو أكبر مع دمج الحسابات والبيانات في تطبيق واحد يحمل اسم "تيك توك". وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، وبعد مرور عدة شهور على تدابير الإغلاق بسبب كوفيد-19، تجاوزت تنزيلات التطبيق المليارين في جميع أنحاء العالم(2). وهو يمتلك شهرة استثنائية في شرق آسيا وجنوبها، وقد تعرض للحظر أكثر من مرة في الهند وباكستان وبنغلاديش وإندونيسيا بدعوى إخلاله بسيادة الدولة وسلامتها وانتهاكه للأخلاقيات وأمن الدولة ونظامها العام.
توظف تيك توك خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل اهتمامات المستخدمين ومعالجة تفضيلاتهم بناء على مقاطع الفيديو التي تعجبهم. ويوفر التطبيق صفحة "من أجلك" (For you page) التي تجمع خلاصة المقاطع الموصى بها من جانب المستخدمين. وتتيح ميزة "الدويتو" للمستخدم إضافة الفيديو الخاص به إلى جانب فيديو آخر بمحتوى الصوت الأصلي. ويحظر التطبيق إنكار الهولوكوست، إلا أن العديد من نظريات اليمين المتطرف في أنحاء العالم منتشرة على التطبيق، ومن أشهرها نظريتا "بيتزا غيت" و"كيو أنون" في الولايات المتحدة الأميركية(3). وأكد بعض الدراسات أن المستخدمين يعتبرون تيك توك وسيلة ترفيهية في المقام الأول، وإن لجأ بعض الشركات لاستخدامه في أغراض أخرى، مثل التسويق أو التثقيف. وعلى الرغم من حداثة التطبيق بشكل عام، إلا أن تحميله شهد طفرة بعد تدابير الإغلاق بسبب كوفيد-19، في مارس/آذار 2020، في كثير من دول العالم(4). وأشارت أبحاث أخرى إلى أن دوافع استخدام تيك توك من قِبَل المراهقين تتمثَّل في الهروب من الواقع والبحث عن الشهرة(5)، علاوة على أن ارتفاع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها المراهق تزيد من احتمالية استخدامه لمنصة تيك توك.
وقارنت دراسة بين تأثيرات تيك توك وتطبيقات الفيديو القصير الأخرى، مثل "فيجو" (Vigo)، و"لايكي" (Likee) و"لوليتا" (Lolita)، وأكدت النتائجَ التي توصلت إليها الدراسات السابقة؛ حيث بيَّنت أن الهدف الأول من استخدام هذا النوع من التطبيقات هو التسلية والترفيه، وشغل أوقات الفراغ، خاصة أثناء فترات الإغلاق بسبب وباء كوفيد-19(6). وحددت الدراسة بعض إيجابيات هذه المنصات، مثل: الكشف عن المواهب، والربح والتسويق، والحملات الإعلانية، والشراكات التوعوية، وتوثيق اللحظات المهمة، والبث المباشر للأخبار الساخنة، وتكوين فضاءات اجتماعية وثقافية رحبة، إلى جانب تطوير أدوات التواصل الاجتماعي بين المؤسسات الإعلامية وجماهيرها. غير أن هناك سلبيات مختلفة لهذه التطبيقات رصدتها تلك الدراسات، مثل: إدمان الإنترنت، والانحراف الأخلاقي، والعزلة، والمخاطر الأمنية الناجمة عن استغلال هذه المنصات من قِبَل التنظيمات الإرهابية(7)(8).
واهتمت دراسة أخرى بالعلاقة بين الاستخدام المطرد لتطبيق تيك توك في مصر والسلوك غير المعياري، الذي تحدَّث عنه الفيلسوف، إيميل دوركايم (Émile Durkheim)، وهو ينتشر في أوقات الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، حيث يخرج الناس على الأعراف المقبولة اجتماعيًّا ويتبنَّون سلوكيات انحرافية قد توصف بالمشينة(9). وأشارت نتائج الدراسة إلى أن المحتوى الذي تعرضه الفتيات على تيك توك يتسم في معظمه بـ"التفاهة" لما يشتمل عليه من إشارات بذيئة وألفاظ نابية. وفي المقابل، أكدت نتائج دراسة أخرى أن أكثر الفيديوهات تفضيلًا لدى فئة الشباب من مستخدمي تيك توك تشمل النوع الخبري ثم الساخر، ويعتبرون مضمونهما إيجابيًّا بشكل عام يتيح الفرصة للتعرف على سلبيات الواقع، والاطلاع على تنوع الأفكار والآراء(10).
ورصدت دراسة استخدامات تيك توك في المملكة العربية السعودية(11)، ولاحظت أن الشباب السعودي يستخدم التطبيق بدرجة متوسطة، وإن كانت نسبة الإناث أكبر من الذكور مع تفضيلهن للأسماء المستعارة والصور التعبيرية لحساباتهن. ويُستخدَم التطبيق بشكل عام للتواصل في دوائر خارج إطار القرابة والزمالة. وأكدت النتائج وجود علاقة طردية قوية بين كثافة استخدام التطبيق وتحقق أشكال مختلفة لعلاقات رأس المال الاجتماعي التواصلية والترابطية والعابرة، وأن هناك الكثير من المتغيرات النفسية والاجتماعية التي تزيد من قوة العلاقة بين هذين المتغيرين. وفي الأردن، رصدت دراسة استخدام الشباب الجامعي لتطبيق تيك توك وتأثيره المحتمل على القيم الدينية لديهم(12). وكشفت النتائج أن 50% من الشباب يستخدمون التطبيق، ويرون أنه ينتهك قيم الحياء والالتزام بالزي الشرعي، كما يسهِّل ارتكاب المعاصي. ورغم ذلك أكد أفراد العينة فائدته في نشر قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقارنت دراسة بين طبيعة استخدام صحيفتي "واشنطن بوست" و"صدى البلد" لمنصة تيك توك من حيث توظيف أنماط التفاعلية والسمات الشكلية والموضوعية للمحتوى الإعلامي، ولاحظت تعدد أنماط التوظيف الشكلي والموضوعي والتفاعلي للمنصة في "واشنطن بوست" مقابل تقليدية استخدام "صدى البلد" للمنصة ومحدودية الاستفادة من إمكاناتها في تقديم المحتوى الإعلامي(13).
منصة تيك توك: مساحة استقطاب أيديولوجي
يهتم هذا الجزء بعرض الدراسات التي تناولت منصة تيك توك باعتبارها أداة يمكن توظيفها لخدمة أهداف فكرية وأيديولوجية، وما قد يترتب عنها من تعزيز حالة الاستقطاب التي يعيشها العالم الآن، وتغذيها سياسات وإستراتيجيات قوى دولية وإقليمية.
فقد أوردت دراسة أمارناث أماراسينغام (Amarnath Amarasingam) وآخرين(14) سردًا تاريخيًّا لخطاب الكراهية والعنف ضد المسلمين في الهند من خلال التعريف بحركة "هندوتفا" (Hindutva). ورصدت ثلاث حالات جرى خلالها نشر خطاب الكراهية والخوف من الإسلام على شبكات التواصل الاجتماعي في الهند. تمثَّلت الحالة الأولى في تمرد دلهي، وتجسدت الثانية في مؤامرة "جهاد الحب"، أما الحالة الثالثة فقد عبَّرت عنها المعلومات المغلوطة ضد المسلمين ومسؤوليتهم عن نشر وباء كوفيد-19؛ حيث يصف القوميون الهنود الأقلية المسلمة بـ"الخطيرة وغير موثوق فيها".
واختبرت دراسة شيلي بوليان (Shelley Boulianne) وسانغون لي (Sangwon Lee)(15) الدور المحتمل لمنصات الفيديو القصير، مثل "تيك توك" و"تويتش"، في نشر المحتوى المرتبط بنظرية المؤامرة، وتأثير ذلك في تعاظم المعلومات المغلوطة والكاذبة بين مستخدمي هذه المنصات. وأظهرت نتائج الدراسة أن الاستمالات المستخدمة لحشد أنصار التوجه اليميني نحو القيام بتظاهرة أو فعل سياسي ما، تختلف عن تلك المستخدمة لحشد أنصار التوجه اليساري نحو القيام بالفعل أو النشاط السياسي نفسه. وخلصت الدراسة إلى أن اليمينيين أكثر استجابة من غيرهم في التأثر بنداءات الاحتشاد الموجهة عبر هذه التطبيقات. ووجدت علاقة ارتباطية طردية بين إيمان المستخدمين بنظرية المؤامرة وبين احتمالية مشاركتهم في الأنشطة الاحتجاجية في الواقع.
واهتمت دراسة ساهانا أودوبا (Sahana Udupa)(16) بالكيفية التي تُوظَّف بها الفكاهة في خطاب اليمين المتطرف، ودور الدعابة في السرديات القومية وتأثيرها في دعم المحتوى الأيديولوجي على تيك توك باعتبارها منصة ترفيهية بالدرجة الأولى كما أكدت دراسات سابقة. وعرض البحث العديد من النماذج الساخرة التي نُشِرت بغرض الاستهزاء بوجهات النظر الداعية إلى السلام والتعايش بين المعتقدات المختلفة كردِّ أحد المتابعين على فتاة هندية ترفع لافتة تقول فيها: "إن باكستان لم تقتل والدها، ولكن الحرب هي من فعل ذلك"، ليقول لها: "وكذلك هتلر لم يقتل اليهود، بل الغاز من فعل ذلك، كما أن تنظيم القاعدة لم يقتل الأبرياء، ولكن القنابل من فعلت ذلك". ويؤدي هذا النوع من خلط الفكاهة بالرأي إلى صرف انتباه المستخدمين عن المعنى المقصود من الرسائل الجادة، وتحويلها إلى مجال للسخرية تؤكد على حتمية الصراع والمواجهة. وتشير نتائج الدراسة إلى وجود أدلة على أن استخدام الفكاهة يُعد إستراتيجية لجذب واستمالة الجمهور لخطاب اليمين المتطرف في أنحاء متفرقة من العالم.
وألقت دراسة ميغا ميشرا (Megha Mishra) وآخرين(17) الضوء على التوظيف السياسي لتيك توك واستخدامه فضاء سيبرانيًّا للمواجهة بين الصين والهند. وقامت بتحليل 6388 تغريدة على تويتر حول الخطاب القومي المتشدد الذي استخدمه النشطاء الهنود موجهين نداءات قوية للحكومة الهندية لحظر تيك توك لما يمثِّله من تهديد سيادي للدولة. وقدمت الدراسة ثلاثة أنماط لخطاب تيك توك، يرتبط النمط الأول بالقلق من التأثيرات الاجتماعية للمنصة على المجتمع الهندي، والنمط الثاني يتعلق بالمناقشات ذات الصلة بالتأثيرات الثقافية لتيك توك ويوتيوب، أما النمط الثالث من الخطاب فيرتبط بالنداءات المتكررة لاتخاذ خطوات وطنية جادة لمقاطعة وحظر تيك توك وغيره من التطبيقات الصينية التي تغزو المجتمع الهندي.
ورصدت دراسة جاستين غراندينتي (Justin Grandinetti) وجيفري بروينسما (Jeffrey Bruinsma)(18) التأثير المحتمل للخوارزميات العاطفية المرتبطة بالنظرية التآمرية على تطبيق تيك توك من خلال دراسة إثنوغرافية استقصائية للفيديوهات التي تحتوي على معلومات مغلوطة أو كاذبة، ودور الخوارزميات في هندسة تفضيلات المستخدمين، وتأثيرها في شخصنة اختياراتهم لمشاهدة الفيديوهات المرتبطة بفكرة المؤامرة. واستخدمت الدراسة وسم (#المؤامرة) للبحث عن المقاطع ذات الصلة، وتوصلت إلى عدة نتائج منها أن المحتوى التآمري في منصة تيك توك يتخذ أشكالًا عديدة تتراوح بين "شديد الغرابة"، مثل الادعاء بأن الإنترنت لم يتم اختراعها بل كانت موجودة بالفعل وما تم فقط هو اكتشافها، و"شديد الخطورة والغزير"، مثل موضوع تزييف أصوات الناخبين في انتخابات الرئاسة الأميركية 2020، ودور الدولة العميقة في ذلك، وكذلك المحتوى الذي ينتقد نظريات المؤامرة المرتبطة بانتشار وباء كوفيد-19. وتشير الدراسة إلى أن أي محتوى يتفاعل معه المستخدمون يتضمن خوارزميات يتم تشكيلها بناء على أنماط استخدامه وتفاعله، كما تحدد في الوقت ذاته ما يحتمل أن يشاهده وما لا يشاهده في المستقبل. وتؤكد نتائج البحث ضرورة عدم الاستسلام لسرديات الحتمية التي تفترض أن شبكات التواصل الاجتماعي تسببت في ظاهرة المعلومات المزيفة والأخبار الكاذبة، لأن اللحظة الراهنة نتاج لعقود طويلة ممتدة من السياسات والمسارات التكنولوجية والاقتصادية والسياسية التي أفرزتها.
وعرضت دراسة دانييلا جارميللو دنت (Daniela Jaramillo-Dent) وآخرين(19) نماذج مختلفة لتمثيلات المهاجرين على تيك توك، وكيف يستخدم هؤلاء المنصة لاستعراض انتماءاتهم بما يتواءم مع تطلعاتهم. وتشرح الدراسة كيف أتاحت الفيديوهات القصيرة تأسيس انتماءات سيبرانية للمهاجرين للمطالبة بحقوقهم وتحقيق مستويات مختلفة من الوجود المرئي من خلال هذه التطبيقات. ومزجت الدراسة بين منهجي تحليل المضمون وتحليل الخطاب لعينة من الفيديوهات بلغ عددها 198 مقطع فيديو تندرج تحت الوسوم ذات الصلة بالموضوع (تمثيلات المهاجرين)، تم الوصول إليها باستخدام أداة "بايثون سكريبت" (Python Script)؛ حيث جرى تحليل المحتوى المرئي للمهاجرين من أميركا اللاتينية في كل من إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية. وساعد تيك توك المهاجرين على التعبير عن تطلعاتهم الوجودية لأن يكونوا جزءًا من مجتمعات مغايرة ذات خصائص قومية وثقافية واقتصادية لها وجودها الرقمي على شبكة الإنترنت. وخلصت الدراسة إلى أن تيك توك يمثِّل السياق الرقمي الأكثر ملاءمة لمعرفة وقياس الفرص المتاحة أمام الجماعات الأقل تمثيلًا في المجتمع من خلال ما يجسدونه من تعبيرات لفظية وحركية وغرافيكية.
واستكشفت دراسة لورا سيرفي (Laura Cervi) وكارلس مارين لادو (Carles Marín-Lladó)(20) ما تفعله الهيئات السياسية في إسبانيا بمنصة تيك توك؛ إذ ترى هذه الأحزاب أن استخدام شبكات التواصل يُعد فرصة مواتية للتواصل بين الهيئات السياسية والشباب؛ مما جعل التطبيق جزءًا مهمًّا من الإستراتيجية الاتصالية للأحزاب السياسية. وأظهرت النتائج أن الأحزاب تختلف فيما بينها في التوظيف المستمر والمنتظم للتطبيق، وكذلك تختلف في توظيف أدواته وإمكانياته، وأن أحزابًا، مثل "بوديموس" و"سيوطادانس"، تُعد الأكثر اهتمامًا بالتواصل مع مستخدمي التطبيق عن غيرها من الأحزاب السياسية في إسبانيا.
وأظهرت دراسة كريستل عابدين (Crystal Abidin)(21) خريطة المشاهير على تيك توك من خلال استطلاع اقتصاد الانتباه وعلاقته بالكدح المرئي؛ حيث يعتبر نشاط المستخدمين التطوعي على تيك توك نوعًا من الكدح الذي يتم استغلاله من جهات أخرى لتحقيق كسب مادي. واستخدمت الدراسة منهجية الإثنوغرافيا الرقمية المتعمقة، بالإضافة إلى أداة الملاحظة بالمشاركة التقليدية لجمع المعلومات عن المشاهير والشخصيات المؤثرة على تيك توك. واهتمت دراسة أخرى أعدَّها بوميك شاه (Bhumik Shah) وآخرون(22) بمعرفة مدركات الجمهور في جنوب الهند واتجاهاتهم نحو تطبيق تيك توك، سواء كانوا مستخدمين له أو غير مستخدمين. وأظهرت نتائج المسح لعينة بلغ عددها 583 من طلاب الجامعات أن 60% من المشاركين يعتقدون أن التطبيق ترفيهي في المقام الأول، و54% يرونه مناسبًا لحفز الهمم ومعرفة صورة الذات، في الوقت الذي اعتبره نحو 2% من المشاركين أداة توعوية وتعليمية مناسبة.
واهتمت دراسة ناتلي غينيز كابريرا (Nataly Guiñez-Cabrera) وكاترين مانيسلا أوباندو (Katherine Mansilla-Obando)(23) بالدور التثقيفي الذي يمكن أن يلعبه تيك توك من خلال إنتاج ومشاركة المحتوى عن الكتب بين المستخدمين الذين يسمون في هذه الحالة بـ"البوكتوكرز" (Booktokers). واعتمدت الدراسة أداة المقابلات شبه المقننة مع ثلاث عشرة شخصية من "البوكتوكرز" من أميركا اللاتينية، واستخدمت التحليل الفئوي الموضوعي لتفسير النتائج وفقًا للنظرية الموحدة لقبول التكنولوجيا واستخدامها. ووضعت الباحثتان بعض الفئات لتحليل النتائج مثل: دافع المتعة، والعادة، والقيمة المدفوعة، والأداء المتوقع، والجهد المتوقع، والتأثير الاجتماعي، والظروف المواتية.
ولفتت دراسة أندرياس شيلفالد (Andreas Schellewald)(24) النظر إلى وجود أنماط اتصالية جديدة يقدمها المستخدمون على تيك توك، وتحتاج إلى دراسات مستقبلية متعمقة. وحاولت الدراسة تلمس بعض هذه الأنماط باستخدام منهجية الإثنوغرافيا الرقمية والتي ترى أنها لا تزال غير كافية لفهم الظاهرة.
2. أنماط العلاقة بين المسلمين والهندوس وتمثلاتها في سياق حالة الاستقطاب الأيديولوجي
أظهرت نتائج البحث العديد من المؤشرات التي يمكن أن تتشكَّل من خلالها أنماط تفاعل مستخدمي تيك توك خلال فترة الدراسة (سبتمبر/أيلول 2021- ديسمبر/كانون الأول 2022) مع قضية الاستقطاب الأيديولوجي الهندوسي-الإسلامي، وذلك عبر عدة محاور تمثِّل الأفكار أو المنطلقات التي دارت حولها مقاطع الفيديو. وتشمل أفكار التعايش وغيرها من الأطروحات الداعمة للحوار والتفاهم، في مقابل الأفكار التي تعبِّر عن الصدام والصراع والاضطهاد وغيرها من الأطروحات الداعمة للاستقطاب، والمنطق الداعي لإعمال العقل والتفكير المستند إلى الحقائق التاريخية والمعلومات الموثقة.
وقد كشفت نتائج الدراسة أن معظم مقاطع الفيديو نشرت عام 2022 بنسبة 83% مقابل 17% عام 2021، وربما يعود ذلك إلى أن أحداث ليستر في بريطانيا، التي عرفت توترًا بين المسلمين والهندوس مع تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند، بدأت في الربع الأخير من عام 2021. كما أن غالبية المستخدمين الذين تفاعلوا مع القضية محلَّ الدراسة هم في العشرينات من عمرهم بنسبة 32%، تليهم فئة المراهقين بنسبة 19%، ثم فئة الشباب في عمر الثلاثينات بنسبة 13%. وجاءت فئة كبار السن فوق الخمسين الأقل نشرًا بنسبة 3%.
وأظهرت النتائج أيضًا أن الذكور هم الأكثر نشرًا لمقاطع الفيديو حول القضية بنسبة 37%، يليهم الإناث بنسبة 19%. أما الفيديوهات التي شارك في إنتاجها مجموعة من الرجال فبلغت نسبتها 16%، والفيديوهات التي شارك فيها رجل وامرأة بلغت نسبتها 10%. بينما الفيديوهات التي شارك في إنتاجها مجموعة من النساء فكانت الأقل بنسبة 4%.
2.1. الأفكار المحورية والمنطلقات المؤسسة لمحتوى الفيديوهات
استندت مقاطع الفيديو إلى ثلاثة منطلقات فكرية؛ يعبِّر أولها عن أفكار التعايش والحوار والسلام والوحدة والحب والصداقة والزواج والشرح والتفسير، وتمثِّل في مجملها سمات الأيديولوجيا التي تنبذ الاستقطاب، وينبني المنطلق الثاني على أفكار الصراع والصدام والتهديد والاضطهاد والتحريض وخطاب الكراهية والاضطراب والتشويش الفكري، وتمثِّل في مجملها سمات الأيديولوجيا الداعمة للاستقطاب. أما المنطلق الثالث فيستند إلى الأفكار المعرفية، سواء من خلال الحقائق التاريخية أو الدعوة للعقيدة بالحكمة.
أولًا: نماذج المحتوى المعبِّر عن المنطلق التعايشي (الرافض للاستقطاب)
عرض مستخدمو تيك توك المهتمون بقضية الصراع وحالة التوتر بين المسلمين والهندوس، عددًا من الموضوعات التي تضمنت أفكار التعايش، وقيم الحوار والسلام، والوحدة والتفاهم والاحترام، والصداقة، والحب والزواج. وتجسدت هذه الموضوعات في: التقدير والاحترام المتبادل بين الزوج المسلم والزوجة الهندوسية لمعتقدات بعضهما البعض، وإدانة ممثلي المسلمين والهندوس في ليستر بالمملكة المتحدة لأعمال العنف التي يقوم بها بعض الشباب في المدينة، وتأكيد وحدتهم والعيش بسلام. كما تشمل هذه الموضوعات الدعوة لاحترام جميع الأديان، وقصص الحب المتكررة بين الفتيات المسلمات والشباب الهندوس، وبين الفتيات الهندوسيات والشباب المسلم.
وتُبرز عينة البحث بُعدًا إيجابيًّا في العلاقة بين المسلمين والهندوس؛ حيث يتحدث أحد الناشطين السيخ عن المسلمين والهندوس إيجابيًّا: "نحن جميعًا بشر منَّا الجيد والرديء. فليس كل السيخ جيدين وليس كل المسلمين أو الهندوس أشرارًا". ويؤكد أن الخوف من الإسلام يؤدي إلى العنف كما هي الحال في الخوف من الهندوسية. لذلك فإن ما يجب فعله هو نشر الوعي بهذه المخاطر بكل الطرق الممكنة.
ولإرساء فكرة التعايش والحوار، يدعو بعض الفيديوهات إلى الحب الذي يجمع بين الهندوس والمسلمين بغضِّ النظر عن الانتماءات الدينية أو العرقية أو الطائفية ردًّا على من يرى أن المسلمين سيساعدون الإنجليز على مهاجمة الهندوس. كما أن على الأخيار من الهندوس إدانة الأفكار السيئة التي ترى أن السيخ والمسلمين لديهم العقلية الطالبانية. لذلك، فإن المسلمين والهندوس مطالبون بالاستماع لبعضهم البعض وألا ينساقوا لدعوات الكراهية وخطاب العنف على صفحات التواصل الاجتماعي.
وتناقش بعض الفيديوهات دور منظمة "التطوع الهندية الوطنية" المعروفة اختصارًا بـ(RSS) في تشويه سمعة "الهندوسية" كما شوَّه تنظيم "الدولة الإسلامية" وطالبان سمعة الإسلام. وترفض معاملة جميع الهندوس باعتبارهم أعضاء في منظمة التطوع الهندية الوطنية كما ترفض معاملة جميع المسلمين باعتبارهم أعضاء في تنظيم الدولة، فقد عاش الهندوس لعقود بسلام في المملكة المتحدة مع بقية الأديان. لذلك فإن دائرة العنف والكراهية لن تتوقف إذا بدأت، وهو ما جعل بعض النشطاء يدعو إلى وقف الصراع والتوتر بين المسلمين والهندوس، وتعزيز التعايش بين الأجيال المقبلة، خاصة الأطفال لكي يعيشوا حياتهم مع من يريدون من الشركاء أيًّا كانت معتقداتهم.
ثانيًا: نماذج المحتوى المعبِّر عن المنطلق الإقصائي (الداعم للاستقطاب)
في مقابل النماذج السابقة لمنطلقات التعايش والحوار والسلام، عرض مستخدمو تيك توك من المهتمين بقضية الصراع الإسلامي-الهندوسي موضوعات تعبِّر عن التحريض وخطاب الكراهية والاضطهاد وقيم الصراع والتفوق العنصري. وتُظهِر معظم الفيديوهات المتطرفين الهندوس وهم يهاجمون المسلمين ويخربون المساجد، بينما تحمي الشرطة البريطانية المسلمين أثناء الصلاة. كما تُبرِز فيديوهات أخرى استهداف الهندوس من قِبَل المسلمين. ويظهر في فيديو آخر أحد الناشطين المسلمين وهو يسخر من الهندوس الذين يروجون لأنفسهم باعتبارهم نباتيين ولاعبي كريكيت مسالمين، في الوقت الذي يشهرون فيه السلاح ضد المسلمين في ليستر ويرتكبون أعمال عنف ضدهم.
وتُبرِز بعض الفيديوهات حالة الاستقطاب الأيديولوجي بين الهندوس والمسلمين من خلال التركيز على سوء معاملة الهند للمسلمين؛ إذ تعد ثالث دولة في العالم من حيث عدد المسلمين الذين يبلغون 200 مليون نسمة ورغم ذلك تعاملهم بقسوة وتمنع النساء من ارتداء الحجاب، وتطرد المسلمين من منازلهم وتتحرش بهم وتعذبهم في ولاية آسام، وتجردهم من حقوقهم كمواطنين، كما أن المعلمين والطلاب الهندوس يهاجمون إحدى الطالبات ويمنعونها من دخول المدرسة حتى تخلع حجابها. وتشرح فتاتان أشكال التمييز والتعسف الواضح من السلطات الهندية والقضاء ضد المسلمين وضد حقوقهم الأساسية في التعليم واختيار الزي المناسب للمسلمات. وتُظهِر بعض الفيديوهات نصوصًا مكتوبة تحرِّض الهندوس على الاعتداء على المسلمين. وهو ما يعتبره منتجو هذا المحتوى خطوة نحو تحويل الهند أرضًا للهندوس فقط. لذلك يدعو هؤلاء إلى مقاطعة المنتجات الهندية، لأن الهنود يمتهنون الإسلام ورسول الإسلام، محمد صلَّى الله عليه وسلَّم.
ويرى بعض منتجي هذا الخطاب أن مشكلة المسلمين في الهند كبيرة جدًّا ولا يتحدث عنها أحد بالشكل الكافي. ويلفت هؤلاء الانتباه إلى الاهتمام الذي تحظى به القضية الفلسطينية والشأن السوري، بينما يتجاهل الإعلام مشكلة المسلمين في الهند والذين يبلغ عددهم 200 مليون نسمة ويعانون من الاضطهاد.
ويحاول بعض النشطاء المنتجين للفيديوهات، في إطار هذا الصراع الإسلامي-الهندوسي، أن يعزز رأيه وحججه بما تنشره بعض الصحف الأميركية التي تحدثت عما تفعله أغلبية الهندوس في الهند عبر إجبار الأقليات المسيحية على تغيير دينها، وتبني سياسة التطهير العرقي بحق المسلمين، ويقول أحد الشهود: إن الهندوس المتطرفين خرجوا جماعات يهددون المسلمين بالطرد من البلاد إذا لم يهتفوا باسم إله الهندوس. وفي تعليق لأحد الخبراء يقول: إن ما يحدث في الهند لم يسبق له مثيل منذ الاستقلال وهذا أكبر تهديد لديمقراطية الهند وعلمانيتها.
ثالثًا: نماذج المحتوى المعبِّر عن المنطلق المعرفي (الداعي لإعمال الفكر)
بالموازاة مع المنطلقيْن السابقين الداعمين لحالتي الاستقطاب والتعايش، اهتم بعض مستخدمي تيك توك بعرض القضية من خلال محتوى متوازن يستهدف إعمال العقل في الحقائق التاريخية والمعلومات ذات الصلة بالقضية لتكوين رأي مستقل بعيدًا عن حالة الاستقطاب السائدة بين المسلمين والهندوس. وتقدم عينة البحث فيديوهات تدعو إلى تفعيل أسلوب الدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ومخاطبة العقل من خلال المقابلة بين الاقتناع بعبادة الله الواحد وعبادة مئة إله. ويحاول هذا الخطاب العقلاني الإجابة عن بعض الأسئلة التي يطرحها كثيرون حول: لماذا يستطيع الرجل المسلم أن يتزوج من يهودية أو مسيحية بينما لا تستطيع المرأة المسلمة أن تتزوج من رجل غير مسلم؟ والجواب، بحسب هذا الخطاب، أن الزواج ليس مجرد علاقة، ولكنه مؤسسة قانونية يُبنى عليها انتماءات الأطفال الدينية في المستقبل، ومن المحتمل أن يستخدم الأب سلطته في تحويل الأبناء إلى دينه ولا تستطيع الأم مواجهة ذلك.
ويحاول بعض النشطاء أن يقدم تبريرًا لاعتماد المسلمين والهندوس أكثر على الرموز للتعبير عن عبادتهم لله؛ فالمسلم يرتدي أشياء أو يحملها لاعتقاده أنها تحميه، وكذلك يفعل الهندوس.
ويتساءل أحد المواطنين الهندوس، في إطار الدعوة إلى إعمال العقل والفكر: ألا يشعر الهندوس والمسلمون بالحرج من الاضطرابات التي تحدث بسبب اختلافاتهم العقائدية؟ وهل الدين يمكن أن يجعل الإنسان متطرفًا؟ هناك العديد من الأشياء التي يمكن للهنود والباكستانيين أن يفخروا بها بدلًا من الدعوة لتطهير الهند من المسلمين ونقل أصداء تلك الأحداث إلى بريطانيا "نحن نعيش في بريطانيا في مجتمع متعدد الأعراق"، أما فكر التفريق بين الأديان والجنسيات هو حيلة استعمارية يستخدمها المحتلون للسيطرة وإضعاف الصف، "وعلينا أن نفكر لماذا تتم إثارة هذه الموضوعات الآن؟".
2.2. التفاعل مع المحتوى بالإعجاب والتعليق والمشاركة
استنادًا للفئات التي حددتها الباحثة، فإن 30% من الفيديوهات لاقت إعجابًا يتراوح بين "ألف وخمسة آلاف" مرة، ولاقت 22% من الفيديوهات إعجابًا يتراوح بين "10 آلاف و50 ألف" مرة، بينما لاقت نسبة ضئيلة فقط إعجابًا بـ"أكثر من مئة ألف مرة"، كما يوضح الشكل رقم (2). وقد لاقت جميع الأفكار تقريبًا إعجابًا بـ"أقل من ألف مرة"، ولكن التكرارات الأكبر كانت لصالح فكرتي التعايش والصراع. أما الأفكار التي لاقت إعجابًا فائقًا فترتبط بمشاهد الاضطهاد والصراع. وحظيت الأفكار الخاصة بالحب والزواج والصداقة، أو المرتبطة بالمحتوى المعرفي الشارح، بدرجة متوسطة من الإعجاب.
أما التعليقات فجاءت بشكل عام أقل بكثير من الإعجاب كما ورد في الشكل رقم (3)؛ إذ وردت التعليقات بمعدل "أقل من ألف" بنسبة 67%، أما التعليقات "بين الألف والخمسة آلاف" فجاءت بنسبة 25%، ولم تتجاوز نسبة التعليقات التي بلغ عددها "أكثر من خمسة آلاف" 1%. وانحصرت أكثر الموضوعات التي بلغت التعليقات عليها "أقل من الألف" في التعايش، والمعلومات الشارحة، إضافة إلى موضوعات الحب والصداقة، والزواج، والاضطهاد، والصراع. ولاحظت الباحثة أن نسبة 6% تقريبًا من مجموع العينة لم يتم التعليق عليها مطلقًا، بينما أكثر الموضوعات التي لاقت تعليقات "تجاوزت عشرة آلاف" تمثلت في الصراع.
شكل (3): توزيع نسب اهتمام المستخدمين بالتعليق على موضوعات الاستقطاب
وجاء اهتمام المستخدمين بمشاركة المحتوى محل القضية المدروسة الأقل بين أنشطة التفاعل بشكل عام كما يبيِّن الشكل رقم (4)، حيث بلغت نسبة المشاركات "الأقل من مئة" حوالي 35%، وما "بين مئة وخمسمئة" مشاركة للمحتوى كانت بنسبة 20%، وما "فوق الخمسمئة إلى الألف" 10%، وما "فوق الألف" مشاركة جاءت بنسبة 12%. بينما بلغت نسبة المحتوى الذي لم تتم مشاركته حوالي 23%. لكن معظم الموضوعات تمت مشاركتها أقل من مئة مرة. أما موضوعات الحب والصداقة والمعلومات الشارحة فكانت الأكثر مشاركة "بين خمسمئة وألف مرة". وحظيت موضوعات الاضطهاد والصراع بأعلى نسبة مشاركات بين أفراد العينة فاقت الألف مرة. ويلاحظ عدم وجود دالَّة معنوية للارتباط بين موضوعات الاستقطاب والأنشطة التفاعلية للمستخدمين على المحتوى المنشور عند مستوى دلالة (0.05> (p.
2.3. أكثر الوسوم استخدامًا مع أفكار ومنطلقات محتوى الفيديوهات
من أكثر الوسوم التي تداولها منتجو الفيديوهات في سياق حالة الاستقطاب بين المسلمين والهندوس برز وسم (#muslim) ثم وسم (#hindu)، وهما يمثلان معًا نسبة 30% من الوسوم المستخدمة في التعبير عن هذه الحالة على منصة تيك توك. ويليهما كل من وسم (#fyp)، وهو يشير لصفحة التفضيلات المُوصى بها من المستخدمين (For You Page)، بنسبته 11%، ثم وسم (#india) بنسبة 10%، ووسم (#islam) بنسبة 8%، ووسم (#hindumuslim) بنسبة 5%. وهو ما يعني أن ما نسبته 53% تقريبًا من مجموع الوسوم يتجه نحو التأكيد على حالة الاستقطاب الأيديولوجي بين المسلمين والهندوس على تيك توك. وقد يتناقض ذلك ظاهريًّا مع نسب المحتوى الموضوعي لمقاطع الفيديو والتي تتجه في غالبيتها نحو تأكيد السلام والتعايش والحوار. لكن يبدو واضحًا أن آلية استخدام الوسوم تدفع المستخدمين بتوجهاتهم المختلفة إلى تأكيد هوياتهم الذاتية بالإشارة إلى الوسوم الداعمة لها حتى وإن كان المحتوى المصاحب يدعم قيم التعايش والتفاهم وقبول الآخر.
2.4. أهم الرموز التعبيرية المستخدمة في الفيديوهات
من أكثر الرموز التعبيرية استخدامًا في سياق حالة الاستقطاب بين المسلمين والهندوس كانت الرموز التي تعبِّر عن الحب والصداقة والزواج، مثل أيقونات ،وقد جاءت في سياق الحديث عن "الحب الممنوع بين الفتيات المسلمات والشبان الهندوس أو العكس". كما جاء استخدام هذه الرموز في سياق التعبير عن الصداقة التي تجمع بين الفتيات أو الشباب من ديانات مختلفة. وورد الرمز المعبر عن الاحترام ] في سياق أفكار التعايش والحوار والتفاهم بين أتباع الديانات والعقائد المختلفة، ويتساوى معه في الاستخدام كل من الرموز الدالة على الهندوسية والتي تشمل والرموز الدالة على الإسلام .
وجاء استخدام رمز البكاء في سياق التعبير عن الاضطهاد اللفظي أو السلوكي ضد المسلمين داخل الهند وخارجها، وأيضًا في سياق التجارب العاطفية التي يجمع الحب فيها أتباع الديانات المختلفة وما يلاقونه من مقاومة اجتماعية نتيجة لهذه العلاقة المرفوضة. وقد استخدمت رموز أخرى، ولكن بنسب ضئيلة للغاية، مثل هذا الرمز الذي جاء في سياق التعبير عن عدم المساواة بين المواطنين الهنود المسلمين والهندوس. وورد هذا الرمز التعبيري في سياق حديث الداعية ذاكر نايك عن أن كلمة (Hindu) لا تعني هندوسي، ولكن تعني كل من وُلد على أرض شبه القارة الهندية، ومن ثم فالمسلمون ينطبق عليهم هذا الوصف، فهو ليس حكرًا على الهندوس. أما الرمز التعبير فجاء في سياق الاستغراب من جهل الكثيرين بأبسط المعلومات عن الهند التي تضم واحدة من أكبر الأقليات المسلمة عددًا، ومن ثم فلا مجال للاستغراب أن يحمل المواطن الجنسية الهندية ويدين بالإسلام. وجاء استخدام رمز المصافحة في سياق التعبير عن أفكار التعايش والتفاهم الذي يجب أن يسود بديلًا عن الصدام والعنف الذي ترددت أصداؤه في أماكن متعددة في العالم مثل المملكة المتحدة (مظاهرات ليستر). وورد رمز الشرير مصاحبًا لما يروجه البعض عن نسبة الهندوس المتحولين للإسلام التي تبلغ سنويًّا ما يقرب من 800 ألف، وهو ما يعني أن الهند مهددة ديمغرافيًّا بزيادة أعداد المسلمين بما يهدد هويتها الدينية من وجهة نظر اليمين المتطرف؛ الأمر الذي يبرر سياسات الحكومة لتهجير المسلمين والتضييق عليهم ودفعهم للهجرة خارج الهند.
وبلغت نسبة استخدام الرموز التعبيرية المصاحبة للمحتوى ما يقارب 27% فقط، أما المحتوى الذي لا تصاحبه أية رموز تعبيرية فبلغت نسبته حوالي 73%، ويكتفي منتجو الفيديوهات بالوسوم (الهاشتاغات) إلى جانب شرح موجز لفكرة المحتوى أو مجرد عنوان مختصر. ويوضح الرسم البياني رقم (6) العلاقة بين استخدام الرسوم التعبيرية والمحتوى الموضوعي للفيديوهات التي تعرض قضية الصراع الأيديولوجي الإسلامي-الهندوسي على منصة تيك توك.
2.5. السمات البصرية والموسيقية لمحتوى الفيديوهات
بتحليل العلاقة بين الأشكال (7 و8 و9) انطلاقًا مما تحتوي عليه من عناصر صوتية وتصويرية وموسيقية وطبيعة الأفكار التي تناولتها، يمكن استخلاص عدة ملاحظات:
- تمثل طريقة التصوير الداخلي لمقاطع الفيديو النسبة الأكبر بنسبة 42% في مقابل 34% للتصوير الخارجي و9% للتصوير باستخدام تقنية "الدويتو". ووظَّف المستخدمون التصوير الداخلي في المقاطع التي تشرح المعلومات بنسبة 12%، وفي موضوعات الصداقة والحب والزواج بنسبة 8%، والتعايش 7%. بينما تم توظيف التصوير الخارجي في موضوعات الصراع والتحريض والاضطهاد بنسبة 8%، كما استُخدم تصوير الفيديو في موضوعات التحريض والدعوة للسلام بنسبة 8%.
- استخدم معظم الفيديوهات الصوت الطبيعي لمنتج المحتوى في شرح الموضوع بنسبة 59%، مثل شرح المعلومات 16%، والتعايش 11%، والاضطهاد 9%، في مقابل الفيديوهات التي عرضت الموضوعات بشكل صامت بدون صوت بنسبة 28%، ومعظمها يتصل بموضوعات الصداقة والحب والزواج 10%، والتعايش 6%، والصراع 5%. كما استخدم بعض المقاطع تقنية مزامنة الشفتين بنسبة 7% وكان معظمها في مقاطع الحب والصداقة والزواج.
- لم تستخدم معظم مقاطع الفيديو الموسيقى بنسبة 43%، لكنها وردت مع الموضوعات التي تشرح المعلومات أو الحقائق التاريخية أو تلك التي تتكلم عن التعايش والسلام بنسبة 18%. وتتساوى تقريبًا نسبة المقاطع التي استخدمت موسيقى هادئة أو أغنية هندية مصاحبة للموضوع بنسبة 20%، ووُظفت الأغاني الهندية مع موضوعات الحب والزواج والصداقة بشكل أساسي. واستُخدمت الموسيقى الهادئة في موضوعات التعايش والصراع. كما استُخدم النشيد الإسلامي باللغة العربية مع مقاطع الاضطهاد، أما الأغاني الأجنبية فاستخدمت مع موضوعات الحب والصداقة، وقد تساوت نسبتهما حيث بلغت 8% لكل منهما. وهناك دالة معنوية لاستخدام نوع معين من الموسيقى (0.01) أو شكل معين لتوظيف الصوت (0.03) مع أحد الموضوعات الداعمة للاستقطاب أو الرافضة له. بينما لم تثبت دالة معنوية لاستخدام نوع معين من التصوير مع موضوعات الاستقطاب الأيديولوجي سلبيًّا أو إيجابيًّا.
2.6. حجم المحتوى الداعم للاستقطاب والرافض له
من خلال مقارنة مجموع ما نُشر من محتوى الفيديوهات، سواء الأفكار الداعمة للاستقطاب أو الرافضة له، يُلاحظ أن نسبة حضور الأفكار التي تنبذ الاستقطاب وتدعو إلى التعايش والحوار والسلام أكبر (55%) من حضور الأفكار التي تدعم الاستقطاب وتدعو إلى الصدام والصراع والتحريض وخطاب الكراهية (32%). كما يمكن النظر إلى المحتوى المتوازن الذي يستعرض المعارف الدينية من خلال الدعوة بالحكمة والحقائق التاريخية من مصادر موثوقة (13%) باعتباره محتوى يدعم العقلانية والدعوة إلى التفاهم والحوار أكثر من دعمه للاستقطاب.
خلاصات
- تعمل منصة تيك توك بآلية تشترك في سماتها مع بقية شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، من حيث طغيان تأثير العامل البصري اللافت للانتباه على العوامل الأخرى. ويتسم تيك توك بكونه منصة لتداول مقاطع الفيديو التي ينتجها مستخدمون هواة يتبارون فيما بينهم لجذب عدد أكبر من التفاعل والإعجاب. وكنتيجة لهذه المنافسة، يتجه المستخدمون لتغليب عوامل الجذب والإبهار البصري أكثر من إنتاج محتوى عميق يدعو لإعمال العقل والتفكير. ومثال على ذلك ما فعله أحد المستخدمين من تشويش بصري على فتاة تشجب الحروب وتدعو للسلام بدلًا من الصدام مع الآخرين باعتبارهم قتلة، واستخدم في عملية التشويش البصري نوعًا من الكوميكس الذي يدمج بين صور المشاهير وكلمات السخرية والاستهزاء، الأمر الذي حول الانتباه عن دعوة السلام والتعايش التي قدمتها الفتاة إلى مجرد سخرية جوفاء تدعو إلى التعصب، ولكنها حظيت بتفاعل ضخم لا يقارن بما نشرته الفتاة. ما يعني أن الآلية التي تعمل بها المنصة تجعل الزخم التفاعلي يتجه نحو عوامل الجذب البصري أكثر من المحتوى الداعي لإعمال العقل والتفكير.
- على الرغم من الجاذبية الهيكلية للمحتوى المصور على تيك توك، فإن نسبة المستخدمين الذين يحاولون توصيل معان عميقة وأفكار هادفة ومعلومات مفيدة، تدعو إلى التفاؤل. وهو ما جعل المحتوى الذي يدعو إلى التعايش والحوار والسلام أكبر من المحتوى العنصري والإقصائي الذي يدعم الاستقطاب. وما يعزز هذا التفاؤل هو أن الغالبية العظمى من المستخدمين الداعين إلى الصداقة والتعايش بين المسلمين والهندوس هم من الشباب صغير السن الطامح إلى إنهاء حالة الصراع والصدام بين الجانبين بكل الطرق الممكنة. بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من المقاطع التي تدعو إلى التعايش تحظى بالإعجاب والمشاركة، ويجتهد منتجوها في توظيف آليات المنصة لتأليف محتوى جذاب.
- تعكس خريطة تفاعل المستخدمين مع موضوعات المقاطع جانبًا من حالة الاستقطاب الأيديولوجي؛ حيث تشترك موضوعات التعايش والصراع معًا في كونهما الأكثر تعليقًا وإعجابًا على المنصة مقارنة مع غيرها من الموضوعات الأخرى إلا أن ما يغلب على المستخدمين هو تسجيل الإعجاب فقط، والتعليق في حالة الاستثارة العاطفية أو العقلية. أما مشاركة المقاطع مع الآخرين فمن الواضح أن المستخدمين لا يميلون للقيام بذلك في معظم الموضوعات المرتبطة بالاستقطاب الأيديولوجي سلبًا أو إيجابًا، وربما يكون الاستثناء الوحيد هو مشاركة الموضوعات المرتبطة بالصداقة والحب حيث يتبادلها المستخدمون فيما بينهم بصورة أكبر من غيرها. وتتعزز حالة الاستقطاب عند إثبات مرجعية المقاطع من خلال تحديد وسوم معينة جاءت غالبيتها لتأكيد الهوية الدينية لكل مستخدم مثل (#muslim) و(#hindu) اللتين حظيتا بأعلى نسبة تكرار بين كافة المقاطع تكاد تكون قاسمًا مشتركًا بينها جميعًا مع إضافة وسوم أخرى نوعية وفقًا لسياق الموضوع. بالإضافة إلى حرص الطرفين، المسلم والهندوسي، على التوصية بمشاهدة مقاطعهم من خلال إضافة وسم (#fyp) وكذلك وسم (#viral) في الغالبية العظمى من المقاطع التي أنتجها الطرفان.
(1) Em Griffin et al., A First Look at Communication Theory, (McGraw-Hill Education, 2015), 447.
(2) Ashley Carman, "TikTok reaches 2 billion downloads," The Verge, April 29, 2020, "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/3KI3BAf.
(3) Ankita Chakravarti, "A year since TikTok ban, Indian TikTokers narrate how their lives were impacted," indiatoday, July 2, 2012, "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/3Gsi9Sg.
(4) شيماء عز الدين زكي جمعة، "أساليب التسويق بالفيديو القصير: دراسة استكشافية على تطبيق تيك توك في مصر"، مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط (الجمعية المصرية للعلاقات العامة، مصر، العدد 27، 2020)، 263-297.
(5) شيماء ذو الفقار حامد زغيب، "استخدامات تيك توك ومعدلات القلق بين الشباب والمراهقين المصريين أثناء وباء كوفيد-19"، مجلة البحوث الإعلامية (جامعة الأزهر، كلية الإعلام، مصر، المجلد 2، العدد 59، 2021)، ص 1067-1098.
(6) هشام فولي عبد المعز، "استخدام تطبيقات الفيديو القصير وعلاقته بالآثار النفسية والاجتماعية لدى الجمهور"، مجلة البحوث الإعلامية (جامعة الأزهر، كلية الإعلام القاهرة، مصر، المجلد 5، العدد 54، 2020)، ص 3407-3462.
(7) ياسمين محمد إبراهيم السيد، "الإنتاج التفاعلي لمقاطع الفيديو القصيرة وعلاقته بالاغتراب الثقافي لدى الجيل الرقمي بالتطبيق على الأجيال الرقمية"، في المؤتمر العلمي الدولي السادس والعشرين "الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي: مسارات للتكامل والمنافسة"، (جامعة القاهرة، كلية الإعلام، مصر، المجلد 3، 2021)، ص 1641–1687.
(8) مها محمد فتحي، "تأثير تعرض الشباب لفيديوهات تيك توك عبر هواتفهم الذكية على إدراكهم للقيم الاجتماعية في المجتمع"، المجلة المصرية لبحوث الرأي العام (جامعة القاهرة، كلية الإعلام، مصر، المجلد 20، العدد 3، 2021)، ص 373-443.
(9) نورا طلعت إسماعيل رمضان، "اللامعيارية في استخدام المرأة لمواقع التواصل الاجتماعي: تطبيق تيك توك"، أنموذجًا"، مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة قناة السويس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مصر، العدد 31، 2019)، ص 61-108.
(10) ولاء محمد محروس عبده الناغي، "تأثيرية المراهقين بالمحتوى غير المرغوب فيه على تطبيق "التيك توك" وعلاقتها بالإرشاد التربوي نحو الاستخدام الآمن: دراسة ميدانية في إطار نموذج تأثيرية الآخرين"، مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط (الجمعية المصرية للعلاقات العامة، مصر، العدد 33، 2021)، ص 339-405.
(11) إبراهيم بن محمد علي الثقفي، "التأثير الاجتماعي على مستخدمي تطبيق تيك توك من الشباب السعودي: دراسة في إطار نظرية رأس المال الاجتماعي"، مجلة علوم الاتصال (المجلد 2، العدد 7، 2021)، ص 29-88.
(12) رغد إياد عبد الرحمن طعامنة، استخدامات الشباب الجامعي لتطبيق "تيك توك" وتأثيره على قيمهم الدينية: دراسة مسحية، (رسالة ماجستير، جامعة اليرموك، إربد، 2021).
(13) محمد فتحي يونس، محمد عبد الغفار عبد الغفار، "سمات المحتوي الإعلامي لتطبيق "تيك توك": دراسة مقارنة بين المنصات العربية والأجنبية"، مجلة البحوث الإعلامية (جامعة الأزهر، كلية الإعلام القاهرة، مصر، المجلد 3، العدد 54، 2020)، ص 1613- 1644.
(14) Amarnath Amarasingam et al., "Fight, Die, and If Required Kill?: Hindu Nationalism, Misinformation, and Islamophobia in India," Religions, Vol. 13, No. 5, (April 20, 2022), "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/3ZSt52p.
(15) Shelley Boulianne, Lee Sangwon, "Conspiracy Beliefs, Misinformation, Social Media Platforms, and Protest Participation," Media and Communication, Vol. 10, No. 4, (September 2022), "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/43sD15M.
(16) Sahana Udupa, "Extreme Speech|Nationalism in the Digital Age: Fun as a Meta practice of Extreme Speech," International journal of communication, Vol. 13, (2019), "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/3Ke5xPu.
(17) Megha Mishra et al., "TikTok Politics: Tit for Tat on the India-China Cyberspace Frontier," International journal of communication, Vol. 16, (2022), "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/3mnPTJt.
(18) Justin Grandinetti, Jeffry Bruinsma, "The Affective Algorithms of Conspiracy TikTok," Journal of Broadcasting & Electronic Media, November 10, 2022, "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/3MnrEG5.
(19) Daniela Jaramillo-Dent et al., "#Migrantes on TikTok: Exploring Platformed Belongings," International journal of communication, Vol. 16, (2022), "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/3KLOTZm.
(20) Laura Cervi, Carles Marín-Lladó, "what are political parties doing on TikTok? The Spanish case," El Profesional de la Información, Vol. 30, No. 4, (2021): 1-17.
(21) Crystal Abidin, "Mapping Internet Celebrity on TikTok: Exploring Attention Economies and Visibility Labours," Cultural Science Journal, Vol. 12, No. 1 (2021): 77.
(22) Bhumika Shah, "An Exploratory Survey on the Knowledge, Attitudes, and Perceptions toward TikTok," Annals of Indian Psychiatry, Vol. 6, No. 3 (2022): 271.
(23) Nataly Guiñez-Cabrera, Katherine Mansilla-Obando, "Booktokers: Generating and sharing book content on TikTok," Comunicar, Vol. 30, No. 71, (2022): 113-123.
(24) Andreas Schellewald, "Communicative Forms on TikTok: Perspectives from Digital Ethnography," International journal of communication, (2021), "accessed January 15, 2023". https://bit.ly/3zLuey9.