موضوع الدراسة وسياقها
يتناول البحث ظاهرة عسكرة البحر الأحمر في مرحلة ما بعد 2020 وفق تحولات النظام الدولي وتنافس القوى الإقليمية والدولية على الممرات البحرية الحيوية. يضع البحر الأحمر في موقعه الجيوسياسي بوصفه حلقة وصل بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، ومسارًا رئيسًا للتجارة العالمية والطاقة عبر مضيق باب المندب وقناة السويس. تنطلق الدراسة من أن تكثيف الوجود العسكري وتعدد القواعد والتحالفات البحرية أعاد تشكيل بيئة الأمن في الإقليم ورفع منسوب هشاشتها.
أهمية الدراسة
تبرز أهمية العمل في رصد وتحليل مظاهر العسكرة في أحد أكثر الممرات البحرية حساسية، وتبيان انعكاساتها على أمن الطاقة والملاحة واستقرار الدول المشاطئة. تسهم الدراسة في بناء تصور تفسيري لديناميات القوة البحرية في البحر الأحمر وعلاقتها بالبنى الأمنية الإقليمية، بما يدعم صانع القرار في إدارة المخاطر وتعزيز جاهزية السياسات العامة.
سؤال الدراسة وفرضيتها
يتحدد السؤال الرئيس في: إلى أي مدى تؤثر عسكرة البحر الأحمر في تعزيز أو تقويض الأمن الإقليمي للمنطقة، وما أبرز انعكاساتها بعد العام 2020؟ وتفترض الدراسة أن تصاعد العسكرة منذ 2020 ارتبط بتنافس قوى إقليمية ودولية على النفوذ، ما جعل البحر الأحمر بؤرة توتر تخضع لتوازنات معقدة، وتنعكس مباشرة على مستويات الأمن السياسي والعسكري والاقتصادي في الإقليم.
المنهج وحدود الدراسة
اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لرصد الواقع العسكري والأمني وتحليل التحولات الجيوسياسية في الإقليم. يغطي الإطار الزمني المدة من 2020 حتى 2025، بينما تتركز الحدود المكانية على الامتداد من قناة السويس شمالًا إلى مضيق باب المندب جنوبًا، مع عناية خاصة بنقاط الارتكاز ذات الحساسية العسكرية والأمنية.
بنية الدراسة
تتوزع الرسالة على ثلاثة فصول: إطار نظري ومفاهيمي لمفهوم العسكرة وعسكرة البحار والأمن الإقليمي؛ الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والطاقوية والسياسية للبحر الأحمر؛ مظاهر العسكرة وتحديات الأمن الإقليمي، مع خاتمة تتضمن الاستنتاجات والتوصيات.
أبرز النتائج
• العسكرة تميل إلى الاعتماد على أدوات الإكراه العسكري لمعالجة النزاعات، وتتصل ببنى اجتماعية واقتصادية وسياسية أوسع، وتمتد إلى الفضاءات البحرية عبر القواعد، وتمركز الأساطيل، والمناورات.
• الأمن الإقليمي مستوى تحليلي وسياساتي وسيط يرتبط بتفاعلات جغرافية وسياسية واقتصادية عابرة للحدود ويتسم بالديناميكية، ما يفسر حساسية الممرات البحرية تجاه التحولات الدولية.
• واقعية التهديدات وتنافس المصالح يفسران نزوع الفواعل إلى عسكرة البحار بوصفها مساحات حيوية للنفوذ، ويضعان البحر الأحمر في موقع محوري ضمن توازنات الإقليم والنظام الدولي.
• تتجلى الأهمية الجيوستراتيجية للبحر الأحمر في موقعه الرابط ومسارات الطاقة والتجارة، ما يجعله ساحة لتمركز عسكري إقليمي ودولي وتأمين خطوط الملاحة.
• تنامي القواعد البحرية وتموضع الأساطيل وتشكيل التحالفات البحرية مؤشرات على ارتفاع قيمة البحر الأحمر في حسابات القوة، بما يهدد استقرار الملاحة وحرية التجارة ويزيد كلفة المخاطر الإقليمية.
• الصراعات في اليمن والسودان، وتداعيات حرب غزة، فتحت المجال لتدخلات خارجية وزادت هشاشة الإقليم، فيما ساهمت عسكرة الملاحة واستهداف السفن والناقلات في تحويل البحر الأحمر إلى ساحة تنافس جيوسياسي مباشر على طرق الإمداد.
• الاتجاهات المستقبلية تشير إلى استمرار ارتفاع منسوب المخاطر مع تمدد القواعد الأجنبية وتكثيف الوجود البحري وتنامي سياسات المحاور، بما يفاقم احتمالات الأزمات ويضغط على فرص التنمية والتكامل الإقليمي.
التوصيات
• تعزيز قدرات الإنذار المبكر والتحليل الاستراتيجي لمراقبة التحركات العسكرية في الممرات الحيوية بما يحمي المصالح الوطنية ويدعم الاستقرار الإقليمي.
• بلورة آلية تعاون إقليمي لدول المشاطئة تعنى بالتنسيق الأمني والشفافية العسكرية وقواعد بناء الثقة للحد من التوترات في الممرات البحرية.
• تطوير إطار قانوني وأمني إقليمي ينظم الوجود العسكري المعلن وغير المعلن وقواعد الاشتباك في البحر، بما يحد من مخاطر التصعيد.
• تبني مقاربة دفاعية بحرية تعاونية تقوم على توزيع الأدوار وتنسيق الدفاع الساحلي وتقاسم المسؤوليات بدل التوسع في البنى الصلبة والقواعد.
• إنشاء وحدة إقليمية للرصد والتحليل تتابع انعكاسات العسكرة على الأمن الداخلي في الدول المتأثرة بالنزاعات، مع تقديم تقارير دورية لصناع القرار.
تنويه
- الآراء والمواقف الواردة في هذه الرسالة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها، ولا تعكس بالضرورة موقف مركز الجزيرة للدراسات أو سياساته التحريرية.
- للاطلاع على النص الكامل للرسالة بصيغة (PDF)، [ اضغط هنا ]
- يرحّب مركز الجزيرة للدراسات بتلقي رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه ذات الصلة بمجالات اهتمامه للنشر على موقعه الإلكتروني، ويمكن للباحثين الراغبين في ذلك مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني: ajcs-publications@aljazeera.net
- يحتفظ الباحثون بحقهم في إعادة نشر رسائلهم وأطروحاتهم أو تطويرها لاحقًا في أي صيغة أخرى، بما في ذلك إصدارها في كتاب.