مركز الجزيرة للدراسات يناقش تداعيات الانقسام السياسي والعسكري على حاضر ليبيا ومستقبلها


نظّم مركز الجزيرة للدراسات الاثنين (25 أغسطس/آب 2014) جلسة نقاشية تحت عنوان "غزة.. تداعيات العدوان"، سلّطت الضوء على أثر ذلك العدوان على الداخل الإسرائيلي والفلسطيني، واستشرفت تداعياته على ديناميات الشرق الأوسط وعلاقات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المستقبلية مع كل من إسرائيل وحماس.
2014827111246522734_20.jpg
جانب من الجلسة (الجزيرة)

نظّم مركز الجزيرة للدراسات الاثنين (25 أغسطس/آب 2014) جلسة نقاشية تحت عنوان "غزة.. تداعيات العدوان"، سلّطت الضوء على أثر ذلك العدوان على الداخل الإسرائيلي والفلسطيني، واستشرفت تداعياته على ديناميات الشرق الأوسط وعلاقات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المستقبلية مع كل من إسرائيل وحماس.

استُهلّت الجلسة بورقة تأطيرية أسست للنقاش قدمها رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة ماري ماونت الأميركية؛ الباحث الزائر بمركز الجزيرة للدراسات دكتور غسان شبانة وخلص فيها إلى أن رد فعل المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي على غزة واستهدافها بالصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى تل أبيب ومطار بن غوريون والمدن والبلدات الإسرائيلية وضعت النظرية الصهيونية القائمة على أن إسرائيل هي الوطن الآمن لليهود على المحك، وأضعف القناعة بأن القوة وحدها هي الكفيلة بتحقيق الأمن. وأضاف: إن فشل العدوان الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة أدى إلى شرخ بين النخبة الإسرائيلية العسكرية والسياسية من جهة والنخبة الأكاديمية والاقتصادية من جهة أخرى، في حين أدت إلى تماسك الجبهة الفلسطينية وتوحيد رؤيتها، وأن المقاومة أثبتت للشارع الفلسطيني بأنها خيار لا يمكن الاستعناء عنه في ظل تعطل المسار الدبلوماسي منذ مرحلة أوسلو التي استمرت لأكثر من عقدين.


د. مصطفى سواق (الجزيرة)

ولمس شبانة بدايات تغير باتجاهات الإعلام الغربي في تعاطيه مع القضية الفلسطينية، وقال: إنه لم يعد يتبنى الرواية الإسرائيلية بالكامل كما كان يحدث طوال سنوات الصراع الماضية، وإن ثمة إعلامًا موجودًا على الأراضي الفلسطينية ومتصلاً مباشرة بالأحداث ولا يستطيع -خاصة في ظل وسائل الإعلام الحديث ووسائط التواصل الاجتماعي- أن يقدم رواية واحدة ويخفي الأخرى. وحذّر من أن تقبل السلطة الفلسطينية بمهمة نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة؛ لأن ذلك من شأنه أن يقحم الفسلطينيين في حرب أهلية.

من جانبهم ناقش الحاضرون هذه الأفكار وتطرقوا إلى ردود الأفعال العربية والغربية إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة وحاولوا تفسير تعاظمها في العالم لاسيما في أوروبا وأميركا اللاتينية بصورة ربما تكون أكبر من نظيراتها في العالم العربي والإسلامي.

وطُرح في الجلسة النقاشية سؤال عن استراتيجية الجزيرة الإعلامية في تغطية العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة؛ فأجاب مدير عام شبكة الجزيرة بالإنابة الدكتور مصطفى سواق قائلاً: إن السياسة التحريرية للجزيرة التي حكمت تلك التغطية لم تتغير وهي مؤسسة على قاعدة الانحياز للإنسان وقضاياه وهمومه ونضاله من أجل الحرية والكرامة. وأضاف: إن الجزيرة دائمًا تتميز في التغطيات الكبرى كما حدث في الحرب الأميركية على العراق وأفغانستان وكما هو مشاهد في تغطيتها للثورات العربية في عام 2011. وقال: إن ما ميز الجزيرة في تغطيتها الحالية في غزة هو كثافة التغطية وحجمها والتزامها بالحقيقة صوتًا وصورة حتى ليكاد المشاهد من فرط الوضوح والمباشرة والالتصاق بالواقع يشم غبار القصف ورائحة البارود، فضلاً عن الفهم العميق لطبيعة الميدان وذلك بفضل المراسلين الأكْفاء المقيمين هناك.