سلسلة ندوات: خمسة أعوام على انطلاق الربيع العربي: الإنجازات والإخفاقات وسيناريوهات المستقبل

20151230959287734_20.jpg
 

ينظِّم مركز الجزيرة للدراسات سلسلة ندوات بعنوان "خمسة أعوام على انطلاق الربيع العربي: إنجازات وإخفاقات وسيناريوهات مستقبلية" وتهدف إلى الوقوف على إنجازات وإخفاقات تلك الثورات والبحث في أدوار الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين واستشراف مساراتها ومآلاتها بعد مرور خمسة أعوام. 

يشارك في هذه الندوات نخبة من المفكرين والباحثين والسياسيين من بلدان عربية مختلفة وتُعقد أيام الثلاثاء (5 – 12 – 19 – 26) من شهر يناير/كانون الثاني 2016، من الساعة 6 إلى 8 مساءً بمسرح مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير، وتُبثُّ على قناة الجزيرة مباشر.

وتسعى الندوة الأولى إلى رصد إنجازات الثورات العربية وإخفاقاتها في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد، كما تهدف إلى البحث في كُلفة الثورة المضادة وما تسببت فيه من تعطيل لمسار التحول السلمي والانتقال إلى الديمقراطية في العالم العربي، فيما تناقش الندوة الثانية أدوار الفاعلين الرئيسيين أثناء المرحلة الانتقالية سواء في سُدَّة الحكم أو في موقع المعارضة أو في فضاء المجتمع المدني. وتبحث الندوة الثالثة أدوار القوى والمحاور الإقليمية والدولية في مسار الثورات العربية، لاسيما بعد تحوُّل الساحة السورية تحديدًا إلى مسرح لصراعات مركَّبة أضحت فيها المعادلة الداخلية مجرد عنصر ثانوي.

وتحاول الندوة الرابعة والأخيرة استشراف مستقبل هذه الثورات والنظر في آفاقها، وتتساءل: هل تسير المنطقة في اتجاه الإصلاح السياسي وإقامة أنظمة ديمقراطية تتحقق في إطارها أهداف الربيع العربي ومطالبه الأساسية، أم ستشهد مزيدًا من الصراعات بما يرفع من كُلفة التغيير، ويعصف بوحدة بعض الدول، ويغيِّر شكل الخريطة الإقليمية الراهنة؟

وفيما يلي الورقة التأطيرية والتعريف بالضيوف المشاركين في هذه الندوات:

فاجأت الثورات العربية، قبل خمس سنوات، كل السياسيين والمحللين في المنطقة العربية وخارجها، لأنها أتت من حيث لم يحتسبوا. فلقد أطلقت شرارتها مجموعات شبابية تمردت على قواعد العمل السياسي ومؤسساته التقليدية، وتحركت في أغلبها من خارج الأطر الأيديولوجية السائدة وما فرضته في الواقع من انقسامات سياسية واجتماعية عميقة. فانطلقت الموجة الثورية الأولى حاملة الملايين من العرب إلى ساحات التحرير والتغيير، مطالبين، مثل بقية شعوب العالم الديمقراطي، بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

أعقبت تلك الموجةَ الثورية موجةٌ ارتدادية قادتها قوى الثورة المضادة بعد امتصاص الصدمة واستجماع قواها، فشنَّت هجومًا مضادًّا، استعادت من خلاله السلطة بالانقلاب على الشرعية كما حدث في مصر، وحاولت استعادتها بالتمرد وتفكيك مؤسسات الدولة كما يحدث في اليمن، وظلت تقاتل للبقاء في السلطة بهدف القضاء على الثورة كما هي الحال في سوريا.

وإذا نظرنا إلى الواقع الحالي نجد أن تعثر الثورات لم يكن حتميًّا، بل كان نتيجة عدد من القرارات الخاطئة التي أضاعت فرصًا ثمينة؛ فالثوار اختلفوا حول دورهم بعد إسقاط النظام بين البقاء كقوة احتجاج أو التحول إلى لاعب سياسي. والتنظيمات السياسية التقليدية ظلت تتأرجح بين عقد صفقة مع النظام السابق أو المراهنة الكلية على الخيار الثوري. أمَّا القوى الغربية فقد ظلت مترددة بين مساندة الثورة التي ترفع شعارات الحرية والديمقراطية والخوف من أن يكون الفائز في الانتخابات عدوًّا لمصالحها. فاستغلت قوى الثورة المضادة هذا الارتباك لتشق الصف الثوري داخليًّا وتعزله خارجيًّا، تمهيدًا للقضاء عليه.

ولعل أوضح مثال على أن تعثر الثورات ليس أمرًا حتميًّا، النجاح النسبي الذي تحقق في عدد من الدول العربية. فلقد تمكن التونسيون من إقامة نظام ديمقراطي وكتابة دستور أجمع عليه مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية، كما أفشلوا محاولات الثورة المضادة التي ظلت تحاول إرباك مسارهم الانتقالي بمختلف الوسائل والأساليب. ونجح المغاربة والعُمانيون في توسيع دائرة المشاركة السياسية بنسب متفاوتة، وخففت دول أخرى القيود على حرية التعبير  والتنظيم كما في موريتانيا.

وبعد خمس سنوات من الصراع من أجل التغيير والتدافع بين قوى الثورة والثورة المضادة، لا يزال التيار الثوري حيًّا يقاوم الانقلاب في مصر بينما يقاتل شباب الثورة في اليمن حلف الثورة المضادة، ولا تزال قوى المعارضة السورية، بشقيها السياسي والمسلح، تقاوم النظام وتنظيم الدولة معًا، للحفاظ على الحلم الثوري. وفي ليبيا لا تزال القوى الثورية صامدة في وجه عودة بقايا النظام القديم وتتمسك بالاحتكام إلى الاختيار الشعبي.

ولم تنحصر حركة التغيير في دول الربيع العربي بل تعدَّتها إلى دول تسيطر عليها الاصطفافات الطائفية، فقد اتسمت احتجاجات "طلعت ريحتكم" في لبنان بطابعها العابر للطوائف، والساخط على مجمل النظام السياسي، كما أكدت الاحتجاجات في جنوب العراق أن الانتماء المذهبي الواحد لا يحمي الحكومة الفاشلة من المساءلة.

ستظل الديناميات التي خلقتها حركة الربيع العربي تولّد قوى جديدة تتطلع باستمرار إلى تغيير الوضع الراهن وبناء دولة عادلة تضمن حرية الشعوب وأمنها وكرامتها؛ فالسنوات الخمس الماضية لم تكن إلا بداية لمسار طويل مفتوح النهايات، والتغييرات السياسية والاجتماعية الكبرى تحتاج إلى وقت طويل لتفرز بدائل حقيقية أكثر استقرارًا واستدامة.

بمناسبة مرور خمس سنوات على انطلاق الربيع العربي، يعقد مركز الجزيرة للدراسات سلسلة من الندوات الحوارية للوقوف على إنجازات الثورات العربية وإخفاقاتها وأدوار الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين، وبحث سيناريوهات المستقبل ووجهة حركة التغيير. تُعقد هذه الندوات أيام الثلاثاء (5 – 12 – 19 – 26) من شهر يناير/كانون الثاني 2016، من الساعة 6 إلى 8 مساء بمسرح مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير، وتُبث على قناة الجزيرة مباشر.

* ملاحظة: الترجمة الفورية من العربية إلى الإنجليزية متوفرة

* للمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع المشرف على الندوات: د.جمال نصار  nassarg@aljazeera.net