خلصت ندوة حوارية نظَّمها عن بُعد مركز الجزيرة للدراسات وقناة الجزيرة مباشر، الأربعاء، 30 ديسمبر/ كانون الأول 2020، بعنوان "العلاقات الإيرانية-الأميركية في عهد بايدن: هل تدخل مرحلة جديدة؟" بمشاركة حسن أحمديان، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران، وفؤاد يزدي، أستاذ الدراسات الأميركية في جامعة طهران، وعدنان طباطبائي، مدير مركز الأبحاث التطبيقية والشراكة مع الشرق ومقره في ألمانيا، وفاطمة الصمادي، باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات، وأدارها مصطفى عاشور، المذيع بقناة الجزيرة مباشر، إلى أن العلاقة بين البلدين سوف تشهد بعض التحسن مقارنة بما كانت عليه في عهد الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، غير أنها بحاجة إلى فترة لإعادة بناء الثقة بين الطرفين.
وتخوف المتحدثون من بعض الأسماء التي اختارها الرئيس المنتخب، جو بايدن، لمساعدته في إدارته الجديدة، وقالوا: إن هذه الأسماء تغلب عليها القناعة بأن استمرار العقوبات الأميركية ضد إيران قد تكون له ثمرة إيجابية في المحافظة على المصالح الأميركية في المنطقة.
وقلل المشاركون في الندوة من الدور المحتمل لأوروبا في تحسين العلاقة بين إيران والولايات المتحدة خلال الفترة القادمة، مؤكدين في هذا الصدد على أن أوروبا تابعة للولايات المتحدة في الملف الإيراني، ولا يمكنها اتخاذ موقف مستقل أو بمعزل عن التوجه العام الذي تنتهجه واشنطن إزاء إيران.
وتعرضت الندوة سابقة الذكر إلى المتغيرات التي ربما تشهدها إيران في الفترة المقبلة وبخاصة بعد انتخاباتها القادمة والتي قد تجيء برئيس جديد للبلاد غير الرئيس الحالي، حسن روحاني، وأشار المتحدثون في هذا الصدد إلى أن الرئيس الإيراني المنتخب قد يكون من التيار الأصولي ذي الاتجاه الثوري وساعتها ربما لن يكون مندفعًا لتقديم تنازلات في ملف التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، لأن هذا التيار عمومًا يعتقد أن استمرار العقوبات الأميركية على بلاده هو في حد ذاته فرصة لتعزيز القدرات الداخلية، وتعظيم الاستقلالية والاعتماد على النفس، وبخاصة في الجوانب العسكرية والاقتصادية. لكن الندوة أكدت على أنه حتى في حال مجيء رئيس إيراني جديد من التيار الأصولي فإنه لن يغلق الباب كليةً أمام التفاوض مع الولايات المتحدة، غير أنه ربما يضع إطارًا تفاوضيًّا جديدًا قد يستغرق عامًا على الأقل من أجل إنجازه، وفي كل الأحوال -بحسب المتحدثين- فإن البرنامج الصاروخي الإيراني لن يكون ضمن الملفات التي سيتفاوض عليها مع الولايات المتحدة، كذلك الحال بالنسبة لكثير من الملفات الإقليمية باستثناء الملف اليمني الذي ربما يشهد تحسنًا باعتبار النفوذ الإيراني لدى الحوثيين وإمكانية حثهم على المضي في طريق تسوية سياسية خلال الفترة المقبلة، وقد أبدت طهران بعض الإشارات الدالة على ذلك.
وتوقعت الندوة كذلك أنه في حال فوز التيار الأصولي في الانتخابات الإيرانية القادمة فإن انعكاس ذلك سيكون سلبيًّا على منطقة الخليج، وبالأخص الدول التي هرولت باتجاه التطبيع مع إسرائيل، وعزوا ذلك إلى أن طهران تنظر إلى خطوة التطبيع هذه على أنها مهددة لأمنها القومي. وشددوا على أن تداعياتها ستكون مزيدًا من عدم الاستقرار الأمني في المنطقة عمومًا ومنطقة الخليج على وجه الخصوص.
وذهبت الندوة إلى أنه في حال تحسن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة فمن المحتمل أن تتحسن بدورها العلاقة بين طهران والرياض، باعتبار أن مستوى ومنسوب العلاقة بين البلدين الجارين رهين بتحسن أو بتوتر العلاقة بين طهران وواشنطن.
كذلك أشارت الندوة إلى أن الانتخابات الإسرائيلية القادمة وما ستسفر عنه من قيادة سياسية جديدة في إسرائيل أو إعادة انتخاب رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، سوف تنعكس أيضًا على طبيعة العلاقة الإيرانية-الإسرائيلية في الفترة القادمة، وهي كلها اعتبارات يجب أن تؤخذ بالحسبان في قراءة المشهد الإيراني-الأميركي خلال الفترة المقبلة.
واختتمت الندوة نقاشاتها بالتأكيد على إمكانية توصل إيران والولايات المتحدة في عهد الرئيس القادم، جو بايدن، إلى اتفاقيات جزئية في عدد من القضايا لكنها استبعدت التوصل إلى اتفاق كامل أو شامل، وأرجعت ذلك إلى تعقد العلاقة بين البلدين وطول أمد الصراع المستمر منذ العام 1979.