كرة القدم العربية والمعارك الوهمية

كيف تتحول لعبة، أريد لها أصلا أن تكون للتسلية، إلى ما يشبه الحرب تشحن فيها وسائل الإعلام من تلفزيون وصحف وإذاعات وجعلها قضية قومية تستوجب رص الصفوف لمواجهة "العدو"؟ وكيف يمكن للتسلية أن تصبح مولدة للعداوات والكراهية?








كيف تتحول لعبة، أريد لها أصلا أن تكون للتسلية، إلى ما يشبه الحرب تشحن فيها وسائل الإعلام من تلفزيون وصحف وإذاعات وجعلها قضية قومية تستوجب رص الصفوف لمواجهة "العدو"؟ كيف يمكن للتسلية أن تصبح مولدة للعداوات والكراهية وحتى صداما يخلف الضحايا بين أقطار عربية شقيقة؟ فهل وصلت العلاقة بين الدول العربية إلى هذه الدرجة من التوتر والتباغض؟ ولما يعمل الساسة على شحن مشاعر الجمهور والتضخيم من شأن المنافسة الرياضية؟ هل يعود ذلك إلى إفلاس نخب الحكم وغياب منجزاتها الحقيقية فتصرف الناس باتجاه المنجزات الوهمية؟



لما ذا تتوحد الجماهير العربية على كرة القدم ولا تتوحد على ما يحدث في العراق من اعتداءات، وما يحدث في الأقصى من هدم وما يحدث في غزة من حصار؟ ولما لا تتوحد هذه الجماهير على نظافة الشوارع أو على غرس الأشجار؟ وهل صحيح أن الحكومات العربية تسعى إلى إبعاد شعوبها عن مشاكلها الاقتصادية؟ وكيف يمكن رأب هذه التصدعات بين الشعوب العربية والشعور بالانتماء المشترك بدل تعميق معاني الانقسام والفرقة التي تغذيها هذه السياسات القاصرة والعبثية؟


معارك وهمية في زمن الانكسارات والهزائم العربية


للإجابة على التساؤلات يطرح الباحث المغربي إدريس لكريني عدة رؤى من بينها أن التوظيف البشع للرياضة يبرز كيف أن الأنظمة العربية تتجه إلى تكريس الجهل والأمية والتخلف واستغلال مشاعر الناس وعواطفهم من أجل إحكام سيطرتها وتأبيد حكمها...