ثلاثة مواقف من انتخاب الرئيس أوباما

انتخاب أوباما كأول أمريكي من أصول أفريقية رئيسا لأمريكا قضية نعرض لها من خلال ثلاث رؤى الأولى صينية والثانية الروسية ثم رؤية دول أمريكا اللاتينية









الرؤية الصينية: توقعات حول رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا


الرؤية الروسية: موقف روسيا من انتخاب أوباما


رؤية أمريكا اللاتينية: أسئلة حول انتخاب أوباما


تقديم


انتخاب الرئيس باراك أوباما ودخوله هذا الأسبوع البيت الأبيض بوصفه أول رجل أمريكي أسود يتولى رئاسة الولايات المتحدة هي القضية الأساسية التي تتناولها هذه الورقات التي تعبر عن ثلاث رؤى رئيسية من مواقع مختلفة من العالم: الرؤية الصينية والرؤية الروسية ورؤية دول أمريكا الجنوبية.


تتناول الرؤية الأولى التوقعات الصينية حول الرئيس أوباما حيث يرى الصينيون أن أصول هذا الرئيس الأفريقية وتسميته الإسلامية وعلاقاته الأسرية بآسيا تجعله أول رئيس أمريكي له ارتباطات متعددة بأكثر من مكان من العالم. ومن هنا تبرز أهميته –حسب وجهة النظر الصينية- في إمكانه التعاطي إيجابيا مع العديد من الحالات والصراعات المتناقضة.


وتأمل الصين أن تتحلى الإدارة الأمريكية بأساليب جديدة في التعاطي مع الشأن العالمي من شأنها أن تشكل قطيعة مع الحلول العسكرية التي تبنتها إدارة المحافظين الجدد في واشنطن خلال السنوات الثماني الماضية.


ومن المهم بالنسبة للصين أن يعرف أوباما أن بكين ليست السبب في ظهور الأزمات، أو الصراعات أو حالات عدم استقرار في العالم. وأنها قد حققت إنجازات اقتصادية لم تبن على الرمال أو الشعارات الزائفة، بل على مبادئ صلبة ومكاسب جوهرية في هذا المجال.


أما الرؤية الروسية فترى أن أفضل نتيجة حصلت في الانتخابات الأمريكية بالنسبة لروسيا هي فوز السيناتور باراك أوباما ليس لأن منافسه في تلك الانتخابات كان جون ماكين الذي تشكلت شخصيته السياسية في سنوات "الحرب الباردة" ووقع في أسر الفيتناميين ذوي التوجه الشيوعي، ولا لأن غريمته في الحزب الديمقراطي كانت هيلاري كلينتون التي تمثل فترة حكم زوجها بيل كلينتون رمزا من أصعب الأوقات بالنسبة لروسيا، بل أيضا لأن أوباما لم يكن معروف عمليا في روسيا، وصفحته ما زالت بيضاء.


ومع ذلك لا تعلق موسكو على نحو ما تبين الورقة الكثير من الآمال على أوباما، فهو بحسب وجهة النظر الروسية ليس لديه رؤيته الخاصة للمشاكل الرئيسية في العالم وعليه يحتمل أن يعتمد على تأثير مختلف المجموعات في واشنطن. مع بعض استطلاعات الرأي روسيا، يتبين أن روسيا تنحو نحو الاعتقاد بأن العلاقات مع الولايات المتحدة ستتحسن خلال حكم أوباما.


أما الورقة الثالثة فتبسط رؤية أمريكا اللاتينية وتطرح أهم الأسئلة المثارة حول انتخاب أوباما. فقد ولد الإحساس بالمفاجأة من انتخاب رجل أسود والإعجاب بهذا الرجل إلى التساؤل حول قدرته على تبني سياسة التغيير التي أعلنها في حملته. لقد أثرت جاذبية "الشخصية الأوبامية" على الرأي العام في أمريكا اللاتينية لكن هذه الجاذبية لا تلبث أن تتبخر لقناعة المحللين في القارة الأمريكية الجنوبية بأن وصول أوباما إلى البيت الأبيض قد لا يعني بالضرورة إحداث تعديل مهم في العلاقات مع واشنطن، وذلك بسبب انعدام الثقة بواشنطن نتيجة تجربتها الطويلة والمريرة مع دول المنطقة القائمة على كثرة الاعتداءات والتدخلات العسكرية الأميركية .


وتبقى الأسئلة الكبرى التي تطرحها أمريكا اللاتينية على الرئيس الأمريكي الجديد هي: هل سيغير أوباما تركة ثماني سنوات من سياسة المحافظين الجدد؟ وهل هو مستعد للتخلي عن مفهوم "الحرب الوقائية"؟ وهل يستطيع أوباما إعادة ترتيب درجات وسلطات المؤسسات بحيث يعطي المؤسسات الدبلوماسية سلطة تعلو على سلطة المؤسسة العسكرية؟ وغير ذلك من الأسئلة المطروحة بإلحاح في أمريكا الجنوبية.


الرؤية الصينية: توقعات حول رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا


بقلم: غاو زهيكاي


إن انتخاب السناتور باراك أوباما ليكون الرئيس الرابع والأربعين وأول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكية يعتبر حادثة غير مسبوقة وذات أهمية عالميه. وأود أن أدعو الرئيس المنتخب أوباما باسم رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا، وذلك لأنه سيكون الرئيس الأمريكي ذا الارتباط القوي مع أفريقيا (حيث أن والده من كينيا) وآسيا (إذ أن جده من أصل إندونيسي).


وطوال تاريخ الولايات المتحدة الأمريكي، لم يكن هناك أي رئيس آخر ممن له ارتباطات دولية لكي يبدأ بها، ولا يوجد أي رئيس يرتبط بأجزاء مختلفة من العالم.


ارتباطات أوباما





أوباما أمريك أفريقي وآسيوي ولديه اسم (حسين) في منتصف اسمه وهذا ارتباط واضح لا يمكن إنكاره أنه يعود إلى تراث عربي إسلامي
إن رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا لديه اسم (حسين) في منتصف اسمه، وهذا ارتباط واضح لا يمكن إنكاره، أنه يعود إلى تراث عربي إسلامي. كما أن ارتباطه حول العالم وعبر ارتباطات تتجاوز العرق، والحدود الجغرافية والثقافية والتي تتحدث بصوت مرتفع عن الدور غير المسبوق للحوادث التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية والعلاقات مع مختلف دول العالم والتي أدت إلى نجاحه في الانتخابات، إضافة إلى انتشار التوقعات سواء في الولايات المتحدة وبقية دول العالم حول رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا. وبشكل عام، فإن التحدي الذي يواجه رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا لا يتمثل فقط في كيفية التعاطي مع هذه التوقعات، بل أيضا في كيفية تسوية العديد من الحالات والصراعات المتناقضة.

ويمتلك مواطنو الولايات المتحدة الأمريكية الشجاعة لتجاوز المعوقات العرقية وانتخاب رئيس أسود. وقد أعلنوا توقعاتهم بشكل واضح وصريح: إنهم يريدون التغيير حيث أكد رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا مرات ومرات طوال الحملة الرئاسية؛ أنهم يريدون الحصول على مزيد من الوظائف وفرص عمل أفضل؛ إنهم يريدون المحافظة على سلامة وأمن أمريكا؛ إنهم يريدون أن ينظر العالم إليهم نظرة جديدة أفضل، وكذلك نظرة أفضل إلى الأمريكان.


ما المطلوب من أمريكا


إن الناس في العديد من أنحاء العالم قد أوضحوا توقعاتهم بشكل صريح وواضح: إنهم يريدون أن ينعموا بالسلام، والاستقرار، والنمو والتطور؛ إنهم لا يريدون الحروب، والصراعات، والجوع والفقر؛ كما أنهم لا يحبون رؤية قوة واحدة مهيمنة على العالم تصوب البندقية، وتشد الزناد، وتبث الحرائق؛ إنهم يريدون مشاهدة الولايات المتحدة تمارس قيادة حكيمة وفعالة لمحاربة ومواجهة التحديات العالمية مثل توفير الطاقة، وارتفاع حرارة الكون، والجوع، والفقر، والأمراض.


وباختصار، إن الناس يريدون مشاهدة يقظة واضحة وأساسية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتخليا كليا عن طريق العسكرية كوسيلة وحيدة لمواجهة العديد من القضايا العالمية التي شهدها العالم خلال السنوات الثماني الماضية.


وإذا كانت نتيجة العالم (صفرا) في اللعبة، فإن بمقدور رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا أن يلبي توقعات الأمريكان أو التوقعات العالمية، أو أنه ربما لن يتمكن من تلبية أي منها.


ولكن خلق موقف (الفائز- الفائز) هو أفضل إستراتيجية لحل العديد من المشكلات الحالية، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو في العالم. وهذا يتطلب توفر وجهة نظر جديدة تركز على الاحترام المتبادل والاهتمام بمصالح الأطراف الأخرى. وفي هذه الحقبة الجديدة فعلى المرء تجنب أي محاولات للتوسل إلى الجيران، كما يجب التخلص من الشكوك والنفاق والعمل بإخلاص وجد؛ "عش ودع الآخرين ينعمون بالعيش" وهذه يجب أن تكون الصفة الجديدة للعالم، إن مكاسبك يجب أن لا تبنى على خسائر الآخرين, والعكس صحيح؛ ويجب أن تسود المصلحة المشتركة وطريقة (الفائز- الفائز).


وإذا ما تم تبني الروح الجديدة، فإن بإمكان رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا أن يحصل على فرصة حقيقة لأن يصبح أحد أعظم الرؤساء في تاريخ أمريكا وأن يكون قائدا عالميا حقيقيا. وهذا يتطلب إجراء تغيير جذري في نظرة أمريكا إلى نفسها وإلى بقية دول العالم. كما يجب أن تهتم أمريكا ليس فقط بإيجاد أصدقاء جدد في العالم وحسب، بل يجب أن تهتم بأن لا يكون لها أعداء كثر في العالم.


إن قوة الجيش الذي تملكه أمريكا يجب أن لا تستخدم بدون مصادقة وموافقة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. إن القوة الوحيدة متميزة التسلح يجب أن تتجنب استخدام الأسلحة كوسيلة رئيسية للسياسة الخارجة كما يجب أن تتجنب التصرف كثور هائج وغاضب في حانوت صيني.


وهناك الكثير من المسؤولية والالتزام يجب أن يطبق من قبل القيادة العالمية للولايات المتحدة، إضافة إلى وضع الدولار الأمريكي كعملة احتياط رئيسة في العالم. ومثال ذلك استخدام النفط الخام، حيث أن حصول أمريكا على النفط يجب أن لا يعتمد على إنكار حق دول أخرى في الحصول عليه. وفي هذه الروح الجديدة، يجب أن يتوفر للعالم الثقة برغبات مواطني أمريكا، والعيش بسلام واستقرار في العالم، مما يوفر فرصا أفضل للازدهار والتقدم.


إن أفضل الأمنيات لرئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا تسود وبعمق في مختلف أرجاء العالم. وقد حان الوقت لتفسير هذه التوقعات إلى حقائق وواقع. ولذلك، فهناك الكثير من مصالح العالم ملقاة على كاهل ذلك الرئيس المنتخب.


فمن وجهة نظر صينية، وحتى خلال المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، فقد كان هناك ما نسبته 75% من الشعب الذين صوتوا في الصين وهم ممن يحبون السناتور أوباما وتمنوا له حظا طيبا. وهناك الكثيرون في الصين ممن اعتبروا الأفارقة الأمريكان في الولايات المتحدة طبقة محرومة، ولكنها تظهر من خلال الظلال المظلمة للتمييز العرقي. وبناء عليه، فإن النجاح الانتخابي لرئيس أمريكا، يمثل حلما تحقق، ومعجزة تجاوزت ظنون الكثيرين في الصين. وهناك ملايين من الناس الذين يتشوقون لرؤية البيت الأبيض وقد شغله رئيس أسود، يتربع على قمة هرمه. ولدينا توقعاتنا الخاصة عن رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا. أما توقعاتنا الخاصة من الرئيس المنتخب وعلى رأسها


أننا نأمل أو يكون رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا قوة تعمل على تعزيز توحيد جهود السلام في جانبي تايوان. ونأمل أن يحقق رضا كبيرا من كافة أشكال التقدم التي تم إحرازها خلال الشهور الأخيرة في توطيد العلاقات بين الصين وتايوان، بما في ذلك توفير الرحلات المباشرة، وتبادل الهيئات الدبلوماسية على أعلى مستوى. ولدينا ثقة بحكمة الشعب الصيني في كلا الجانبين، كما نؤمن فعلا، أنه طالما أن الولايات المتحدة لا تقف عائقا في الطريق، فإننا سوف نسير قدما نحو تحقيق السلام، والكثير من التفاهم، ومن ثم الوحدة الكبرى.


وأخيرا، نتمنى أن يصبح جانبي تايوان مجتمعا مندمجا اقتصاديا ومزدهرا، كما يتوقع أن تصل حجم التبادل التجاري هذا العام إلى 110 مليار دولار أمريكي. كما أن الأزمة الاقتصادية الحالية قد وفرت كافة الأسباب للجانبين لكي يعملا على تنسيق جهودهما لتحقيق المصلحة المشتركة والأمن المشترك.





تأمل الصين أن أوباما يعرف أن الصين ليست السبب في أية أزمات، أو صراعات أو حالات عدم استقرار في العالم
إن الصين تعتبر مساهما رئيسيا في الوضع الاقتصادي والمالي للولايات المتحدة الأمريكية، وترغب أن تكون صديقا حقيقيا للولايات المتحدة. وعليه نأمل أن يسمح رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا للمزيد من الأمريكان بمعرفة أن الصين تعتبر حاليا أكبر دائن للولايات المتحدة الأمريكية، وأنها الدولة الأكثر شراء لسندات الخزانة الأمريكية برغم كافة حالات عدم اليقين حول قوة الدولار الأمريكي ووضعه في النظام المالي العالمي. كما نأمل بأن يسمح رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا للمزيد من الأمريكيين بمعرفة نهضة الصين المسالمة والتي لا تمثل سببا لتغيير طبيعة المجالات الصناعية الأمريكية. ونأمل حتى أن يسمح رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا بأن يخبرنا عن ماذا لو توقفت الصين عن إنتاج كافة الدمى والألعاب، والملابس، والأحذية، والقمصان، والأثاث، والأجهزة الكهربائية المنزلية، وتصنيع الحديد، وصنع السفن، حيث أن أمريكا ما زالت ليست منطقة إنتاج لهذه السلع ولماذا يلقى اللوم الكبير على رينميبي بسبب عدم حل مشكلات البطالة في أمريكا. لقد انتقلت أمريكا من هذه القطاعات الصناعية وهي تعمل على تحويل نفسها إلى مجتمع خدمي بدون مواقع هيمنة في التكنولوجيا المتقدمة، والأدوية، والبيولوجيا، والزراعة، وتعليم النخبة، والبحوث والتطوير، وتسليح الجيش، وتكنولوجيا الفضاء..الخ. وإلى قدر كبير، فإن كلا من الصين وأمريكا تركزان على ألعاب مختلفة كليا. ولإلقاء النسر اللوم على الطائر آكل البامبو طعام (الباندا) فإن السبب يرجع إلى قلة طعام النسر. كما نأمل أن يسمح الرئيس المنتخب، للأمريكان أن يعرفوا هذه الحقيقة البسيطة.

كما نأمل أن يسمح الرئيس المنتخب للشعب الأمريكي أن يعرف أن الصين ليست السبب في أية أزمات، أو صراعات أو حالات عدم استقرار في العالم. إن الصين تقف مساندة للسلام وهي ملتزمة بالتنمية الاقتصادية من خلال التجارة الحرة واقتصاد السوق. وليس من العدل إلقاء اللوم على الصين ذات المدخرات العالية وكما أنها، وهي تواصل العمل، تستمر في الإنتاج، لكي تمد العالم بحمولات سفن لا تنتهي من البضائع في كافة أرجائه. وربما يسمح ذلك للرئيس المنتخب من طرف الشعب الأمريكي بملاحظة بعض صفات إخلاص الشعب الصيني واهتمامه بالتعليم، والالتزام بزيادة المدخرات، والالتزام العالي بقواعد السلوك وزيادة الإنتاجية واحترام قوى العمل. وفي وقت ما تزال فيه الأزمة العالمية مستمرة وتضر بالكثير من المصالح، فالصين التي تملك أكبر احتياطي من العملة الأجنبية، ملتزمة بتحقيق نمو مرتفع للدخل القومي، وما تلك إلا دلائل هامة تظهر في الأفق في محيط تتلاطم فيه أشباح الرعب المالي والاقتصادي. ونأمل بإخلاص أنه إذا ما صنف رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا كل الدول في العالم، بما فيها الصين والولايات المتحدة، وحسب صفة ونوعية إنجازاتها الاقتصادية خلال السنوات الثلاثين الماضية، فقد يكون من العدل أن يضع الصين في أعلى القائمة. إن مثل هذه الإنجازات الاقتصادية لم تبنَ على الرمال أو الشعارات الزائفة، بل على مبادئ صلبة ومكاسب جوهرية في هذا المجال.


وإذا ما قرر الرئيس الأمريكي المرتقب أياً من الدول يجب أن تفوز بجائزة الأوسكار عن الإنجازات الاقتصادية خلال الثلاثين عاما الماضية، فنأمل أن يكون عادلا وغير متحيز في حكمه ومنح جائرة الأوسكار للفائز الذي يستحقها.


وباختصار، فإن التقييم الأكثر عدلا ودقة لتقدم الصين وإنجازاتها خلال الثلاثين عاما الماضية هو من الاستحقاقات الرئيسية لها، نأمل أن يعوضها رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا عن هذا التأخير.


وفي ملاحظة أخرى، فإننا نأمل أن يكون رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا قوة ضاغطة لتحقيق السلام في العالم، بدلا من بث الحروب والنزاعات؛ وأن يكون قوة للتجارة العادلة واقتصاد السوق، بدلا من الحماية والتدخل الحكومي؛ وقوة للصداقة مع شعوب العالم، وليس قوة عدائية ومتحيزة مع أمم وشعوب أخرى. كما ونأمل بصدق أن يعمل رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا على تحقيق الآمال والتوقعات في الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول العالم، وليس فقط أن يكون رمزا للتغيير بل إحداث التغيير الحقيقي الذي يصب في معين السلام والنمو في العالم.


إن العالم يقف على أطراف أصابعه لكي يلمس أن رئيس أمريكا، أفريقيا وآسيا هو رئيس عظيم بحق.


 موقف روسيا من انتخاب أوباما


إعداد: أندرو رايبوف
ترجمة: رشا الطاهر





اعتبرت روسيا أن ماكين وهيلاري يمثلان الشر الأعظم في الأوساط السياسية الروسية بينما أوباما لم يكن معروفا عمليا في روسيا وصفحته ما زالت بيضاء
في بداية السباق الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية لم تعتقد الأوساط الحاكمة في موسكو أن أفضل نتيجة ستكون في صالح روسيا هي فوز السيناتور باراك أوباما. فمنذ البدء افترض المسؤولون في العاصمة الروسية أن الشريك المقبول في العاصمة الأمريكية من شأنه أن يكون المرشح الجمهوري السيناتور جون ماكين. وقد قام هذا الافتراض على التجربة التاريخية للعلاقات السوفيتية /الأمريكية، الروسية /الأمريكية، والتي اقتنع من خلالها المسؤولون في موسكو بأن التعاون مع الجمهوريين الذين يسعون لبناء علاقات ثنائية على أساس مراعاة المصالح الروسية هو الأفضل. وقد عززت تجربة التعامل مع إدارة جورج بوش هذا الفكر. ومع ذلك، فقد اتضح في وقت لاحق، أن ماكين ينتمي إلى جيل آخر من السياسيين الأميركيين، حيث تشكلت شخصيته في سنوات "الحرب الباردة". ومنذ وقوعه في أسر الفيتناميين، لم يكره ماكين الشيوعية فقط، بل وأرض مولدها "روسيا" أيضا. وفهم الروس في وقت لاحق أنه على الرغم من النهج الجمهوري التقليدي في إدارة العلاقات الروسية/الأمريكية، فقد يتخذ ماكين سياسته مع روسيا من موقف القوة.

وفي الفترة التي قاتلت فيها هيلاري كلينتون حتى آخر لحظة كمرشح للحزب الديمقراطي، اعتبر المسؤولون الروس انتصارها نتيجة غير مرغوب فيها تماما للانتخابات. فبارتباطها الوثيق مع فريق زوجها بيل، الذي حكم الولايات المتحدة في التسعينيات، تمثل كلينتون رمزا لأصعب الأوقات بالنسبة لروسيا، حيث كانت ضعيفة وذليلة. فقد أجبر عجز الموارد المتكرر الحكومة الروسية على اتباع سياسة الولايات المتحدة التي وضعها الرئيس كلينتون وفريقه. لذا فقد مثل انتخاب هيلاري كلينتون المحتمل عودة تلك الفترة العصيبة. ولكن لا يفوتنا هنا أن نذكر أن حملات الدعاية الرسمية في السياسة الداخلية الروسية تحت رئاسة بوتين وميدفيديف قد صورت فترة التسعينيات كأكثر فترة فاشلة في التاريخ المعاصر لروسيا.


وعلى خلفية هذه المواقف فقط، ظلت وجهات النظر لأوباما، بوصفه مرشحا محتملا لمنصب رئيس الولايات المتحدة في بداية السباق الرئاسي، محايدة. بمعنى أنه قد تم التوصل لهذه النظرة عن طريق إقصاء المرشحين الآخرين الذين كانا يمثلان الشر الأعظم في الأوساط السياسية الروسية. فأوباما لم يكن معروفا عمليا في روسيا، وصفحته ما زالت بيضاء. ويعد هذا التقييم عاملا إيجابيا بالنسبة للساسة الروس. فقد افترضوا أن بوتين بموهبته في طرح نفسه للزعماء الآخرين سيكون قادرا على أن يقيم علاقات بناءة مع أوباما. ووفقا لمسئولين في موسكو، فإن من إيجابيات أوباما أن رؤيته لسياسة العالم ليست منغلقة أو مفتوحة للمناقشة.


في أكتوبر/ تشرين الأول من السنة الحالية، وفي ذروة السباق الرئاسي، قام ممثلون من موظفي مكتب أوباما الانتخابي بزيارة موسكو بشكل غير رسمي، وقد أعطى ذلك الانطباع أن أوباما يود تحسين العلاقات مع روسيا في حالة انتخابه. ووفقا لما ذكروه، فإن أوباما على استعداد لإجراء حوار مع موسكو لمناقشة أية مشاكل، على الرغم من الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة وروسيا على قضايا حادة مثل مشاريع إنشاء نظام دفاع صاروخي أمريكي في أوروبا والوضع في جنوب القوقاز بعد "خمسة أيام" من الحرب الروسية/الجورجية. وقد كان لهذه المبادرة تأثير إيجابي في موسكو. إلا أن الأوساط السياسية في العاصمة الروسية، مقارنة مع العديد من البلدان الأخرى في العالم، لم تعلق الكثير من الآمال على انتخابه المحتمل. فكما ذكرنا من قبل أن المسؤولون الروس متفائلون من أن أوباما ليست لديه وجهات نظر مسبقة حول القضايا الرئيسية للسياسة في العالم، وبالتالي فهو لن يكون منساقا للأوهام أو متحيزا بشأن روسيا كبقية الإدارات الأميركية الأخرى.





وجه الرئيس الروسي ميدفيديف في خطابه السنوي أمام الجمعية الاتحادية في اليوم التالي لانتخاب أوباما انتقادات حادة وأنذر برد فعل عنيف إذا قررت واشنطن إقامة نظام الدفاع الصاروخي في بولندا والجمهورية التشيكية
إلا أن جهل أوباما بسياسة العالم أثار عددا آخرا من التكهنات حول تقييمه في الأوساط السياسية في موسكو. فمن وجهة نظر بعض السياسيين والمعلقين، طالما أن أوباما ليست لديه الآن رؤيته الخاصة للمشاكل الرئيسية في العالم، فمن المحتمل أن يعتمد على تأثير مختلف المجموعات في واشنطن، بما في ذلك من سيحثونه على مواصلة اتخاذ السياسة من موقع القوة. وقد أثيرت المخاوف في الأوساط السياسية الروسية بشكل خاص بسبب وجهات نظر أوباما قبل انتخابه، عندما صرح بأن الفرصة مواتية لشن حملات عسكرية على الجزء من الأراضي الباكستانية الذي توجد فيه حركة طالبان الأفغانية والجماعات المسلحة الأخرى التي تقوم بشن هجمات ضد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. ولكن بحلول نهاية السباق الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية كان الجزء الأكبر من القادة الروس قد تخلوا عن هذا التصور المشكك لأوباما باعتباره سياسيا ضعيفا ومنقادا.

ومن الجدير بالذكر أن السلطات الروسية لم تكن حثيثة في سعيها لإقامة علاقات بناءة مع أوباما. فقد وجه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في خطابه السنوي أمام الجمعية الاتحادية، في اليوم التالي لانتخاب أوباما رئيسا جديدا للولايات المتحدة، انتقادات حادة وأنذر برد فعل عنيف إذا قررت واشنطن إقامة نظام الدفاع الصاروخي في بولندا والجمهورية التشيكية. وبالفعل فقد أعلن ميدفيديف منطقة "كالينينغراددسكايا أوبلاست"، وهي إحدى الكيانات الفدرالية الروسية وتقع في جنوب بحر البلطيق، مجمعات للصواريخ التكتيكية. وقد كان لهذا التصريح وقع سلبي في الولايات المتحدة حيث نظر إليه كمحاولة لممارسة الضغط على الرئيس الجديد لإرغامه على تقديم تنازلات لصالح روسيا. وعليه، فقد بدا للوهلة الأولى أن مواقف مؤيدي تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في إطار حكم أوباما قد أصبحت ضعيفة الآن. ولكن كلا الجانبين نجح في قمع الصراع بسرعة بعد محادثة هاتفية بين الرئيسين.


ولم يخيب أوباما آمال السياسيين الروس لاحقا، عندما أوضح لهم أن توزيع نظام الدفاع الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك سوف يعتمد على نجاح تجارب التكنولوجيا الجديدة المضادة للصواريخ. وقد كان لهذه الخطوة تأثير إيجابي في موسكو. ويعتقد المسؤولون الروس أنه سيأتي الوقت على الإدارة في واشنطن الذي تعلن فيه عن طيش قرار إقامة نظام الدفاع الصاروخي في أوروبا. وقد أعطى تأخير اتخاذ قرار نهائي بشأن هذا الأمر سببا للمسئولين الروس للاعتقاد بأنه من الممكن إقامة حوار بناء مع رئيس الولايات المتحدة، إن لم يكن الآن، ففي المستقبل القريب. كما قيَّمت الأوساط الروسية الحاكمة أيضا المعلومات التي وردت حول نية أوباما في تطبيع العلاقات مع إيران ومحاولته لجعلها حليف الولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة بشكل إيجابي.


أوباما، ذو الأصل الأفريقي/الأمريكي، والذي ترتبط عائلته وثقافته بالعالم الإسلامي، وعلى الرغم من أنها لم تنعكس على وجهات نظره السياسية، إلا أنها لم تؤثر أيضا على مواقف النخبة الروسية والعامة اتجاهه. فالتحيز العنصري، على الرغم من انتشاره الواسع في الخارج، وحتى لو وجد في الحياة اليومية، إلا أنه لا يؤثر في تشكيل مواقف العامة في روسيا اتجاه السياسيين ونشاطهم المهني، لا في داخل روسيا ولا في أي بلدان أخرى في العالم. وعلى خلفية أصول أوباما الأفريقية وتجربة حياته في بعض البلدان الإسلامية، يعتقد بعض السياسيين الروس أن إدارة الرئيس الأميركي الرابع وأربعون من شأنها أن تولي اهتماما أكبر لتنمية العلاقات بين الولايات المتحدة ودول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وعلى العكس من ذلك، فإن العلاقات مع أوروبا سوف تصبح ضعيفة. مثل هذا السيناريو ملائم لروسيا لأنه سيقلل من تضامن أوروبا والمحيط الأطلسي ويؤدي إلى إضعاف منظمة حلف شمال الأطلسي من داخلها. بيد أن هذه الآمال لم تكن حجر الزاوية في نظر الساسة الروس لوضع سياساتهم المحتملة اتجاه إدارة أوباما.





لا يتوقع المجتمع الروسي من إدارة أوباما أي قرارات ملموسة لحل المشاكل الدولية الهامة باستثناء القليل من الآمال فقط فيما يتعلق بالحرب في العراق وتطوير الديمقراطية في العالم
وبالمقارنة مع معتقدات روسيا التي أدت إلى تغيير موقفها اتجاه أوباما مع تقدم سباق الانتخابات الرئاسية، ظل العامة من الشعب ينظرون لمرشح الحزب الديمقراطي بتفاؤل حذر منذ بداية الحملة الانتخابية. وقد ظل هذا الموقف كما هو قبل وبعد انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة.

وفقا لاستطلاع الرأي الجماعي الذي أجراه مركز روسيا لدراسة الرأي العام (WCIOM) في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني ، فإن 38٪ من الشعب يعتقد أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ستتحسن خلال حكم أوباما. ويعتقد 5٪ فقط أن العلاقات بين البلدين ستزداد سوءً. وكان رأي الثلث تقريبا (32٪) أن لا شيء سوف يتغير تحت رئاسة أوباما. بينما واجه 24٪ من أفراد العينة صعوبة في الإجابة على هذا السؤال. أما في أجزاء أخرى من العالم، فقد كان تقييم النتائج المحتملة لانتخاب أوباما أقل تفاؤلا.


ووفقا لنفس استطلاع للرأي، يعتقد 12٪ فقط أن الوضع في العالم سيكون أقل توترا بعد انتخاب أوباما. ويرى 11٪ أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ستتحسن (ستصبح أقل عدائية وستكون السياسة أكثر عدلا). بينما علق عدد قليل جدا من الروس آمالا ملموسة على أوباما، حيث يعتقد 2٪ فقط من الروس أن الولايات المتحدة سوف تسحب قواتها من العراق خلال حكم أوباما. ويأمل 1٪ منهم أن تتطور الديمقراطية في عهده. وفي رأي 4٪ من أفراد العينة أن لا شيء سيتغير في العالم المعاصر. 2٪ من الروس أجابوا: "الوقت ما زال مبكرا جدا لفهم سياسة أوباما المحتملة". بينما تباينت أجوبة أقل من 1٪ من أفراد العينة. ولكن الجزء الأكبر من الروس (71 ٪) اعترف بصعوبة الإجابة على هذا السؤال.


قد يعزى هذا الفرق الكبير فيما يتعلق بمستوى التفاؤل في الرد على سؤالين من نفس الدراسة أنه في الحالة الأولى كان السؤال مغلقا، بمعنى أن واضعي الدراسة اقترحوا عددا محدودا من الأجوبة. أما في الحالة الثانية فقد عرض على أفراد العينة الإجابة على السؤال المطروح، ولذلك كانت لديهم الحرية لوضع الأجوبة التي يرونها مناسبة.


نخلص إلى أنه يمكننا القول بأن المجتمع الروسي لا يتوقع من إدارة أوباما أي قرارات ملموسة لحل المشاكل الدولية الهامة. باستثناء القليل من الآمال فقط فيما يتعلق بالحرب في العراق وتطوير الديمقراطية في العالم. وبالتالي فإنه ليس من قبيل الصدفة أن تجد الأغلبية الساحقة من أفراد العينة صعوبة في الإجابة على عواقب انتخاب أوباما في العالم. بيد أن هذا التفاؤل الحذر بشأن أوباما قد جعل الروس يأملون أن تتحسن الأوضاع في العالم، فقط لأن الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة يعد رجلا جديدا في نخبة واشنطن، وهو خال من الأخطاء والقوالب النمطية لأسلافه. ومن الضروري أيضا أن يؤخذ في الاعتبار أن الصورة السلبية للولايات المتحدة قد تشكلت في الرأي العام الروسي بالفعل منذ فترة طويلة. ووفقا لهذا التصور، تم تقييم أمريكا باعتبارها سلطة عدوانية تهتم فقط بتعزيز سيطرتها العالمية، وبالتالي تحاول أن تفرض على شعوب العالم أنماط تنظيمها السياسي والاجتماعي. وعلى ضوء هذه الخلفية يعتقد الروس أن أوباما هو الأفضل بسبب أصله وتجربته في الحياة، فهو الأقل انتماءً لأمريكا من بين أسلافه. وبالتالي يأمل البعض أن يتخذ أوباما سياسة تختلف عن النهج الأحادي الذي ظلت الولايات المتحدة تتبعه عادة في العلاقات الدولية.


سجلت هذه المواقف أيضا بشكل جزئي في استطلاع للرأي أجراه معهد وطني اجتماعي آخر ، مركز ليفادا، في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني. ووفقا لهذا الاستطلاع فإن 16٪ من أفراد العينة أبدوا دهشتهم لانتخاب أوباما؛ 15٪ -- الارتياح؛ 5٪ -- السرور؛ 2٪ -- الانزعاج ؛ 1٪ -- السخط ؛ أقل من 1٪ -- الحسد. ولكن الجزء الأكبر من أفراد العينة (58٪) لا يرى أي شيء فيما يتعلق بانتخاب أوباما. ووجد 3٪ صعوبة في الإجابة على هذا السؤال.


تلفت الأجوبة على هذه الدراسة الانتباه إلى أن نسبة العنصرية والتحيز في المجتمع الروسي ضئيلة جدا -- 3٪ فقط من أفراد العينة. وعلى العكس فقد أعطى عدد اكبر من الأشخاص (20٪) تقييما إيجابيا لانتخاب رئيس أسمر البشرة في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد نفترض أيضا أن جزءا ممن أعربوا عن دهشتهم لانتخابه كانوا من المعجبين به. ولكن في الوقت نفسه تجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف الروس (58٪) اظهروا موقفا غير مبالِ على الإطلاق اتجاه نتائج الانتخابات الأمريكية. وتشير هذه البيانات إلى أن الروس في معظمهم يركزون على مشاكلهم الداخلية. فقد حظيت مسألة الانتخابات الرئاسية الأميركية بالاهتمام من قبل الشرائح المتقدمة والنشطة في المجتمع الروسي والتي تهتم في العادة بالسياسة، أما بالنسبة للبقية، فإن نتائج الانتخابات الأمريكية لم تعنِهم على الإطلاق.


في الوقت نفسه، نجد أن التفاؤل الحذر الذي ساد في الكرملين، فيما يتعلق بأوباما، قبل انتخابه وبعده، قد تبدل بموقف متشائم عقب معرفة الموظفين الذين تم تعيينهم في المناصب الرئيسية في الإدارة الأميركية الجديدة. فقد بدا من الواضح أن ممثلي إدارة كلينتون القديمة وعلى رأسهم زوجة الرئيس السابق للولايات المتحدة وعضو مجلس الشيوخ من ولاية نيويورك، هيلاري كلينتون، سوف تلعب دورا ملحوظا في فريق أوباما الجديد، وبخاصة فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية. فالقادة الروس لا يتوقعون منها أية أفكار أو نهج جديد، بل إنهم يخافون أن تحاول الولايات المتحدة مرة أخرى إملاء سياستها على روسيا، كما كان الحال في التسعينات إبان حكم بيل كلينتون. ولكن العديد من الخبراء في روسيا والخارج يرون أن انخفاض أسعار النفط والغاز وتدهور المستوى المالي لروسيا يمكن أن يضعف السلطة السياسة الخارجية للبلاد بشكل ملحوظ. وعلاوة على ذلك لا يمكن، في إطار السيناريو السلبي للأزمة الاقتصادية في روسيا، استبعاد أن تفقد الحكومة السيطرة على شركات النفط والغاز الروسية لصالح الشراكات الخارجية. وفي هذه الحالة من الممكن تعزيز الضغوط الأمريكية على الكرملين من أجل إرغامه على إجراء تغييرات في السياسة الروسية لصالح أمريكا.





يتوقع المسؤولين في موسكو ألا يصر أوباما على تنفيذ مشاريع الدفاع الصاروخي في المستقبل القريب وأن مشكلة قبول أوكرانيا وجورجيا أعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي سوف تتأجل لوقت طويل
وقد حذر مسئولون روس أيضا من أن أوباما قد يضطر، تحت تأثير الضغوط الاجتماعية والاقتصادية الصعبة للدولة، إلى تركيز كل جهوده على السياسة الداخلية للولايات المتحدة، على الأقل خلال الخمس سنوات القادمة. وفي هذه الحالة فقد يوكل حل قضايا السياسة الخارجية لكلينتون ونائب الرئيس "جو بايدن" والذي يحتفظ أيضا بموقف سلبي اتجاه روسيا.

ولكن على الرغم من بعض المخاوف، لا يزال المسؤولون في موسكو يعتقدون بأنه إلى جانب مشروع الدفاع الصاروخي في أوروبا، فإنه من الممكن تحقيق تقدم في اتجاهات أخرى للعلاقات الثنائية بين البلدين. حيث يتوقعون إعادة تفعيل المعاهدة الروسية/ الأمريكية بشأن التعاون في مجال الطاقة الذرية السلمية التي كانت مجمدة من قبل الإدارة الأمريكية كعقوبة لروسيا في أعقاب حربها مع جورجيا في أغسطس/آب 2008. وهناك توقعات بأن يتم إحراز تقدم أيضا في مثل هذا المجال الهام للحد من الأسلحة النووية. وسبب هذه الاعتقادات حقيقة أن أوباما عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ وقد عمل في هذه القضية مع سياسي أمريكي معروف ومتخصص في الحد من التسلح النووي "ريتشارد لوغار". ونظرا لهذا، فمن المتوقع أيضا تكثيف العمل من خلال تمديد وتحسين المعاهدات القائمة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الأسلحة الإستراتيجية. ويعتقد مسئولون في موسكو أن الإدارة الأميركية الجديدة سوف تعزز القضاء على القيود التي تعوق نمو الاستثمارات الروسية لاقتصاد الولايات المتحدة.


وبشكل عام، فإن الساسة في الكرملين يتفهمون أنه حتى في ظل إدارة الرئيس الجديد، فمن الصعب أن ترفض الولايات المتحدة خطط توسيع حلف شمال الأطلسي شرقا وقبول أوكرانيا وجورجيا في الحلف. بيد أن المسؤولين في موسكو يتوقعون ألا يصر أوباما على تنفيذ مشاريع الدفاع الصاروخي في المستقبل القريب، وأن مشكلة قبول أوكرانيا وجورجيا أعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي سوف تتأجل لوقت طويل. ولكن في نفس الوقت يعتقد كثير من المراقبين في موسكو أنه إذا ما أرادت روسيا التوصل فعلا إلى تقدم في العلاقات الثنائية خلال رئاسة أوباما، فعليها العدول عن الخطابات المناهضة لأميركا، والكف عن النظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها أصل كل المصائب والمشاكل في العالم المعاصر.


رؤية أمريكا اللاتينية: أسئلة حول انتخاب أوباما


بقلم: تيلما لوساني


أيقظت انطلاقة باراك أوباما نحو البيت الأبيض, والتي تخطت حدود الزمن المألوف, مجموعة من الأحاسيس المتناقضة بين شعوب أمريكيا اللاتينية ،


الأحاسيس المتناقضة





إذا كان أوباما كفؤاً في هزيمته لهيلاري كلينتون واستطاع الانتصار على جون ماكين فلماذا لا يكون كفؤا في الانتصار على العوائق التي ستتواجد في طريقه؟
وأول هذه الأحاسيس هو المفاجأة، فمن كان يتصور أنه في الولايات المتحدة، حيث العنصرية تدخل في التركيبة الهيكلية لثقافتها, من الممكن لرجل أسود أن يفوز برئاستها؟

وثاني هذه الأحاسيس هو الإعجاب، إذ يبدو أن فوز باراك أوباما يشكل دليلا قاطعاً على أنه في زمن الأزمات, وحين تهتز هيبة الولايات المتحدة وتصل إلى أدنى مستوى لها محلياً ودولياً, كما هو الحال الآن، فإن المجتمع الأمريكي يكون قادراً على إعادة تشكيل ذاته، واختيار طريق جديد مستخدماً الديمقراطية كأداة للتغيير.


أما الإحساس الثالث الذي أيقظه فوز أوباما، فقد كان عدم الاقتناع، حيث بدأ الناس في أمريكا اللاتينية بعد أيام من انتخاب أوباما بتداول نكتة تكشف عن عدم الثقة في أن هذا التغيير سيدوم طويلاً, والنكتة تقول إنه ذات يوم يصل أوباما إلى السماء فيستقبله القديس بطرس سائلاً: من أنت؟ فيجيب "رئيس الولايات المتحدة". فيرد القديس بطرس مندهشا:ً "رئيس أسود في الولايات المتحدة!!.... منذ متى؟" فيرد أوباما: "منذ 20 دقيقة" أي بكلمة أخرى, كم سيدوم في واشنطن رجل قرر تبني سياسة التغيير؟


هنا يبرز الإحساس المتناقض الرابع, ألا وهو الأمل, فلقد كان أوباما كفؤاً في هزيمته لهيلاري كلينتون رغم كل ما كانت تحظى به من دعم طاقم الحزب الديمقراطي، وإذا كان قادراً على الانتصار على جون ماكين بما يتمتع به كسياسي عارف بمؤسسات الدولة وكرجل أبيض، فلماذا لا نعتقد أنه كفؤ للانتصار على العوائق التي ستتواجد في طريقه؟


وتكشف عن هذه الأحاسيس استطلاعات الرأي التي قامت بها كثير من المؤسسات في منطقتنا قبل موعد الانتخابات الأميركية, ففي تشيلي تفشت ظاهرة جاذبية "الشخصية ألأوبامية" حيث أن 80% صرحوا أنه لو كان لهم حق التصويت لصوتوا له، وفي هندوراس 6 من بين كل 10 يفضلون وجوده في البيت الأبيض، بينما أبدت بنسبة 52% في كل من الأرجنتين وجمهورية الدومينيكان نفس الرغبة، ونسبة 41% في كوستاريكا والأرغولي والبرازيل، أما في المكسيك, وهو البلد الذي له دافع عن اتخاذ موقف دفاعي مع جارته فقد وصلت نسبة من فضّلوه إلى 33% في مقابل 6% فقط لمنافسه جونٍ ماكين.


لكن عند ساعة التفكير الجدّي يظهر الإحساس الخامس والأخير, ألا وهو الشك القوي المدموغ بعدم الثقة، فعندما يعرف ويفسر كل من أوباما وشعوب أميركا اللاتينية معنى التغيير, فهل يتكلمون عن ذات المعنى؟ وهل وعود هذا الرجل الديمقراطي تتفق مع تطلعات المنطقة؟


أعتقد أن الإجابة لا تدعو للتفاؤل، فالغالبية العظمى من شعوب أميركا اللاتينية لا تؤمن بأن وصول أوباما إلى البيت الأبيض يعني بالضرورة إحداث تعديل مهم في العلاقات مع واشنطن، لأن انعدام الثقة بواشنطن متأصل في أميركا اللاتينية بسبب تجربتها الطويلة مع الاعتداءات والتدخلات العسكرية الأميركية, المباشرة منها أو غير المباشرة‘ وكذلك بسبب عدم وفاء العديد من الإدارات الأمريكية لبلداننا. وهنا بالطبع علينا القول إنه يوجد عندنا انطباعات ذات صبغة خاصة عن هذه الإدارات وقد لا تتوافق مع انطباعات باقي بلدان العالم.


ولا شك أن إدارة بوش كانت واحدة من أكثر الإدارات إيذاءً للسياسة المحلية والدولية, فخلال ولايته خرقت الولايات المتحدة قوانين دولية ذات وزن كبير مثل معاهدة جينيف حول أسرى الحرب, وغيرّت أحكامها العسكرية مبتدعة مقاييس ذات أثر خطير على مستقبل البشرية, مثل "الحرب الوقائية" وخرق الحريات المدنية لشعب الولايات المتحدة الأمريكية, وغيرها من السياسات المدمرة، ولا احد يمكنه إنكار مسؤولية تلك الحكومة عن اللازمة الاقتصادية والمالية الحالية.


ولكن من جهة أخرى استطاعت أميركا الجنوبية خلال تلك الإدارة أن تتقدم خطوة من أهم الخطوات في تاريخها، فأغلب هذه الدول انتخبت خلال العقد الجديد رؤساءً طوّروا سياساتهم الذاتية ودافعوا عن السيادة الوطنية وتخلوا عن الطاعة التقليدية لواشنطن، ليتبنوا رؤية أمريكيا لاتينية في العلاقات الخارجية, وقد استطاع ثلاثة أو أكثر من رؤساء اليسار أو يسار الوسط، ولأول مرة في تاريخ تلك المنطقة، أن يتموا فترة حكمهم بشكل متزامن.


وهذا التقدم لهذه الدول له سببان بارزان من بين أسباب متعددة لتفسيره، أولهما تناقص سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة، وانشغالها في حربي أفغانستان والعراق. أما الثاني فهو رد فعل مجتمعات أمريكيا اللاتينية على سياسة السوق الحرة المفروضة عليها في التسعينات خلال فترتي حكم بيل كلينتون، اللتين تركتا ظلالا من الفقر والدمار، فكانت النتيجة انتخاب الرؤساء الجدد لتبنيهم سياسات رافضة لليبراليه الجديدة.


أوباما وأسئلة التغيير





قدمت كل من الأرجنتين والبرازيل استفساراً رسمياً حول أهداف هذا الأسطول فيما اعتبرت فنزويلا التواجد البحري الأمريكي بمثابة تهديد
وبالعودة لأوباما والتغيير يطرح السؤال الكبير نفسه, ماذا يريد، وماذا يستطيع أوباما فعله لتغيير الإرث الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي سيتلقاه بعد ثماني سنوات من سياسة المحافظين الجدد, خاصة وأنه يتمتع بالتفاف شعبي قوي، وبسيطرة ديمقراطية في الكونغرس بمجلسيه؟

والجدير بالذكر أن أوباما كرر في أوائل تصريحاته كرئيس منتخب أنه قد يغلق واحدة من القواعد العسكرية التي خرق الأمريكيون بها حقوق الإنسان بشكل منتظم, ففي البرنامج التلفزيوني 60 دقيقة قال :"لقد قلت تكراراً إنني سأغلق القاعدة العسكرية في غوانتانامو, وهذا ما سأفعله, الولايات المتحدة لا تعذب, سأتأكد من ذلك. وسيشكل ذلك جزء من الجهود المبذولة لاستعادة المستوى الأخلاقي لبلادنا".


ويرد تساؤل حول ما إذا كان أوباما مستعداً للتخلي عن مفهوم "الحرب الوقائية" الذي طرحه سلفه جورج بوش في سبتمبر/أيلول من عام 2002؟ وواقع الحال أن إعلان أوباما في تصريحاته عن نيته توسيع الحرب في أفغانستان تشير إلى الإجابة بالنفي وأنه غير مستعد للقيام بذلك.


ويحتاج إلى إجابة أيضا السؤال التالي، هل يستطيع أوباما إعادة ترتيب درجات وسلطات المؤسسات بحيث يعطي المؤسسات الدبلوماسية سلطة تعلو على سلطة المؤسسة العسكرية؟


خاصة وأنه في العقود الأخيرة نمت قوة البنتاغون وعلت فوق دوائر الدولة الأخرى فيما يتعلق بصنع القرارات الإدارية العسكرية التي كانت في السابق تتطلب موافقة الكونغرس, أما الآن فالأمر ليس كذلك. وهذا التغير في واشنطن جاء نتيجة تغير المعادلة الدولية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتطور سياسة القطب الواحد (أمريكا) القائمة في مفهومها السلطوي على قوة عالمية وحيدة.


أما فيما يتعلق بعلاقة واشنطن بأميركا اللاتينية، فقد انطلق الأسطول الرابع الأميركي مبحراً من جديد بعد 48 عاماً من توقف نشاطه، فمنذ الأول من يوليو/ تموز من عام 2008 وهو يمخر في مياه أميركا اللاتينية لأهداف إنسانية بحسب زعم كبار قادته.


وقدمت كل من الأرجنتين والبرازيل استفساراً رسمياً حول أهداف هذا الأسطول, فيما اعتبرت فنزويلا التواجد البحري الأمريكي بمثابة تهديد، أما المحللون في أمريكيا اللاتينية فقد اتفقوا على أن التواجد العسكري في منطقة خالية من الأسلحة نووية ولا مشاكل فيها على نطاق واسع، هو أمر غير مبرر، إلا إذا كانت واشنطن تسعى من وراء ذلك إخافة الحكومات "الثائرة"، أو أن لها أهدافا إستراتيجية إقليمية تتعلق بوفرة الموارد الطبيعية في المنطقة.


وللإشارة في هذا الصدد، فقد كان الرئيس الإكوادوري رفائيل كورّيا أعلن عن عدم تجديد تأجير القاعدة العسكرية في "مانتا" للولايات المتحدة, وهي المنطقة الإستراتيجية التي يستطيع البنتاغون منها السيطرة, ليس فقط على منطقة الأمازون الغنية فحسب، بل على كل التحركات في المنطقة, بل وانطلاقاً منها يستطيع أن يغزو اغلب بلدان أميركا الجنوبية لو قرر ذلك.


وهنا يأتي سؤال جديد،هل يستطيع الرئيس الجديد أن يغير قرار البنتاغون ويعيد تفكيك الأسطول الرابع؟ إلى أي مدى يستطيع أوباما أن يبعد تأثير المؤسسة العسكرية عن السياسة الخارجية لبلاده, وما الذي يحد من قدرته على ذلك؟


وماذا سيكون سلوك حكومته الجديدة تجاه كولومبيا؟ هل ستواصل اختيارها للرئيس الفارو أوريبه كزعيمها الرئيس في أمريكيا الجنوبية بالرغم من فضائح الفساد وخرق حقوق الإنسان الذي يلطخ حكومته؟ هل ستستمر في مؤازرة أوربيه في سعيه لإعادة انتخابه للمرة الثالثة -بخلاف ما نص عليه الدستور الكولومبي– ببساطة ودون أي تعليق فقط لكونه أمر يتعلق بحليف؟


وهل سيستأنف الحوار مع بلدان أخرى ورؤساء يطبقون سياسات ذاتية مستقلة في علاقاتهم مع واشنطن مثل الفنزويلي هوغو شافيز أو الأكوادوري كورّيا؟ هل سيحافظ على سياسة المكافأة والعقاب التي اتّبعها بوش الذي كانت هنالك, بالنسبة له، بلدان "جيدة" مثل تشيلي والبرازيل وأخرى "سيئة" مثل فنزويلا, إكوادور, بوليفيا, نيكاراغوا و كوبا؟


وبالنسبة للأخيرة أي كوبا هل سيضع أوباما نهاية للمقاطعة المخزية التي تحاصر الجزيرة منذ عام 1962؟ هل سيخفف من الإجراءات بحيث تصل إلى مستوى يسمح بإقامة نوع ما من العلاقات الدبلوماسية؟


حيث أنه وللعام السابع عشر على التوالي وبأغلبية ساحقة مكونة من 185 بلدا من أصل 192 صوتوا في 29 ديسمبر/ كانون أول من عام 2008 في هيئة الأمم المتحدة لصالح رفع العقوبات الاقتصادية عن الشعب الكوبي، فقط الولايات المتحدة وإسرائيل وبالاو صوتوا ضد القرار.


هذا وقد سبق لأوباما أن اعترف خلال حملته الانتخابية أن السياسة الأمريكية تجاه كوبا "قد فشلت"، وأكد أن "أي نجاح لم يتحقق بكوبا معزولة " وأضاف لاحقاً "أن هدفه النهائي هو التطبيع خطوة خطوة".


كما وعد بعد أسابيع بإحداث تغيير في القوانين التي تحكم إرسال كوبيي الولايات المتحدة أموالا إلى ذويهم في كوبا، أو تقيد السفر إليهم، وقال في هذا الشأن: "الأمر يتعلق بقرار إستراتيجي وإنساني, سأمنح الكوبيين الأمريكيين حقا غير محدود في زيارة عائلاتهم وإرسال نقود إليهم في الجزيرة" وهذه إجراءات كان بوش قد تشدد فيها.


وانطلاقا مما سبق فإنه يتوجب على أوباما إعادة التفكير في سياسة بلاده نحو كوبا إذا كان يبحث عن تغيير صورة بلاده أمام العالم, وهناك الكثير من الأصوات في الولايات المتحدة التي تدعو إلى ذلك, ويبدو أن الظروف السياسية مواتية , ليس فقط بسبب الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس بمجلسيه, ولكن بسبب التغيير الذي حصل في الجزيرة أيضا, حيث عرض راؤول كاسترو منذ أن استلم الحكم من أخيه فيدل, بصراحة وصدق على البيت الأبيض التفاهم والحوار.


أخيرا, إن الولايات المتحدة ستبقى مع ما يزيد على ربع الإنتاج الإجمالي العالمي وبميزانية تساوي ما تصرفه باقي دول العالم، ولسنين عديدة، البلد ذا الوزن الأكبر في السياسة الدولية.


لهذا السبب فإن نموذج هذا البلد أساسي للتوازن السلمي في كوكب الأرض، ومن المرغوب فيه جداً أن يبذل الرئيس الجديد جهوداً للاندماج في المجتمع الدولي وتوقيع المعاهدات، مثل معاهدة كيوتو (للتغير المناخي) أو محكمة الجزاء الدولية، فهذا قد يساعد واحداً من الأهداف الرئيسة التي يقترحها أوباما، ألا وهي تغيير التركيبة الأخلاقية وصورة بلده في العالم.
_______________
مدير المؤسسة الوطنية الصينية للدراسات
كاتب ومحلل سياسي روسي
مركز الجزيرة للدراسات
كاتبة صحفية بصحيفة كلارين الأرجنتينية