اليسار العربي.. تفكك أم إعادة تشكل؟

بسقوط الاتحاد السوفييتي بدأ اليسار العربي يبحث عن خيارات تختلف عن نهجه خلال الحرب الباردة، فانعطف جزء منه متحالفا مع القوة الأمريكية الصاعدة وأنظمة الحكم المحلية، واستمرت قطاعات من اليسار تواجه الهيمنة الإمبريالية وهنا تطرح بعض الأسئلة يحاول هذا المحور الإجابة عليها
deebd63f6b0a4ac2a1654c2828f98a5f_18.jpg
اليسار العربي.. تفكك أم إعادة تشكل؟ (الجزيرة)

مع بداية تسعينات القرن الماضي سقط الاتحاد السوفيتي وانهار معه النظام الاشتراكي فدخل السياسيون وأحزاب اليسار العربي في منعطف جديد بعد أن فقدوا المظلة الدولية التي كانوا يحتمون بها.

في هذا السياق بدأ اليسار العربي يبحث عن خيارات جديدة تختلف عن تلك التي كانت منتهجة خلال حقبة الحرب الباردة، وقد نحت أطراف من اليسار نحو الانعطاف بالكامل من التحالف مع الاتحاد السوفياتي إلى التحالف مع القوة الأمريكية الصاعدة وحتى أنظمة الحكم في المنطقة، في حين استمرت قطاعات أخرى من اليسار في مواجهة ما تسميه بالهيمنة الإمبريالية والتسلط الرأسمالي. وهنا تطرح جملة من الأسئلة

هل ما فعله اليساريون العرب كان خيارا وجيها ومشروعا لتجنب مصير التفكك والتهميش، والبحث عن منظومة قيم جديدة يحتمون بها بعد فقدان السند الدولي أم أنه خيار مغامر وخاطئ؟ هل تحول اليساريون العرب فعلا من مناضلين ضد الإمبريالية إلى مهادنين للغرب إلى متحالفين معه؟ وهل تحولوا من معارضين لأنظمة الاستبداد العربي إلى مساندين لها تحت دعاوى حماية قيم الحداثة والتقدم في مواجهة التهديد "الأصولي"؟

هل هذا التحالف مع أمريكا والغرب يساعد فعلا على تثبيت الديمقراطية في الدول العربي أم أن هذا التحالف سيبعد اليسار العربي عن الجماهير التي طالما قالوا إنهم ممثلون لها؟ هل من الممكن لليسار العربي أن يعيد بناء تحالفاته السياسية مع التيارات الأخرى المناهضة لمشروع الهيمنة الغربي مثل القوميين والإسلاميين؟ وهل يمكن لليسار العربي أن يستفيد من المشروع اليساري الراهن في أمريكا اللاتينية؟

اليسار العربي من خلال تجربة الحزب الشيوعي السوداني

يذهب الباحث السوداني البوفسيور عبد الله علي إبراهيم إلى أن بعض الباحثين يرى أن الأحزاب الشيوعية العربية قد أرتج عليها بعد تهافت الاتحاد السوفيتي غير أن هذا القول لا ينطبق بحذافيره على الحزب الشيوعي السوداني على الأقل فهو شديد الاعتزاز بمنشئه الوطني قبل الشيوعي...

 

اليسار العربي بين ضغوط التفكك ومتطلبات إعادة التشكل

يرى الباحث المصري محمود حافظ أن اليسار العربي جابه مع تفكك الاتحاد السوفيتي إحباطا فوق إحباط ومع ذلك يبقى مالك القدرة على قراءة الواقع العالمي وهو يعي تماما أن المستقبل له فكما نجح اليسار في أمريكا اللاتينية من تحقيق مكاسبه المحقة وتحوليه الحكم ديمقراطيا فإن على اليسار العربي إعادة ترتيب بيته طبقا للمعطيات القديمة والجديدة...