![]() |
تلعب الطبقة الوسطى في المجتمعات الحديثة دوراً أساسيا في حفظ التوازن بين طبقات المجتمع في ظروف بعينها، فهي التي تقود حركة التنوير وتنتج الأفكار وتحافظ على القيم وتطورها كما ينبغي، وتقيم التنظيمات السياسية المتعددة التي تحافظ على التعددية انطلاقاً من إيمائها بالديمقراطية.
وهي الأقدر على توفير مناخ للحوار بين فئات المجتمع وحماية التفاعل بينها وتخفيف الاحتقان وتأكيد مبادئ التفهم والتفاهم، وصيانة الحراك الاجتماعي وحماية منظمات المجتمع المدني ومؤسساته، وتحقيق الاستقرار والاطمئنان في المجتمع، لكن ما يلاحظ اليوم انكماش الطبقة الوسطى بسبب اتساع دائرة التهميش والفقر من جهة وظهور طبقات طفيلية جديدة في أعلى السلم على حساب الطبقة الوسطى.
ولكن لماذا تآكلت الطبقة الوسطى العربية وتناقص عدد المنتمين إليها بعد أن ظهرت بوادرها في بدايات القرن الماضي؟ وما تأثير السياسات الاقتصادية الجديدة على حجم ودور هذه الطبقة؟ ما أسباب فشل مشروعها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وتحولها إلى طبقة دنيا؟ هل يمكن للطبقة الوسطى في العالم العربي أن تستعيد دورها؟ وكيف يمكن أن تكون هذه الطبقة حاملة مجددا لمشروع التطور والنهوض المتوازن في العالم العربي؟
الطبقة الوسطى العربية: النشأة، التحولات، الوضع الراهن

في رثاء الطبقة الوسطى.. جدل الانمحاء والممانعة

![]() |