إستراتيجيات إضعاف قوة العقيدة
إستراتيجيات إضعاف قوة التجذر الشعبي للمقاومة
إستراتيجيات إضعاف قوة الروابط الإقليمية
عنوان الكتاب: |
تعرف إسرائيل الحقيقة الأبدية التي لا تتغير ولا تتبدل بشأن حركات المقاومة والتحرر الوطني وهي أنه يستحيل اجتثاثها أو إخمادها قبل إعلان بيان التحرير وجلاء المحتل. ولهذا فإن أقصى ما تأمله السياسة الصهيونية هو أن تضعف المقاومة التي تواجهها سواء في لبنان بقيادة حزب الله، أو في فلسطين بقيادة حماس.

"داني بركوفيتش" واحد من كبار الخبراء الإستراتيجيين في إسرائيل، وقد وضع كلمة "الهيدرا" في عنوان كتابه المذكور ليلخص فكرته الرئيسية التي ينطلق منها في بناء رؤية إستراتجية للتعامل مع المقاومة التي تواجه إسرائيل.
اهتم بركوفتش كثيراً في الفصلين الأول والثاني من الكتاب برصد وتحليل عناصر قوة المقاومة عند حزب الله، ثم انتقل في الفصلين التاليين لمناقشة كيفية إضعاف كل تلك العناصر. ويمكن إيجاز ما رصده في ثلاثة عناصر أساسية هي:
- قوة العقيدة والإيمان، التي ينتج عنها التمسك بالمقاومة بأي ثمن.
- قوة التجذر الشعبي للمقاومة وقدرتها الكبيرة على التوسع الاجتماعي.
- قوة الروابط الإقليمية بين جماعات المقاومة وبعض الدول العاصية (أو دول محور الشر بالتصنيف الأمريكي) مثل إيران وسوريا.
كل عنصر من تلك العناصر يحتاج -بحسب الرؤية الإستراتيجية الصهيونية- إلى وسيلة أو أكثر لخفض قوته إلى أدنى حد. وبحاصل جمع الضعف في كل منها، يمكن التوصل إلى الهدف الاستراتيجي الأساسي وهو "إضعاف المقاومة".
ما السياسات والإجراءات التي يقترحها بركوفتش لإضعاف العناصر الثلاثة لقوة المقاومة؟ هذا هو موضوع الفصلين الثالث الرابع من الكتاب، إضافة إلى خاتمته، وملحق السيناريوهات التي ترسم ملامح الصورة المحتملة لتطور المقاومة في مواجهة إسرائيل.
يتعقب داني بركوفتش مفردات قوة العقيدة والإيمان محاولاً التعرف على أسرار فعاليتها وخاصة عندما تتحول إلى أعمال وإنجازات على الأرض.
أحد أهم هذه المفردات التي تنبع من قوة العقيدة والإيمان هو "الاستشهاد"؛ فالاستشهاد هو الذي يترجم قوة العقيدة وينقلها من المستوى النظري المجرد إلى المستوى التطبيقي المتعين في زمان ومكان محددين. وعلى أساس هذه العقيدة بنت المقاومة طموحها لتحرير جنوب لبنان، وتبني طموحها لتحرير فلسطين وممارسة الجهاد إلى حين زوال إسرائيل، هكذا يلخص المؤلف إدراكه لعقيدة الاستشهاد.
" أراد المؤلف أن يقول بشكل غير مباشر إن النبع الذي ينتج ثقافة المقاومة والجهاد ويغذي عقيدة الاستشهاد يجب تجفيفه قدر المستطاع عبر تحليل كثير من وقائع الصراعات المتفجرة في المنطقة ومع التركيز على إبراز التناقض بين ما يسميه "المعسكر العربي السني"، و"محور الهلال الشيعي" " |
النبع الذي ينتج ثقافة المقاومة والجهاد ويغذي عقيدة الاستشهاد يجب تجفيفه قدر المستطاع؛ نظرياً وعملياً. هذا ما أراد المؤلف أن يقوله بطرق غير مباشرة، وعبر تحليل كثير من وقائع الصراعات المتفجرة في المنطقة، مع التركيز بشكل واضح على إبراز التناقض بين ما يسميه داني بركوفتش "المعسكر العربي السني"، و"محور الهلال الشيعي".
ففي رأيه أن من مصلحة إسرائيل أن يدرك المعسكر العربي السني مجريات المقاومة في لبنان باعتبارها شهادة خطيرة على التهديد الإيراني/ الشيعي للشرق الأوسط. ومن المهم لإسرائيل إستراتيجيا أن يقوم هذا المعسكر "السني بتصوير حزب الله على أنه عميل إيراني يسعى لنشر المذهب الشيعي".
ومن الأساليب التي يقترحها أيضاً: دق إسفين في الهلال الشيعي بإخراج سوريا منه عبر إغرائها ببعض الحوافز إن هي تخلت عن حزب الله، ويجب أن تكون الحوافز مجزية لسوريا إلى الحد الذي لا تجد معه مناصاً من تفضيلها والتضحية بحزب الله.
العراق وفلسطين هما من أهم هذه البؤر الملتهبة خارج لبنان ويسعى حزب الله لتوظيفها في المعركة الإقليمية الواسعة التي تستهدف إضعاف إسرائيل أيضاً. ولهذا فإن إسرائيل ذاتها ترى أن أي نجاح يحققه حزب الله على هاتين الساحتين ليس من شأنه إضعافها هي فحسب، وإنما يضعف أيضاً تأثير الولايات المتحدة، ويزعزع "الأنظمة السنية" الحليفة لها في المنطقة.
ويرى المؤلف أن من مصلحة إسرائيل أن تنتقل الحركات الجهادية/السنية من العراق إلى لبنان لتدخل على خط الانقسام الطائفي المذهبي السني/الشيعي. وبذلك تظهر أهم حركات المقاومة في حالة تنازع على أساس مذهبي، وهذا يؤدي إلى تضعضع "قوة العقيدة" لديهما معاً، ولدى الدوائر المحيطة بهما، وأيضاً لدى الأجيال الجديدة.
هنالك، وهنالك فقط تكون إسرائيل قد أنجزت هدفاً إستراتيجياً يدعم أمنها القومي بإضعاف قوة العقيدة بشكل عملي.
بركوفتش ينبه إلى أن حزب الله يعطي أهمية كبيرة جداً للمعركة على الوعي، أكثر -أحياناً- من اهتمامه بالمصادمات العسكرية، ولهذا استثمر قسماً كبيراً من موارده في بناء إمبراطورية إعلامية(قناة فضائية -محطة إذاعية- مواقع إنترنت بعدة لغات بما فيها العبرية، وصحف، وكتب، ونشرات مختلفة)، وهذا ما يسبب إزعاجاً كبيراً للطرف الصهيوني لأنه يكسر احتكاره التقليدي لرواية الصراع من طرفه فقط. وبكسر هذا الاحتكار فإن العالم ستكون لديه رواية أخرى مختلفة ومليئة بالمعرفة والمعلومات الدقيقة عما يجري في صراعه مع قوى المقاومة في المنطقة، ومن ثم ينكشف زيف الرواية الصهيونية، وتسقط مصداقيتها لدى الرأي العام العالمي الذي بدأ يستمع لوجهة النظر الأخرى.
نجاح حزب الله في "معركة الوعي"، شجع حماس وقوى المقاومة الفلسطينية على الشروع في بناء قاعدة إعلامية تتسع يوماً بعد يوم، وتتسم بالجدية والموضوعية، حتى إن فضائية الأقصى وفضائية القدس اللتين أنشأتهما حماس والمقاومة الفلسطينية قبل فترة وجيزة، وفي ظروف بالغة الصعوبة؛ أحرزتا تفوقاً كبيراً من الناحية التقنية والاحترافية على كثير من القنوات الفضائية العربية التي صار لها عشرات السنوات، رغم توافر الكفاءات والموارد بأضعاف أضعاف ما هو متيسر لفضائيتي الأقصى والقدس.
" يرى بركوفتش أن من مصلحة إسرائيل أن تنتقل الحركات الجهادية السنية من العراق إلى لبنان لتدخل على خط الانقسام الطائفي المذهبي السني الشيعي " |
قوة العقيدة هي الزاد الأساسي الذي تتغذى عليها المقاومة وتضمن لها الانتصار في "معركة قوة الوعي". والاقتراح الذي يناقشه المؤلف هو ضرورة إعادة إنتاج صورة لقوى المقاومة (أحزاب، وحركات، وقادة، ونشاطات...) من منظور طائفي مذهبي شيعي/سني.
يعبر المؤلف -في أكثر من موضع من الكتاب- عن انزعاجه من أن المقاومة صارت لها اليد العليا في المعركة على الوعي التي تخوضها ضد إسرائيل. وينبه بشدة إلى أن "قوة العقيدة" ليست مجرد كلام نظري، وإنما هي طاقة معنوية تتحول بسرعة وبنجاح كبير إلى قوة قتالية. ويؤكد مراراً وتكراراً على أن المقاومة -اللبنانية والفلسطينية- باتت على يقين من أن انتصارها في المعركة على الوعي، يمكن أن يحسم المعركة كلها.
ويذكر بركوفتش مثالاً على نجاح المقاومة في معركة الوعي لدى قطاعات جماهيرية واسعة من الرأي العام العالمي بالرواية التي يبثها الإعلام المقاوم مستندة إلى حجج قوية وواقعية تؤكد على أن رد فعل إسرائيل غير تناسبي، وكونها هي المهاجم، وأن أعمالها غير شرعية، وأنها قابلة للهزيمة، وهزمت فعلاً. فكرة بيت العنكبوت التي تبناها حزب الله -مثلاً- في حرب يوليو/ تموز أزالت الهالة من حول الجيش الإسرائيلي، وعززت الأمل في تحرير القدس كما يقول المؤلف.
ما يقوله بركوفتش من أن المقاومة صارت لها اليد العليا في المعركة على الوعي فيه كثير من المبالغة والتهويل من حجم الإعلام المقاوم.
وهذه المبالغة مفهومة من منظور المقارنة بين وضع الاحتكار الصهيوني لرواية مجريات الصراع وتشكيل الوعي لدى الرأي العام العالمي، والوضع الجديد الذي بدأت المقاومة تحقق فيه بعض الإنجازات لكسر هذا الاحتكار. وهذه إحدى المعارك الإستراتيجية الكبرى التي لن تنتهي في الأجل القريب.
إستراتيجيات إضعاف قوة التجذر الشعبي للمقاومة
إضعاف قوة التجذر الشعبي للمقاومة وتقويض قدرتها على التوسع الاجتماعي، مسألة بالغة الأهمية من المنظور الإستراتيجي. وهي تتطلب أن تتبنى إسرائيل مجموعة سياسات تؤدي إلى أن "يكره المجتمع مقاومته" وينبذها، ويحملها مسئولية تدهور أحواله المعيشية.
" قوة العقيدة هي الزاد الأساسي الذي تتغذى عليها المقاومة وتضمن لها الانتصار في "معركة قوة الوعي". والاقتراح الذي يناقشه المؤلف هو ضرورة إعادة إنتاج صورة لقوى المقاومة (أحزاب، وحركات، وقادة، ونشاطات...) من منظور طائفي مذهبي شيعي/سني " |
ويمكن أن يتحقق ذلك عبر إستراتيجية ذات أبعاد وأدوات متنوعة تشمل: فرض الحصار الاقتصادي والتجويع، والتهجير، وتوجيه الضربات العسكرية للجسد المدني بحجة وجود المقاومة، وتكثيف التغطية الإعلامية التي تبرر الضرب والحصار بوجود المقاومة بحجة الدفاع عن النفس، مع دمغ المقاومة دائماً بوصف الإرهاب؛ حتى يمكن عزلها عن محيطها الاجتماعي، وحرمانها منه كحاضنة طبيعية لها.
وفي هذا السياق يؤكد بركوفتش على أن الثروة الأساسية لحزب الله تتمثل في الدعم المجتمعي له، وإن كان المؤلف يحاول أن يحصر هذا الدعم في الطائفة الشيعية، ويرى أنها تحولت إلى الطائفة الأقوى خلال السنوات الأخيرة؛ بدلالة المؤشرات الديمغرافية؛ حيث تمثل ثلث سكان لبنان، ويحذر من أنها قد تشكل الأغلبية في المستقبل القريب.
ويرى أن دعم هذه الطائفة هو بطاقة دخول حزب الله في الشرعية السياسية للنظام اللبناني القائم على أساس المحاصصة الطائفية بحكم الدستور والقانون، ولهذا فإن نجاح حزب الله في توسيع مشاركته في إعادة هيكلة النظام السياسي اللبناني سيكرس تجذره الاجتماعي، ويزيد من قدرته على التوسع الشعبي.
إن أخطر إنجاز يمكن أن تحققه المقاومة على الصعيد الاجتماعي هو شبكة المشروعات الخدمية الواسعة التي -كما يقول بركوفتش- محت الخدمات التي كانت تقدمها العائلات الكبيرة، أو المؤسسات الحكومية، أو شبه حكومية. وهذا هو السر الأكبر الذي يفسر قدرة المقاومة على التوسع الاجتماعي، وكسب الولاءات من التكوينات التقليدية العشائرية والعائلية. ويرى المؤلف أن الطريق لا تزال طويلة أمام إسرائيل حتى تشهد معارضة سياسية أو رفض اجتماعي واسع للمقاومة طالما استمرت شبكاتها الاجتماعية والخدمية والإنسانية ناجحة وفعالة.
" إضعاف قوة التجذر الشعبي للمقاومة مسألة مهمة في الإستراتيجية الإسرائيلي وتتطلب تبني إسرائيل سياسات تؤدي إلى أن "يكره المجتمع مقاومته" وينبذها، ويحملها مسئولية تدهور أحواله المعيشية " |
النجاح على الصعيد المجتمعي، يدعو إلى اشتقاق إستراتجية تهدف إلى تقويض النشاطات الخدمية والمشروعات المدنية التي تدعمها المقاومة، أو يجري توجيهها لدعم المقاومة، دون الالتفات إلى كون هذه المشروعات ذات طابع "إنساني"، أو "مدني"، أو "خدمي". وتجد إسرائيل باستمرار أن تحملها لانتقادات جماعات حقوق الإنسان، ومنظمات الإغاثة الإنسانية بما فيها منظمات الأمم المتحدة، أهون وأقل تكلفة من سلبيات الإبقاء على تلك النشاطات في الأجلين المتوسط والبعيد.
الأمر نفسه ينطبق على حالة المقاومة الفلسطينية، وبخاصة حركة حماس، التي تزداد قدرتها على التوسع الاجتماعي في صفوف الشعب الفلسطيني، ليس فقط في داخل الأراضي المحتلة، وإنما في أغلب مخيمات الشتات في الخارج. وكلما زادت قوتها الاجتماعية، قلت فرص تطويعها ودمجها بسهولة في مسار العملية السلمية بالمنظور الأمريكي الإسرائيلي، وضعفت احتمالات طيها داخل النظام السياسي الفلسطيني الذي حددت معالمه اتفاقيات أوسلو.
وقد زاد استعصاء المقاومة الفلسطينية على الاستيعاب في العمل السياسي وفق شروط سلطة أوسلو بعد فشل العدوان الإسرائيلي في تحقيق أهدافه من عدوانه على غزة، وخروج المقاومة أكثر شعبية، وأكثر التحاماً مع مجتمعها. وهذا هو سر تركيز إسرائيل على تشديد إجراءات الحصار، والتجويع، واستهدافها الدائم في عدوانها على غزة للبنى الخدمية والمشروعات التعليمية والصحية والاجتماعية كي تحرم المقاومة من التأييد الشعبي، وتفقدها القدرة على التوسع الاجتماعي.
إضعاف قوة الروابط الإقليمية للمقاومة فيكون عن طريق تقديم إغراءات، أو تهديدات للأطراف الإقليمية الداعمة للمقاومة (سوريا وإيران)، وزيادة محتويات سلة الحوافز أو التهديدات التي تجعل هذه القوى تفضل القبول بالسلة الأكثر فائدة والأقل ضررا لها.
" إضعاف قوة الروابط الإقليمية للمقاومة يكون عن طريق الإغراءات، أو تهديدات للأطراف الإقليمية الداعمة للمقاومة (سوريا وإيران)، وزيادة محتويات سلة الحوافز أو التهديدات التي تجعل هذه القوى تفضل القبول بالسلة الأكثر فائدة والأقل ضررا لها " |
مجمل المناقشات المسهبة التي أجراها المؤلف بالنسبة لكيفية فك روابط المقاومة مع سوريا تؤكد على أن إسرائيل قد جربت عدة وسائل، ولكنها لا تزال لديها شكوك حيال قدرة سوريا على المساهمة في إزالة تهديد حزب الله عن إسرائيل مقابل إعادة هضبة الجولان وجلاء الاحتلال عنها. أي أن إسرائيل تبدي استعدادات للخروج من الجولان مقابل إنجاح إستراتيجيتها لإضعاف المقاومة اللبنانية.

" المس بعلاقة المقاومة بإيران يبدو في النظرة الإستراتجية الإسرائيلية أكثر فائدة؛ لأن العلاقة مع إيران لا تمنح المقاومة جبهة خلفية إستراتيجية وشبكة أمان مادي فحسب، وإنما لأن المقاومة ليس أمامها خيارات بديلة لها ذات قيمة " |
أقصر الطرق للمس بعلاقة المقاومة ـ وأفضلها استراتيجيا لإسرائيل ـ هو سقوط النظام الإسلامي في إيران، بناء على فرضية أن النظام الذي سيخلفه سيكون مختلفاً وأقل تطرفاً، وأنه يمكن لسياسة العقوبات والضغوط على إيران أن تؤثر على سياساتها تجاه حزب الله والمقاومة الفلسطينية. ولكن بركوفتش ينتهي إلى أنه رغم أن مشكلة تغيير النظام في إيران تشغل الساحة الدولية، وبشكل خاص الولايات المتحدة، التي تخشى من آثار وجود جمهورية إسلامية نووية؛ إلا أنه توجد حالة من عدم اليقين تتعلق بإنضاج مسارات التحريض في الساحة الإيرانية الداخلية؛ الأمر الذي يجعل معقولية تغيير استراتيجي كهذا منخفضة، ولإسرائيل تأثير ضعيف إلى حد كبير في تقوية هذه المسارات.

حصيد هذه الدراسة الإستراتيجية يركزه المؤلف في خمس سيناريوهات، يصعب جداً اجتزاؤها، أو تقديم خلاصة لها، وليس أفضل من قراءتها بتفاصيلها في الكتاب لنعرف الإجابة النهائية التي يقدمها المؤلف على التساؤل الذي بدأ به وهو "هل يمكن قطع رؤوس الهيدرا؟"

_______________