وجهتا نظر: سلاح حزب الله، سلاح ميليشيا أم مقاومة؟

يعرض مركز الجزيرة للدراسات وجهتي نظر تتناولان بالتحليل موضوع سلاح حزب الله ودوره في الدفاع عن لبنان أو في إعاقة بناء الدولة، وذلك وفقًا لرؤيتين مختلفتين شائعتين.
201432410621392734_20.jpg
(الفرنسية)

طُرح سلاح حزب الله في سياق مناقشة "الاستراتيجية الدفاعية" عن لبنان على "طاولة الحوار الوطني" في مارس/آذار 2006، بعد أن شهدت الساحة اللبنانية انقسامًا حادًا حول هذا السلاح الذي تصفه قوى 8 آذار والمؤيدون لها بأنه "سلاح مقاومة" وأنه شرعي ووطني، في حين تصفه قوى 14 آذار والمعارضون له بأنه "سلاح غير شرعي" و"سلاح ميليشيا". وقد دعا مؤخرًا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان "الحوار الوطني" للانعقاد في نهاية شهر مارس/آذار 2014 لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وموضع سلاح حزب الله منها، مع العلم بأن جولات سابقة منه قد انعقدت لمناقشة الموضوع نفسه عامي 2008 و2010 ولم تحرز أي تقدم.

في هذا السياق يعرض مركز الجزيرة للدراسات وجهتي نظر تتناولان بالتحليل موضوع سلاح حزب الله ودوره في الدفاع عن لبنان أو في إعاقة بناء الدولة، وذلك وفقًا لرؤيتين مختلفتين شائعتين، كالتالي:

 

1- سلاح حزب الله: اشتباك داخلي وإقليمي 
طلال عتريسي - أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية
 منذ العشرينات وحتى قبل الاستقلال كان لبنان -ولا يزال- شديد التأثر أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة بما يجري حوله من تحولات، وقد لعبت التوازنات الإقليمية، والإقليمية-الدولية على الدوام أدوارًا "مختلفة وعبر التدخل المباشر في حل أو تعقيد أو إثارة الكثير من القضايا ذات الطابع الداخلي السيادي، مثل انتخاب رئيس الجمهورية الذي يحصل التوافق عليه خارج لبنان أولاً"، أو مثل تسمية رئيس للحكومة، أو إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، أو نزع السلاح الفلسطيني، أو الموافقة على اتفاق القاهرة عام 1969 لمنح الفدائيين الفلسطينيين مراكز ومواقع ومعسكرات في جنوب لبنان، إلى تأجيل تشكيل الحكومة، ثم الموافقة على تشكيلها.. مرورًا "باتفاق الدوحة 2008 وقبله اتفاق الطائف 1989"، وصولاً إلى سلاح حزب الله، وهو الذي يتناغم البعد الداخلي مع البعد الإقليمي في نشأته من جهة، وفي الاعتراض اللاحق عليه وعلى المقاومة من جهة ثانية، كما في معظم تلك القضايا المشار إليها... المزيد

 

 2- هالة "المقاومة" التي نسجها "حزب الله" حول سلاحه 
وسام سعادة - أستاذ في جامعة القديس يوسف في لبنان

ابتدع "الاتحاد الأوروبي" تمييزًا يبدو "ميتافيزيقيًا" بعض الشيء بين ما أسماه جناحين عسكري وسياسي من "حزب الله"، مكتفيًا بتصنيف الجناح العسكري "إرهابيًا" دون الجناح السياسي، وغير مكترث باستهزاء "حزب الله" نفسه بهذا التصنيف، وإجماع سائر اللبنانيين معه على أنه تصنيف لا يمكن أن يؤخذ به؛ حيث إن العلاقة بين ما هو عسكري-أمني وبين ما هو سياسي واجتماعي ليست تستعيد في حالة "حزب الله" ثنائية التفريق بين "الجيش الجمهوري الأيرلندي" وبين جناحه السياسي "الشين فين".  

في المقابل، يرزح الاجتماع اللبناني منذ أكثر من عقدين تحت "تثنية" لا تقل ميتافيزيقية، بين "حزب الله" من حيث هو "حزب الله"، وبين "حزب الله" من حيث هو "المقاومة الإسلامية"، وصولاً إلى تعاظم توصيف الذات لدى "حزب الله" بشكل تصاعد على مدى العقدين الماضيين على أنه "المقاومة" على سبيل الإطلاق والإبهام. فما هو وجه العلاقة بين هذه المسميات الثلاثة: "حزب الله"، "المقاومة الإسلامية"، "المقاومة" (بالمطلق)؟ هل هي مرادفات ليس إلاّ؟ وهل العلاقة بين المضامين التي تشير إليها هذه المسميات هي علاقة جزء إلى كلّ، وفرع إلى أصل، وظاهر إلى باطن، ومتغير إلى ثابت؟ ... المزيد

 

نبذة عن الكاتب