تفجير بلغاريا، والبحث عن حزب الله

اتهمت الحكومة البلغارية حزب الله بتفجير بورغاس لكنها لم تقطع التواصل مع الحكومة اللبنانية، وقد انقسم أعضاء الاتحاد الأوروبي بشأن الموقف تجاه الحزب إلا أنهم يتحدثون عن دليل دامغ، ما يعني أن قضية بورغاس ستبقى على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي ولن يطويها النسيان.
201322591548126734_20.jpg
اتهمت الحكومة البلغارية حزب الله بتفجير بورغاس، وقد انقسم أعضاء الاتحاد الأوروبي بشأن الموقف تجاه الحزب إلا أنهم يتحدثون عن دليل دامغ، ما يعني أن قضية بورغاس لن يطويها النسيان (رويترز)

في الوقت الذي كان يعد فيه هذا التقرير كان اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يلتئم في بروكسل، وتترأس كاثرين آشتون هذا الاجتماع الدوري لمجلس العلاقات الخارجية، الذي يعد المجلس الأعلى للشؤون الدولية في الاتحاد الأوروبي. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة كيفية التعامل مع حزب الله، إضافة إلى قضايا أخرى.

أصدرت السلطات البلغارية في الخامس من فبراير/شباط 2013 بيانًا مفاده أنها عثرت على "شكوك دامغة" عن ضلوع تنظيم حزب الله المدعوم إيرانيًا -أو بالأحرى تورط الجناح العسكري لهذا الحزب- في التفجير الذي خلّف خمسة قتلى إسرائيليين ومعهم السائق البلغاري الذي كان يقود حافلتهم لحظة مغادرة مطار المنتجع السياحي في بلدة بورغاس الواقعة على ضفاف البحر الأسود في 18يوليو/تموز 2012(1). وفي هذا التصريح دعت بلغاريا إلى اتخاذ إجراءات ضد حزب الله، مؤكدة على حقيقة أن هذه هي المرة الأولى التي يقترن اسمها بهجوم إرهابي على الأراضي الأوروبية.

ورغم أن وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف لم يتحدث صراحة، خلال ما عرضه على نظرائه في بروكسل، عن دعوة بلاده إلى إدراج اسم حزب الله على اللائحة السوداء للمجموعات الإرهابية(2)، إلا أنه لم يستبعد ذلك الخيار. وجاء موقف ملادينوف واضحًا أكثر في الدعوة إلى "حوار سياسي جاد حول اتخاذ أنسب الوسائل الواجب على أوروبا اتباعها بشكل جماعي من أجل الحيلولة دون تكرار مثل هذه الهجمات الإرهابية في المستقبل" (3).

وبنهج مشابه، تبلور تصريح الخامس من فبراير/شباط 2013 بعد اجتماع للمجلس الاستشاري للأمن القومي البلغاري، وجاء مناديًا بضرورة تعزيز التعاون مع لبنان من أجل تعقب المتورطين في ذلك التفجير(4)، مع العلم، أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي كان قد أتم زيارة للعاصمة البلغارية صوفيا في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت(5).

وبشكل جليّ، حاولت السلطات البلغارية أن تنتهج نهجًا متوازنًا حيال القضية، فوجهت أصابع الاتهام إلى حزب الله لكنها أكدت في نفس الوقت على أنها لم تقطع خيوط التواصل مع الحكومة اللبنانية، رغم أن الأخيرة "مدعومة شيعيًا". وبالمثل، جاء بيان الحكومة البلغارية استجابة لمطالب إسرائيل والولايات المتحدة من ناحية، لكنه أبدى في ذات الوقت التزامه بالموقف الأوروبي الموحد الساعي إلى الحفاظ على استقرار لبنان في ظل الحرب العاصفة التي تدور على مرمى حجر في سوريا.

ومن أجل معالجة صحيحة للأزمة البلغارية، يتوجب على المرء أن يتعمق بحثًا عن السياق المحيط الذي يشكّل الأحداث، سواء على المستوى البلغاري المحلي أو في الساحة الأوروبية؛ فقد كشف تفجير حافلة بورغاس وما أعقبه من صدمات سياسية متداعية عن انخراط بلغاري متزايد في شؤون الشرق الأوسط.

وعلاوة على ما سبق، تكشف القصة المعقدة لحزب الله عن المعضلات المؤرقة الكامنة في قلب السياسة الأوروبية، خاصة تأرجح هذه السياسة بين المُثل العليا والمصالح البراغماتية المباشرة، والتي يواكبها لغز المفاضلة بين الخيارات التي يمكن اتخاذها حيال تلك "الحركات المتشددة" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سواء عبر إقناع هذه الحركات بضرورة تبني نهج معتدل، أو فرض عقوبات عليها، أو ممارسة أشكال دبلوماسية من العقاب والضغط.

بلغاريا: العودة إلى الشرق الأوسط

حين اندلعت انتفاضة العرب الثورية في تونس ومنها تدفقت إلى مصر وليبيا، طرحت وزارة الخارجية البلغارية مبادرة "منبر صوفيا"، وهو منتدى سياسي رفيع المستوى يجمع معًا الإصلاحيين العرب مع متخذي القرار وخبراء من دول أوربا الشرقية والوسطى بهدف تبادل الخبرات و"الدروس المستفادة" خاصة ما يتعلق منها بإقرار المسار الديموقراطي(6).

وقبل فترة ليست ببعيدة (28 مايو/أيار 2012) كان وزير الخارجية البلغاري يستضيف أيضًا اجتماعًا للمعارضة السورية على مقربة من العاصمة صوفيا(7)، كما سافر بُعيْد ذلك (21-24 يونيو/حزيران 2012) إلى لبنان والعراق برفقة وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت ونظيره البولندي راديك سيكورسك. وجاءت مهمة الوزراء الثلاثة بتكليف من السيدة آشتون، ولكن هذه الخطوة كانت في الأساس إحدى بنات أفكار وزير الخارجية البلغاري، الذي أمضى فترات طويلة من مساره المهني في العالم العربي وأفغانستان(8).

كما لم يكن وزير الخارجية البلغاري بعيدًا عن شؤون المغرب العربي، فهو الذي باشر بنفسه تأسيس "المدرسة التونسية للسياسات" وهي منظمة متعددة الأطياف السياسية اتخذت من السفارة البلغارية في مدينة تونس العاصمة مقرًا لها، وكانت تلقى الدعم من قرينتها البلغارية الحاضنة التي تحمل اسم "المدرسة البلغارية للسياسات" (9).

وبدون شك، لم يكن قدر العناية والطاقة التي تنفقها صوفيا في شؤون الشرق الأوسط بعيدًا عن الجدال وتباين وجهات النظر في الساحة الداخلية؛ حيث تساءل نقاد في الداخل البلغاري عمَّا يمكن لدولة صغيرة محدودة الإمكانات والموارد مثل بلغاريا أن تجنيه من ثمار على المدى الطويل في الشرق الأوسط. وطالب هؤلاء بأن تيمم بلغاريا وجهها شطر جهات أخرى مثل غرب البلقان (الجمهوريات اليوغسلافية السابقة إضافة إلى ألبانيا)، وتركيا، والفضاء الجغرافي المتشكل عن تفكك الاتحاد السوفيتي(10). وبعد هجوم بورغاس، تعالت أصوات في الداخل البلغاري متهمة وزارة الخارجية بجعل البلاد هدفًا للإرهابيين وذلك نتيجة المخاطرة بدس أنفها في شؤون خطرة، مثل الحرب في سوريا(11).

وكان تنامي العلاقات الدافئة بين بلغاريا وإسرائيل محل انتقاد بالمثل؛ إذ تصاعدت وتيرة التعاون بين الطرفين، بدءًا من جلسات ثنائية تجمع حكومتي الدولتين، مرورًا بتقارير تفيد بالسماح لسلاح الجو الإسرائيلي باستخدام المجال الجوي البلغاري في التدريب(12)، ووصولاً إلى تعميق العلاقات الاقتصادية وتدفق الحركة السياحية(13).

وإضافة إلى ما سبق، مُنِيَ المراقبون في الشرق الأوسط والجالية العربية في صوفيا بصدمة حين اختارت الحكومة البلغارية الامتناع عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار منح فلسطين مقعد مراقب في الأمم المتحدة(14)

ولم يكن هناك مفر من أن يسارع أنصار نظرية المؤامرة في الداخل البلغاري بوضع تهمة تفجير بورغاس في عنق إسرائيل، أو الولايات المتحدة، بل والجيش السوري الحر، فمن مصلحة هذه الأطراف الثلاثة إيقاع حزب الله في الفخ، وربما دعم الدعوة الساعية إلى شن هجوم عسكري على حليفته إيران(15).

ورغم كل ما سبق، يبقى السؤال مطروحًا في انتظار إجابة: هل بوسع بلغاريا أن تبقى صديقة لكل الأطراف في الشرق الأوسط؟ ألا تغامر بلغاريا بوضع نفسها وسط وابل نيران يأتيها من جهات متقاطعة، فيُحدِق بها الشر جرّاء معركة تدور رحاها بعيدًا عن حدودها؟ يبدو أن الوقوف على مسافة متساوية من الجميع مرام بعيد المنال، وإن كان بالتأكيد ليس هدفًا مستحيلاً.

ما بعد الهجوم

ما إن انفجرت قنبلة حافلة بورغاس في 18يوليو/تموز 2012، حتى سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشدد بنيامين نتنياهو بتوجيه الاتهام إلى حزب الله. وقد قامت الادعاءات الإسرائيلية على مصادر استخباراتية زاعمة أنها استندت في اتهامها على عدة محاولات تفجير أُحبطت في الأشهر السابقة للحدث. وكان وضع حزب الله تحت دائرة ضوء الاتهام بمثابة وسيلة لاستهداف إيران: الدولة الراعية له والتي يفرض برنامجها النووي تحديًا مباشرًا لإسرائيل.

لكن في المقابل، راهنت بلغاريا على عامل الوقت وتمهلت كثيرًا في حسم توجيه الاتهام، ومنذ البداية كان خيارها المفضل هو تقاسم العبء مع الدول والمنظمات الدولية، بما فيها إسرائيل، والولايات المتحدة، والشرطة الأوروبية (اليوربول)، والهيئات المنوط بها تنفيذ القانون لدى الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكانت بلغاريا بالغة التمهل في إعلان أية تصريحات جازمة بشأن هوية منفذي التفجير، رغم أنه بدا أن الحكومة كان عليها من البداية تعقب منفّذ ذلك التفجير الانتحاري ومحرضيه، مستعينة بدون شك بعون الشركاء الأوروبيين وغيرهم. 

لقد كان التعاون مع الأطراف الأخرى خيارًا مفهومًا، لكنه لم يكن في منأى عن اللوم؛ فالسلطة في بلغاريا الآن يتزعمها حزب "مواطنون من أجل التنمية الأوروبية لبلغاريا" (ويُعرف اختصارًا باسم "جيرب GERB" أو "الدرع")؛ وذلك عبر انتخابها في يوليو/تموز 2009 بناء على بطاقة انتخابية حملت شعار "دولة القانون والنظام"، وعلى رأس لائحتها كان رئيس الوزراء الحالي بويكو بوريسوف الذي بنى شعبيته بصراحته وخطابه المباشر، حين شغل منصب رئيس شرطة بلغاريا خلال الفترة من 2001 وحتى 2005. وبمثل ما كان تفجير بورغاس صدمة لبلغاريا وإسرائيل كان لطمة للحكومة الحالية في صوفيا، ووجد فيه المعارضون للحكومة ضالتهم للتنديد بالوسائل الأمنية غير الفعالة في المطار، وعجز أجهزة السلطة القضائية عن القيام بالتحقيق بمفردها دون تدخل أطراف أجنبية.

قد يبدو من السهل رد تلك الاتهامات، أخذًا في الاعتبار الرقعة الدولية التي تغطيها "شبكة الإرهاب" التي وقفت خلف تفجير بورغاس، إلا أنه من الجلي أن رئيس الوزراء بوريسوف ونائبه تسفيتان تسفيتانوف، وزير الداخلية صاحب السلطة الواسعة، وقعا تحت ضغط عامل الزمن وضرورة الإسراع بضبط الضالعين في التفجير من أجل الحفاظ على رصيدهم السياسي في أعين الناخبين. وكانت الرسالة الواضحة التي أعلنتها الحكومة في 5 فبراير/شباط مفادها أن "بلغاريا ليست هدفًا سهلاً" للإرهابيين(16)

ومن الواضح أن السلطات البلغارية لم يكن لها أن تؤجل إصدار بيان حكومي عن نتائج التحقيق إلى ما لا نهاية، لكن السؤال هو لماذا اختارت صوفيا هذه اللحظة بعينها؟

يشير المراقبون في الداخل البلغاري إلى أنه لم يتم الكشف عن أية أدلة جديدة ،وغير معروفة سابقا، لتبرير إصدار البيان الحكومي في تلك اللحظة. ومن ثم يشتمّ الخبراء رائحة ضغوط مارستها إسرائيل والولايات المتحدة. ويدللون على ذلك بأن وزير الخارجية ملادينوف كان قد عاد للتوّ من زيارة استغرقت يومًا واحدًا إلى القدس (في 17 يناير/كانون الثاني 2013)؛ حيث التقى هناك نتنياهو والرئيس شيمون بيريز، ووردت تقارير أفادت بأنه صرّح في القدس قائلاً: "إن ما يصيب إسرائيل يصيب بلغاريا بالمثل" (17).

ويُضاف إلى ما سبق أن نائب رئيس الوزراء، تسفيتانوف، أمضى نحو ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما كان رئيس الوزراء نفسه في طليعة زعماء الدول الذين التقى بهم الرئيس أوباما في لقاءات ثنائية بُعيْد إعادة انتخابه في 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي(18). ومن دون شك، كان هناك تشاور أيضًا مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، رغم أن الرواية الشائعة تقول بأنه لم تكن هناك خطة أوروبية أساسية بشأن الموقف الواجب اتخاذه حيال تسمية بلغاريا حزب الله كمتهم في تفجير بورغاس، سوى بموقف غير مباشر وعرضة للتأويل (عبر تمييز الاتحاد الأوروبي بين حزب الله وجناحه العسكري).

في ساحة الاتحاد الأوروبي

دخلت الكرة الآن بوضوح في ملعب الاتحاد الأوروبي، لكن أعضاء الاتحاد، كما هي الحال في قضايا عدة، منقسمون بشأن الموقف الواجب اتخاذه تجاه الحزب. صحيح أنه تم إدراج منظمة حزب الله على لائحة الإرهاب في كل من هولندا والمملكة المتحدة، لكن أعضاء آخرين، مثل فرنسا، مترددون في اتباع نفس النهج. وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، وجه توماس دونيليون -مستشار الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي- رسالة إلى الأوروبيين يحثهم فيها على اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه حزب الله، وذلك في أعقاب بيان الحكومة البلغارية في 5 فبراير/شباط(19).

لكن إذا أخذنا بظاهر الأشياء، فإن اجتماع مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي في 18 فبراير/شباط لم يتمخض عن موقف متفق عليه من الأعضاء البالغ عددهم سبعًا وعشرين دولة. وسيأخذ وزراء خارجية هذه الدول وقتًا كافيًا للتفكير، وليس لديهم ضغوط آنية للخروج بقرار حازم. دلّلت آشتون على أنها ونظراءها في المجلس سيتدبرون القضية بعناية، لكنها لم تُلزم نفسها مع ذلك باتخاذ إجراء عاجل. ولكن مع ذلك ينبغي ألا نتوقع أن القضية ستغيب عن الأعين طويلاً.

وفي المشهد اللبناني، حاول رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، التخفيف من وطأة اتهامات بلغاريا لحزب الله حين أرجع تلك الاتهامات إلى الحشد السياسي الذي يسبق الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستُجرى في بلغاريا في السابع من يوليو/تموز هذا العام. من جانبه لم يعلّق الشيخ حسن نصر الله، زعيم حزب الله، على اتهام صوفيا، مشيرًا في المقابل إلى أن نتنياهو اتهم حزب الله بالضلوع في التفجير في أعقاب الحدث مباشرة(20).

ولقيت اللهجة الهادئة التي تعاملت بها بيروت مع ذلك الاتهام تقديرًا، على الأقل في بعض العواصم الأوروبية. وعلى نحو ما ذهب زميلي جولين داسي فإن حزب الله يمشي الآن حذرًا بين الأشواك، فلا هو يذهب بعيدًا في تدعيم قبضته على لبنان، ولا هو يقدم دعمًا كبيرًا لنظام الأسد في دمشق(21). ومن الزاوية الأخرى يأتي قدر مشابه من الحذر من طرف الاتحاد الأوروبي وفقًا لنصيحة تقول: إن اتباع نهج صارم تجاه الحزب سيوقظ شوكة المتشددين في الطائفة الشيعية.

خاتمة

إذا قيمنا قرار السلطات البلغارية بالإفصاح عن نتائج التحقيق بشأن تفجير بورغاس في هذا التوقيت فسنجده قد حقق فشلاً ذريعًا في إثارة أي اهتمام دبلوماسي؛ فقد بدت المماطلة وكأنها إستراتيجية مهيمِنة على خيارات كل من بلغاريا والاتحاد الأوروبي. وكان الظرف الحرج المحيط بهذه المماطلة هو مراقبة الحرب في سوريا. فإذا استمر النفق المظلم مسيطرًا على الصراع بين نظام بشار الأسد والجيش السوري الحر فإن الاتحاد الأوروبي، وربما معه الولايات المتحدة أيضًا، سيكون لديهما كل الدوافع للتعامل بحذر بالغ مع حزب الله. ورغم هذا يبدو أن شيئًا واحدًا سيبقى مؤكدًا في هذا الخضمّ، وهو أن قضية بورغاس وعلاقة حزب الله بها لن يطويها النسيان، وهي بالتأكيد على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، وذات أبعاد ضمنية مؤثرة على علاقات أوربا بكل من إسرائيل والولايات المتحدة.
____________________________
ديميتار بيتشيف - زميل باحث في الشؤون السياسية ورئيس مكتب صوفيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (www.ecfr.eu)

**ملاحظة: النص أعد باللغة الإنكليزية لمركز الجزيرة للدراسات، ترجمه إلى العربية د. عاطف عبد الحميد.

الهوامش
(1) مما يسترعي الانتباه أن سائق الحافلة "مصطفى كيوسوف" هو أحد أبناء المجتمع المسلم البلغاري (المعروف محليًا باسم بوماك Pomak). وكان غياب ممثل عن الحكومة في مراسم دفنه، ربما بسبب تعقيد خيوط القضية المشتبه في مرتكبيها، قد لقي انتقادًا لاذعًا من قِبل مختلف المجموعات المدنية التي نادت بضرورة التكاتف مع عائلة الضحية. انظر في ذلك:
Dimitar Bechev, Bulgaria, terror and aftershock, openDemocracy, 20 July 2012.
(2) إضافة إلى بُعده الرمزي، ذهب الخبراء إلى أن مثل هذا القرار قد يحد من تدفق التمويل على حزب الله.
(3) انظر في ذلك:
Mladenov: EU not to discuss today adding Hezbollah to the terror list. Dnevnik.bg, 18 February 2013. للاطلاع إضغط هنا.
وفي هذا الصدد نفى وزير الخارجية التقارير الإخبارية التي قالت إنه حثّ نظراءه الأوروبيين على إدراج الحزب على لائحة الإرهاب. راجع في ذلك:
Bulgaria urges harder stance on Hezbollah, EurActiv, 19 February 2013;
Bulgarian FM to EU colleagues: sanction Hezbollah, The Times of Israel, 18 February 2013.
(4) في حديثه إلى الإذاعة البلغارية في 12 فبراير/شباط أكّد ملادينوف أيضًا على العلاقات الطيبة التي تجمع بلاده مع إيران، رافضًا نسج علاقة ارتباطية بين طهران وتفجير بورغاس.
(5) أبدت السلطات اللبنانية استعداها للتعاون الكامل بشأن التحقيقات المتعلقة بالتفجير.
(6) عقدت وزارة الخارجية البلغارية "منتدى صوفيا" أول مرة في مايو/أيار 2011، لمزيد من التفاصيل راجع موقع المنتدى
www.sofiaplatform.org
ولمزيد من المعلومات عن تاريخ العلاقة بين بلغاريا والشرق الأوسط انظر المصدر التالي:
Dimitar Bechev, ‘Distant Neighbours: the Mediterranean Policies of the Countries in South East Europe’, in: Isabel Schäfer and Jean-Robert Henry, Mediterranean Policies from Above and Below, Baden-Baden: Nomos, 2009, pp. 171-86. 
(7) "بلغاريا تستضيف اجتماعًا موحدًا حول سوريا"، راجع المصدر في:
 Bulgarian National Radio, 29 May 2012. www.bnr.bg
(8) قام الوزراء الثلاثة في ديسمبر/كانون الأول 2012 بجولة في دول القوقاز الجنوبي أيضًا، انظر للتفاصيل:
Susi Dennison, Does Size Matter? Small States and EU Foreign Policy, EUObserver, 11 February 2013.
(9) راجع ذلك على الرابطين أدناه:
http://www.cemi-tunis.org/
http://www.schoolofpolitics.org
(10) محادثات شخصية مع خبراء ومراقبي السياسات الخارجية.
(11) على سبيل التوضيح يمكن مراجعة الخبر الذي جاء تحت عنوان "الحزب الحاكم في بلغاريا (جيرب) يجعل من بلغاريا هدفًا للإرهاب الإسلامي" والذي نُشر في 23 يوليو/تموز 2012 في جريدة تابعة لحزب أتاكا Ataka (الهجوم) الذي يقوم على أسس شعبوية يمينية وتخويفية من الأجانب. راجع صحيفة الحزب على الرابط التالي:
 http://www.vestnikataka.bg
(12) تحدث الخبراء عن تحالف إسرائيلي-بلقاني يضم اليونان، قبرص، بلغاريا، رومانيا، ودولاً أخرى من جنوب شرق أوربا. راجع في ذلك الرابط التالي:
http://www.israeldefense.com/?CategoryID=472&ArticleID=508
(13) سجّلت الإحصائيات البلغارية قدوم 138951 سائحًا إسرائيليًا في عام 2011. وفي أعقاب هجوم بورغاس انخفض هذا الرقم بنحو 25% مقارنة بعدد الزائرين الإسرائيليين في يوليو/تموز 2011. انظر في ذلك المصدر التالي، لمزيد من التفاصيل إضغط هنا:
(14) انظر في ذلك المقال الذي يحمل عنوان "إسرائيل تشكر بلغاريا لامتناعها عن التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة"، وذلك في المصدر التالي:
Israel thanks Bulgaria for abstaining on Palestinian UN vote, Novinite, 30 November 2012,
http://www.novinite.com/view_news.php?id=145622
(15) مما يدعو للانتباه أن مثل تلك التعليقات تم بثها عبر راديو بلغاريا الوطني أيضًا، بتاريخ 9 فبراير/شباط 2013.
(16) على نحو ما تم تصويره من قِبل العديد من المراقبين الأجانب، بما فيهم مركز ستراتفور، انظر في ذلك: 
http://www.stratfor.com/weekly/persistent-threat-soft-targets
(17) نقلاً عن المصدر التالي:
http://www.israelnationalnews.com/News/Flash.aspx/260039#.USNNnh1M__N
(18) نقلاً عن المقال الصحفي: إضغط هنا.
The country that called “fire”, Capital Weekly, 8 February. (19) كان هذا المقال بعنوان: Hezbollah Unmasked, New York Times, 17 February 2013.
(20) نقلاً عن : Daily Star, 16 February 2013.
(21) راجع للتفاصيل المقال التالي:
Bulgaria points finger at Hezbollah, ECFR blog, 5 February 2013. http://ecfr.eu/blog/entry/bulgaria_points_finger_at_hezbollah

نبذة عن الكاتب