تعد منطقة آسيا الوسطى والقوقاز من المناطق المهمة في دنيا اليوم، وهي منطقة بقيت لردح من الزمن تحت سيطرة روسيا القيصرية ثم عاشت فترة ما يقرب من خمس وسبعين سنة تحت سيطرة الحكم الشيوعي في روسيا البلشفية، وعاشت رغم أنها ذات أغلبية إسلامية منقطعة عن العالم الإسلامي طوال تلك الفترة. ومع عودتها إلى حظيرة العالم الإسلامي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي كانت الشعوب تتوقع مزيدًا من الحرية الدينية وممارسة حقوقها الأساسية، فشهدت هذه الدول توجها ملحوظًا نحو التدين وبناء المساجد والمدارس للعلوم الدينية، كما شهدت إنشاء العديد من الأحزاب السياسية ذات التوجهات الإسلامية إلا أن هذه التوجهات الشعبية اصطدمت بتعنت الأنظمة الحاكمة التي ما زالت تدير البلاد في ظروف استثنائية.
واليوم يُطرح الكثير من الأسئلة حول علاقة الأنظمة الحاكمة في آسيا الوسطى والقوقاز بالأحزاب السياسية الإسلامية التي تشكّلت نتيجة الصحوة الإسلامية العارمة التي عمّت أرجاءها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وما هو شكل ومستقبل تلك العلاقات؟
التعريف بمنطقة آسيا الوسطى والقوقاز
كانت المنطقة التي تعرف اليوم باسم آسيا الوسطى والقوقاز، تسمى بعد الفتح الإسلامي ببلاد ما وراء النهر، وتتألف من خمس وحدات سياسية تشمل كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وقرغيزيا وطاجيكستان، وهذه الدول الخمس تسمى كذلك بتركستان الغربية، وأما تركستان الشرقية فوقعت تحت وطأة الاستعمار الصيني وتسمى بمحافظة سينكيانج. ويزيد إجمالي مساحة الدول الخمس في منطقة آسيا الوسطى عن أكثر من أربعة ملايين كيلو متر مربع، مع اختلاف مساحة البلدان داخليًا؛ فطاجيكستان تبلغ مساحتها 143,100 كم مربع، وتبلغ مساحة كازاخستان 2,7 مليون كيلو متر مربع، ويعيش في المنطقة حسب إحصائيات عام 2011 أكثر من 64 مليون نسمة يتفاوت عددهم بين 5,5 ملايين نسمة في قرغيزستان وما يقرب من 29 مليون نسمة في أوزبكستان. ويبلغ متوسط نسبة المسلمين لإجمالي السكان في هذه الدول نحو 78%، وأكبر هذه النسب في طاجيكستان (90%) وأقلها في كازاخستان (47%)(1).
وأما القوقاز فيتألف من منطقتين: منطقة تضم ثلاث دول مستقلة استقلت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وهي جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، ومنطقة أخرى تسمى بالقوقاز الروسي، وهي تتألف من كراسنودار كراي، ستافروبول كراي، أديغيا، قراتشاي-تشيركيسيا، قبردينو-بلقاريا، الشيشان، إنغوشيا، أوسيتيا الشمالية وداغستان. كما يضم القوقاز ثلاث دول أعلنت استقلالها وغير معترف بها دوليًا وهي: أبخازيا، أوسيتيا الجنوبية وقرة باغ، ويهمنا من هذه المناطق كلها المناطق التي تقطنها الأغلبية المسلمة، وهي دولة أذربيجان ومنطقة أنغوشيا والشيشان وداغستان.
الأهمية الاستراتيجية للمنطقة
تحتل هذه المنطقة موقعًا جغرافيًا مهمًا وحساسًا؛ إذ تقع بين الصين وروسيا وأفغانستان وإيران وعلى مقربة من الخليج العربي وتركيا القوة الاقتصادية الصاعدة، كما أنها محل اهتمام القوى العالمية والإقليمية الأخرى مثل أميركا والهند؛ وذلك للأسباب التالية:
-
الذخائر الضخمة للمعادن والنفط والغاز الطبيعي والفحم، وتصل احتياطيات الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز من الغاز الطبيعي إلى 34% من الإجمالي العالمي، وتقع أكبر الاكتشافات في أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان(2)، كما أن هذه المنطقة تحتوي على حوالي 27% من إجمالي احتياطيات النفط العالمي، وتقع أغلب هذه الذخائر في كازاخستان وأذربيجان. ومع أن دولتي طاجيكستان وتركمانستان لا تملكان ذخائر كبيرة للنفط والغاز الطبيعيين إلا أن طاجيكستان وحدها تملك منابع ضخمة للمياه فإنها تملك 60% من منابع المياه في آسيا الوسطى، ويمكن أن تستخدم هذه المنابع لتوليد 527 مليار وات من الكهرباء، ولم تتم الاستفادة حتى الآن إلا من 5% من هذه المنابع(3) هذا بالإضافة للذخائر الضخمة للمعادن والمنتجات الأخرى التي تنتجها هذه الدول في مزارعها من القطن وغيرها.
-
ورثت هذه الدول منشآت ضخمة للصناعات العسكرية الثقيلة والخفيفة من الاتحاد السوفيتي السابق بعد تفككه، وكانت أوزبكستان من المراكز الصناعية والزراعية المهمة، وورثت كازاخستان 104 صواريخ بالستية من نوع (SS-19) مع أكثر من ألف رأس نووي، بالإضافة إلى مركز "بايكو نور" الفضائي لإطلاق الصواريخ، ومركز "سيمبالاتينسك" لاختبار الأسلحة النووية اللذين ورثتهما من الاتحاد السوفيتي السابق(4).
-
تملك هذه الدول قاعدة ضخمة وكبيرة من العلماء والمتخصصين في كثير من المجالات الحيوية، منها الفيزياء والكيمياء وصناعات الأسلحة بأنواعها.
وبسبب هذه الأهمية القصوى كانت هذه الدول محل تنافس بين اللاعبين الدوليين ودول المنطقة؛ فأميركا تسعى لبسط نفوذها، وروسيا تحاول أن تبقيها تدور في فلكها كما كانت في الحقب الماضية، وتسعى الصين أن تدخل بشركاتها العملاقة وكذلك الهند وإيران وتركيا وغيرها من الدول. هناك تنافس بين هذه الدول وفي نفس الوقت يبدو أن اللاعبين الدوليين متفقون على أن تبقى هذه الدول بعيدة عن تأثير الأحزاب الإسلامية؛ لأنها تظن أن سيطرة الأحزاب الإسلامية السياسية على المنطقة ستسبب خطرًا كبيرًا لأمن العالم! وخاصة إذا وقعت بيدها تلك الإمكانيات الضخمة التي تملكها هذه الدول. ويخاف الحكام المستبدون لهذه الدول من أن يُفقدهم صعود الأحزاب الإسلامية الحكم، ولأجل ذلك يقومون بمحاصرتها والتضييق عليها، ومن هنا التقت مصالح الدول الكبرى في آسيا الوسطى والقوقاز بمصالح حكام المنطقة المستبدين فواجهت الأحزاب الإسلامية سياسات قمعية ممنهجة.
الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي
لابد من معرفة واقع دول هذه المنطقة في النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ لأن معرفة الواقع تسهّل معرفة أسباب بروز أحزاب الصحوة الإسلامية، وكذلك تقرّب فهم تعامل حكام تلك الدول مع ظاهرة ما يسمى بالإسلام السياسي. إن الوضع السياسي والاجتماعي لدول آسيا الوسطى والقوقاز ما زال قائمًا لم يتغير كثيرًا عما كان عليه بعد تفكك الاتحاد السوفيتي رغم مرور أكثر من عقدين من الزمن، ونلخص الحالة في النقاط التالية:
أولاً: بقيت هذه الدول لفترة طويلة تحت سيطرة روسيا القيصرية ثم وقعت تحت سيطرة السلطة البلشفية في الاتحاد السوفيتي ولذلك بقيت طوال تلك الفترة منعزلة عن العالم عمومًا وعن العالم الإسلامي خصوصًا. وفي فترة سيطرة الاتحاد السوفيتي؛ حاولت السلطة الشيوعية بكل الوسائل أن تقضي على الهوية الدينية والإسلامية لشعوب هذه المنطقة، كما حاولت أن تمنعها وتعزلها عن المؤثرات الخارجية. وكان من أهم تلك الوسائل تغيير حروف لغاتها، ومنعها من إجراء أي نوع من الاتصال بالعالم. وضمنت هذه السياسة أن تبقى هذه الدول حتى بعد استقلالها شكليًا مرتبطة ثقافيًا واقتصاديًا، وسياسيًا بروسيا. ولاشك أن اعتماد هذه الدول على روسيا يختلف من دولة إلى أخرى، فبعضها معتمد كليًا مثل طاجيكستان، وتختلف الحال لدى الدول الأخرى مثل قرغيزيا وكازاخستان تبعًا للحاكم وتوجهاته وحالة الدولة الاقتصادية.
ثانيًا: ونتيجة للاعتماد الكلي على روسيا، لم تطور هذه الدول نفسها، وبقيت الهياكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ضعيفة، وكلما تعرضت لشيء من الضغوط الداخلية أو الخارجية لجأت إلى روسيا كما حدث في الحرب الداخلية في طاجيكستان بين حزب النهضة الإسلامي الطاجيكي وبين الميليشيات الشيوعية من الكولابيين بين الأعوام من 1992 إلى 1997، حين تدخلت روسيا وأوزبكستان في هذه الحرب لصالح الشيوعيين الكولابيين بزعامة إمام علي رحمانوف الذي تولى زمام الأمور بعد تنحي الرئيس الطاجيكي رحمان نبي أوف، فأرسلت روسيا كتائب من جيشها سيطرت على مطار دوشنبه وانتشرت على الحدود الطاجيكية-الأفغانية، وساعدت أوزبكستان الشيوعيين السابقين بالطائرات والسلاح والعتاد في هذه الحرب ضد حزب النهضة الطاجيكي(5).
ثالثًا: إن الظروف التي تضطر هذه الدول فيها للاعتماد الكامل على روسيا ليست مثالية في نظر حكامها، ومن ثم فهم يحاولون باستمرار أن يغيروها وأن يخرجوا من سيطرة روسيا الحصرية بالاتصال بالدول الأخرى وخاصة أميركا وبعض القوى الإقليمية الصاعدة مثل تركيا وإيران وغيرها، لكنها عندما تتعرض لضغوط استثنائية تعود تلقائيًا إلى روسيا.
رابعًا: في البداية أعلن حكام هذه الدول أنهم سيتبعون نهج إطلاق الحريات لشعوب المنطقة والسماح بتشكيل الأحزاب بعد تفكك الاتحاد السوفيتي مباشرة، لكنهم لما رأوا أن هذا النهج ثمنه خسارة مواقعهم في الحكم وفوز أحزاب الصحوة الإسلامية، المؤهلة أكثر من غيرها للاستفادة من أوضاع الانفتاح وتصدر المشهد السياسي، تراجعوا عن ذلك النهج وضيقوا على الحريات، ومنعوا الناس من ممارسة شعائر دينهم باسم محاربة التطرف والإرهاب. وساندتهم في ذلك أميركا وبعض الدول الأوروبية، لكن الدول التي أدرك الغرب أن الصحوة الإسلامية ضعيفة فيها، وأنها لا تستطيع أن تستفيد من أجواء الانفتاح، فشهدت بدعم غربي إطلاق الحريات السياسية مثل قرغيزستان، ونتيجة لتلك المساندة الغربية اضطر الرئيس القرغيزي عسكر أقايوف، الذي كان يحلم بأن يكون رئيس الدولة القرغيزية مدى الحياة، إلى التخلي عن رئاسة الدولة عام 2005، وتولى الحكم فيها كرمان بك باكييف، ولما ساءت سيرته قام الشعب ضده فأطيح به في ثورة 2010م الشهيرة، لتتولى الحكم روزا اتونباييفا(6)، وتمت جميع هذه التغييرات بمساندة الغرب، دون أن ينسحب هذا التأييد على باقي الدول.
خامسًا: من الناحية الاجتماعية فإن شعوب هذه المنطقة قد تأثرت بالتقاليد الاجتماعية الروسية، لأنها بقيت لفترة طويلة تحت رقابة شديدة، وسعت السلطات الشيوعية إلى أن تصبغها بصبغتها وأن تقطع صلتها بالإسلام وبتقاليدها القومية الخاصة، وتحاول السلطات الحاكمة اليوم الاكتفاء بالانتماء الشكلي إلى الإسلام.
سادسًا: من الناحية السياسية والإدارية فقد تولى أمور الدولة الشيوعيون السابقون في أغلب البلاد المذكورة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وتقلد رؤساء أفرع الحزب الشيوعي العديد من المناصب بعد إعلان الاستقلال(7)، وما زالوا في سدة الحكم حتى بعد مضي عقدين من الزمن في غالبية هذه الدول، ومن هنا لم يختلف التعامل مع الإسلام والحركات الإسلامية حتى الآن عما كان عليه في عهد الاتحاد السوفيتي وأيام القبضة الحديدية للاستخبارات السوفيتية السابقة (KGB) بل وساءت معاملة المعارضين أكثر من ذي قبل.
سابعًا: من أهم التغييرات التي شهدتها المنطقة محاولة إحلال الوطنية والقومية محل النظرية الشيوعية. عندما تفكك الاتحاد السوفيتي واندحرت الفلسفة الشيوعية حاول الحكام الجدد لدول آسيا الوسطى أن يملئوا الفراغ الناتج عن انحسار النظرية الشيوعية في البداية بالإسلام التقليدي أو ما كان يسمى بالإسلام الرسمي، وفي نفس الوقت توجهوا الوجهة القومية والوطنية، وكان هذا توجهًا عامًا في جميع دول آسيا الوسطى مثل أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان؛ إذ حاول جميع حكام المنطقة أن يخترعوا لأنفسهم ولاءات قومية مع أن أغلب هؤلاء ليسوا منتمين لتلك العرقيات التي يتبنونها فعلى سبيل المثال إسلام كريموف الذي يتبنى القومية الأوزبكية بقوة وُلد من أبوين طاجيكيين عام 1930م في سمرقند(8).
ثامنًا: لما تفكك الاتحاد السوفيتي بعد المقاومة الأفغانية ضد قواته التي غزت أفغانستان، أثّر ذلك على شعوب المنطقة عمومًا وشعوب أوزبكستان وطاجيكستان خصوصًا، وأثار لديها رغبة جامحة في العودة إلى الإسلام، عبّرت عن نفسها في إنشاء المساجد والمدارس الإسلامية، والعودة بقوة إلى تعلم أحكام الشريعة وإنشاء أحزاب إسلامية.
تاسعًا: بعد سياسة البريسترويكا (إعادة الهيكلة) والغلاسنوست (الانفتاح) لميخايل غورباتشوف زعيم الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي انكسر الحصار الحديدي الذي طوقوا به شعوب المنطقة، ووجد المسلمون في القوقاز وآسيا الوسطى فرصة للاتصال المباشر والعلني بالعالم الإسلامي، وخرج الطلاب إلى مختلف البلاد الإسلامية للدراسة في جامعاتها ومدارسها؛ واستقبلت باكستان للمرة الأولى أول دفعة من طلاب الاتحاد السوفيتي في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد وكان عددهم اثني عشر طالبًا، وكانوا قد أتوا إلى الجامعة بجهود من الشيخ محمد أكبر تورجان زاده رئيس الدائرة الدينية في إقليم طاجيكستان حينذاك، وبدأ تأثير المدارس الفكرية الكبرى في العالم الإسلامي يزداد بين شعوب المنطقة.
آثار ونتائج
ونتج عن الواقع المذكور نوعان من الآثار:
أولاً: ظهور مجموعة من أحزاب الصحوة الإسلامية؛ وكانت في أغلبها متأثرة بأفكار المدارس الفكرية الكبرى في العالم الإسلامي.
ثانيًا: مواقف حكام دول المنطقة من تلك الأحزاب. واتسمت تلك المواقف باتباع سياسة ممنهجة للقمع والإقصاء.
الأحزاب الإسلامية التي برزت
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ظهر العديد من الأحزاب والحركات الإسلامية، وكلها كانت تحمل بشكل أو بآخر أفكار المدارس الفكرية الكبرى في العالم الإسلامي، وتأثرت بأفكار الحركات الإسلامية الأم وما زالت تتأثر بها، ويمكن أن تقسم تلك الحركات إلى:
أولاً: الحركات المتأثرة بالتوجه الجهادي وبفكر تنظيم القاعدة: ونقصد بها تلك الأحزاب والمجموعات التي تعتمد العمل المسلح نهجًا للتغيير داخل مجتمعاتها، وخاصة في المجتمعات التي يختار قادتها العنف سبيلاً لمواجهة أحزاب المعارضة أيًا كانت تلك الأحزاب. وهذه المجموعات أيضًا تنقسم إلى قسمين: منها ما نشأ داخل آسيا الوسطى، ومنها ما نشأ خارجها. ومنها ما يعمل داخل آسيا الوسطى ومنها ما يعمل خارجها، ومنها ما زال نشطًا ومنها من أفل وغادر الساحة. أما المجموعات النشطة، فهي كثيرة جدا في دول آسيا الوسطى والقوقاز؛ منها الحركة الإسلامية في أوزبكستان (سنتحدث عن هذه الحركة بشيء من التفصيل)، ومنها اتحاد الجهاد الإسلامي الذي انشق عن الحركة الإسلامية الأوزبكية عام 2001 تحت اسم جماعة الجهاد الإسلامي، وأُدرج اسمها في قائمة المنظمات المحظورة الموحدة يوم 1 يونيو/حزيران عام 2005، ومنها كتائب الإسلامبولي الشيشانية ظهرت عام 2004 إثر هجوم فاشل على شوكت عزيز رئيس الوزراء الباكستاني حينذاك، وجند الخلافة في كازاخستان وهي مجموعة تأسست عام 2011 من قبل رينات عبيد الله، وأورينباسار موناتوف، ودامير زنالييف، وهدفها -كما يقول القائمون عليها- الجهاد في كازاخستان، والمجموعة تعمل حاليًا من الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان ومن داخل كازاخستان، ومنها جماعة قبريدين بلقار لمؤسسها إنزو استيمروف الذي قتلته القوات الروسية عام 2010م، ومنها إمارة القوقاز الإسلامية(9) وغيرها من المنظمات الكثيرة لكنها مجموعات صغيرة لايحسن إطلاق الحركة أو الحزب عليها.
ثانيا: الحركات المتأثرة بالفكر الوسطي الإسلامي أو حركة الاخوان المسلمين: ومن أهم تلك الأحزاب حزب النهضة الإسلامي الطاجيكي (وسنتناوله بشيء من التفصيل).
ثالثًا: الحركات المتأثرة بحزب التحرير الإسلامي: حزب التحرير الإسلامي في آسيا الوسطى (وسنتناوله بشيء من التفصيل) ومنظمة الإكرامية التي تشكّلت في أنديجان عام 1996م من قبل أكرم يولداشوف أحد أعضاء حزب التحرير الذي ما لبث أن انشق عنه لأنه رأى أن أفكار الحزب تناسب واقع الدول العربية، لكنها لا تتناسب مع ظروف دول آسيا الوسطى(10).
رابعًا: المجموعات المتأثرة بالفكر الصوفي: وقد نشأت في آسيا الوسطى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي مجموعات عديدة تحمل الفكر الصوفي مثل: "نورجيلار" أتباع الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي (1870-1960) والطريقة النقشبندية، وعدد آخر من الطرق الصوفية(11).
خامسًا: جماعة التبليغ: ونشطت جماعة التبليغ في دول آسيا الوسطى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي إلا أنها حُظرت بموجب القانون في أغلب الجمهوريات في آسيا الوسطى والقوقاز(12).
وقد ظهرت عشرات الجماعات والأحزاب والمجموعات في دول آسيا الوسطى غير التي أشرنا إليها، وكان أكثرها في أوزبكستان وخاصة في وادي فرغانة، وفي طاجيكستان، ومنطقة القوقاز، منها الأحزاب التالية، بالإضافة إلى ما سبق ذكره:
-
أوزون موكول (اللحية الطويلة)
-
عدالت أويوشماسي (جمعية العدل)
-
إسلام لشكر لري (جنود الإسلام)
-
توبة (التوبة)
-
نور (النور)
-
حزب العدالة الإسلامي
-
الحزب الديموقراطي الإسلامي
-
حزب آلاش في كازاخستان التي أنشئ عام 1990م وله ميول قومية كذلك، وقد حظرته حكومة كازاخستان.
-
حزب إحياء الإسلام في طاجيكستان، كان يحارب ضد حكومة طاجيكستان مع حركة النهضة الإسلامية إلا أنها لما تصالحت مع الحكومة انشق عنها واستمر في معارضة الحكومة الطاجيكية(13).
_____________________________
المصادر والمراجع
1- راجع لمزيد من التفاصيل موقع ويكيبيديا : http://en.wikipedia.org/wiki/Central_Asia
2- الغاز الطبيعي وموقعه في السياسة الدولية، موقع موقع النفط والغاز الطبيعي العربي:
http://www.arab-oil-naturalgas.com/studies/s_18.htm
3- سمية زماني، (ژئوپلتيک انرژي آسياي مرکزي وقفقاز آزموني بر سياستهاي جمهوري اسلامي ايران)، جيوبوليتيك الطاقة في آسيا الوسطى امتحان حقيقي لسياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مركز مطالعات صلح، خرداد ?, ????:
http://peace-ipsc.org/fa/%da%98%d8%a6%d9%88%d9%be%d9%84%d8%aa%db%8c%da%a9-%d8%a7%d9%86%d8%b1%da%98%db%8c-%d8%a2%d8%b3%db%8c%d8%a7%db%8c-%d9%85%d8%b1%da%a9%d8%b2%db%8c-%d9%88-%d9%82%d9%81%d9%82%d8%a7%d8%b2-%d8%a2%d8%b2%d9%85 /
4- مدن آسيا الوسطى: نماذج فريدة للصناعة والسياحة، http://www.asiaalwsta.com/cityDetails.asp?cityId=12495
5- أحمد رشيد،(جهاد: اسلام پيکار جو در اسياي مرکزي) "الجهـاد: الإسلام المحارب في آسيا الوسطى"، ترجمة جمال آرام (طهران ـ إيران عام 1387ه ش).
6- راجع موقع ويكيبيديا على الرابط التالي:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%BA%D9%8A%D8%B2%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
7- جهاد اسلام بيكار جو در آسياي ميانه، المصدر السابق ص 65- 68.
8- راجع موقع ويكيبيديا بالفارسية على الرابط التالي:
http://fa.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85_%DA%A9%D8%B1%DB%8C%D9%85%D9%88%D9%81
9- الحركات والجماعات الجهادية في آسيا الوسطى، مركز السكينة للبحوث والدراسات، 11/02/2012:
http://www.assakina.com/center/parties/12884.html
10- ميثم الجنابي، الفكر الإسلامي السياسي في آسيا الوسطى) ، موقع السكينة، 22/3/2012: http://www.assakina.com/center/parties/13888.html
11- راجع مقال تصوف در آسياي مركزي وقفقاز (التصوف في آسيا الوسطى والقفقاس) على العنوان التالي: http://www.wikifeqh.ir/%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81_%D8%AF%D8%B1_%D8%A2%D8%B3%DB%8C%D8%A7%DB%8C_%D9%85%D8%B1%DA%A9%D8%B2%DB%8C_%D9%88_%D9%82%D9%81%D9%82%D8%A7%D8%B2#%D9%BE%D8%B3%20%D8%A7%D8%B2%20%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%BE%D8%A7%D8%B4%DB%8C%20%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%88%DB%8C
12- فعاليت سازمان «تبليغ جماعت» در قزاقستان ممنوع شد، منع أنشطة مؤسسة تبليغ الجماعة في كازاخستان، وكالة فارس، 10/12/1391:
http://farsnews.com/newstext.php?nn=13911210000250
13- جلات خان زاهد فياض: احزاب اسلامي در اسياي مركزي (الأحزاب الإسلامية في آسيا الوسطى) :
http://www.fayaz12.blogfa.com/post-13.aspx
وراجع كذلك: الحركات والجماعات الجهادية في آسيا الوسطى، مركز السكينة للبحوث والدراسات، 11/02/2012:
http://www.assakina.com/center/parties/12884.html