الدبلوماسية الرياضية لدولة قطر والقوة الناعمة

اعتمدت قطر "الرياضة" كبعد أساسي لاستراتيجية بناء الصورة الذهنية التي تتبناها كواحدة من استراتيجيات سياستها الخارجية للتعريف بها ولتعزيز مكانتها في المحافل الدولية. فكانت القيادة السياسية في الدولة المسيّر الرئيس لإدارة الرياضة وهي التي تحدد توجهاتها العريضة لاسيما ما يتعلق بالترشح للمنافسات الرياضية الدولية.
201310182818110734_20.jpg
المصدر (الجزيرة)

ملخص

اعتمدت قطر "الرياضة" كبعد أساسي لاستراتيجية بناء الصورة الذهنية التي تتبناها كواحدة من استراتيجيات سياستها الخارجية للتعريف بها ولتعزيز مكانتها في المحافل الدولية. فكانت القيادة السياسية في الدولة المسيّر الرئيس لإدارة الرياضة وهي التي تحدد توجهاتها العريضة لاسيما ما يتعلق بالترشح للمنافسات الرياضية الدولية.

لقد استثمرت دولة قطر في الدبلوماسية الرياضية من خلال رعايتها المنافسات والأندية الرياضية المحلية والدولية، إيمانًا منها بأن الاستثمارات الرياضية تلبي حاجات عقلانية بعيدة المدى: كالحاجة إلى التنويع الاقتصادي. كما سعت الاستثمارات القطرية في المجال الرياضي إلى تحقيق بعض الأهداف التي تتعلق بالمجتمع القطري أيضًا، لا سيما إبراز دور النساء في مجتمع محافظ وتنمية سياسة الصحة العامة في واحد من المجتمعات التي تسودها الوفرة من جهة أخرى.

لقد كان أحد أكبر النجاحات التي أحرزتها الدبلوماسية الرياضية القطرية هو الفوز باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022؛ فهذه البطولة العالمية هي أكثر الأحداث الرياضية جذبًا لاهتمام الإعلام في العالم، حيث تعتبر كرة القدم أكثر الألعاب شعبية في العالم.

إن استثمارات قطر في الرياضة كانت بحق بالغة الفائدة على مستوى السُمعة وستكون أيضًا، على المدى الطويل، عظيمة المردودية على المستوى الاقتصادي للدولة.

مقدمة

ما إن وصل الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى السلطة عام 1995 حتى بدأ في عملية تحويل بلاده إلى قوة ناعمة؛ فقطر تعيش في منطقة استراتيجية مضطربة وغير مستقرة، وعليها مواجهة التحديات الاستراتيجية المتأتية من دول أكبر منها على المستويين الديمغرافي والجغرافي. فكيف يمكن تأمين أمن بلد صغير وقليل السكان لكنه غني بموارد الطاقة الأولية؟ إن أحد السُبل إلى ذلك هو التركيز على التعريف بالبلد وفرض وجوده على خريطة العالم. وقد نفّذ أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بأشمل صورة ممكنة، مفهومه للقوة الناعمة، كما أنه راهنَ أيضًا على الرياضة من أجل التعريف بقطر وتعزيز سيادتها.

أهمية الرياضة في السياسة القطرية

ولا أحد ينكر الأهمية الجيوسياسية التي اكتسبتها الرياضة في القرن العشرين والتي زادتها العولمة اتساعًا وانتشارًا؛ فقد باتت الرياضة والمنافسات الرياضية الكبرى المعولمة أحداثًا جامعة تؤثر على العقول بغض النظر عن الفوارق الجغرافية والدينية والاجتماعية والسياسية. ووعيًا منها بأن وسيلة الدفاع الرادعة ليست في متناولها؛ راهنت قطر على أدوات القوة الناعمة ومنها "الدبلوماسية الرياضية" لتحقيق حماية لها، هي في النهاية أكثر ضمانًا وأقل كلفة.

وقد أعلن الأمير السابق لدولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن "اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية أهم من اعتراف منظمة الأمم المتحدة لأن الجميع يحترم قرارات اللجنة الأولمبية الدولية"؛ وهذا يبرز أهمية الخيار الاستراتيجي المتمثل في الرهان على الرياضة.

كما أنّ تصريح فهد عبد الله الملا -رئيس قسم العلاقات المحلية" في اللجنة الأولمبية القطرية – وفقا لما ورد في صحيفة Journal du dimanche الفرنسية بتاريخ 15 فبراير / شباط 2004 أنَّ: "الرياضة هي الوسيلة الأسرع لنقل رسالة ما وضمان ترقية بلد ما؛ فعندما يقال لكم: الشرق الأوسط تفكرون آليًا في الإرهاب، أليس كذلك؟! إن قادتنا يريدون أن تكون لقطر سمعة جيدة". وقد ساهمت الرياضة بشكل واسع في التعريف بدولة قطر ودورها النشط والفاعل الذي تلعبه في المجتمع الدولي.

إن استثمار صندوق قطر السيادي في الرياضة من خلال شرائه أحد أكبر النوادي الفرنسية وأكثرها شهرةً "باريس سان جيرمن"، وتعيينه مدربًا إيطاليًا للنادي قادرًا على تسيير المركب، وشرائه لاعبًا سويديًا من أصل بلقاني لتعزيز وتقوية الأداء، كل ذلك يرمز لعولمة كرة القدم.

استثمارات قطر الرياضية والتوجه نحو العالمية

لقد استثمرت دولة قطر في جميع مجالات الدبلوماسية الرياضية: تنظيم المنافسات الدولية، وتنمية الرياضة داخليًا (الأكاديميات، المراكز الرياضية، البطولات المهمة، البنى التحتية)، ورعاية عدة منافسات أو كيانات رياضية، والحصول على حقوق البث الحصرية للمنافسات الدولية، وشراء كيانات رياضية أجنبية. ويشرف على تصور وتخطيط وإنعاش وقيادة دبلوماسية قطر الرياضية السلطة المركزية في الدولة. كما تلبي الاستثمارات الرياضية حاجات عقلانية طويلة المدى: كالحاجة إلى التنويع الاقتصادي وتحديث الدولة وتطويرها، وكذلك الحاجة السياسية للاعتراف الدولي بغية تعزيز مكانة البلاد في المحافل الدولية.

وإذا كانت استراتيجة الدبلوماسية القطرية استراتيجية استثنائية، فلأن قطر نفسها دولة استثنائية. إنّ أكبر نجاح أحرزته الدبلوماسية الرياضية القطرية هو الفوز باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022؛ فهذه البطولة العالمية هي أكثر الأحداث الرياضية جذبًا لاهتمام الإعلام في العالم، وتأتي بعدها الألعاب الأولمبية، حيث تعتبر كرة القدم أكثر الألعاب شعبية في العالم. وبمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في ديسمبر/كانون الأول 2010 دولة قطر حق استضافة هذه البطولة، تكون قطر بذلك أول دولة عربية في التاريخ تحتضن إحدى أضخم تظاهرتين رياضيتين عالميًا (كأس العالم والألعاب الأولمبية). وأكثر من ذلك سيُعهد إلى قطر بحمل الراية الإقليمية؛ ولها أن تفخر إذن بأنها ستكون ممثلاً للوطن العربي لدى بقية دول العالم.

نشير هنا إلى ترؤّس نجل الأمير السابق، الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني للجنة الترشح القطرية لاستضافة بطولة كأس العالم في العام 2022؛ وهو ما يجسد الالتزام السياسي بهذه الاستراتيجية "الدبلوماسية الرياضية". وقد أطلق الشيخ محمد بن حمد آل ثاني حملة الترشح في مايو/أيار 2009 بتأكيده على تصميم قطر من خلال هذه التظاهرة "على تقريب العالم العربي من العالم الغربي."(1)

وقد تعرضت "الفيفا" للانتقاد بسبب منحها استضافة كأس العالم لدولة قطر، لكنها ارتأت أن خيارها كان صائبًا لأنها تصبو إلى أن تمكّن الرياضة التي تشرف على تسييرها من الانتشار على أوسع نطاق ممكن في العالم، ومنطقة الشرق الأوسط والدول العربية تشكّل حقل توسع مستهدفًا. فـــ"الفيفا" بعد أن غزت آسيا وإفريقيا باتت تتجه نحو الشرق الأدنى، وهي تتطلع إلى أن تكون قوة تجديد جيوسياسية. إنَّ منح تنظيم كأس العالم لدولة قطر هو بمثابة دليل قوي على دمج العالم العربي في العولمة، وهو أيضًا وسيلة لمواجهة نظرية صدام الحضارات؛ كما أنه ضمان للحصول على التزام دولي على المدى الطويل.

وقد وُجّهت اتهامات بالرشوة لدولة قطر بعد حصولها على حق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، وفي الماضي رافقت اتهامات من هذا النوع في الغالب منح استضافة الألعاب الأولمبية وبطولة كأس العالم وخاصة من قبل أولئك الذين فشلت ترشحاتهم. وحدث أن كانت هناك حالات رشوة مؤكدة مثلت أبرز فضائحها تلك المتعلقة بالألعاب الأولمبية لمدينة سالت لايك (Salt Lake City). ومنذ ذلك الوقت شُددت الرقابة على قيادات "الفيفا" واللجنة الأولمبية الدولية. وقد ضاعفت قطر استثماراتها في المشاريع الرياضية في الدول الممثَّلة في اللجنة التنفيذية لــ"الفيفا" في إطار دبلوماسية سياسة المساعدات والعون من أجل التنمية. ولم تكن هذه الاستثمارات، التي قامت بها الأكاديمية الرياضية "أسباير" (Aspire)، موجهة مباشرة إلى الممثلين الذين لهم الحق في التصويت بل كانت تتعلق بوحدات لتنمية الرياضة، كما رعت دولة قطر بمبلغ مالي قدره 1,3 مليون يورو مؤتمرًا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومنحت كذلك معونة لاتحاد كرة القدم في الأرجنتين في وقت كانت تعصف بالأرجنتين أزمة اقتصادية. فقطر لم تحاول إذن إغراء الأعضاء التنفيذيين ولا هي خرقت الميثاق الشرفي لــ"الفيفا".

لقد أسست دولة قطر ترشيحها على أقدمية سياسة ترشحها، حيث كانت تسعى لاستضافة بطولة كأس العالم المزمع تنظيمها في روسيا في العام 2018، وعلى خبرتها المؤكدة في تنظيم تظاهرات كبرى في طليعتها الألعاب الآسيوية عام 2006 وكأس آسيا لكرة القدم لعام 2011 اللتان اعتُبرتا ناجحتين رغم ضعف الحضور في الملاعب بالنسبة للتظاهرة الأخيرة. بالمقابل فإنَّ الدوحة لم تنجح في إدراجها في اللائحة النهائية للمدن المؤهلة لاستضافة الألعاب الأولمبية لعام 2020.

الرياضة والمجتمع

للاستثمارات القطرية في المجال الرياضي هدفان يتعلقان بالمجتمع القطري أيضًا، حيث يتعلق الأمر بإبراز دور النساء في مجتمع محافظ من جهة وبتنمية سياسة الصحة العامة في مجتمع تسوده الوفرة من جهة أخرى.

لقد ظلت عقيلة الأمير السابق الشيخة موزا بنت ناصر تدعم على الدوام مختلف ترشحات قطر، وخاصة بطولة كأس العالم لكرة القدم. وقد تم اختيار الرياضية بهية الحمد، بطلة الرماية، لحمل راية الوفد الوطني في الألعاب الأولمبية التي استضافتها لندن في العام 2012، وهي سابقة تاريخية في دول الخليج. فبفضل الرياضة تحاول القيادة القطرية تعزيز دور النساء بشكل ناعم ومتدرج بحيث يعتاد على ذلك مجتمع محافظ قد يصعب على بعض أفراده تقبل منح دور رائد للمرأة في المجتمع.

كما أن الثراء والوفرة في قطر قد يؤدي، كما هي الحال بالنسبة لأي مجتمع يرتقي فجأة إلى مستوى عال من الاستهلاك، إلى عادات غذائية أو ترفيهية مضرة بالصحة العامة أو معرضة للسمنة المفرطة. ومن خلال التركيز على الرياضة تطمح القيادة القطرية إلى الربط بين الإشعاع الدولي وسلامة المجتمع.

الرياضة والإعلام

هناك نوع آخر من الاستثمارات الرياضية القطرية التي تتعلق بالإعلام السمعي البصري، وتجسده قناة الجزيرة القطرية التي هي أول قناة إخبارية دولية في العالم العربي، ومنها تمّ إطلاق باقة "الجزيرة الرياضية" عام 2003.

وتضم الجزيرة الرياضية اليوم عشرات القنوات الحاضرة في العالم العربي وإفريقيا وأوروبا وآسيا وأميركا الشمالية، وقد فرضت نفسها في البداية كأول محطة للبث الرياضي في العالم العربي، وذلك بفضل إعادة بثها لمجمل التظاهرات الرياضية العالمية الكبرى. وفي فرنسا مكّن حضور BeIn الرياضية -أحد أذرع الجزيرة الرياضية- من تفادي احتكار جهة بث واحدة لحقوق البطولة الفرنسية. وبفضل التنافس الذي فرضته BeIn الرياضية زادت بالثلث الحصة التلفزيونية للأندية المهنية لكرة القدم الفرنسية.

تشابكات الرياضة بالسياسة :قطر-فرنسا مثالاً

تعتبر الروابط الدبلوماسية الاستراتيجية بين قطر وفرنسا قديمة ومتينة، لكنها اتسعت وترسخت في حقبة الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بفضل تنامي الإمكانات التي تمتلكها قطر. نتيجة ارتفاع أسعار مواد الطاقة الأولية، أصبحت شركة توتال الفرنسية شريكًا بالغ الأهمية لقطر لا سيما في ما يتعلق بتشغيل حقول الغاز في حقل الشمال. بينما كانت الاستثمارات الأنغلوساكسونية متشككة في مردودية هذا التشغيل نظراً للانخفاض النسبي في أسعار النفط والغاز في فترة زمنية معينة. وقد زادت الروابط نموًا بين البلدين في مطلع القرن الحادي والعشرين؛ فقد كانت شركة الخطوط الجوية القطرية هي شركة إطلاق طائرة الإيرباص A380، كما منحت قطر صفقات كثيرة لشركات فرنسية متخصصة في مواد الطاقة الأولية والبناء والأشغال العامة والمواصلات وأخرى عاملة في المجال العسكري. واستثمرت قطر بقوة في شركات تعتبر منارة للاقتصاد الفرنسي. وكان الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ضيفًا شخصيًا على رئيس الجمهورية بمناسبة احتفالات إحياء ذكرى 14 يوليو/تموز 2008، اليوم الوطني لفرنسا.

وكانت أوجه التعاون الاستراتيجي بين قطر وفرنسا متعددة بدءًا بالإفراج عن الممرضات البلغاريات في ليبيا وانتهاء بالحرب التي أدت إلى إزاحة العقيد القذافي عن سدة الحكم. لكن صورة قطر في فرنسا تغيرت تمامًا منذ شرائها 70%، في مرحلة أولى، لنادي "باريس سان جيرمان" مقابل مبلغ 40 مليون يورو، وهو مبلغ متواضع جدًا إذا ما قورن باستثمارات قطر الأخرى في فرنسا. فقطر ودبلوماسية نفوذها لم تكن معروفة إلا لدى عدد محدود من النخبة الفرنسية المهتمة بالسياسة الخارجية، لكن اقتحام قطر لعالم الرياضة في فرنسا قلب الوضع رأسًا على عقب. فإدراك صورة قطر في فرنسا لم يعد بعد شراء "باريس سان جيرمان" كما كان قبله؛ فاليوم بات الجميع يعرف قطر ويعرف أين تقع. ومنذ شراء نادي كرة القدم الفرنسي الشهير حدثت طفرة في حضور قطر على أغلفة المجلات والتقارير التلفزيونية والأفلام الوثائقية والبرامج الحوارية. وقد أثار هذا الحضور القوي لقطر امتعاض البعض من الأوساط والتيارات السياسية لا سيما اليمينية منها لأسباب تتعلق بالإسلاموفوبيا، لكن الأوساط الرياضية -بما فيها المنافسون المباشرون لنادي "باريس سان جيرمان"- احتفت بهذه الخطوة التي أعطى دفعة قوية للحضور الدولي للبطولة الفرنسية مسهّلةً تسويقها في الخارج. وفي كل الأماكن التي انتقل إليها نادي "باريس سان جيرمان" امتلأت الملاعب رصدًا للأبطال الجدد المنتمين إلى النادي؛ فقد مكّنت الاستثمارات القطرية النادي الفرنسي من التنافس في بطولة أوروبا للأندية الأبطال (Champion’s League)؛ حيث لم يتم إقصاء "باريس سان جيرمان" في بطولة 2012-2013 إلا في ربع النهائي أمام نادي برشلونة ذائع الصيت.  

الرياضة والنخبة السياسة في قطر

لقد كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مهندس السياسة الرياضية القطرية؛ فهو يرأس كلاً من لجنة تنظيم كأس العالم لعام 2022، وقطر للاستثمارات الرياضية؛ وهو صندوق استثمار أسسه لتمويل استثمارات قطر الرياضية في العالم أجمع. كما يرأس الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أيضاً اللجنة الأولمبية القطرية منذ عام 2001 وقد تم بعد ذلك انتخابه عضوًا في اللجنة الأولمبية الدولية. وتلعب اللجنة الأولمبية القطرية دورًا مركزيًا في تسيير الدبلوماسية الرياضية لدولة قطر، ويشرف أمينها العام الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني على تسيير عملها اليومي.

لقد اشترت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وهي مؤسسة تربوية ترأسها الشيخة موزا بنت ناصر، مساحة إعلانية على قميص نادي برشلونة، وهو أحد أكثر أندية كرة القدم شعبية في العالم، مقابل 30 مليون يورو في السنة ولمدة خمس سنوات. وكسرت هذه الرعاية تقليدًا تاريخيًا راسخًا يتمثل في كون قميص نادي برشلونة ظل إلى ذلك الحين خاليًا من أي إعلان.(2) ومن الأمثلة ذات الدلالة أيضاً أن الخطوط الجوية القطرية أصبحت الناقل الجوي الرسمي لسباق فرنسا للدراجات، وقد طالبت قطر بأن ينطلق سباق فرنسا للدراجات في السنوات المقبلة من أراضيها وهي فكرة لم يرفضها حتى الآن مدير هذا السباق.(3)

وثاني جهاز مسؤول عن الرياضة في قطر، بعد اللجنة الوطنية الأولمبية، هو "الهيئة العامة للشباب والرياضة" التي هي بمثابة وزارة للرياضة، ويرأسها عضو آخر من الأسرة الحاكمة هو الشيخ سعود بن خالد آل ثاني. وتقوم "الهيئة العامة للشباب والرياضة" بتمويل وتنظيم المنافسات الوطنية، والأندية، وتمويل المشاريع الرياضية التي تستهدف الشباب.

فالسياسة الرياضية القطرية تسيّرها إذن أعلى سلطة في الدولة حيث تتولى الإدارة اليومية للرياضة وتحدد توجهاتها العريضة كالترشح للمنافسات الرياضية الدولية.

ويقترن إطلاق وتفعيل هذه الأداة "الدبلوماسية الرياضية للدولة" مع توجه تحديث البلاد ونهج السياسة الخارجية التي اعتمدها الأمير السابق للدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني منذ توليه السلطة في العام 1995.

خاتمة

لقد كان الأمير تميم منذ كان وليًا للعهد هو الصانع الأساسي لدبلوماسية قطر الرياضية، واليوم وبعد أن صار على رأس هرم السلطة في الدولة، من المؤكد أنه سيواصل هذه السياسة، ويبقى التحدي الأكبر هو استضافة بطولة كأس العالم لعام 2022. ومن جهة أخرى فإن ثورات ما يسمى بالربيع العربي التي حلت بدول عربية عديدة كتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، والتي كان لقطر منها موقف واضح، ستدفع قطر إلى الرهان أكثر على الدبلوماسية الرياضية التي لم تُثِر عليها سخطًا يُذكر. وقد تجر هذه الدبلوماسية بعض الحسد هنا أو هناك لكن ذلك يعتبر جزءًا من ضريبة النجاح.

وفي الختام، فإن استثمارات قطر في الرياضة كانت بالغة الفائدة على مستوى السُمعة وستكون أيضًا، على المدى الطويل، عظيمة المردودية على المستوى الاقتصادي.

الرياضة الدولية في قطر

التظاهرات
  الرياضية الدولية

التاريخ

التظاهرات التي نُظّمت سابقًا في قطر

كأس آسيا للأمم لكرة القدم -16 سنة

1985

كأس آسيا للأمم لكرة القدم - 16 سنة

1986

كأس آسيا للأمم لكرة القدم

1988

كأس آسيا للأمم لكرة القدم - 16 سنة

1994

كأس آسيا للأمم لكرة القدم - 16 سنة

1998

بطولة العالم لتنس الطاولة

2004

بطولة العالم لرفع الأثقال

2005

الألعاب الآسيوية

2006

كأس العالم للترياتلون (سباحة، دراجات، مشي)

2006

البطولة الآسيوية للألعاب الرياضية في القاعة

2008

بطولة العالملأندية الكرة الطائرة – رجال

2009

بطولة العالم لأندية الكرة الطائرة - رجال ونساء

2010

البطولة العالمية للألعاب الرياضية في القاعة

2010

الألعاب العربية

2011

بطولة العالم لأندية الكرة الطائرة - رجال ونساء

2011

كأس آسيا للأمم لكرة القدم

2011

البطولة العامة لسباق الخيل

2011

البطولة الآسيوية للهوكي على العشب

2012

البطولة العالمية للعبة الإسكواش

2012

التظاهرات التي ستُنظم مستقبلاً في قطر

بطولة العالم للسباحة داخل حوض صغير

2014

بطولة العالم لكرة اليد

2015

بطولة القارات لكرة القدم

2021

كاس العالم لكرة القدم

2022

التظاهرات السنوية

بطولة قطر المفتوحة للتنس

منذ 1993

الجائزة الرياضية الكبرى بقطر

منذ 1997

بطولة  قطر ماسترز في الغولف

منذ 1998

سباق قطر للدراجات

منذ 2002

الجائزة الكبرى للدراجات النارية بقطر

منذ 2004

سباق قطر النسوي (للدراجات)

منذ 2009

_____________________________
باسكال بونيفاس - مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، باريس-فرنسا

الهوامش
(1) 
http://soccernet.espn.go.com/news/story?id=647154&sec=worldcup2010&&cc=5739
(2)  وحدها اليونيسيف كان لها الحق في الظهور على قميص النادي وبشكل مجاني.
(3) http://archives-lepost.huffingtonpost.fr/article/2011/06/24/2532542_cyclisme-le-depart-du-tour-de-france-au-qatar-pas-impossible.html

نبذة عن الكاتب