أوكرانيا والقرم، في السياسية الروسية

تقوم سياسة روسيا في أوكرانيا والقرم على حسابات داخلية تتعلق بأمن روسيا والحؤول دون انتقال الثورات الملونة إليها، وأخرى خارجية لتعزز من مكانتها العالمية بالسيطرة على "الجوار القريب"، ولا يخرج تدخل روسيا في أوكرانيا وضمها للقرم عن هذا المسار.
201432683124846734_20.jpg
الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش (يسار) يصافح نظره الروسي فلاديمير بوتين (الفرنسية)
ملخص
تمثل أوكرانيا أهمية سياسية بالغة لروسيا، فعبرها تمر أنابيب الغاز إلى أوروبا، وتعزز من حضور أسطولها في البحرين: الأسود والأبيض المتوسط، وهي من الجوار القريب الذي يسعى الكرملين للسيطرة عليه لتستعيد روسيا مكانتها العالمية. في هذا السياق جاء ضم القرم بقوة عسكرية محدودة ودون إراقة دماء، وليحقق أهدافًا أخرى لموسكو، منها: عدم السماح للغرب بالاستحواذ على أوكرانيا، والتأثير على الساسة في كييف بما يحول دون استقرار حكومة موالية للغرب هناك، إضافة إلى خشية الرئيس فلاديمير بوتين من أن تنتقل الثورات الملونة إلى روسيا نفسها. وتمثل كييف أهمية رمزية لروسيا لأنها مهد العِرق الروسي، وتضم نسبة عالية من السكان تعود أصولهم إلى هذا العِرق؛ ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الحدث الأوكراني مقدمة لتدخل روسي في دول أخرى من الجوار القريب، يعود بعض سكانها بأصولهم إلى العرق الروسي، لاسيما مثل: دول البلطيق، وبولندا، ورومانيا، والسويد، وفنلندا.

تقوم تصرفات روسيا في شبه جزيرة القرم على حسابات داخلية وأخرى خارجية. ويرى الكرملين أنه يجب أن يسيطر أولاً على ما يسميه "الجوار القريب" إذا أرادت روسيا أن تستعيد مكانتها كقوة عالمية. ويشمل "الجوار القريب" الدول التي ظهرت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991(1). فيما يتعلق بالرمزية السياسية، فإن أوكرانيا من الأهمية بمكان بالنسبة لروسيا، لأن استقلالها كان عاملاً حاسمًا في انقراض الاتحاد السوفيتي كفاعل سياسي في المنظومة الدولية.

حاولت السياسية الخارجية الروسية في العقد الماضي استرجاع كييف إلى مجال نفوذها ولكن نجاحها في ذلك كان محدودًا، وفي عام 2004 حاول الكرملين إجبار أوكرانيا على قبول رئيس وزراء صديق له خلفًا لليونيد كوتشما. ومع ذلك فقد أشعلت الانتخابات -"التي تم تزييفها"، وأتت بفيكتور يانوكوفتش- الثورة البرتقالية التي أدت إلى إعادة الانتخابات ومن ثم اختيار فيكتور يوتشينكو ذي التوجهات الغربية. وفي عام 2013، وبينما كانت أوكرانيا تحضّر نفسها لتوقيع اتفاقية صداقة وتجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، استخدمت روسيا سلسلة من التكتيكات العسكرية القوية والإغراءات بهدف ثَني كييف عن تطوير علاقات أكثر قربًا من بروكسل. وبرغم أن أوكرانيا لانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 لضغط روسيا وتخلت عن خططها لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة الشاملة مع الاتحاد الأوروبي، فإن تكتيكات موسكو العدائية أدت إلى أكبر موجة احتجاجات منذ الثورة البرتقالية (2004)، وأجبرت في النهاية الرئيس فيكتور يانوكوفتش على المغادرة.

لن تسمح روسيا بأن تخسر أوكرانيا للغرب إذا أرادت تعزيز مجال نفوذها السابق في "الجوار القريب"، واستعادة مكانتها كقوة عظمى؛ فأوكرانيا ذات مكانة مهمة إذ تشكّل عمقًا استراتيجيًا للمنطقة الروسية وتنتصب كحاجز يمنع التأثير الغربي. وتعد مدينة سيفاستوبول القاعدة الأساسية لأسطول البحر الأسود، كما أن شبه جزيرة القرم يقع في موقع مميز يسمح بحضور قوة روسية مؤثرة في منطقة البحر الأسود وفي البحر الأبيض المتوسط. أضف إلى ذلك أن أوكرانيا محضن رئيسي لشبكة الأنابيب التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية. ورغم أن روسيا حاولت أن تلتف على أوكرانيا من خلال بناء خط أنابيب (نورد ستريم) وتعزيز مشروع (ساوث ستريم)، فإن معظم غاز روسيا الطبيعي لا يزال يصل الأسواق الأوروبية عبر شبكة الأنابيب الأوكرانية. وبالتالي، فإن إحكام السيطرة على شبكة أنابيب أوكرانيا مصلحة حيوية لروسيا.

غير أن أوكرانيا قد شهدت في العقد الماضي احتجاجات جماهيرية واسعة ضد التدخل الروسي في سياستها الداخلية، وضد السياسات "التسلطية المتزايدة" التي كان يمارسها كل من ليونيد كوتشما وفيكتور يانوكوفتش من بعده. ونظرت روسيا إلى تلك الاحتجاجات الجماهيرية في أوكرانيا (وفي أجزاء أخرى من مجال الاتحاد السوفيتي السابق) كتهديد لنظامها الحاكم. والحقيقة أن الخوف من "ثورة ملونة" تطيح بنظام بوتين أصبح القوة الدافعة الرئيسية وراء السياسات التي تنتهجها روسيا للحد من المعارضة الروسية وتحصين روسيا من المؤثرات الغربية؛ فحركات الاحتجاج التي أدت إلى تغييرين سياسيين في أوكرانيا (2004 و2014), وصمتها روسيا بأنها حركات مدعومة من الغرب بهدف تغيير النظام بشكل سلمي(2). وتبعًا لذلك، فإن التطورات الأخيرة في أوكرانيا تشكّل تهديدًا للنظام الحاكم في روسيا، وعليه فقد أصبح من المطلوب التدخل العسكري لحماية ذلك "النظام الغريب".

أما من الناحية الثقافية فأوكرانيا مهمة بالنسبة لروسيا؛ إذ كانت هي المكان الذي أسست عليه سلالةُ روريكد الدولة الروسية الأولى في القرن التاسع(3). وتدعي كل من روسيا وأوكرانيا تراث "كييفان روس" التاريخي والثقافي، كما أن شبه جزيرة القرم، الذي يقع في مركز النزاع بين روسيا وأوكرانيا، هو مسقط رأس الروح الروسية حيث تم تعميد الأمير فلاديمير حاكم كييفيان روس هناك على يد المبشرين الأرثوذكس في بلدة "تاوريس خيرسون" على البحر الأسود، ومن هنا أصبح من الممكن تحويل كل الذين كانوا يعيشون تحت حكمه إلى المسيحية(4). إضافة إلى ذلك أن حوالي 60% من سكان شبه جزيرة القرم هم من العرق الروسي(5)، وهؤلاء تتجه أنظارهم إلى موسكو أملاً في الحصول على دعمها وحمايتها. وقد وفرت فكرة حماية حقوق السكان المتحدثين بالروسية (وهم كثرة) القاطنين في شبه جزيرة القرم حجةً مثالية للتدخل الروسي الحالي.

استخدام محدود للقوة

أرسل الاتحاد الروسي قوة عسكرية محدودة إلى شبه جزيرة القرم لكنها مؤثرة وحاسمة، وكان استخدام القوة هذا مدبرًا رغم أنه قد بدا وكأنه مفاجئ وغير متوقع للوهلة الأولى؛ إذ تم الإعداد له وتنفيذه بإحكام؛ حيث سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم دون إراقة للدماء وذلك لأنها استخدمت قواتها المتمركزة أصلاً في المنطقة، مدعومةً من ميليشيات محلية وتعزيزات من روسيا، وتم عزل القوات الأوكرانية وحصارها في أماكنها، وحوصر الأسطول الأوكراني في قاعدته الرئيسية في شبه الجزيرة وذلك بعد أن أغرق الأسطول الروسي سفينتين خارج الخدمة بالقرب من ميناء نوفوزيرن(6). وسيطرت القوات الروسية على البنية التحتية الحيوية دون معارضة، واستبدلت بأجهزة السلطات الأوكرانية أجهزة أخرى موالية لموسكو.

يشي استخدام روسيا المحدود للقوة ضد القوات الأوكرانية في القرم بأن أهداف موسكو محدودة، وأنها تحاول قدر الإمكان تجنب تصعيد النزاع. ولو أن روسيا قاتلت القوات المسلحة الأوكرانية بقسوة، فلربما خسرت قدرتها على التحكم في تصعيد النزاع كما كان يمكن لذلك أن يجلب لموسكو مزيد إدانة من المجتمع الدولي؛ فالقوات التي سيطرت على البنية التحتية الحساسة ومباني الإدارة في القرم لم تكن ترتدي أية علامات تدل على تميزها القومي، رغم أن هويتها لم تكن موضع شك أبدًا؛ وإنما فعلت هذا كي تُحد من التداعيات السياسية لتصرفاتها وتتجنب قدر الإمكان وصمها بأنها دولة معتدية(7).

ورغم أن تكتيكات روسيا لم تنطلِ على أحد، ورغم التنديد العالمي بالكرملين كمعتدٍ في القرم؛ فإن استخدام القوة المحدودة ومنهج القبضة المخملية الذي اتبعته موسكو في إخضاع الوحدات العسكرية الأوكرانية المتمركزة في المنطقة يُظهر أن الكرملين يريد أن تظل فكرة تصعيد الأزمة تحت السيطرة قدر الإمكان؛ ففي كل مرة كانت العسكرية الروسية تواجه ردة فعل أوكرانية قوية، اختارت روسيا تجنب مزيد من الضغط، وفي 15 مارس/آذار حاولت طائرات الهليكوبتر الروسية إنزال جنود قرب قرية سترليكوف، في منطقة خيرسون، ولكنها انسحبت عندما واجهتها طائرة تابعة للقوات الجوية الأوكرانية(8). وحاولت القوات الروسية في أكثر من مناسبة إقناع القوات الأوكرانية بتغيير توجهها وإعلان ولائها للسلطات القرمية الجديدة أو الانضمام للقوات الروسية، ولكن تمت مواجهتها برفض كاسح راسخ(9).

الأهداف الروسية

كان هدف الكرملين المباشر هو فصل القرم عن بقية أوكرانيا بأسرع وقت وعنف ممكنين من أجل تسهيل ضمه لروسيا، كما أن الاستفتاء الذي جرى في 16 مارس/آذار جعل الضم حتميًا. ويعتبر ضم القرم لروسيا جزءًا من استراتيجية ذات أمد أطول، تهدف إلى تحجيم السيادة الأوكرانية وتفكيك التكامل الجغرافي؛ فبضم القرم، تشجّع روسيا شرقَ أوكرانيا، الذي تسوده من الناحية الطبوغرافية مجموعةٌ عرقيةٌ روسيةٌ، على أن يطالب بالاستقلال أو وضع خاص داخل أوكرانيا. وفي النهاية، ربما تصل أوكرانيا إلى مرحلة الدولة الفيدرالية، بحيث يكون شرقها أقرب إلى روسيا وغربها منجذبًا نحو الناتو والاتحاد الأوروبي(10). ومع ذلك، فحتى لو وافقت أوكرانيا على أن تكون دولة فيدرالية مهلهلة فليس هناك ضمان بأن روسيا ستحترم أية ترتيبات على المدى البعيد.

وهناك هدف ثانوي لتحركات روسيا في القرم وهو إسقاط حكومة "أرسيني ياتسينيوك"، ويراهن الكرملين على أن الحكومة الجديدة في كييف لن تستطيع تجنب تمزق مناطقها على المدى البعيد؛ ففي حين تواجهها مشكلة ضم القرم ودعوات للاستقلال من طرف شرق البلاد؛ فإن الحكومة الهشة التي يقودها ياتسينيوك يمكن أن تنهار وتستبدل بها حكومة جديدة تكون أكثر انفتاحًا على روسيا، وتلبي مطالبها وتراعي مصالحها.

 حدود مراجعات روسيا

حين تغزو روسيا القرم وتضمه إليها، فإنها بذلك تقوم بمراجعة للوضع العام الذي تبدّى بعد نهاية الحرب الباردة. وتسير تصرفات الكرملين ضد قانون هلسنكي النهائي وقانون تأسيس روسيا والناتو، ومذكرة تفاهم بودابست، واتفاقية الصداقة الروسية-الأوكرانية، وميثاق الأمم المتحدة. كل هذه الوثائق تدين استخدام القوة لحل النزاعات الدولية بين الدول كما تدين الاعتداء المسلح، وضم مناطق الغير، كما أن هذه الوثائق تضمن تكامل أوكرانيا وسيادتها(11).

أضف إلى ذلك فإن غزو القرم وضمه يثير السؤال حول مدى احترام روسيا لاستقلال جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وسيادتها، كما يشير سلوك روسيا السابق تجاه جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق إلى أن الكرملين لم يقبل يومًا فكرة تفكك الاتحاد السوفيتي ويطبق معايير مختلفة عن المعايير الدولية حين يتعلق الأمر باحترام التكامل الجغرافي لهذه الدول واستقلالها. إن النزاع المتوقف في "ترانسنيستريا" و"أبخازيا" و"أوسيتيا الجنوبية" و"ناغورنو-كارباخ"، وكما حصل في الحرب الروسية الجورجية عام 2008، كل هذه تُبين النسق الخطير الذي تتبعه روسيا في استخدامها للقوة لتحجيم الجمهوريات السوفيتية السابقة وإجبارها على ما تريد.

ويثير غزو روسيا للقرم وضمه سؤالاً دقيقًا حول سلوك روسيا كعضو مسؤول في المجتمع الدولي، وفيما إذا كان هذا السلوك محصورًا في "الجوار القريب" حيث تحرص روسيا على تعزيز سيطرتها؛ أم أن ذلك مجرد إشارة على شكل ما ستفعله روسيا في مقبل الأيام؟ وإذا نجحت روسيا في سياساتها "العدائية" تجاه جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، فهل سيُغريها هذا النجاح بأن تستخدم نفس السياسية ضد دول أخرى؟

هذا هو التحدي الأخطر بالنسبة للنظام الأوروبي في مرحلة ما بعد الحرب، والذي يتميز بتعاون سلمي وحل النزاعات بالوسائل المقررة في القانون الدولي والدبلوماسية الدولية. وحتى لو تم حصر استخدام روسيا للقوة في "مجال نفوذها الخاص بها"، فإن ذلك يعني خروجًا عن المعايير المقبولة في أوروبا ومعايير السلوك الدولي. آخر شيء يحتاجه الاتحاد الأوربي هو روسيا عدوانية بالقرب من حدوده. وأية دولة، قريبة من روسيا، ولها معها نزاعات، من المحتمل أن تتعرض لنزاع مسلح وتدخل. وتثير تصرفات روسيا في القرم سؤالاً بشأن أمن دول البلطيق وبولندا، ورومانيا، والسويد، وفنلندا.

إن غزو روسيا لشبه جزيرة القرم وضمها هو جزء من استراتيجية أوسع من أجل السيطرة على "جوارها القريب" والتحكم فيه. ويُنظَرُ إلى سيطرة الكرملين على دول الاتحاد السوفيتي السابق على أنه مفتاح لاستعادة مكانة روسيا كقوة عظمى بنفس مستوى الغرب. إضافة إلى ذلك، تربط أوكرانيا روسيا مع الغرب عبر شبكة أنابيب الغاز الخاصة بها، بينما تقف كحاجز جيوسياسي بين أوروبا الغربية والكرملين. ومع ذلك فإن سلوك روسيا الدولي يثير أسئلة حول مكانتها كمساهم مسؤول في المنظومة الدولية كما أنه يهدد الأمن الأوروبي.
_______________________________________
جورج فيشان - باحث مشارك في مركز رومانيا للطاقة، ومحرر موقع سيفيتاس بولتيكس
ملاحظة: أعد النص باللغة الإنكليزية لمركز الجزيرة للدراسات، وترجمه إلى العربية الباحث محمود الحرثاني.

المصادر
1- J. Bugajski (2005) Pacea rece: Noul Imperialism al Rusiei (Cold Peace: Russia’s New Imperialism) (Bucharest: Casa Radio) pp. 15-49.
2- J.L. Wilson (2009) “Colour Revolutions: The View from Moscow and Beijing”,Journal of Communist Studies and Transition Politics, Vol. 25 (1-2) p. 370.
3- Parker (2004) Sovereign City: The City State through History (London: Reaktion Books) pp. 117-119.
4- O. Figes (2011) The Crimean War: A History (New York: Metropolitan Books).
5- State Statistics Committee of Ukraine (2001) “About number and composition population of Autonomous Republic of Crimea”, http://2001.ukrcensus.gov.ua/eng/results/general/nationality/Crimea/ , (accessed on March 12, 2014).
6- S. Webb and D. Gayle (2014) “Vladimir Putin scuttles his own navy warship in Black Sea to block Ukrainian vessels from leaving port as Crimeans face referendum on whether to join Russia”,Daily Mail, March 6, http://www.dailymail.co.uk/news/article-2574567/EU-leaders-hold-emergency-summit-discuss-response-Russias-Crimean-invasion-ousted-Ukrainian-president-Yanukovych-assets-frozen-alleged-embezzling.html  (accessed March 10, 2014).
7- The Telegraph (2014)“Ukraine accuses Russia of ‘armed invasion’ after Crimea airports blockaded” (2014), February 28, http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/europe/ukraine/10666742/Ukraine-accuses-Russia-of-armed-invasion-after-Crimea-airports-blockaded.html , (March 10, 2014).
8- Ministry of Foreign Affairs of Ukraine (2014) “Statement of the MFA of Ukraine with respect to assault landing of Russian Armed Forces in the Kherson region on March 15”, March 15, http://mfa.gov.ua/en/press-center/news/19559-zajava-mzs-ukrajini-u-zvjazku-z-visadkoju-15-bereznya-desantu-zbrojnih-sil-rf-v-khersonsykij-oblasti , (accessed March 16, 2014).
9- S.L. Loiko (2014) “Russia Sinks Ship to block Ukrainian Navy entry into the Black Sea”, The Sidney Morning Herald, March 7, http://www.smh.com.au/world/russia-sinks-ship-to-block-ukrainian-navy-entry-to-black-sea-20140307-hvghs.html , (accessed March 16, 2014).
10- I. Krastev (2014) “Russian Revisionism: Putin’s Plan for Overturning European Order”, Foreign Affairs, March 3, http://www.foreignaffairs.com/articles/140990/ivan-krastev/russian-revisionism  (accessed March 10, 2014).
11- O. Manea (2014) “Responding to Crimea by Bolstering NAT0’s Presence in Central and Eastern Europe”, Small Wars Journal, http://smallwarsjournal.com/jrnl/art/responding-to-crimea-by-bolstering-nato%E2%80%99s-military-presence-in-central-and-eastern-europe , (accessed March 12, 2014).

نبذة عن الكاتب