(الجزيرة) |
ملخص من المسلّم به أن الاتحاد الروسي هو حليف النظام السوري منذ عقود طويلة، ومن هنا وجدت موسكو منفذًا لها تطل من خلاله على المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط عبر قاعدتها العسكرية في مدينة طرطوس السورية، عليه يمكن فهم أهمية سوريا "الدولة" بالنسبة للكرملين الروسي. كنتيجة للتطورات الأخيرة في الأزمة السورية، فإن روسيا ومن خلال تدخلها العسكري في سوريا، تحاول إعادة رسم خارطة توازنات القوى الدولية، وفي حال نجحت بفرض أجندتها وفقًا لمقترحاتها وخططها التي تسعى للترويج لها كمخرج من الأزمة في سوريا، فإن موسكو ستبقى لاعبًا فاعلًا في منطقة الشرق الأوسط ذا حضورٍ على الأرض خلال العقود القادمة، وستكون شريكًا لقوى إقليميةٍ ودولية فاعلة، وسيؤخذ بتوصياتها ورغباتها وفقًا لمصالحها ومصالح حلفائها عند بحث ترتيبات الأمن في المنطقة لاحقًا. تبقى الإشارة إلى أنه وفي ضوء السياسة البراغماتية التي تنتهجها دول الخليج العربية على الصعيد الإقليمي والدولي، لا يُتوقع أن تسلك هذه الدول نهجًا تصعيديًّا تجاه تدخل موسكو في الأزمة السورية. لكن في الوقت ذاته، فإن دول مجلس التعاون الخليجي لن تتردد وفقًا لتحركاتها في تبني سياسة عقلانية تحمي مصالحها الوطنية والإقليمية في إقليمٍ تملؤه الصراعات، لاسيما على خلفية التداعيات المستقبلية المحتملة للأزمة السورية الممتدة منذ قرابة الخمس سنوات. |
مقدمة
شهد الشهر الأخير تطورات نوعية لافتة في الموقف الروسي تجاه الأزمة في سوريا، انتقلت بموجبه موسكو من مربع المراقب والداعم السياسي للنظام في دمشق، إلى مرحلةٍ متقدمة في تدخلها العسكري المباشر والعلني، وصلت إلى حدِّ شنِّ ضربات عسكرية مباشرة داخل الأراضي السورية ضد التنظيمات المعارضة والمناوئة لنظام الأسد، تحت غطاء الحرب على الإرهاب ومحاولة القضاء على ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
ويثير هذا التطور في الموقف الروسي الرسمي تساؤلاتٍ حول دوافعه وتوقيته وتبعاته وطبيعة ردود أفعال القوى الإقليمية والدولية تجاهه، لاسيما من جانب دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يحاول هذا التقرير تسليط الضوء عليه بشئ من التفصيل والرصد والتحليل.
بواعث التدخل العسكري الروسي في سوريا
من المعلوم أن الاتحاد الروسي -وريث الاتحاد السوفيتي السابق- هو حليف للنظام السوري "البعثي" منذ أكثر من خمسة عقود، وبذلك فقد وجدت روسيا الاتحادية منفذًا لها تطل من خلاله على البحر الأبيض المتوسط عبر قاعدتها العسكرية في مدينة طرطوس السورية -الوحيدة لها في منطقة الشرق الأوسط-، من هنا يمكن فهم أهمية سوريا بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بدأت روسيا عملياتها العسكرية الجوية في سوريا في 30 سبتمبر/أيلول 2015 دون سابق إنذار (1)، ولم تُخفِ موسكو تعزيزاتها العسكرية من عتاد وآليات وأفراد، والتي كانت قد أرسلتها إلى الأراضي السورية بكثافة خلال الأسابيع التي سبقت موعد بدء تدخلها العسكري، الذي أرادت منه أن تثبت للعالم أجمع أنها تستطيع تغيير موازين القوى على الأرض، وأنها لا تزال قوة ضاربة يمكن أن يُحسب لها أكثر من حساب من قبل القوى الدولية والإقليمية.
وسعت موسكو إلى تسويق شرعية تدخلها العسكري في سوريا من منطلق أنه جاء بناءً على طلبٍ من النظام السوري الذي لا يزال مُعترَفًا به دوليًّا رغم الانتهاكات الصارخة التي ارتكبها بحق شعبه (2)؛ حيث ما زالت البعثة الدائمة لسوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك ممثلةً بدلوماسيين سوريين منتدبين من وزارة الخارجية التي يرأسها أحد أعمدة النظام "وليد المعلم".
ويُمكن أن تُعزى بواعث تدخل الحكومة الروسية عسكريًّا في سوريا إلى أحد الأسباب الأربعة التالية أو إليها مجتمعة:
-
يقين الرئيس بوتين وحكومته أن نظام الأسد بات ضعيفًا ومتهالكًا وعلى وشك السقوط (3)، لاسيما بعد أن حققت المعارضة السورية المسلحة -بدعمٍ من عدد من الدول الإقليمية المؤيدة لفكرة رحيل الأسد- تقدمًا كبيرًا في المناطق الشمالية والجنوبية وباتت على مشارف مدينة اللاذقية، التي تعتبر أكبر المدن على ساحل الجمهورية العربية السورية والميناء الرئيس لها؛ حيث أتى هذا التدخل العسكري الروسي لدعم النظام السوري والحفاظ على ما تبقى من كيانه ومن المناطق التي يسيطر عليها لاسيما في العاصمة دمشق ووسط سوريا، خاصةً مدينتي حمص وحماة.
-
حماية المصالح الروسية في سوريا (4)، خاصةً القاعدة العسكرية البحرية في ميناء طرطوس على الساحل السوري؛ حيث إن هذه القاعدة هي الوحيدة لروسيا في منطقة الشرق الأوسط وعلى ضفاف المياه الدافئة للبحر المتوسط. وهذا يفسر حرص روسيا على بناء قاعدة عسكرية جوية لها في مدينة اللاذقية الساحلية غرب سوريا لتعزيز وجودها ونفوذها مستقبلًا في سوريا في سياق تسويات مستقبلية محتملة مع الأطراف المحلية والإقليمية.
-
تعزيز مكانة روسيا كقوة دولية فاعلة، وإثبات قدرتها على أن تكون لاعبًا مؤثرًا في القضايا الإقليمية والدولية (5)، لاسيما بعد أن نجحت في ضم جزيرة القرم الأوكرانية وفشل المجتمع الدولي بمؤسساته وهيئاته في تغيير الواقع الذي فرضته روسيا على الجغرافيا السياسية بقوتها العسكرية دون رادعٍ دولي.
وكذلك سعي موسكو لإثبات قدرتها على الصمود أمام الأزمة المالية الخانقة التي تعصف باقتصادها منذ انخفاض أسعار منتجات الطاقة من النفط والغاز بشكلٍ دراماتيكي، حيث أثَّر ذلك على اقتصادات الدول المنتجة للطاقة، ورفض الدول الأعضاء في منظمة أوبك، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تخفيض إنتاجها لرفع الأسعار؛ حيث يمكن قراءة مشهدٍ مفاده أن روسيا بتدخلها العسكري في سوريا تسعى لاستعادة مكانتها بل وفرض نفسها كقطبٍ في عالمٍ ثنائي الأقطاب وندٍّ للولايات المتحدة الأميركية، واستخدام هذه الورقة (ورقة التدخل العسكري في سوريا) للضغط على دول أوبك لتغيير سياسة إنتاجها النفطي لا سيما مع اقتراب موعد انعقاد اجتماع وزراء النفط للدول الأعضاء في منظمة أوبك في 4 ديسمبر/ كانون الأول 2015. -
رغبة روسيا في أن تكون عنصرًا فاعلًا في تسوياتٍ مستقبليةٍ تخص الأقلِّيات في كلٍّ من سوريا والعراق، لاسيما الأكراد الذين يعملون على الوصول إلى لحظة إعلان دولةٍ مستقلةٍ لهم شمالًا (في إقليمي العراق وسوريا) على الحدود التركية (6). هذا المطلب الذي تسعى تركيا بكل ما تملك لإجهاضه حمايةً لحدودها الجنوبية مع جيرانها في سوريا والعراق.
من جهةٍ أخرى، فإنه من المرجح أن يؤدي التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى ازدياد موجات اللاجئين السوريين إلى أوروبا (7)؛ ما سيقود بدوره إلى تعزيز مواقع الأحزاب اليمينية المتطرفة في دول القارة العجوز، والتي لا تُخفي معارضتها المطلقة لسياسات بلدانها في استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين، والتي تصل في بعض الدول (كألمانيا) إلى مئات الألوف وربما الملايين؛ ما قد يؤدي إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي الذي تعتبره موسكو خصمًا لها بعد أن فرض عليها حزمةً من العقوبات الاقتصادية نتيجة استيلائها على جزيرة القرم الأوكرانية.
التدخل الروسي ومواقف القوى الدولية والإقليمية
إن نجاح روسيا في تشكيل حلف لمحاربة الإرهاب أو تنظيم ما يُدعى بالدولة الإسلامية -كما أعلنت- والذي يضم بالإضافة إليها (روسيا) كلًّا من إيران والعراق وسوريا وحزب الله اللبناني وربما يكون مدعومًا من دولٍ عربيةٍ أخرى لم يُعلَن عنها بشكلٍ صريح، يدل على كونها قادرةً على أن تكون لاعبًا فاعلًا في الشرق الأوسط لا يمكن الاستهانة به، لاسيما بعد تراجع ثقل الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة وعدم رغبتها بالغوص في وحولِ حروبٍ جديدة على الأرض لأسباب عديدة يمكن حصر أهمها بنتائج تجربتيها الفاشلتين خلال العقد الماضي في كلٍّ من العراق وأفغانستان، وبخمولها حيال أزمات العالم أجمع وفقًا لنمطها السلوكي السلبي الذي بدا واضحًا وبشكلٍ واضح منذ بدأ العد التنازلي لانتهاء ولاية الرئيس أوباما الذي يقضي أشهره الأخيرة كسيِّدٍ للبيت الأبيض (8).
هذا الحلف الذي تم رصد نواة تشكُّله خلال الأسابيع القليلة الماضية، يُحاول أن يكون ندًّا للحلف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية منذ أكثر من أربعة عشر شهرًا والذي يضم قرابة الـ50 دولة عربية وغربية؛ حيث يسعى الحلف الذي تقوده موسكو للترويج إلى أن هدفه هو "الحرب على الإرهاب"، ولكن الوقائع على الأرض أثبتت أن الغارات الروسية في الأراضي السورية شملت هجماتٍ على المعارضة المسلحة المعتدلة -ومنها قوات "الجيش السوري الحُر"- التي تقاتل القوات النظامية السورية (9)، وتُصنَّف على أنها مدعومة من عدد من الدول الإقليمية لاسيما من السعودية وتركيا وقطر، ومدرَّبة من قِبل قوات أميركية خاصة.
في الوقت ذاته، يصعبُ فهم مواقف عددٍ من القوى الدولية، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون الذين لم يُحركوا ساكنًا للتدخل العسكري الروسي في سوريا -كما بدا للوهلة الأولى على الأقل-، وكأنَّ اتفاقًا ضمنيًّا بين الطرفين على تبادل الأدوار قد تم إبرامه.
لقد اكتفت الدول الفاعلة في الأزمة السورية بإصدار التصريحات التي أدانت بدايةً التدخل العسكري الروسي، وشهدت الساحة الدولية تغييرًا لعددٍ من المواقف التي قبلت بالعمل على إيجاد تسوية سياسية يمكن أن يكون الأسد طرفًا فيها -في مرحلةٍ انتقالية على الأقل-، وكأن التدخل العسكري الروسي في سوريا قد فرض بالفعل أجندته كما تم التخطيط له في موسكو؛ ما يُعزِّز فكرة أن روسيا سعت من خلال إقحام نفسها عسكريًّا في الأزمة السورية إلى توفير مناخٍ يفرضُ على كافة الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية القبولَ بمبدأ الحل السياسي، ويحفظُ مصالحها في سوريا ويضمن خروجًا آمنًا لحليفها "بشار الأسد" من السلطة مستقبلًا حال التوصل لتسوية سياسية محتملة.
ليس سرًّا القول بأن روسيا هي أكبر المورِّدين للنظام السوري من العتاد والأسلحة والدعم الاستشاري واللوجستي، من هنا يأتي اليقين بأنَّ روسيا قد فكَّرت مليًّا قبل الإقدام على خطوة التدخل العسكري والزج بنفسها في نفق حربٍ عسكرية في سوريا. ومن المرجح أن موسكو قد أعدت مسبقًا "استراتيجية خروج" من حربها في سوريا عندما تقتضي الحاجة، وهذا ما كشفت عنه بالفعل الأسابيع التي تلت بدء العملية العسكرية الروسية، لاسيما بعد اجتماع "فيينا 1"، الذي عُقد يوم الجمعة الموافق 23 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وجمع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا (10)، وخَلُص إلى الاتفاق على مواصلة المشاورات بين الأطراف الأربعة، وتوسيع اجتماع "فيينا 2" الذي عُقد بالفعل في يوم الجمعة الموافق 30 أكتوبر/تشرين الأول وضمَّ وزراء خارجية 17 دولة معنية بالأزمة السورية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة (11)؛ حيث كان من أهم نتائج هذا الاجتماع دعوة المشاركين فيه إلى جمع المعارضة وحكومة النظام في سوريا حول طاولة الحوار، من أجل بدء عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحدًا، يعقبها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات (12). ولكن يكمن التحدي الأكبر الذي ستواجهه الدول المؤيدة لرحيل الأسد، في جمع المعارضة على طاولة المفاوضات؛ حيث هناك العشرات وربما المئات من الفصائل المعارضة للنظام السوري، والتي لا تتفق بالضرورة مع بعضها البعض.
من المُسلَّم به، أن لإيران دورًا لا يمكن إغفاله في أزمات المنطقة لاسيما في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وعددٍ من دول الخليج أيضًا؛ التي تؤمن بدورٍ تدخلي لإيران في شؤونها الداخلية (كالبحرين) (13)، ويبدو أن بعضًا من صانعي القرار في عدد من دول الخليج العربية يؤمنُ بأن من يُمسك بمفاتيح حل أزمات المنطقة هي عواصم الدول الإقليمية الفاعلة وعلى رأسها طهران و الرياض. من هنا، يمكن فهم جذور المبادرة التي قدمتها دولة قطر في الكلمة التي ألقاها أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول 2015، والتي اقترح فيها بدء حوارٍ بنَّاء بين الدول الخليجية وإيران، واقترح استضافة الدوحة لهذا الحوار، "قد آن الأوان لإجراء حوار هادف من هذا النوع، بين دول سوف تبقى دائمًا دولًا جارة، ولا تحتاج لوساطة أحد، ونحن مستعدون لاستضافة حوار كهذا عندنا في قطر" (14). رغم ذلك فإن رَدَّة الفعل الخليجية الرسمية على هذه الدعوة كانت متفاوتة بين مرحبٍ ومتحفظ؛ ما يعكس درجة التوتر التي يعيشها الإقليم وصعوبة التوافق الكامل في تقدير المصالح والمخاطر من قبل الدول الخليجية نفسها.
من الواضح للمراقب والمختص أن الدول الإقليمية المؤيدة للثورة السورية -كتركيا والسعودية وقطر- والتي تدعم حلًّا سياسيًّا للأزمة السورية يُفضي إلى رحيل رأس هرم النظام "بشار الأسد"، لن تقبل بأن يؤدي التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى تغيير قواعد اللعبة، وترجيح كفة نظام الأسد على حساب فصائل المعارضة المعتدلة التي تدعمها. من هنا بدا واضحًا رفض تلك الدول للغارات التي شنَّها الطيران العسكري الروسي على مواقع فصائل المعارضة السورية المسلحة، بعد أن أعلنت موسكو أن هدفها الرئيس من عملياتها العسكرية في الأراضي السورية هو "الحرب على الإرهاب" وتنظيم ما يُدعى بالدولة الإسلامية.
كما ينبغي عدم إهمال عنصر رئيس في عمليات روسيا العسكرية في سوريا، وهو أن تركيا عضوٌ فاعل في حلف شمال الأطلسي "الناتو" (15)، وأنها في حال تعرضت لأي اعتداء أو تم انتهاك مجالها الجوي من قبل أية قوةٍ أجنبية فسيكون لها كامل الحق بحكم مبادئ الحلف "الناتو" الذي تنتمي إليه بأن تردع القوة التي تعتدي عليها أو تخترق مجالها الجوي؛ وسيكون لزامًا على القوات العسكرية للدول الأعضاء في حلف "الناتو" أن تدعم وربما تشارك القوات التركية في عملياتها العسكرية لحماية أراضيها ومجالها الجوي في حال اختراقه. هذا الجانب، يثير قلقًا بالغًا في حال تجرَّأ الطيران الروسي على تكرار اختراق المجال الجوي التركي بحجة ملاحقة بعض العناصر الإرهابية في الأراضي التركية؛ ما قد يعقِّد الأزمة وينتقل بها إلى مرحلةٍ خطيرة يُخشى أن تتحول إلى حربٍ واسعة.
من جهةٍ أخرى، ينبغي عدم إغفال ردة فعل دول الخليج العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي عادت لتمسك بزمام المبادرة وتقود العالم العربي منذ وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الحكم في يناير/كانون الثاني 2015. فمن الواضح من خلال رصد المواقف والسياسات السعودية خلال الأشهر التسعة الماضية، أن الرياض باتت أكثر مبادرةً وحضورًا في المشهد السياسي "الإقليمي والدولي" منذ وصول جيل أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود إلى الجبهة الأمامية والصف القيادي الأول في مؤسسة الحكم، لاسيما بعد تعيين المحمدَيْن (محمد بن نايف ومحمد بن سلمان) في مناصب صنع القرار في البلاد (16).
ولابد أيضًا من التوقف عند "حلقة الوصل" بين الحرب في اليمن على جماعة الحوثي وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح "عاصفة الحزم و إعادة الأمل"، التي تقودها المملكة العربية السعودية ضمن تحالف عربي مدعوم بشكلٍ كبير من دول الخليج العربية، وبين الحرب في سوريا والتي باتت أزمة دولية وحربًا بالوكالة لجهات إقليمية ودولية عديدة، لاسيما بعد التدخل العسكري الروسي في نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2015. إن إعلان السعودية في 26 مارس/آذار بدء عملياتها العسكرية في اليمن من العاصمة الأميركية واشنطن في مؤتمرٍ صحفي لوزير خارجيتها عادل الجبير والذي كان حينها سفيرًا لبلاده في واشنطن (17)، دلالة كبيرة على التحول الذي تشهده السياسة الخارجية السعودية مع استلام الملك سلمان لمقاليد الحكم في بلاده، ومؤشر على أن الرياض باتت قادرة على اتخاذ القرار وأخذ زمام المبادرة ببدء عملٍ عسكري دون ضرورة مشاركة الولايات المتحدة الأميركية، لاسيما عندما يتعلق الأمر بأمنها الوطني والإقليمي.
القوى الإقليمية ومستقبل الأزمة السورية
بناء على ما تقدم، يبقى سيناريو التصعيد من قبل بعض الدول الإقليمية الداعمة للثورة السورية واردًا -رغم ضعفه في الوقت الراهن على الأقل-؛ ذلك السيناريو يقوم على افتراض دعم المعارضة السورية المعتدلة بأسلحة نوعية من شأنها أن تُخل بالتوازنات التي فرضها التدخل العسكري الجوي الروسي. ولكن بالمقابل، قد تسعى موسكو بدورها لكسر الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربية بقيادة المملكة العربية السعودية على اليمن، وإمداد المقاتلين الحوثيين وأولئك الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بأسلحة نوعية من شأنها أن تُؤدي إلى تغيير المشهد في اليمن، ذلك المشهد الذي يسيطر عليه في الوقت الحالي تفوق قوات التحالف العربي. المقاربة التي يفترضها هذا السيناريو تقوم على أن عنصر القوة والتفوق لكلٍّ من قوات التحالف العربية في اليمن من جهة، والقوات الروسية وكذلك السورية النظامية في سوريا من جهةٍ أخرى، يكمن في سيطرتها الجوّية الكاملة. عليه، فإنَّ سعي أحد هذين الطرفين لإخلال التوازن في مسرح عمليات الطرف الآخر سيؤدي بالضرورة إلى سعي الطرف الآخر إلى إخلال التوازن في مسرح عمليات الجبهة الأخرى.
رغم ذلك، فإن المملكة العربية السعودية -وحلفاءها الإقليميين-، كطرف في المعادلة لا يبدو أنها تسعى إلى التصعيد بحكم أنها دولة براغماتية تعي حجم مسؤولياتها والتزاماتها في المنطقة ولا تريد مواجهة مباشرة مع روسيا. بل على العكس من ذلك، حيث بدا الموقف السعودي مؤيدًا لإيجاد حلٍ سياسي للأزمة السورية، رغم رفض الرياض التام لأن يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا؛ وقد تسعى الرياض مستقبلًا لبناء تحالف -ولو مرحلي- مع موسكو وغيرها من العواصم لتنويع تحالفاتها الدولية والإقليمية بعد خيبة أملها من موقف واشنطن تجاه الملف النووي الإيراني.
حيث أحدثَ الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في شهر يوليو/تموز 2015 بين مجموعة 5+1 (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) من جهة، وإيران من جهةٍ أخرى، شرخًا وأزمة ثقة في العلاقات الخليجية-الأميركية (18)، لاسيما بعد اقتناع الشارع الخليجي بأن إدارة الرئيس أوباما سعت لترجيح كفة إيران على حساب كفة دول الخليج العربية من خلال توقيع هذا الاتفاق الذي عدته طهران بمثابة انتصارٍ سياسيٍ لها. عليه، فقد أدَّى ذلك إلى تحرك عدد من دول الخليج باتجاه روسيا وكذلك باتجاه القارة العجوز "أوروبا"، لتعزيز العلاقات والشروع في مد الجسور بغرض بناء تحالفات وتكتلات جديدة دون أن يعني ذلك على الإطلاق التخلي عن التحالف مع الولايات المتحدة الأميركية والذي تعتبره دول الخليج العربية تحالفًا ذا طبيعةٍ استراتيجية وطويل الأمد.
من الأهمية بمكان أيضًا رصد الدور الذي يمكن أن تلعبه سلطنة عُمان "كوسيط" في الأزمات التي تعصف بالمنطقة، من أجل التوصل إلى تسويات سياسية في سوريا وفي اليمن على حدٍّ سواء. فمسقط هي العاصمة الخليجية التي استضافت عددًا من الحوارات بعد بدء عملية "عاصفة الحزم"؛ حيث كانت جماعة الحوثي المتمردة في اليمن طرفًا فيها (19)، وهي التي استضافت قبل ذلك المفاوضات الأوَّلية بين واشنطن وطهران (20)، والتي أفضت لاحقًا إلى توقيع الاتفاقية النووية بين هذه الأخيرة ومجموعة 5+1 في يوليو/تموز 2015. كما أن سلطنة عُمان شاركت مؤخرًا في اجتماع "فيينا 2" الذي عُقد في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2015 لبحث الأزمة السورية، بعد أن كان وزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي قد اجتمع قبل ذلك مع الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة السورية دمشق في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2015 (21). عليه، فإن الموقف الذي تعتبره بعض الأطراف بأنه "محايد" والذي اتخذته سلطنة عُمان من الصراعات في المنطقة، قد يَسمحُ لها -إن طُلب منها ذلك- بأن تسهم في لعب دور الوسيط في عددٍ من أزمات المنطقة لا سيما في كلٍ من اليمن وسوريا.
من جاب آخر، يبقى واضحًا أنَّ المجتمع الدولي لا يزال منقسمًا بشأن الأزمة السورية؛ حيث يمكن رصد تكتلٍ يوازي ذلك التكتل الذي شكَّلته روسيا مؤخرًا والذي أشرنا إليه آنفًا، وهو التكتل الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ويضم كلًّا من تركيا والسعودية وقطر وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودولًا أخرى. كما أن عدم وضوح مواقف عدد من الدول العربية من التدخل العسكري الروسي في سوريا يؤكد فرضية انقسام العالم العربي نفسه تجاه الأزمة السورية، ويطرح تساؤلًا حول غياب عدد من العواصم العربية عن توقيع البيان الذي أدان التدخل العسكري الروسي في سوريا منذ بدئه (22)، والذي ضمَّ بالإضافة إلى السعودية وقطر وتركيا كلًّا من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. هذا الشرخ والانقسام في رؤية الفاعلين الدوليين والإقليميين لمجريات الأمور قد يؤدي إلى تأخير إيجاد حلٍّ أو مخرجٍ للأزمة في سوريا وإطالة أمد الصراع فيها.
يبدو أن الأزمة السورية، أخذت منحىً جديدًا بقرار الولايات المتحدة الأميركية إرسال عشرات المستشارين العسكريين الأميركيين إلى الأراضي السورية لتقديم الدعم اللوجستي والاستشاري لفصائل المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل تنظيم ما يُدعى بالدولة الإسلامية (23). هذا القرار الذي صدر عن الإدارة الأميركية بالتزامن مع عقد اجتماع "فيينا 2" بخصوص الأزمة السورية، دعا بعض المحلِّلين السياسيين إلى اعتبار أن موسكو بتدخلها العسكري في سوريا قد فرضت على واشنطن كسر جمودها، الذي بدا وكأنه مقصودٌ نتيجة اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، لتثبت حضورًا "ماديًّا" على الأرض.
أخيرًا لا آخرًا، يمكن استنتاج أن روسيا، وبتدخلها العسكري في سوريا، تحاول إعادة رسم خارطة توازنات القوى الدولية، وفي حال نجحت بفرض أجندتها وفقًا للمقترحات والخطط التي تسعى لترويجها كمخرج للأزمة السورية، فإن موسكو ستبقى لاعبًا فاعلًا في منطقة الشرق الأوسط ذا حضورٍ على الأرض خلال العقود القادمة وستكون شريكًا لقوى إقليميةٍ ودولية فاعلة، وسيؤخذ بتوصياتها ورغباتها وفقًا لمصالحها في ترتيبات الأمن في المنطقة.
خاتمة
يثير التدخل العسكري الروسي المباشر في الأزمة السورية مؤخرًا العديد من علامات الاستفهام بشأن مستقبل مواقف القوى الدولية والإقليمية تجاه الأزمة، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي ضوء السياسة البراغماتية والواقعية التي تنتهجها دول الخليج العربية على الصعيد الإقليمي والدولي، لا يُتوقع أن تسلك هذه الدول نهجًا تصعيديًّا تجاه تدخل موسكو في الأزمة السورية. لكن في الوقت ذاته، فإن دول مجلس التعاون الخليجي لن تتردد وفقًا لتحركاتها في تبني سياسة عقلانية تحمي مصالحها الوطنية والإقليمية في إقليمٍ تملؤه الصراعات، لاسيما على خلفية التداعيات المستقبلية المحتملة للأزمة السورية الممتدة منذ قرابة الخمس سنوات.
تجدر الإشارة إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا نجح على ما يبدو من خلال مخرجات اجتماع "فيينا 1" في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2015، و"فيينا 2" في 30 أكتوبر/تشرين الثاني 2015، إلى توافق المعنيِّين بالأزمة السورية على ضرورة إيجاد مخرج للأزمة السورية وفق عملية سياسية ومرحلة انتقالية تحفظ وحدة الأراضي السورية وتضمن عدم تقسيمها إلى دويلات، وتؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعداد دستور جديد للبلاد ومن ثَمَّ تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية؛ رغم ذلك يبقى الخلاف الذي سيبحثه الفرقاء في اجتماعهم القادم الذي من المتوقع أن يُعقد في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015، حول التوافق على إيجاد مخرج أو بحث مصير رأس النظام السوري "بشار الأسد"، وهل يمكن له أن يكون جزءًا من العملية السياسية والمرحلة الانتقالية التي قد تشهدها سوريا خلال الأشهر القادمة أم لا؟
ونختم بطرح بعض التساؤلات المشروعة في هذه المرحلة: هل سيؤدي التوصل المحتمل إلى مخرج للأزمة السورية في تسريع الوصول إلى حلولٍ لأزمات المنطقة الأخرى لاسيما في اليمن وليبيا؟ ومن ثمَّ هل ستضطر الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية للجلوس على طاولة المفاوضات في المستقبل القريب مع إيران لبحث مستقبل الأمن في العراق؟
______________________________
د.جمال عبد الله - باحث مختص بالشؤون الخليجية
الهوامش
1. أوزبورن وَستيوارت، أندرو وَفيل، روسيا تبدأ ضربات جوية في سوريا والحرب تدخل مرحلة جديدة متقلبة، Swissinfo.ch، 30 سبتمبر/أيلول 2015، (تاريخ الدخول: 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.swissinfo.ch/ara/reuters/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A3-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF/41692354
2. مالك، عادل، التدخل الروسي يمنع تقسيم سوريا أم يعجِّل فيه؟، الحياة، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 23 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.alhayat.com/Opinion/adel-malek/11602987/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%AA%D9%82%D8%B3%D9%8A%D9%85-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85-%D9%8A%D8%B9%D8%AC%D9%84-%D9%81%D9%8A%D9%87%D8%9F
3. الراشد، عبد الرحمن، التدخل الروسي في سوريا، الشرق الأوسط، (تاريخ الدخول: 15 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://aawsat.com/home/article/448571/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
4. حيسو، معتز، أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته، السفير، 3 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 5 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://assafir.com/Article/1/448412
5. درغام، راغدة، هدف موسكو فرض التسويات في المنطقة بشروطها، الحياة، 9 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.alhayat.com/m/opinion/11514047
6. Balanch, Fabrice, Syria's Kurds Are Contemplating an Aleppo Alliance with Assad and Russia, The Washington Institute, 7 October, (Accessed: 13 October 2015):
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/syrias-kurds-are-contemplating-an-aleppo-alliance-with-assad-and-russia
7. الجاش، عنفار ولد سيدي، أربعة أسباب لتغير المواقف الدولية حول الحل في سوريا، الحرة، 1 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 5 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.alhurra.com/content/Syria-world-changes-views/282378.html
8. تعاظم النفوذ السوري في سوريا، الجزيرة نت، 17 سبتمبر/أيلول 2015، (تاريخ الدخول: 25 سبتمبر/أيلول 2015):
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2015/9/16/%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B8%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
9. طائرات روسية تقصف مواقع المعارضة السورية، الجزيرة نت، 30 سبتمبر/أيلول 2015، (تاريخ الدخول: 1 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/9/30/%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%B5%D9%81-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9
10. اجتماع رباعي في فيينا لبحث الأزمة السورية، SkyNews عربية، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 24 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.skynewsarabia.com/web/article/784979/%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%81%D9%8A%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%8A%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D8%B3%D8%AF
11. محادثات فيينا تجمع داعمي فرقاء النزاع في سوريا، BBC عربي، 30 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2015/10/151029_syria_vienna_talks
12. اجتماع فيينا يدعو لحوار وحكم انتقالي بسوريا، الجزيرة نت، 30 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 1 نوفمبر/تشرين الأول 2015):
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/10/30/%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%84%D9%87%D8%AF%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
13. عيد، محمد بدري، مستقبل العلاقات الخليجية-الإيرانية بعد الاتفاق النووي، مركز الجزيرة للدراسات، 8 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 25 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://studies.aljazeera.net/reports/2015/10/201510410339837824.htm
14. البياري، معن، أمير قطر يصارح العالم في الأمم المتحدة، العربي الجديد، 28 سبتمبر/أيلول 2015، (تاريخ الدخول: 29 سبتمبر/أيلول 2015):
http://www.alaraby.co.uk/politics/2015/9/28/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D8%B7%D8%B1-%D9%8A%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9
15. الناتو مستعد لإرسال قوات للدفاع عن تركيا، القدس العربي، 8 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.alquds.co.uk/?p=415337
16. عبد الله، جمال، السياق الجيوسياسي لعاصفة الحزم ومواقف الدول الخليجية منها، مركز الجزيرة للدراسات، 9 إبريل/نيسان 2015، (تاريخ الدخول: 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015):
http://studies.aljazeera.net/reports/2015/04/201549105225602952.htm
17. السعودية تعلن بدء عمليات عسكرية ضد الحوثيين باليمن، الجزيرة نت، 26 مارس/آذار 2015، (تاريخ الدخول: 17 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/3/26/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86
18. عبد الله، جمال، آمال وتطلعات دول الخليج من قمة كامب ديفيد، مركز الجزيرة للدراسات، 12 مايو/أيار 2015، (تاريخ الدخول: 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015):
http://studies.aljazeera.net/reports/2015/05/201551294925541574.htm
19. الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا: الحوار بين أميركا والحوثيين في عُمان "لن يحقق الاستقرار في اليمن"، BBC عربي، 30 مايو/أيار 2015، (تاريخ الدخول: 28 أكتوبر/تشرين الأول 2015): إضغط هنا.
20. واشنطن وطهران في جولة ثانية من المحادثات النووية في مسقط، BBC عربي، 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، (تاريخ الدخول: 3 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2014/11/141110_iran_nuclear_talks
21. الراشد، بدر، عُمان.. دبلوماسية الأبواب المغلقة في هواية الوساطات، العربي الجديد، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، (تاريخ الدخول: 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2015):
http://www.alaraby.co.uk/politics/2015/11/2/%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%84%D9%82%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D8%A7%D8%AA
22. الحرب الروسية في سوريا: الأسباب والمآلات، مركز الجزيرة للدراسات، 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015):
http://studies.aljazeera.net/positionestimate/2015/10/2015101291721373790.htm 23. ستيوارت وَهوزنبول، فيل وَمارك، مع التصعيد في سوريا.. أوباما ربما يكسب نفوذًا في ساحة القتال وخارجها، Reuters عربي، 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015):
http://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKCN0SP0C820151031