الحوار اليمني-اليمني بالكويت: الخلفيات والمسارات

يمثِّل لقاء الأطراف اليمنية في الكويت فرصة لإيجاد جسر لإبقاء اليمن دولة موحَّدة، وقد سبق هذا الحوار المعلن عدد من الحوارات الخاصة والبعيدة عن الأنظار بين المملكة العربية السعودية والحوثيين على وجه التحديد، بعضه بوجود مندوب للأمم المتحدة.
4865569a35ed41668e05c97b2452b73a_18.jpg
رئيس الوزراء اليمني (وسط) وعلى يمينه المبعوث الأممي لليمن خلال لقائهما في الرياض لمناقشة التحضيرات لمشاورات الكويت (الجزيرة)

يعود اختيار الكويت مكانًا للملتقى الحواري بين الأطراف اليمنية إلى زيارة وزير الخارجية اليمني الجديد، د. عبد الملك المخلافي، للكويت بدعوة من النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد، في نهاية عام 2015، وصدرت تصريحات في ذلك الوقت باحتمال انعقاد الجولة القادمة من المحادثات اليمنية-اليمنية في الكويت، في منتصف يناير/كانون الثاني 2016، في حال قبول الحوثيين الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وعدم التراجع عن الموعد أو المكان. 

ورحبت الكويت باحتضان الحوار لأسباب عديدة، أهمها: نضج الحوار الجانبي بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، بالإضافة إلى العلاقة الوطيدة التي تجمع اليمنيين بشكل عام بالكويت التي احتضنت في سبعينات القرن الماضي أكثر من جولة حوار بين الشمال والجنوب قبل الوحدة، وقدَّمت معونات سخية لخطط التنمية اليمنية في الشمال والجنوب. 

ويحتاج اليمنيون وبشكل خاص قادة الحوار في الكويت وهم يقابلون بعضهم، إلى أن يدركوا أن اليمن لن يظل دائمًا محطَّ اهتمام المجتمع الدولي، أو مكانًا للتنافر الإقليمي الذي يمكن أن تستفيد منه أطراف يمنية اليوم لكن ليس الغد.

مقدمة

احتضنت الكويت أيام (18-19 إبريل/نيسان) الحوار الثالث اليمني-اليمني، بعد توقف، أو ربما فشل الحوارين المعلَنيْن السابقين في سويسرا، هذه المرة من خلال توسط نشط من الأمم المتحدة، وتسهيل لوجستي كبير وفاعل من الكويت. الحوار المعلن في الكويت سبقه العديد من الحوارات الخاصة والبعيدة عن الأنظار بين المملكة العربية السعودية والحوثيين على وجه التحديد، بعضه بوجود مندوب للأمم المتحدة وبعضه خاص بعيدًا عن الأضواء، ولكن بعلم الحكومة اليمنية الرسمية، ربما بدأ ذلك الحوار منذ أكثر من عام، خلف أبواب مغلقة، وقد توصل، بعد تعثر، إلى تفاهمات، بعضها تجسَّد في شكل هدوء نسبي على الجبهة التى تربط اليمن بحدود المملكة العربية السعودية الجنوبية

ظهرت فكرة أن تكون الكويت مكانًا للملتقى الحواري عند زيارة وزير الخارجية اليمني الجديد، د. عبد الملك المخلافي، للكويت بدعوة من النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد، في آخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2015، وقتها صرَّح السيد المخلافي للصحافة الكويتية بأن من المحتمل أن تُعقد الجولة القادمة من المحادثات اليمنية-اليمنية في الكويت، في منتصف يناير/كانون الثاني 2016، في حال قبول الحوثيين وعدم تراجعهم عن الموعد أو المكان. (1) وقتها أكَّد السيد المخلافي في حوار خاص مع كاتب الورقة أن المحادثات السابقة لم تكن ناجحة، لأن رؤية الجانبين كانت متباعدة، أي بين الحكومة الشرعية والطرفين الآخرين (الحوثي وعلي صالح)، وقد قدَّم كلا الطرفين وجهة نظره كتابيًّا للسيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ممثل الأمم المتحدة. ولكن، وبسبب تباعد وجهات النظر، قرَّر ولد الشيخ أن يتقدم بورقة خاصة به، لكن حتى تلك الخطوة لم تستطع إنجاح المفاوضات، لأن الثقة بين الأطراف لا يمكن البناء عليها فضاع الوقت في نقاش حول "ضوابط الحوار" و"هيكلية الحوار". وبعد عدد من المسوَّدات التي كُتبت، انفضَّ الاجتماع على عدم اتفاق حتى على الأمور الجانبية، مثل إطلاق السجناء أو تشكيل لجان مراقبة. كان الحوثيون الأنشط في الحوار في سويسرا، أمَّا ممثلو علي صالح فقد كانوا تابعين أكثر منهم مفاوضين، كما قال أحد الحاضرين في جلسة الحوار. (2)

رحبت الكويت باحتضان الحوار لعدد من الأسباب؛ أولها: أن الحوار الجانبي بين المملكة العربية السعودية والحوثيين وصل إلى مرحلة ناضجة تقريبًا، ثم إن اليمنيين بشكل عام لديهم علاقة قديمة بالكويت؛ فقد احتضنت الكويت في سبعينات القرن الماضي أكثر من جولة حوار بين الشمال والجنوب قبل الوحدة، كما أنها قدَّمت معونات سخية لخطط التنمية اليمنية في الشمال والجنوب، منها المدارس والجامعات والمستشفيات؛ مما ترك الكثير من الانطباعات الإيجابية لدى قطاع واسع من الشعب اليمني. استمر هذا الانطباع حتى اتخذت الحكومة اليمنية موقفًا معاديًا للكويت إبَّان الاحتلال العراقي لها عام 1990. توقفت العلاقة لفترة سنوات قليلة، وأصبح اليمن كما كان يُطلق عليه في الصحافة الكويتية "من دول الضِّد"، إلا أن عودة العلاقات كانت بمبادرة شعبية شجَّعها الشيخ صباح الأحمد (أمير الكويت الحالي) وزير الخارجية وقتها. ففي عام 1994، بادرت مجموعة من المثقفين الكويتيين بالسفر إلى صنعاء بوفد شعبي لاستطلاع إمكانية عودة المياه الى مجاريها، ولم تكن الإدارة الكويتية بعيدة عن تلك المبادرة ، (3) بعدها بوقت قصير تم تجسير العلاقة اليمنية-الكويتية.(4) كانت اليمن الأولى من بين "دول الضد العربية" التي طبَّعت علاقاتها مع الكويت؛ وتعني تلك العودة السريعة وغير المعقَّدة تأكيد العلاقة الجيدة السابقة بين الشعبين. لذا، وبالرغم من اشتراك الكويت في مجهودات عاصفة الحزم، إلا أن ذلك لم يؤثِّر كثيرًا على الاتفاق بين الطرفين على أن تكون مكانًا للمباحثات. 

في هذا اللقاء، ستقوم الكويت بالمساعدة أو تقديم تسهيلات لوجستية للمتحاورين بشروط الأمم المتحدة، ولابد من القول: إن هناك إشارات تقول إن جماعة صالح، وربما هو بالذات، لم تكن موافقة على أن تكون الكويت مقرًّا للتفاوض، وربما يعني تأكيد المكان أن صالح شخصيًّا، ومن حوله، لم يعد لاعبًا رئيسيًّا في الساحة اليمنية. 

سجون الجغرافيا 

ما هو شائع لدى كثيرين أن الصراع القائم في اليمن هو بسبب زيدية الحوثيين، ولكن الأمر في الحقيقة يتعلق بالمصالح المتشابكة بين الخليج، وبالذات المملكة العربية السعودية، واليمن، فهي قرابة الجغرافيا كما هي قرابة البشر. ينتمي الحوثيون للمذهب الزيدي، وهو مذهب يرى أن الثورة دائمة على الحاكم، إن لم يكن عادلًا. وكان ذلك تكييفهم لحُكم علي صالح الذي امتدَّ لثلاثة عقود أو يزيد. يتزامن هذا الاعتقاد مع شعارات الثورة الإيرانية، التي تحلَّلت من مبادئ الاثني عشرية التقليدية، التي ترى ترك الحكم لصاحب الزمان أمَّا الأئمة فينحصر اهتمامهم بالقضايا الفقهية. إلا أن أحداث إيران السياسية، التي أُديرت بشكل رديء من قِبل الشاه محمد رضا، قادت في النهاية إلى ظهور فكرة "ولاية الفقيه الزمنية"، التي تتيح لرجل الدين الحُكم! (5) وهي الفكرة التي وجد الحوثيون أنها تُشابِه فكرهم؛ فوقع بينهم تقارب في الأفكار، أمَّا مرجعية الواقع، فإن الحوثيين يرون أن مسيرة الحكم اليمني قادت البلاد إلى الفساد وبطء التنمية، فكان لابد من التغيير، ومحاولة إعادة شكل من حكم الإمامة، أي الحُكم الديني. فوجدت إيران ضالَّتها في هذا التصور، فقامت بانتهاز الفرصة لتوسيع نفوذها في جنوب الجزيرة العربية.(6) 

إلا أن الجغرافيا ما لبثت أن أكَّدت فعلها التاريخي، وهو أن الجيرة اليمنية-السعودية هي الأقرب، والوشائج العربية هي الأمتن، وأن التوافق التكتيكي مع علي صالح، كما جاء في المبادرة الخليجية، سوف يغريه في وقتٍ ما بالنكوص عن ذلك التوافق والقفز من جديد على الحكم في اليمن استمرارًا لما يتصوره توريثًا لعائلته، وهو أمر لا يستجيب لمطالب أو طموحات الجمهور اليمني الواسع الذي عرف تحولات بعد نصف قرن من التعليم وسنوات من (العولمة) الضار والنافع منها على السواء. من هنا، فإن الفرصة التي أُتيحت في الرياض في الأشهر القليلة الأخيرة وضعت أسس توافق، عرف فيه الجميع أن (المذهب) ليس له علاقة بالسياسة، ومتى ما تخلَّى بعض الفرقاء اليمنيين عن التعلق بشعارات مذهبية أو تجيير اليمن للإيرانيين، يبقى كل الأمور خاضعًا للمناقشة، على قاعدة واضحة وهي الوثائق التي لها علاقة بالقضية اليمنية، وهي على وجه التحديد ثلاث: المبادرة الخليجية ( وفيها هامش لعلي صالح). (7) ومن ثَمَّ وثائق الحوار اليمني الذي شارك فيه الجميع. وأخيرًا، قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2216 الذي أحاط بخارطة طريق لحلِّ المشكلة اليمنية. 

الفرصة الأخيرة 

قيل في تاريخنا الثقافي: إن (الحكمة يَمَانية)،(8) وربما كان السبب في ذلك القول أن المجتمع اليمني قديم، وشهد العديد من الحضارات المختلفة، بل وحتى الأديان المختلفة، فاختزن الكثير من تلك التجارب الإنسانية، إلا أن الشواهد تقول لنا في التاريخ الحديث: إن اليمنيين المعاصرين ليسوا بالضرورة اليمنيين القدامى، وإن ظروف اليمن الاقتصادية والتنموية ليست بـ(السعيدة) كما كانت توصف، تلك حال، واليوم حال أخرى. 

انتعش التعليم الحديث في اليمن منذ أكثر من نصف قرن، وظهرت في تجربة اليمنيين الأدبية أعمال جديدة في مجال الأجناس الأدبية، وفي صنف جديد من الأدب الحديث هو الرواية، التي تعتبر اليوم كتاب التاريخ الاجتماعي للشعوب، وعدد الروائيات والروائيين اليمنيين الذين أعادوا اكتشاف مجتمعهم ليس بالقليل، (9) من بينهم نبيلة الزبير في روايتها (حذاء جديد لعائشة) هذه الرواية التي تعتبر كاشفة لجزء ليس قليلًا من معاناة المجتمع اليمني المعاصر. تقول لنا إحدى الفقرات في الرواية: (..... من يقول: إن الحادث المروري (في صنعاء) ما بين الساعة 5-7 مساءً، يشبه الحادث نفسه ما بين الساعة 11-2 قبل وبعد الظهر؟! الأخير قد يُعالَج بإطلاق نار، ولكن الأول يُعالَج برواق، وقد يتنازل أحد الطرفين، دون حتى أن يُطلب تنازلُه، وقد يُخرِج المتضرر يده من شباك سيارته ملوِّحًا بالتنازل، من دون أن يقف أو حتى يعترف بأنه كان هناك حادث)! مقطع في الرواية التي تحمل الكثير من هموم المجتمع اليمني الحديث، معبِّر وكاشف للعلاقات الاجتماعية في اليمن عند تناول ذلك المُنبِّه الذي أصبح عادة اجتماعية وموردًا اقتصاديًّا وفرصة للمسامرة، والذي اسمه (القات) الذي يجمع اليمنيين على السلام والطمأنينة والحوار والعفو أيضًا. 

الحقيقة أن العنف في اليمن ظاهرة (ثقافية) بل وصناعة وطنية، وهو من أكثر العوامل تعطيلًا للمأسسة التي هي قاعدة الدولة الحديثة؛ فلا يوجد يمني في الغالب صَغُر في السن أو كَبُر، إلا ومعه نوع من السلاح، أقلُّها الجنبية (الخنجر المعقوف)، وبعضهم (الكلاشنكوف) الذي جاء مع (الثورة اليمنية) في ستينات القرن الماضي. ومن جانب آخر فإن المجتمع اليمني ليس واحدًا متماثلًا مصبوبًا في قالب، فهو مثله مثل بقية مجتمعات معظم الدول العربية، متعدد ثقافيًّا، وهذا التعدد ترك صفات على الشخصية اليمنية مختلفة نسبيًّا، فأهل حضرموت على سبيل المثال، هم من أوائل الجماعات التي (عولمت) الهجرة الإنسانية، بل أصبحوا (مصدِّرين للعقول) و(الأمانة ) الشخصية، إلى كلٍّ من جنوب شرق آسيا حتى كندا، ومثالًا في خليج العرب في الخمسينات وما بعدها، كانوا الأكثر ثقة للتجار الخليجيين، ويكاد لا يوجد محل تاجر خليجي في بداية العصر الذهبي للنفط، إلا ويكون القائم على الخزانة يمنيًّا من حضرموت. إن الحضارمة الذين أخذوا الثقافة العربية الإسلامية إلى جنوب شرق آسيا أصبحوا مواطنين هناك، فسلطان بروناي ومهاتير محمد وغيرهم من أصول حضرمية، وحتى في زمن أقل من ثلاثة عقود، تجد نفس اسم العائلة لدى كبار مسؤولي اليمن هي نفسها عند كبار مسؤولي بروناي أو إندونيسيا أو ماليزيا. وكذلك جموع اليمنيين من الداخل الذين هاجروا إلى ديترويت في الولايات المتحدة وشمال شرق إنجلترا. وقد كان أحد أبطال الملاكمة البريطانيين قبل عقود -نسيم حميد- من أصول يمنية من مدينة شيفليد. 

في العصر النفطي في الخليج صار العديد من العائلات اليمنية ثريًّا، وخاصة مَن التحق منهم بالمملكة العربية السعودية، التي هي وطن لأهل اليمن حتى يومنا هذا. يستطيع اليمنيون اليوم أن يغيِّروا أشياء كثيرة، إلا الجغرافيا، فالسعودية والخليج هي الأقرب لهم والأكثر ترحيبًا بهم، وهنا تكمن معضلة الحوثي الذي يريد تغيير الجغرافيا. سكان المناطق الداخلية والجبلية على وجه الخصوص يتصفون بالعُزلة المكانية والتمسك بالتقاليد، إلا أن شعورهم العربي متين، كما أنهم في العصر الأخير، قد خبروا التواصل مع جنوب المملكة العربية السعودية وبُنِيت مصالح بينهم. 

السيناريوهات المختلفة 

لقاء الأطراف اليمنية في الكويت يجب أن يكون فرصة لإيجاد رأس جسر لإبقاء اليمن دولة موحَّدة، وأيضًا وضعها على طريق النمو الاقتصادي، لأن ثقافة العنف التي يعتبرها بعض اليمنيين ثقافة مقيمة، لا تصلح ولا يمكن أن تنسجم مع متطلبات أو مواطني سنوات القرن الحادي والعشرين، لأنها ببساطة لن تسود؛ فالجيل اليمني الذي خرج لأشهر متظاهرًا في شوارع صنعاء يرغب في التغيير، هو يعني التغيير إلى الحداثة لا التغيير إلى الماضي. ويجب ألا يفهم أطراف الخلاف أن اليمن يمكن أن يبقى على الخريطة السياسية وهو في حال اقتتال أو أن يعود إلى الماضي. من الضروري تقرير أن عصري (الإمامة) و(صالح) لم يعودا هُما مستقبل اليمن، هما جزء من الماضي، ولكنهما ليسا جزءًا من المستقبل. 

مستقبل اليمن هو القضاء على العنف وإقامة دولة حديثة، بقدر كافٍ من الحكم الرشيد؛ أي بكلمات أخرى، تفعيل ما اتُّفِق عليه في الحوار اليمني، تفعيلًا حقيقيًّا ورشيدًا، يضم الجميع في دولة وطنية مدنية عادلة، لها دستور حديث يقبل التعددية ويقبل أيضًا التبادل السلمي للسلطة من خلال مؤسسات تُحتَرَم من الجميع. 

السيناريو الأسوأ 

عكس المسار السابق الذي يحتاج إلى شجاعة وحكمة، سوف يقع اليمن في مأزق يُعرَف منهجيًّا بالصراع منخفض الشدة، ويصبح اليمن دولة منسية وفاشلة، ينهش الصراع على السلطة أجزاءها المختلفة، وتتوزع القوة بين أمراء حرب بأسماء قَبَلِية أو فئوية أو مناطقية مختلفة ومتناقضة. وقد يُوَظَّف استقلال اليمن لهذه القوة الإقليمية أو تلك، ويبقى اليمن مكانًا نازفًا لا أحد يتذكره إلا لمامًا، كجاره الصومال أو ربما أسوأ. يجب ألا يتوهم اليمنيون، وأعني قادة الحوار في الكويت، أن اليمن سوف يبقى محطَّ اهتمام المجتمع الدولي، أو يبقى مكانًا للتنافر الإقليمي الذي يمكن أن تستفيد منه أطراف يمنية اليوم لكن ليس الغد، ذلك وَهْمٌ عليهم جميعًا أن يتخلصوا منه وهم يقابلون بعضهم في الكويت. لقد حلَّ الوقت الذي يجب أن يتحلوا فيه بروح رواية نبيلة الزبير، فيتجاوزوا رُوح فترة الضحى (بين 11-2 ظهرًا)، ويتمسكوا بفترة المساء (بين الخامسة والسابعة)، التي تصفها الرواية بأنها "الموعد الذي تُجيَّر لحسابه -في اليمن- كلُّ الأوقات"، فموعد اليمن القادم مع العصر لا ضده.

______________________________

محمد الرميحي - أستاذ جامعي وأكاديمي كويتي

مراجع

1-      جريدة النهار الكويتية، بتاريخ 29 ديسمبر/كانون الأول 2015، وقد تأخر الحوار عن الموعد الأول بحوالي شهرين.

2-       في لقاء موسَّع بين الكاتب وشخصية يمنية حضرت الحوار في سويسرا، الكويت 28 ديسمبر/كانون الأول 2015.

3-       وقتها كان خمسة من الزملاء من بينهم كاتب هذه السطور والدكاترة حسن الإبراهيم، والمرحوم أحمد الربعي، وعبد الرضا أسيري، والسيد جاسم السعدون .

4-      كانت الزيارة لمدة ستة أيام، وكان ملازمًا للمجموعة كلا من رئيس الوزراء اليمني الأسبق السيد محسن العيني ووزير الخارجية الأسبق الدكتور أبو بكر القربي احتفاءاً بهم.

5-      من حيث الفكر الإثني عشري الشيعي التقليدي يوجد تناقض بين الحُكم نيابة عن الإمام الغائب والاعتقاد بأنه سوف يظهر عندما يسود الظلم والطغيان.

6-       لعلنا نتذكر تصريحات بعض القادة الإيرانيين الاستفزازية، عن وجودهم في أربع عواصم عربية:، بغداد، ودمشق، وبيروت، وأخيرًا صنعاء.

7-      تتيح المبادرة الخليجية لعلي صالح ( الاحتماء بالحصانة)؛ الأمر الذي كان منتقَدًا من بعض الكتَّاب في الخليج، بينهم كاتب هذه السطور.

8-      في هذا الجزء اعتمدت بتصرف على مقالة للكاتب نُشرت في جريدة الشرق الأوسط.

9-      أول رواية صدرت في أدب اليمن الحديث هي رواية الأديب والشاعر والمناضل، محمد محمود الزبيري، وصُدِّرَت بعنوان لافت ( مأساة واق الواقا).