عرب الأهواز: أزمة الهوية القومية وحقوق المواطنة

شهدت محافظة خوزستان جنوب إيران، في منتصف يوليو/تموز الجاري (2021)، مسيرات شعبية احتجاجًا على تفاقم نقص المياه في المنطقة التي يضربها الجفاف. ويطالب المحتجون بتوفير المياه الصالحة للشرب، وتزويدهم بمياه الأنهار التي تمر بالمنطقة، وإكمال المشاريع المرتبطة بوصل مدن المحافظة بشبكة الماء الوطنية. ولأهمية الأحداث وتفاعلاتها السياسية وخصوصية محافظة خوزستان، التي يقطنها نحو 5 ملايين نسمة من العرب الذين يشكلون الأقلية العربية في البلاد، كما تعتبر من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران، يعيد مركز الجزيرة للدراسات نشر الورقة التي أعدَّتها الدكتورة فاطمة الصمادي، وتُحلِّل فيها السياسات الإيرانية نحو عرب الأهواز وتوجهاتهم نحو الحكومات الإيرانية المتعاقبة، والأزمات التي يواجهونها على صعيد الهوية الثقافية وقضية المواطنة، ومشاريع التنمية، ضمن الصورة الكلية للجغرافيا السياسية لإيران.
30 سبتمبر 2018
5293b3fd24134696b74925f4ff936dfd_18.jpg
يعيش كثير من عرب الأهواز ظروفًا اقتصادية صعبة وفق التقارير الإيرانية (صورة التقطتها الباحثة)

مجددًا، فتح الهجوم الدامي (تقرير للمركز) الذي تعرض له عرض عسكري في منطقة الأهواز، جنوب غربي إيران، وأدى إلى مقتل 25 شخصًا بينهم 12 جنديًّا وطفل واحد، وإصابة 25 شخصًا، البابَ على نقاش واسع بشأن الأقليات العرقية في إيران، وفي مقدمتها العرب الذين يُشكِّلون النسبة الأكبر من سكان هذه المنطقة. أعلنت كل من "المقاومة الوطنية الأهوازية"(1)، وتنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليتيهما عن الهجوم، دون أن تقدم أي منهما أدلة على ذلك. وأيًّا تكن هوية منفذ الهجوم، ودلالاته والجهات التي يرتبط بها، فإن ذلك يؤشر في جميع الأحوال إلى التحديات الأمنية والسياسية الاجتماعية التي تواجهها إيران في تلك المنطقة، وتأتي في واحدة من جوانبها بفعل ظروف داخلية وتعكس في وجه من وجوهها مشاكل الأقليات في إيران.

تسعى هذه الورقة إلى رصد وتحليل توجهات السياسات الإيرانية نحو عرب الأهواز وتوجهاتهم تجاه الحكومات الإيرانية المتعاقبة، والأزمات التي يواجهونها في إطار الهوية الثقافية وقضية المواطنة(2)، ضمن الصورة الكلية للجغرافيا السياسية لإيران اليوم. وتنطلق هذه الورقة في معالجة موضوع "عرب الأهواز" من فرضية مفادها:
أن الأزمة التي تعانيها هذه الشريحة من سكان إيران هي جزء من أزمة الهوية، والهوية الوطنية في الجمهورية الإسلامية بشكل عام.
وستأخذ الورقة مسارها من خلال بحث عدد من القضايا المتعلقة بموضوع البحث، وأهمها:
- السياسة المركزية التي اتبعتها حكومات إيران المعاقبة والتي بدأت في عهد رضا شاه واستمرت في عهد محمد رضا شاه وتصاعدت في عهد الجمهورية الإسلامية خاصة في الفترة التي واكبت وأعقبت الحرب مع العراق. وهو ما أوجد فجوة تنموية واضحة بين المركز والأطراف(3).
- المظلومية والحرمان.
- اعتماد الصيغة الأمنية في التعامل مع الأقليات عمومًا والعرب وبعض القوميات الأخرى على وجه الخصوص.
- سوء الإدارة: ويبدو هذا الأمر مرتبطًا بالإدارة المركزية وغياب مشاريع التنمية في المناطق المحرومة.
تقوم هذه الورقة بمقاربة الأزمة من خلال التركيز على قضايا، مثل: الحقوق الثقافية والتنمية والعدالة والمساواة كمفاصل وشروط مهمة في بناء الهوية الوطنية(4).

شيعة إيران العرب

قد يكون التنوع الكبير في القوميات الذي تشهده إيران ميزة، ونقطة قوة، لكنه في الوقت ذاته تحد كبير يحمل إشكاليات عبَّرت عن نفسها بعلاقة شائكة لهذه القوميات بالسلطة المركزية في مراحل تاريخية مختلفة؛ ويتوزع داخل إيران شعوب وقوميات مختلفة من حيث العِرق واللغة والامتدادات الثقافية (عرب، أكراد وبلوش). ويمتزج هذا التنوع العرقي والثقافي بوجود مذاهب مختلفة. وتختلف هذه القوميات فيما بينها في اللغة والثقافة والمذهب (5).

لا يوجد اتفاق في وجهات النظر بشأن القوميات في إيران أو بشأن تعدادها (6)، لكن أبرز الدراسات الإيرانية تحصر القوميات الموجودة في إيران اليوم في ست، هي: الفرس، والترك، والكرد، واللر، والبلوش، والعرب. وهناك من يقسمها في 11 هوية قومية. ومن الناحية اللغوية في ثلاث، هي: الناطقون بالفارسية، والناطقون بالتركية، والناطقون بالعربية، نظرًا لكون اللغة الكردية وكذلك ما هو رائج بين البلوش ينضوي تحت نفس العائلة اللغوية للفارسية (7).

ينتشر الفرس في أماكن مختلفة من إيران وتبلغ نسبتهم من 45%-66%، وينتشر الترك في شمال غرب إيران (أذربيجان شرقي وغربي، أردبيل، زنجان، بعض مناطق كردستان وقزوين(8)، وشمال خراسان وفارس وهمدان، ومازندران، وبعض المدن الكبرى خاصة طهران وكرج)، وتبلغ نسبتهم 16-25% من مجموع السكان، ويتمركز الأكراد في غرب إيران (في كردستان، وجنوب أذربيجان غربي (مهاباد)، وكرمنشاه وإيلام، وشمال خراسان)، وتبلغ نسبتهم 5-9%، ويتمركز الغيك في غيلان وغرب مازندران بنسبة 5%، ويتمركز اللر في غرب وجنوب إيران (لرستان وإيلام وجهارمحال وبختياري، وأصفهان وفارس وشمال خوزستان) بنسبة 4%. ويتمركز الـ"مازني" في مازندران وجلستان وتبلغ نسبتهم ما يقارب 4%، ويتمركز العرب في مركز وجنوب خوزستان ويوجدون في جنوب خراسان (عربكده بيرجند)، وفي محافظات بوشهر وهرمزكان، وتصل نسبتهم إلى 4%(9). ويتمركز البلوش في بلوشستان وسيستان وجنوب وشمال خراسان وجنوب كرمان وتبلغ نسبتهم 2%، ويستقر الـ"بختياري" في جهارمحال بختياري وشمال خوزستان وتقل نسبتهم عن 2%، ويستقر الـ"تالش" في غرب غيلان وشرق أردبيل وتقل نسبتهم عن 1%، ويستقر التركمان في جلستان وشمال خرسان بما يقل عن 1%. وإلى جانب الشعوب والقوميات، فإن الأقليات تعتبر واحدة من أهم التقسيمات الاجتماعية في أي مجتمع. وتتشكَّل الأقليات وفقًا لأمور مختلفة، وأهم أقلية في إيران هي تلك التي تشكلت وفقًا للمذهب. ويمكن تقسيم الأقليات فيها إلى أقليات مسلمة وأخرى غير مسلمة (10).

وتقول نتائج آخر تعداد للسكان أُجري في 2017: إن عدد سكان محافظة خوزستان يبلع أربعة ملايين و710 الآف شخص (11). ووفقًا للإحصاء الإيراني، يشكِّل العرب 33.6% من مجموع السكان، وتصل نسبة الفرس إلى 31.9% واللر 30.2% والترك 2.5% والأكراد 1%، إضافة إلى قوميات أخرى (12). أما مدينة الأهواز، فيزيد عدد سكانها وفق إحصاء أُجري في 2017 عن مليون و300 ألف نسمة.

خريطة تبين هيكلية القوميات في إيران

(13)

الشيعة العرب في مؤشرات التنمية

وفقًا للتقارير التنموية الإيرانية، تُعَدُّ المناطق التي يسكن فيها الشيعة العرب، وتتركز بشكل خاص في جنوب إيران من المناطق المحرومة، رغم أنها مناطق تتركز فيها الثروة النفطية. وتأتي المحافظات الإيرانية في ترتيب مسار التنمية كما يوضح الجدول (رقم 1).

الجدول رقم (1) يظهر تصنيف المحافظات الإيرانية تنمويًّا (14)

المحافظة التصنيف تنمويًّا
 سيستان وبلوشستان محرومة جدًّا خارج نطاق التجانس مع باقي المناطق
إيلام ، لورستان، هرمزغان، كهكيلويه وبوير أحمد، بوشهر، كرمانشاه  مناطق محرومه جدًّا
خوزستان،كرمان، أردبيل، كردستان  مناطق محرومة
مازندران، زنجان، أذربيجان الغربية، فارس، همدان، قم، جيلان، خراسان، سمنان، جهار محل، بختياري

مناطق في طور التنمية

المنطقة الوسطى، أذربيجان الشرقية، يزد مناطق نامية

أصفهان، طهران

مناطق نامية جدًّا
 

لا تبدو مطالب الشيعة العرب في جزء كبير منها انفصالية أيديولوجية، بقدر ما هي مطالب سياسية وثقافية وحقوقية. وتنصرف في جانب مهم إلى ضرورة المساواة في الحقوق والتوازن والعدالة في توزيع الثروة، وهو ما تؤكده دراسات إيرانية كثيرة من أبرزها دراسة لأستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة طهران، رسول أفضلي ضرغامي، ناقش فيها المتغيرات التي تهدد إيران قوميًّا (15).

يشير الكثير من مؤشرات التنمية في إيران، فضلًا عن النقاشات السياسية في مجلس الشورى الإسلامي وغيرها من مراكز صنع القرار، إلى أن الشيعة العرب في إيران يشاركون قوميات وأقليات أخرى في إيران بـ"المحرومية" وغياب مشاريع التنمية، وتسجل مناطقهم معدلات دنيا في التنمية الاقتصادية. يرافق ذلك سياسات حكومية تنتهج التضييق والتشدد؛ مما يدفع إلى مسارات قد تتخذ شكل المواجهة للدفاع عن الهوية. وقد زادت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة واتخذت الحكومة المركزية سياسة أمنية في مواجهتها (16).

ووفقًا للأرقام والإحصاءات الصادرة عن الجهات الرسمية الإيرانية، فإن البطالة والفقر يتصدران قائمة المشاكل التي تعيشها محافظة خوزستان وأنها أكثر انتشارًا بين العرب. وعلى الرغم من أن هذه المحافظة تحتل المرتبة الثانية كمصدر من مصادر توفير الدخل القومي، إلا أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد بلوشستان في معدلات البطالة (17). ويقوم اقتصاد هذه المحافظة في 65% منه على الصناعات، مثل: النفط والغاز والبتروكيماويات وغيرها، ولكن هذه الصناعة لا تحل سوى 6% فقط من مشكلة العمالة (18).

البطالة شبح يواجه الشباب العرب في الأهواز (صورة التقطتها الباحثة)

وفي منطقة آبادان، تحدث نوابها ومسؤولوها عن أرقام مقلقة للبطالة، مسؤولة عن مشكلات اجتماعية في مقدمتها الطلاق حيث تراجعت معدلات الزواج بنسبة 5% وزادت حالات الطلاق بنسبة 20%، ومن بين 5 حالات زواج تنتهي ثلاث منها بالطلاق. وفي عدد من القرى التابعة لهذه المحافظة، يعاني أهلها من نقص المياه ولا يصلهم الغاز رغم أن أنابيبه تمر بالقرب من مناطق سكناهم، وتنقصهم المدارس خاصة للإناث (19)، وهناك 650 ألف أمي مما يجعل المحافظة تحتل المرتبة الثالثة على مستوى إيران من حيث نسب الأمية(20).

وإضافة إلى الحرمان، يجري الحديث عن سياسة ممنهجة للتمييز بين القوميات، وهو ما أثير من قبل مسؤولين كبار منهم وزير الدفاع الإيراني السابق ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، على شمخاني، عندما تحدث عن أن العرب يشكِّلون 50% من سكان خوزستان (21) مما يعني أن عددهم يتجاوز المليونين، لكن خُمس المديرين والمسؤولين في هذه المحافظة فقط هم من العرب، وأن الحاجة قائمة لتصل النسبة إلى 20%. ورغم أن ما تحدث به شمخاني، وهو مسؤول إيراني كبير، يعكس قلقًا في داخل الأوساط العربية من استمرار سياسة التهميش لمناطقهم في عهد حكومة روحاني، إلا أن ردود الأفعال على تصريحاته جاءت مشكِّكة بصحة أعداد العرب التي أوردها، واعتبرتها إساءة لقوميات أخرى مثل اللر.

ويورد بعض الباحثين نظرية "الاستعمار الداخلي"(22) في شقها الاقتصادي، كواحدة من النظريات المهمة في بيان "أبعاد الهوية القومية"(23) للعرب في الأهواز (24)، فالكثير منهم يعيش ظروفًا اقتصادية صعبة، ويضع الباحث، عزيزي بني طرف، الاقتصاد على رأس سلم المشكلات التي يواجهها عرب الأهواز: "يمكن لمن ينظر لعرب الأهواز من منظار علم الاجتماع أن يشخِّص حزام الفقر: البطالة، والفقر، وسوء التغذية، والإدمان، والجريمة، تشهد معدلات كبيرة في خرمشهر وأبادان والأهواز. وتشير التقارير التي تنشرها السلطة القضائية إلى ارتفاع معدلات الجرائم بين العرب (25).

تسجل محافظات خوزستان معدلات دنيا في التنمية الاقتصادية مقارنة بالمحافظات الإيرانية الأخرى (صورة التقطتها الباحثة)

وتأخذ السياسات الرسمية الإيرانية على الأقليات، بالإضافة إلى اختلافها المذهبي أو القومي، أنها تستقر في مناطق حدودية ولها امتدادات عائلية وثقافية مع دول أخرى. وهو ما يجعل النظرة الرسمية تضع هذه الجماعات في خانة "المهدِّدات" للنظام والأمن القومي (26)، وتتعامل معها بوصفها عرضة للتطورات الدولية والإقليمية مما قد يشجعها على إجراء تغيير وبناء هوية مناهضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وفي دراسة أجراها فريق من الباحثين تناولت العوامل المؤثرة على الهوية القومية والهوية الوطنية لعرب الأهواز، وشملت عينة الدراسة 384 شخصًا من العرب، من الجنسين، في الأعمار ما بين (16 إلى 56) عامًا، أظهرت النتائج وجود ارتباط كبير بين الحرمان والهوية القومية، وأنه كلما ازداد الإحساس بالمحرومية اقتصاديًّا زاد الحس بالهوية القومية وجرى تعظيمها (27). كما أظهرت النتائج ارتباطًا وثيقًا بين الاستفادة من وسائل الإعلام والهوية القومية (28)، بحيث إنه كلما انتشرت وسائل الإعلام تراجع الحس بالهوية القومية، وكذلك الحال بالنسبة للتعليم حيث يتراجع الحس بالهوية القومية لصالح الهوية الوطنية كلما ارتفع المستوى التعليمي. وكشفت الدراسة أيضًا عن ارتباط وثيق بين الرضى عن النظام السياسي والهوية القومية، وكلما زاد الرضى عن النظام السياسي، تراجع الحس بالهوية القومية لدى العرب، وكلما تراجع الرضى عن النظام السياسي تصاعد الحس بالهوية القومية (29).

ومن بين الأبحاث التي أُجريت على المجتمع الإيراني لبيان تأثير برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تلك التي أنجزها الدكتور سيف اللهي، وهو أستاذ معروف في علم الاجتماع بمشاركة الدكتورة حميرا أميني (30). ويضع الباحثان مؤشرات مفرقة وأخرى جامعة بين القوميات في إيران في سياق الهوية الوطنية العامة، ويشمل ذلك العرب، كما يلي:

المؤشرات المفرِّقة:

1 – نقص في المياه وسوء الأوضاع الاقتصادية في دولة مترامية من حيث الرقعة الجغرافية.

2 - المركزية الشديدة في الإدارة السياسية.

3 - تجاهل مشاركة المجموعات العرقية.

4 - تجاهل مطالب واحتياجات الفئات العرقية في أعقاب حركة التحديث.

5 – غلبة السياسة العرقية لدى الجماعات العرقية.

6 - عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية بين مكونات المجتمع.

7- عدم المساواة في التنمية البشرية.

8 - التنمية غير المتوازنة وغير المتناسبة في مناطق الأقليات العرقية.

ونجد حافظ نيا، قد حدَّد المؤشرات المفرقة بالتالي (31):

1. تركيبة وطنية غير متوازنة وغير متجانسة.

2. تعقيد الطبوغرافيا الإيرانية.

3. اختلال التوازن ونقص مشاركة هذه المجموعات.

4. شبكة تواصل ضعيفة.

5. عدم التكافؤ الجغرافي والمكاني.

المؤشرات الجامعة

وتضعها مجموعة من الأبحاث الإيرانية، في التالي:

1 – وجود مشتركات مثل اللغة وطبيعة المجتمع.

2 – التاريخ.

3 – هوية ثقافية وطنية.

4 – الاشتراك في المذهب والدين.

5 – المنجزات الوطنية العامة.

6 – تطلعات سياسية مشتركة.

7 – رموز وطنية مشتركة.

8 – سلطة حكومية مركزية.

الشيعة العرب والمشاركة السياسية في إيران

تميل التصنيفات الرسمية الإيرانية إلى القول بأن القوى السياسية العربية في خوزستان، تأتي في نوعين: أولهما يشجع المركزية والآخر يعاديها، وترى أن التجانس المذهبي والتاريخي بين عرب خوزستان والمركز فضلًا عن انتشار اللغة الفارسية والأهمية التي تحظى بها اللغة العربية لبعدها الديني، تجعل الكفة ترجح لصالح القوى ذات التوجه المركزي، وهناك ما يشبه الإجماع على أهمية العامل المذهبي كعامل موحد(32)، على اعتبار أن غالبية عرب الأهواز هم من الشيعة، ويجرى النظر إلى هذا العامل كسبب ليرجح العرب كما الأتراك الأذر الارتباطَ بالهوية الوطنية، وتدلِّل وجهة النظر هذه على صحتها بأن "الحركات السياسية الداعية إلى الانفصال والتي حظيت بدعم إقليمي ودولي لم تنجح في عمل بيئة اجتماعية داعمة لطروحاتها"(33).

وتجزم بأن التجاذب السياسي الذي دار بين هذين الفريقين بين شيعة إيران العرب خلال القرن الماضي، قد حُسم لصالح الفريق القائل بمركزية الدولة الإيرانية، وتميل إلى توصيف حركة الشيخ خزعل (1925-1920) بأنها حركة مدعومة من الاستعمار الإنجليزي كان مصيرها الفشل لعجزها عن حشد التأييد الشعبي (34). وترى أن القوى الداعية للانفصال نشطت في فترة الانتقال من نظام الشاه إلى نظام الجمهورية الإسلامية، وتقسم نشاطها في فترتين زمنيتين، هما:

1. من انتصار الثورة الإسلامية وحتى بداية الحرب الإيرانية-العراقية، وفيها تراجع نشاط القوى السياسية الداعية للانفصال وأخذت بُعدًا سريًّا في نشاطها.

2. ما بعد الحرب الإيرانية-العراقية والقبول بالقرار رقم 598 بوقف الحرب، بدأ السكان بالعودة إلى المناطق المنكوبة بفعل الحرب، وعادت الحركة السياسية العربية في الأهواز لتنشط وشجَّع نشاطَها الحرمانُ والفقر الذي يعاني منه الناس وتراجع توقعاتهم بشأن إعادة البناء والعمران(35)، ونشط على هذا الصعيد فريقان: الأول: يدعو للانفصال، والثاني ذو توجهات قومية عربية لكنه يدعو إلى دولة فيدرالية، ولا يرى هذا الفريق فرقًا بين الجمهورية الإسلامية والنظام البهلوي، لكنه لا يقول بالانفصال بل يدعو إلى تحصيل الحقوق وتحسين فرص المعيشة تحت مظلة الدولة الإيرانية(36).

يشير الكثير من الوقائع إلى أن الاتهام بـ"محاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض"، هي التهمة التي حوكم بمقتضاها عدد من العرب المطالبين بحقوق سياسية واقتصادية واجتماعية مساوية، وتؤكد شهادات عدد من النشطاء الذين شاركوا في التظاهرات التي شهدتها الأهواز، في أبريل/نيسان 2012، التوجهات التالية:

- أن مطالبهم حقوقية، سياسية واقتصادية وثقافية.

- أن تحركاتهم ذات طابع سلمي. 

- أن الفقر والحرمان والتحقير الثقافي والعرقي الذي يتعرضون له تشكِّل دوافعهم الأساسية للتحرك. 

- أن مناطقهم تعاني من التمييز.

- أن هناك سياسة ممنهجة لحرمان سكان المنطقة من ثرواتها (المائية والنفطية) وتوجيه هذه الثروات لصالح المناطق ذات الأغلبية من العرق الفارسي.

وعلى صعيد المشاركة السياسية، رحَّب عرب الأهواز بإصلاحات خاتمي، وفي منتصف التسعينات صوَّت 85% من سكان خوزستان لصالحه. وطوال 8 سنوات من حكم الإصلاحيين، سعت الطبقة المثقفة من العرب الأهوازيين إلى تعزيز حالة النقاش العام بشأن حقوق العرب، وبدت متفاعلة مع مقولات خاتمي بشأن الحوار والتعددية، لكن رسالة سرية تسربت في عام 2005 (قيل إنها مزورة) (37) ونُسبت إلى مدير مكتب خاتمي في ذلك الوقت، محمد علي أبطحي، وتتضمن خطة لتغيير التركيبة السكانية في الأهواز أنهت حالة التفاعل هذه، وهو ما كان سببًا لاندلاع انتفاضة أبريل/نيسان 2005، وهي الانتفاضة التي أعقبها إعدامات بين صفوف العرب. ولم ينفع تأكيد أن هذه الرسالة مزورة في وقف احتجاجات الناس مما يؤشر إلى عمق المشكلات التي يواجهها العرب على هذا الصعيد.

وفي دراسة مسحية لمحمد عبد اللهي، ومحمد عثمان حسين بر، حول الديمقراطية والهوية الجمعية في إيران (38)، جرى قياس توجهات القوميات في إيران (الآذر، والبلوش، والعرب، والفرس، والأكراد، واللر)، في تبريز وزاهدان والأهواز وأصفهان وسنندج وخرم آباد، تجاه الديمقراطية وبناء الهوية الجمعية.

وشملت عينة الدراسة، البالغة 1120 مستجيبًا، 900 (80%) مستجيب من المذهب الشيعي من الفرس والعرب واللر والآذر، منهم 130 مستجيبًا من عرب الأهواز الشيعة بنسبة (11.6%) و220 (20%) مستجيبًا سنيًّا في زاهدان وسنندج من البلوش والأكراد. 

جدول رقم (2) يبين توجهات القوميات إزاء الديمقراطية وبناء الهوية الجمعية (39)

المدينة

العرق 

المذهب

المجموع

   شيعة سنة

التكرار

النسبة المئوية 
تبريز  آذري  -  

320

28.6
زاهدان  بلوش    -

100

 8.9
الأهواز  عرب   

130

 11.6
أصفهان  فرس   

350

 31.3
سنندج  أكراد    -

120

 10.7
خرم آباد لر   

 100

 8.9
المجموع  900 (80%)  220(20%) 1120  100

أظهرت النتائج نظرة إيجابية بين هذه القوميات تجاه الديمقراطية في إيران، بنسبة وصلت في المجموع 54%، ومن بين هذه القوميات جميعها، سجل العرب (49.2%) والآذر (50.6%) أعلى نسبة بين من يحملون نظرة (إيجابية إلى حد ما) نحو الديمقراطية. وسجل الأكراد أعلى نسبة بين من يحملون نظرة إيجابية نحو الديمقراطية (89.2%) تلاهم البلوش بنسبة (63%)، فيما سجل العرب أقل نسبة بينهم (43.1%)، وأظهرت الدراسة أن السُّنَّة في إيران يحملون توجهات أكثر إيجابية نحو الديمقراطية أكثر من الشيعة في إيران (40).

وفي توجهات هذه القوميات نحو الهوية الوطنية والهوية القومية، كشفت النتائج أن الشيعة العرب في إيران يتشاركون مع الشيعة عمومًا من فرس ولر وآذر في جعل الهوية الوطنية هي الهوية الجمعية بنسبة وصلت إلى 68.5% من مجموع المستجيبين، مقابل 24.6% منهم رجَّح الهوية القومية على الوطنية. وجاءت أعلى النسب بين المستجيبين الذين رجحوا الهوية القومية بين الأكراد (50% مقابل 36.7% للهوية القومية)، وكذلك الحال بالنسبة للبلوش بنسبة 49.5% رجحوا الهوية القومية على الهوية الوطنية (44.4%)، مما يوصل إلى نتيجة أن الهوية الجمعية الغالبة بالنسبة للسنة في إيران هي الهوية المحلية القومية، وأن الهوية الجمعية الغالبة للشيعة ومن بينهم العرب هي الهوية الوطنية(41)..وكشفت الدراسة أيضًا أن جميع القوميات باستثناء الفرس(42) أفادوا بأنهم عرضة للتمييز. ودعمت هذه القوميات جميعها، قيام مجتمع مدني، وإقرار حقوق للمواطنة تضمن مساواة الجميع. وأظهرت أنه كلما ارتفعت نسبة عدم الرضى عن الأوضاع العامة في إيران زادت نسبة الميل نحو الديمقراطية (43)، ويتحول عدم الرضى السياسي إلى عامل مؤثر على التوجه نحو الديمقراطية.

ولاحظ البحث أن أصحاب التجربة السياسية حملوا مواقف سلبية من الديمقراطية، وفسر الباحثان ذلك بأن تلك المشاركة لم تكن ديمقراطية مما جعل نتائجها غير موافقة لتوقعات هؤلاء الأفراد، أو لأن هذه المشاركة عززت من السلطوية (44).

خلاصات 

- تُعَدُّ المناطق التي يسكن فيها الشيعة العرب، وتتركز بشكل خاص في جنوب إيران، من المناطق المحرومة، رغم أنها مناطق تتركز فيها الثروة النفطية. 

- توضح الإحصاءات الإيرانية أن البطالة والفقر يتصدران قائمة المشاكل التي تعيشها محافظة خوزستان وأنهما أكثر انتشارًا بين العرب.

- وتبرز نظرية "الاستعمار الداخلي" في شقها الاقتصادي، كواحدة من النظريات المهمة في بيان "أبعاد الهوية القومية" للعرب في الأهواز. فالكثير منهم يعيش ظروفًا اقتصادية صعبة، وتأتي الحالة الاقتصادية على رأس سلم المشكلات التي يواجهها عرب الأهواز، وهناك حزام من البطالة، والفقر، وسوء التغذية، والإدمان، والجريمة.

- يوجد ارتباط وثيق بين الرضى عن النظام السياسي والهوية القومية، وكلما زاد الرضى عن النظام السياسي، تراجع الحس بالهوية القومية لدى العرب، وكلما تراجع الرضى عن النظام السياسي تصاعد الحس بالهوية القومية.

- تقول دراسات عدة: إن الشيعة العرب في إيران يتشاركون مع الشيعة عمومًا من فرس ولر وآذر في جعل الهوية الوطنية هي الهوية الجمعية الغالبة.

- يظهر مما سبق تناوله، أن اندماج الشيعة العرب في إيران ضمن الهوية الوطنية الإيرانية مشروط بتعظيم العناصر المشتركة، والاستجابة للحاجات والمطالب السياسية والاقتصادية والثقافية. ولا يمكن أن يتحقق ذلك ضمن تعريف للهوية الوطنية استنادًا وبناءً على العناصر الثقافية لقومية بعينها. 

- يبدو أن إقرار سياسات تضمن العدالة في توزيغ الثروة وتنمية مناطق الشيعة العرب، وضمان العمل والتعليم لهم من الشروط المهمة لهذه الغاية. 

- إن التعددية والاعتراف الرسمي بالعناصر الثقافية للقوميات في إيران، ومن بينهم العرب، واحدة من الضمانات المطلوبة لبناء الهوية الوطنية الجامعة.

- ويحتاج تحقيق ذلك إلى المساواة بين جميع الأفراد ومنح الجميع حقوق مواطنة متساوية، دون النظر إلى العرق والمذهب، وفي الوقت ذاته لابد من رفع القيود على الحريات الدينية والثقافية لجميع المواطنين.

- ضمان تساوي الفرص أمام الجميع في البنية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

- وقف التمييز العرقي والمذهبي.

- رفع القيود عن المشاركة السياسية وتكوين الأحزاب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*د. فاطمة الصمادي- باحث أول بمركز الجزيرة للدراسات.

نبذة عن الكاتب

مراجع

(1)      المنظمة الأحوازية"، التي اتهمها الحرس الثوري بتنفيذ الهجوم، تطالب بانفصال خوزستان عن إيران، ودعت لسيادة وحكومة منفصلة فيها عقب انتصار الثورة الإسلامية، عام 1979، وتصنِّفها طهران بأنها "إرهابية"، وتتهمها بارتكاب العديد من العمليات عقب الثورة وخلال الحرب. ويقيم عدد من قياداتها في دول أوروبية، مثل: بريطانيا وهولندا، ولديهم علاقات قوية مع السعودية. أما الحركة الانفصالية التي تبنَّت الهجوم، وهي "جبهة النضال العربي لتحرير الأحواز" فقد تبنَّت سابقًا كذلك عدة عمليات، كاغتيال القاضي ورئيس شعبة المعلومات في خوزستان، حسين شريفي، عام 2017، وتفجير خط لنقل الغاز المسال جنوبي إيران في 2016، بينما اغتيل رئيسها، أحمد مولى، في هولندا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ووجهت الجبهة أصابع اتهامها لإيران. انظر:

فرح الزمان شوقي، "هجوم الأهواز: التفاصيل والاتهامات"، العربي الجديد،22  سبتمبر/أيلول 2018، (تاريخ الدخول: 23 سبتمبر/أيلول 2018):

https://bit.ly/2xQTQdj

(2)       Karimi, A., Multi-cultural Beliefs and National Unity: Critical Reflection, National Studies Quarterly, Year VII, No. 3, 2006, p. 93-113.

(3)       صالحي اميري، (1376) مديريت منازعات قومي در ايران؛ نقد و بررسي الگوهاي موجود و ادامه الگوهاي مطلوب، (إدارة النزاعات العرقية في إيران؛ نقد ومراجعة الأنماط الموجودة واستمرار الأنماط المرغوبة)، تهران: مجمع تشخيص مصلحت نظام، ط 2، 1388، ص 125- 131.

(4)      وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية، "هويت قومي و باورهاي اجتماعي؛ كارگاه تحليل يافته­هاي پيمايش ارزش­ها و نگرش­هاي ايرانيان"، تهران (الهوية العرقية والمعتقدات الاجتماعية؛ ورشة عمل لتحليل نتائج البحث المسحي لقيم الإيرانيين ومواقفهم)، طهران، وزارت فرهنگ و ارشاد إسلامي، 1380 ش، ص 37.

(5)      حميد أحمدي، حميد أحمدي، قوميت و قوم گرايي در ايران، افسانه يا واقعيت، (العِرق والتوجه العرقي في إيران
أسطورة أم حقيقة؟)، (طهران، ني، 1381)، ص 65.

(6)      أثناء القيام بالتعداد السكاني لا يتم سؤال الناس في إيران عن قوميتهم، ولذلك فإنه لا توجد إحصاءات دقيقة بهذا الخصوص، ولذلك نجد من يرفع نسبة الأتراك في إيران، إلى 40 مليون، والأكراد إلى 20 مليون، والعرب إلى 7 ملايين، وإذا جرى التسليم بصحة هذه الإحصاءات وفقًا لكل قومية فهذا يعني أن بقية القوميات في إيران لا تزيد عن 7 ملايين وهو ما يبدو غير منطقي بصورة واضحة.

(7)      حميد نساج، جهاني شدن و هويت اقوام ايراني با تأكيد بر مؤلفه هاي زبان و آداب و رسوم" (العولمة وهوية الشعب الإيراني مع التركيز على مكونات اللغة والعادات والتقاليد) فصلية، دوره جديد، العدد 5، شتاء 1387 و ربيع 1388، ص 129- 156.

(8)      داريوش قمري، "همبستگي ملي در ايران" (التضامن الوطني في إيران)، تمدن ايراني، تهران، 1384، ص 176.

(9)      يقول الباحث يوسف عزيزي: إن العرب يشكلون أكثر من 7.7% من سكان إيران. منهم 3.5 مليون في محافظة خوزستان وغالبيتهم من الشيعة، و1.5 مليون عرب في سواحل الخليج العربي وهم من السنة، ونصف مليون متفرقون في أماكن مختلفة من إيران. ويقول نشطاء أكراد: إن نسبة أكراد إيران تقارب 10 بالمئة من عدد السكان.

(10)   حميد أحمدي، حميد أحمدي، قوميت وقوم گرايي در ايران، افسانه يا واقعيت (العرق والتوجه العرقي في إيران
أسطورة أم حقيقة؟)، مرجع سابق.

(11)   جمعيت رسمي استان خوزستان اعلام شد (الإعلان رسميًّا عن عدد سكان محافظة خوزستان)، وكالة أنباء فارس في خوزستان، 25 /12/ 1395 ش، (تاريخ الدخول: 26 سبتمبر/أيلول 2018):

 http://khuzestan.farsnews.com/news/13951225000881

(12)   واعظي، منصور، "طرح بررسي و سنجش شاخص‌هاي فرهنگ عمومي کشور (شاخص‌هاي غيرثبتي): گزارش مربوط به کل کشور (مسح وتقييم المؤشرات الثقافية العامة للبلاد (مؤشرات غير مسجلة): تقرير على مستوى الدولة) ؛ شوراي فرهنگ عمومي کشور، 1390 (2011).ص 276.

(13)   المصدر: رسول افضلي وبرزين ضرغامي ،"تحليل بنيادهاي پايدار همگرايي ومتغيرهاي اعتباري تهديد قومي در ايران"،، پژوهش هاي جغرافياي انساني، شماره 70 ، زمستان 1388"، ص 77-90"

(14)   شهسواري، کامران، "القوميات في إيران والحقوق السياسية(1)"، مركز الجزيرة للدراسات، 9 يونيو/حزيران 2013، (تاريخ الدخول: 26 سبتمبر/أيلول 2018):

http://studies.aljazeera.net/reports/2013/06/201369162845674533.htm

(15)   رسول افضلي وبرزين ضرغامي،"تحليل بنيادهاي پايدار همگرايي و متغيرهاي اعتباري تهديد قومي در ايران" (تحليل أسس استمرارية التعاضد والمتغيرات ذات الاعتبار في التهديد العرقي في إيران)، دورية "پژوهش هاي جغرافياي انساني"، العدد 70 ، شتاء 1388، ص77-90.

(16)   الطايي، علي،"بحران هويت قومي در ايران" (أزمة الهوية القومية في إيران)، تهران: چاپ شادگان، چاپ دوم، ص 203.

(17)   راي بيکاري در خوزستان تدبيري بينديشيد (لابد من التفكير بحل لمشكلة البطالة في خوزستان)، سايت تابناك، 30 أغسطس/آب  2015، (تاريخ الدخول: 26 سبتمبر/أيلول 2018): https://bit.ly/2OiA6J9

(18)   المرجع السابق.

(19)   رييس شوراي شهرستان اهواز: محروميت در روستاهاي اهواز بيداد مي كند / محروميت در كنار لوله هاي گاز !" (رئيس مجلس بلدية مدينة الأهواز: الحرمان يصرخ في قرى الأهواز: حرمان بجانب خطوط أنابيب الغاز)، موقع شوشان الإخباري، 10 ارديبهشت 1393، (تاريخ الدخول: 26 سبتمبر/أيلول 2018):https://bit.ly/2QlGOeM

(20)   20 "مديرکل آموزش و پرورش: خوزستان رتبه سوم آمار بيسوادي را در کشور دارد" (مديرية التربية والتعليم: خوزستان تحتل المرتبة الثالثة في إحصاء الأمية على مستوى البلاد)، موقع عصر جنوب الإخباري، 28 بهمن 1394، (تاريخ الدخول: 26 سبتمبر/أيلول 2018):https://bit.ly/2xZSRa8

(21)   21- نگراني از نهادينه شدن تبعيض قومي بر عليه لر زبانان خوزستان در دولت روحاني، ايبنا نيوز، 18 فروردين 1393 ش، (تاريخ الدخول: 26 سبتمبر/أيلول 2018):http://www.ibnanews.ir/vdch.in6t23nikftd2.htm

(22)   يقصد بالاستعمار الداخلي: التبعية والقمع والاستغلال والإقصاء التي تتعرض له مجموعة إثنية من قبل أخرى في مجتمع واحد.

(23)   الهوية القومية: نوع من الهويات الاجتماعية، ذات خصائص ثقافية تجعل قومًا مختلفين عن قوم آخرين، وفي الوقت نفسه توثق من العلاقات والروابط بين أعضاء هذه الفئة من الناس وتوجد نوعًا من الانسجام ببن أعضائها (احمدلو، احمدلو، حبيب. رابطه هويت ملي وهويت  قومي در بين جوانان تبريز" (العلاقة بين الهوية الوطنية والهوية العرقية بين الشباب في تبريز، فصلية "مطالعات ملي"، سال چهارم، العدد 13 ،1381 صص 120-145) ص 123، وتأتي لاحقة للهوية الوطنية ويقصد بها: الوفاء والتعلق بالعناصر والرموز المشتركة لكل المجتمع، وأهمها: الأرض والتاريخ والأدب والشعب والدولة (يوسفي، علي. روابط بين قومي وتأثير آن بر هويت ملي در إيران، تحليلي ثانويه بر داده هاي يک پيمايش ملي (العلاقات بين الأعراق وأثرها على الهوية الوطنية في إيران، تحليل ثانوي على بيانات المسح الوطني). فصلنامه مطالعات ملي، السنة الثانية، العدد 8، تابستان، ص 13-42).

(24)   لهسايي زاده عبدالعلي، مقدس علي اصغر, تقوي نسب سيدمجتبي، "بررسي عوامل داخلي موثر بر هويت قومي و هويت ملي در ميان اعراب شهرستان اهواز" (دراسة العوامل الداخلية المؤثرة في الهوية العرقية والهوية القومية لدى العرب في مدينة الأهواز)، "مجلة العلوم الإنسانية لجامعة أصفهان"، ربيع 1388، الدورة  20، ( 45 - 70 )، ص 51.

(25)   يوسف عزيزي بني طرف، "تنوع قومي در إيرانتنوع قومي در ايران؛ چالشها و فرصت ها بخش دوم" (التنوع العرقي في إيران؛ التحديات والفرص، القسم الثاني)، مائدة مستديرة، فصلية "مطالعات ملي"،1380، السنة الثالثة، العدد 9، خريف، ص 356.

(26)   سيفاللهي،سيفالله، جامعهشناسيمسايلاجتماعيايران (علم اجتماع القضايا الاجتماعية في إيران)،تهران: نشرجامعهپژوهانسينا،  ط1، 1381، ص 116-117.

(27)   لهسايي زاده عبدالعلي، مقدس علي اصغر، تقوي نسب سيدمجتبي، "بررسي عوامل داخلي موثر بر هويت قومي و هويت ملي در ميان اعراب شهرستان اهواز"، مرجع سابق، ص 59.

(28)   المرجع السابق، ص 62.

(29)   المرجع السابق، ص 63.

(30)   سيف اله سيف اللهي وحميرا حافظ اميني، برنامه هاي توسعه اقتصادي- اجتماعي وتاثير آن بر واگرايي و همگرايي گروههاي قومي در ايران (برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرها على الاختلافات والتشابهات بين القوميات الإيرانية)،پژوهش نامه علوم اجتماعي، سال سوم/شماره دوم/ تابستان 88(Journal of social sciences, 2009 (Summer), Vol.3, No.2)، ص 69-100.

(31)   محمد رضا حافظ ‌نياز، "جغرافياي سياسي ايران" (الجغرافيا السياسية لإيران)، تهران: سمت، 1381، ط 1، ص 180 ــ 146.

(32)   مطلبي، مسعود، جغرافياي سياسي اقوام ايراني، دورية زمانه، العدد 70، ص 16- 24.

(33)   نوراله قيصري، "قوميت عرب خوزستان وهويت ملي ايران" (عرب خوزستان والهوية الوطنية لإيران)، فصلنامه مطالعات راهبردي، العدد الأول (ربيع 1377)، ص 70.

(34)   مصطفي انصاري، تاريخ خوزستان 1878 ــ 1925 دور? خاندان کعب وشيخ خزعل (تاريخ خوزستان 1878 – 1925 فترة عائلة كعب والشيخ خزعل)، ترجمه محمد جواد جواهرکلام، تهران، نشر شادگان، 1377، ص 108.

انظر أيضًا: رضا حبيبي نجاد، منافع سياسي واقتصادي انگليس در خوزستان (المصالح السياسية والاقتصادية للإنجليز في خوزستان)، دورية "پارسه"، السنة 14 العدد 23، ص 80-85.

(35)   قوميت عرب خوزستان وهويت ملي ايران، مرجع سابق.

(36)   مطلبي، جغرافياي سياسي اقوام ايراني مرجع سابق.

(37)   درگيري خونين در خوزستان در پي انتشار نامه 'جعلي' (مواجهات دموية في خوزستان بعد انتشار رسالة (مزورة))، بي بي سي فارسي، 16 آوريل 2005، (تاريخ الدخول: 26 سبتمبر/ أيلول 2018):http://www.bbc.com/persian/iran/story/2005/04/050416_la-ahvaz-arabs.shtml

(38)   عبدالهي، محمد؛ حسين ‌بر، محمدعثمان، هويت جمعي ونگرش به دموکراسي در ايران (الهوية الجماعية والنظرة إلى الديمقراطية في إيران)، السنة السابعة، العدد الرابع شتاء 1385 شمسي، ص 18:http://www.isa.org.ir/magazine-article/2910

(39)   عبد اللهي، محمد، حسين ‌بر، محمد عثمان، "هويت جمعي و نگرش به دموکراسي در ايران"(الهوية الجمعية والنظرة إلى الديمقراطية في إيران)،السنة السابعة، العدد 4، زمستان 1385، (2006)، ص 18.

(40)   المرجع السابق، ص 19.

(41)   المرجع السابق، ص 19.

(42)   المرجع السابق، ص 21.

(43)   المرجع السابق، ص 27.

(44)   44- المرجع السابق، ص 30.