لا تزال القوات الأوكرانية تطور عملية كورسك داخل الأراضي الروسية. فقد تمكنت من الولوج إلى عمق نحو 10 كم، والسيطرة على نحو 1000 كم مربع، والتحكم في 28 تجمعا سكانيا داخل مقاطعة كورسك في منتصف أغسطس/آب 2024. كما قصفت جسرين حيويين لشبكة الإمدادات الروسية وهدمتهما.
كان الهجوم الأوكراني داخل الأراضي الروسية في 6 أغسطس/آب مفاجئا، وقد شنه نحو 1000 جندي مدعومين بدبابات ومدرعات على غرار برادلي الأميركية ودبابات ليوبارد الألمانية، وقاذفات نظام هايمرس وهوايتزر التي استُعلمت لضرب مواقع القوات الروسية وتعطيل مسالكها اللوجستية. كما استُخدمت مسيّرات بيرق دار التركية، إضافة إلى صواريخ جافلين الأميركية الموجهة المضادة للدبابات.
في بداية الاجتياح، التزمت السلطات الأوكرانية الصمت، وقد تكون راعت في ذلك عدة اعتبارات، منها: انتظار الردّ الروسي أولا على الاجتياح، وترك الباب مفتوحا للتراجع عنه إذا كان الرد الروسي ساحقا. ثانيا، انتظار نجاح الاجتياح للإعلان عنه، خشية إخفاقه بعد تبنيه؛ مما قد يوقع كييف في حرج ويكشف ضعفها. ثالثا، التريث في إعلام الحلفاء الغربيين إلى حين التأكد من رضوخ روسيا للواقع الجديد. فالحلفاء الغربيون كانوا معترضين على استعمال أسلحتهم في الاجتياحات العسكرية للأراضي الروسية، باعتبار ذلك تعديا على خط أحمر قد يستفز روسيا ويدفعها إلى ردود توسع الحرب خارج الحدود الأوكرانية، أو تفلت من قواعد القتال السائدة إلى حد الآن.
بعد أن تبين رضوخ روسيا للواقع الجديد ونجاح المراحل الأولى للعملية، شرعت السلطات الأوكرانية في التبني الفعلي للاجتياح. وبررته بكونه جاء لإرباك الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، ثم أدرجته في منظور استراتيجي أوسع، مقتضاه أن الاجتياح قد يهز الثقة في القيادة الروسية داخليا، ويحوّل روسيا من الهجوم إلى الدفاع، ويشجع الحلفاء على المزيد من الدعم، ويعزز مراهنتهم على قدرة القيادة الأوكرانية على الفوز في الحرب.
في سياق هذا الواقع الجديد، أصبحت روسيا هي التي تعاني من عدم اليقين، لأن أراضيها أصبحت مكشوفة على مسافة من الحدود المشتركة مع أوكرانيا تمتد بين 1600 و1700 كم، التي قد يتكرر فيها ما وقع في كورسك. وستضطر القوات الروسية بسبب ذلك إلى إعادة توزيع قواتها للتركيز على الدفاع، لكن دون يقين أين سيكون الهجوم الأوكراني القادم.
المصيدة الروسية والمفاجأة الأوكرانية
قبل اجتياح مقاطعة كورسك، كانت القوات الأوكرانية في موقف دفاعي وفي حالة ترقّب مستمر للضربات الروسية القادمة. فقد أصبحت عاجزة عن اختراق خطوط المواجهة بعدما أقامت القوات الروسية شبكة دفاعية قوية من الحواجز والخنادق في الشرق والجنوب، إضافة إلى تعدد التشكيلات المدفعية. وقد سمح ذلك للقوات الروسية بالتركيز على الهجوم ونقل قواتها بأمان بين مختلف الجبهات، فأوقعت القوات الأوكرانية في إرباك وأفقدتها اليقين والقدرة على توقع جهة الهجوم الروسي الذي يمكن أن ينطلق من إحدى ثلاث جبهات رئيسية: الجبهة الشرقية في دونباس، وتمتد على طول 500 كم، والجبهة الشمالية في خاركيف، وتمتد على طول 300 كم، والجبهة الجنوبية في زابوروجيا وخيرسون المتاخمتين للبحر الأسود وجزيرة القرم، وتمتد على طول 400 كم. أضف إلى ذلك، حماية العاصمة كييف ومراقبة الحدود مع بيلاروسيا خشية انخراطها في الحرب إلى جانب روسيا.
لقد أوقعت هذه الجبهات المتعددة الجيش الأوكراني في معضلة توقع تحركات الجيش الروسي على مسافات طويلة. أما الجيش الروسي فلا يعاني من ذلك بعدما أمّن حدود مناطقه بتلك الشبكة الدفاعية التي قيدت القوات الأوكرانية. وقد أفضى استمرار هذا التعثر إلى بداية تشكك القوى الغربية الحليفة في جدوى استمرار دعم المجهود الحربي الأوكراني، وعلت أصوات الداعين إلى حث القيادة الأوكرانية على القبول بتسوية سياسية مع القيادة الروسية قبل فقدان أوكرانيا مزيدا من أراضيها.
كانت القيادة الأوكرانية بين خيارين: القبول بتسوية سياسية تقتطع جزءا من أراضيها أو مواصلة الاستنزاف دون أفق. لكن القيادة الأوكرانية فاجأت من جديد عدوها الروسي وحلفاءها الغربيين، كما فاجأتهم في بداية الحرب بشراسة مقاومتها، حين حسبت القيادة الروسية أن السيطرة على كييف ستكون يسيرة، وأن القيادة الأوكرانية ستنهار بسرعة، وسيلوذ الرئيس فلوديمير زيلنسكي بالفرار. هذا التقدير كانت تراه أيضا القيادة الأميركية في بداية الحرب حين حضت الرئيس زيلنسكي على المغادرة، وأخبرته أنها مستعدة لتأمين نقله خارج البلاد ولكنه فاجأهم بإجابته: لا أحتاج إلى توصيلة، أحتاج إلى ذخيرة. واتضح بعد ذلك أن تقديرات القيادة الروسية والغربية كانت خاطئة. وكذلك هذه المرة، يبدو أن القيادة الروسية كانت تعتقد أن القيادة الأوكرانية لن تجرؤ على اجتياح أراضيها خشية من الغضب الروسي. وكانت القيادة الغربية ترفض باستمرار المشاركة مباشرة أو بعتادها في الهجوم على الأراضي الروسية حتى لا تستفز القيادة الروسية فتتورط في حرب واسعة. لكن القيادة الأوكرانية قررت غير ذلك، فكانت مفاجأة جديدة، لعلها المفاجأة الاستراتيجية الثانية خلال الحرب. وبذلك حصلت أوكرانيا على عدة مكاسب من بينها تخفيف الضغط على قواتها في الجبهة الشرقية. فقد اضطرت روسيا، بسبب هذ الهجوم، إلى نقل قوات إلى داخل البلاد للتصدي للقوات الأوكرانية المتوغلة. ثاني تلك المكاسب، دفع القيادة الروسية لإعادة ترتيب أولوياتها بما يعطي الأولوية لتأمين حدود بلادها على الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية. وثالثها، مكسب سياسي واستراتيجي وهو إمكانية أن تستعمل أوكرانيا الأراضي الروسية التي سيطرت عليها في التفاوض مقابل أراضيها الواقعة تحت السيطرة الروسية.
لا شك أن القيادة الروسية لم تكن تتوقع الاجتياح الأوكراني ولم تكن مستعدة للتعامل معه. فقد لجأت في البداية إلى القوات الجوية لوقف تقدم القوات الأوكرانية، لكنها أخفقت ثم شرعت في تنظيم قوات مقاتلة لذلك الغرض، لكن العملية اتسمت بالارتباك والبطء، نظرا لمركزية القرار داخل القيادة العسكرية الروسية. في هذه الأثناء كانت القوات الأوكرانية، المتميزة بطبيعتها اللامركزية، تعزز تقدمها وتوسعه، وتتخندق جيدا، وتقطع خطوط الإمداد عن القوات الروسية، وتتحكم في طرق الإمدادات. وقد نجحت في إعاقة تحرك نحو ثلاثة آلاف جندي روسي جنوبي نهر سيم، ولا تزال القوات الروسية تسعى لإقامة منصات عائمة للإبقاء على تدفق الإمدادات وإجلاء القوات. وقد أمر بوتين بالقضاء على الاجتياح الأوكراني مع بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، دون خفض عدد القوات الروسية المقاتلة في المناطق الشرقية لأوكرانيا.
يصعب في هذه المرحلة معرفة ما إذا كانت القوات الروسية قادرة على تحقيق ذلك. فهي لا تزال، بعد مرور بضعة أسابيع على شن هجومها المضاد في الثامن من أغسطس/آب، عاجزة عن تحقيق إنجازات واضحة، خاصة أن القيادة الأوكرانية لا يبدو أنها تريد لهذا الاجتياح أن يكون مجرد هجوم عارض بل أن تفتح من خلاله جبهة مواجهة مستمرة. فقد أرسلت خلال أيام من بداية الهجوم تعزيزات من قوات النخبة تشير إلى هذا الرهان. تتكون تلك القوت من اللواء 80 للانقضاض الجوي، واللواء الميكانيكي المنفصل 22، وهي قوات على غاية من الأهمية ما كانت القيادة الأوكرانية لتدفع بها في هذه الجبهة، بدلا عن جبهات أخرى، لو لم تكن تراهن على التركيز مستقبلا على اجتياح الأراضي الروسية لإحداث اختراق استراتيجي يمنحها خيارات أفضل لتعزيز موقفها التفاوضي.
صراع الإرادات ومأزق الاستنزاف
تتوزع سيناريوهات المستقبل على النتائج المحتملة للطرفين المتحاربين. فقد تنجح القيادة الأوكرانية في استرداد المبادرة من خلال اجتياح الأراضي الروسية، وتفرض وضعا تفاوضيا يمنحها أفضلية إضافية. وقد تتمكن القيادة الروسية من امتصاص هذا الاجتياح واستعادة الوضع السابق بما يستنزف القوات الأوكرانية. وقد يستنزف الطرفان بعضهما بعضًا حتى يفقدا القدرة على مواصلة القتال فيتوقفا دون الحاجة إلى اتفاق. وقد تظهر بجعة رمادية، كأن يفوز ترامب، فيوقف الدعم الأميركي لأوكرانيا ويلزمها بتسليم أجزاء من أراضيها لروسيا مقابل السلام.
- اجتياح المزيد من الأراضي الروسية
قد تستخلص القيادة الأوكرانية من اجتياح مقاطعة كورسك الروسية أن عوائد الاجتياح تفوق كثيرا تكاليفه وأن الرد الروسي ظل تقليديا. فتقنع حلفاءها بأن مخاوفهم خاطئة وأن اجتياح مناطق روسية أخرى هو المنحى الاستراتيجي الجديد لأن من شأن ذلك أن يكسر معادلة الردع الروسية، ويهز هيبة القيادة الروسية ويكشف عجزها عن حماية أراضيها ومواطنيها. وإذا تمكنت القوات الأوكرانية من المحافظة على المقاطعات التي سيطرت عليها لفترات طويلة، فستدفع كثيرا من سكانها إلى النزوح أو تسيطر على أعداد كبيرة منهم ليكونوا بمثابة دروع تمنع القوات الروسية من استخدام القصف الجوي والصاروخي والمدفعي. أما المجموعات النازحة فستشكل ضغطا على القيادة الروسية، وستبث الذعر في بقية السكان، وستحتاج إلى هياكل استقبال وإعادة توطين وإدماج. وإذا تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على محطة كورسك للطاقة النووية التي توفر الكهرباء لمناطق عديدة بغرب روسيا، ولمصانع التعدين والكيمياويات والصناعات الغذائية؛ فسيكون بمقدورها عندئذ إيقاع القيادة الروسية في مأزق كبير. فمن جهة لن تستطيع قصف القوات الأوكرانية المتحصنة بالمحطة خشية تسرب الإشعاعات النووية، ومن جهة ثانية ستحذر من التصعيد حتى لا تدفع القوات الأوكرانية إلى تعطيل المنشأة فتتوقف الحياة في المناطق والمنشآت المتصلة بالمحطة النووية.
قد تكرر القيادة الأوكرانية الاجتياح في مقاطعة بلغرود التي تحتوي على هياكل عسكرية ولوجستية مهمة، فتشن من هناك هجمات لعرقلة خطوط الإمداد. وقد تجتاح أيضا مقاطعة بريانسك، وهي مقاطعة استراتيجية تضم الطرق الرئيسية التي تربط موسكو بجنوب روسيا الغربي، فتعرقل طرق المواصلات الحيوية للقوات الروسية، علاوة على أن هذه المقاطعة ترتبط تاريخيا وثقافيا بأوكرانيا، وهو ما يمكن أن يوفر دعما إضافيا للاجتياح. قد تجتاح القوات الأوكرانية أيضا مقاطعة روستوف، القريبة من الحدود الشرقية الأوكرانية، وهي مركز لوجستي محوري للعمليات العسكرية الروسية، خاصة على صعيد الإمدادات القادمة من جنوب روسيا ومنطقة القوقاز. فإذا شنت القوات الأوكرانية هجمات على هذا المحور، فستعرقل تلك الإمدادات وتؤثر بعمق في أداء القوات الروسية. قد تجتاح القوات الأوكرانية أيضا جزيرة القرم، الخاضعة للسيطرة الروسية منذ عام 2014، فتشن هجمات مباغتة على المنشآت العسكرية، خاصة القواعد الجوية ومستودعات الذخائر، فتعرقل بشدة العمليات الروسية في أوكرانيا.
هذا الرهان يقتضي من القيادة الأوكرانية توفير خطوط إمداد طويلة وآمنة تربطها بقواعد قواتها داخل أوكرانيا. ويقتضي كذلك التحسب لتطور الرد ّ الروسي الذي قد يصعّد إذا شعر بأنه يفقد السيطرة على إقليمه وسكانه.
إذا مضت أوكرانيا في هذا السيناريو فستشغل قطاعات عريضة من القوات الروسية، فتتخلى عن مواقعها داخل الأراضي الأوكرانية وترتد إلى داخل روسيا، فتسترد القوات الأوكرانية حرية الحركة مجددا، وتشن هجمات كبيرة لتسترجع أراضيها. تكمن أهمية هذا السيناريو في أن اجتياح القوات الأوكرانية للأراضي الروسية يقضي على شبكة الإمداد، وقد يهز الثقة في قيادة بوتين وقد يصيب نظامه بشروخ كبيرة تجعله يفقد السيطرة تدريجيا، فيضطرب التنسيق بين القوات العسكرية الروسية وتلحق بها خسائر كبيرة. في النهاية قد يضطر بوتين إلى مبادلة أراضيه الواقعة تحت سيطرة القوات الأوكرانية بالأراضي الأوكرانية الواقعة تحت سيطرته. يبدو هذا السيناريو ضعيف الاحتمال لأن تكلفته السياسية على الجانب الروسي عالية جدا. فقد يقضي على نظام بوتين، علاوة على أن روسيا تملك القدرة على توفير المزيد من الموارد لتأمين الدفاع والهجوم وإن ظهرت عدة مؤشرات على صعوبة ذلك.
- سيناريو التفوق الروسي وإمكانية توسيع دائرة الحرب
قد تشن روسيا هجمات ناجحة على مناطق أوكرانية استراتيجية في دونباس أو زاباروجيا لتستولي على المزيد من المناطق الأوكرانية. فترتد القوات الأوكرانية مجددا إلى وضعية الدفاع لإعاقة تقدم القوات الروسية، فتسترد روسيا المبادرة مجددا. رغم أن هذا السيناريو يبدو مغريا للجانب الروسي فإن تحققه صعب، فقد كان هذا هدف القيادة الروسية منذ 2022، لكنها لم تستطع إنجازه. كما أن القوات الروسية ستخاطر بدفع تكاليف هائلة إذا نفذت عمليات بعيدة عن الغطاء الدفاعي، وقد تُمنى بهزائم ميدانية تجعلها عاجزة عن الهجوم وعن الدفاع عن أراضيها. لذلك يبدو هذا السيناريو ضعيف الاحتمال.
ينطوي هذا السيناريو على سيناريو فرعي، هو توسيع دائرة الحرب. فقد تفتح روسيا جبهة جديدة للحرب في بيلاروسيا وترانسنيستريا، لتشتيت القوات الأوكرانية على جبهات واسعة واستنزاف قدراتها. وبذلك ستضع عبئًا إضافيًّا على كاهل الحلفاء الغربيين. لكن هذا السيناريو محفوف بمخاطر هائلة. فقد ينخرط الحلفاء الغربيون في القتال إلى جانب أوكرانيا فتصعد الحرب إلى مستويات تجعل الجدوى منها أقل من تكاليفها.
بين هذه السيناريوهات، ثمة ما يدعى بالبجعة الرمادية، وهي الحوادث القليلة الحدوث، لكنها عظيمة الأثر. على سبيل المثال، قد يفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فيشكل بذلك عامل تغيير أساسي في مسار الحرب الروسية الأوكرانية. فقد وعد بإنهاء هذه الحرب، وألمح في أكثر من مناسبة إلى رؤيته التي تتضمن إعطاء بوتين أجزاء من أوكرانيا مقابل وقف الحرب. في هذه الحالة، سيتوقف الدعم الأميركي ومعه الدعم الأوروبي عن أوكرانيا، فتصبح غير قادرة على مواصلة القتال. وتضطر بذلك إلى القبول بتسوية سياسية تقطع أجزاء من أراضيها.
- سيناريو الاستنزاف
قد تنجح القوات الروسية في صد الاجتياحات الأوكرانية المتتالية، وتنجح القوات الأوكرانية في تعطيل تقدم القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية. وبذلك تصبح الأوضاع القتالية على الجانبين عالقة مجددا، وتدخل القوتان في دائرة مغلقة من الاستنزاف. فتعاني كل منهما من العجز عن توفير الموارد اللازمة والدعم الخارجي والتماسك الداخلي، فتطول الحرب إلى أن يصاب الطرفان بالإعياء. في هذه الحال، ستتراخى إرادتهما عن مواصلة القتال ويصبح إنهاؤها أو تجميدها هو السيناريو الأرجح. وقد أظهرت حروب الاستنزاف المشابهة أن استمرار هذا النوع من القتال يكون عادة من 3 إلى 10 سنوات، فيكون المتوسط 6.5 سنوات. وعندها يتوقف القتال غالبا دون تسوية، مثل توقف القتال بين كوريا الشمالية والجنوبية، وتظل الأوضاع جامدة دون اتفاق.