مسارات السياسة الخارجية التركية في النظام الرئاسي الجديد

c6e06813b13f4e0caca8c9b8a0507225_18.jpg
من اليمين : سعيد الحاج، سمير صالحة، طلحة كوسه، كمال إينات (الجزيرة)

خلصت ندوة بحثية عن السياسة الخارجية التركية في النظام الرئاسي الجديد نظَّمها في إسطنبول، الخميس 27 سبتمبر/أيلول 2018، مركز الجزيرة للدراسات بالتعاون مع مركز سيتا التركي وقناة الجزيرة مباشر، إلى أن السياسة الخارجية التركية خلال المرحلة المقبلة سوف تشهد تحسُّنًا في العلاقة مع كلٍّ من روسيا والصين في حين ستظل تشهد شدًّا وجذبًا مع الولايات المتحدة وحلف الناتو وبعض الدول العربية. 

وأرجع المشاركون في الندوة، وهم الباحث المختص في الشؤون التركية، سعيد الحاج، وأستاذ العلاقات الدولية، سمير صالحة، والباحثان في مركز سيتا، طلحة كوسه وكمال إينات، أسباب التوتر المزمن في العلاقات التركية-الأميركية إلى جملة من الأسباب، من أهمها: تعامل واشنطن مع أنقرة على قاعدة من عدم المساواة، ودعمها لتنظيمات في سوريا تعتبرها تركيا إرهابية، فضلاً عن موقف تركيا من القضايا التي تكون إسرائيل طرفًا فيها لاسيما الموقف من القضية الفلسطينية والقدس والحصار على غزة. وأوضحوا في هذا الصدد أن الاتهامات التركية للولايات المتحدة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة، واستضافتها لفتح الله جولن الذي تتهمه بالضلوع فيها، ربما تكون قد أوصلت العلاقات التركية-الأميركية إلى حافة القطيعة الاستراتيجية. 

كما أشاروا -في سياق رصد أسباب الشد والجذب بين واشنطن وأنقرة- إلى الضغوط التي تفرضها إدارة الرئيس، دونالد ترامب، على تركيا من أجل وقف تعاونها الاقتصادي مع إيران، وإصرار الرئيس، رجب طيب أردوغان، على عدم الاستجابة لهذه الضغوط. 

واستعرض المتحدثون الدوافع التي حدت بتركيا نحو تمتين علاقاتها بالصين وروسيا، وأرجعوها في المقام الأول إلى رغبة أنقرة في إيجاد بدائل تخفف بها تداعيات تأزم علاقاتها مع الولايات المتحدة. وأكدوا أن من حق تركيا تنويع مصادر السلاح وتطوير علاقاتها مع أية دولة وأن ذلك ليس بالضرورة خصمًا من رصيد علاقاتها بالدول الأخرى، ملمحين في هذا الصدد إلى حصول تركيا على منظومة صواريخ إس 400 الروسية وموقف حلف شمال الأطلسي (الناتو) من هذه الصفقة. 

وتناول المشاركون العلاقات التركية-العربية، وأرجعوا سبب ما يعترضها من عقبات وتحديات إلى تضارب سياسات الدول العربية وعدم اتفاقها على سياسات موحدة إزاء عديد المشكلات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن عداء بعض الأنظمة العربية لتركيا على خلفية تأييد الأخيرة لثورات الربيع العربي. 

وفي ختام الندوة، تحدث الدكتور، محي الدين عتمان، نائب مدير مركز سيتا، عن أهمية تواصل مثل هذه الندوات التي تجمع الباحثين العرب والترك على منصة واحدة لتبادل الرأي وتعميق الفهم بشأن مختلف القضايا التي تهم الجانبين. ومن ناحيته، استعرض الدكتور، محمد المختار الخليل، مدير مركز الجزيرة للدراسات، ما يجمع تركيا بالعالم العربي لاسيما على الصعد التاريخية والجغرافية والثقافية، معربًا عن أمله أن تكون مثل هذه الندوات المشتركة جسرًا للتواصل وتبادل الفهم بين الأمتين العربية والتركية.