أزمة الخليج في مجلس الشيوخ الفرنسي

f53c027248454fe595889572f8abedb0_18.jpg
(من اليمين وقوفًا): لويك تريبو لاسابير، وجويل غاريو ميالام (جلوسًا) ألكسي مالاشينكو، ودافيد ريغولي روز، ولويس بلين، وباتريسيا لالوند، ومحمد الشرقاوي، وسيباستيان بوسوا.

ناقش عدد من المشرِّعين في مجلس الشيوخ الفرنسي والبرلمان الأوروبي ومسؤولون حكوميون ومحللون من مراكز أبحاث أوروبية موضوع أزمات الخليج وذلك في قصر اللوكسمبورغ بباريس، في الثامن من يوليو/تموز 2019. وفي الكلمة الافتتاحية للندوة، تساءلت جويل غاريو ميالام، عضو مجلس الشيوخ وعضو مجموعة الصداقة بين فرنسا ودول الخليج، عمَّا إذا كان تصنيف "الخليج الفارسي" دقيقًا بالنظر إلى البُعد العربي في التمثُّلات السياسية والاستراتيجية والثقافية. وعلَّقت أيضًا على الطريقة التي يمكن لفرنسا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام من خلالها تحديد سياسة خارجية محايدة وبنَّاءة تجاه مختلف مكونات الخليج.

ركزت الجلسة الأولى على العديد من القضايا المترابطة: الوضع في الخليج: هل يتعين أن نعتبره جزءًا من سياق أزمة ذات عواقب قوية للغاية ليس بالنسبة لدول هذه المنطقة فحسب، بل وأيضًا بالنسبة لشركائها في مناطق أخرى؟ وضمن هذا السياق، ما دور الدول الخارجية؟ وما العواقب المترتبة على تأثيرها؟ وهل أصبح السلام الآن بمنزلة تمرين محظور؟ وتحدث في الجلسة: باتريسيا لالوند، عضو البرلمان الأوروبي، ودافيد ريغولي روز، الباحث المشارك في معهد الرؤى والأمن في أوروبا، ومحمد الشرقاوي، الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، ولويس بلين، مسؤول قسم الشؤون العربية والإسلامية في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، وسيباستيان بوسوا، الباحث في الجامعة الحرة في بروكسل.

ركزت الجلسة الثانية في الندوة على التحديات الاقتصادية للأزمات الحالية، وما إذا كانت منطقة الخليج قادرة على الإبحار في أزمة داخلية في سياق اقتصادي ومالي مضطرب. وناقشت التداعيات المحتملة لتلك الأزمات على سكان المنطقة. أدار الجلسة إيمانويل دوبوي، رئيس معهد الدراسات والرؤى الاستراتيجية في أوروبا، وشارك فيها أردفان أمير أصلاني، المحامي في مكتب كوهين وأمير أصلاني، وفرانك ملول، المدير العام لشبكة أخبار i24، وإيمانويل مونتاني، المدير العام لجمعية مستشاري التجارة الخارجية في فرنسا. وفي الجلسة الختامية، تحدث جان ماري بوكيل، عضو مجلس الشيوخ ورئيس مجموعة الصداقة بين فرنسا ودول الخليج في مجلس الشيوخ الفرنسي، عن مجموعة من الدروس التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في مسار العلاقات الأوروبية-الخليجية.

(الجزيرة)

علَّق الدكتور الشرقاوي على ملاحظة السيناتورة، ميالام، بشأن دلالة "الخليج الفارسي" و"الخليج العربي"، وأوضح أن تعقيد أكثر من أزمة حالية قد قسَّم المنطقة سياسيًّا إلى ثلاثة خلجان: أحدها يتشكل من إيران وطموحاتها الجيوستراتيجية ومواجهتها مع الرئيس ترامب. ويتكون الخليج الثاني من ثلاث دول اتحدت في مطامح الواقعية السياسية ومنحى استخدام القوة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى مثل اليمن والسودان. أما الخليج الثالث فتبلور منذ يونيو/حزيران 2017، بعد فرص الحصار على قطر، وتولي الكويت مساعي الوساطة، ووعي هاتين الدولتين، إلى جانب سلطنة عُمان، بالتهديدات التي تواجهها كدول صغيرة في المنطقة. وأسفرت هذه التطورات عن ركود سياسي متنام في مجلس التعاون الخليجي.

تناول الشرقاوي أيضًا معضلة تزامن أكثر من أزمة داخلية بين دول الخليج العربية ذاتها وأزمة إقليمية بين إيران ومحيطها. وتتقاطع هذه الأزمة المزدوجة مع التوتر بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والقيادة الإيرانية ضمن ما أسماه "تصعيدًا رخوًا" (soft escalation) بين موقفين متوازييْن: أولهما: خطاب الحرب وتهديدات البيت الأبيض باستهداف مواقع استراتيجية داخل إيران، وثانيهما: الدعوة إلى عقد مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران مما قد يهمِّش المصالح الأوروبية مع إيران. وتحدث الشرقاوي عن المفارقة الجديدة التي تنطوي على طريق مسدود في بداية العام الثالث للأزمة بين قطر والتحالف الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في حين أن الوساطة الكويتية لم تنتج بعد أي تقدم ملموس باتجاه الحلِّ.

(الجزيرة)