مراكز الأبحاث ضرورة لتصويب السياسات والقرارات

من اليمين: أحمد طه، نادر القبَّاني، محمد الشرقاوي، نايف بن نهار. (الجزيرة)
من اليمين: أحمد طه، نادر القبَّاني، محمد الشرقاوي، نايف بن نهار. (الجزيرة)

أكدت ندوة بحثية نظَّمها أمس مركز الجزيرة للدراسات بالتعاون مع مركز بروكنجز الدوحة، على أهمية مزاوجة مراكز الفكر في إنتاجها البحثي بين الدراسات الأكاديمية المطوَّلة والموجهة لصُنَّاع المعرفة وبين الملخصات المستهدف بها الجمهور العام والهادفة إلى رفع وعيه بالمشكلات والقضايا الراهنة والمستقبلية.

وقلَّل المشاركون في الندوة من مخاوف تأثير التمويل الحكومي على محتوى ما تقدمه مراكز الأبحاث في حال ما التزمت بمعايير الجودة والنزاهة.

وأشاروا إلى أنَّ اهتمام مراكز الفكر والبحث -فيما راجت تسميته جغرافيًّا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا- بالجمهور، ودراسة اتجاهاته، تُعتبر مدخلًا للتأثير في راسمي السياسات ومُتخذي القرارات.

جاء ذلك في ندوة عُقدت بالعاصمة القطرية، الدوحة، الأحد، 2 فبراير/شباط 2020، تحت عنوان "أهمية مراكز الأبحاث ودورها في أوقات الأزمات"، وقد شارك فيها الدكتور محمد الشرقاوي، الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، والدكتور نادر قبَّاني، مدير مركز بروكنجز الدوحة، والدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، وأدارها أحمد طه، المذيع بقناة الجزيرة مباشر.

وشدَّد المتحدثون على أنَّ مراكز الفكر والأبحاث إذا ما التزمت بمعايير الجودة البحثية فإنَّ ذلك من شأنه أن يجعل عملية رسم السياسات وصناعة القرارات -لاسيما في العالم العربي خصوصًا والشرق الأوسط على وجه العموم- أكثر دقة؛ ما يزيد من اهتمام صُنَّاع القرار بتلك المراكز، ويحفزهم على إزالة العقبات التي تعترض طريقها.

وسلَّطت الندوة الضوء على أهمية المناخ الديمقراطي والقوانين المُنظِّمة لتداول المعلومات في تسهيل عمل مراكز الأبحاث، وتوفير المعطيات الضرورية التي تجعل نتاج أبحاثها تلامس الواقع، وتشتبك مع قضاياه.

وأشار المشاركون، من جهة أخرى، إلى ضرورة امتلاك مهارة فرز المعلومات وتحليلها؛ خاصة في ظل وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتعدد مصادرها، مع ما يمثله ذلك من صعوبة في التحقق من مصداقيتها.

واختتم المتحدثون الندوة بالتأكيد على أهمية تجسير الفجوة بين صُنَّاع القرار السياسي وبيئة البحث والفكر لما لذلك من منفعة مشتركة، خاصة إذا ما حدث تقارب وتنسيق وتعززت الثقة بينهما.

يُذكر أن الندوة سابقة الذكر قد انعقدت بمناسبة صدور التقرير السنوي لتصنيف مراكز الأبحاث العالمية الذي يُصدره برنامج مراكز الأبحاث والمجتمعات المدنية التابع لجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية (TTCSP)، وقد حقَّق مركز الجزيرة للدراسات للعام الثالث تواليًا المرتبة الأولى على مستوى مراكز الأبحاث والفكر في دول الخليج العربية، كما احتلَّ المرتبة الرابعة على مستوى مراكز أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متقدِّمًا درجة عن العام الماضي، واستمر المركزَ البحثيَّ الوحيد عربيًّا من حيث تطبيقه لمعايير الجودة والنزاهة البحثية.

ووفقًا لما ورد في تقرير هذا العام، الذي صدر الأربعاء، 29 يناير/كانون الثاني 2020، فإنَّ مركز الجزيرة للدراسات احتل المرتبة الأولى من بين 62 مركزًا بحثيًّا مصنَّفًا في دول مجلس التعاون الخليجي. كما تقدَّم درجة على سلَّم المراكز الخمس الأكثر تأثيرًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليحتل المرتبة الرابعة هذا العام، بعد أن كان في المرتبة الخامسة العام الماضي، وذلك ضمن تصنيف شمل 507 مؤسسات بحثية.

من جهة أخرى، لا يزال مركز الجزيرة للدراسات، للعام الثالث على التوالي، المؤسسة العربية الوحيدة المصنَّفة ضمن قائمة المراكز العالمية التي تعتمد معايير الجودة والنزاهة وتطبقها في سياساتها وإجراءاتها العملية، محرزًا المرتبة 55 على مستوى العالم.