الجلسة الثالثة (يمين): محمد قيراط، أستاذ الإعلام بقسم الإعلام جامعة قطر. محمد عبد الوهاب العلالي، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. لقاء مكي، باحث أول بمركز الجزيرة للدراسات وأستاذ الإعلام سابقًا بجامعة بغداد. وأدارها مصطفى عاشور، المذيع بقناة الجزيرة مباشر(الجزيرة).
الجلسة الرابعة (يسار): الصادق الحمامي، أستاذ مشارك في معهد الصحافة وعلوم الإخبار، منوبة. غسان مراد، أستاذ الإعلام الرقمي واللسانيات الحاسوبية في الجامعة اللبنانية. محمد الأمين موسى، أستاذ مشارك في قسم الإعلام بجامعة قطر. وأدارها مصطفى الشيخ، المذيع بقناة الجزيرة مباشر(الجزيرة).
واصل مؤتمر "تحديات الصحافة الورقية والرقمية في العالم العربي"، الذي ينظِّمه مركز الجزيرة للدراسات بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر أعماله لليوم الثاني تواليًا، وخصَّص أمس، الاثنين 29 يونيو/حزيران 2020، جلستيه للحديث عن نوعين آخرين من التحديات التي تواجهها صناعة الصحافة العربية، وهما: حرية التعبير والعلاقة مع السلطة، فضلًا عن تأثير السلوك الاتصالي للجمهور والمستخدمين على مستقبلها.
وانتهى المتحدثون في هاتين الجلستين إلى أنه لا يمكن الحديث عن حرية صحافة في ظل أنظمة حكم سلطوية، ومن ثم ستظل أزمة الصحافة العربية تراوح مكانها ما لم يعاد تأسيس أنظمة الحكم في البلدان العربية الشمولية على قاعدة جديدة من الديمقراطية والحداثة.
كما أشار المتحدثون إلى التطور المتسارع في تقنيات النشر الرقمي والإمكانات الكبيرة التي أتاحها وتأثير ذلك على العمل الصحفي ومفاهيم القراءة والكتابة، وخلصوا إلى أن الكتابة والقراءة التي عهدها الإنسان منذ خمسة آلاف عام والقائمة على وسيط ثابت سواء كان نقشًا على الحجر أو كتابة على الجلود المدبوغة أو أوراق البردي وصولًا إلى ورق الطباعة، قد تغيرت بالكتابة والقراءة الرقمية التي تغيرت بدورها من كمبيوتر مكتبي ثابت إلى محمول وشاشات لوحية وهواتف ذكية، وأن هذا التطور الهائل صاحبه تغير في مفاهيم الكتابة والترميز وما لم تدرك المؤسسات الصحفية العربية ذلك وتتواكب معه بالسرعة المطلوبة فإن الفجوة بينها وبين العالم الرقمي ستزداد هوةً واتساعًا.
وخلصت مداولات اليوم الثاني من المؤتمر أيضًا إلى أن القارئ في الزمن الراهن لم يعد سلبيًّا؛ يتلقى مضمون الرسالة الإعلامية دون تفاعل، وإنما أصبح متفاعلًا، بل إنه في كثير من الأحيان أصبح منتجًا لهذه الرسالة ومنافسًا للإعلام التقليدي بطريقة أو بأخرى. غير أن المتحدثين قلَّلوا من خطورة ذلك على وظيفة الصحافة التقليدية التي يرون أنها لا تزال تحظى بشرعية إنتاج الأخبار التي يمكن أن توصف بالموثوقة في حال انطبقت عليها معايير ومواصفات المهنة، في مقابل سيل الأخبار الكاذبة التي ترد عبر أفراد يستعملون النشر الرقمي دون ضابط.
وأفردت جلستا اليوم الثاني من المؤتمر، حيِّزًا من النقاش لموضوع الذكاء الصناعي وأثره على الصحافة الرقمية، وانتهى الحديث إلى أن بعض وكالات الأنباء والصحف العالمية قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال وبخاصة فيما يتعلق بجمع وتنسيق وتبويب واستخدام المعلومات، بل إن بعضها بات يستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير برمجيات تعمل على ترجمة وتحرير النصوص، وأن الصحافة العربية ما لم تواكب هذا التطور أيضًا فإنها ستتأخر كثيرًا.
وكان المؤتمر سابق الذكر قد واصل انعقاد جلساته لليوم الثاني والأخير، وأفرد عناوينه وموضوعاته المدرجة بجدول الأعمال على جلستين؛ الأولى جاءت تحت عنوان "أبعاد حرية التعبير وانعكاساتها على بنية ووظيفة الصحافة الورقية والرقمية"، وشارك فيها: محمد قيراط، أستاذ الإعلام بقسم الإعلام جامعة قطر، ومحمد عبد الوهاب العلالي، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، ولقاء مكي، باحث أول بمركز الجزيرة للدراسات وأستاذ الإعلام سابقًا بجامعة بغداد، وأدارها مصطفى عاشور، المذيع بقناة الجزيرة مباشر.
والثانية بعنوان "السلوك الاتصالي للجمهور والمستخدمين وأثره على مستقبل الصحافة الورقية والرقمية"، بمشاركة: الصادق الحمامي، أستاذ مشارك في معهد الصحافة وعلوم الإخبار، منوبة، وغسان مراد، أستاذ الإعلام الرقمي واللسانيات الحاسوبية في الجامعة اللبنانية، ومحمد الأمين موسى، أستاذ مشارك في قسم الإعلام بجامعة قطر، وأدارها مصطفى الشيخ، المذيع بقناة الجزيرة مباشر.
أبعاد حرية التعبير وانعكاساتها على بنية ووظيفة الصحافة الورقية والرقمية
تمحور النقاش في هذه الجلسة حول توصيف حالة حرية الرأي والتعبير في العالم العربي، وتأثير ما وصلت إليه على الصحافة، سواء الورقية أو الرقمية.
وخلص النقاش إلى أنَّ الإعلام عمومًا هو "نظام فرعي داخل نظام كلي"، يتمثَّل في الدولة والسلطة والحكومة والقوانين والتشريعات، وبالتالي فلا يمكن الحديث عن حرية صحافة إذا كان النظام الكلي لا يؤمن "عمليًّا" بالديمقراطية ولا يكترث بالحريات العامة، ولا يقوم على الفصل والتوازن بين السلطات، وإنما يعتبر كل رأي مخالف خطرًا عليه يجب إقصاؤه بالتهميش والتضييق أو بالاعتقال والحبس، وأحيانًا بالاغتيال والقتل إن اقتضى الأمر.. وتأسيسًا على ذلك يمكن القول: إنه إذا كان النظام الكلي تسلطيًّا استبداديًّا فلن يكون ثمَّة صحافة حرة، ولا حرية رأي أو تعبير، ولا مجال للحديث عن سلطة رابعة تسهم في التنمية المستدامة ومصلحة المجتمعات العربية.
وعلى ذات الدرب تواصلت المداخلات والنقاشات، وتطرقت المداخلات إلى موضوع الرقمنة والتطور التكنولوجي وهل الدفع بالاستثمارات في الصحافة الرقمية سوف يُخرج حقًّا الصحافة العربية من أزمتها، وانتهى الحديث إلى أن ذلك لن يجدي نفعًا ما لم تصاحبه بيئة سياسية وأنظمة حكم تؤمن، كما سبق القول، بالديمقراطية.
وتطرقت الجلسة كذلك إلى مسألة واقع حرية الإعلام وبخاصة الرقمي منه الذي يُبثُّ من خارج حدود الدول الشمولية العربية، وأشار المتحدثون في هذا الصدد إلى أنَّ ثمَّة حرية نسبية باتت متوافرة لهذا النمط من الإعلام لكنها -كما جرى الوصف- (نسبية) وذلك لأن العاملين في المؤسسات الإعلامية العربية المهاجرة ليسوا في مأمن من تتبع وملاحقة الأنظمة التسلطية التي تستعين بخدمات شركات محلية وعالمية متخصصة في الاختراق والتجسس والحرب السيبرانية، ومن ثمَّ فإن "التهديد التقني للإعلام الرقمي" قائم ويتزايد.
واستعرضت الجلسة "حرية التعبير الرقمي"، التي قُصد بها الحرية المتاحة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف أن صاحب الحساب الشخصي على تلك المواقع أصبح بطريقة أو بأخرى مرسِلًا ومستقبلًا للرسالة الإعلامية، إن صحَّ وصف تدويناته بذلك، وانتهى النقاش في هذا الأمر إلى أن "حرية الإعلام الرقمي" مهددة من داخلها وليس فقط من الخارج عبر القوانين والتشريعات التي تحد من سقفها، وذلك بسبب الاستخدام الخاطئ للأفراد، من جهة، أو الاستخدام الموجَّه والمتعمَّد من الأنظمة والهيئات، من جهة ثانية. واستعرضت الجلسة في هذا السياق نتائج دراسة أجرتها جامعة كارنيغي ميلون ونشرتها مؤخرًا على عينة من تدوينات بعض الصفحات المشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي، توصلت إلى أنَّ نسبة كبيرة من هذه التدوينات هي من عمل "الروبوتات" (تطبيقات آلية مبرمجة سابقًا)، وأنَّ نسبة أخرى منها هي إعادة تدوير من "روبوتات" أخرى، وأنَّ الهدف من ذلك هو توجيه الرأي العام والتأثير فيه نحو قناعات معينة، أو تشتيته وبلبلته وصرف انتباهه عن قضايا بذاتها.
السلوك الاتصالي للجمهور والمستخدمين وأثره على مستقبل الصحافة الورقية والرقمية
خصَّص المؤتمر جلسته الرابعة والأخيرة للحديث عن مستقبل الصحافة الإلكترونية والمواقع الإخبارية في ضوء السلوك الاتصالي للجمهور، والثقافة الرقمية للمستخدمين، وكيف يؤثر ذلك على وضع الصحافة الورقية ومكانتها في المجتمع، وكذلك على مستقبلها كصناعة إعلامية مرتبطة بمؤسسات مختلفة.
تعرَّضت الجلسة إلى سؤال التفكير في مشكلات الصحافة العربية من منظور علاقتها بالجمهور، وبالأخص في تأثير التطور الحاصل في المجال التقني الذي أعطى إمكانات كبيرة للمستخدمين، بحيث أصبح -كما سبق القول- الفرد قادرًا على أن يرسل ويستقبل الرسالة الإعلامية في نفس الوقت. وخلص النقاش في هذه المسألة إلى أنَّ التطور الحاصل في الأمور التقنية لم يؤثر سلبًا على الصحافة العربية وأن الأخيرة لا تزال تحتفظ بوظيفتها ومكانتها كمصدر مهم وأساسي للأخبار، بعكس ما يمكن نشره عبر الحسابات الشخصية مما لا تنطبق عليه بالضرورة المواصفات والمعايير المهنية المتعارف عليها.
وتطرَّقت الجلسة كذلك إلى مصطلح "الصحافة العربية" الذي تم تداوله في الجلسات الثلاثة السابقة للمؤتمر، وكان الرأي السائد في هذه الجلسة أنه لا توجد سمات واحدة تصطبغ بها الصحافة في العالم العربي بحيث يمكن أن نقول باطمئنان: "صحافة عربية"، وإنما لكل بلد عربي، خاصة بعد العام 2011؛ عام الثورات العربية، سياقاته السياسية والاجتماعية والقانونية والتشريعية والمؤسساتية والثقافية الخاصة والمختلفة، ومن ثمَّ فإن له صحافته ذات الطبيعة الخاصة -رغم أوجه الشبه النسبي في بعض الجوانب- وتأسيسًا على ذلك؛ فإن الأدق أن نقول: "الصحافات العربية" وليس "الصحافة العربية".
كما ذهب النقاش في هذه الجلسة أيضًا إلى موضوع التطور التقني الحاصل في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، والذي مكَّن المستخدم من أن يقوم بدور يشبه دور الصحفي، كما أشرنا في غير موضع من هذا الاستعراض، وأُعيدَ التأكيد على أنَّ قلَّة الموثوقية، وضعف المهنية بل وانعدامها أحيانًا، وكثرة الأخبار الكاذبة على صفحات التواصل الاجتماعي.. كل ذلك قلَّل من الوزن النسبي لقدرات وإمكانات الرقمنة، وأعاد الاعتبار في المقابل إلى المؤسسات الصحفية "التقليدية"، باعتبارها مصدرًا للأخبار الأصيلة والموثوقة، إذا توافرت لها هي أيضًا بالطبع شروط المهنية والموضوعية.
ثم انتقل الحديث إلى التغير الحاصل في مهنة الصحافة، لاسيما في مجالي الكتابة والقراءة، بفضل التطور التقني الراهن. وهنا، استعرض المتحدثون تطور السلوك الاتصالي للمستخدم وكيف أنَّ السمة الغالبة عليه طوال عقد التسعينات من القرن الماضي كانت هي سمة السلبية؛ بمعنى أنه كان فقط يتلقى المعلومات ولا يتفاعل معها، ثم انتقل المستخدمون إلى "الويب 2" الذي تميَّز بغزارة المعلومات وكثرة التبويب وتعدد الوسائط التفاعلية، ودخول الحاسوب المحمول والألواح الكمبيوترية والهواتف الذكية، ثم الولوج راهنًا إلى مرحلة "الويب الذكي" أو "الويب 3"، وقريبًا، في العام القادم 2021، الدخول إلى مرحلة "الويب الصناعي" أو "الويب 4". فبعد أن كان الأمر قاصرًا حتى عهد قريب على استخدام الحاسوب المكتبي الثابت أصبحنا في عالم مختلف الآن، وقد صاحب ذلك التغير في "الوسائل" تغيُّر في "المفاهيم"؛ فمن مفهوم الإعلام الإلكتروني إلى الإعلام الرقمي إلى ما يمكن تسميته بإعلام الموبايل.. أي إننا انتقلنا من القراءة "الخطية" (التي تعتمد على الخط المنقوش على الحجر أو المطبوع على الورق) إلى القراءة "التصفحية" على شاشات كانت ثابتة غير متفاعلة مع مستخدم سلبي غير متفاعل، إلى قراءة تفاعلية ومستخدم فاعل يشارك في بناء المحتوى، وأصبح ثمَّة ترابط في المعلومات، وتشارك في استخدامها، حسب وجهة نظر المستخدم، أي يمكن القول: إننا بصدد "شخصنة المعلومات" (جمعها وتبويبها وتداولها بحسب الاستخدام الشخصي)، وبات السؤال الفردي الذي يسأله المستخدم راهنًا هو سؤال "الخصوصية"، والسؤال الجماعي الذي تسأله المؤسسات (الصحفية) حول موقعها في هذا الفضاء مترامي الاتساع والمتشابك.
وانتهى النقاش في هذه المسألة إلى أننا في مرحلة يمكن تسميتها بـ"الحتمية التكنولوجية"؛ باعتبار التكنولوجيا قد أضحت هي المصدر الأساس للتغييرات الهيكلية، ولأننا في مرحلة ثورة تكنولوجية واتصالية ومعلوماتية، فكان من الطبيعي أن ننتقل من مرحلة الكتابة إلى الطباعة إلى التكنولوجيا، مع ما يتطلبه ذلك من إعادة بناء إشارات تعبيرية ورموز ثقافية جديدة تتناسب مع هذا التغير الرقمي في "تمثيل" المعرفة، والتي كانت الكتابة فيها -كما أوضحنا- ومنذ خمسة آلاف عام تعتمد على حامل ثابت عبر النقش على الحجر، أو الكتابة على الجلود المدبوغة، وعلى ورق البردي، ثم على ورق الطباعة.. لكن النص المكتوب الآن أصبح يُتداول عبر حامل متحرك ولم يعد ينتمي إلى الوسيط الخاص به وإنما صار مشاعًا موجودًا في كل مكان على شبكة الإنترنت.. ومع كل ذلك، كما سيقت الملاحظة، فإنَّ طرق التدريس في كليات الإعلام في أغلب جامعات العالم العربي وأساليب تعامل الكثير من المؤسسات الصحفية لم تواكب كل ذلك إلَّا في حده الأدنى ومواكبة تكتفي الاشتغال عند السطح عوضًا عن الغوص في الأعماق.
واختُتمت هذه الجلسة، والمؤتمر عمومًا، بالحديث عن مستقبل الصحافة الإلكترونية العربية، والمعرفة والمهارات والقدرات التي يتحتَّم على المستخدم الرقمي الإلمام بها، وعلاقة ذلك بالذكاء الاصطناعي الذي يشهد تطورًا متسارعًا تحوَّل بموجبه القارئ والمشاهد إلى مستخدم وأحيانًا إلى منتج للمحتوى، وأن ذلك الاستخدام قد أصبح مرتبطًا بالآلة وما بُرمج فيها من ذكاء اصطناعي، والتي أصبح بمقدورها القيام بأعمال كان يقوم بها الإنسان ولكن بطاقات أكبر، ومن دون توقف، خاصة -فيما يخص الحديث عن الصحافة- مع قدرتها على الوصول إلى مصادر المعرفة المنشورة في الشبكة المعلوماتية. فالذكاء الاصطناعي، بهذا المفهوم، أضحى وسيلةً تشكِّل فتحًا كبيرًا في مجال الصحافة، وإضافة نوعية في العديد من مجالات الحياة عمومًا.
واستعرضت الجلسة نماذج من استخدام المؤسسات الإعلامية الكبرى للذكاء الاصطناعي في عملها، وضُرب مثل بوكالة أنباء الأسوشيتد برس (The Associated Press) التي تستخدم برمجيات أعدها خبراء في الذكاء الاصطناعي لتحرير النصوص ونشرها.. وانطلاقًا من هذا، فإن هذه الجلسة التي كانت مخصصة للحديث عن مستقبل الصحافة العربية خلصت إلى حاجة تلك الصحافة، خاصة في ظل التوجه نحو تقليل استخدام الورق سواء لأسباب بيئية أو لأسباب متعلقة بتداعيات فيروس كورونا، والسير بوتيرة أسرع نحو الصحافة الرقمية إلى أن يأخذ القائمون على المؤسسات الصحفية العربية بعين الاعتبار موضوع الذكاء الاصطناعي والقدرات والإمكانات الكبيرة التي بالإمكان الاستفادة منها ليكون لهذه الصحافة مكان في عالم النشر الرقمي.
الختام
وفي ختام هذا الاستعراض لمؤتمر التحديات التي تواجه الصحافة الورقية والرقمية في العالم العربية، يمكن القول: إن أبرز الأفكار والرؤى التي تداولها الباحثون والخبراء على مدى يومين كانت على النحو التالي:
- من الأفضل استخدام مصطلح "الصحافات العربية" وليس "الصحافة العربية" لأن لكل صحافة في كل بلد عربي السياقات الخاصة التي تعمل في ظلها.
- لن يكون بمقدور الصحافة العربية سواء الورقية أو الرقمية أن تتطور إلى الحد المأمول في ظل أنظمة حكم شمولية لا تكترث بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.
- في ظل تغير عادات المستخدم (القرَّاء) والدعوات المطالِبة بالحفاظ على البيئة ونتيجة لتداعيات فيروس كورونا فإن المستقبل للصحافة الرقمية، والاستثمار الأربح هو الاستثمار فيها على كافة المستويات.
- وسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلًا عن الصحافة الرقمية ولن تكون، وإن الصحافة التقليدية سواء الورقية أو الرقمية ستبقى مصدرًا للأخبار.
- الإعلام الرقمي المهاجر تمتع بحرية نسبية لكنه لا يزال في مرمى الأنظمة التسلطية عبر برامج الاختراق والتجسس والتشويش.
- لا مناص أمام الصحافة العربية المأزومة اقتصاديًّا من التفكير في التعاون والاندماج بين بعضها البعض.
- التطور التقني الهائل في وسائط نقل المعلومات وتبادل المعرفة أوجد حاجة لتطور مماثل في الأساليب التحريرية وهندسة اللغة.
- استخدام الذكاء الاصطناعي عبر بعض التطبيقات والبرمجيات يمكن أن يفتح آفاقًا أرحب أمام الصحافة العربية سواء في توفير الوقت اللازم لجمع المعلومات أو في الترجمة وتحرير النصوص إن لزم الأمر.
فضلًا عن النقاط السابقة، يمكن متابعة تفاصيل ما جاء في المؤتمر بجلساته الأربعة عبر صفحات مركز الجزيرة للدراسات على مواقع التواصل الاجتماعي وإصداراته.