انتهت ندوة حوارية نظَّمها عن بُعد مركز الجزيرة للدراسات وقناة الجزيرة مباشر لمناقشة التحديات التي تواجه الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي، والأولويات التي سيأخذها بعين الاعتبار خلال الفترة المقبلة، إلى أن الاقتصاد هو أهم التحديات وأبرز الأولويات، وأنه سيبذل، وفريق العمل معه، قصارى جهدهم لمعالجة أوجه الخلل ونواحي العطب التي أصابت مفاصل الاقتصاد، ولا سيما تلك التداعيات الناجمة عن العقوبات الأميركية.
وأشارت الندوة إلى أن الرئيس المنتخب من الناحية السياسية يمينيٌّ لكنه من الناحية الاقتصادية يساريٌّ؛ بمعنى أن تركيزه سيكون على دعم الشرائح المعدمة فضلًا عن الطبقتين الوسطى والفقيرة.
وأوضحت الندوة أن من أولويات الرئيس الإيراني الجديد كذلك تحقيق الإجماع السياسي حوله بقدر الإمكان مع ما يتطلبه ذلك من مواءمات سياسية.
وعن قدرته على تغيير السياسة الخارجية الإيرانية أشار بعض المتحدثين إلى أن ثمة فرصة لذلك أمام الرئيس المنتخب، وأرجعوا السبب في هذا الأمر إلى علاقته الجيدة بعديد الأطراف الفاعلة والمؤثرة في صنع السياسة الخارجية الإيرانية ودعمهم له، بعكس سلفه حسن روحاني الذي كان يواجه صعوبات على هذا الصعيد.
وأوضحت الندوة في هذا السياق أن أولوية الرئيس المنتخب ربما تكون إقليمية أكثر منها دولية؛ أي أنه سيركز على علاقات بلاده بمحيطها الإقليمي سياسيًّا واقتصاديًّا ومن ثم يستطيع التأثير في المواقف الدولية من خلال هذه العلاقات.
وألمح المتحدثون إلى أن الفترة المقبلة ربما تشهد بعض التحسن على مستوى العلاقات الإيرانية-السعودية؛ جنيًّا لثمار المباحثات الجارية بينهما الآن، وفي هذا الإطار ربما يشهد ملف الأزمة اليمنية بعض التقدم.
أما عن أهم وأبرز ما يمكن أن يواجه الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي من تحديات فهو ملف البرنامج النووي ودور إسرائيل في هذا الأمر، حيث أشارت الندوة إلى أنه ما لم يشهد هذا الملف انفراجة فإن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية ستتجه نحو مزيد من التصعيد والتوتر.
وضمن هذا الإطار أوضحت الندوة أن إيران تعتبر تطبيع بعض دول الخليج العربي مع إسرائيل مسألة خطيرة لا يمكن السكوت عنها، ذلك لأنها لا تستطيع غض الطرف عن "استقدام" إسرائيل إلى جوارها المباشر، وأنها (إيران) تعتبر ما هو استراتيجي أهم في هذه المسألة مما هو اقتصادي وتجاري؛ في إشارة إلى متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيران والإمارات العربية المتحدة التي تعد إحدى الدول الخليجية المُطبِّعة.
واختتمت الندوة نقاشاتها بالإشارة إلى أن العلاقات الإيرانية-الأميركية ربما تكون أكثر رشدًا في عهد بايدن-رئيسي منها في عهد ترامب-روحاني.
وكانت الندوة سابقة الذكر قد انعقدت اليوم، الأحد، ١١ يوليو/تموز ٢٠٢١، عبر التواصل المرئي، وبثَّتها قناة الجزيرة مباشر والمنصات الرقمية لمركز الجزيرة للدراسات وشارك فيها: حسن أحمديان، الباحث والأستاذ الجامعي الإيراني، المتخصص في العلوم السياسية، وفاطمة الصمادي، الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، وهاينز جارتنر، رئيس المجلس الاستشاري للمعهد الدولي للسلام والأستاذ في جامعة فيينا، وجون قزوينيان، الباحث المتخصص في العلاقات الإيرانية-الأميركية، وأدارتها المذيعة بقناة الجزيرة مباشر، وعد زكريا.
يمكن متابعة الندوة كاملة من خلال (هذا الرابط).