ندوة صحفية للجزيرة للدراسات وقسم الإعلام بجامعة قطر تسلط الضوء على مؤتمر شبكات التواصل الاجتماعي والاستقطاب الأيديولوجي

(الجزيرة)

عقد مركز الجزيرة للدراسات وقسم الإعلام بجامعة قطر، أمس، الأربعاء، 15 فبراير/شباط 2023، ندوة صحفية مشتركة للإعلان عن تفاصيل المؤتمر العلمي المقرر انعقاده بقاعة ابن خلدون بالجامعة، يومي 1و2 مارس/آذار القادم، تحت عنوان "شبكات التواصل الاجتماعي والاستقطاب الأيديولوجي: علاقات القوة والتأثير الثقافي والاجتماعي"، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء.

تحدث في الندوة الدكتور البسيوني حمادة، رئيس قسم الإعلام بجامعة قطر، مستعرضًا أهداف المؤتمر والغاية المبتغاة من وراء انعقاده، وقال في هذا الصدد: إنه مؤتمر بحثي أكاديمي يسعى إلى بحث تأثير شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام وبلورة اتجاهاته، وذلك بعدما أصبح تأثير تلك الشبكات في توجهات جمهور المستخدمين واضحًا.

وأضاف أن المتحدثين في المؤتمر سيحاولون تسليط الضوء على ميكانيزمات هذا التأثير وكشف أدواته وأساليبه الإقناعية والعاطفية، بغية خلق وعي بأجندات القوى الإقليمية والدولية فضلًا عن جماعات المصالح التي تستخدم شبكات التواصل في صراعاتها السياسية والاقتصادية.

وأوضح الدكتور حمادة أنه قد روعي في دعوة المتحدثين للمؤتمر التنوع وذلك لإثراء الموضوعات التي ستجري مناقشتها على مدى يومي الانعقاد، وقال: إن من بين المدعويين 10 شخصيات بحثية عالمية لها باع طويل في دراسات الإعلام الجديد وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي.

من جهته، قال الدكتور محمد الراجي، مدير برنامج الدراسات الإعلامية بمركز الجزيرة للدراسات، إن الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي تنشئ خطابًا يخدم السلطة المتحكمة فيها، سواء أكانت سلطة سياسية أم اقتصادية، وإن من أهداف المؤتمر البحث في هذه العلاقة وتفكيك أبعادها وتوعية الجمهور بها.

أما الدكتور عز الدين عبد المولى، مدير البحوث في مركز الجزيرة للدراسات، فقد أضاف في مداخلته بالندوة الصحفية أن المؤتمر مناسبة للتفكير في علاقتنا بوسائل التواصل الاجتماعي التي يتصور كل منَّا أنه يبحر فيها بحرية وكأنه يتحكم فيما يفعل، بينما في الحقيقة ثمة متحكمون آخرون يشتغلون من وراء ستار ويوجهون الرأي العام بما يخدم أجنداتهم ومصالحهم السياسية والاقتصادية ويدعم أيديولوجياتهم الفكرية.

من ناحية أخرى، جاء في بيان صحفي مشترك بين الجهتين المنظمتين للمؤتمر أن اليوم الأول من المؤتمر سيناقش موازين القوى الدولية وانعكاسها على بنى وأداء شبكات التواصل الاجتماعي، وسيتم في هذا الصدد استعراض قدرة تلك الشبكات على اصطناع الواقع، ودورها في صراع السرديات المهيمنة على خطاب الرأي العام. كما سيتم إلقاء الضوء على تدخل شبكات التواصل الاجتماعي في الشؤون المحلية للدول، وما صار يعرف بـ"هندسة الجمهور" من خلال الخوارزميات والذكاء الاصطناعي.

وأضاف البيان أن المؤتمر سيبحث كذلك في المصالح الاقتصادية والحروب الثقافية التي تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي أسلحة لها، فيسلط الضوء على احتكار شركات تكنولوجيات المعلومات لهذه الشبكات وتأثير ذلك الاحتكار في صناعة الإعلام، كما سيناقش الاستغلال التجاري لبيانات المستخدمين، فضلًا عن تطرقه إلى دور شبكات التواصل الاجتماعي في تأجيج خطاب الكراهية وزيادة حدة الاستقطاب الأيديولوجي وانعكاسات ذلك سياسيًّا وثقافيًّا.

ويستعرض المؤتمر في يومه الثاني -بحسب البيان الصحفي- التشريعات الضابطة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي والوسائل الكفيلة بتعزيز أخلاقيات استخدامها، كما يُفرد مساحة من النقاش لوضع شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، راصدًا واقع المنصات العربية للإعلام الاجتماعي وتحدياته، ومستعرضًا سبل تطوير المنصات العربية لتعزيز منافستها للمنصات الدولية، وقدرة هذه الشبكات على دعم الحريات وحقوق الإنسان وحماية الناشطين في استخدامها.

يُذكر أن جلسات المؤتمر ستُبث عبر شاشة الجزيرة مباشر والمنصات الرقمية لمركز الجزيرة للدراسات على مواقع التواصل الاجتماعي.