خيارات التعامل مع حلف شمال الأطلسي

انطلاقا من المعطيات المذكورة تنبثق مجموعة من الخيارات التي يمكن انتهاجها في التعامل العربي والإسلامي مع حلف شمال الأطلسي، ويمكن إجمال أهمها في بندين، يُقترح في أولهما أهم تلك الخيارات، ويقترح في الثاني ما يتطلب دراسة ميدانية لقابلية التطبيق.

انطلاقا من المعطيات المذكورة تنبثق مجموعة من الخيارات التي يمكن انتهاجها في التعامل العربي والإسلامي مع حلف شمال الأطلسي، ويمكن إجمال أهمها في بندين، يُقترح في أولهما أهم  تلك الخيارات، ويقترح في الثاني ما يتطلب دراسة ميدانية لقابلية التطبيق، مع ملاحظة أنها مقترحات تتكامل مع بعضها بعضا، ولا يمنع ذلك من اختيار الأجدى منها للتطبيق العملي.


اقتراحات أساسية
اقتراحات للدراسة الميدانية


اقتراحات أساسية 





هدف التكتل العربي والإسلامي أمنيا وسياسيا بعيد أو غير قابل للتحقيق الفوري، إنما ينبغي استحضاره كخلفية ثابتة عند النظر في تحديد السياسات والممارسات وتنفيذها، قطريا أو إقليميا.
1- انطلاقا من ازدياد أهمية موقع منظومة القيم في تحديد مستقبل العلاقات الأطلسية الإسلامية سلبا وإيجابا، تحتاج صيغ التواصل القائمة على هذا الصعيد والتي يجملها عنوان "الحوار" إلى اهتمام مركز، يعطي أولوية أكبر لتثبيت نقاط الالتقاء في منظومتي القيم الغربية والإسلامية، بمنظور حضاري، ينزع فتيل صدام الحضارات، ويعزز قابلية تلاقحها وتفاعلها الإيجابي.

2- يتطلب هذا الحوار تمييزا مدروسا بين التواصل الناشئ عن أرضية العلاقات الرسمية التي تحكمها اعتبارات الواقع سلبا وإيجابا، وبين التواصل الذي يتجاوز ذلك إلى مراكز البحوث والدراسات، ومؤسسات الفكر والثقافة والإعلام، مع إعطاء استقلالية أكبر لأنشطتها، وتقديم دعم لها، بما يشمل العودة إليها والاستعانة بها في صناعة القرار الرسمي.


3- هدف التكتل العربي والإسلامي أمنيا وسياسيا بعيد أو غير قابل للتحقيق الفوري، إنما ينبغي استحضاره كخلفية ثابتة عند النظر في تحديد السياسات والممارسات وتنفيذها، قطريا أو إقليميا (على مستوى المجموعة الخليجية أو العربية المتوسطية مثلا) مع زيادة الحرص على تجنب ما يصبح منها عقبات إضافية في وجه تحقيق الهدف البعيد.


4- تكوين نواة إقليمية أمنية استشارية وتنسيقية مع تركيا، باعتبارها دولة عضوا في حلف شمال الأطلسي، للاستفادة من تجربتها العملية في هذه العضوية، ودعم تأثيرها داخل الحلف فيما يخدم المصالح الأمنية العربية والإسلامية.


5- الفصل التدريجي بين (1) تنمية العلاقات البينية للدول العربية والإسلامية فيما يحقق المصلحة المشتركة في ميادين لا توجد فيها خلافات جذرية، و(2) ما قد يعرقل تنمية هذه العلاقات من قضايا إقليمية كالخليجية والمغاربية، فضلا عن تعددية المحاور بدلا من سياسة مشتركة في قضايا محورية كقضية فلسطين.


6- رصد ومتابعة وتحليل وتقييم توجهات ونوايا وإستراتيجيات وخطط وتكتيكات انتشار قوات الحلف على الساحتين العربية والإسلامية، من جانب مؤسسات غير حكومية -كمراكز الأبحاث والدراسات- لطرح توصيات صحيحة ودقيقة على الحكومات العربية والإسلامية.


7- متابعة وسائل الإعلام العربية والإسلامية لنشاطات وتحركات الحلف واعتماد خبراء إستراتيجيين في تقديم صورة حقيقية للرأي العام العربي والإسلامي عن أهداف الحلف ومقاصده في العالم العربي والإسلامي.


8- تأسيس منظمة عسكرية عربية موحدة ومستقلة -ولو بصورة مبدئية- بين الدول العربية،  للتنسيق المستقبلي مع الحلف على قدم المساواة والند للند وخدمة لمصالح مشتركة، وهذا ما يسري على الدول الإسلامية.


اقتراحات للدراسة الميدانية 


9- إيجاد آليات رسمية، واختصاصية شبه رسمية، عربية وإسلامية، بصلاحيات ملزمة، لفض النزاعات وتجنب نشوبها، مع قابلية البدء بذلك على مستويات إقليمية ضيقة يمكن أن تتوسع تدريجيا.





على الدول العربية والإسلامية اعتماد فريق من الخبراء لصياغة ضوابط عامة للعلاقات الانفرادية أو الإقليمية مع الحلف والقوى الأطلسية، بما يحدد الصور التطبيقية لقاعدة المصالح المتبادلة.
10- مع مراعاة ما سبق من منظور أمني عربي وإسلامي، يمكن أن يفيد تأسيس علاقات تقنية عسكرية وتدريبية مع الحلف، من خلال المعاهد والكليات والمدارس العسكرية وتبادل الخبرات، نظرا إلى مصادر تسليح معظم جيوش الدول العربية والإسلامية، كما يفيد التعاون مع القوات البحرية الأطلسية في التدريبات على إزالة الألغام ومكافحة القرصنة والعمليات الإرهابية وتهريب المخدرات، على أن يقترن ذلك بالحرص على عدم توظيف تعاون الحلف مع دولة ومجموعة دول عربية وإسلامية، لتحقيق أهداف تنطوي على زيادة أسباب الأزمات والصراع مع دول عربية وإسلامية أخرى.

11- اعتماد فريق من الخبراء لصياغة ضوابط عامة للعلاقات الانفرادية أو الإقليمية مع الحلف والقوى الأطلسية، بما يحدد الصور التطبيقية لقاعدة المصالح المتبادلة، لا سيما في ميدان استغلال الموقع الجغرافي، والمناورات العسكرية، وفي تنمية الإمكانات الذاتية لصناعات تعبوية محلية، ودعم صناعة الذخيرة وقطع الغيار الممكن تصنيعها محليا في نطاق استيراد السلاح الغربي.


12- اعتماد فريق من الخبراء لوضع صياغات مشتركة لما يمكن اعتباره "خطوطا حمراء" تراعي توظيف مواطن الثقل فيما يعتبره الحلف والعالم الغربي مصالح حيوية له في المنطقة العربية والإسلامية، وبحيث تكون تلك الصياغات قابلة لتبنيها جماعيا على المستوى السياسي، العربي أو الإسلامي، ليسري مفعولها في نطاق الاستجابة الكلية أو الجزئية، والرفض الكلي أو الجزئي للرغبات الأطلسية الجماعية أو الانفرادية، أثناء الأزمات، مع بيانها والتأكيد عليها تجاه حلف شمال الأطلسي ودوله الرئيسية مسبقا قبل نشوب الأزمات.


عودة للصفحة الرئيسية للتقرير