نتائج استطلاع رأي الشباب في ثورات الربيع العربي

أجرى مركز الجزيرة للدراسات استطلاعا لرأي الشباب في بلدان الربيع العربي لمعرفة توجهاتهم إزاء تطورات أوضاع بلدانهم بعد الثورة. وشمل الاستطلاع بلدان الربيع العربي الأربعة: تونس، مصر، ليبيا، اليمن وبحث أربعة محاور توزعت على قضايا الهوية والانتماء وأسباب الثورة وعوامل نجاحها وتقييم الثورة ومستقبلها.
201372813740487734_20.jpg

 

المصدر (الجزيرة)

بعد أكثر من عامين على انطلاق ثورات الربيع العربي ما يزال المشهد السياسي مرتبكا وما يزال مصير التغيير الذي أطاح بأنظمة الحكم في تونس ومصر وليبيا واليمن مفتوحا على كل الاحتمالات، برغم اختلاف المسارات الانتقالية. وإذا كان الشباب هم القوة الاجتماعية الرئيسية التي فجرت الثورة وأحدثت التغيير، فإن موقعهم من المشهد الراهن ومن مؤسسات الحكم الجديدة لا يبدو أنه متناسب مع الدور الذي لعبوه. وقد عكس التهميش السياسي الذي تعيشه هذه الفئة العمرية تباين مواقفها من كثير من القضايا التي شملها استطلاع للرأي أجراه مؤخرا مركز الجزيرة للدراسات ونفذته ميدانيا شركة سيغما كونساي بإشراف ومتابعة إدارة الأبحاث والتحاليل في شبكة الجزيرة الإعلامية.

أجري الاستطلاع خلال الفترة من 15 نيسان/ أبريل إلى 25 أيار/مايو 2013 بهدف التعرف على مواقف الشباب وتوجهاتهم إزاء تطورات أوضاع بلدانهم بعد الثورة، واستشرافهم لمستقبلها. وشمل بلدان الربيع العربي الأربعة (تونس، مصر، ليبيا، اليمن) وتوزع على أربعة محاور عامة تناولت تقييم الشباب لواقع الثورة بإنجازاتها وإخفاقاتها في ظل التحديات التي تواجهها والمخاطر المحدقة بها. كما حاول الوقوف على توقعات الشباب من ثورات الربيع العربي وما يمكن أن تحققه في المستقبل سواء على الأصعدة العامة أو الفردية، وخلص إلى اقتراحات لإنجاح الثورة وتحقيق أهدافها.

شملت عينة الاستطلاع 8045 شابا وشابة من الشريحة العمرية 17 إلى 31 عاما في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن. وقد تم اختيار المستجوبين حسب توزيع الحصص بناءً على الجنس والشريحة العمرية والتوزيع الجغرافي لكل بلد.

اعتمد الاستطلاع منهجية المقابلة المباشرة مع عينة بلغ عددها في مصر 2002 شابا وشابة في مناطق القاهرة  الكبرى والوجه البحري والوجه القبلي إضافة إلى الدلتا. وبلغت العينة في تونس 2005 من الشباب توزعت على تونس الكبرى بالإضافة إلى المناطق الداخلية والساحلية والجنوب. أما في ليبيا فقد بلغت العينة 1996 من الشباب الليبي في طرابلس وبني غازي ومناطق أخرى. وفي اليمن استطلع رأي 2042 من الشباب اليمني في مناطق الوسط والغرب والجنوب الشرقي. وفي ما يلي قراءة أولية في نتائج هذا الاستطلاع:

1. الهوية والانتماء: عزوف كبير عن الانتماء الحزبي وتأكيد على أولوية الإسلام في تشكيل الهوية وعلى أهمية الشريعة في النظام التشريعي.

في محور الهوية والانتماء أظهر الاستطلاع أن غالبية الشباب في البلدان المبحوثة تميل إلى تغليب الانتماء إلى الإسلام على انتماءاتها الوطنية والقومية. فقد اختار جل المستجوبين في تونس وليبيا واليمن عبارة "مسلم" كخيار أول بنسب عالية، باستثناء مصر حيث أجاب 61.6% بأنهم مصريون أولا، فيما قال 35.2% أنهم مسلمون أولا، بينما لم يحظ الانتماء العربي إلا على نسبة 1.7%.

في تونس جاءت النسب بالترتيب التالي: مسلم 53.2%، تونسي 37.2%، عربي 5.7%. وفي ليبيا ارتفعت نسبة الذين اعطوا الأولوية لهويتهم الإسلامية إلى 72.7%، تلاها في الترتيب الانتماء الليبي 22.8%، والعربي 2.8%. وأظهرت النتائج أن 59.1% من الشباب اليمني يعتبرون أنفسهم "مسلمين" أولا، ويأتي انتماؤهم اليمني ثانيا بنسبة 34% والعربي ثالثا بنسبة 3.9%.
 
 

أما على صعيد الانتماء الحزبي فقد أظهرت النتائج عزوفا واضحا من الشباب في البلدان الأربعة عن الانتماء إلى الأحزاب السياسية حيث أكد أكثر من 96% من العينة في كل من مصر وتونس بأنهم غير منتمين لأحزاب. ولم يختلف الوضع كثيرا في ليبيا حيث أكد 92.1% من الشباب  الليبي أنهم لا ينتمون إلى أحزاب. أما في اليمن فقد انخفضت نسبة غير المنتمين إلى 62.1%، فيما ارتفعت نسبة المنتمين إلى أحزاب سياسية إلى 35.4%.

ولا يتوقف عزوف الشباب عن الانتماء الحزبي على الوقت الراهن إذ تبين نتائج الاستطلاع أن 95.3% من الشباب المصري لا ينوون الانتماء إلى أي حزب سياسي في المستقبل، وبنسب متقاربة عبر 86.9% من الشباب التونسي و84.7% من الشباب الليبي و84.4% على نفس الموقف.

العزوف عن الانتماء الحزبي انعكس أيضا وبوضوح لافت في شكل أزمة تمثيل المؤسسات الجديدة للشباب. فقد أظهرت نتائج الاستطلاع تقييما سلبيا لأداء البرلمانات والمجالس المنتخبة في بلدان الربيع العربي، كما أظهرت أن أغلبية الشباب لا ترى نفسها ممثلة في تلك المؤسسات. ففي تونس أكد 80.9% أن نواب المجلس التأسيسي لا يمثلونهم بينما رأى17% فقط عكس ذلك. وفي مصر لم تختلف النسبة كثيرا فقد أكد 72.1% من المستجوبين أنهم لا يشعرون أن نواب البرلمان يمثلونهم مقابل 24.2% يرون أنهم يمثلونهم. أما في ليبيا فتنزل نسبة الذين يرون أن المؤتمر الوطني لا يمثلهم إلى ما دون الثلثين (62.1%) مقابل 35.3% يرون أن المؤتمر يمثلهم.
 
 
وفي ما يتعلق بالشريعة الإسلامية، كشف الاستطلاع عن اتجاه عام لدى الشباب مؤيد لاعتبار الشريعة مصدرا أساسيا للتشريع. جاءت النسبة الأعلى لهذا التأييد في ليبيا بنحو 93% تلتها اليمن بـ89.3%، ثم تونس بـ64% ومصر بـ56.5%. من جهة أخرى، أيدت أغلبية كبيرة من شباب دول الربيع العربي قيام دولة مدنية بعيدة عن حكم المؤسسة العسكرية. وجاءت النسبة الأعلى المؤيدة لإبعاد الجيش عن الحياة السياسية في اليمن بـنحو 84% تلتها ليبيا بـ82.5% ثم مصر بــ72.3% وتونس بـ69.2%.
 
أما أولويات الشباب على الصعيد الشخصي فقد تباينت من بلد إلى آخر. ففي مصر احتلت أولوية تحقيق وضع مالي أفضل المرتبة الأولى بنسبة 63% بينما تركزت أولوية الشباب التونسي بالدرجة الأولى على الحصول على وظيفة مستقرة بنسبة 47.1%. أما في اليمن وليبيا فقد اشترك شباب البلدين في اختيار تكوين أسرة كأولوية لهم بنسبة 60.7% و42.1% على التوالي. وجاءت أولوية تحسين الوضع المالي في المرتبة الثانية في كل من تونس وليبيا واليمن، بينما اختار الشباب المصري تكوين أسرة كأولوية ثانية بالنسبة إليهم.
2. أسباب الثورة وعوامل نجاحها: الفساد وتردي الوضع الاقتصادي أهم أساب الثورة والشباب هم العامل الرئيسي في نجاحها.
 
 من بين خمسة خيارات طرحها الاستطلاع على المستجوبين كأسباب للثورة، تصدر استشراء الفساد وتردي الوضع الاقتصادي اختيارات الشباب في البلدان الأربعة. ففي مصر احتل استشراء الفساد المرتبة الأولى بنسبة 72.1% تلاه تردي الوضع الاقتصادي بنسبة 59.9%. أما في اليمن وتونس فقد جاء تردي الوضع الاقتصادي في المرتبة الأولى بنسبة 70.3% و57% على التوالي، بينما تصدر غياب الحريات السياسية والمدنية أسباب الثورة في ليبيا بنسبة 59.8%. وفي المرتبة الثانية اختار الشباب اليمني والليبي استشراء الفساد كأحد مسببات الثورة بنسبة 63.8% لليمن و55.8% لليبيا، أما الشباب التونسي فقد انفرد باختيار غياب الكرامة كسبب ثان بنسبة 56%. واختلفت الأسباب في المراتب المتأخرة بين غياب العدالة الاجتماعية وغياب حكم القانون وهيمنة الدكتاتورية كما يوضحه الجدول التالي:
 
 
أما عن أهم العوامل التي أدت إلى نجاح الثورة في إسقاط الأنظمة السابقة فقد أجمع المستجوبون في البلدان الأربعة بنسب عالية جدا على أن مشاركة الشباب كانت هي العنصر الحاسم. ففي مصر كانت النسبة 96.7% وفي ليبيا 92.1% وفي تونس 92% وفي اليمن 88.9%. واشترك الشباب التونسي والمصري في اعتبار استخدام شبكات التواصل الاجتماعي السبب الثاني لنجاح الثورة بنسبة 84% لتونس و45.1% لمصر، بينما رأى الشباب الليبي واليمني أن مساهمة الإعلام العربي تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 78.7% لليبيا و53% لليمن. وجاء دور الإعلام المحلي والغربي ونقابات العمال ومساعدة الدول العربية والأجنبية في المراتب التالية كما هو مبين في الجدول التالي:
 
 
3. تقييم الثورة: تباين في التقييم وتأكيد على مكاسب هامة في مجال الحريات وحقوق الإنسان.

 تباينت آراء الشباب في تقييمهم للثورة بشكل عام بين من اعتبرها ناجحة ومن اعتبرها فاشلة ومن اختار عدم الحسم في تقييمه. وإذا كان الشباب الليبي قد اعتبر ثورته ناجحة بأغلبية 63.9% فإن الشباب التونسي رأى عكس ذلك واعتبر بأغلبية 53.5% أن الثورة فشلت في تحقيق أهدافها. أما في مصر واليمن فقد ترددت أغلبية المستجوبين في موقفها واعتبرت أن الثورة لم تنجح ولم تفشل بنسبة 43.5% في مصر و37.9% في اليمن.

 
 

وعن نجاحات الثورة يلاحظ أن الشباب في كل من مصر واليمن اعتبروا أن إسقاط النظام يأتي في مقدمة تلك النجاحات، في حين ركز الشباب التونسي والليبي على المكاسب التي ضمنتها الثورة في مجال الحريات بشكل عام. فقد وصلت نسبة الذين يعتبرون إسقاط النظام السابق أبرز نجاحات الثورة في اليمن إلى 52.2% وفي مصر إلى 48.8%. بينما اعتبر 59.1% من الليبيين و33.8% من التونسيين أن ضمان الحريات يعد أبرز تلك النجاحات. وتأتي النجاحات في مجالات العدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة في مراتب متأخرة.

أما عن اخفاقات الثورة، فرغم التباين الواضح في ترتيب الأولويات إلا أن هناك اتجاها عاما لاعتبار تحسين الوضع الاقتصادي وتعزيز الأمن ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية هي أبرز المجالات التي أخفقت فيها الثورة أكثر من غيرها. ففي مصر يرى 61.3% من الشباب المستجوب أن الثورة أخفقت في تحقيق العدالة الاجتماعية ويعتبر 56.4% أنها أخفقت في تعزيز الأمن. أما في تونس فقد رأت الأغلبية أن الثورة أخفقت بالدرجة الأولى في توفير فرص العمل بنسبة 42.5%، وفي تحسين الوضع الاقتصادي بنسبة 14.1%. وفي ليبيا فقد تصدر قائمة الإخفاقات غياب الأمن بنسبة 36.8%، تلاه الوضع الاقتصادي بنسبة 18.4%. أما في اليمن فقد اختارت أغلبية المستجوبين عدم تحسن الوضع الاقتصادي كأبرز علامات إخفاق الثورة اليمنية بنسبة 46.7%، وجاءت في المرتبة الثانية محاربة الفساد بنسبة 45%.

 ورغم الاختلافات البينة في تقييم الثورة بشكل عام فقد أكد المستجوبون في أغلب البلدان التي جرى فيها الاستطلاع أن هناك تقدما واضحا في مجال الحريات وحقوق الإنسان. فقد اعتبر 61.6% من الشباب الليبي و42.1% من الشباب التونسي و40.2% من الشباب اليمني أن وضع حقوق الإنسان أصبح أفضل بعد الثورة، بينما اتجهت نسبة 43.3% من المصرين إلى عكس ذلك معتبرة أن الوضع كان أفضل قبل الثورة. أما حرية التعبير فقد أظهرت النتائج وبنسب عالية أنها أصبحت مضمونة بعد الثورة. تصدرت ليبيا هذا الاتجاه بـ88.1%، تلتها مصر بـ79% ثم اليمن بنسبة 76.7% وتونس بـ75.4%. ونفس الاتجاه نجده في مجال حرية الصحافة، حيث أكدت الغالبية الساحقة من المستجوبين على أن حرية الصحافة أصبحت مضمونة بعد الثورة. وتراوحت النسب بين 84.6% في ليبيا و72% في اليمن.

 
 

 4. مستقبل الثورة: تفاؤل بتحقيق أهدافها رغم التحديات والمخاطر القائمة.

على صعيد رؤية الشباب لمستقبل بلدانهم بعد الثورة، ورغم التباينات التي كشف عنها الاستطلاع في تقييمهم لثوراتهم ومدى تحقيقها لأهدافها، إلا أن هناك تفاؤلا بمستقبل الثورة غلب على أجوبة الشباب في كل من ليبيا واليمن وتونس. ففي ليبيا يرى 77.6% من الشباب أن بلدهم سيكون أفضل في المستقبل، وفي اليمن يرى 47.5% نفس الرأي. أما في تونس فتنخفض نسبة المتفائلين إلى نحو ثلث المستجوبين (34%) ولكنها تظل الغالبة مقارنة بمن يرون عكس ذلك. في مصر جاءت النتيجة مختلفة حيث اعتبر أكثر من ثلث المستجوبين (34.6%) أن وضع البلاد سيكون بحال أسوأ في المستقبل مقابل 16.2% فقط اعتبروا أنه ستكون أفضل.

 
ويدعم هذا التفاؤل العام بمستقبل الثورة ما جاء في أجوبة الشباب في البلدان المعنية من أن الثورة، ورغم ما يعترضها من تحديات ومخاطر، ستكون قادرة على تحقيق أهدافها. وتقدمت قضايا الحريات وتحسين الأوضاع الاقتصادية قائمة هذه الأهداف. فقد توقع 75.3% من شباب مصر أن تنجح الثورة في تكريس احترام حقوق الإنسان و66.9% في إقامة نظام ديمقراطي و64.4% في تحسين الوضع الاقتصادي. وفي تونس توقع 86.1% أن تنجح الثورة في تكريس احترام حقوق الإنسان و87.3% في تحسين الوضع الاقتصادي و74.4% في تعزيز سيادة النظام والقانون. وفي ليبيا توقع 92.6% أن تنجح ثورتهم في تحسين الوضع الاقتصادي، و91.6% في احترام حقوق الإنسان و88.5% في تأسيس نظام ديمقراطي. وفي اليمن تصدر توقعات المستجوبين تكريس احترام حقوق الإنسان بنسبة 75.9% تلاه تحسين الوضع الاقتصادي بنسبة 71.4% وتأسيس نظام سياسي ديمقراطي بنسبة 69.1%. 
هذه الأهداف وغيرها ستحققها الثورة رغم التحديات الماثلة أمامها في كل بلد والتي يأتي في مقدمتها حسب تشخيص الشباب المستجوب التحدي الاقتصادي والتحدي الأمني وتنظيم الانتخابات وإقامة نظام سياسي ديمقراطي واحترام حقوق الإنسان. وقد أبرزت نتائج الاستطلاع أن التحدي الاقتصادي يأتي على رأس القائمة في البلدان الثلاثة التي كانت الثورة فيها سلمية بينما جاء التحدي الأمني في ليبيا في المرتبة الأولى حيث مازال السلاح منتشرا في كامل التراب الليبي ومازالت المجموعات المسلحة تمارس نشاطها خارج سلطة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية الناشئة. وفي باب المخاطر التي تتهدد مستقبل الثورة أجمع المستجوبون في البلدان الأربعة على اعتبار البطالة أبرز تلك المخاطر. فقد أكد هذا المنحى 83.4% من الشباب اليمني، و68.3% من الشباب التونسي و63.3% من الشباب المصري و38.8% من الشباب الليبي. وجاءت مخاطر المخدرات وغياب الأمن وعدم وضوح الرؤية السياسية وتهديد نمط الحياة في مراتب متأخرة.

  في وجه هذه التحديات وهذه المخاطر المحدقة، جاءت رؤية الشباب لتحقيق أهداف الثورة في ثلاث مقترحات أساسية. ففي ليبيا واليمن ترى النسبة الغالبة من المستجوبين أن الثورة تحتاج إلى مزيد من الوقت لتنجح في تحقيق أهدافها، بينما ترى النسبة الغالبة في كل من تونس ومصر أن الأمر يحتاج إلى مراجعة السياسات والسياسيين الذين يقومون على تنفيذها. وفي تونس ومصر أيضا ترتفع نسبة الذين يرون ضرورة القيام بثورة ثانية إلى نحو 30% في البلدين، بينما تنخفض نسبتهم إلى 13.6% في ليبيا و12.7% في اليمن.