أزمة الموقف الفلسطيني تجاه تشدد الحكومة الإسرائيلية

يبدو أن الانقسام الفلسطيني يغذي اندفاع إسرائيل إلى التشدد، وقد يؤدي استمرار هذين الاتجاهين، إلى بروز أشكال جديدة من الصراع قد تكون انتفاضة السكاكين تعبيرا من تعبيراتها.
2015113064052160734_20.jpg
التطرف الإسرائيلي يتجاوز الخطوط الحمر (أسوشيتد برس)

ملخص
يواجه الفلسطينيون تحديات كبيرة في سبيل الاتفاق على مشروع وطني لمواجهة إسرائيل التي تزداد تطرفًا وتشددًا.

ويوجد في الساحة نهجان: أحدهما يجنح للمفاوضات والتسوية السياسية مع الاحتلال لإنجاز المشروع الوطني، كما يرفض المقاومة العنيفة وينسِّق مع الاحتلال لوقفها وملاحقة المسؤولين عنها، ويؤيد ويدعم المظاهرات السلمية ضد الاحتلال والاستيطان والجدار العازل، وهو المنهج الذي يعتبر أنه يستطيع إقناع العالم بعدالة قضيته من خلاله.

أمَّا المنهج الآخر فيؤمن بالمقاومة، ويعتبر أنها الطريق الوحيد والأنجع لتحصيل الحقوق.

وأدَّى التعارض بين النهجين إلى مسلكين مختلفين على الأرض، وإن كانا التقيا على الأخص في عضوية المنظمة في محكمة الجنايات الدولية وتقديم شكاوى ضد إسرائيل بسبب جرائم الحرب التي ترتكبها في الأراضي المحتلة، وفي استمرارها بتوسيع الاستيطان وانتهاك الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين بهذا الخصوص، ومؤخرًا في هبَّة القدس الأخيرة دون أن يجتمعا على أهداف مشتركة.

ومع ازدياد التطرف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، لم يتمكن الفلسطينيون من إدارة برنامج موحد للتصدي لها، فضلًا عن الفشل في المصالحة الفلسطينية ما أدَّى إلى استمرار حصار غزة دون وجود أفق لإنهائه.

مقدمة

عاد مشهد الجدل الفلسطيني حول الطريقة المثلى للتعامل مع الحكومة الإسرائيلية ضمن تصور إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؛ إذ زادت الأمور تعقيدًا مع عودة اليمين والأحزاب الدينية لتصدر الوضع السياسي في إسرائيل، وتراجع الأحزاب الوسطية التي تؤمن بعملية السلام إثر الانتخابات التي جرت في 17 مارس/آذار 2015.

وتشكلت الحكومة الائتلافية اليمينية من أغلبية نيابية بسيطة بتحالف حزب الليكود مع البيت اليهودي و"يهودية التوراة" و"شاس" و"كلنا".

واستمرت هذه الحكومة في وضع عراقيل أمام عملية السلام مع الفلسطينيين وأصرت على الاستيطان، ولم تقدم استحقاقًا حقيقيًّا للفلسطينيين على صعيد الدولة والحدود وتفكيك المستوطنات وحل مشكلة اللاجئين.

وزاد هذا الموقف المتشدد من الانقسام الفلسطيني، حول مختلف القضايا في التعامل مع الاحتلال، وأهمها:

1- التسوية السياسية

تتبنى السلطة الفلسطينية استراتيجية العمل على تحقيق تسوية سياسية سلمية للصراع عبر المفاوضات السياسية المباشرة مع الاحتلال والتي توقفت بسبب التشدد الإسرائيلي ورفض التخلي عن الاستيطان. عملت السلطة الفلسطينية على محاولة إجبار إسرائيل على العودة للمفاوضات والقبول بدولة فلسطينية على حدود 67 ووقف الاستيطان، وذلك عبر قيادة تحرك دولي سلمي يهدف لإدانة إسرائيل في المحافل الدولية، والاستعانة بالولايات المتحدة والقوى الدولية الفاعلة. ويأتي ذلك في إطار الاستراتيجية الملتزمة بالتمسك بالعمل السلمي دون غيره.

دعمت قوى المقاومة -وعلى رأسها حماس والجهاد- التوجه إلى المؤسسات الدولية لإدانة إسرائيل، فيما رفضت استمرار التعويل على المفاوضات التي اعتبرتها نوعًا من العبث الذي دعت لإيقافه، والتوجه لدعم نهج المقاومة وإلزام إسرائيل بالقوة بالنظر إلى الحقوق الفلسطينية ووضعها على أجندة البحث الدولية.

وفي ضوء هذا التباين في المواقف، ورغم حصول توافق في بعضها، إلا أن القوى الفلسطينية لم تتمكن من الاتفاق على استراتيجية وموقف وطني موحد للتعامل مع مختلف قضايا الصراع مع العدو الإسرائيلي.

جاء الموقف الفلسطيني الرسمي المؤيد للاستمرار في المفاوضات رغم اعتبار الحكومة الجديدة حكومةَ حرب وضد السلام، حسبما صرَّح بذلك عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات(1).

قرر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله مع إسرائيل، التي دعاها، كسلطة احتلال، إلى تحمل مسؤولياتها إزاء الشعب الفلسطيني (2)، إلا أن ذلك لم يتكرس بالممارسة على الأرض ولم يغير من الموقف الإسرائيلي.

وكرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو شروطه للسلام، وهي اعتراف الفلسطينيين بـ"يهودية الدولة" كأساس لحل الدولتين، و"احتياجات إسرائيل الأمنية" (3).

واشترط نتنياهو كذلك "وقف الفلسطينيين لمحاولاتهم لعزل إسرائيل ونزع الشرعية عنها على الساحة الدولية"(4) في إشارة إلى مسعى الفلسطينيين إلى تعليق عضوية اتحاد كرة القدم الإسرائيلي من الاتحاد الدولي "فيفا"، والذي قرر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سحبه لاحقًا.

ولم تتقدم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأي مقترح لتجاوز أزمة المفاوضات، وتقدمت بالمقابل فرنسا بأفكار، كشف مسؤول فلسطيني رفيع أنها "تقوم على تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن ينص على جمع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتفاوض تحت مظلة مؤتمر دولي مصغر لعملية السلام. وتحدد المبادرة الفرنسية فترة المفاوضات بثمانية عشرة شهرًا، تتناول إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل متفق عليه لقضية اللاجئين. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق في نهاية الفترة، تعترف فرنسا بدولة فلسطين على حدود عام  1967(5).

ودعمت السلطة الفلسطينية المبادرة ولكن إسرائيل رفضتها، ووصفتها نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي خوتوبيل بـ"الهدامة" (6).

ولم تُقدِم السلطة على خطوة تجاه الاحتلال تدفعه لإعادة النظر في موقفه، بل واستمر عباس بمواقفه: يتمسك بالمفاوضات ويدين المقاومة.

ومن هذه المواقف، تصريحه خلال لقائه بوفد من حزب ميرتس الإسرائيلي المعارض في رام الله الذي جاء للتعزية بجريمة المستوطنين بحرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة في قرية دوما بالخليل: "نحن نقول بصراحة: كفى، فنحن لا نستطيع أن نصبر، ولكن خذوها كلمةً منِّي، نحن لن نتبنَّى الإرهاب، ولن نتبنَّى العنف، وستبقى سياستنا وأيدينا ممدودة للسلام، ولكن إذا استمر الوضع على حاله، سيكون لنا موقف مختلف"، وقد نددت حركة حماس بهذه التصريحات (7).

تحت وطأة الضغوط من الإدارة الأميركية التي تخوفت من طرح المبادرة الفرنسية في مجلس الأمن الدولي للتصويت عليها؛ ما قد يحرج إسرائيل، فقد عادت السلطة للمفاوضات السرية على أمل أن يسفر ذلك عن التوصل لاتفاق لعودة المفاوضات. وكشفت صحفية "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية في عددها الصادر يوم 27 يوليو/تموز 2015 عن لقاء سرِّي جرى في العاصمة الأردنية عَمَّان مؤخرًا، وجمع كلًّا من "سيلفان شالوم" نائب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية (8).

ويأتي موقف السلطة الفلسطينية (وحركة فتح الداعمة له) ضمن التزام ترتَّب على السلطة منذ اتفاق أوسلو عام 1993، وضمن محاولة لكسب الموقف الأميركي لصالح الفلسطينيين وهو ما لم يحصل للآن.

وفي المقابل، رفضت حماس والجهاد الاستمرار في المفاوضات مع إسرائيل معتبرة أن المفاوضات العلنية والسرية لم تسفر عن أي شيء منذ اتفاق أوسلو مع إسرائيل عام 2003، كما اعتبرت التنسيق الأمني مع الاحتلال وفق هذه الاتفاقات جريمة ودعتْ إلى وقفه.

كما نددت القوى والفصائل الفلسطينية بالمفاوضات والتنسيق الأمني (9).

يُذكر أن الاتفاقات الأمنية بين السلطة وإسرائيل منذ اتفاق أوسلو وحتى الآن تُلزم السلطة بالتنسيق الأمني كشرط للاستمرار في المفاوضات السياسية.

هكذا، فشلت الفصائل الفلسطينية في التوصل لموقف موحد من المفاوضات، حتى مع فشلها في تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه. ويعود السبب في استمرار الخلاف الفلسطيني إلى الضغوط المتزايدة التي تواجهها السلطة للاستمرار في نهجها التفاوضي سواء من الولايات المتحدة أو الغرب الذين يؤمنون بأمن إسرائيل ويرفضون توفير أي أرضية خصبة للمقاومة الفلسطينية. ولكن هذا المنهج الممزوج بالضغوط الإسرائيلية على الأرض وبالحصار الاقتصادي الذي تفرضه على الفلسطينيين لم ينجح في إقناع فصائل المقاومة. وحتى بعض الحركات المنضوية تحت جناح منظمة التحرير (الجبهة الديمقراطية) والتي سبق لها الموافقة على نهج التفاوض، عادت وتراجعت عنه بسبب استمرار تعنت إسرائيل في المفاوضات.

2- مواجهة الاستيطان والتهويد

في هذا السياق، استمرت عمليات الاستيطان والتهويد بلا هوادة، وتحدث مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة، خليل التفكجي، عن مخطط تم وضعه سابقًا لما يسمى "مشروع مدينة الحدائق"، وقال: "إنه يعرقل أي مجال لإقامة الدولة الفلسطينية" (10).

وفي القدس واصلت حكومة نتنياهو بقوة سياسة الاستيطان والتهويد، فأفاد التفكجي، عن تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي قرارًا يقضي بنزع ملكية 790 عقارًا -استولى عليها قبل 47 عامًا في البلدة القديمة بالقدس المحتلة- ونقلها إلى ملكية مستوطنين يهود.

ومن المخططات الجديدة مصادقة لجنة التخطيط المحلية التابعة لبلدية القدس على إنشاء مسار جديد للقطار الذي سيربط المستوطنات بعدد من الأحياء اليهودية، والذي سيمر كذلك بأحياء عربية في الشطر الشرقي المحتل من المدينة.

ومن ناحية ثانية، كشف مدير مركز القدس الدولي للدراسات، حسن خاطر، أن "الحفريات الإسرائيلية المنفَّذة أسفل المسجد الأقصى تصل إلى ما يعادل مجمل مساحة المسجد الأقصى المبارك البالغة 144 ألف متر مربع".

واستمرت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تحت غطاء دائم من قوات الاحتلال، بالتزامن مع فرض قيود على المصلِّين الفلسطينيين إلى أن وصل إلى التقسيم الزماني للمسجد بحيث تُعطى أوقات معينة لليهود للصلاة ما قد يؤدي إلى التقسيم المكاني كما حصل سابقًا في الحرم الإبراهيمي في الخليل.

يتصدى للاعتداءات على المسجد الأقصى حراس يداومون فيه ويتلقون رواتب من الحكومة الأردنية، فيما يتطوع عدد منهم للقيام بهذه المهمة وهم مدعومون من الفصائل الفلسطينية. وتحصل بين الحين والآخر اشتباكات ومواجهات باستمرار بين الحراس والمصلين من جهة والمستوطنين الذين يعتدون على حرمة المسجد باستمرار ويحاولون إقامة طقوسهم الدينية فيه. وقد حصلت اشتباكات مؤخرًا في القدس امتد تأثيرها إلى الضفة وأراضي 48 فيما عُرف بانتفاضة السكاكين والدهس أو هَبَّة القدس. ولا تزال هذه الهبة مشتعلة وقد تمتد لفترة طويلة.

واستمرارًا للنهج السلمي، تحركت السلطة الفلسطينية -ولا تزال- لمواجهة مَدِّ الاستيطان والتهويد، وكان أبرز وسائل هذا التحرك:

  1. التدخل لدى الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الأمم المتحدة) لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراض الفلسطينية، وذلك في ضوء معارضة واشنطن لأي إجراءات لتغيير الأوضاع على الأرض كما نصَّت عليها الاتفاقات القائمة بين السلطة وإسرائيل. وبالفعل أدانت واشنطن الإجراءات الإسرائيلية دون أن تتخذ أي إجراءات عقابية حقيقية ضد إسرائيل، كما أدانتها اللجنة الرباعية وبدون اتخاذ أي إجراءات عقابية ضد إسرائيل.
  2. رفع قضية الاستيطان إلى المحافل الدولية مثل جمعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ حيث عارضت الولايات المتحدة هذه الخطوة باعتبار أن هذا الخلاف لا يمكن حلُّه بقرارات دولية. ورغم ذلك، حصلت في السابق إدانات لإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة دون أن تنجح المجموعة العربية في حمل مجلس الأمن على ذلك.
  3. طرح ما يجري في الأراضي الفلسطينية في الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي حيث تمت إدانة الموقف الإسرائيلي، إلا أن هاتين المؤسستين ليس لديهما آليات تنفيذية ضد إسرائيل.
  4. المشاركة في المظاهرات السلمية غير العنيفة ضد الاستيطان والجدار العازل التي قامت بها المبادرة الوطنية الفلسطينية (حركة سياسية اجتماعية فلسطينية تدعو للكفاح الوطني لإقامة الدولة الفلسطينية ومواجهة الاستيطان بزعامة مصطفى البرغوثي)؛ حيث يتم تنظيم المسيرات في قرى وبلدات فلسطينية بالضفة المحتلة، وتتصدى لها قوات الاحتلال بالغاز المسيل للدموع والهراوات دون استخدام الذخيرة الحية تجنبًا لردود الفعل الدولية المندِّدة خصوصًا أنه يشارك في هذه المسيرات متضامنون أجانب.

وقد استشهد وزير شؤون الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية خلال احتجاج نظَّمته لجان المقاومة الشعبية في قرية ترمسعيا شمالي رام الله بالضفة الغربية في 10ديسمبر/كانون الأول 2014 جرَّاء استخدام سلطات الاحتلال لقنابل الغاز المسيلة للدموع بشكل مُفرِط.

وفي المقابل، وعلى أرض الواقع استثمرت كافة الفصائل داخل وخارج منظمة التحرير في شبَّانها الذين يخوضون المواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين، سواء عبر الاحتجاجات السلمية أو المواجهات العنيفة في الضفة والقدس، والتي تسفر في أحيان كثيرة عن هبَّات جماهيرية كانت عناوينها عمليات الدهس والطعن للمستوطنين والجنود فضلًا عن المواجهات العنيفة بين الطرفين.

وبالنسبة لفصائل المقاومة، فقد ركَّزت على المقاومة العنيفة ضد المستوطنين من خلال تنفيذ عمليات عسكرية ضدهم، وكانت بذلك هدفًا لاعتقالات مستمرة من قِبل الاحتلال وملاحقة السلطة الملتزِمة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال.

وقد سمح استمرار الخلاف الفلسطيني حول مواجهة الاستيطان باستمرار إسرائيل في هذا المنهج مستغلة أيضًا ضعف الموقف العربي وصمت العالم على ما يجري. 

3- المقاومة السلمية والعنيفة

تعتقد فصائل المقاومة أن عامل القوة هو الأساس في التأثير على قرارات إسرائيل، إضافة إلى العمل السياسي والدبلوماسي، ونفَّذت عددًا من عمليات المقاومة وشجعت العمليات الفردية منها. وقد دعت حماس مرارًا لتصعيد المقاومة ضد الاحتلال (11).

ودعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رمضان شلح، الفصائل الفلسطينية إلى "تصعيد المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي" (12).

لم تتعرض بقية فصائل المقاومة لما تعرَّضت له حماس والجهاد من بطش الاحتلال وملاحقة السلطة الأمنية، ولكنها استمرت في الإصرار على المقاومة مع التفاوت في أدائها على الأرض.

وكانت محصلة العمل المقاوم على الأرض ضعيفة، وذلك بسبب تصعيد التنسيق الأمني للسلطة مع الاحتلال.

نفَّذت حركة حماس عمليات ضد الاحتلال وضد المستوطنين بعد أن أفلت بعض مقاتليها من القبضة الأمنية المشددة للسلطة والاحتلال، ومن أبرز هذه العمليات ما أعلنته كتائب القسام في بيان صحفي من أن عناصرها استهدفوا سيارة اسرائيلية بالقرب من مستوطنة (دولف) شمال غرب رام الله وقتلوا مستوطنًا بداخلها. وأكدت الكتائب أنها قامت بسلسلة عمليات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية (13).

وخلافًا لهذا الموقف، ترى السلطة الفلسطينية أن المقاومة مضرة بالمشروع الوطني الفلسطيني الذي يجب، حسبها، أن يعتمد السلمية في التعامل مع الاحتلال ويحاول اكتساب تأييد دولي لهذا المنهج ودعم التحرك الفلسطيني في هذا الإطار.

4- تجديد الانتفاضة

مع تنامي اعتداءات المستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين، واستمرار اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، فإن الكثير من المؤشرات يقول باحتمال اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة تدعمها التنظيمات الفلسطينية المعارضة، ولكنها تواجَه بمعارضة شديدة من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإن كانت ربما تخدم مؤقتًا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعاني من التشدد الإسرائيلي الذي يهدد موقفه في الشارع الفلسطيني ويضرب مصداقيته السياسية.

جاءت هَبَّة القدس والضفة الغربية ومشاركة فلسطينيي 48 فيها، لتؤكد جاهزية الفلسطينيين ولو على المستوى الفردي لخوض مواجهة قد تكون طويلة مع إسرائيل باستخدام وسائل بسيطة مثل السكاكين وعمليات الدهس. ولم تتمكن السلطة الفلسطينية من مواجهة هذه الهبَّة التي جاءت إثر إعلان الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة نهاية سبتمبر/أيلول أنه لن يلتزم بالاتفاقيات ما لم تلتزم بها إسرائيل. فرغم أن السلطة تعارض مبدئيًّا العنف، فإن تنظيمها فتح وبقية التنظيمات لم تلتزم بذلك الأمر الذي وضع هذه السلطة في موقف المضطر لدعمها.

اختلفت مواقف المسؤولين الإسرائيليين من سلطة عباس؛ إذ رأى بعضهم ضرورة المحافظة عليها ودعمها في مقابل حركة حماس، فيما رأى آخرون، وأهمهم المتطرفون واليمينيون، عكس ذلك فاتهموا السلطة بدعم ما يسمى بالإرهاب وطالبوا بإنهاء سلطة عباس.

ويأتي هنا موقف المقاومة التي رأت في الانتفاضة الحالية فرصة لتعزيز نهجها من خلال دعم المبادرات الفردية والقيام في إطارها بعمليات مقاومة ضد المحتل.

استمرت السلطة في رفض مغادرة موقعها من المفاوضات أو على الأقل الاستفادة من عمليات المقاومة والسعي لفك الضغط الأمني على الفلسطينيين لإطلاق انتفاضة ثالثة تربك إسرائيل وتضغط عليها لتقديم الاستحقاقات المطلوبة منها.

وبحسب موقع "والا"، فإن "وجود الرغبة لتنفيذ عمليات انتحارية، ووجود نشاط فلسطيني خارج المنظمات والفصائل الفلسطينية الرسمية، بل عبر تشكيل خلايا مستقلة، يُشكِّل مشكلة كبيرة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية". ويذكر الموقع أن "مثل هذه الخلايا تقوم على أساس علاقات الصداقة وقرابة الدم، أو من خلال تعارف أفراد المجموعة في أماكن العمل أو الدراسة الجامعية أو من خلال بناء هذه الخلايا عبر شبكات التواصل الاجتماعي" (14).

توافقات فلسطينية

ورغم مساحة الخلاف الواسعة في الساحة الفلسطينية بشأن التعامل مع الاحتلال والموقف من إسرائيل، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود توافقات فلسطينية على قضايا محددة، وأهمها:

1- مقاطعة المنتجات الإسرائيلية
في إطار استمرار الضغط على إسرائيل في ضوء تعثر عملية السلام، أطلق ناشطون فلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، حملات مستمرة تدعو إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، بالتزامن مع إطلاق ناشطين أجانب في عدة دول أوروبية حملات مشابهة، ضمن "الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل" والمعروفة باسم (BDS).

وأكَّد مراقبون فلسطينيون اقتصاديون، أنَّ حملات حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل، تنامت بشكل واضح على الصعيدين الاقتصادي والأكاديمي، في الأشهر الأخيرة.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن أيمن عياش، القيادي في حركة المبادرة الوطنية التي تتزعم حملة المقاطعة، خلال مؤتمر صحفي أن "أرباح المنتجات الإسرائيلية تزيد عن 3.5 مليارات دولار سنويًّا، والتي يذهب جزء منها إلى جيش الاحتلال بشكل مباشر، وتُستخدم لقتل الفلسطينيين". وأشار إلى أن المقاطعة "تُضعف من الدعم المادي للجيش الإسرائيلي" (15).

تعرَّضت شركات عدَّة داخل إسرائيل لخسائر دفعت بعضها إلى تصفية أعمالها، وإخلاء أسواق الضفة وغزة من بضائع 6 شركات إسرائيلية.

يبلغ حجم تسويق المنتجات الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية نحو 4.2 مليارات دولار سنويًّا. ويشير أحدث الأرقام الصادرة عن جهاز الإحصاء الفلسطيني، إلى أن الواردات الفلسطينية من إسرائيل شكَّلت حوالى 61% من مجمل الواردات لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2014 والبالغة 396 مليون دولار.

ردًّا على ذلك، صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية على قانون يفرض غرامات مالية على من يدعو إلى مقاطعة السلع الإسرائيلية (16).

وحظيت المقاطعة بإجماع فلسطيني عليها، لأنها تصب في النهاية بالإضرار بإسرائيل.

2- التوجه لمحكمة الجنايات الدولية
وقد حاولت السلطة الفلسطينية دمج سعيها للمفاوضات بالتوجه لعضوية المؤسسات الدولية كعامل ضغط على الحكومة الإسرائيلية للعودة لها، جنبًا إلى جنب مع تأجيل المصالحة الفلسطينية مخافة أن يعطي تشكيل حكومة وحدة وطنية لإسرائيل مبررات لتسويق رفضها لعملية السلام.

وفي هذا السياق، سلَّم وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بلاغ دولة فلسطين الأول إلى مكتب المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية ضد إسرائيل بما يشمل جرائم ارتُكبت من 14 يونيو/ حزيران 2014 في "القدس الشرقية" والحملة العسكرية الإسرائيلية بما فيها قضية الأسرى، وخاصة العدوان على شعبنا في قطاع غزة"(17).

وكان قرار الأمم المتحدة بقبول فلسطين كعضو في المحكمة صدر في يناير/كانون الثاني الماضي، استجابة لطلب فلسطين الذي جاء، بعد فشل المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.

رحَّبت حركة حماس بانضمام فلسطين رسميًّا إلى المحكمة الجنائية الدولية، معتبرة إياها "خطوة متقدمة وفي الاتجاه الصحيح"، وتتيح "ملاحقة القادة الإسرائيليين قانونيًّا". كما اعتبرت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين أن قبول فلسطين رسميًّا في محكمة الجنايات الدولية إنجاز للشعب الفلسطيني وانتصار لضحاياه(18).

وفي سبيل التوافق الفلسطيني، وقَّعت حماس وثيقة طلبها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل تقديم طلب انضمام فلسطين للجنائية، وذلك ليمثِّل في الطلب كل الأطياف الفلسطينية، ولكن قوى المقاومة رأت أن هذا المنهج وحده لا يكفي لتحصيل الحقوق الفلسطينية، وطالبت بدعم المقاومة.

بين الخلاف والتوافق

وفي المنتصف بين الخلاف والتوافق، جاءت قضايا المصالحة وفكِّ الحصار عن غزة لتشغل الساحة الفلسطينية في سبيل التعايش مع الخلافات والتوافق على تفاهمات الحد الأدنى بين الفلسطينيين.

1- المصالحة
منذ التوافق الفلسطيني الذي حصل على تشكيل حكومة رامي الحمد الله المؤقتة في مايو/أيار 2014، لم تتقدم المصالحة الفلسطينية في ملفات أساسية، مثل: تشكيل حكومة جديدة تحضِّر للانتخابات النيابية وانتخابات رئاسة السلطة، ولم تنطلق المصالحة المجتمعية، ولم تبذل السلطة جهودًا كافية لفكِّ الحصار عن غزة، فيما بقي ملف رواتب موظفي حكومة حماس السابقة عالقًا دون حل فضلًا عن بقية الملفات الأخرى في المصالحة.

اجتمعت الحكومة بحضور رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2014، لأول مرة بعد تشكيلها في غزة. واقتصرت الزيارة التي انتهت صباح اليوم التالي على تفقد الدمار الهائل الذي خلَّفته الحرب الأخيرة على القطاع والاجتماع بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، وعدد من قادة الفصائل والشخصيات المستقلة والمؤسسات.

ومع تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لم يحصل ملف المصالحة على أي دفع خصوصًا بعد وصول عملية التسوية إلى طريق مسدود واستمرار حصار غزة الخانق.

وفي 14 يوليو/تموز 2015، كان من المفروض أن يتم تشكيل حكومة من المستقلين برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الأراضي الفلسطينية لإنهاء الانقسام الداخلي، ولكنَّ عباس أعاد تكليف رئيس الوزراء المستقيل الذي قال: إن حكومة التوافق الوطني ليست بديلًا عن حكومة الوحدة الوطنية، وإن الأخيرة ليست بديلًا عن الانتخابات (19).

وردًّا على ذلك، رأت حركة حماس أن هذا التعديل الوزاري غير دستوري وخارج عن التوافق الوطني، ويمثِّل انقلابًا على اتفاق المصالحة (20).

 من ناحيتها، وصفت الجبهتان الشعبية والديمقراطية التعديل الوزاري بأنه سيؤدي إلى تعميق الأزمة في الساحة الفلسطينية.

من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، للجزيرة نت: إن "إقالة الحكومة تمثِّل خروجًا عن الإجماع الوطني الفلسطيني" (21).

2- فك الحصار عن غزة
وفي ظل فشل المصالحة الفلسطينية في تحقيق إنجاز يسهم في فك الحصار الخانق عن قطاع غزة، جاء تحرك المبعوث السابق للجنة الرباعية، رئيس الحكومة البريطانية الأسبق توني بلير، لتثبيت هدنة بين حماس في قطاع غزة وإسرائيل؛ حيث عقد عدة لقاءات بالدوحة مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.

وكشف الكاتب الصحفي الفلسطيني في إسرائيل، علي واكد، تفاصيل بنود الاتفاق الذي زعم أن حماس وإسرائيل توصلت إليه، برعاية المبعوث للرباعية السابق، توني بلير (22)، وقال: إنه يتكون من خمسة بنود، هي:

  • موافقة إسرائيل على إنشاء منفذ بحري تحت مراقبتها لتسهيل حركة أبناء القطاع.
  • رفع الحصار بشكل كامل عن غزة.
  • السماح لآلاف العمال بالتنقل بين قطاع غزة وإسرائيل.
  • توقف حماس عن حفر الأنفاق على الحدود، وعن إطلاق الصواريخ.
  • قبول تهدئة بين الجانبين تمتد 8 سنوات.

ويبدو أن البنود صحيحة، ولكن أيًّا من حماس أو إسرائيل لم توافقا عليها رغم كل جولات الحوار التي قالت حماس: إن دولًا أوروبية أسهمت فيها.

أكَّد عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سامي خاطر، أن محاولة مبعوث الرباعية السابق إلى الشرق الأوسط توني بلير لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، لم تنجح حتى الآن في التوصل إلى نتيجة ملموسة، وألقى باللائمة في ذلك على الاحتلال الإسرائيلي (23).

وتميزت مواقف الفصائل باستثناء الجهاد بالسلبية من هذا التحرك؛ حيث شعرت فتح بأن هذه المحادثات قد تفك العزلة الدولية لحماس وقد تُضعف موقف السلطة الفلسطينية في المفاوضات مع إسرائيل.

كما رفضت هذه المفاوضات كل من الجبهتين الشعبية والديمقراطية لنفس السبب، فيما سارت حركة الجهاد في التنسيق مع حماس حول مطالب المحادثات والشروط المطلوبة لإنجاز حلٍّ يرفع المعاناة عن أهالي قطاع غزة.

ويبدو أن موقف إسرائيل اتجه مؤخرًا نحو رفض التهدئة، معتبرًا أن المحادثات قد تدفع بعباس للاستقالة مع توفير الشرعية للأوروبيين للاعتراف بحماس.

خلاصة

أسفرت الانتخابات الإسرائيلية عن تصاعد المواقف المتشددة وقضايا الاستيطان والقبول بدولة ذات حدود معترف بها. وقد فشل الفلسطينيون في الاتفاق على برنامج محدد لمواجهة هذا التشدد؛ فلم تقدِّم السلطة أية خطة متكاملة للتعامل مع استمرار التشدد الإسرائيلي واستمرت في إدانة المقاومة. كما أن المصالحة التي كانت أسفرت عن تشكيل حكومة وحدة مؤقتة ما لبثت أن انتكست بتشكيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحكومة جديدة بدون الرجوع للفصائل الأخرى.

وعمدت السلطة إلى رفع ملفات الاستيطان والتهويد والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين إلى محكمة الجنايات الدولية، معتبرة أن هذا المنهج كفيل بالضغط على إسرائيل للعودة لطاولة المفاوضات. وكان ذلك بالإضافة إلى برنامج مقاطعة البضائع الإسرائيلية من نقاط الاتفاق بين مختلف الفصائل.

وتمسكت حماس والجهاد وبقية القوى الفلسطينية بالمقاومة ورفض المفاوضات بسبب عدم إنجاز أي اتفاق مع إسرائيل في المفاوضات التي وصفتها بالعبثية، ولكنها في المقابل لم تنجح في وضع خطة مع الفصائل كبديل للمفاوضات.

وبقي الخلاف حول موضوع المقاومة وخطة مواجهة إسرائيل وأشكالها يعصف بالساحة الفلسطينية.
________________________________
ماجد أبودياك - باحث بمركز الجزيرة للدراسات

الهوامش
1 الجزيرة نت، دولي، 7 مايو/أيار 2015 (تاريخ الدخول 22 يونيو/حزيران 2015).
http://www.aljazeera.net/news/international/2015/5/7/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A-%D9%88%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88
2 العربية، العرب والعالم، 6 مارس/آذار 2015 (تاريخ الدخول 15 يونيو/حزيران 2015).
http://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/2015/03/06/%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84.html
3 صحيفة الغد الأردنية، 1 مايو/أيار 2015 (تاريخ الدخول 20 أغسطس/آب 2015).
https://www.alghad.com/articles/873516-%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%8A%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7-%D9%84%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9?s=6a8aca72b746037c842b6a45a68efd87
4 السفير اللبنانية، العرب والعالم، 1 يونيو/حزيران 2015 (تاريخ الدخول 23 يونيو/حزيران 2015).
5 الحياة- لندن، 23 مايو/أيار 2015 (تاريخ الدخول 7 يوليو/تموز 2015).
http://www.alhayat.com/m/story/9284777#sthash.i2zMXmbd.dpbs
6الوكالة الوطنية للإعلام ، 21 يونيو/حزيران 2015.
http://www.watania.net/news/34467-%D8%AE%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84/
7 وكالة الصحافة الفلسطينية، 2 أغسطس/آب 2015.
http://safa.ps/post/160408/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D9%84%D9%88%D9%81%D8%AF--%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%AA%D8%B3--%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%87-%D9%82%D9%8A%D9%85%D8%A9
8 عربي 21، 27 يوليو/تموز 2015 (تاريخ الدخول 1 سبتمبر/أيلول 2015).
http://arabi21.com/story/847723/%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86
9 وكالة صفا الإخبارية، 5 تشرين الأول/أكتوبر 2015 (تاريخ الدخول 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2015).
http://safa.ps/post/164899/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%81%D8%A9
10 الغد الأردنية، 21 يونيو/حزيران 2015 (تاريخ الدخول 23 يونيو/حزيران 2015).
http://alghad.com/articles/877815-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D8%B2%D8%B2-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%87-%D8%A8%D8%AA%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%B9-14-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-10-%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9
11 قناة قدس الفضائية، 10 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول 3 سبتمبر/أيلول 2015).
http://www.qudstv.com/news_detail.aspx?NewsLanguageId=165594
12 اليوم السابع، 1 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول 3 سبتمبر/أيلول 2015).
http://www.youm7.com/story/2015/8/1/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D9%82-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A9-/2287351#.VlGi4GeKBHg
13 عربي 21 ، 20 يونيو/حزيران 2015 (تاريخ الدخول 15 يوليو/تموز 2015).
http://arabi21.com/story/839281/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D9%86%D9%89-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%82%D8%B1%D8%A8-%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87
14 العربي الجديد، 12 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول 3 سبتمبر/أيلول 2015).
http://www.alaraby.co.uk/politics/2015/8/12/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%83-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%81%D8%A9-%D8%A8%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9
15 العربي الجديد، 15 يونيو/حزيران 2015 (تاريخ الدخول 3 سبتمبر/أيلول 2015).
http://www.alaraby.co.uk/economy/2015/6/15/%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9
16لمصدر السابق، 17 إبريل/نيسان 2015 (تاريخ الدخول 3 يونيو/حزيران 2015).
https://www.facebook.com/AlAraby.ar/posts/541425145997408
17 آر تي العربي، 25 يونيو/حزيران 2015 (تاريخ الدخول 1 سبتمبر/أيلول 2015).
https://arabic.rt.com/news/786750-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9/
18 الجزيرة نت-عربي، 1 إبريل/نيسان 2015 (تاريخ الدخول 15 يونيو/حزيران 2015).
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/4/1/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9
19 الجزيرة نت، عربي 4 أغسطس/آب 2015  (تاريخ الدخول 5 أغسطس/آب 2015).
http://www.aljazeera.net/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/9f58618b-f125-4be8-a090-8cffe00d676c
20 القدس العربي، 30 يوليو/تموز 2015 (تاريخ الدخول 5 أغسطس/آب 2015).
http://www.alquds.co.uk/?p=379942
21 الجزيرة نت، عربي، 18 يونيو/حزيران 2015 (تاريخ الدخول 21 يونيو/حزيران 2015).
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/6/18/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1
22 موقع وكالة سما الإخبارية، 17 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول 27 أغسطس/آب 2015).
http://samanews.com/ar/index.php?act=post&id=245052
23 وكالة قدس برس الإخبارية، 3 أغسطس/آب 2015 (تاريخ الدخول (24 أغسطس/آب 2015).
http://www.qudspress.com/index.php?page=show&id=9208

نبذة عن الكاتب