ملتقى العلاقات العربية الروسية

13 January 2010
1_896155_1_34.jpg







نظم مركز الجزيرة للدراسات ملتقى حول العلاقات العربية الروسية على مدار يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين فبراير / شباط 2009 وذلك خلال خمس جلسات دعي إليها لفيف من الباحثين والسياسيين والإعلاميين من روسيا الاتحادية ومن الدول العربية.



وقد افتتح المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر الملتقى بكلمة ترحيبية بالحضور منوها فيها بأهمية هذا المؤتمر في ضوء تنامي الدور الروسي مجددا على الساحة الدولية.



كما بين مدير المركز الدكتور مصطفى المرابط أن نقاش وبحث العلاقات العربية الروسية أمر ضروري في هذه المرحلة التاريخية الحساسة من التحولات الدولية، خصوصا وأن العالم يشهد تغيرا في المفاهيم ذات البعد الإستراتيجي في العلاقات الدولية.


الجلسة الأولى.. السياق التاريخي
الجلسة الثانية.. التعاون السياسي والديبلوماسي
الجلسة الثالثة.. التعاون الأمني والاقتصادي والإستراتيجي
الجلسة الرابعة.. الإعلام على المحك
الجلسة الختامية.. آفاق المستقبل


السياق التاريخي


إضغط لمشاهدة الجلسة الأولى



الأبعاد التاريخية والثقافية



لم يبدل تغير الأنظمة حديثا من القيصرية إلى النظام الاشتراكي في عهد الاتحاد السوفييتي الكثير من تفاعل العلاقات بين الطرفين ومع ظهور روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وقع مد وجزر في العلاقة بين الطرفين
خصصت الجلسة الأولى من فعاليات الملتقى لتأصيل البعد التاريخي للعلاقات الروسية العربية تمهيدا للجلسات التالية التي تناولت الحاضر بحراكه والمستقبل بآماله. وكان للمستعرب الروسي الباحث الدكتور ديمتري ميكولسكي مداخلة بين فيها المسارات التاريخية لعلاقات روسيا بالعرب بدءا بالعهد البيزنطي عندما كان العرب يسمون الروس "الحمر" نسبة للون شعورهم، وقد استنطق الباحث في هذا السياق نصوصا عربية من بينها تاريخ المسعودي ونص ابن فضلان وغيرها. وأخذت علاقة الطرفين أبعادا منها المواجهة العسكرية (حروب الخزر خلال الفترتين الأموية والعباسية)، ومنها التبادلات التجارية التي ظلت السمة الغالبة للعلاقات الروسية العربية عبر التاريخ. كما بين المستعرب ميكولسكي أن الشراكس وهم أحد الأعراق الروسية كانوا من أبرز المماليك في قصور بغداد في العصر العباسي وفي بلاط الأغالبة.

ولم يبدل تغير الأنظمة حديثا من القيصرية إلى النظام الاشتراكي في عهد الاتحاد السوفييتي الكثير من تفاعل العلاقات بين الطرفين. ومع ظهور روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وقع مد وجزر في العلاقة بين الطرفين.



شراكة الماضي في ثوب المستقبل
تحدثت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ عن العلاقات العربية الروسية تحت مسمى مظاهر التواصل بين الطرفين مركزة على مسار تلك العلاقات بعد التحولات الدولية التي ظهرت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وأبرزت نورهان أن روسيا، وإن غلب على سياستها الخارجية الطابع البراغماتي مراعية بذلك مصالحها الاقتصادية والأمنية، فإنها بقيت القوة الدولية الأفضل للعرب في علاقاتهم الإستراتيجية. فهنالك دعامات –تجعل علاقات الطرفين مبينة على أسس متينة وهي الاقتصاد والأمن الإقليمي والتعاون الثقافي والتقارب الاجتماعي خصوصا وأن روسيا ليس لها إرث استعماري لا في عهدها القيصري ولا العهد الشيوعي.



المصلحة الروسية مع العرب
وكان عضو المجلس الاتحادي الروسي وممثل جمهورية الشيشان بمجلس الشيوخ زياد سبسبي قد بين في مداخلته أن العلاقات العربية الروسية من المنظور الروسي توحي برغبة موسكو في تحسين علاقاتها بالعالم العربي إلا أنه على الطرف العربي أن يتجاوب مع هذه الرغبة.


التعاون السياسي والديبلوماسي


إضغط لمشاهدة الجلسة الثانية 



قوى الطرد والجذب



لعبت حرب الشيشان دورا سلبيا حيث أثر في تطوير العلاقات الروسية العربية لا سيما مع محاولة الغرب تحجيم الدور الروسي وحصره في خانة "محاربة المسلمين" و"دولة المافيا وتجارة الرقيق والمخدرات"
وفي الجلسة الثانية دار النقاش حول التعاون السياسي والدبلوماسي. وقد قرأ أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة القاهرة وخريج الجامعات الروسية الدكتور عاطف عبد الحميد تداعيات الوضع الداخلي لروسيا الاتحادية على السياسة الخارجية الروسية في إطار ما سماه الباحث قوى الطرد والجذب المركزية. وبين عاطف أن التحولات السياسة والاقتصادية الداخلية التي جعلت من روسيا "وريثة حطام مهلهل" دفعت بتلك القوة العظمى إلى مجرد دولة إقليمية منزوعة المخالب ومتهالكة القدرات الاقتصادية.


وقد لعبت حرب الشيشان دورا سلبيا حيث أثر في تطوير العلاقات الروسية العربية لا سيما مع محاولة الغرب تحجيم الدور الروسي وحصره في خانة "محاربة المسلمين" و"دولة المافيا وتجارة الرقيق والمخدرات". غير أن ظهور البراغماتية الروسية في عهد فلاديمير بوتين جعل روسيا تتمسك بمفهوم الأمن القومي مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط والغاز ومحدِّثة قدراتها العسكرية وعائدة ولو بشكل تدريجي إلى الساحة الدولية وهو ما يسميه الباحث بـ"مراكز الجذب". وقد دفعت هذه العوامل بموسكو إلى خوض مواجهة عسكرية مع جورجيا وإلى استخدام الطاقة سلاحا سياسيا، لا سيما مع الجمهوريات السوفيتية السابقة الساعية للخروج عن مجالات التأثير الروسي، كما هو الحال مع أوكرانيا.



العودة على الساحة الدولية
أما السفير الروسي السابق في واشنطن فاتسيلاف ماتزوف فقد بين أن الامتداد الجغرافي لروسيا الاتحادية من المحيط الهادئ شرقا إلى بحر البلطيق غربا وجمعها بين قارتين (آسيا وأوروبا) كفيل بجعلها فاعلا رئيسيا في الساحة الدولية. وربط بين عودة روسيا من جديد وبين نجاح الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين الذي سير –حسب ماتزوف- السياسية الروسية داخليا وخارجيا معيدا لموسكو هيبتها الدولية وسيطرتها على مقدراتها القومية.



وذكر ماتزوف بسيطرة اللوبي اليهودي على 65% من المقدرات الاقتصادية الروسية التي تجمعت في يد سبعة أشخاص من الأوليغارشيا مما جعل العلاقات الروسية العربية في عهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين تشهد تراجعا ملحوظا. وأوضح أن ما يسمى "التحالف الأوراسي" يحكم الآن السياسة الخ