التحولات في الحركات الإسلامية

15 June 2016
8ac17946c27c4bff89f47ea1de641b66_18.jpg

نظم مركز الجزيرة للدراسات ندوة دراسية بالعاصمة القطرية الدوحة يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول 2016 تحت عنوان "التحولات في الحركات الإسلامية" بمشاركة نخبة من القيادات الإسلامية ولفيف من المفكرين والأكاديميين والباحثين المتخصصين.

بثت الندوة على الهواء مباشرة على قناة الجزيرة "مباشر"، ويمكن مشاهدة تسجيل جلسات الندوة مباشرة على القنوات التالية:

1- التحولات في الحركات الإسلامية - اليوم الاول
https://www.youtube.com/watch?v=U5cs8ALvyqA&feature=youtu.be 

2- التحولات في الحركات الإسلامية - اليوم الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=d-SjQByhJIg&feature=youtu.be 

تأطير

شكَّل الحضور المتزايد للإسلاميين في المشهد السياسي العربي في العقود الأخيرة ظاهرة لافتة سواء في صفوف المعارضة أو في مؤسسات الدولة مثل البرلمانات وبعض المناصب الحكومية. وجاءت ثورات الربيع العربي لتكشف عن وضع متقدم للحركات الإسلامية في المجتمعات العربية بشكل عام. كان ذلك واضحًا أثناء الانتخابات التي جرت في كلٍّ من تونس ومصر والمغرب. كما يتضح في موازين الصراع المحتدم في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق.

من جهة أخرى، أسفرت التحديات التي تواجه حركة الربيع العربي وما نجم عنها من تعطيل لعملية التغيير والانتقال الديمقراطي، ومن ثم عودة النظام القديم بصور مختلفة، وارتفاع منسوب العنف، واتساع دائرة الصراع في أكثر من ساحة عربية، عن تحولات عميقة في صلب الكيانات والقوى التي تنتسب إلى ما يُعرف بالتيار الإسلامي. طالت هذه التغيرات مستويات متعددة من الظاهرة الإسلامية السياسية، سواء على صعيد الأفكار والأهداف التي ينشدها الإسلاميون، أو على مستوى الهياكل والتنظيمات ونسق العلاقات مع الدولة، من جهة، والقوى الاجتماعية والسياسية، من جهة أخرى. بل إن تلك التغيرات طالت مكونات الحركة الإسلامية الواحدة؛ فحركة الإخوان المسلمين في مصر، أصبحت تتنازعها بعد الانقلاب اتجاهات تصل أحيانًا حدَّ التباين.

وكانت الحركة الإسلامية في السودان قد شهدت، منذ مجيئها إلى الحكم في نهاية الثمانينات، تطورات بالغة، أدت إلى انشقاقها، ثم دخولها في السنتين الأخيرتين في مسار الحوار الوطني. أمَّا حركة النهضة في تونس، والتي أوصلتها الانتخابات إلى هرم السلطة بعد الثورة، ثم وجدت نفسها بعد ذلك شريكة في الحكم مع خصمها التاريخي الذي حكم البلاد منذ خمسينات القرن الماضي، فقد قررت أخيرًا التخصص في العمل السياسي لتعزيز موقعها في الدولة، وترك المنشط الدعوي لمكوِّنات المجتمع المدني. إلى جانب هذه النماذج، يشهد باقي مكونات الطيف الإسلامي من مشرق العالم العربي إلى مغربه تغييرات على أكثر من صعيد، مثلما هي الحال في الأردن واليمن وسوريا والعراق وفلسطين والمغرب والجزائر وموريتانيا.

وليس التيار السلفي بأبعد عن هذه الحقيقة؛ فبعض مكوناته بات أمْيَل إلى الإصلاح والانخراط في العملية السياسية والتأثير في المجتمع والدولة من خلال العمل الحزبي. أمَّا الحركات الجهادية فقد تعددت نماذجها بين الجماعات العابرة للحدود، مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وبوكو حرام، وجماعات تنشط ضمن حدود الدولة في شكل معارضة مسلحة على غرار الجماعات الناشطة في الساحة السورية. ويمثِّل حزب الله نموذجًا آخر يجمع بين الحزب السياسي والحركة المقاوِمة والذراع الطائفية لدولة أجنبية يرتبط بها عقائديًّا وينفِّذ أجنداتها العسكرية والسياسية والمذهبية.

وإلى جانب الفكري والسياسي، بات من الضروري النظر في البنية الاجتماعية التي تستند إليها القوى الإسلامية، وما إن كانت هذه القوى تعيش انحسارًا أو تمددًا اجتماعيًّا. لقد أحدثت حركة الثورة العربية بحدِّ ذاتها حراكًا اجتماعيًّا هائلًا في أغلب البلدان العربية، ودفعت بقطاعات واسعة من الطبقة الوسطى والإنتلجنسيا إلى ساحة العمل السياسي والنضال من أجل التغيير. وليس ثمة شك في أن القوى الإسلامية احتلت موقعًا بارزًا في مقدمة هذا الحراك الاجتماعي. فإلى أي مدى استطاعت القوى الإسلامية الحفاظ على المكاسب التي حققتها في غمار حركة الثورة العربية، بعد التعثر الكبير في مسار التغيير والتحول نحو الديمقراطية الذي أحدثته الثورة المضادة.

السؤال الآخر، والكبير، يتعلق بمدى مسؤولية الإسلاميين عن النجاحات التي أحرزتها حركة الثورة المضادة في دول الثورات، والتعثر في عملية التحول نحو الديمقراطية في عدد من الدول العربية. والواضح في أغلب الدول التي شهدت انقلابًا على حركة الثورة أن موجة الثورة المضادة أخفقت في تقديم بدائل ناجحة، قادرة على تحقيق إنجازات سياسية واجتماعية-اقتصادية ملموسة. فإلى أي حدٍّ استطاعت القوى الإسلامية استيعاب دروس التحولات المتلاحقة التي عصفت بالمجال العربي في السنوات القليلة الماضية؟

لمناقشة هذه القضايا، والوقوف على أهم التحولات الفكرية والسياسية والتنظيمية التي يشهدها الإسلام السياسي بمختلف مكوِّناته وتياراته، ينظِّم مركز الجزيرة للدراسات ندوة دراسية تبحث "التحولات في الحركات الإسلامية" بعد ستِّ سنوات من الثورات العربية. كما تسعى الندوة إلى استشراف مستقبل الحركات الإسلامية وتداعيات التحولات التي تشهدها على الساحتين العربية والإسلامية وعلى علاقة المسلمين بغيرهم خاصة مع الغرب.

للاطلاع على برنامج الندوة الرجاء الضغط هنا.

للاطلاع على السير الذاتية للمتحدثين في الندوة الرجاء الضغط هنا.