غضبة الشعوب.. الدلالات ووسائل الاستمرار

فجرت الحرب الإسرائيلية على غزة وما صاحبها من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية غضب الشارع العربي والإسلامي والعالمي.
18 January 2009

صلاح عبد المقصود


فجرت الحرب الإسرائيلية على غزة وما صاحبها من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية غضب الشارع العربي والإسلامي والعالمي.


ففي سابقة لم يشهدها المراقبون منذ عقود، انطلقت المظاهرات الغاضبة في كل أنحاء العالم، وفي الساحتين العربية والإسلامية على وجه الخصوص، حيث شهدت العواصم والمدن، بل والقرى العربية مظاهرات كبيرة منددة بتلك الجرائم تارة، وبالصمت العربي والتواطؤ الدولي تارة أخرى.


ولعلنا في هذه المقالة نحاول تسليط الضوء على أسباب هذه المظاهرات، والسمات التي تميزت بها، كما نحاول الإجابة على سؤال: كيف نحافظ على زخم هذه المظاهرات؟ وكيف نضمن استمرارها وتوظيفها بما يخدم القضية الفلسطينية عمومًا، وقضية غزة اليوم على وجه الخصوص؟


ثم نعرض لبعض الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها القوى السياسية والفكرية ومنظمات المجتمع المدني؛ للضغط على بعض الأنظمة العربية والدولية؛ سعيًا لتغيير مواقفها -العاجزة أو المتواطئة- تجاه القضية الفلسطينية.


أطياف وأعمار وفئات
المراقب للمظاهرات التي انطلقت -ولا تزال- يلاحظ أنها ضمت كل الأطياف والشرائح العمرية، فقد نزل فيها الرجال والنساء والشباب والأطفال، وشارك فيها أحزاب وتيارات سياسية، ونقابات وجمعيات، ومنظمات ومؤسسات، في ظاهرة هي الأوسع تقريبًا في الاحتجاج على الجرائم الصهيونية التي ارتكبت ولا تزال في حق الشعب الفلسطيني.


ثورة الاتصال وفضح الجرائم
وقد ساهمت ثورة المعلومات ووسائل الاتصال في إبراز الوجه الهمجي للعدوان الإسرائيلي، حيث نجحت وسائل الإعلام الحديثة في نقل المذابح الصهيونية لحظة بلحظة وعلى الهواء مباشرة بالصوت والصورة.


وشاهد الجمهور البث المباشر للفضائيات القصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية، وكيف يسقط المدنيون الأبرياء، ونصفهم تقريبًا من النساء والأطفال والشيوخ.


كذلك كان للتقدم الكبير في وسائل الاتصال والمعلومات الأثر في تحريك الشارع، ولفت انتباهه لما يحدث، حيث ساهمت شبكة الإنترنت، والهواتف الجوالة التي سهلت التواصل بين الناس، والرسائل القصيرة (SMS ) التي ترسل عبر الهواتف الجوالة في فضح الجريمة والتنديد بها. وكانت مشاهد القتل والتدمير التي تنقلها عشرات الفضائيات هي الوقود اليومي الذي يغذي المظاهرات المتواصلة.


ولعل التقدم التقني في وسائل الاتصال -من إنترنت وهواتف جوالة وفضائيات وإذاعات- أسهم بشكل كبير في سرعة التجاوب مع دعوات التظاهر لأجل غزة.


فإلى جانب فضائية الأقصى التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي نجحت في تعبئة قطاعات مهمة من الرأي العام العربي والإسلامي، فإن هناك عددًا لا يستهان به من الفضائيات وعلى رأسهم قناة الجزيرة، ومواقع الإنترنت والمنتديات، والمجموعات البريدية الإليكترونية أسهمت بشكل كبير في إذكاء التعاطف مع ما يحدث في غزة والتفاعل معه.


حيوية الأمة
دلت المظاهرات التي انطلقت مدافعة عن أهل غزة على حيوية الأمة بكل قطاعاتها، وردت على المشككين في قدرة الشارع العربي والإسلامي على التغيير.


وساهم التخاذل الرسمي العربي في اشتعال المزيد من المظاهرات؛ حيث سبق الشارع الأنظمة في التعبير عن الغضب، في الوقت الذي فشلت فيه الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة، وأحال اجتماع الخارجية العرب الأمر إلى مجلس الأمن، الذي قام بإصدار قرار يقضي بوقف فوري لإطلاق النار، لم تلتزم به إسرائيل، لكن اللافت للنظر أن وزراء خارجية المجموعة العربية التي ذهبت لمجلس الأمن، كانوا قد ذهبوا تحت ضغوط المظاهرات الشعبية، وبقوا في الولايات المتحدة إلى أن صدر قرار مجلس الأمن 1860، وإن لم يعبر عن المطالب العربية.


إلا أن رفض إسرائيل لتطبيق القرار، كما رفضت قبله عشرات القرارات، سيضع الأنظمة العربية في حرج آخر مع شعوبها.


تقدير للمقاومة
غير أن من أسباب المظاهرات العارمة التي خرجت هو ارتباط ما يحدث بغزة من مقاومة وتضحية، أعطت الشعوب الأمل في تحريك الأوضاع على الأرض المحتلة، بعد الخسائر التي جلبتها مسيرة التفاوض مع العدو.


حيث أبدت المظاهرات إعجابها بتضحية المقاومين الفلسطينيين، ووجود القيادات السياسية الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع المقاومين على أرض المعركة.


كما أن الرعب الذي أحدثه المقاومون في صفوف المجتمع الإسرائيلي، ونزول سكان العديد من المدن والبلدات الإسرائيلية إلى الملاجئ، خوفًا من صواريخ المقاومة، رغم ضعفها ومحدودية تأثيرها، إضافة إلى الروح القتالية العالية التي يتحلى بها المقاومون.. كل ذلك أعطى الجماهير الأمل في المقاومة وجدواها.


رباط العقيدة
وكان للبعد الإسلامي في المقاومة الأثر الكبير في تعبئة الشارع الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، حيث خرجت المظاهرات في كل العواصم الإسلامية، وطغت القضية الفلسطينية على قضايا بعض الشعوب الإسلامية، حيث شوهدت المظاهرات في أفغانستان الذي يعاني من الاحتلال، مثلما شوهدت في العراق الذي يرزح هو الآخر تحت الاحتلال.


كما خرجت المظاهرات المليونية في إندونيسيا، وباكستان، إضافة إلى مئات الألوف الذين خرجوا في ماليزيا وإيران، ناهيك عن البلدان العربية.


ولعل ما يلفت الانتباه ذلك الغضب العارم الذي شوهد في تركيا العلمانية، التي ظن البعض أنها ابتعدت عن قضايا أمتها الإسلامية، لكن الأحداث الأخيرة أثبتت أن قضية فلسطين لا تزال في قلب الشعب التركي، الذي انطلقت منه عشرات المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي، وهذه الحماسة الغامرة التي شاهدناها لدى الشباب الذين خرجوا في المظاهرة المليونية التي انطلقت من "اسطنبول" عاصمة الخلافة الإسلامية الغاربة؛ مما يؤكد إسلامية القضية الفلسطينية، التي حاول البعض حصرها فقط في البعد القومي العربي، أو البعد القطري الفلسطيني.


ورغم المعاهدات التي تكبل بعض الدول مثل مصر والأردن، إلا أن ذلك لم يمنع خروج المظاهرات الكبيرة في كل من الدولتين، حيث رصد المراقبون خروج 147 مظاهرة في يوم واحد من العاصمة المصرية "القاهرة"، والمحافظات، إضافة إلى عشرات المظاهرات التي خرجت من المحافظات الأردنية، كما خرجت المظاهرات في موريتانيا، وهي أيضًا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كما خرجت من دول بها مكاتب اقتصادية لإسرائيل كتونس وقطر.


تأثير المظاهرات
إن نجاح المظاهرات في إحداث تغيير ما في المواقف السياسية أو إنجاز ما على أرض الواقع لهو أمر مهم، يدفع إلى الاستمرار والتواصل، حيث يشعر منظموها بنجاح جهدهم؛ لذا ينبغي أن تحدد المظاهرات لنفسها أهدافًا قصيرة المدى وأخرى متوسطة، وثالثة على المدى الطويل.


ومن هنا، فإن اقتران المظاهرات بواجبات عملية كتنظيم حملات مساندة بالمال أو التبرع بالدم، أو بالجهد الإعلامي، أو المقاومة الاقتصادية للعدو كالمقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية، إضافة إلى مقاطعة الدول التي تساند إسرائيل هو أمر مهم للغاية.


كذلك شعور المتظاهرين بأن مظاهراتهم أدت إلى طرد سفير أو سحب سفير، أو تجميد العلاقات مع إسرائيل هو من الثمار المرجوة لتلك المظاهرات.


إبداع في الأفكار
الحرب على غزة ولّدت العديد من الأفكار والأعمال، فإلى جانب المظاهرات في الشوارع والميادين، ابتكر بعض نشطاء الإنترنت مظاهرات على الفيس بوك، وابتكروا ما عرف بالجهاد الإلكتروني المعني باختراق المواقع الإليكترونية الإسرائيلية وتخريبها، أو برسائل بريدية على الإنترنت تدعو إلى فعاليات مساندة لغزة، أو المنتديات المناصرة لأهلنا في غزة وفلسطين.


وكان مما لفت الانتباه في تلك الحملات تنوعها شكلا ومضمونا تحقيقا لهدف واحد هو دعم وتأييد المقاومة في غزة، فرسائل الـ SMS، ورسائل البريد الإلكتروني كانت تدعو إلى الصيام لأجل غزة، والدعاء على الصهاينة، وأيضًا الدعوة للانضمام إلى حملة المليون ساجد بصلاة ركعتين في جوف الليل والدعاء للمجاهدين في غزة بالنصر.


وكان مما لفت النظر أيضا في مظاهرات 2009م المناصرة لغزة تلك الفكرة التي دعا إليها بعض المتظاهرين، عندما طلبوا من كل واحد أن يجري محادثة هاتفية بأحد سكان غزة، يعرفه بنفسه وبلده، ويقول له: إننا مع غزة وأهلها، ننصرهم ونقف إلى جوارهم، ونشد على أياديهم لبطولتهم وصمودهم، وقد تم ذلك عبر تغيير الأربعة أصفار الأخيرة في رقمي "سنترالي" غزة واستبدالها بأي أربعة أرقام عشوائية. والرقمان هما 0097082850000 والآخر هو رقم 0097282840000


وبالفعل قامت أعداد كبيرة من الشباب والفتيات بتنفيذ هذه الفكرة التي أعطت أثرًا إيجابيًا كبيرًا لدى أهالي غزة، وتجاوبت بعض شركات الاتصالات بتخفيض أسعار المكالمات الصادرة لغزة بمقدار 50%؛ تشجيعًا لإجراء الاتصالات مع قطاع غزة للاطمئنان على أهله.


المقاومة طريق التحرير
كثيرًا ما يلجأ الإعلام الرسمي إلى التشكيك في جدوى المقاومة لصرف الناس عن التعاطف معها؛ لذا استعمل المنظمون للتظاهرات الشعبية "رسائل تحصينية" تفند دعاوى الإعلام الرسمي وتشجع الآخرين على عدم الاستجابة لهذه الدعاوى. وكان مما جاء في بعض هذه الرسائل:


- أن المقاومة هي طريق التحرير، وأنها عمل مشروع تؤيده كل الشرائع والمواثيق الدينية والدولية. والاحتلال -مهما طال- فهو إلى زوال، إذ إن كل تجارب الاحتلال السابقة قد انتهت إلى فشل واندحار.


- أن المقاومة لكي تنجح وتحقق أهدافها، لابد لها من إسناد سياسي وإعلامي، وهذا الإسناد هو في حد ذاته مشاركة في مقاومة الاحتلال.


- أن بعض وسائل الإعلام الرسمية تحاول التغطية على تخاذل الأنظمة باتهام حماس بأنها التي أعطت العدو الصهيوني الذريعة كي يجتاح غزة، ويهدم، ويقتل، ويدمر، وتحاول هذه الوسائل الإعلامية إغفال أن الاحتلال الصهيوني لا يحتاج إلى ذرائع كي يرتكب جرائمه، فقرار العدوان على غزة تم اتخاذه منذ سنتين، كما أشارت بعض التقارير الإسرائيلية.


وأنه لم يكن هناك ذريعة عندما ارتكبت العصابات الإسرائيلية مذابح دير ياسين، وكفر قاسم، وهجرت أهالي عشرات القرى الفلسطينية في عام 1948، ولم تكن هناك ذريعة استغلها الاحتلال كي يرتكب مذابح صابرا وشاتيلا وقانا والحرم الإبراهيمي وجنين وغيرها من المذابح.


- أن الاحتلال أراد قتل أهالي غزة بالبطيء عبر حصار امتد ثمانية عشر شهرًا، فلما فشل في ذلك أراد قتلهم سريعًا بآلة الحرب الإجرامية.


- أن تجارب الاحتلال في كل بلدان العالم قد واجهتها مقاومة تختلف في القوة والتضحية من مكان لآخر، إلا أن التاريخ يؤكد أن كل تجارب الاحتلال انتهت إلى زوال بفعل المقاومة، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.


- أن المشككين في قدرة المقاومة بحجة فقدان التكافؤ بينها وبين الترسانة العسكرية للاحتلال، نسوا أو تناسوا أن تجارب الاستعمار قديمًا وحديثًا، تدلنا أنه لم يكن في يوم من الأيام تكافؤ بين دولة الاحتلال والمقاومة التي تتصدى لها.


لكن المقاومة كانت دائمًا تبدع من الوسائل والأساليب ما يوجه ضربات موجعة لقوى الاحتلال، حتى إذا ما أتعبته وأوجعته، وشعر أن تكاليف احتلاله أصبحت باهظة من النواحي المادية والمعنوية، اضطر إلى إنهاء احتلاله تمامًا، مثلما فُعِل في جنوب لبنان سنة 2000م، وفي غزة 2005م، والتذكير بمقولة شيمون بيريز عن غزة المقاومة التي كبدت جيشه خسائر فادحة، حينما قال: "إنني أتمنى أن أستيقظ فأجد غزة وقد ابتلعها البحر".


- أن البعض يحاول أن يبث الإحباط واليأس من كثرة أعداد الضحايا والدماء التي تراق اليوم على أرض غزة، ونسي هؤلاء أن التضحية هي طريق التحرير، كما هي النماذج الكثيرة وأقربها جغرافيًا تجربة الشعب الجزائري الذي قدم مليونًا ونصف مليون شهيد في مقاومته للاحتلال الفرنسي، ولم ييأس من استمرار المقاومة وبذل التضحية حتى حصل على حريته، وتذكر صفحات المقاومة الجزائرية أن بعض المذابح التي كان يرتكبها الاحتلال الفرنسي كانت تصل ضحاياها إلى آلاف الشهداء، ومنها مذبحة سطيف التي راح ضحيتها على سبيل المثال 45 ألف شهيد عام 1945م.


- أن الأفضل أن لا نذهب بعيدا في ضرب الأمثلة وأمامنا الثكالى والأرامل وآباء وأمهات الشهداء في غزة، وهم يضربون لنا أروع الأمثلة في الصبر والصمود، ونحن كذلك يوميًا عشرات الفلسطينيين الذين يعودون إلى غزة عبر معبر رفح رغم المذابح التي يتعرض لها أهلوهم هناك.


كيف نحافظ على استمرار زخم الانتصار لغزة؟
وحتى لا تتحول هذه المناصرة لغزة إلى مجرد تفريغ شحنة الغضب المكتوم داخل الصدور، فإنه من الأجدى الانتباه إلى النقاط التالية حتى تستمر هذه التظاهرات الشعبية وتؤتي أكلها:


- إن الجماهير تنشط وتهدأ، ولابد من تجديد نشاطها لصالح القضية عبر فعاليات ومهرجانات واحتفالات، منها: ذكرى النكبة، ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك، ذكرى الإسراء والمعراج، ذكرى وعد بلفور.


- الاستمرار في تبني قضايا الشعب الفلسطيني كقضية الأسرى (حيث يوجد في سجون الاحتلال أحد عشر ألف أسير)، بينهم عدد من نواب المجلس التشريعي المنتخبين وعدد من الوزراء، وقضية الاستيطان، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، وجدار الفصل العنصري، وتهويد القدس.


- استثمار فرصة اختيار مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009م، وتحريك المظاهرات المؤيدة للقدس، الفاضحة لمخططات التهويد التي تتعرض لها المدينة، والأخطار التي تهدد المسجد الأقصى والحفريات المتواصلة حوله وتحت جدرانه.


- تنظيم حملات إعمار وإعادة بناء للمنازل والمؤسسات الفلسطينية التي دمرها العدو، واعتبار هذا الجهد بمنزلة واجب وليس تبرعات تقدم للشعب الفلسطيني، حيث إن هذا الشعب الذي يدافع عن كرامة الأمة ومقدساتها، لا ينتظر منا التبرع بل ينتظر المشاركة وأداء الواجب المفروض على كل أبناء الأمة.


- التوأمة بين العواصم العربية وغزة، وبين بعض المدن والقرى، ومحافظات وأحياء قطاع غزة ومخيماتها.


- التآخي بين أسر عربية وأسر فلسطينية في قطاع غزة، والمساهمة في كفالة الأيتام وأسر الشهداء والجرحى، وكفالة العمال المعطلين عن العمل، والمساهمة في علاج المرضى والتخفيف عن المنكوبين.


- مواصلة الضغط على الحكومات العربية التي تقيم علاقات مع العدو الصهيوني؛ سعيًا لوقف هذه العلاقات، وطرد السفراء، وإغلاق السفارات، والمكاتب الاقتصادية.


- الضغط من أجل إلغاء اتفاقية الكويز بين العدو الإسرائيلي، وكل من الأردن ومصر، وحث رجال الأعمال على الانسحاب منها.


- تنظيم المهرجانات والفعاليات المدافعة عن الأسرى الفلسطينيين، والضغط على الحكومات التي تقيم علاقات مع الكيان الإسرائيلي لتحرير هؤلاء الأسرى، وعلى رأسهم الدكتور "عزيز الدويك" رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، والمناضل "مروان البرغوثي" القيادي في حركة فتح، و"أحمد سعدات" أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.


- الضغط على الحكومة المصرية لتنفيذ الحكم القضائي بوقف تصدير الغاز لإسرائيل، وتوضيح مخاطر تصدير الغاز على مصالح الشعب المصري، حيث يتم تصديره بسعر يتراوح بين 75 سنتًا ودولار وربع، في الوقت الذي تبيعه الحكومة للشعب المصري بثلاثة دولارات، ولا يقل سعره عالميًا عن تسعة دولارات.


- تفعيل المقاطعة الاقتصادية للعدو الإسرائيلي، ووقف كافة أشكال التطبيع، وفضح المطبعين.


- تشكيل لجان شعبية لمناصرة الشعب الفلسطيني، والدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين.


- دعوة الحكومات العربية إلى فك ارتباط اقتصاديات دولها بالدولار الأمريكي، واستبداله بسلة أخرى من العملات.


- المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية، وحبذا لو تمت الدعوة إلى مقاطعة سلعتين رئيستين، والتركيز عليهما، ثم الانتقال إلى سلعتين أخريين حتى تنجح حملة المقاطعة، شريطة البحث عن السلع البديلة والجيدة، وتوجيه الناس إلى استهلاكها حتى لا يحدث تشتت أو إرهاق للناس.


- الضغط على الحكومات العربية لاتخاذ موقف داعم للقضية الفلسطينية، وكسر الحصار بصورة عملية، وفتح المعابر وفي مقدمتها معبر رفح، ولعله من المفيد دعوة هذه الحكومات في القمة الاقتصادية المرتقبة إجراؤها في الكويت في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى تخصيص 1% من عائدات بيع النفط (1% فقط من سعر كل برميل) لصالح إعمار قطاع غزة، ودعم صمود أهله، ولعل هذه النسبة لو طبقت يمكن أن تحقق عائدًا سنويًا يزيد على 3 مليارات دولار.


- الضغط على الحكومة المصرية لفتح معبر رفح بصورة دائمة، وضمان حرية التنقل للأفراد والبضائع دون قيود.


- توطيد العلاقات بين منظمات المجتمع المدني في الدول العربية ونظيراتها في شتى أنحاء العالم، بعد أن رأينا ذلك التأييد الكبير لقضايانا، وفي مقدمتها قضية العراق وفلسطين، كذلك كان لجهود منظمات المجتمع المدني في الدول الغربية الأثر الكبير في فضح الجريمة البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة.


- تشجيع المواقف العظيمة التي يتخذها بعض الزعماء لنصرة غزة، وفي مقدمة هذه المواقف ما اتخذه الرئيس الفنزويلي "تشافيز" من قرار بطرد السفير الإسرائيلي من كاركاس، ومطالبته بمحاكمة أولمرت وبوش، وقادة إسرائيل، باعتبارهم مجرمي حرب.


- تعرية المواقف المتخاذلة عن نصرة الشعب الفلسطيني، وخصوصًا على الساحة العربية، وتلك المواقف الدولية المتواطئة والمساندة للعدوان الإسرائيلي، وخصوصًا الموقف الأمريكي.


- إطلاق طاقات الشباب والفتيات والأطفال، كل فيما يحسنه، في قضية المقاومة مع العدو بكافة الوسائل المتاحة.. اقتصادية وثقافية وإعلامية وإليكترونية.


وأخيرا يبدو أن المذابح الإسرائيلية في غزة أيقظت وعي الجماهير العربية والإسلامية، كما أيقظت ضمير كل الأحرار في العالم، وأوضحت حقيقة هذا الدولة؛ الأمر الذي يقتضي من المناصرين للقضية الفلسطينية استثمار هذه النتائج والمحافظة عليها وتنميتها لصالح عزل هذا الكيان الصهيوني، وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة.


_______________


كاتب وناشط نقابي في مصر