العلاقات الإيرانية-الروسية في ظل التقارب مع واشنطن: وجهات نظر

تحلل هذه الورقة الوضع الحالي في الشرق الأوسط من خلال التركيز على العلاقات الروسية الإيرانية والروسية الأميركية، وتهدف الورقة إلى تفسير منطق السلوك لكل دولة بالنظر إلى موقعها الجيوبوليتيكي ومصالحها في المنطقة.
20143317209470360_20.jpg
(الجزيرة)

ملخص
تحلل هذه الورقة الوضع الحالي في الشرق الأوسط من خلال التركيز على العلاقات الروسية الإيرانية والروسية الأميركية، وتهدف الورقة إلى تفسير منطق السلوك لكل دولة بالنظر إلى موقعها الجيوبوليتيكي ومصالحها في المنطقة، كما تقدم رؤية لمستقبل العلاقات بين إيران وروسيا فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والسياسي في منطقة وسط وجنوب آسيا.

وتخلص الورقة إلى أن التعاون الوثيق بين موسكو وطهران نشأ مع سقوط الاتحاد السوفيتي؛ نتيجة للشعور بالعزلة. ولأن إيران محصورة من الناحية الحدودية بالغرب المنتصر، فقد كان عليها أن تسلك المسار الوحيد المتوفر، الذي قادها بدوره إلى موسكو، وأدَّى التطبيع الحالي البطيء في العلاقات بين إيران وأميركا إلى التكهنات أن إيران يمكن أن تقايض الصداقة مع موسكو بمعاملة تفضيلية من واشنطن؛ فيما يتعلق بسياسات الشرق الأوسط، ومع ذلك فإن هذا الاحتمال بعيد.

وترى أن السبب الأول والأخير لذلك هو طبيعة السياسة ذاتها؛ فالبيئات التي لا يمكن التنبؤ بسلوكها -التي يعوزها الاستقرار- تُعَقِّدُ عملية صناعة السياسة ذات المدى البعيد، كما أن التحالفات الراسخة -التي كانت في القرن العشرين- لم تعد موجودة، وبالتالي فإن طرق إدارة الأزمات المعروفة لم تعد تعمل، كما هو واضح بقوة وبأشكال مختلفة في حال متذبذب كالذي نتج عن الربيع العربي؛ خاصة في مصر وتونس.

مقدمة

يُمثل خروج إيران من العزلة دورة أخرى في دوامة الأحداث التي غمرت دول الشرق الأوسط، ويعتبر التحول السياسي في المنطقة كبيرًا وشاملاً؛ فواقع العلاقات الإيرانية الأميركية -الذي بدأ في عام 1979- يُفسح المجال لتحسُّن بطيء في العلاقات؛ ولكنه ثابت ملحوظ، إن هذا التقارب ضروري وجاء في الوقت المناسب؛ ذلك أن المواقف الأميركية تجاه المنطقة متذبذبة، وينبغي أن يتم دراساتها من جديد، أما فيما يخص التطبيع مع إيران فهو الخيار الأفضل؛ وذلك من حيث إنه يعطي فرصة ولو ضئيلة للبدائل في ظل الظروف القائمة.

ويتم تصوير إيران على أنها حليف لروسيا؛ وعليه فإن بعض الخبراء يميلون للنظر إلى العلاقات بين موسكو وواشنطن وطهران على أنها مثلث أبدي؛ حيث يتوجب على طهران أن تختار شريكها الوحيد من بين الاثنين. وتنبع هذه المغالطة من إطار تفسيري انتشر في القرن العشرين؛ في ضوء هذا الإطار التفسيري، يهدف التنافس بين القوى العظمى على السيطرة العالمية إلى طرد الآلهة الأخرى من الأولمبوس السياسي، وحتى وقت قريب مَثلَ هذا المفهوم خلفية نظرية راسخة غير منكورة؛ ولكن السياسة تبتعد عن أن تكون نوعًا من العلاقات القائمة على الدوران الكامل في فلك هذه القوة أو تلك، ومن المشكوك فيه أن تحرص قوة إقليمية مقتدرة مثل إيران على خضوع لأي من موسكو أو واشنطن، إضافة إلى ذلك فإن العداء بين طهران وواشنطن ضارب بجذوره لدرجة أن تحولاً جذريًّا في العلاقات خلال السنوات القادمة شبه متعذر.

وفيما يتعلق بالموقف الروسي فإن السياسة الخارجية الروسية بعد عام 1991 تختلف كليًّا عن سياسة الاتحاد السوفيتي، التي ارتكزت على السيطرة؛ حيث كانت المواجهة هي الوسيلة العملية الوحيدة للتفاعل مع الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن عددًا لا بأس به من النخب الروسية ما زال يعتبرها خصمًا جيوستراتيجيًّا، فليس لديهم من الناحية العملية أي رغبة في التنافس من أجل الاعتراف بدور في الشرق الأوسط كما كان الحال بعد الحرب العالمية.

وعليه فإن السؤال عن رغبة إيران في التعاون مع الولايات المتحدة على حساب روسيا في بعض القضايا هو غير دقيق من الأساس؛ ويستطيع كل طرف أن يتوصل إلى آلية متينة التصميم تساهم في التفاعل؛ وذلك من أجل تحقيق مصالح كل منهما، وعليه فإن السؤال الصواب هو: هل كانت إيران والولايات المتحدة على استعداد للتعاون الوثيق بحيث يتفقان ضد الروس؟ العكس هو الصحيح؛ فتحسين علاقة الولايات المتحدة بإيران يناسب مصالح روسيا؛ لأن وجود حليف قوي يتسم بالسلوك السوي وتكتيك ذكي يمكن أن يضيف إلى روسيا ولا ينقص منها.

في ضوء ذلك، تحلل هذه الورقة الوضع الحالي في الشرق الأوسط من خلال التركيز على العلاقات الروسية الإيرانية والروسية الأميركية، وتهدف الورقة إلى تفسير منطق السلوك لكل دولة بالنظر إلى موقعها الجيوبوليتيكي ومصالحها في المنطقة، كما تقدم رؤية لمستقبل العلاقات بين إيران وروسيا فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والسياسي في منطقة وسط وجنوب آسيا.

التوحد ضد الحلفاء السابقين؟

ليس من المعقول أن تحاول الولايات المتحدة بصدق تمتينَ علاقاتها مع إيران ضد شركائها التقليديين؛ مثل: العربية السعودية، وإسرائيل(1). حتى قبل عدَّة سنوات لم يكن يُتصور حلحلة العقدة التي تعطل العلاقات الإيرانية الأميركية؛ بل إن بعض الأطراف في الولايات المتحدة كانت تصر على تشديد العقوبات؛ بل وفكروا في ضربة عسكرية على المنشآت النووية؛ بينما ظل السيناريو السائد هو استمرار الصراع المجمد لفترة طويلة.

ولقد أثر الربيع العربي على علاقات الولايات المتحدة وحلفائها؛ تلك العلاقات التي كان يُظن أنها مستقرة؛ فمحاولات الصداقة مع القيادة الديمقراطية الجديدة في مصر فشلت عندما حصل انقلاب 3 من يوليو/تموز، كما أن التدخل المضطرب في ليبيا، ورفض التدخل في سوريا أثر سلبًا على علاقات أميركا مع حلفائها؛ وبشيء من التوضيح: فقد شعر السعوديون بالإهانة، وردوا برفض المقعد غير الدائم في مجلس الأمن، وكان ذلك مسعى دبلوماسيًّا ضد نظام عالمي سياسي غير عادل، بحسب ما يرون؛ ربما يكون ذلك من غير العدل، ولا ينسجم مع تطور شؤون العالم؛ ولكن ليس هناك من بديل.

إن غياب أي علاقة مع إيران إلى جانب غياب الاتساق في رد الفعل تجاه اليقظة العربية لهو سقطة من سقطات السياسة الأميركية؛ إذ إن الأوضاع كانت وصلت إلى مرحلة من النضج؛ بحيث كان يمكن معالجتها بشكل جذري، وكان بإمكان الولايات المتحدة القيام بخطوة تجاه التطبيع، أو اتباع التوجه الإسرائيلي؛ وذلك بالإصرار على التهديد الإيراني، أو انتهاج سياسة عدم التدخل؛ وذلك بترك الأشياء كما كانت.

بلا شك فقد كان من غير المقبول ومن غير الواقعي اللجوء إلى خطط عمليات برية متكاملة ضد إيران، ولا حتى ضربة جوية على مناطقها، ولو أن صاعق البارود وُجِد وانفجر؛ فإن موجة الانفجار كان يمكن أن تجتاح كل المناطق التي يسكنها الشيعة في الخليج وفي الشام، وفوق ذلك فقد تصل إلى المنطقة العازلة لروسيا؛ مثل: طاجيكستان، وأذربيجان. إن إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يشعر حقيقةً بتهديد إيران النووية أو غير النووية، وفي الآونة الأخيرة كانت مجموعات الضغط الإسرائيلية هي التي دفعت الولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات، حتى مع رفض المحيطين بأوباما لإجراءات يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، فإن وزير الاقتصاد الإسرائيلي تفتالي بينت قد تم إرساله في مهمة إلى واشنطن ومعه رسالة؛ تهدف إلى الضغط على أعضاء الكونغرس كي يصادقوا على عقوبات أشد بشأن إيقاف تصدير النفط الإيراني.

ومن حسن الحظ أن تغلَّب المنطق على نداءات دعاة الحرب، وكما عبر مستشار لشؤون الطاقة في عهد الرئيس السابق جورج بوش، فإن: "الشيء الوحيد الأقوى من حب الأعضاء لإسرائيل في الكونغرس هو بُغضهم الذهابَ إلى صراع عسكري جديد، هناك قلق من تشديد العقوبات لأنها قد تؤدي إلى صراع"(2).

إن تجميد العلاقات الأميركية مع إيران -الذي بدأ عمليًّا عام 1979- حرم الولايات المتحدة من جزء مهم من السياسة في الشرق الأوسط؛ ليصبح ذلك الجزء مجالاً لتنفيذ سياسة المؤسسة الشيعية، أضف إلى ذلك ما حصل من ضعف في هيكلية التحالف الأميركي التقليدي. العقد الذي قضته أميركا حربًا في قلب الشرق الأوسط، ومغامرات بوش في نشر الديمقراطية، وكذلك رد فعل أميركا المضطرب على الثورات العربية - كل هذا أورث عرجًا للولايات المتحدة في كلتا قدميها.

إن الإرهاق المتراكم نتيجة للصدامات التي لا تنتهي، والوضع الذي يكون فيه المرشد للبيت الأبيض هو الظروف والأيديولوجية بدلاً من التعقل، والإنفاق العسكري مضافًا إليه المشاكل الاقتصادية الداخلية، وعدم القدرة على إدارة وتوجيه العمليات في المناطق المتغايرة -كل هذا يضطر الحكومة إلى إعادة النظر في أساليب التعاون التي تنتهجها مع عالم الشرق الأوسط(3).

النتيجة النهائية هي أن الرغبة الأميركية في المصالحة مع إيران -التي خضعت للعزلة في الآونة الأخيرة- لا ترتكز على طموح في الاستمرار في المغامرات الجريئة والخطرة في الشرق الأوسط على مذهب إدارة المحافظين الجدد؛ إذ من الواضح أن الجمهور الأميركي قد أدرك أخيرًا الضرورة الملحة للخروج من وحل الصدامات، التي استنزفت الولايات المتحدة، وجعلتها في تضاد مع العالم الإسلامي(4).

وكذلك الحال بالنسبة إلى إيران؛ فالمجتمع الإيراني متعب من المواجهات التي لا تتوقف مع العالم الغربي، كما تَحُدُّ العقوبات الاقتصادية بقوة من قدرات الجمهورية الإسلامية، وتعطل نموها الاقتصادي، ولقد تخلصت ثورة 1979 الإسلامية تمامًا من النخب المناصرة للغرب.

وزادت الحرب مع العراق -في الثمانينات من القرن الماضي- العداء تجاه الغرب، الذي انحاز إلى صدام حسين؛ ومن هذا المنطلق أصبح أحمدي نجاد بطل عصره، وكان منطق أحداث تلك الفترة من رئاسته قد جعل شخصيته الأكثر مناسبة لذلك الجو؛ عندما كانت الجارتان العراق وأفغانستان تلتهبان تحت نيران الحملات العسكرية الأميركية، وحيث كانت إيران هي المنافس الوحيد الموازي للعراق في المنطقة؛ فقد ازداد دورها، وتعززت شهرتها في شؤون المنطقة بسبب الغزو الأميركي للعراق في عام 2003؛ في تلك الأثناء لم تكن العقوبات المفروضة على برنامج إيران النووي قابلة للتبرير؛ بينما إسرائيل وكوريا الجنوبية كانا -وما زالا- يُسمح لهما باقتناء السلاح النووي؛ إضافة إلى ذلك سوف يتذكر الناس أحمدي نجاد على أنه أحد القادة الإقليميين الذين استنكروا احتلال فلسطين، وهذا أظهره كشخص شجاع بين الشيعة والسنة على السواء؛ على الرغم من أن ذلك كان يُقابل بردود فعل انتقامية ترتد على طهران.

أما الآن، فإيران متعبة من استمرار المواجهة تمامًا مثل الولايات المتحدة، وأصبح عام 2013 هو عام إذابة جليد الصراع بالنسبة إلى الاثنتين، وقد وردت إشارات من النخب تدل على استعدادهما لتقارب حذر، ومع ذلك لا تشي تلك الإشارات أن لدى الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة في المدى القصير نية للتآمر على بقية القوى، بما فيها روسيا؛ فالتناقضات ما زالت موجودة.

علاقات موسكو وواشنطن وطهران بدمشق

منذ البداية؛ نظر بعض أركان المؤسسة الروسية -الذين علمتهم تجارب الثورات الملونة- إلى الربيع العربي بعين الشك؛ فقد مرت روسيا نفسها عبر نوعين من التغيير في نظامها السياسي في فترة قصيرة نسبيًّا في عام 1917 و1991؛ ولذلك فإن فهمها للثورات في الغالب غريزي؛ ولكن هذا لا يعني أن موسكو راهنت على التحولات السياسية المضادة في الشرق الأوسط، إن كانت في تونس أو مصر أو ليبيا؛ غير أن نية القوى الغربية وحلفائها في أن تقرر بشأن التنظيم الأبدي لدولة وفرض إرادتهم من خلال مساعدات مادية أو أيديولوجية مكشوفة للمتمردين سببت معارضة قوية من موسكو لأي تدخل في سوريا.

النظام في سوريا وكذلك في مصر سمحا بشكل مريح للأميركيين ليشكلوا سياسة الشرق الأوسط كما يريدون، وعندما أخذت الأمور في التدهور، هرعت الولايات المتحدة للبحث عن "الجانب الصائب من التاريخ"، وللمناداة بعزل "المستبدين الدمويين"؛ ولسوء الحظ فإن الجانب الصائب ما زال يتغير كما هو الحال في مصر، ويُثبت أن الطغاة الدمويين ليسوا أكثر دموية في ارتكاب جرائم الحرب من معارضيهم؛ في المقابل فإن غياب أيديولوجية رسمية في روسيا يسمح لها أن تتعاون مع أي حكومة تتولى السلطة في دول ما بعد الثورة؛ فعلى سبيل المثال عبَّر بوتين عن أمنياته بفوز عبد الفتاح السيسي في سباق الرئاسة؛ وذلك خلال رحلة الأخير المثمرة إلى موسكو، في منتصف شباط/فبراير من العام الحالي في حين رحبت موسكو قبل ذلك بعام برئيس مصري آخر هو محمد مرسي.

وبالنظر إلى التحول السياسي الآخذ في الازدياد؛ فإن الولايات المتحدة قد استعدَّت لهذه التغيرات، وعبر العقود الماضية كان استخدام القوة هو الخيار الأمثل في السياسة الخارجية الأميركية، وكانت تلك السياسة ناجحة في توجهها للقضاء عسكريًّا على أحد خصومها؛ ولكن أظهرت الحالتان العراقية والأفغانية أن الاحتلال العسكري لدولة أخرى مع مزيد من التزيين لنظامها الداخلي غير فعال؛ كي لا نقول ما هو أكثر، كما أن سياسة الاعتماد على التصدعات الطبيعية للفاعلين وتناقضاتهم لم تكن فعالة في ظل تلك الظروف؛ وذلك عندما يكون التوازن في القوة متساقطًا. إن النظام المستريح نسبيًّا في سوريا انتهى إلى أن يكون صديقًا لـ"أسوء الأعداء"؛ بينما أقل حلفاء أميركا ديمقراطية -وهي العربية السعودية-دعمت ظهور إرادة الشعب في دمشق، ويُذَكِّرنا الاعتماد المتناقض على الصراعات الإقليمية في استثناء قوة مسيطرة كبيرة التأثير -يُذَكِّرنا مرة بعد أخرى بالمقامرة على طريقة الربح الكامل أو الخسارة الكاملة، وقد عَقَّد ذلك ردة الفعل تجاه الانتفاضات الشعبية.

وكان الموقف الروسي في البداية من سوريا سلبيًّا حسب ما تصوَّر البعض؛ فقد كان يُنظر إلى أن دعم موسكو لبشار الأسد كان سببه الحفاظ على "آخر حلفائهم في الشرق الأوسط"، وكي تحافظ على سيطرتها على قاعدة طرطوس، وعلى العقود التجارية؛ إذن ليس النظام السوري وحده هو المقصود بحماية الكريملين، فوزارة الخارجية التي تضطلع بالتواصل مع المعارضة السورية طوال فترة الصراع ترى أنه على الجماعات المقاتلة أن تسوي الأمور فيما بينها دون ضغط خارجي(5)؛ لأن موسكو ليس لديها مفاعيل سيطرة يمكنها من خلالها إقناع الأسد بالمغادرة أو البقاء.

وأهم من ذلك هو الحفاظ على أبسط معايير القانون الدولي التي تم انتهاكها في ليبيا: "ليس من حق أي دولة أن تنظم أو تمول أو تحرض على الإرهاب أو الأنشطة المسلحة التي تهدف إلى قلب عنيف لنظام دولة أخرى، أو التدخل في المشاكل الداخلية في دولة أخرى"(6). ولقد أخطأت روسيا عندما دعمت الهجوم على ليبيا، على الرغم من أن قرار مجلس الأمن لم يتضمن حربًا من أجل تغيير النظام؛ أما عناد موسكو فيما يتعلق بسوريا فهو أبعد بكثير من البحث عن مكاسب شخصية مباشرة(7). إن طبيعة مستقبل المعايير الدولية للسلوك فيما يتعلق باستخدام القوة، وحل النزاعات ومسؤولية الأشخاص سوف يتم تعريفها بشكل مكثف عندما يكون هناك تسوية للأزمة في سوريا، في هذه المواجهة الروسية الحكيمة للولايات المتحدة وحلفائها في سوريا، فإن الحرب يحكمها الموقف الحالي، ولا تخضع للعداء التاريخي. ويدرك الكريملين أن التغيير الشامل في فلسفة الشؤون الدولية قادم لا محالة، ولن يحاول إيقافه؛ على العكس فإن الكريملين يحاول أن يكون الانتقال سلسًا من خلال الحيلولة بالوسائل الدبلوماسية دون تدخل القوة، والتأكد من تحقيق المصالح الخاصة بروسيا في الوقت نفسه؛ فالوقوف الصارم ضد الاستخدام غير الشرعي للقوة وترتيب روسيا أولوياتها بشكل صحيح أدى إلى تفوقها.

ولقد توافق هذا الموقف مع إرادة طهران الكبيرة بألا تبالغ في الانحناء للكتلة الإقليمية التي تقودها الولايات المتحدة، وتُوصف إيران بحق أنها زعيمة العالم الشيعي، وعلى عكس المستبدين الذين أطاح بهم المد الثوري؛ فإن إيران تمارس انتخابات حقيقية، مما يسمح بتعددية سياسية معينة، وإظهار لإرادة الشعب، ولا تتفق قدراتها الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية مع وضع دولة معزولة في المشهد الدولي؛ وهنا فإن الحفاظ على النظام السوري الصديق للشيعة لم يكن الهدف الوحيد، وكما هو الحال بالنسبة إلى موسكو، فإن إيران تعي أن ترتيب مستقبل القوة إقليميًّا ودوليًّا يعتمد على نتيجة الحرب في سوريا.

وينبغي الإشارة إلى أن الصدع في العلاقات بين محور واشنطن ومحور موسكو/طهران ليس كما يُصَوِّره الإعلام، هل قرر الأميركان من قبل أن يقصفوا سوريا، وما الفوائد المرجوة في حال التدخل؟ لقد ترددت واشنطن حقيقةً في التدخل واستخدام القوة لعدة أسباب؛ فليس للولايات المتحدة مصالح حقيقية في الحملة على سوريا؛ فالدفاع عن الديمقراطية إلى جانب مقاتلي القاعدة ومحاربة الأسد ليس له أي نفع؛ فالربح الصافي من تدخل قائم على التمني في سوريا يمكن مقارنته بالربح الناتج عن العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان وليبيا، إضافة إلى ذلك: أين كان دعم أميركا الزائف للديمقراطية عندما غضت الطرف عن سحق انتفاضة البحرين؟ ويعتقد في موسكو أن المملكة العربية السعودية وفرنسا هما اللتان حرضتا البنتاغون على سلوكه العدائي في ليبيا وسوريا؛ ومن هنا كانت الولايات المتحدة تتوق للتعاون مع الكريملين بشأن نزع السلاح الكيماوي وترتيب محادثات جينيف2.

موسكو وطهران: أرضية مشتركة ووجهات نظر متسقة

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يعد لروسيا موقعًا كقوة مسيطرة في العالم، وعلى الرغم من أن هناك بعض مصالح السوق، لا يسعى الكريملين إلى السيطرة في الشرق الأوسط؛ حتى تصدير السلاح فهو قليل قياسًا لما يباع لدول جنوب شرق آسيا؛ مثل: الهند، والصين، وفيتنام. وليست قلة القدرة على التصرف كقوة عظمى هي الأمر الجوهري الوحيد؛ إذ هناك غياب كامل لإرادة تستأنف المسؤولية عن تصرفات وكلاء محتملين، ولقد تقلص الحضور الروسي على الساحة الدولية إلى حجم لاعب إقليمي بطموح وأدوات محدودة حتى؛ في المجال الجغرافي للاتحاد السوفيتي السابق.

وهذه الخاصية التي تتسم بها سياسة الكرملين والمعروفة بـ "البراغماتية الروسية" لها هدف هو تأمين الاستقرار والأمن دون التورط في مغامرات مكلفة وخطرة، إن ضمانات توفير الحماية للتنمية المستقرة هي الفكرة الرئيسية لمن أراد أن يفهم سياسة روسيا الخارجية؛ ومع ذلك فإن حجم روسيا الذي ورثته من الحقبة السوفيتية، وكونها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن ودولة نووية، يفرض على موسكو أن تكون مشاركًا مهمًّا في السياسة الدولية.

ويمكن فهم العلاقات الثنائية مع إيران في هذا السياق؛ فأولاً وقبل كل شيء؛ لم تكن إيران قريبة من الاتحاد السوفيتي بعد الثورة؛ فالعقيدة الشيوعية لم تنسجم مع الإسلام بحسب آية الله الخميني، وانفراج تسعينات القرن الماضي والضغط المستمر من الغرب على إيران قَرَّبَ كلاًّ من موسكو وطهران من بعضهما البعض، ذلك أنه لم يكن لدى الطرفين من خيار سوى التعاون؛ فقد رمى التوتر الذي كان يزداد لدى الولايات المتحدة وحلفائها، الذين خرجوا منتصرين من الحرب الباردة -رمى بإيران المنبوذة في أحضان دولة روسيا الفتية، التي كانت تعاني من عقدة النقص التي لزمتها كقوة عظمى منهزمة؛ وعلى سبيل المثال فقد أخذت روسيا على عاتقها بناء مصنع بوشهر للطاقة النووية، الذي لم ترضَ أن تتولى أمر بنائه أي دولة.

وعلى الرغم من أن إيران يتم تقديمها على أنها حليف لروسيا؛ فإن مصالح روسيا في المنطقة لا ترتكز من الناحية العملية على أساس أيديولوجي؛ فعلى سبيل المثال: بعد أن أصدر مجلس الأمن قراره باتخاذ عقوبات شديدة على إيران في عام 2010، فإن روسيا رفضت أن تنجز عقدًا يقضي بتوريد أنظمة صورايخ مضادة للطيران من طراز إس _300، وكان إلغاء ذلك الاتفاق الذي اتخذ قراره الرئيس في حينه -ديمتري مدفيدف- مفاجئًا في كل من روسيا وخارجها؛ لأن عقوبات الأمم المتحدة التي حظرت تصدير أنواع معينة من السلاح، لم تتضمن الإشارة إلى الصفقة مع موسكو؛ وردًّا على ذلك رفعت إيران قضية بأربعة مليارات دولار ضد شركة تصدير السلاح (روزبورون) في محكمة في جينيف، وما زالت إيران تصر على توريد الأسلحة. وبالجملة: فإن دعم مديفيدف للعقوبات وتصريحاته بشأن التهديد النووي أظهر أن محاولات روسيا ليس لديها نية للوقوف ضد أميركا.

ومن جهة أخرى فإن هناك أشياء كثيرة مرغوب فيها؛ وذلك فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي الروسي مع الشرق الأوسط بما فيه إيران، فعلى مدار العشرين سنة الماضية كان التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي قليلاً في الغالب ، ويعتمد اقتصاد روسيا الذي يقوم على التصدير على تجارة الهيدروكاربونات، ولا تلقي الحكومة بالاً لتطوير القطاعات الأخرى.

أهمية العلاقات مع إيران استراتيجية؛ وبعيدًا عن القرار المذكور بشأن الصراع في سوريا ومشاريع الطاقة النووية السلمية التي تشهد تَقَدُّمًا، فإن هناك عددًا من النشاطات التي تتطلب مشاركة من فاعلين أقوياء. ومن بين القضايا الخاصة بمصالح روسيا الحيوية -التي تمس إيران بشكل مباشر- هي تحديد بحر قزوين، والمشاركة في منظمة شنغهاي للأمن، والقلق الخاص بالجيران المثيرين للمتاعب؛ مثل: أفغانستان وطاجيكستان. ويتفق الخبراء أن مسألة تعزيز إيران على الساحة الدولية الناتج عن رفع العقوبات يمكن أن يكون له آثار إيجابية على شؤون المنطقة(8).

في تسعينات القرن الماضي شاركت إيران في وقف الحرب الأهلية في جارتها القريبة ثقافيًّا طاجيكستان، وكان له دور ملموس، ومنذ عام 1992 تعاونت موسكو وطهران في إيجاد تسوية للنزاع في طاجيكستان؛ فكانت إيران وسيطًا لمفاوضات السلام الداخلية بين الطاجيك، وفي عام 1997 أصبحت إيران واحدة من ضامني الاتفاقية العامة بشأن تأسيس السلم الوطني في طاجيكستان(9). فتأثير إيران المحتمل يمتد إلى مدى بعيد نظرًا إلى التقارب الثقافي والتاريخي، وبالمقارنة مع اللاعبين الإقليميين الآخرين فإن الاستقرار في وسط آسيا بالنسبة إلى طهران له اعتبارات أكثر من اعتبارات السوق، كما هو الحال بالنسبة إلى الصين مثلاً، ولا تستطيع الولايات المتحدة بسمعتها السيئة أن تضمن السلم والوئام هناك، خاصة وأنها تقع في الجانب الآخر من العالم.

من هذه الناحية سوف يكون لدور إيران أثر إيجابي على الاستقرار الإقليمي(10)؛ أما دول أسيا الوسطى وأفغانستان في مناطق معزولة وتقسمها التناقضات الداخلية والإقليمية، إن رفاه آسيا الوسطى -المعروفة بأنها بطن روسيا الرخو- محوري بالنسبة إلى موسكو؛ وذلك لأن التكامل أولوية قصوى بالنسبة إلى الكريملين في السنين القادمة. وإيران عضو مراقب في منظمة شنغهاي للأمن منذ عام 2005، ويمكن لرفع العقوبات الأممية أن يسمح لها بعضوية دائمة، وبعيدًا عن الأثر المُريح والفرص الاقتصادية لهذه العضوية، فإن مشاركة عضو بقوة إيران أمر يغري موسكو، التي تريد أن تحقق التوازن مع الصين في المنظمة، وتعد منطقة آسيا مركزًا جديدًا نسبيًّا من مراكز العالم، وسيزداد حضورها في الشؤون الدولية، وطبقًا لبعض التنبؤات فإن دور الولايات المتحدة آخذ في الانحدار بعد الانسحاب من أفغانستان؛ وهذا يمكن أن يزيد من فرصة نهوض قوى أخرى؛ فاليوم تنوي الهند وباكستان أن تصبحا عضوين دائمين في منظمة شنغهاي للأمن؛ حيث تحتفظان بعضوية الدولة المراقب في الوقت الحالي.

إن الحد من التجارة القائم على أساس العقوبات الدولية يعرقل من تطور التعاون الثنائي بين روسيا وإيران في المجال الاقتصادي؛ فعمليات الدفع يتم عرقلتها؛ بينما تتجنب شركات روسية كبيرة السوق الإيراني؛ حتى لا تخسر عقودها التجارية في الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص فقد أوقفت كلٌّ من شركة (غاز بروم) وشركة (لوكاويل) أعمالاً استكشافية في بعض الحقول بسبب العقوبات، ويعاني قطاع الغاز والنفط في إيران من قلة الاستثمارات، كما لا تستطيع الحكومة إلا تغطية الثلث مما تحتاج إليه وهو 250 مليار(11)؛ غير أنه في أوائل فبراير/شباط 2013 انتشرت رسالة تتحدث عن الصفقة الإيرانية-الروسية القادمة، ولها علاقة برفع العقوبات، وربما يتم توقيع مذكرة إجمالية بشأن التعاون الاقتصادي في الصيف، وتقترح تلك المذكرة تبادل النفط الإيراني مقابل السلع الروسية واستثمارات في مصنع الطاقة النووية الثاني في بوشهر، وفي حال تم تنفيذ الاتفاق بشأن توريد النفط إلى روسيا، فإن عملية النقل سوف تكون من خلال بحر قزوين(12).

ويشكل ترسيم حدود بحر قزوين مشكلة إقليمية مزمنة لا يُتَوَقَّع حلها دون تعاون من موسكو وطهران، اللتين تتفقان في الرأي، وترفض روسيا خطط ترسيم الحدود؛ لأن الترسيم المقترح يستثني بلدان الساحل الشرقي من توسيع مسالك مزودات الهيدروكربونات إلى أوروبا، التي هي شريك حصري لروسيا؛ أما بالنسبة إلى إيران فهي تزعم أنها تملك خمس بحر قزوين، الأمر الذي يعتبره الآخرون مطلبٌ مبالغ فيه.

ليس من المرجح أن تتحدى إيران روسيا كمزود للوقود لأوربا، وعندما كانت الأمور أفضل أثناء مشروع نابوكو -الذي كانت تموله بروكسل- فإن إيران قد ارتقت لتصبح موزعًا محتملاً لمقدرات خط أنابيب الغاز، هذه الخطط تصبح في النهاية غير معقولة بسب نظام العقوبات الدولية؛ أما اليوم، فليس هناك بنية تحتية فاعلة للنفط والغاز في أوروبا يمكنها إشراك إيران، كما أنه ليس هناك خطة لذلك؛ حتى لو رُفعت العقوبات فإن جنوب آسيا وجنوب شرقها تشكل أسواقًا تتسع باطراد، فحكومات تلك البلدان مهتمة باستقطاب مزيدًا من مصادر الطاقة؛ ولقد كانت إيران تتنافس مع تركمنستان لعدة سنوات على بناء خط أنابيب يصل إلى باكستان والهند.

أهم ما في الأمر هو أن تخفيف العزل السياسي والاقتصادي عن إيران يمكن أن يسمح لموسكو وطهران أن تمارسان مزيدًا من السيطرة على الشؤون السياسية والاقتصادية الإقليمية؛ خاصة أن تنسيق السياسات في منطقة أسيا يَعِدُ بتعزيز الشراكة.

الخاتمة

نشأ التعاون الوثيق بين موسكو وطهران مع سقوط الاتحاد السوفيتي نتيجة للشعور بالعزلة، ولأن إيران محصورة من الناحية الحدودية بالغرب المنتصر، فقد كان عليها أن تسلك المسار الوحيد المتوفر، الذي قادها بدوره إلى موسكو، وأدَّى التطبيع الحالي البطيء في العلاقات بين إيران وأميركا إلى التكهنات أن إيران يمكن أن تقايض الصداقة مع موسكو بمعاملة تفضيلية من واشنطن، فيما يتعلق بسياسات الشرق الأوسط؛ ومع ذلك فإن هذا الاحتمال بعيد.

السبب الأول والأخير لذلك هو طبيعة السياسة ذاتها؛ فالبيئات التي لا يمكن التنبؤ بسلوكها ويعوزها الاستقرار تُعَقِّدُ عملية صناعة السياسة ذات المدى البعيد؛ كما أن التحالفات الراسخة التي كانت في القرن العشرين لم تعد موجودة؛ وبالتالي فإن طرق إدارة الأزمات المعروفة لم تعد تعمل؛ وذلك كما هو واضح بقوة وبأشكال مختلفة في حالٍ متذبذب كالذي نتج عن الربيع العربي، خاصة في مصر وتونس، كما أن القوى العظمى الحالية والسابقة والقيادات المحتملة -بكل ما لديهم من خبرة رصينة في المناورة والترغيب والترهيب- فشلوا في إخضاع تدفق الأحداث السائلة في شتى الاتجاهات. وفي ظل هذه الظروف؛ فإن إيران -وهي قوة إقليمية في حد ذاتها- ليست عرضة لأن يشكلها الكرملين أو البيت الأبيض على هواه؛ فالشعور باحترام الذات والفخر القومي يمنعان طهران من أن تدخل تحت النفوذ الأميركي بعد عقود من المواجهة، ولقد شهد حسن روحاني -ذو التوجه الإصلاحي- بعينه الحرب الإيرانية العراقية، ويُدرك بخبرته الكاملة السياسة الخارجية لطهران، على الرغم من أنه معتدل التفكير.

ثانيًا: ليس بمقدور الولايات المتحدة أن تخدع حلفاءها التقليديين في الإقليم، كما أن اللوبي المناصر لإسرائيل في الحكومة الأميركية قد لا يتساهل مع انعطافة الإدارة باتجاه طهران، أما التناقضات الداخلية فلا تسمح لأميركا بتبني استراتيجية بعيدة المدى أساسها مصالحة شاملة مع إيران.

إن تفوق إيران التاريخي وطموحها واضح، وقد يساهم ما لدى إيران من كونها مركزًا للثقافة والسياسة الشيعية، مع ما يصحب ذلك من تجربة غنية كدولة سواء قبل الإسلام أو بعده، إضافة إلى موقعها المتقدم لدى روسيا -قد يساهم كل ذلك في إحداث توازن مع ثقل التحالف الإقليمي ذي التوجه السني، وقد يؤدي رفع العقوبات إلى توسيع حتمي في دائرة حلفاء إيران المحتملين، التي لا تحرص روسيا على الحد منها، وتضمن حيادية روسيا الأيديولوجية علاقات مستقرة مع الفاعلين الإقليميين، ويشمل ذلك الحركات التي يعتبرها الغرب إرهابية كحماس وحزب الله، وعدوهم الرئيس إسرائيل.

ويدرك صناع الاستراتيجية في الكريملين أنه من الأفضل أن تكون شريكًا مرغوبًا فيه، على أن تكون صديقًا لليأس؛ ففي بعض الأحيان استطاعت موسكو تحمُّل الضغطَ وغيابَ التوازن في عملية صناعة القرار؛ ولكن الأرضية المشتركة والتفاهم ومميزات التعاون الجيد يتفوقان على الخلاف، وقد يفيد تلطيف علاقات طهران مع واشنطن شراكةَ طهران وموسكو في المجالين الاقتصادي والسياسي، وذلك يشمل عضوية منظمة شنغهاي للأمن، وتنسيق السياسات في بحر قزوين ومناطق آسيا الوسطى وجنوب آسيا، وتنظيم أسواق الغاز وإدارة قنوات مزودات موارد الطاقة، ولكي تحسن موسكو علاقاتها الثنائية فإنها تفضل أن يكون هناك حليفًا قويًّا ومستقلاً، على الرغم من أن ذلك يتطلب مرونة وتكيُّف حقيقيين من موسكو نفسها.
___________________________________
كارينا فايزولينا - باحثة روسية متخصصة في العلاقات الدولية، نشرت عدداً من الدراسات والأبحاث المتعلقة بمنطقة روسيا وآسيا الوسطى.

ملاحظة: ترجم النص إلى العربية المترجم محمود محمد الحرثاني - محاضر الدراسات الثقافية والترجمة بجامعة الأقصى، غزة، فلسطين.

الهوامش والمصادر
(1) Russia Today (2013) ‘Unwilling friendship: Israel and Saudi Arabia unite against the US’, 12 December, http://russian.rt.com/article/19623.
(2) T. Gardiner (2013) ‘U.S. senators seek to cut Iran's oil sales in half – again’, Reuters, 29 October, http://www.reuters.com/article/2013/10/30/us-usa-iran-sanctions-idUSBRE99T00C20131030
(3) The Voice of Russia (2013) ‘Fyodor Lukyanov interview. US and Iran need a break’, 30 November, http://rus.ruvr.ru/2013_11_30/Fedor-Lukjanov-I-SSHA-i-Iranu-nuzhna-peredishka-v-otnoshenijah-9390/
(4) S.T.Hunter (2013) ‘The US-Iran Deal Could Lead to a More Stable Middle East and South-West Asia’, Huffington Post, 12 March, http://www.huffingtonpost.com/shireen-t-hunter/the-us-iran-deal-could-le_b_4379098.html.
(5) Foreign Ministry of Russia (2013) ‘Interview of the Foreign Minister Sergey Lavrov’, 10 February, http://www.mid.ru/brp_4.nsf/newsline/02EBC66354EF10E544257B0E0045AD41.
(6) See the UNDeclaration on Principles of International Law Concerning Friendly Relations and Co-operation among States in accordance with the Charter of the United Nations.
(7) Foreign Ministry of Russia (2012) ‘Interview of Sergey Lavrov to the Egyptian Newspaper “Al Ahram”’, 5 November, http://www.mid.ru/bdomp/brp_4.nsf/e78a48070f128a7b43256999005bcbb3/14fc5941c3f3147d44257ab0003cfb19!OpenDocument.
(8) Fyodor Lukyanov (2014) ‘Iranian-American game – the main intrigue of 2014’, RIA Novosti, http://beta.rian.ru/analytics/20140108/988167002.html.
(9) L. Jonson (2006) Tajikistan in the new Central Asia: geopolitics, great power rivalry and radical Islam. Vol. 2. (IB Tauris), p. 45.
(10) V. Trubnikov (2013) ‘The Times Call for India to Enter the SCO’, Russian InternationalAffairs Council, 25 October http://russiancouncil.ru/inner/?id_4=2575#top.
(11) A. Roknifard, Y. Sveshnikova (2013) ‘Midstream of Russian-Iranian friendship’, Russian InternationalAffairs Council http://russiancouncil.ru/inner/?id_4=2049#top.
(12) M. Tisheyar (2014) ‘Russian-Iranian cooperation in oil sector’, InoSmi, 1 February ,http://inosmi.ru/world/20140201/217084854.html, originally published in IRAS, ‘ ما و روس ها و داستان نفت ‘.

 

عودة للصفحة الرئيسية للملف

ABOUT THE AUTHOR