الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة

يُعدّ الناتج المحلي الإجمالي الفردي لقطر من بين الأعلى في العالم ومن المتوقع أن يزيد مدفوعاً بالنمو الاقتصادي الذي أحدثته الموارد الطبيعية. كما أن حصة استثمار الدولة في الناتج المحلي الإجمالي ارتفعت بنسبة سنوية مقدارها 6.8% في فترة عشر سنوات منذ سنة 2001.
30 December 2014
20141230111144210580_20.jpg
 

المجتمع القطري .. الرؤية

يُنظر إلى قطر بشكل واسع على أنها بلد مسلم معتدل. ويُشار إلى القيادات السياسية والشخصيات البارزة القطرية بوصفهم مصلحين اجتماعيين وسياسيين، كما يُنظر إلى آرائهم الدينية وتطبيقم للإسلام على أنها تقدمية، وسهلة الاقتناع بالتحديث، وشمولية لناحية وضع المرأة والرجل في المجتمع، فضلاً عن أنها منفتحة عموماً. وفي بعض الصور يظهر قادة محددون على أنهم تقدميون أكثر في مواقفهم ورؤيتهم إذا ما تمت المقارنة مع قطاع معياري من المجتمع القطري الذي يميل عموماً إلى المحافظة في التزامه بالإسلام والثقافة المحلية. من ناحية أخرى، يُنظر إلى القادة القطريين على أن تقديرهم للإسلام والتقاليد المحلية، أكسبهم قبولاً كبيراً في أوساط شعبهم. وبهذا المعنى، فإن حملة القادة القطريين في التحديث لا يُنظر إليها كما ينظر إلى عملية التغريب. كما يُنظر إلى لاستثمار القطري في التحف والثقافة الإسلامية من خلال إنشاء المتاحف الإسلامية في السنوات الأخيرة بصورة إيجابية جداً.

قطر والاسلام المنفتح

يعدّ الارتباط الدبلوماسي القطري مع العلماء المسلمين والحركات الإسلامية مسألة تثير الفضول في كثير من توصيف وسائل الإعلام التي تتأرجح بين الإدانة (في معظم الروايات الغربية) من جهة، وبين القبول والتزكية (في معظم الروايات العربية والإسلامية) من جهة أخرى. وفي بعض الأحيان يظهر مثل هذا الارتباط على أنه أكثر حيادية وببساطة على أنه أداة مُحنّكة في سياق التدخلات والضغوط الناعمة في سياسة المنطقة.

وبما أن وصف قطر بالإسلام المنفتح يميل في بعض الأحيان إلى ربطها بالإسلاميين بصورة مؤذية، فإن أيّاً من وسائل الإعلام أو مراكز الدراسات العربية لم تستطع أن ترقى لمهمة تفسير سياسة الارتباط مع الإسلاميين بطريقة تضع الأمور في نصابها. لقد أغفلت الخطابات العربية والإسلامية إدراك القيادة القطرية بأن استثمارها بحسن نية بالانفتاح النسبي على القوى الإسلامية المعتدلة باتجاه تقارب مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يُعادل في الحقيقة استثماراً في صناعة السلام أو في الانفراج في العلاقات بين الشرق والغرب أو بين الإسلام وغيره.

ربما تكون هنالك فائدة من جذب القوى الإسلامية المعتدلة نحو ارتباط دبلوماسي متدرج كسياسية مفضلة مقابل الدخول في حرب ضدها. فضلاً عن فائدة رئيسية تؤكد على أن المسائل المستعصية التي تتعلق بفلسطين والحكم الديموقراطي والإرهاب والسياسة المفتوحة ستبقى عصيةً على الحلّ دون دبلوماسية أخلاقية وشجاعة تتصل بالإسلاميين. وتبقى مقاومة "وصمة العار" في الحديث مع الإسلاميين أمراً جوهرياً في علاقات قطر الدبلوماسية على هذه الجبهة. كما يبقى هذا الموضوع محل سوء فهم في التصورات الغربية عن قطر.

عودة للصفحة الرئيسية