أصدر مركز الجزيرة للدراسات كتابا بعنوان"إصلاح الأمم المتحدة" للدكتور حسن نافعة. ويعالج التحديات الكبيرة التي تواجهها الأمم المتحدة، -والتي بموجبها أصبحت مشلولة- مثل تحقيق السلم والأمن العالميين فضلا عن تحقيق التعاون الدولي.
ويبين الكتاب أن الأمم المتحدة نشأت في لحظة فريدة أملتها تحالفات غير طبيعية فرضتها ضرورات الحرب العالمية الثانية. وتعايشت الأمم المتحدة وتكيفت مع نظام ثنائي القطبية (غربي/شرقي) تستعر بين عناصره نار الحرب الباردة. وخلال هذه الفترة لعبت الأمم المتحدة دورا مهما في نقطتين عالميتين بارزتين وهما: تصفية الاستعمار وقضية التنمية.
ومع انهيار الاتحاد السوفييتي وتداعي الثنائية القطبية العالمية التي صمدت أربعين سنة دخلت الأمم المتحدة في عهد جديد من عملها، حيث نشطت آلياتها في مجال التسوية السلمية وعمليات حفظ السلام. وتعتبر عملية تحرير الكويت وما رافقها من قرارات لمجلس الأمن نموذجا لعمل الأمم المتحدة في عهد ما بعد الحرب الباردة. وأهم ما ميز تعاطي الأمم المتحدة مع الغزو العراقي للكويت أن مجلس الأمن أصبح في حالة انعقاد تام، مرتين على مستوى وزراء الخارجية وهي سابقة في تاريخ المجلس.
غير أن الحماس الذي أدارت به الأمم المتحدة أزمة الكويت لم تدر به غيرها من الأزمات خصوصا بعد ارتكاب قوات الأمن الإسرائيلي مجزرة في الحرم الأقصى قتل فيها 20 شخصا وجرح 150، مما يؤكد أن الأمم المتحدة تتعامل بمبدأ ازدواجية المعايير مع الأزمات.
وقد تبين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول أن محاولات الولايات المتحدة، تحت حكم اليمين المحافظ في ولاية الرئيس جورج بوش تسعى للهيمنة والتفرد بقيادة العالم. وهذا الموقف يناقض بشكل صارخ فلسفة الأمن الجماعي. وبالتالي أصبحت من العسير على الأمم المتحدة أن تمارس دورها المطلوب إلا إذا قامت بإصلاحات جذرية على رأسها مراجعة ميثاقها.
المؤلف: حسن نافعة
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات +الدار العربية للعلوم ناشرون
السنة: 2009
عدد الصفحات: 248