[الجزبرة] |
يُطوِّر الباحث سامي إبراهيم الخزندار في كتابه "إدارة الصراعات وفض المنازعات: إطار نظري"، الذي صدر حديثاً عن مركز الجزيرة للدراسات، رؤية علمية في تسوية الصراعات وفض المنازعات، بل والمنع الوقائي لاشتعالها، وذلك من خلال تحليل ودراسة مرتكزات المنظومة النظرية لإدارة الصراعات وفض المنازعات داخل الدولة الواحدة ودراسات السلام سواء على المستوى الدولي (الصراعات بين الدول) أو على المستوى الداخلي (الصراعات الأهلية).
وهنا تكمن الإضافة النوعية للكتاب، الذي اعتمد مقاربة منهجية غطت مختلف جوانب عملية تحليل الصراعات وفض المنازعات. فقد جمع بين أسلوب الدراسة المسحية للأدبيات الغربية المعاصرة، خاصة في مجال فض النزاعات وإدارة الصراعات ودراسات السلام، ثم الأسلوب المقارن وذلك باللجوء إلى عملية مقارنة بين النظريات والمدارس النظرية في الأدبيات العالمية في علم فض النزاعات، ودراسات السلام، للوصول أو التعرف على أوجه التشابه والاختلاف بينهما، ومكامن الإضافة فيهما. كما استخدمت الدراسة بعض النماذج والنظريات في تحليل وتسوية الصراعات وما تقدمه من أطر منهجية نظرية يمكن الاستفادة منها في التطبيقات أو الممارسات العملية لتحليل الصراعات وفض المنازعات.
وهكذا تجنب الدكتور سامي إبراهيم الخزندار إفراغ جهده العلمي في البعد التاريخي أو السرد الزمني لظاهرة الصراعات أو النزاعات، كما لم يلجأ إلى المعالجة القانونية للنزاعات، ويظهر ذلك بوضوح من خلال فصول الكتاب؛ لأن كلا المجالين لن يحققا أو يؤديا إلى إيجاد الإطار النظري الذي تقصده الدراسة.
وينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، فضلاً عن مقدمة تناولت أهمية موضوع الدراسة والمداخل النظرية المؤسسة لأطروحته، وخاتمة استعرض فيها المؤلف أهم التحديات التي تواجه حقل دراسات الصراع والسلام.
ويرصد الفصل الأول، وهو بعنوان "نشأة وتطور علم دراسات الصراع والسلام"، مراحل تأسيس هذا الحقل المعرفي والعوامل المؤثرة في تطوره والتحديات والإشكاليات التي واجهها، وإمكانية الاستفادة من ذلك في دراسة مستقبل هذا العلم.
ويحدد الفصل الثاني، وهو بعنوان "إطار مفاهيمي في دراسات الصراع والسلام وفض المنازعات"، الجهاز المفاهيمي لظاهرة الصراع والسلام سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي من خلال مناقشة سؤال لماذا الصراع وضروة وجوده في المجتمع الإنساني؟ والبحث في ظاهرتي العنف والصراع وأبعادهما، والأزمات الدولية والاتجاهات الحديثة فيها.
ويحاول الفصل الثالث، الذي جاء بعنوان "أسباب وأنماط الصراعات الأهلية والدولية"، أن يقدم تشريحاً للنظريات العلمية التي تفسر ظاهرة الصراع في المجتمع الإنساني، والإطار العام لفهم أسبابها وأنواعها وأنماطها الدولية والأهلية.
أما الفصل الرابع، وهو بعنوان "التسوية والمنع الوقائي للصراعات الأهلية والدولية"، فكان تفكيراً في آليات تسوية الصراعات وفض المنازعات دون أن يغفل تعقيدات هذه الصراعات الدولية والإقليمية التي يرتبط حلها بالظروف المحيطة بها وطبيعة القضايا وأهداف الصراع، ودور أطرافه والفاعلين فيه.
معلومات عن الكتاب
العنوان: إدارة الصراعات وفض المنازعات: إطار نظري
المؤلف: د. سامي إبراهيم الخزندار
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات – الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد الصفحات: 295
التاريخ: 2014