القاعدة وحلفاؤها في أزواد: النشأة وأسرار التوسع

يتناول كتاب "القاعدة وحلفاؤها في أزواد: النشأة وأسرار التوسع" خريطة الجماعات المسلحة في منطقة أزواد بشمال مالي، ويسعى إلى تقديم قراءة في الأبعاد الاستراتيجية لهذه التنظيمات من خلال رصد جانب من أنشطتها وطرق تفكيرها وتخطيطها، وتشابك علاقاتها ووحدة أهدافها رغم اختلاف تنظيماتها.
22 December 2014
20141222105334445734_20.jpg
[الجزيرة]

يرصد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية محمد محمود أبو المعالي خريطة الجماعات المسلحة في منطقة أزواد بشمال مالي، ويتناول بشيء من التفصيل تاريخ وصولها إلى صحراء أزواد، وتناميها وتوسعها منذ دخول أول مجموعة من المقاتلين الجزائريين عام 2000 إلى شمال مالي أثناء مطاردة القوات الجزائرية لها، وما تلا ذلك من انتشار وتوغل تلك الجماعات حتى سيطرت بمختلف فروعها على مدن وبلدات إقليم أزواد سنة 2012.

ويتضمن كتاب "القاعدة وحلفاؤها في أزواد: النشأة وأسرار التوسع" الصادر عن مركز الجزيرة للدراسات في سبتمبر/أيلول 2014، معلومات مفصلة عن الجماعات المسلحة وقياداتها والمعارك التي خاضتها منفردة أو بالتنسيق بينها لتوضيح حقيقة التعاون الوثيق بينها، والتدليل على وحدة الهدف المشترك الذي يجمعها، كما يتضمن الكتاب تفاصيل عن بعض علاقات مختار بلمختار (الملقب بـ"بلعور"، وهو مؤسس إمارة الصحراء الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي) بتنظيمات سلفية جهادية في بعض دول المنطقة مثل: "تنظيم أنصار الله المرابطين في بلاد شنقيط بموريتانيا"، وجماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، وكذلك علاقاته مع باقي الأمراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وكيف ساءت وتطورت الخلافات بينهم إلى أن تم عزله بداية عن إمارة الصحراء، ثم أُقيل من منصب إمارة "كتيبة الملثمين"، ثم انسحابه من القاعدة وقرار تأسيس تنظيم جديد.

وقد جمع الباحث مادة الكتاب خلال سبعة أعوام من البحث والدراسة؛ تخللتها رحلة بحث وتحقيق قام بها إلى صحراء أزواد شمال مالي في النصف الثاني من شهر إبريل/نيسان والنصف الأول من مايو/أيار عام 2012، وتمكن من جمع الكثير من المعلومات عبر مقابلات ولقاءات وجلسات مع قادة وعناصر الجماعات المسلحة وسكان المنطقة.

ويتألف الكتاب من خمسة فصول؛ خُصِّص أولها، وهو بعنوان "أزواد: التاريخ والإنسان"، للتعريف بمنطقة أزواد والحديث عن تاريخها وجغرافيتها، ووضعية السكان والمظالم التاريخية والثورات المتكررة التي قام بها السكان منذ استقلال مالي بداية ستينات القرن الماضي؛ فضلاً عن اشتهار صحراء أزواد في العقود الأخيرة بأنها مرتع لعصابات التهريب والسطو والجماعات المسلحة.

ويتناول الفصل الثاني المعنون بـ"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي (إمارة الصحراء)" تاريخ هذا التنظيم منذ تأسيسه، والمراحل التي مرَّ بها، والصراعات التي نشبت يبن أمرائه، واستراتيجيته التوسعية في المنطقة، ودوره في السيطرة على كبريات المدن في شمال مالي عام 2012. بينما خُصِّص الفصل الثالث، الذي حمل عنوان "البنية الهيكلية لإمارة الصحراء"، لمعالجة طريقة بناء إمارة الصحراء وتوزُّعها إلى كتائب وسرايا تنتشر في المنطقة، ودور كل فصيل منها في الحرب التي أفضت إلى سيطرة الحركات المسلحة على إقليم أزواد، وعلاقة تلك الكتائب والسرايا ببعض الأحداث في دول المنطقة.

ويعالج الفصل الرابع، "حلفاء القاعدة في أزواد"، الحركات الجهادية المتحالفة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في أزواد، ويتناول بالتفصيل أربع حركات، وهي: جماعة أنصار الدين، وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وجماعة أنصار الشريعة، وحركة أبناء الصحراء للعدالة الإسلامية؛ باعتبارها حركات جهادية متحالفة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي؛ حيث تطرق الباحث لنشأة كل حركة على حدة، وأسباب تأسيسها، وعلاقتها بباقي الحركات الأخرى، وأبرز قادتها.

أما الفصل الخامس، وهو بعنوان "حركات أخرى (قومية-وطنية)"، فيتناول الحركات المسلحة غير الجهادية في أزواد (القومية والوطنية)، وهي: الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والحركة العربية الأزوادية، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، وحركة "الكُونْدوُكُوي"، وعلاقة هذه الحركات بعضها ببعض، فضلاً عن علاقاتها بالحركات الجهادية.

وخُصِّص الفصل السادس والأخير لملاحق تتضمن مقابلتين حصريتين أجراهما الباحث مع مؤسس إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة وزعيم جماعة "الملثمين" مختار بلمختار، وأخرى مع أمير الصحراء الكبرى في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يحيى أبو الهمام، وتعتبر المقابلتان الوحيدتين حتى الآن بالنسبة للرجلين مع وسائل الإعلام، إضافة إلى بيانات تشكِّل تسجيلاً لمراحل مهمة في مسيرة بعض الحركات الجهادية، ومنعطفات في تاريخها.

ويسعى الكتاب عبر مادة هذه الفصول إلى سرد أهم الأحداث التي كانت تلك الجماعات وراءها أو طرفًا فيها، وتقديم قراءة في الأبعاد الاستراتيجية لهذه التنظيمات من خلال رصد جانب من أنشطتها وطرق تفكيرها وتخطيطها، وتشابك علاقاتها ووحدة أهدافها رغم اختلاف تنظيماتها؛ فضلاً عن حضور أبعاد أخرى قَبَلية وعِرقية وإقليمية في تكوين بعضها.

معلومات عن الكتاب
العنوان: القاعدة وحلفاؤها في أزواد: النشأة وأسرار التوسع
تأليف: محمد محمود أبو المعالي
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات- الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد الصفحات: 198
التاريخ: 2014
المصدر: مركز الجزيرة للدراسات