دارفور: حصاد الأزمة بعد عقد من الزمان

أصدر مركز الجزيرة للدراسات كتاباً جديداً بعنوان "دارفور: حصاد الأزمة بعد عقد من الزمان"، ويضم مجموعة من البحوث والدراسات التي أعدها أكاديميون وخبراء متميزون من ذوي الاطلاع والمعرفة المباشرة بالقضايا والإشكاليات التي تناسلت من واقع الأزمة.
10 March 2014
201431072227517580_20.jpg
(الجزيرة)

أصدر مركز الجزيرة للدراسات كتاباً جديداً بعنوان "دارفور: حصاد الأزمة بعد عقد من الزمان"، ويضم مجموعة من البحوث والدراسات التي أعدها أكاديميون وخبراء متميزون من ذوي الاطلاع والمعرفة المباشرة بالقضايا والإشكاليات التي تناسلت من واقع الأزمة. وينطلق الكتاب في مقاربته لأبعاد هذه الأزمة وتداعياتها من سؤال محوري يتناول أثر الاهتمام الدولي والتدخلات في معالجة القضية ثم أسرار وخلفيات التراجع الكبير في هذا الاهتمام بعد فورة حماس غلبت في أول الأمر، ولم يؤد سابق الاهتمام في المحصلة إلى نتائج مرضية.

ويُقدِّم الكتاب، في إجابته عن هذا السؤال المركزي، رؤية متكاملة لأزمة دارفور بعد عقد على تَفَجُّرِها من خلال البحث في جذورها وتحليل الواقع الذي أنتجته على الأرض، وتتبع ديناميات هذا الواقع وتداعياته. وبناء على قراءة دقيقة وتحليلات علمية لهذه المتغيرات يقدم الكتاب تقييماً لجهود السلام، وتحليلاً متعمقاً للمؤثرات الداخلية والخارجية والبنيوية (خاصة بنية الدولة) في مسار الأزمة، ويستند على هذه الرؤية لاستشراف المستقبل وطرح مقترحات يأمل أن تساعد في الحل العاجل والشافي للأزمة.

وقد جاء توزيع فصول الكتاب مُتَّسِقاً مع هذه الرؤية، إذ يُقدِّم البروفيسور الطيب زين العابدين محمد في الفصل الأول، وهو بعنوان "دارفور: عواقب التفاعل بين جذور الأزمة وتداعياتها"، خلفية جغرافية-تاريخية للصراع في دارفور، ويَتتبَّع جذور الأزمة وتداعياتها وجهود معالجتها. ويعالج البروفيسور التجاني عبد القادر حامد، في الفصل الثاني بعنوان "دارفور وأزمة الدولة السودانية"، قضية الإقليم باعتبارها عَرَضاً من أعراض أزمة جوهرية في هيكلية الدولة السودانية منذ نشأتها الخديوية والاستعمارية ككيان متعال على المجتمع يطلب الهيمنة عليه.

وفي الفصل الثالث، الذي حمل عنوان "الحركات المسلحة في دارفور: التركيبة والأدوار"، يرصد الدكتور محمد الأمين خليفة جذور العنف وتداعياته منذ تفجر شرارة العنف الأولى في الصراع على الأرض إلى ظهور الحركات المسلحة وانشقاقاتها اللانهائية، وتفاعلات ذلك مع عمليات السلام الناقصة. ويتتبع الدكتور حمد عمر حاوي، في الفصل الرابع وهو بعنوان "الشباب في دارفور والدور المنتظر: من وقود الحرب إلى صنَّاع السلام"، بروز دور الشباب والطلاب على الساحة الدارفورية بتأثير عوامل عدة أبرزها الواقع الجديد الذي خلقه النزوح والتهجير، ويرى أن محنة الشباب هي الأساس في تفجُّر أزمة دارفور.

وفي الفصل الخامس، الذي حمل عنوان "اقتصاد الحرب وحروب الاقتصاد: دارفور نموذجاً"، يتناول الأستاذ خالد التيجاني النور الجذور الاقتصادية للنزاع  وتفاعلات اقتصاد الحرب وديناميته بتحليل معمق يكشف الترابط بين السبب والنتائج. ويلقي الدكتور منزول عسل، في الفصل السادس بعنوان "الوضع الإنساني في دارفور ومستقبل النازحين واللاجئين"، الضوء على أبعاد المأساة الإنسانية كما تجلَّت في محنة المهجرين، ويُذَكِّر بمحورية البعد الإنساني في دوافع الاهتمام الدولي الكاسح بأزمة دارفور.

وتقدم الأستاذة سامية نهار، في الفصل السابع وهو بعنوان "المرأة في قلب الصراع: أضخم أعباء الحرب وأبرز المساهمات في السلام"، صورة أخرى لواقع معاناة النساء ليس فقط نتيجة التعرض للنزوح والاعتداءات الجنسية، ولكن أيضاً من وقوع العبء الأكبر في إعالة الأسر على عاتقهن، دون أن تغفل نهار نشاط المنظمات النسوية وارتفاع مساهمة المرأة في جهود السلام والشأن العام عموماً. وفي الفصل الثامن، وهو بعنوان "السلاح والسياسة في دارفور: تداعيات الأزمة على الساحة السياسية"، يتناول الدكتور محمد محجوب هارون التفاعلات السياسية وتداعيات الأزمة في دارفور والسودان ككل، لافتاً إلى المفارقات التي يعيشها هذا الإقليم اقتصادياً وسياسياً.

وترصد البروفيسور بلقيس بدري، في الفصل التاسع بعنوان "اتفاقيات سلام دارفور: الجهود وتحديات التطبيق"، التحديات التي تواجه اتفاقيات السلام التي وقعت بشأن درافور، وتطرح عدداً من المقترحات العملية لمعالجة النواقص التي تحول دون تطبيقها. وفي الفصل العاشر، وهو بعنوان "مبدأ التدخل الإنساني وأزمة دارفور: دروس وعبر"، يتناول الدكتور فتح الرحمن القاضي الكيفية التي تَحوُّل بها إقليم دارفور إلى مختبر لمبدأ "مسؤولية الحماية" الذي تبنته الأمم المتحدة في قمة نيويورك عام 2005.

ويتابع الدكتور أليكس دو فال، في الفصل الحادي عشر بعنوان "الدور الإقليمي في الأزمة: ابتكارات خلاقة وصراعات معطلة"، البعد الإقليمي في أزمة دارفور، والذي كان حاضراً منذ بدايتها ممثلاً في أدوار دول مثل تشاد وليبيا وإريتريا، ثم اكتسب أهمية خاصة من الدور الذي لعبه كل من الاتحاد الإفريقي وقطر في معالجة الأزمة. ويعالج الدكتور جيرم توبيانا، في الفصل الأخير بعنوان "عقوبات جوفاء: المجتمع الدولي بين التخبط واللامبالاة في دارفور"، تقلبات الموقف الدولي من دارفور من منظور فريد يجمع بين رواية التجربة الشخصية والتحليل العلمي.

معلومات عن الكتاب
العنوان: دارفور: حصاد الأزمة بعد عقد من الزمان
تأليف: مجموعة من الباحثين
تحرير: د. عبد الوهاب الأفندي و د. سيدي أحمد ولد أحمد سالم
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات – الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد الصفحات: 358
التاريخ: 2013