دعوة لاستخدام الثقافة والإعلام لتوسعة النفوذ الأميركي بالمنطقة

قراءة في تقرير يعد مخططا إستراتيجيا مُوجها لوزارة الدفاع الأميركية من أجل توسيع النفوذ الأميركي في المنطقة من خلال نشر وإنتاج الأعمال الإبداعية، والعمل على الالتفاف على الحكومات العربية المهيمنة، ومواجهة وإضعاف ما أسماه التقرير بالتيارات "الأصولية المتطرفة".







 

قراءة صالح سليمان عبد العظيم



"العقبات التي تواجه انتشار الأعمال الإبداعية في العالم العربي"(1) هو أحد التقارير التي أصدرتها مؤسسة راند هذا العام، وقد قامت مجموعة من الباحثين(2) بإعداده لمكتب السياسات الدفاعية التابع لوزارة الدفاع الأميركية.





التقرير عبارة عن مخطط استراتيجي مُوجه لوزارة الدفاع الأميركية من أجل توسيع النفوذ الأميركي في المنطقة.
ويأتي في سياق فشل الحرب الأميركية على الإرهاب التي اندلعت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، من أجل العمل على التأثير على دول الشرق الأوسط بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص من ناحية الثقافة وصناعة الأفكار والتوجيهات الدعائية.

التقرير عبارة عن مخطط استراتيجي مُوجه لوزارة الدفاع الأميركية من أجل توسيع النفوذ الأميركي في المنطقة عن طريق الثقافة والدعاية الإعلامية الموجهة والممولة من خلال نشر وإنتاج الأعمال الإبداعية بمعناها الأدبي والنقدي والفني والجمالي الواسع، والعمل على الالتفاف على الحكومات العربية المهيمنة من ناحية، ومواجهة وإضعاف ما أسماه التقرير بالتيارات "الأصولية المتطرفة" من ناحية أخرى.


النفاذ إلى ثقافة المنطقة
عقبات في الطريق
خبرات الحرب الباردة والتعامل مع المنطقة
التوصيات المرتبطة بالسياسات


النفاذ إلى ثقافة المنطقة 


ويهدف التقرير إلى:



  1. السعي للنفاذ إلى جوهر المنطقة عن طريق مثقفيها، أو على حسب قول التقرير "الأنتليجينسيا" المثقفة والفاعلة.
  2. التوجه نحو الفئات والشرائح السكانية الأخرى الأقل تعليما والتأثير عليها من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة التي تُروج للأعمال الإبداعية البناءة والأكثر تأثيرا.
  3. التعرف على الأسباب الكامنة وراء ضعف إنتاج ونشر الأعمال الإبداعية التي يمكن أن تحرض على التفكير والجدل النقديين وتقويض رؤى المتطرفين.

ويحقق التقرير ذلك من خلال:



  1. تناول الرقابة الصارمة على الأعمال الإبداعية والفنية وضعف سوق النشر والتوزيع في العالم العربي.
  2. وضع بعض الجوانب الأخرى الهامة مثل تخلف التعليم وارتفاع نسبة الأمية وتدهور واقع المرأة في الاعتبار.
  3. الاعتماد على مناقشات عديدة مع الكتاب والمؤلفين والناشرين والفنانين والموزعين للأعمال الإبداعية في العالم العربي الذين أجريت معهم مقابلات واتصالات تليفونية خلال عام 2008.

عقبات في الطريق 


لا يفصل التقرير العقبات التي تقف في وجه إنتاج وتوزيع الأعمال الإبداعية في الشرق الأوسط عن المناخ السياسي والاجتماعي العام في المنطقة؛ وفي ضوء هذا المدخل فقد تم تلخيص التحديات التي تواجه العالم العربي من خلال سلسة التقارير التي أصدرها برنامج الأمم المتحدة في الأعوام 2002 و2003 و2005 و2006 على أنها تشمل ضعف الحريات السياسية، وتردي حقوق المرأة وتدهور أوضاع المعرفة. وتنعكس هذه الأوضاع بالسلب على المنتج الإبداعي بشكل عام من حيث أنها تؤثر على السياق المجتمعي العام، وتؤدي لتراجع الإبداع والتنمية وسيادة التخلف.


وبجانب ذلك فقد تناول التقرير بالتفصيل ثلاث عقبات أساسية تقف في طريق نشر وتوزيع الأعمال الإبداعية وهي الرقابة والسوق وتحديات التوزيع.


أزمة الرقابة
تمثل الرقابة مشكلة واسعة الانتشار في الشرق الأوسط؛ فتقريبا كل دول المنطقة تعاني من مشكلة الرقابة الحكومية على المنتجات الفكرية وإن بنسب مختلفة، وذلك من خلال وقف نشر أو توزيع المحتويات التي يُعتقد أنها حساسة سياسيا أو أخلاقيا أو دينيا أو ضد مصالح النظام.


ولا يقتصر الأمر على حالات فردية من الرقابة لكنه يتعداها إلى خسائر فادحة يتكبدها الناشرون في المعارض التي تُقام في كافة أنحاء العالم العربي من ناحية ما يتعرضون له من منع ومصادرة للكتب الخاصة بهم في اللحظات الأخيرة على افتتاح المعارض.


أمثلة على الرقابة






  1. تم تلخيص التحديات التي تواجه العالم العربي من خلال سلسة التقارير التي أصدرها برنامج الأمم المتحدة في الأعوام 2002 و2003 و2005 و2006 على أنها تشمل ضعف الحريات السياسية، وتردي حقوق المرأة وتدهور أوضاع المعرفة.
    يُتداول اسم السعودية بوصفها أكثر الدول رقابة على الكتب في الشرق الأوسط، ففي معرض مدينة الرياض الدولي للكتاب عام 2008 قدم صاحب دار الساقي قائمة بـ 350  كتابا فتم منع ما يقرب من 90% منها بواسطة الحكومة: ومنها روايات للكاتب تركي الحمد، وكتاب محمد فتوح عن "الشيوخ المحدثين وصناعة التطرف"، وكتاب عن "رائدات السينما المصرية" والأخير تم منعه بسبب وجود صور لبعض النساء يرتدين ملابس للنوم. كما منعت الحكومة السعودية أعمالا لمحمود درويش بسبب انتقاداته العلنية لها، ورواية "بنات الرياض" لتناولها الحياة الشخصية لأربع فتيات من مدينة الرياض.
  2. تقوم الحكومة المصرية بمراقبة الكتب وحذف بعض الفقرات منها، كما تقوم بمنعها في أحيان أخرى، وهو ما يحدث غالبا تجاه الكتب التي تنتقد الإسلام أو الحكومة.
  3. تم منع عرض 230 كتابا في معرض الكويت من بين 560 كتابا تمت مراجعتهم وتقييمهم.
  4. على الرغم من توافر قدر ما من الحريات في لبنان إلا أنه يجب على الناشرين عرض الكتب قبل نشرها على المديرية المختصة بالأمن العام لمراجعتها، والملاحظ زيادة الرقابة على الكتب التي يمكن أن تؤثر على الأمن العام في لبنان، كما أن الإسلاميين يمارسون قدرا أكبر من التأثير السلبي على عملية الرقابة.
  5. ترتبط عملية الرقابة بشكل أساسي في الأردن بالعناوين الدينية التي قد تعبر عن عدم الإيمان والإباحية ونقد النظام السياسي في المملكة.

ويُبرز التقرير الآليات التي يتعامل معها الكتاب والناشرون في مواجهة حملات القمع التي تقوم بها بعض الدول ضدهم، فالكُتاب في السعودية غالبا ما ينشرون خارج المملكة وبشكل خاص في لبنان وغيرها من دور النشر الأوروبية، كما أن القراء يمكنهم أن يجلبوا معهم الكتب الممنوعة في بلدانهم أثناء سفرهم في الخارج، أو حتى شرائها داخل بلدانهم من خلال بعض الناشرين الذين يبيعونها بشكل سري.


ضعف سوق الكتاب
يحدد التقرير الأسباب التالية التي تؤدي لضعف سوق الكتاب في العالم العربي:



  1. الضعف الشديد في قراءة الكتب واقتنائها، فرغم توافر الأموال في بعض الدول فإن ثقافة القراءة غير موجودة في المنطقة ناهيك عن اقتناء الكتب وتكوين مكتبات منزلية.
  2. قلة إنتاج الكتب حيث يكشف التقرير عن بعض الإحصائيات المخزية في مجال طباعة الكتب التي تصل نسبتها إلى 1.1% من إنتاج العالم على الرغم من أن العرب يشكلون 5% من سكان العالم.  ووفقا لمنظمة اليونسكو فإن إنتاج العرب من الكتب بلغ عام 1991 ما يقرب من ستة آلاف وخمسمائة كتاب مقارنة بـ 102 ألف كتاب في شمال أميركا وأربعة آلاف ومائتي كتاب في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
  3. نُطق وكتابة اللغة العربية ذاتها بلهجات متعددة، وهو أمر يؤدي لصعوبة توحيد سوق الاستهلاك والإنتاج في المنطقة.
  4. على الرغم من قدم اللغة العربية الذي يصل لألف وخمسمائة سنة إلا أنها لم تُستخدم في الكتابة بشكل واسع إلا في القرن العشرين، والرواية لم تُعرف كفن وعلى نطاق عريض إلا بعد أن كتب نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة في منتصف القرن العشرين.
  5. ارتفاع أسعار الكتب ذاتها الأمر الذي يجعلها في غير متناول شريحة كبيرة من السكان، وهي مسألة ترتبط بالوضع الاقتصادي العام الأمر الذي يجعل اقتناء الكتب وقراءتها بالنسبة لهم نوعا من الرفاهية التي لا يقدرون عليها.
  6. ارتفاع استهلاك الكتب الدينية في العالم العربي مقارنة بدول العالم الأخرى حيث تبلغ نسبة استهلاكها 17% من إجمالي استهلاك الكتب بينما يصل المعدل العالمي إلى 5% حيث يستفيد بيع الكتب الدينية من الدعم المقدم من المؤسسات والحكومات الدينية مثل السعودية. وفي مقابل ذلك تشكل الكتب في مجال الأدب والعلوم الاجتماعية والفنون نسبة محدودة من المطبوعات العربية، فبينما يبلغ عدد سكان الدول العربية 270 مليون نسمة فإن نشر رواية أو قصة قصيرة لا يبيع أكثر من ألف إلى ثلاثة آلاف  نسخة على الأرجح مع توقعات أن تصل إلى خمسة آلاف نسخة في حالة أفضل المبيعات توزيعا.

مشاكل توزيع الكتاب
تفرض مشاكل التوزيع نفسها في ضوء الأسباب التالية:






  1. يعد الضعف الشديد في قراءة الكتب واقتنائها، أحد أسباب ضعف سوق الكتاب في العالم العربي، فرغم توافر الأموال في بعض الدول فإن ثقافة القراءة غير موجودة في المنطقة
    قيام كل دولة بفرض القوانين الخاصة بها وأشكال الرقابة التي تتفق وطبيعة نظامها السياسي، ودرجة الحريات التي تسمح بها.
  2. تحديد سياسات توزيع الكتب التي تراها كل دولة مناسبة لها، وهذا ما يفسر أسباب منع الكتب في بعض الدول العربية والسماح بها في البعض الآخر.
  3. اختلاف نظام الضرائب والشحن من دولة لأخرى يضيف أعباء وقيودا جديدة على حركة توزيع الكتب في العالم العربي.
  4. اختلاف الذوق والاهتمامات الأدبية من دولة لأخرى، فعدم وجود اهتمام عربي موحد بقضايا أدبية بعينها يؤدي إلى قيام الموزعين بالتركيز على ما يلاءم كل سوق على حدة بدون وضع السوق العربي العام في الاعتبار، ونتيجة لذلك لا توجد شركة أو جماعة واحدة لديها البني التحتية الملائمة لتوزيع الكتب في كافة أرجاء المنطقة مما يصعب من توصيل الكتاب لجمهور واسع المدى في العالم العربي.
  5. ضعف وقلة منافذ البيع الفردية التي يمكن للناشرين والموزعين بيع كتبهم من خلالها، وفي هذا الخصوص توجد ثلاثة منافذ لبيع الكتب في العالم العربي هي: معارض الكتب، ومحلات بيعها، والمكتبات العامة.
  6. انتشار الانتهاكات الخاصة بحقوق النشر، فالكتاب الواحد يمكن طبعه في طبعات مختلفة من خلال عدة ناشرين، كما أن بعض دور النشر تقوم بإعادة طبع الكتاب ذاته بدون إذن المؤلف أو الناشر الأصلي له، فالقوانين التي تهدف لحماية حقوق المفكرين إما أنها غائبة أو غير فعالة.

خبرات الحرب الباردة والتعامل مع المنطقة 


على الرغم من وجود بعض الاختلافات الجوهرية بين جهود الولايات المتحدة لمواجهة التطرف وجهودها لمواجهة الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة، إلا أنه يمكن الخروج بمجموعة من الدروس المرتبطة بهذه الفترة. ورغم أن التقرير يؤكد أنه لا يحاول أن يطبق ما حدث أثناء الحرب البادرة على العالم العربي إلا أنه لا يخفي على القارئ استبداله للشيوعية وبالتالي أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي بالتطرف الإسلامي والعالم العربي، وفي ضوء ذلك يخلص التقرير إلى وجود مجموعة من الدروس المستفادة يمكن تطبيقها بدرجة أو بأخرى في الشرق الأوسط:



  1. تحديد الوسائل التي يمكن بها مواجهة شكوك الجماهير الأجنبية في الحكومات المُموِّلة للأنشطة الإعلامية، وهي مسألة على درجة كبيرة من الخطورة ترتبط بالكيفية التي تقوم بها أميركا والدول الغربية بالتدخل في العالم العربي إعلاميا مع عدم إثارة أية توجهات عدائية تجاهها. وتم حل هذه المشكلة أثناء الحرب الباردة من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهو مدخل من الممكن تطبيقه بسهولة في الشرق الأوسط من حيث أنه يضمن لأميركا والدول الأوروبية القيام بالأنشطة الإعلامية التي يدعموها مع التأكد في الوقت نفسه من التزام الجماعات الخاصة بتنفيذ الأهداف السياسية التي يعملون من أجلها؛ فهو نوع من التدخل وإملاء السياسات الإعلامية والدعائية بدون الظهور في الواجهة والتعرض المباشر للمشكلات.


  2. تحديد الجمهور الذي نتوجه إليه والأداة الإعلامية التي يمكن استخدامها في التأثير عليه، وفي ضوء ذلك يحدد التقرير الأنتلجينسيا العربية التي تشمل الكتاب والصحفيين والفنانين والموسيقيين والعلماء والمهندسين والمديرين وضباط الجيش بوصفها الجمهور المستهدف، مثلما حدث أثناء الحرب الباردة مع الأنتليجينسيا في أوروبا الشرقية.  كما يمكن استهداف الفئات الأخرى الأقل تعلما في المنطقة وذلك من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة مثل البرامج السينمائية  والتليفزيونية ومواقع الإنترنت والكارتون والموسيقى.


  3. التأكيد على قيمة المواد غير السياسية في محاربة التطرف، فالأعمال الإبداعية التي كانت تُقبل عليها الجماهير السوفييتية وجماهير شرق أوروبا لم تكن الأعمال التي تحارب الشيوعية مباشرة؛ على العكس من ذلك فقد كانت الجماهير تُقبل على الأعمال التي تعوضهم عن الخواء الفكري في حياتهم. وهو ما يمكن تنفيذه في الشرق الأوسط من خلال نشر الكتب غير السياسية التي يمكن أن تملأ الفراغ الفكري المفروض من قبل الحكومات التسلطية و"المتطرفين الدينيين" في المنطقة.


  4. تشجيع إنتاج الأعمال الإبداعية في المنطقة، وبشكل خاص المكتوبة بواسطة كبار الكتاب والمفكرين، والتي تعارض الاتجاهات الحكومية مثلما كان الحال أثناء الحرب الباردة.

التوصيات المرتبطة بالسياسات 


ينتهي التقرير ببعض المقترحات التي يمكن من خلالها مواجهة العقبات الثلاث التي تقف في وجه نشر وإنتاج الأعمال الإبداعية وهي الرقابة والسوق والتوزيع.






  1. أكد التقرير على ضرورة المساعدة في التوسع في المكتبات العامة ومحلات بيع الكتب من أجل توسيع دائرة القراءة والشراء، والتوسع في استخدام الإنترنت من أجل تسهيل الحصول على الكتب وبشكل خاص الممنوعة منها.
    بالنسبة للرقابة من الضروري العمل على تصدرها قائمة الموضوعات التي يجب مناقشتها في أية حوارات ثنائية مع حلفاء أميركا في المنطقة، فالولايات المتحدة من خلال قوتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية يمكنها أن تمارس تأثيرا كبيرا على دول الشرق الأوسط، وواحد من التأثيرات التي يمكن أن تقوم بها أميركا في مواجهة الرقابة هو جعل مواجهة هذه المسألة على قائمة المناقشات الثنائية مع حلفائها في المنطقة، والتأكيد على أن الرقابة تضر بمصالح الدولتين كما تساعد على نشر التطرف ووأد التسامح.


  2. كما يمكن لأميركا بالتعاون مع شركائها الأوروبيين المساعدة في إقامة مؤتمر دولي حول تحديات الرقابة في العالم العربي بما يساعد على إبراز المسألة كقضية حيوية وهامة بالنسبة للمنطقة، والعمل مع النظراء الأوروبيين من أجل تشجيع الأعمال ذات الموضوعات البناءة من خلال معارض الكتب الدولية.


  3. المساعدة في إقامة معارض الكتب في العالم العربي، ويمكن أن يقوم الأوروبيون بدور كبير في هذا السياق من خلال توفير الكتب التي تمنعها الحكومات العربية والتي يحتاجها القارئ في المنطقة، ومساعدة الأفراد في الحصول على الكتب الممنوعة من خلال التوزيع الشخصي والنشر عبر الإنترنت للكتب الالكترونية، كما أنه يمكن التواصل عبر الإنترنت بين المؤسسات المختلفة في أوروبا وأميركا ونظرائها في الشرق الأوسط بما يساعد على الحصول على المواد المختلفة المتعذر اقتنائها في المنطقة. 


  4. وبالنسبة لتوسيع الأسواق فقد أكد التقرير على ضرورة إصلاح التعليم ومعرفة القراءة والكتابة، و تدعيم كُتاب بعينهم في الداخل والخارج، وذلك من خلال طبع كتاباتهم وترجمتها من العربية إلى الإنجليزية، وهو أمر يساعد على التعريف بهم وتوسيع دائرة قرائهم، كما يساعد على مناقشة تلك الأعمال في الخارج والمساهمة في اقتناء المكتبات لتلك الكتب واطلاع القراء الغربيين عليها.


  5. كما يمكن أن تقوم المراكز الثقافية في العالم العربي بدور كبير في مناقشة تلك الأعمال والترويج لها، وتشجيع وتمويل الناشرين على طبع الأعمال المتميزة والبناءة، وزيادة جوائز الأدب العربية، وهو أمر يشجع على انتشار الأعمال الأدبية الجادة في العالم العربي، ويساعد على توسيع شهرة الكُتاب، وبالتالي تقليل قدرات الحكومات العربية على ممارسة الرقابة على أعمالهم. ويجب على الولايات المتحدة زيادة أعداد الجوائز والقيمة المالية المرتبطة بها، وتحويل أو تكييف الأعمال المطبوعة ذات الموضوعات البناءة إلى أشكال أخرى من الإعلام مثل مسلسلات التليفزيون والأفلام السينمائية وغيرها من الوسائط الإعلامية الحديثة التي ترتبط بمستمعين ومشاهدين أوسع نطاقا.


  6. وأخيرا أكد التقرير بالنسبة لتحسين التوزيع على ضرورة المساعدة في التوسع في المكتبات العامة ومحلات بيع الكتب من أجل توسيع دائرة القراءة والشراء، والتوسع في استخدام الإنترنت من أجل تسهيل الحصول على الكتب وبشكل خاص الممنوعة منها.

_______________
باحث مصري


1- عنوان التقرير باللغة الإنجليزية:
Barriers to the Broad Dissemination of Creative Works in the Arab World


2- أعد التقرير الباحثون: لويل شوارتز، تود هيلميس، داليا داسا كايي، ناديا عويدات. وللاطلاع على نص التقرير الأصلي على موقع راند، إضغط هنا.