العالم العربي وإفريقيا ما بعد القذافي.. وجهة نظر عربية

يحق التساؤل لماذا يبكي الأفارقة القذافي، ولماذا القذافي وحده دون غيره من قادة العالمين العربي والإسلامي، وإلى أي مستقبل ستتجه العلاقة بين إفريقيا القذافي ونظام الثورة في طرابلس، وأكثر من ذلك هل من علاقة عربية إفريقية جديدة.
2011112811847349734_2.jpg

قليلون جدا هم من سيبكي القذافي في ليبيا.. هكذا على الأقل يؤكد قادة الثورة وقد واروا "ملك ملوك" إفريقيا في الصحراء وفي قبر مجهول، لكن ليست الصورة هكذا دائما فهنالك في إفريقيا يوجد الآلاف من النخبة والساسة وحتى المواطنين الذين ينظرون إلى القذافي نظرة إكبار وإجلال وفي أسوء الحالات فإنهم يعتبرون قتله عملا لا إنسانيا ضد زعيم استطاع بقوة المال والعلاقات الواسعة الدخول إلى قلب إفريقيا.

يحق التساؤل لماذا يبكي الأفارقة القذافي، ولماذا القذافي وحده دون غيره من قادة العالمين العربي والإسلامي، وإلى أي مستقبل ستتجه العلاقة بين إفريقيا القذافي ونظام الثورة في طرابلس، وأكثر من ذلك هل من علاقة عربية إفريقية جديدة.

نحو إفريقيا

منذ وصوله إلى الحكم قبل اثنتين وأربعين سنة، وحتى مغادرته الدنيا ظل القذافي عنصرا بارزا في المشهد الإفريقي، وبأساليب مختلفة جمعت بين التدخل العسكري والتجاذب السياسي والإغراء المالي واستطاع القذافي انتزاع مكانة يمكن وصفها بالسامية لدى الأفارقة، غير أن هوس القذافي بالزعامة وحرصه على توسيع دائرة ملكه لم يكونا السند الأوحد لزعامة القذافي الذي استفاد من معطيات وظروف دولية أبرزها:

  • غياب توجه عربي أو إسلامي جاد تجاه إفريقيا، فمنذ رحيل الزعيم المصري جمال عبد الناصر تراجعت إفريقيا في دائرة الاهتمام العربي، ليجد القذافي –وهو يعتبر نفسه خليفة عبد الناصر- الفرصة السانحة للتوغل داخل إفريقيا.
     
  • غياب زعامات إفريقية وازنة تمتع بالكارزمية الجماهيرية والطموح السياسي، وتستند إلى قوة اقتصادية قادرة على رفد الطموح السياسي.

غير أن هذين العاملين وإن أطرا لسنوات طويلة حرص القذافي على الزعامة، فإن عاملين آخرين دفعا مواقف القذافي تجاه إفريقيا إلى مزيد من الرسوخ بفعل:

  • توتر العلاقات العربية الليبية بشكل خاص والخذلان العربي الكبير للقذافي ونظامه وهو يواجه الحصار السياسي، بل إنه عندما انسحب القذافي من الجامعة العربية ووجه انتقادات لاذعة للعرب، لم يكن أمام العقيد غير الحصن الإفريقي لممارسة هوايته نحو الزعامة.
     
  • انكسار حلم القوة العسكرية الليبية، بعد تسليم القذافي ترسانته النووية إلى الغرب وتطبيعه للعلاقة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ورضوخه للمطالب الغربية.

وباجتماع تلك العوامل تأسست رؤية القذافي تجاه إفريقيا، وانطلقت طموحاته تجمع بين سطوة الحروب والقوة العسكرية وإغراء المال والدعم الاقتصادي.

وبالنسبة للأفارقة الذين وجدوا أنفسهم في مرمى نيران القذافي ومجرى دعمه الاقتصادي فقد أداروا العلاقة بكثير من التوجس والحنكة، وأخيرا بكثير من البراغماتية والاستغلال السياسي والاقتصادي لسخاء القذافي، في سبيل الحصول على الزعامة، وحصد ألقاب المجد الإفريقية.

كما أن قطاعات واسعة من الجماهير الإفريقية المسحوقة، نظرت بإعجاب دائم إلى شعارات القذافي المناوئة للغرب وتمجيده المتزايد لمقولات الوحدة الإفريقية، إضافة إلى قدرته الفاعلة على استقطاب الزعامات الدينية والسياسية في إفريقيا عبر الهدايا والأعطيات السخية التي ظل يدرها على الأفارقة لأكثر من ثلاثين سنة.

ولقد وجد القذافي بجدارة في إفريقيا ما عجز عن تحصيله عربيا ودوليا من دعم ومساندة سياساته في أحلك الظروف، كما وجد الأفارقة في العقيد الليبي ما يفتقدونه باستمرار في العالم العربي، ويتعلق الأمر بحمل قضايا إفريقيا والسعي إلى دعمها اقتصاديا وسياسيا، وفي إفريقيا فإن من يدعم البنى التحتية ويوفر القروض ويساند الزعامات المحلية سيحظى بكثير من الاحترام.

رحلة الحرب والمال

تتضح الصورة أكثر باستعادة مسار العلاقات الإفريقية الليبية خلال العقود الأربعة الماضية؛ ويمكن القول إن إفريقيا ظلت ركنا أساسيا في دفتر اهتمامات العقيد، الذي حاول في عشرينيته الأولى فرض حضوره السياسي بقوة السلاح وإثارة القلاقل ودعم حركات التمرد المسلحة في أكثر من بلد إفريقي:

ففي التشاد، الجار اللصيق لليبيا، ظل القذافي الحاضر الأبرز في الأزمات السياسية والحرب الأهلية التي عاشتها تلك الدولة منذ استقلالها، ولم يكن قطع العلاقات بين البلدين، بعد سنتين فقط من وصول القذافي إلى الحكم في ليبيا كافيا لوقف تدخل العقيد في الشؤون الداخلية لانجمينا، حيث ظل داعما أساسيا لأطراف الحرب الأهلية بسبب مزاجه المتقلب، قبل أن يعلن في 1981 عن اندماج كامل بين البلدين، مما أثار غضبا إفريقيا عارما ضد القذافي، الذي سرعان ما أعلن فك الارتباط مع الجار التشادي مع الاحتفاظ باحتلال إقليم أوزو حتى العام 1994 حيث حكمت العدل الدولية بأحقية التشاد في الإقليم المذكور.

وفي إثيوبيا ساهم القذافي بقوة في قلب نظام الامبراطور هايلي سيلاسي سنة 1974, ليدعم خليفته منغيستو هايلي مريام ذا الميول الماركسية, نظرا لاشتراكهما في العداء للإمبريالية الأمريكية, وليدعما معا حركة تحرير السودان المتمردة في الجنوب, وحتى نهاية الثمانينيات أرسل القذافي أكثر من مائة مليون دولار من المساعدات العسكرية إلى إثيوبيا في مواجهة الثورة الإرتيرية المشتعلة، قبل أن تسوء العلاقة بين الطرفين بعد استعادة إثيوبيا لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني.

وليتوجه القذافي إلى دعم إرتيريا المستقلة، والتي استفادت بشكل كبير من السخاء الليبي في مجالات التعدين والمناجم والاقتصاد البحري والنفط إَضافة إلى الدعم السياسي الدائم لنظام آسياس آفورقي الذي ظل ضيفا دائما على طرابلس قبل أن يعلن في 2006 ترجمة الكتاب الأخضر إلى اللغة الإرتيرية، في سعي منه لعولمة إديولوجيا اللجان الثورية.

وفي ليبيريا دعم القذافي بقوة الميليشيات التابعة لرئيسها السابق شارل تايلور، لينتهي المطاف بهذا الأخير سجينا لدى محكمة العدل الدولية.

في جمهورية إفريقيا الوسطى، حظي الديكتاتور جان بول بوكاسا بدعم قوي من القذافي، دفعه إلى اعتناق الإسلام عدة أشهر، رغم أنه كان متهما بأكل لحوم البشر ضمن اتهامات أخرى بالإبادة الجماعية.

وفي مالي ظل القذافي لسنوات طيلة داعما أساسيا للتوتر والتمرد العسكري ضد حكومات باماكو قبل أن يتحول لاحقا إلى داعم أساسي للتنمية في ذلك البلد الفقير، وطوال سنوات طويلة ظل الهدوء أو الاضطراب في إقليم أزواد المالي، حيث تقطن القبائل العربي والطارقية، مؤشرا أساسيا، لفهم العلاقة بين باماكو وطرابلس، وبعد سقوط القذافي فإن حكومة باماكو لا تعرف اليوم على أي رجل ستقف، فهي لحد الآن لم تعترف بالمجلس الانتقالي في ليبيا، إلا أنها بدأت تستعد لدفع ثمن رحيل القذافي الذي كان داعما أساسيا لاقتصادها الهش، فأسعار الوقود ارتفعت بشكل صاروخي منذ انقطاع النقط الليبي عن مالي مع بداية الثورة، كما أن الشمال المالي استقبل مئات المقاتلين من الطوارق عائدين بعتاد وفير من ليبيا وربما يحملون فوق ذلك طموحا سياسيا بإقامة دولة مستقلة.

وفي السودان تميزت العلاقة بين القذافي والأنظمة المتعاقبة في الخرطوم بكثير من الاضطراب، ففي عهد الرئيس جعفر النميري تحول القذافي من صديق حميم للنظام السوداني وقد مكنه من الانتقام من عدد من خصومه السياسيين إلى خصم عنيد حاول اغتيال النميري أكثر من مرة، كما ظل داعما أساسيا للمتمردين في منطقة دارفور وجنوب السودان، ولعل في عبارة الرئيس السوداني عمر البشير قبل أسابيع "إن الثوار في مصراتة تحركوا بأسلحة سودانية ردا للصاع على القذافي الذي كان مسؤولا عن الاضطرابات في السودان والهجوم على أم درمان والخرطوم" اختصارا دقيقا للعلاقة بين البلدين.

لكن أموال القذافي ستكون أكثر انسيابا ومؤسسة مع نشأة الاتحاد الإفريقي الذي رعاه القذافي وظل طوال سنوات حكمه يدفع الالتزامات المالية المستحقة علي العديد من الدول الأفريقية الفقيرة تجاه الاتحاد الأفريقي، ولاحقا سيؤسس القذافي الشركة الليبية الإفريقية للاستثمار والتي غطت استثماراتها دولا إفريقيا عديدة من بينها الغابون, الكونغو, بوركينا فاسو, النيجر, مالي, غينيا, التشاد, أوغندا, بنين, ليبيريا, أثيوبيا, مدغشقر, أفريقيا الوسطى, جنوب أفريقيا, زيمبابوي, زامبيا, رواندا, غامبيا, غانا, التوجو, جزر القمر, الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى موريتانيا التي أعلن القذافي فيها عن سلسلة مشاريع اقتصادية بغلاف مالي يصل إلى 500 مليون دولار، كما أنقذ النظام الموريتاني من أزمة الشرعية الدستورية إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي الجنرال محمد ولد عبد العزيز ضد الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله في 6 أغسطس /آب 2008.

دموع إفريقيا

برحيل العقيد يفقد الأفارقة سندا قويا يستحق الأسف والتأبين، وهكذا ففي أقطار أفريقية عديدة، عبرت حكومات وأنظمة سياسية ونخب وزعامات سياسية ودينية عن استيائها من رحيل القذافي، ففي السنغال مثلا – أول بلد إفريقي داعم للثورة الليبية- اعتبر الزعيم الديني ورئيس حزب جبهة التحالفات الوطنية أحمد خليفة انياس أن موت القذافي يشكل خسارة لإفريقيا، وللاتحاد الإفريقي علي وجه الخصوص, وأشار في حديث لتلفزيون دي أس تي في المحلية "أن القذافي كان أكبر مدافع عن الأفارقة في المحافل الدولية ، كما قدم مساعدات سخية لأفريقيا".

واعتبر السياسي السنغالي أنما حصل في ليبيا يعد استعمارا جديدا، لأن القوي التي أسقطت ضرباتها القذافي (بريطانيا، فرنسا، وإيطاليا)، هي ذات القوي التي سبق وأن استعمرت ليبيا، تريد اليوم إعادة احتلالها من جديد.

وفي مالي – لم تعترف الحكومة الليبية لحد الآن بالمجلس الانتقالي رغم أنها سمحت برفرفة علمه على سفارة ليبيا في باماكو، كما أن قطاعات عديدة من المواطنين يشعرون بالأسف لمقتل القذافي وتنقل صحيفة "سيبر برس" المالية عن مواطن مالي قوله "إنهم قتلوا صديقنا القذافي من أجل بتروله.. إنه رجل عظيم أعطى الأفارقة بسخاء".

وفي النيجر فإن زعماء محليين بادروا بسرعة إلى تهديد الحكومة المركزية بالانتقام إذا أقدمت على تسليم نجل القذافي إلى خصومه في المجلسي الانتقالي في طرابلس، تماما كما تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن "حالة حزن" في إفريقيا جنوب الصحراء بعد مقتل العقيد القذافي.

وقد ذكرت وسائل الإعلام بعيد مصرع القذافي أكثر من تصريح حزين لزعماء ودبلوماسيين في أوغندا وزمبابوي والنيجر بعد رحيل القذافي ودفنه بعيدا عن الصحراء، أما إرتيريا الحليف الاستيراتيجي للقذافي فقد عبرت عن استياء شديد بعد رحيل القذافي وخلال فترات الثورة اللييبة ظل الزعيم آسياس أفورقي حريصا على إطلاق تصريحات غاضبة تجاه الثوار.

ورغم أن إفريقيا تملك رصيدا كبيرا من الأحزان وقدرة فائقة على التعامل مع جراحها العديدة، فمن المؤكد أيضا أن دموع على القذافي لم تكن دموع تماسيح بقدر ما كانت تعبيرا عن فقدان داعم أساسي لقضايا إفريقيا وعنصر أساسي في المشهد السياسي الإفريقي.

إفريقيا والثورة الليبية

مسحت الثورة الليبية طاولة كل المصطلحات السياسية السابقة في ليبيا، إن ليبيا اليوم وهو تعيد تأسيس ذاتها لم تعد ليبيا القذافي بأي شكل من الأشكال مما يعني أن متغيرات استيراتيجية وسياسية كثيرة ستطبع العلاقة بين ليبيا الثورة والقارة السمراء أبرزها:

  • عودة ليبيا إلى الحضن العربي والفضاء الدولي ممثلا في أمريكا والاتحاد الأوربي، وهو ما يعني أن توطيد العلاقات مع دول "قوات التحرير" وستكون تلك السياسة هي الأولية الأساسية بالنسبة للحكام الجدد في طرابلس؛ ويعني أكثر من ذلك أن ليبيا ستكون ملزمة بإدارة علاقات استثنائية مع المعسكر الغربي الذي طالما وصفته بالامبريالية والعدو الغاشم في بعض فترات العقيد الليبي معمر القذافي.
     
  • أن سعي نظام الثورة إلى إعادة إعمار ليبيا بما يتطلب من تكاليف اقتصادية باهظة، وعلاقات دولية واسعة، سيدفع الليبيين إلى التركيز أولا على مصادر الدعم والتمويل والصناديق الإنمائية وسيكون حفظ الموجود الليبي أولى من طلب المفقود في إفريقيا، مما يعني أن خزائن طرابلس لم تعد مشرعة أمام الأفارقة.

وينضاف إلى هذا عامل أساسي وهو حساسية الليبيين تجاه الأفارقة، بشكل خاص حيث توجه اتهامات كثيرة إلى المرتزقة الأفارقة بارتكاب مجازر ضد الثوار والمدنيين، وإطالة عمر نظام القذافي، وهو ما سيجعل العمالة الإفريقية ضيفا غير مرحب به في ليبيا الجديدة.

أما على الصعيد الإفريقي فلا شك أن الزعامات التي استفادت خلال سنوات طويلة من المال الليبي تجد في سقوط القذافي:

خطرا كبيرا على اقتصادها المتهاوي وفوق على ذلك على بقاء أنظمة عديدة في المنطقة، اعتمدت المال والدعم الليبي لسنوات طويلة، ومع غياب الدعم المالي والمساندة السياسية فلا شيء سيغري الأفارقة بتطبيع سريع للعلاقة مع نظام المجلس الانتقالي في ليبيا، كما أن بإمكان دول الجوار الإفريقية الإسهام بقوة في توتير المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا الثورة، خصوصا أنها تتمتع بجاليات كبيرة من الليبيين الجدد الذين حصلوا على هويات ليبية خلال حكم العقيد معمر القذافي.

وهو ما يتطلب حنكة سياسية وإدارة قوية للعلاقة مع إفريقيا تستبعد خيار القطيعة ، فلا تزال العلاقة بين البلد وقارته السمراء، قابلة لقراءة جديدة، قوامها المصالح المشتركة والندية السياسية.

ومهما يكن فإن استقرار أجزاء كبيرة من القارة الإفريقية مرتبط باستقرار ليبيا، حيث أن أي اضطراب في بينة النظام السياسي الجديد، يعني بالضرورة تحول دول الجوار إلى جيوب مشتعلة لأطراف الصراع السياسي المفترض في ليبيا، ومع وفرة السلاح الليبي وانتشاره وتعدد أسباب الاضطراب بين مكونات الثورة، فإن أطرافا كثيرا في القارة السمراء ستهتم أكثر باستقرار ليبيا الجديدة، ويتعلق الأمر بشكل أساس بالسودان والتشاد والنيجر ومالي والجزائر.

نحو فهم عربي لإفريقيا

برحيل القذافي تطوى صفحة مثيرة من العلاقات العربية الإفريقية، شابها كثير من الاضطراب والسخونة، وتميزت في مراحل لاحقة بكثير من الحميمية والتوافق، ولا شك أن إفريقيا تظل -رغم ضعفها الاقتصادي وتشتت قرارها السياسي- عمقا استراتيجيا للعالم العربي وحليفا شبه دائم للقضايا العربية والإسلامية مما يتطلب سياسة جديدة تقوم على:

  • تفعيل المشترك الحضاري بين إفريقيا والعالم العربي سواء تعلق الأمر بالإسلام الذي ينتمي إليه الملايين من أبناء إفريقيا، والذي كان أحد أهم مداخل القذافي إلى قلوب الأفارقة، وكانت صلواته الجامعية ومساجده المتعددة في دول القارة السمراء بوابة أساسية لإقناع مسلمي إفريقيا بأن القذافي "ثائر مسلم"، يستقبل كل سنة آلاف الأفارقة الذين يعلنون دخولهم في الإسلام مقابل هدايا وإكراميات.
     
  • تشجيع التحالف الإقليمي بين إفريقيا والعالم العربي، سواء عبر منظمات اتحاد المغرب العربي وتفعيل الحضور العربي في الاتحاد الإفريقي وكذا تفعيل التعاون الإيجابي بين الجامعة العربية ومنظمات الاتحاد الإفريقي.
     
  • إعادة اكتشاف إفريقيا الثرية بمواردها الاقتصادية، ومجالاتها الاستثمارية الخصبة بما يسمح بالتأثير الإيجابي في القرار الإفريقي الذي يعتبر الاقتصاد بوابته الأولى والأخيرة.
     
  • دعم قضايا إفريقيا في المنظومة الدولية ومساعدة الإنسان الإفريقي في سعيه إلى الديمقراطية والتنمية الاقتصادية، بما يسمح بولاء إفريقي للقرار العربي المنبني على قيم الديمقراطية والتعايش الإيجابي والحرية بدلا من اضطرابات الموقف الديكتاتوري وتعثر القرار السياسي العربي خلال العقود الماضية.

ومهما يكن من مستقبل للعلاقة العربية الإفريقية فلا شك أن رحيل القذافي قد طوى صفحة مثيرة من تاريخ العلاقات العربية الإفريقية، صفحة مضطربة المسار اختصرت ملامحها في طموح زعيم ثائر لا حد لطموحه.
____________________
محمد سالم ولد محمدو-كاتب موريتاني

ABOUT THE AUTHOR