موقف دول البلقان من القرار الدولي حول ليبيا

تربط البلقان بالحكم في ليبيا علاقات تاريخية واقتصادية مميزة ، ما جعل تأييدها للقرار الدولي بفرض حظر طيران على ليبيا مكلفا بالمعايير الاقتصادية والسياسية، في حين استمر بعض البلقانيين في تأييد القذافي أو أبدى التحفظ على طريقة تطبيق القرار الدولي.
1_1052424_1_34.jpg







 

حمدي بليكتش


أدانت دول البلقان "ممارسات النظام الليبي" ضد شعبه، وأيدت  بالإجماع قرار مجلس الأمن رقم 1973، الذي يقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، واستخدام كل التدابير الضرورية  لحماية المدنيين من الهجمات التي تشنها قوات العقيد معمر القذافي ضد الثوار الليبيين.


وواقع الأمر أن هناك علاقات تاريخية ومميزة كانت تربط دول البلقان بالحكم في ليبيا، وهو ما يفسر مواقف بعض الشخصيات التي أبدت بعض التحفظ إزاء طريقة تطبيق القرار الدولي أو رفضته رغم التأييد الرسمي الواضح.


خلفية تاريخية عن علاقة القذافي بالبلقان
المواقف المؤيدة للقرار الدولي
التأييد واجب أخلاقي أم مصالح مشتركة
مواقف مؤيدة للقذافي


خلفية تاريخية عن علاقة القذافي بالبلقان 


شهد التاريخ علاقات جيدة بين نظام القذافي وبلدان أوروبا الشرقية والبلقان، فبعد قيام القذافي بالانقلاب العسكري في أواخر الستينيات واستيلائه على الحكم، أنشأ علاقات مميزة مع كثير من رؤساء دول البلقان، خاصة مع رئيس يوغسلافيا الراحل جوزيف بروز تيتو.


تيتو المثل الأعلى للقذافي



لم يستوعب بعض الناس في البلقان الثورات العربية ولا سرعة انتشارها، وذلك رغم أن دولهم كانت جريئة في تأييد القرار 1973 وثورة الشعب الليبي رغم الخسائر التي ستتكبدها.
كان تيتو للقذافي مثلا أعلى من حيث تمكنه من السيطرة على عدة عرقيات وأتباع ديانات مختلفة في يوغسلافيا طول مدة حكمه، وكذلك سياسته الخارجية مع الدول الغربية والشرقية المتميزة بالحنكة والذكاء.

فالمشير تيتو كان للقذافي "زعيما إيديولوجيا ومناضلا، وقائدا ضد الخطر النازي والفاشي، وكان رائدا اشتراكيا وأحد مؤسسي حركة عدم الانحياز وصخرة صلبة أمام السياسات الاستعمارية في العالم"، باختصار كان تيتو مصدر إلهامه حيث أن القذافي حاول تقليد تيتو حتى في كيفية إمساك السيجارة.


ومن هنا قد نجد بعض تصرفات القذافي والمصطلحات التي يستخدمها مأخوذة من حياة تيتو الذي تبوأ مكانة مميزة في العالم العربي وبين أنظمته.


وللإنصاف فقد عمل تيتو من خلال حركة عدم الانحياز على دعم العلاقات الاقتصادية والثقافية بين يوغسلافيا والدول العربية، كما عمل على دعم الدول العربية من أجل استقلالها، ووقف تيتو إلى جانب العرب منذ قرار التقسيم وصولا إلى اعتداءات إسرائيل على البلدان العربية.


أما علاقة القذافي بيوغسلافيا فقد كانت مبنية على نفس الإيديولوجية والمرجعيات الفكرية من ناحية، والتعاون العسكري والاقتصادي من ناحية أخرى، حيث تخرج العشرات بل المئات من الليبيين من الكليات العسكرية في بلغراد وسبليت وموستار، وفي الوقت نفسه كان نظام القذافي وحاشيته يغري هذه البلاد بالمشاريع الضخمة والمربحة.


واستمرت هذه العلاقة حتى بعد وفاة تيتو حيث إن التعاون بين طرابلس وبلغراد وصل إلى القمة خاصة في مجال شراء الأسلحة اليوغسلافية المعروفة بجودتها العالية.


القذافي وسلوبودان ميلوسوفيتش
كان القذافي يميل دائما للطرف الذي يرتبط معه بمصالح أكثر، حتى إنه فاجأ البوسنيين والعالم الإسلامي بانحيازه إلى الطرف الصربي أثناء الحرب في البوسنة والهرسك. وكانت هناك علاقات وثيقة عسكرية وأمنية لنظام القذافي مع نظام الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، كما انتشرت الشركات الصربية لمختلف المجالات الاقتصادية في أنحاء ليبيا.


ووفقا لوكالة الأنباء الليبية عام 1999 منح ميلوسوفيتش للقذافي أعلى ميدالية شرف تقديرا لجهوده ودوره الكبير في تعزيز العلاقات الثنائية بين ليبيا ويوغسلافيا. واحضر الميدالية "النجمة الكبرى" للقذافي نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي زوران ليليتش، وهو شخصية معروفة في الساحة السياسية الصربية، فقد كان رئيسا ليوغسلافيا في الفترة بين 1993 و1997 ورئيسا للجمعية الوطنية لصربيا في سنة 1993، وكان على علم تام بما يقوم به الجنرال راتكو ملاديتش وجيشه من فظائع إجرامية في حق المدنيين في سربرنيتسا وغيرها من المدن البوسنية.


وكذالك لعب ليليتش دور الوسيط بين بلغاريا ونظام القذافي في تسوية قضية الممرضات البلغاريات الصادر في حقهن حكم بالإعدام بتهمة نقل دم ملوث بفيروس الإيدز لمئات الأطفال الليبيين.


كوسوفو والقذافي
كانت ليبيا البلد العربي الوحيد الذي أدان الغارات الجوية لحلف الناتو ضد يوغوسلافيا أثناء أزمة كوسوفو في أواخر التسعينيات، واحتفظ القذافي بالتواصل الوثيق مع ميلوسوفيتش أثناء حملته الدامية على الألبان في كوسوفو.


ووفقا للمصادر الصربية، صرح عبد العاطي العبيدي، وزير الشؤون الأوروبية في الجماهيرية، وبعد اجتماعه مع وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش في 2008، أن ليبيا لن تعترف بكوسوفو.


وقال العبيدي إن ليبيا تؤيد بقوة موقف صربيا بشأن كوسوفو، رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الإسلامية. وطمأن القذافي وزير خارجية صربيا فوك يريميتش أثناء لقائهما في 9 أبريل/نيسان 2009 بأن ليبيا لن تعترف بكوسوفو.


ووعد القذافي عقب لقاء جمعه بممثل حزب التحالف لأجل كوسوفو الجديدة الرئيس السابق لكوسوفو بهجت باتسولي عام 2009، بأنه سيدرس بعناية إمكانية اعتراف ليبيا بكوسوفو. وهناك رواية أخرى تقول إنه أثناء زيارة باتسولي لليبيا قال القذافي إنه لن يعترف أبدا بكوسوفو طالما بقي قادتها "جراء للأمريكان ."


المواقف المؤيدة للقرار الدولي 


صرحت نائبة وزير الخارجية الألبانية السيدة أديتا خرجي أمام لجنة حقوق الإنسان في جنيف بأن "الشعب الألباني منذ 20 عاما فقط حرر نفسه بعد نصف قرن من ديكتاتورية أنور خوجة، وهي تدرك تماما معنى الحرمان الكامل لحقوق الإنسان في ليبيا".


وأضافت أن "المجتمع الدولي يجب أن يلعب دورا نشطا وفعالا، ويجب ألا يصبح انتهاك حقوق الإنسان قضية تندم عليها الإنسانية بسبب التأخير في الرد السريع."


أما مكتب رئيس الوزراء الألباني صالي بريشا فقد أصدر بيانا فحواه أن "ألبانيا مستعدة لتقديم كل التسهيلات اللازمة لمهمات تحالف الناتو، والقضية في غاية الأهمية لأجل السلام والحرية والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط".


قال الممثل الدائم للبوسنة والهرسك في الأمم المتحدة إيفان بارباليتش بأن وفده البوسني "مشمئز من حدة العنف غير المقبول ضد المدنيين في ليبيا"، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف سفك الدماء في هذا البلد.





كان تيتو مصدر إلهامه حيث أن القذافي حاول تقليد تيتو حتى في كيفية إمساك السيجارة.
وأضاف قائلا إن قرار مجلس الأمن يأتي استجابة لطلب الشعب الليبي فضلا عن بعض المؤسسات والمنظمات الإقليمية، مثل الجامعة العربية، لفرض حظر جوي فوق ليبيا.

أما سكرتير الدولة لوزارة الشؤون الخارجية في الجبل الأسود نيبويشا كالودييروفيتش فصرح أمام لجنة حقوق الإنسان في جنيف بأن انتهاك حقوق الإنسان والقمع واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل نظام القذافي يتطلب استجابة دولية فورية ومناسبة.


وأما السيد أنطونيو ميلوسوسكي وزير الخارجية المقدوني فأثنى على تحرك مجلس الأمن والإحالة العاجلة لتكوين لجنة مستقلة للتحقيق في أحداث ليبيا.


وفي السياق قال الرئيس الروماني ترايان باسيسكو متحدثا إلى التلفزيون الروماني في بوخارست إنه أوضح للجميع أن رومانيا تحترم قرار 1973، الذي يتضمن فرض منطقة حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين. كما أشار باسيسكو إلى أن رومانيا ستنضم إلى أي مهمة يقوم بها حلف الناتو في ليبيا.


وقد أعلنت صربيا أنها أوقفت التعاون العسكري والاقتصادي مع ليبيا وفقا لقرار مجلس الأمن. وقبل أيام وبمناسبة الذكرى الثانية عشرة لبداية قصف الناتو لجمهورية يوغسلافيا الاتحادية (صربيا)، صرح وزير الخارجية فوك ييريميتش بأنها ستذكر كمأساة وطنية، وقال "إن فترة قصف حلف الناتو في  1999 ستذكرنا دائما كيف يمكن أن تكون النتائج المترتبة على السياسات الخاطئة كارثية. ويتوجب علينا ألا نسمح لأنفسنا بأن نصل إلى مثل هذا الوضع مرة أخرى، وهذا لا يعني التخلي عن المصالح والأولويات الوطنية."


وأضاف "الكثير من مواطني صربيا لا يمكن أن يكونوا غير مبالين بما يحدث حاليا في ليبيا، فلدينا تجربة مأساوية مع الضربات الجوية ضد بلدنا وما عاناه المدنيون، ولذلك فإننا نتعاطف تعاطفا عميقا مع الشعب الليبي الصديق".


أما جمهورية سلوفينيا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، فقد رحبت بقرار مجلس الأمن بخصوص ليبيا، وعلق الرئيس السلوفيني دانيلو تورك بأن القرار هو خطوة هامة في إيجاد حل للأزمة الليبية، مضيفا أن الحظر الجوي هو من الوسائل لهذا الحل، مضيفا أن "القرار يطالب بالوقف الفوري للقتال، ويجعل من صميم المتطلبات استمرار حماية المدنيين والمناطق المدنية، ولهذا الغرض يسمح باستخدام جميع الوسائل، بما في ذلك العسكرية، ويمنع على وجه التحديد استخدام أي وسائل عسكرية قد تشكل أي نوع من أنواع الاحتلال".


وبكلام مماثل صرح رئيس الوزراء السلوفيني السيد بورت باهور بأن "القرار في غاية الأهمية، وأنه يؤيد استخدام القوة العسكرية لوقف الكارثة الإنسانية في ليبيا". والأهم من ذلك حسب باهور أن "القرار مدعوم من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي".


التأييد واجب أخلاقي أم مصالح مشتركة 


وقد كان تأييد دول البلقان لقرار مجلس الأمن 1973 خطوة  صعبة ومؤلمة نوعا ما، لأنها ستؤدي إلى تلاشي فرص اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات.


فقد ازدهرت تجارة الأسلحة مع ليبيا بعد رفع العقوبات عنها سنة 2004، وباعت دول من الاتحاد الأوروبي والبلقان أسلحة لنظام القذافي بمئات الملايين من الدولارات. مع العلم أنه قبل اندلاع الثورة أفلتت من إيطاليا صفقة أسلحة بمليار يورو، أما روسيا فخسرت صفقة بنحو ملياري يورو كان قد اتفق عليها مسبقا.


وقد أيدت دول البلقان القرار 1973 رغم أن الأزمة الاقتصادية العالمية تعصف بها وتضيق عليها الخناق، وهي بأمس الحاجة لعقد المزيد من الصفقات للخروج من تلك الأزمة بالمقارنة مع الدول الغربية الكبرى، مثل إيطاليا وألمانيا التي كانت في حيرة من أمرها بالنسبة لتأييد القرار الدولي الآنف الذكر.


وبهذا الخصوص قال بورت باهور رئيس الوزراء السلوفيني إن سلوفينيا لا ينبغي أن تشعر بالحرج بسبب زيارته للقذافي قبل أشهر قليلة، فسلوفينيا كانت تتصرف كما تصرفت دول أعضاء الاتحاد الأوروبي الأخرى، مشيراً إلى أنه زار ليبيا جنباً إلى جنب مع رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورؤساء الحكومات والدول الأخرى، وأضاف أن "سلوفينيا لم تفعل أي شيء، لم تفعله دول أخرى"، مؤكدا أن القذافي لا آفاق مستقبلية له زعيما.


خسائر شركات البلقان
أشارت بعض التقارير الاقتصادية إلى أن الشركات البوسنية علقت العمل في ليبيا بسبب الثورة، ويقول المحللون إن الاقتصاد البوسني أصبح يعاني من ضربة قوية نتيجة للاضطرابات في ليبيا. ولكن ليست الشركات البوسنية هي الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، فهناك العشرات من الشركات الكرواتية والصربية والسلوفينية تتقاسم هذا المصير.


وقدر السفير البوسني في ليبيا فرحات شتا المشاريع البوسنية في ليبيا بأكثر من مليار يورو. وتجدر الإشارة إلى أن غالبية الشركات لم تتسلم مستحقاتها، فضلا عن أن الكثير من المعدات التي تعود لها لا تزال على الأراضي الليبية، في حين أن حوالي 1000 عامل عاد إلى البوسنة". وتؤكد تقارير وسائل الإعلام البوسنية أن الخسائر ضخمة جدا، وقد دفعت بعض الشركات إلى حافة الإفلاس.


مواقف مؤيدة للقذافي 


لم يستوعب بعض الناس في البلقان الثورات العربية ولا سرعة انتشارها، وذلك رغم أن دولهم كانت جريئة في تأييد القرار 1973 وثورة الشعب الليبي رغم الخسائر التي ستتكبدها.





كان تأييد دول البلقان لقرار مجلس الأمن 1973 خطوة صعبة ومؤلمة نوعا ما، لأنها ستؤدي إلى تلاشي فرص اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن القذافي كان يقدم مساعدات وهدايا لبعض الدول والمؤسسات في الخارج ساهمت في تحسين صورته الشخصية في العالم، وهذه الحقيقة هي السبب في بعض المواقف غير المنطقية والمؤيدة للقذافي التي صدرت عن بعض الشخصيات المعروفة.

فالرئيس الكرواتي السابق ستيبان ميسيتش، الذي يعرف بالإنصاف والحكمة وبعلاقاته الدبلوماسية المميزة مع دول كثيرة صرح لإحدى الجرائد الكرواتية بأنه يتوجب على مجلس الأمن أن يجتمع مرة أخرى ويعلن أنه ما دام قد تم تحقيق حظر جوي على ليبيا فلا بد من وقف العمليات العسكرية على جيش القذافي والتي أجريت على أساس قرارات الحظر.


وأثناء لقاءاته المنفصلة مع سفراء روسيا والصين قال ميستش إنه ينبغي اعتماد قرار جديد من شأنه أن يحدد اتجاه المجتمع الدولي في تنفيذ الإصلاحات في ليبيا، بشرط أن تكون الكلمة الأخيرة للشعب الليبي. ويعتقد ميستش بأن قوات القذافي لا تقوم بقتل المدنيين.


وفي صربيا نظم القوميون المتطرفون المسيرات المؤيدة للقذافي، وذلك ردا على تضامنه مع بلغراد في سنة 1999 أثناء فترة قصف حلف الناتو ليوغسلافيا. وقد هتف المتظاهرون بسقوط أمريكا وحلف الناتو رافعين صور لميلوسوفيتش والقذافي.


أما البوسنييون فقد بقي العشرات منهم في ليبيا حيث رفضوا مغادرتها قائلين إنهم مستعدون أن يشاركوا الشعب الليبي مصيره.


ومن ناحية أخرى "ورط" بعض المسؤولين في البوسنة أنفسهم مع القذافي في "مسألة فقهية" وقد يحتاجون إلى من يفتي لهم بحل مرض، فقد زار مفتي البوسنة د. مصطفى تسيريتش ليبيا قبل اندلاع الثورة بفترة وجيزة، حيث أعلن معمر القذافي أنه سيتبرع بخمسة ملايين دولار لبناء مقر الرئاسة للمشيخة البوسنية في سراييفو، وفعلا تم تحويل أول دفعة من المبلغ، ولكن ظهرت الإشكالية في تسمية الوقف، هل سيسمون الوقف باسم معمر القذافي، أم باسم الشعب الليبي، أم سيتم إعادة التبرعات.


فقد دعا رئيس اتحاد هلسنكي الدولي لحقوق الإنسان في البوسنة والهرسك السيد ألمير ترزيتش الجمعية الإسلامية في البوسنة إلى رفض التبرعات من القذافي. وأرسل السيد ترزيتش خطابا للمفتي تسيريتش كتب فيه "إن المرء الذي يمارس الإرهاب ضد شعبه لا مكان له بين المحسنين والأخيار، ونظرا إلى السمعة الطيبة والشريفة للمشيخة والمجتمع المسلم في البوسنة، أرجو من المسؤولين إعادة النظر في هذا الأمر".
_________________
باحث سلوفيني متخصص في شؤون البلقان