رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي (الفرنسية) |
عاد زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي في اليابان شينزو آبي إلى السلطة رئيسًا للوزراء لفترة ثانية، بعد ست سنوات من ولايته الاولى. يشتهر آبي داخل اليابان وخارجها بأنه "قومي متطرف" له في كثير من الأحيان "آراء عدوانية" بخصوص مكافحة النفوذ الصيني في المنطقة.
تعالج هذه الورقة الآثار المترتبة على عودة آبي إلى السلطة وتداعياتها على العلاقات مع الصين في ضوء الخلاف الدبلوماسي الحالي حول ملكية الجزر في بحر الصين الشرقي. ومن الجدير ملاحظته هو أن النزاع حول الجزر يقع في سياق التحدي الذي تمثله القوة الصينية الاقتصادية والعسكرية ونفوذها المتنامي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
تحاول هذه الورقة وضع خطاب آبي القومي المتشدد في سياق قدرته على صنع القرار، وتاريخ العلاقات اليابانية الصينية، وتبعية اليابان عسكريًا وأمنيًا للولايات المتحدة منذ أن أنشأ شيجيرو يوشيدا الحزب الديمقراطي الليبرالي.
الحزب الديمقراطي الليبرالي وعقيدة يوشيدا
لعل يوشيدا شيجيرو كان السياسي الأكثر نفوذًا في اليابان في فترة ما بعد الحرب، حيث تبوأ عدة مناصب دبلوماسية مهمة قبل الاحتلال الأمريكي، من أبرزها تعيينه سفيرًا لدى بريطانيا العظمى عام 1936. وكان معارضًا لتحالف اليابان مع ألمانيا في الحلف الثلاثي عام 1940، فقضى فترة الحرب العالمية الثانية كأي مواطن عادي(1).
وصار يوشيدا وزيرًا للخارجية في أعقاب الحرب العالمية الثانية ثم رئيسًا للوزراء في اليابان (2)، وأنشأ الحزب الديمقراطي الليبرالي بغرض مكافحة تهديد اليسار السياسي وإرساء هيمنة المحافظين في اليابان الذين غالبًا ما يُشار إليهم باسم نظام 1955، وجعل من المعارضة "أقلية دائمة". (3)
تميزت سياسة اليابان القومية والأجنبية في ظل "عقيدة يوشيدا" لا سيما في فترة ما بعد الحرب وطوال الحرب الباردة بالتركيز على النمو الاقتصادي والاعتماد العسكري على الولايات المتحدة(4).
الاعتماد العسكري على الولايات المتحدة
نصَّت المادة 9 من الدستور الياباني، الذي صاغه إلى حدٍّ كبير المحامون الأمريكيون، على وجوب تخلي اليابان عن الحرب واستخدام "القوة لتسوية النزاعات الدولية" وعلى عدم السماح لليابان بالاحتفاظ بقوات برية أو بحرية أو جوية.(5) بينما قيدت الطبيعة "السلمية" للدستور الياباني عسكرة البلاد، صار لزامًا على الولايات المتحدة أن توفر الأمن لليابان بموجب اتفاقية الأمن التي وقعت عليها الولايات المتحدة واليابان عام 1951، والتي عُدِّلت لاحقًا عام 1960. وكانت هذه الاتفاقية قد أُعدِّت أصلاً لتكريس، "التزام الولايات المتحدة في الدفاع عن اليابان ضد العدوان الخارجي، في مقابل استخدام الولايات المتحدة للقواعد العسكرية اليابانية من أجل الدفاع عن اليابان وحفظ السلام والأمن في الشرق الأقصى".(6)
وهذا معناه أن اليابان لن تعتمد عسكريًا على الولايات المتحدة فحسب، بل تأخذ أيضًا زمام المبادرة في قضايا السياسة الخارجية مع حليفتها الدولية المهمة الوحيدة. وحتى اليوم على الرغم من إنشاء قوات الدفاع الذاتي اليابانية، لا يزال أمن اليابان يعتمد على الجيش الأمريكي.
العلاقات مع الصين
تمثل تركة اليابان الإمبراطورية، السبب الأكبر للاحتكاك الدبلوماسي مع جارتها الأقوى في شرقي آسيا، أي الصين. وكان من شأن توترات الحرب الباردة خلقُ مضاعفاتٍ أخرى في أعقاب الحرب، حيث تحالفت اليابان مع الولايات المتحدة في الاعتراف بحكومة تايوان بصفتها الحكومة الرسمية للصين. ولم تعترف الولايات المتحدة واليابان بجمهورية الصين الشعبية بوصفها الحكومة الوحيدة للصين إلا بعد أن قبلت الأممُ المتحدة جمهوريةَ الصين الشعبية في عضويتها.
وعلى الرغم من إقامة العلاقات الدبلوماسية والتجارية والتعاون الاقتصادي بين اليابان والصين منذ عام 1972، لا تزال بعض المظالم التاريخية تنغِّص هذه العلاقة، مثل زيارة رؤساء وزراء اليابان لضريح ياسوكوني، الذي يضم 14 من "عتاة مجرمي الحرب" منذ عام 1978، وتضارب الروايات التاريخية حول "مذبحة نانجينغ" التي قُتل فيها حوالي 250,000 صيني، واغتصاب الجنود اليابانيين لعشرين ألف امرأة صينية في الفترة بين كانون الأول/ ديسمبر 1937 وآذار/ مارس 1938، والنزاع الإقليمي حول الجزر في بحر الصين الشرقي.
مثلث اليابان الحديدي والبيروقراطية
كان هدف اليابان من خفض الإنفاق العسكري واستقرار السياسة الاقتصادية المتسقة هو ضمان "نمو اقتصادي عالي السرعة. (7) وفي هذا السياق يأتي التخطيط الاقتصادي على المدى الطويل من العلاقات القوية، الرسمية وغير الرسمية، بين سياسيي الحزب الديمقراطي الليبرالي، والنخبة البيروقراطية في الوزارات الحاسمة والزايكاي، وهي نخبة رجال الأعمال اليابانيين؛ ويُشار لهذه العلاقات(8) باسم "المثلث الحديدي" في اليابان. (9) ظلت العلاقة بين نخب المؤسسات الثلاث قائمة ومستمرة، لكنها بالطبع ليست ثابتة، وذلك لأن طريقة عملها "مبهمة، وغير خاضعة للمساءلة، وبالتالي تستعصي على الإصلاح".(10)
يرى جيرالد كيرتس في وصفه لأهمية البيروقراطية داخل المثلث الحديدي أن الاعتقاد بوجود قيادةٍ سياسيةٍ في اليابان هو ضربٌ من ترادف الأضداد. (11) فالذي يسن القوانين ويحدد السياسة القومية في النظام السياسي الياباني هم نخبة البيروقراطيين، وليس مجلس الوزراء المنتخب.
الحزب الديمقراطي وفشل محاولات الإصلاح
كان من شأن انتصار الحزب الديمقراطي الياباني في انتخابات 2009 أن كسر هيمنة الحزب الديمقراطي الليبرالي على السياسة اليابانية، وهو الذي ظل في السلطة منذ عام 1955، مما حال دون قيام معارضةٍ طيلة 11 شهرًا. وجاء الحزب الديمقراطي الياباني إلى السلطة بوعودٍ لكبح جماح البيروقراطية وتغييرٍ في علاقة اليابان بالولايات المتحدة. وهذا معناه نقلُ صنعِ القرار من البيروقراطية إلى مجلس الوزراء وقيامُ علاقةٍ أكثر نِدِّيَّةً مع الولايات المتحدة تسمح لليابان بلعب دورٍ حاسمٍ في المحيط الإقليمي إلى جانب كوريا الجنوبية والصين.
لكن الحزب الديمقراطي الياباني عجز عن الوفاء بوعوده بسبب الاقتتال الداخلي، والضغط الأمريكي، والبيروقراطية غير الداعمة. وهكذا عاد الحزب الديمقراطي الليبرالي وشينزو آبي إلى السلطة مرة أخرى في انتخابات عام 2012.
شينزو آبي القومي المتشدد
عندما أصبح شينزو آبي رئيسًا لوزراء اليابان عام 2006، كان أول رئيس وزراء يولد بعد الحرب العالمية الثانية. ومع أن خطاب آبي كان ينادي باستعادة استقلال اليابان، إلا أن التدابير التي اتخذها كانت في واقع الأمر ترسِّخ "التبعية العسكرية اليابانية والانضواء تحت قيادة الولايات المتحدة".(12)
يقول غافان ماكورمك إن آبي محافظ بالاسم فقط، وينبغي أن يُنظر إليه بوصفه "قوميًا متطرفًا" خلال ولايته الأولى التي "تميزت بالإنكار التاريخي" لمسؤولية اليابانيين عن الحرب. (13) يُقال إن خطاب آبي القومي ومواقفه المتشددة مستوحاةٌ من جده الراحل، نوبوسوكي كيشي، الذي كان عضوًا في مجلس الوزراء أثناء الحرب، وظل على مدى ثلاث سنوات "مجرمَ حربٍ من الطراز الأول لم تثبُت إدانتُه قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء بين عامي 1957 و1960."(14)
وكانت أكبر أزمة دبلوماسية تسلط الضوء على "تعصب" آبي القومي تتعلق بقضية "نساء المتعة،" حيث رفض أن تتحمل اليابان المسؤولية الكاملة عن إقامة - الجيش الإمبراطوري الياباني- بيوت دعارة عسكرية في الصين وذلك في الفترة ما بين 1932 ونهاية الحرب. ويُعتَقد أن 200،000 امرأة من كوريا والفلبين وإندونيسيا وهولندا وغيرها أُجبرن أو أُكرِهن على العمل في بيوت الدعارة هذه، ومعظم هؤلاء النساء كن من كوريا.
وترى نيكولا بايبر أن هناك أربعة أسباب رئيسة لوجود بيوت الدعارة هذه: أولاً، لتفادي اغتصاب الأهالي (ليس بدافع القلق عليهم، بل بسبب استثارة مشاعر العداء لدى المدنيين الصينيين)؛ ثانيًا، لتجنب الأمراض التناسلية بين القوات المسلحة؛ ثالثًا، لضمان أكبر قدر ممكن من الأمن (حيث يمكن أن يندس الجواسيس في بيوت الدعارة الخاصة)؛ رابعًا، لتوفير شيءٍ من الترفيه للحفاظ على الروح المعنوية.(15)
ونفى آبي توفر أي "دليل يثبت وجود إكراه،" مما أثار حفيظة وزير خارجية كوريا الجنوبية سونغ مين سون.(16) ورغم كل الأدلة التي تثبت عكس ذلك، ظلت الحكومة اليابانية خلال قيادة آبي تقول إن الأدلة لا توحي بأن "الشرطة العسكرية اقتحمت بيوت الناس وأخذتهم كما يفعل الخاطفون".(17)
آبي البراغماتي
هناك من ينظر إلى ولاية آبي الأولى من منظور البراغماتية، ولاسيما بخصوص سياسته الخارجية تجاه الصين وكوريا الجنوبية، بدلاً من أن يراها من منظور "التطرف القومي". فوفقًا لريتشارد كاتز وبيتر إينِس، "غالبًا ما يُظَنُّ خطأً أن آبي متطرف" وينبغي أن يُعزى له الفضل في إصلاح العلاقات مع الصين وكوريا الجنوبية عبر قنوات الحوار الخلفية، والزيارات إلى بكين وسول، بل الأهم من ذلك، عدم زيارته لضريح ياسوكوني وهو رئيسٌ للوزراء.(18)
وكان سَلَفُ آبي، جونيشيرو كويزومي، قد ترك العلاقات متأزمةً مع جيران اليابان، حيث زار الضريح ست مرات مع أن كويزومي يُعَدُّ أقل تعصبًا لقوميته. وكان شينزو آبي مسؤولاً، على الرغم من لغته الخطابية، عن استقرار العلاقات بين اليابان ونظرائها في شرقي آسيا، ولاسيما الصين.
ومع أنه يُعزى لآبي الفضل في إعادة بناء الثقة على الصعيد الإقليمي، إلا أن ولايته الأولى تُعَدُّ فاشلةً وانتهت قبل أوانها، حيث استقال آبي بعد سنة واحدة فقط من تسلمه زمام الأمور، وكان المسوغ الرسمي الذي أُعطي حينها هو أن آبي يعاني من التهاب القولون التقرحي.
ولاية آبي الثانية
عاد شينزو آبي والحزب الديمقراطي الليبرالي إلى الحكم في بيئة اقتصادية وسياسية وأمنية هشة: فالاقتصاد يعاني من الانكماش، والدَّيْن القومي مرتفع، وثقة الجمهور بالسياسيين منخفضة، والمحيط الإقليمي مقلِق بسبب النزاعات الإقليمية مع الصين وكوريا الجنوبية.
فقد تفاقمت التوترات الأمنية في المنطقة مع توجُّه إدارة أوباما نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما يُعَدُّ جزءًا من محاولة الولايات المتحدة لاحتواء النفوذ الصيني. وكما أن القواعد الأمريكية في اليابان كانت منذ أمدٍ بعيد مصدرًا للخلاف مع الصين، جاء حزم الولايات المتحدة الأمريكية المتصاعد ليزيد من تعقيد المحادثات الثنائية بين اليابان والصين.
وعلى الصعيد الاقتصادي، كان آبي من المدافعين عن استراتيجية اليابان التقليدية الثنائية الإقليمية في فترة ما بعد الحرب، والمعروفة باسم سايكاي بونري، والتي تدعو إلى "الفصل بين الاقتصاد والسياسة" خلال ولايته الأولى.(19) ورغم أن جدوى استراتيجية السياسة الخارجية الثنائية هذه مُتنازَعٌ عليها، إلا أن الترابط هو ما يُميز العلاقات الاقتصادية حتى في أحلك الظروف الدبلوماسية. والتجارة بين البلدين خيرُ دليلٍ على هذا، حيث كانت الصين أكبر شريك لليابان في الاستيراد والتصدير عام 2011.(20)
بيد أن هذه الاستراتيجية تعرضت للطعن، حيث نقلت التقارير أن الخلاف الإقليمي الأخير حول الجزر في بحر الصين الشرقي أثَّر في التجارة الثنائية المتعثرة.(21)
النزاع الإقليمي في بحر الصين الشرقي
اليابانيون يسمونها سِنْكاكو، والصينيون يسمونها دِيا أويو، والتايوانيون يسمونها دِيا أويوتاي، وهي خمسُ جزرٍ في بحر الصين الشرقي تُطالب بها كل من البلدان الثلاثة، ولدى كل منها من الحجج التاريخية ما ينافس حجج غيرها حول السيادة. ومع ارتفاع حدة الاحتكاكات الدبلوماسية مؤخرًا بين الصين واليابان فيما يتعلق بالجزر، اتخذ كلا الجانبين موقفًا قوميًا متشددًا تجاه الآخر.
في أيلول/ سبتمبر 2012، أمَّم رئيس الوزراء الياباني آنذاك، يوشيهيكو نودا، الجزر الثلاث المملوكة للقطاع الخاص، وذلك في محاولة لتجنب "مستفزّي الصين" مثل محافظ طوكيو آنذاك، شينتارو إيشيهارا، من الاستيلاء عليها. (22) ولكن هذه الخطوة التي كانت تهدف إلى تهدئة التوترات لم تفلح، على المدى القصير على الأقل، إلا في مفاقمة الوضع مع الصين التي ادّعت أن هذه الخطوة هي "مؤامرة معادية للصين."(23)
استغل شينزو آبي، زعيم المعارضة آنذاك، الحماسةَ القومية، فزعم أنه سيتخذ موقفًا أكثر تشددًا بخصوص الصين وأنه "لا مجال للتفاوض" حول الجزر. (24) لكن إذا وضعنا خطاب آبي القومي المتشدد تحت المجهر نجد أنه حتى الآن، وكما في ولايته الأولى، لا يوازي أفعاله وهو في السلطة. فقد أرسل آبي رسالة إلى شي جين بينغ، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، يدعوه فيها لعقد قمة لمناقشة النزاع حول الجزر.(25)
خاتمة
يمكن أن يُعزى قرار آبي جزئيًا إلى القيود التي تواجهها القيادة اليابانية وإلى الضغط الأمريكي، حيث يرسل إليه كبار المسؤولين الأمريكيين تقارير تحثه على توخي الحذر في موقفه إزاء هذا النزاع. (26) إن اعتماد اليابان على الولايات المتحدة لضمان أمنها يجعل صنع القرار المستقل في السياسة الخارجية أمرًا مستحيلاً. علاوةً على ذلك، إن تحالف النخبة البيروقراطية والتجارية اليابانية التي يشكلون معها المثلث الحديدي في البلاد، يحد من قدرة السياسيين اليابانيين على صنع القرار.
في النهاية، على الرغم من براغماتية شينزو آبي الواضحة في رسالته إلى شي جين بينغ، يشير خطابه القومي المتشدد وإنكاره للتاريخ إلى أفكار مقلقة توجه سلوكه. فالنزاع على الجزر يشير إلى أوقاتٍ عصيبةٍ في القادم من الأيام، والعلاقات اليابانية الصينية ستظل مشحونة بالتوتر بينما تحاول اليابان إيجاد حلول لتنامي قوة الصين ونفوذها. ولكن هناك شيء واحد مؤكد، وهو أنه لا آبي ولا الوضع الراهن أهلٌ لهذه التحديات.
_______________________________________
سميع صدِّيقي - متخصص في الدراسات التاريخية، والسياسة اليابانية والشرق أسيوية الحديثة
--------------
أُعدِّت هذه الدراسة لمركز الجزيرة للدراسات باللغة الإنكليزية، وترجمها إلى العربية د. موسى الحالول. للاطلاع على النص الأصلي يمكن العودة للرابط أدناه:
http://studies.aljazeera.net/en/reports/2013/02/20132375353689375.htm
المراجع
1- J. Saunavaara (2009), ‘Occupation Authorities, the Hatoyama Purge and the Making 2- 2-09, http://www.japanfocus.org/-Juha-Saunavaara/3229 (accessed 28 January 2013).
2- J. McLain (2002), Japan: A Modern History (New York: W.W. Norton & Company), p. 565.
3- J. Dower (1993) ‘Peace and Democracy in Two Systems: External Policy and Internal Conflict’, in A. Gordon (ed.), Postwar Japan as History (Berkley and Los Angeles: University of California Press), p. 20.
4- S. Chai (1997), ‘Entrenching the Yoshida Defense Doctrine: Three Techniques for Institutionalization’, International Organization, Vol. 51(3), Summer, p. 395.
5- J. Dower (1999), Embracing Defeat (New York: W.W. Norton & Company), p. 394.
6- L. Norman (1993) ‘The Strategic Dimensions of Japanese Foreign Policy’, in G. Curtis (ed.), Japan’s Foreign Policy after the Cold War: Coping with Change (London: M.E. Sharpe), p.205.
7- J. McLain, Japan: A modern history, p. 574.
8- J. Dower, Peace and Democracy, p. 16.
9- Y. Park (1982) ‘Big Business’ and Education Policy in Japan’, Asian Survey, Vol. 22 (3), March, p. 315.
10- G. McCormack (2002), ‘Breaking Japan’s Iron Triangle’, New Left Review, Vol.13, January-February, p. 11.
11- G. Curtis (2012), ‘Tokyo Drift’, Washington Street Journal, May 29, http://online.wsj.com/article/SB10001424052702303674004577433870486688262.html (accessed 28 January 2013).
12- G. McCormack (2012), ‘Abe Days are Here Again: Japan in the World’, December 24, The Asia-Pacific Journal, Vol. 10-52-1, http://www.japanfocus.org/-Gavan-McCormack/3873 (accessed 28 January 2013).
13- Ibid.
14- Ibid.
15- P. Nicola (2001), ‘War and Memory: Victim Identity and the struggle for Compensation in Japan’, War and Society, Vol. 19 (1), May, p.135.
16- ‘Sex slave denial angers South Korea’ (2007), BBC News, March 3, http://news.bbc.co.uk/2/hi/asia-pacific/6414445.stm (Accessed 30/01/2013).
17- ‘Japan reiterates sex slave stance’ (2007), BBC News, March 16, http://news.bbc.co.uk/2/hi/asia-pacific/6457675.stm (Accessed 30/01/2013).
18- R. Katz and P Ennis (2007), ‘How Able is Abe?’, Foreign Affairs, Vol. 86 (2), March-April, p. 75.
19- A. Mulgan (2008), ‘Breaking the Mould: Japan's Subtle Shift from Exclusive Bilateralism to Modest Minilateralism’, Contemporary Southeast Asia, Vol. 30 (1), April, p 60.
20- ‘Japan Profile’ (2012), World Trade Organization, September, http://stat.wto.org/CountryProfile/WSDBCountryPFView.aspx?Language=E&Country=JP (accessed 25/01/2013).
21- ‘Japan Trade Suffers as China deteriorates’ (2012), New York Times, October 22, http://www.nytimes.com/2012/10/23/business/global/japan-trade-suffers-as-china-ties-deteriorate.html?_r=0 (Accessed 30/01/2013).
22- Dangerous Shoals (2013) , The Economist, January 19, http://www.economist.com/news/leaders/21569740-risks-clash-between-china-and-japan-are-risingand-consequences-could-be (accessed 23/01/2013).
23- Ibid.
24- J. Miller and T. Yokota (2013), ‘Japan Keeps Its Cool’, Foreign Affairs, January 21, http://www.foreignaffairs.com/articles/138770/j-berkshire-miller-and-takashi-yokota/japan-keeps-its-cool (accessed 25/01/2013).
25- T. Ng (2013) ‘Xi Jinping to consider summit with Japan over Diaoyu Islands’, South China Morning Post, January 23, http://www.scmp.com/news/china/article/1136327/xi-jinping-consider-summit-japan-over-diaoyu-islands (accessed 25/01/2013).
26- Dangerous Shoals, Economist.